على الطبيب الحاذق أن يراعي مقدّمات العلاج وهي اُمور عشرة ، عبارة عن : 1 ـ مقدار الدواء . 2 ـ كيفيّته . 3 ـ لحاظ ذكورية المريض واُنوثيّته . 4 ـ سنّ المريض . 5 ـ العادات السابقة والحالية للمريض . 6 ـ بروز المرض في فصل من الفصول الأربعة . 7 ـ حرفة المريض وشغله . 8 ـ بلد المريض وكيفية مناخه وتربته . 9 ـ سمن المريض وضعفه . 10 ـ قوّة المريض[1] ونحوله.
ثمّ أصناف الأمراض التي تعتري الجسم أربعة : في الخلقة ، ومقدار الأعضاء ، وعددها ، وموضعها.
وقد وردت جميعاً في القرآن الكريم ، قال الله تعالى:
(لَيْسَ عَلى الأعْمى حَرَجٌ وَلا عَلى الأعْرَجِ حَرَجٌ وَلا عَلى المَريضِ حَرَجٌ)[2].
وتسمّى بالأمراض العضوية ، والعمى لمن فقد العينين ، والعرج قد تكون قدماً واحدة ، وقد تكون الاثنتين ، وإذا جاء لفظ المريض ، فهو ما يعني علّة في البدن كالشلل أو الحميات والدرن والصفراء ، أو علّة في المعدة والأمعاء ، وما إلى ذلك من أنواع العلل.
وهناك نوع آخر من الأمراض يسمّى بالأمراض النفسية تنتج عن مؤثّرات خارجيّة في الحياة العامّة ، مثل الخوف والشكّ والعاطفة وعدم الاكتفاء الجنسي وكثرة الإجهاد أو الحزن على ما فات والحرص على المستقبل ، كلّ هذا يسبّب سقم النفس ، والأمراض النفسية بجملتها مردّها إلى القلب.
وعلى الطبيب أن يبادر إلى معالجة المريض ولا يتهاون ويتساهل تكاسلا أو بغية مال أو زيادة اُجرة أو ما شابه ذلك ، فهذا كلّه من الخيانة ، وإنّ المبادرة إلى العلاج هو ما تفرضه الأخلاق الفاضلة والإنسانية الرفيعة والفطرة السليمة ، وتنسجم مع عواطف الإنسان النبيلة كما أمرنا الإسلام بذلك . وعليه أن يراعي مقدّمات العلاج ومؤخّراته ولوازمه ، فإنّه من التزم بشيء التزم بلوازمه ، كما يدلّ عليه الأصل العقلائي.
[1] من كتاب « وظائف اسلامى و اخلاقى پزشكان مسلمان » بقلم ميرزا محمد أحمدآبادي : 32.
[2] الفتح : 17.
( 18 )