قال الله سبحانه وتعالى:
( قُلْ ما يَعْبَؤ بِكُمْ رَبِّي لَوْلا دُعاؤكُمْ )[1].
(وَقالَ رَبُّكُمْ اُدْعوني أسْتَجِبْ لَكُمْ إنَّ الَّذينَ يَسْتَكْبِرونَ عَنْ عِبادَتي سَيَدْخُلونَ جَهَنَّمَ داخِرينَ)[2].
(وَإذا سَألَكَ عِبادي عَنِّي فَإنَّي قَريبٌ اُجيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إذا دَعانِ)[3].
(وَإذا مَسَّ الإنْسانَ الضُّرُّ دَعانا لِجَنْبِهِ أوْ قاعِداً أوْ قائِماً)[4].
(دَعَوِا اللهَ مُخْلِصينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أنْجَيْتَنا مِنْ هذِهِ لَنَكونَنَّ مِنَ الشَّاكِرينَ)[5].
(قُلْ مَنْ يُنْجيكُمْ مِنْ ظُلُماتِ البَرِّ وَالبَحْرِ تَدْعونَهُ تَضَرُّعاً وخُفْيَةً)[6].
(تَتَجافى جُنوبُهُمْ عَنِ المَضاجِعِ يَدْعونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً)[7].
(أمَّنْ يُجيبُ دَعْوَةَ المُضْطِرِّ إذا دَعاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ)[8].
(إنَّهُمْ كانوا يُسارِعونَ في الخَيْراتِ وَيَدْعونا رَغَباً وَرَهَباً)[9].
(وَللهِ الأسْماءُ الحُسْنى فَادْعوهُ بِها)[10].
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
« أفضل العبادة الدعاء ، فإذا أذن الله للعبد في الدعاء فتح له باب الرحمة ، إنّه لن يهلك مع الدعاء أحد ».
« إنّ الله تبارك وتعالى كان إذا بعث نبيّاً قال له : إذا أحزنك أمر تكرهه فادعني أستجب لك ، وإنّ الله أعطى اُمّتي ذلك حيث يقول : (ادْعوني أسْتَجِبْ لَكُمْ).
« من فتح له من الدعاء منكم فتحت له أبواب الإجابة ».
قال أمير المؤمنين في وصيّة لابنه الإمام الحسن (عليهما السلام):
« إعلم أنّ الذين بيده خزائن ملكوت الدنيا والآخرة قد أذن لدعائك ، وتكفّل لإجابتك ، وأمرك أن تسأله فيعطيك ، وهو رحيم كريم ، لم يجعل بينك وبينه من يحجبك عنه ، ولم يلجئك إلى من يشفع لك إليه ... ثمّ جعل في يدك مفاتيح خزائنه بما أذن فيه من مسألته ، فمتى شئت استفتحت بالدعاء أبواب خزائنه ».
« من قرع باب الله سبحانه فتح له ».
قال الإمام الصادق (عليه السلام):
« أكثر من الدعاء ، فإنّه مفتاح كلّ رحمة ، ونجاح كلّ حاجة ، ولا ينال ما عند الله إلاّ بالدعاء ، وليس باب يكثر قرعه إلاّ يوشك أن يفتح لصاحبه.
فأئمّتنا الأطهار (عليهم السلام) يأمرونا بالدعاء الكثير ، ومثل هذا الحصر « ولا ينال ما عند الله إلاّ بالدعاء » على ماذا يدلّ ؟ والضرورة والوجدان يقضي أنّ الباب الذي يكثر عليه القرع يوشك أن يفتح لقارعه ، ومن طرق الباب ولجّ ، ولج ، فعلينا بالدعاء على كلّ حال.
يقول الإمام الصادق (عليه السلام):
« لا تقل إنّ الأمر قد فرغ منه ، إنّ عند الله منزلة لا تنال إلاّ بمسألة ».
وهذا تحريض عجيب لمن أراد بلوغ المنى ، وقال زرارة في معنى الرواية : إنّما يعني أن لا يمنعك إيمانك بالقضاء والقدر أن تبالغ بالدعاء وتجتهد فيه.
وعن زرارة ، قال : قال لي أبو جعفر (عليه السلام) : ألا أدلّك على شيء لم يستثن فيه رسول الله (صلى الله عليه وآله) ؟ قلت : بلى . قال : الدعاء يردّ القضاء وقد اُبرم إبراماً ( وضمّ أصابعه ).
ما أروع هذا الأمل والثقة بالله سبحانه وتعالى ، فإنّه ممّـا يزيد في معنويات وروحيات الإنسان ، لا سيّما أصحاب الحوائج والمشاكل والقضايا المستصعبة والأسقام المزمنة والأمراض صعبة العلاج.
فإنّ المريض مهما كانت خطورة مرضه ، فإنّ هناك بصيص من النور والرحمة في قلبه ، وإنّه يلتجئ إلى ربّه ، ويرى العلاج الطبي إنّما هو وسيلة ظاهرية ، والشفاء الحقيقي بيد الله سبحانه ، فهو المشافي المعافي الطبيب المداوي ، ولا سبيل إلى فيضه الجسيم ولطفه العميم ، ورحمته الوسيعة ، وشفقته الرفيعة ، إلاّ الدعاء من صميم القلب خالصاً مجتهداً بقلب نقيّ ولسان صادق ، فإنّه يردّ القضاء المبرم والموت المعلّق.
وقال الإمام الصادق (عليه السلام):
« عليك بالدعاء فإنّ فيه شفاء من كلّ داء ».
وعن محمد بن مسلم ، قال : قلت لأبي جعفر (عليه السلام) : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : في هذه الحبّة السوداء شفاء من كلّ داء إلاّ السام ؟ ( أي الموت ) ، فقال : نعم ، ثمّ قال : ألا اُخبرك بما فيه شفاء من كلّ داء وسامّ ؟ قلت : بلى ، قال : الدعاء.
قال أمير المؤمنين علي (عليه السلام):
« ادفعوا أمواج البلاء بالدعاء ، ما المبتلى الذي استدرّ به البلاء بأحوج إلى الدعاء من المعافى الذي لا يأمن البلاء ».
وهذا يعني أ نّه لا بدّ من الدعاء على كلّ حال في الشدّة والرخاء والعافية والبلاء والصحّة والمرض والراحة والتعب ، وفي الليل والنهار ، وفي جميع الأحوال ( تعرّف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدّة ).
وقال الإمام الصادق (عليه السلام):
« من تخوّف من بلاء يصيبه فتقدّم في الدعاء لم يره الله عزّ وجلّ ذلك البلاء أبداً ».
ويقول أمير المؤمنين علي (عليه السلام):
« إنّ لله سبحانه سطوات ونقمات ، فإذا اُنزلت بكم فادفعوها بالدعاء ، فإنّه لا يدفع البلاء إلاّ الدعاء ».
فمقام الدعاء في الإسلام مقام عظيم ، والنصوص القرآنية والأحاديث الشريفة أولت المزيد من الاهتمام في الدعاء والابتهال إلى الله سبحانه وتعالى ، لأنّ الدعاء يعدّ في نظر الإسلام من أنجع الوسائل وأعمقها في تربية النفوس وتهذيب الأخلاق ودفع البلاء وحلّ المشاكل واتّصال الإنسان بربّه الكريم.
الدعاء مدرسة تربوية ، وعلاقة وثيقة بين العبد ومولاه ، من العبادات وإنّه سلاح المؤمن ، يردّ القضاء المبرم ، ويغيّر في المقدّرات الإلهية في عالم المحو والإثبات بأمر من الله سبحانه:
(يَمْحو اللهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ اُمُّ الكِتابِ)[11].
وترك الدعاء يعدّ من المعاصي والآثام ، كما إنّه من الطعات والقربات ، ولا يهلك مع الدعاء أحد ، وإنّه مصابيح النجاح ومقاليد الفلاح ومفاتيح الرحمة ، وإنّ الله سبحانه ليحبّ عبده الداعي ، وأحبّ الأعمال إليه في الأرض الدعاء ، فما شيء أحبّ إلى الله من أن يسأل العبد ربّه ، وكان أمير المؤمنين علي (عليه السلام) رجل دعّاء ، وإنّ من أفضل العبادة الدعاء.
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لأصحابه يوماً : ألا أدلّكم على سلاح ينجيكم من أعدائكم ويدرّ أرزاقكم ؟ قالوا : بلى يا رسول الله . قال : تدعون ربّكم بالليل والنهار ، فإنّ سلاح المؤمن الدعاء ، ومخّ العبادة الدعاء ، وهو عمود الدين ونور السماوات والأرضين ، وهو ترس المؤمن.
وقد ورد في
الروايات الكثيرة أنّ الدعاء سلاح الأنبياء ، وأ نّه أنفذ من سلاح
الحديد ، وهو شفاء من كلّ داء ، فادفعوا أمواج البلاء عنكم بالدعاء قبل
ورود البلاء ، فإنّ الدعاء بعد ما ينزل البلاء لا ينتفع به ، وأدفعوا
نوائب البلايا بالاستغفار ، وتعرّفوا إلى الله في الرخاء يعرفكم في
الشدّة ، واسألوا الله ما بدا لكم من حوائجكم حتّى شسع النعل ، فإنّه إن
لم ييسّره يتعسّر ، ولا تتركوا صغيرة لصغرها أن تدعو بها ،
فإنّ
صاحب الصغار هو صاحب الكبار ، ومن قرع باب الله سبحانه فُتح له ، وإنّ
الدعاء كهف الإجابة كما أنّ السحاب كهف المطر.
ثمّ الإنسان خُلق ضعيفاً ، ويحسّ دوماً أ نّه يفتقر ويحتاج إلى قوّة كبرى يرتبط بها باستمرار ، تسنده وتؤيّده وتعينه وتنصره وتسدّد خطاه في مسيرة حياته ، ولا تكون تلك القوّة من نفس السنخية التي خلق منها ، بل تكون قاهرة قادرة عالمة بكلّ شيء بلا نهاية ، وما تلك القوّة إلاّ الله سبحانه وحده لا شريك له ، واجب الوجود لذاته ، الغنيّ عن عباده ، وما عداه مفتقر إليه في حدوثه وبقائه.
والله سبحانه أجود الأجودين عند حسن ظنّ عبده المتوكّل عليه والمفوّض أمره إليه ، فإنّه جلّ جلاله لم يبخل على عبده في مرحلة من مراحل الحياة ، وكان جوده ووجوده على العباد برحمانيّته بنعمة التسديد والإسناد والتأييد ، وإذا انقطع العبد إليه وحده ، فإنّه يؤيّده برحميّته التي هي قريبة من المحسنين.
ويكون العبد بدعائه وتضرّعه وتهجّده وانقطاعه متسامياً متعالياً منتصراً على النفس الأمّارة بالسوء والأنانية وحبّ الذات ، ويرتفع إلى مصاف عباد الله المقرّبين المخلصين ، ويكون دعاؤه سلاحاً ماضياً وترساً واقياً وكهفاً منيعاً وحصناً حصيناً.
فالدعاء والتضرّع حينئذ يكونان كفيلين في إرجاع العبد إلى حظيرة القدس وطريق الطاعة ومقام العبودية والتسامي إلى قاب قوسين ، في مقعد صدق عند مليك مقتدر.
فالدعاء سموّ في الروح وإشراق في النفس ، فإنّ من ثمراته إزالة ما ران على القلوب من المعاصي والحجب التي تمنع النفس عن التجلّي والرفعة ، وهدايتها إلى مصاف الصالحين.
الدعاء
رابط وثيق بين العبد وربّه ، خالق الكون وواهب الحياة ، ومن بيده
مجريات
الأحداث ، وهو بكلّ شيء محيط.
ومن الواضح أنّ علاقة الإنسان بخالقه وصانعه علاقة ذاتية ومتأصّلة في وجوده ، فإنّه يفزع إلى الله سبحانه إذا دهمته الكوارث أو ألمّت به المصائب ، أو تورّط بالمحن ، فيدعو ربّه ضارعاً منكسراً لا يجد غيره أحداً يفزع إليه ، ولا يكشف الضرّ عنه سواه:
(أمَّنْ يُجيبُ المُضْطِرَّ إذا دَعاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ).
وهو اللطيف الرحيم بعباده.
الدعاء هو القرآن الصاعد ، وقد اهتمّ الرسول الأكرم محمد (صلى الله عليه وآله) وأئمّة أهل البيت (عليهم السلام) بالأدعية اهتماماً بالغاً ، لأ نّها شفاء القلوب وبلسماً للجراح ، وتهذيباً للنفوس ، ومفتاحاً للإجابه وقضاء الحوائج ، وقد خلّفوا (عليهم السلام) لنا ثروة هائلة قدسية من الأدعية والتراث الروحي العملاق ، في شتّى فنون الأدعية والأوراد والأذكار.
وقد ذكر السيّد ابن طاووس نادرة زمانه ، أنّ خزانة مكتبته فقط تحتوي على ثمانمائة كتاب ومجلّد من الأدعية ، اُثرت عن الأئمة الطاهرين (عليهم السلام).
وهذا إنّما يدلّ على عظمة الدعاء وأثره البالغ في حياة الإنسان ، فإنّه يوجب حسن العاقبة وعدم الزيغ ، والتجافي عن دار الغرور والإنابة إلى دار الخلود ، والكلام مع الله ، والطلب منه بأن يعامله بلطفه وكرمه وبما هو أهله ، وسعادة الدارين والنور والهداية والمعرفة والوصول إلى الكمال المطلق ومطلق الكمال ، والفناء في الله سبحانه وتعالى.
ولا يخفى
على ذوي النهى أنّ للدعاء المستجاب شرائط ذكرها علماء الفنّ ، كما جاء في
« جامع السعادات » للمرحوم النراقي ، و « المحجّة
البيضاء » للفيض الكاشاني ، و « عدّة الداعي »
لابن فهد الحلّي ، وكتب السيّد ابن طاووس ،
و « مفاتيح
الجنان » للشيخ القمّي ، و « مفاتيح الجنّات »
للسيّد محسن العاملي ، وعشرات ومئات الكتب الاُخرى في الأدعية
والأوراد.
ومن أهمّ الشرائط : المعرفة التامّة ، والعمل بما يقتضيها ، وحضور القلب ورقّته ورحمته ، وطيب المكسب وحلّيته ، وإطاعة الله ورسوله وعترته ، والإخلاص والتقوى واليقين بالإجابة . ويقول الإمام الصادق (عليه السلام) : « إذا اقشعرّ جلدك ودمعت عيناك ووجل قلبك ، فدونك دونك فقد قصد قصدك » ، والطهارة الباطنية والإقبال على الله سبحانه ، والاعتراف بالذنوب ، وحسن الظنّ بالله سبحانه.
كما إنّ للإجابة موانع : كالذنب والمعصية والظلم ولقمة الحرام ومناقضته للحكمة والمصلحة العامّة أو الخاصّة ، ومن عليه مظالم الناس.
كما للدعاء آداب : كالبسملة وتمجيد الله وحمده ، والصلاة على النبيّ وآله ، والاستشفاع بالأولياء والصالحين ، والإقرار بالذنب ، والتضرّع والابتهال ، وأن لا يستصغرنّ شيئاً من الدعاء ، ولا يستكثر مطلوبه ، ويرى قضاء حاجته وأ نّها مقضيّة ، ويكون عالي الهمّة فيما يطلب ، وأن يعمّم الدعاء ، ويسرّ به ويحسن الظنّ بالإجابة ، ويختار الأوقات المناسبة ذات الفضيلة ، والأماكن المقدّسة ، ويلحّ في الطلب ، وأن يترك الدعاء لما لا يكون ولا يحلّ ، ولا يستعجل في الإجابة ، ولا يعلّم ربّه ما يصلحه ، فإنّه من أعلم الله ما لم يعلم اهتزّ له عرشه:
(عَسى أنْ تَكْرَهوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسى أنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأنْتُمْ لا تَعْلَمونَ)[12].
كما على الداعي المؤمن أن يعرف ما فيه نجاته وما فيه هلاكه ، كي لا يدعو الله بشيء منه هلاكه وهو يظنّ أنّ فيه نجاته.
ثمّ المؤمن من دعاءه على ثلاث خصال : إمّا أن يدخّر به ، وإمّا أن يعجّل له ، وإمّا أن يدفع عنه بلاء يريد أن يصيبه[13].
وعلى الداعي أن يخلص في الدعاء ، فقد قال الإمام الصادق (عليه السلام) : إذا أراد أحدكم أن لا يسأل الله شيئاً إلاّ أعطاه فلييأس من الناس كلّهم ، ولا يكون له رجاء إلاّ من عند الله عزّ وجلّ ، فإذا علم الله عزّ وجلّ ذلك من قلبه ، لم يسأل الله شيئاً إلاّ أعطاه.
لقد أشاد الإسلام دين الله القويم بفضل الدعاء والداعين والسائلين والذاكرين ، وأهاب بالمسلمين أن لا يتركوا الدعاء على كلّ حال وفي جميع الأحوال ، في كلّ الاُمور صغيرها وكبيرها ، وأن يكونوا على اتّصال دائم مع الله سبحانه الذي بيده أزمّة الاُمور وجميع مجريات الأحداث ، فلا بدّ من العلاقة الوثيقة والارتباط العميق بين الإنسان وبين الله سبحانه في جميع شؤونه وأحواله ، فإنّه المعطي والمانع ، بيده العطاء والحرمان ، كما بيده المرض والشفاء.
ومن آثار الدعاء أ نّه وصفة روحية ، وهو من أوثق الأسباب في إزالة الأمراض ، فإنّ له تأثيراً بالغاً في الشفاء من كلّ داء ومرض ، وقد قرّرت البحوث الطبية الحديثة ذلك ، وأكّدت أنّ الطبّ الرّوحي من أهمّ الأسباب في إزالة الأسقام وشفاء الأمراض المستعصية ، لا سيّما الأمراض النفسية ، كما أنّ الشفاء بيد الله سبحانه ، ولمثل هذا ورد في الروايات الشريفة : « عليك بالدعاء فإنّه شفاء من كلّ داء ».
وكم لنا من الشواهد بالمئات رأيناها وقرأناها ، أنّ من المرضاء من يئس أهله من بُرئه وشفائه ، إلاّ أ نّهم بالدعاء والتوسّل بالنبيّ وأهل بيته الأبرار وبالأولياء الأخيار شافاهم الله سبحانه ، وألبسهم ثوبي الصحّة والعافية.
عندي صديق شابّ جامعي في السنة الأخيرة من كلية الحقوق في أهواز من مدن إيران ( م ـ ن ) ابتلي بالسرطان ـ والعياذ بالله ـ فبعد الفحوصات الدقيقة في طهران أخبره الدكتور بذلك وأ نّه بقي من عمره سنة إلى سنة ونصف ، فيقول فكّرت في أمري ماذا أفعل ؟ ! فصمّمت على أن أكتم المرض أوّلا حتّى على زوجتي ووالدتي وأهلي ، إذ قلت : لماذا من الآن أجعلهم في قلق واضطراب ، ثمّ في كلّ شهر كنت اُسافر من أهواز إلى طهران للمعالجة الكيمياوية وأبذل من المال مئتي ألف تومان ، ثمّ قسّمت أموالي بين أهلي من دون أن يعلموا بذلك ، فوضعتها لهم في البنك ، وفي إحدى الليالي من الساعة الحادية عشرة إلى السحر حفرت قبراً بجوار قبر والديّ في المقبرة ، واشتغلت بالعبادة والدعاء ، وخلال ثمانية أشهر عبدت الله عبادة عشرين سنة ، وبعد ثمانية أشهر من المعالجة والأدعية والأوراد والأذكار ، فحصني الأطباء فلم يروا أثراً للسرطان أبداً ، فتعجّبوا من ذلك كثيراً ، ولكنّي أعلم أنّ ذلك من بركات الدعاء والعبادة.
1 ـ طريق إلى الشفاء[14] :
اُصيب
المرجع الديني آية الله العظمى السيّد عبد الأعلى السبزواري ، أحد فقهاء
مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) ـ المتوفّى سنة 1414
هجرية ـ تغمّده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جنّته بمرض القلب في أحد
سنيّ عمره الشريف ، وكان يباشر
فحصه
الطبيّ أحد الأطباء ، فطلب الدكتور نقله إلى المستشفى لأنّ حالته خطرة ،
إلاّ أ نّه رفض الانتقال ، إذ كان لديه طريق خاصّ
للشفاء السريع !
وهو الدعاء إلى الله تعالى والتوسّل بالإمام جعفر بن محمّد الصادق (عليه السلام) ، فنوى إن ألبسه الله تعالى ثوب العافية ، كتب دورة فقهيّة كاملة حول أحكام الشريعة الإسلامية.
وإذا به يقوم في ليلتها من النوم ، وهو لا يشكو من شيء ! فذهب إلى مسجد ( السهلة ) بعد منتصف الليل رغم إلحاح أهله بعدم الذهاب ، خوفاً على صحّته.
وهكذا تعجّب الطبيب بعد فحصه ، عندما ظهر له اختفاء المرض ، وقد شوفي منه تماماً ، فقال : إنّ هذا لأمرٌ خارقٌ للعادة.
وهكذا شرع في الوفاء بالنذر ، وكتب كتابه الفقهي الاستدلالي العظيم في ثلاثين مجلّداً ، وسمّـاه ( مهذّب الأحكام في بيان الحلال والحرام ).
2 ـ المؤثّرات الغيبية :
كان عمري سبعة أعوام حين افتقدتني اُمّي في البيت ولم تسمع لي حسّاً !
أين كنت يا تُرى ؟
كنت ساقطاً في سرداب تحت الأرض عمقه عشرون متراً تقريباً ، ومثل هذه السراديب العميقة جدّاً ، تُعرف في مدينتنا ( النجف الأشرف ) باسم ( سرداب السنّ ) . إنّه مكان مهجور ومظلم ، تجمّعت فيه على مرّ الشهور والسنوات أوساخ وحشرات ، له درج ضيّق ونافذة أرضيّة في ساحة دارنا المتواضع ، ولقد سقطت من هذه النافذة التي فتحتها بيديّ وأنا صبيّ في السابعة من العمر كما ذكرت لك.
وسقوطي كان على قمّة رأسي الذي خرقته عظمة كانت هناك على الأرض فدخلت في رأسي حتّى أوشكت أن تصل إلى المخ كما يتبيّن لك من تلافيف هذه القصّة.
وأمّا بطني ، فقد مزّقته زجاجة كانت ( تنتظرني ) أيضاً ، وبعده ماذا تتوقّع أن تكون حالتي ؟
كنت مغميّاً عليّ ، والدماء تسيل ، ولا أحد يعرف عنّي شيئاً ، اُمّي أخذت تبحث عنّي في زوايا البيت ، ولكن دون جدوى ، أجشت بالبكاء وهي تناديني : « يا حسين ، أين أنت ؟ ! ».
ولكن لا جواب لمن تنادي ...
فصعدت إلى سطح البيت ، إذ كان أبي سماحة آية الله العظمى السيّد عبد الأعلى السبزواري (رحمه الله) يعدّ تحضيره الفقهي ويطالع الكتب والمصادر ( المفروشة ) بين يديه.
قالت ـ والعبرة تخنقها ـ : يا سيّد ، قم وفتّش عن ولدك السيّد حسين . وهكذا اشتركا ـ الوالد والوالدة ـ في البحث عنّي . فجأة وقعت عين أبي على حبل نافذة السرداب ، وإذا به مقطوع . فاقتحم الدرج المظلم المهجور ، حتّى وصل إلى عمق السرداب ، فوجدني طريح الأرض ملطّخ بالدم ، وأنا في غيبوبة.
حملني على يديه صاعداً إلى الأعلى مسرعاً إلى المستشفى على بغلة ( وكانت أسرع الدوابّ في ذلك العصر ).
حاولوا إنقاذي من الغيبوبة بوضع الثلج على رأسي ، إلاّ أنّ الطبيب كان آيساً من عودة الحياة إليَّ ثانية.
فقال لوالدي : سيّدنا ، هيّئ نفسك للعزاء ، وإذا كنت مصرّاً على علاجه ، خذه إلى مستشفى الحلّة ، إذ لديهم وسائل أفضل.
ولكن مدينة الحلّة بعيدة عن النجف ، وكانت وسائط النقل قليلة وبدائية آنذاك . حملني أبي على يديه عائداً إلى البيت ، ربما كان يفكّر في حلّ آخر أو علاج بالأدوية الشعبيّة مثلا.
بَيْدَ أنَّ اُمّي قالت : إنّ البيت لا يفيق فيه هذا الطفل المغمى عليه ، أرجعه إلى المستشفى ، فإذا قدّر الله له أن يحيا مرّة ثانية فيحيا هناك.
وهكذا رجع بي والدي إلى نفس المستشفى ، وكان الأطباء ينظرون إليَّ من زاوية اليأس.
ومرّ اليوم الثالث على إغمائي وليس في الأمر من جديد.
هنا رفع والدي يديه إلى السماء متوسّلا بالإمام جعفر بن محمّد الصادق (عليه السلام) ، وهو يقسم عليه بالضلع المكسور لجدّته الزهراء المظلومة ، بنت الرسول محمّد (صلى الله عليه وآله) . ثمّ حملني بعد هذا الدعاء مباشرةً ليخرج من المستشفى ، فما خطا إلاّ بضع خطوات ، وهو لم يتجاوز الممرّ ، وإذا بي أفتح عيني في وجهه الكريم ، إنّها كانت إفاقة وسط استغراب الأطباء كلّهم في المستشفى ، ممّـا جعل بعضهم يعتقد بصحّة الأدعيّة ومؤثّراتها الغيبيّة ، كما جعلهم ينظرون إلى السيّد الوالد نظرة احترام وولاء خاصّة.
3 ـ حيّ عاد من قبره :
توقّفت دقّات قلبه فجأة ، فاعتبروه ميّتاً ، والميّت عادةً يأخذونه إلى المغتسل ، وبعد غسله يكفّنونه ويصلّون عليه ويدفنونه ، أليس كذلك ؟
بلى ... ذلك ما حدث للعالم الجليل الشيخ أمين الدين الطبرسي ( صاحب تفسير « مجمع البيان » ) المعروف.
إلاّ أنّ الفرق بينه وبين غيره من الأموات هو أ نّه فتح عينه في القبر ، فوجد نفسه مدفوناً ! فنذر لله تعالى هناك ، إن أنجاه الله وخرج حيّاً ، كتب تفسيراً للقرآن الكريم ، فما هي إلاّ دقائق وإذا بنبّاش كان يحفر القبر لينهب كفن الشيخ !
لقد استمرّ النبّاش في نبشه حتّى وصل إلى جسد ( المتوفّى ) ! فأخذ يفتح الكفن ( الغالي ) ، إنّه يدرّ عليه ثمناً جيّداً في السوق ! ولكن كادت روح النبّاش تزهق عندما أمسك الشيخ بيده ، وسرعان ما طمأنه قائلا : لا تخف ، هذه قصّتي ، ولقد استجاب الله نذري ودعائي ، فاذهب إلى بيتي وآتني بثيابي ، وسوف اُعطيك أكثر ممّـا تريد ، على أن لا تعود إلى نبش القبور مرّة اُخرى !
وهكذا رجع الشيخ الطبرسي إلى البيت في وسط استغراب الجميع ، فقام بتأليف كتابه في تفسير القرآن ، وفاءً للنذر ، ويعدّ كتابه الآن من أهمّ كتب الشيعة في التفسير . ثمّ إنّه انتقل إلى رحمة الله الواسعة شهيداً ، في التاسع من شهر ذي الحجّة سنة 548 الهجرية ، وذلك في هجوم شنّه المتمرّدون على السلطان سنجر السلجوقي في خراسان ، فقُتل هذا الشيخ وجمعٌ من الناس ، ودُفن جثمانه الطاهر في جوار مرقد الإمام الرضا (عليه السلام).
4 ـ دعاء لشفاء ولدي :
عرض تلفزيون الجمهورية الإسلامية فيلماً عن وصول آية الله العظمى الگلپايگاني إلى إيران قبل أكثر من عامين تقريباً إثر إصابته بوعكة صحّية وسفره إلى لندن للعلاج . فكان في استقباله بعض رجال الدولة والشخصيات الدينية وجمهور من الناس في منتصف الليل.
وقف أحد علماء الدين من أئمة مساجد طهران إلى جانب السيّد الگلپايگاني وأخذ يشكر الحاضرين في كلمة مرتجلة لاستقبالهم السيّد في ذلك الوقت المتأ خّر من الليل البارد ، ثمّ ذكر القصّة التالية وهو يستجيز سماحة السيّد في نقلها ، فقال : عندنا في المسجد امرأة متديّنة ولها خدمات تنبئ عن إخلاصها وتقرّبها عند الله تعالى ، من تلك الخدمات التزامها بتعليم أطفال وبنات المحلّة مفاهيم القرآن الكريم والتلاوة والتجويد . جاءتني ذات مرّة وقالت : إنّي رأيت في المنام مجلساً يضمّ الصالحين من العباد ، وكانت فيه السيّدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) ، فالتفتت إليَّ وقالت : لماذا لا تدعين لولدي محمّد رضا بالشفاء ؟
قلت لها : لا نعلم لكِ ولداً بهذا الإسم.
قالت : ولدي السيّد محمّد رضا الگلپايگاني !
وهكذا كان لدعاء المؤمنين أثر كبير في شفاء السيّد الگلپايگاني (رحمه الله) آنذاك[15].
وهناك المئات والاُلوف من القصص والحكايات التي تدلّ بالصراحة والوضوح على أثر الدعاء والتوسّل في حياة المريض.
فالأجسام تمرض ، وأمير المؤمنين علي (عليه السلام) يقول:
« ليس للأجسام نجاة من الأسقام ».
« لا رزيّة أعظم من دوام سقم الجسد ».
« ألا وإنّ من البلاء الفاقة ، وأشدّ من الفاقة مرض البدن ، وأشدّ من مرض البدن مرض القلب ».
« مسكين ابن آدم ، مكتوم الأجل ، مكفون العلل ، محفوظ العمل ، تؤلمه البقّة ، وتقتله الشرقة ، وتنتنه العرقة ».
« كفى بالسلامة داء ».
ومن دعائه (عليه السلام) يوم الهرير:
« اللّهم إنّي أعوذ بك ... من سقم يشغلني ، ومن صحّة تلهيني ».
كان داود (عليه السلام) يقول : اللّهم لا مرض يضنني ، ولا صحّة تنسيني ».
مرّ أعرابي على رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، فقال له : أتعرف اُمّ ملدم ؟ قال : وما اُمّ ملدم ؟ قال : صداع يأخذ الرأس ، وسخونة في الجسد . فقال الأعرابي : ما أصابني هذا قطّ . فلمّـا مضى قال : من سرّه أن ينظر إلى رجل من أهل النار ، فلينظر إلى هذا ».
« إنّ الجسد إذا لم يمرض أشر ، ولا خير في جسد لا يمرض بأشر ».
فالمرض من لوازم الحياة ، وإنّ الله خلق الموت والحياة ليبلوكم أ يّكم أحسن عملا ، وقد سأل الزنديق الإمام الصادق (عليه السلام) قائلا : فيما استحقّ الطفل الصغير ما يصيبه من الأوجاع والأمراض بلا ذنب عمله ، ولا جرم سلف منه ؟
قال (عليه السلام) : إنّ المرض على وجوه شتّى : مرض بلوى ، ومرض العقوبة ، ومرض جعل عليه الفناء ، وأنت تزعم أنّ ذلك من أغذية رديئة وأشربة وبيئة ، ومن علّة كانت باُمّه ، وتزعم أنّ من أحسن السياسة لبدنه ، وأجمل النظر في أحوال نفسه ، وعرف الضارّ ممّـا يأكل من النافع ، لم يمرض ، وتميل في قولك إلى من يزعم أ نّه لا يكون المرض والموت إلاّ من المطعم والمشرب ، قد مات أرسطاطاليس معلّم الأطباء ، وأفلاطون رئيس الحكماء ، وجالينوس شاخ ودقّ بصره ، وما دفع الموت حين نزل بساحته.
وهذا يعني أنّ المرض ليس من الأكل والشرب والإفراط فيها ، بل هو على أقسام وأنواع ، فمنه من الله سبحانه لترفيع مقام المؤمن وكفّارة لذنوبه ، ومنه من الإنسان فهو الذي يمرض نفسه.
يقول رسول الله (صلى الله عليه وآله):
« لا يمرض مؤمن ولا مؤمنة ، ولا مسلم ولا مسلمة ، إلاّ حطّ الله به خطيئته ».
« المريض تحاتّ خطاياه كما يتحاتّ ورق الشجر ».
« عجبت من المؤمن جزعه من السقم ، ولو يعلم ما له في السقم من الثواب ، لأحبّ أن لا يزال سقيماً حتّى يلقى ربّه عزّ وجلّ ».
« إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) رفع رأسه إلى السماء فتبسّم ، فقيل له : يا رسول الله ، رأيناك رفعت رأسك إلى السماء فتبسّمت ؟ قال : نعم ، عجبت لملكين هبطا من السماء إلى الأرض يلتمسان عبداً مؤمناً صالحاً في مصلىً كان يصلّي فيه ليكتبا له عمله في يومه وليلته ، فلم يجداه في مصلاّه ، فعرجا إلى السماء فقالا : ربّنا عبدك المؤمن فلان التمسناه في مصلاّه لنكتب له عمله ليومه وليلته فلم نصبه فوجدناه في حبالك ؟ فقال الله عزّ وجلّ : اكتبا لعبدي مثل ما كان يعمله في صحّته من الخير في يومه وليلته مـا دام في حبالي ، فإنّ عليَّ أن أكتب له أجر ما كان يعمله في صحّته إذا حبسته عنه ».
« إذا مرض المؤمن أوحى الله عزّ وجلّ إلى صاحب الشمال : لا تكتب على عبدي ما دام في حبسي ووثاقي ذنباً . ويوحي إلى صاحب اليمين : أن اكتب لعبدي ما كنت تكتبه في صحّته من الحسنات ».
« سهر ليلة من مرض أو وجع أفضل وأعظم أجراً من عبادة سنة ».
هذا للمؤمنين ، فإنّ الله سبحانه إمّا أن يحطّ عنهم سيّئاتهم بمرضهم ، أو يرفع درجاتهم بذلك.
وقد ورد أ نّه ربما يصاب المؤمن بالمرض حينما يغفل عن الله ، وأنّ أنّ ليحبّ أن يسمع مناجاته ودعائه ، فيلقي عليه المرض حتّى يلجأ إليه ويدعوه ويسأله ، ليسمع صوته وذكره وتضرّعه ، وهذا نوع من الحبّ بين العبد وسيّده.
وما أروع المريض الذي يكتم مرضه ، وما أصبره وما أحكمه ! !
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
« من كنوز البحر : كتمان المصائب والأمراض والصدقة ».
« أربع من كنز الجنّة : كتمان الفاقة ، وكتمان الصدقة ، وكتمان المصيبة ، وكتمان الوجع ».
قال أمير المؤمنين علي (عليه السلام) يصف أخاً له في الدين:
« كان لي فيما مضى أخٌ في الله ، وكان يعظّمه في عيني صغر الدنيا في عينه ... وكان لا يشكو وجعاً إلاّ عند برئه ».
« أوحى الله إلى عُزير ... وإذا نزلت إليك بليّة فلا تشكُ إلى خلقي كما لا أشكوك إلى ملائكتي عند صعود مساويك وفضائحك ».
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
« قال الله عزّ وجلّ : من مرض ثلاثاً فلم يشكُ إلى أحد من عوّاده أبدلته لحماً خيراً من لحمه ، ودماً خيراً من دمه ، فإن عافيته عافيته ولا ذنب له ، وإن قبضته قبضته إلى رحمتي ».
« من مرض يوماً وليلة فلم يشكُ إلى عوّاده بعثه الله يوم القيامة مع خليله إبراهيم خليل الرحمن حتّى يجوز الصراط كالبرق اللامع ».
قال أمير المؤمنين علي (عليه السلام):
« من كتم وجعاً أصابه ثلاثة أيّام من الناس وشكى إلى الله عزّ وجلّ كان حقّاً على الله أن يعافيه من ذلك البلاء »[16].
والمستفاد من هذه الروايات أنّ المريض يرجع في مرضه إلى الطبيب المعالج ، وإذا نام في فراش المرض وعاده الأحبّاء والأصدقاء ، فلا يشكو إليهم مرضه ، بل يحمد الله سبحانه ويشكره على كلّ حال وفي جميع الأحوال ، وإنّما يبثّ حزنه وشكواه إلى الله سبحانه ويدعوه في الشفاء ، فإنّه المشافي المعافي ويا من اسمه دواء وذكره شفاء.
كما إنّ التوسّل بالنبيّ الأكرم محمد (صلى الله عليه وآله) وعترته وأهل بيته الأئمة الهداة الميامين له تأثير بالغ في قضاء الحوائج وشفاء الأمراض والأسقام ، كما ورد في الروايات الكثيرة.
قال أمير المؤمنين عليّ (عليه السلام):
« ذكرنا أهل البيت شفاء من العلل والأسقام ووسواس الريب »[17].
وعن حسين بن الروح ، عن مولانا صاحب الأمر (عليه السلام) ، في زيارة الأئمة الأطهار (عليهم السلام) في رجب قال (عليه السلام):
« الحمد لله الذي أشهدنا مشهد أوليائه في رجب ، وأوجب علينا من حقّهم ما قد وجب ، وصلّى الله على محمّد المنتجب ، وعلى أوصيائه الحُجب ، اللّهم فكما أشهدتنا مشهدهم فأنجز لنا موعدهم ، وأوردنا موردهم ، غير ملتجئين عن ورد في دار المقامة والخلد ، والسلام عليكم ، إنّي قصدتكم واعتمدتكم بمسألتي وحاجتي وهي فكاك رقبتي من النار والمقرّ معكم في دار القرار ، مع شيعتكم الأبرار ، والسلام عليكم بما صبرتم ، فنعم عُقبى الدار ، أنا سائلكم وآملكم فيما إليكم التفويض ، وعليكم التعويض ، فبكم يجبر المهيض ويشفى المريض ، وما تزداد الأرحام وما تغيض ، إنّي بسرّكم مؤمن ولقولكم مسلّم وعلى الله بكم مقسم في رجعي بحوائجي وقضائها وإمضائها وإنجاحها وإبرامها وبشؤوني لديكم وصلاحها ، والسلام عليكم »[18].
شيخنا المفيد بسنده عن أبي جعفر (عليه السلام) ، قال : « من دعا الله بنا أفلح ، ومن دعاه بغيرنا هلك واستهلك »[19].
شيخنا الصدوق بسنده عن أبي جعفر (عليه السلام) ، قال : قال جابر الأنصاري : قلت لرسول الله (صلى الله عليه وآله) : ما تقول في عليّ بن أبي طالب ؟ فقال : ذاك نفسي . قلت : فما تقول في الحسن والحسين ؟ قال : هما روحي ، وفاطمة اُمّهما ابنتي يسوؤني ما ساءها ويسرّني ما سرّها ، أشهد أ نّي حرب لمن حاربهم ، سلم لمن سالمهم ، يا جابر ، إذا أردت أن تدعو الله فيستجيب لك ، فادعه بأسمائهم ، فإنّها أحبّ الأسماء إلى الله عزّ وجلّ[20].
قال الرضا (عليه السلام) : إذا نزلت بكم شديدة فاستعينوا بنا على الله عزّ وجلّ ، وهو قوله عزّ وجلّ : (وَللهِ الأسْماءُ الحُسْنى فَادْعوهُ بِها).
فمن أنجح الأسباب وأوثق الوسائل في حياة المسلم ، لا سيّما المريض هو الدعاء والتوسّل بأولياء الله ، فبهم يجبر المهيض ويشفى المريض ، ويستجاب الدعاء وتقبل الأعمال ، وتهذّب النفوس وتسعد القلوب.
كما إنّ النوافل والصلوات والنذور والختومات من العوامل المهمّة في كمال الإنسان وسعادته وشفائه من الأمراض والأسقام ، فكم من مريض شافاه الله سبحانه بنذر نذره لله سبحانه ، وبجاه وليّه أو نبيّه ، بإطعام ، أو ذبيحة للفقراء ، أو زيارة ، أو تأسيس مشاريع خيريّة ، وما شابه ذلك.
وأمّا النوافل والصلوات المستحبّة ، فأكتفي بروايتين في خصوص صلاة الليل وقيامه ، ليكون شاهداً على ما نعتقده ونذهب إليه.
فقد ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أ نّه قال : عليكم بقيام الليل ، فإنّها سنّة نبيّكم ، ودأب الصالحين من قبلكم ، ومطردة الداء من أجسادكم.
وقال أمير المؤمنين علي (عليه السلام) : قيام الليل مصحّة للبدن ، وتمسّك بأخلاق النبيّين ، ورضى ربّ العالمين[21].
وأمّا في أعمال الجوانح والقلب ، فمن الدواء الإيمان بالله ومعرفته[22].
قال الإمام الرضا (عليه السلام) : لو يعلم الناس ما في فضل معرفة الله عزّ وجلّ ، ما مدّوا أعينهم إلى ما متّع الله به الأعداء من زهرة الحياة الدنيا ونعيمها ، وكانت دنياهم أقلّ عندهم ممّـا يطؤونه بأرجلهم ، ولنُعِموا بمعرفة الله جلّ وعزّ وتلذّذوا بها تلذّذ من لم يزل في روضات الجنان مع أولياء الله.
إنّ معرفة الله عزّ وجلّ آنس من كلّ وحشة ، وصاحب من كلّ وحدة ، ونور من كلّ ظلمة ، وقوّة من كلّ ضعف ، وشفاء من كلّ سقم[23].
ختامه مسك :
وختاماً حبّذا أن نذكر نماذج من الأدعية الشريفة المأثورة عن الرسول الأعظم محمّد (صلى الله عليه وآله) وعترته الأطهار الأئمة الأبرار (عليهم السلام) ، وما أروع وأجمل الطبيب المسلم المعتقد والملتزم والمتخلّق بأخلاق الله سبحانه أن يوصي مرضائه بتلاوتها والمداومة عليها ، فإنّ الدالّ على الخير كفاعله ، وإنّه من زرع الأمل في قلب المريض ، ومن سلامة الفرد والمجتمع وسوق الناس إلى الله ، وإلى الفضائل والروحيات والمعنويات والاتّصال بالملأ الأعلى ، والسير في عالم الملكوت ، والتوجّه إلى معدن الرحمة والجود والفيض المقدّس ، ويعيش الطبيب والمريض في هالة قدسيّة ، تشملهما الرحمة الإلهية ، وتعمّهما الفيوضات الربانية.
فمن الأدعية:
1 ـ عن الإمام أبي جعفر الباقر (عليه السلام) ، قال : إذا اشتكى أحدكم شيئاً فليقل:
« بِسْمِ اللهِ وَبِاللهِ ، وَصَلَّى اللهُ عَلى رَسولِ اللهِ وَأهْلِ بَيْتِهِ ، وَأعوذُ بِعِزَّةِ اللهِ وَقُدْرَتِهِ عَلى ما يَشاءُ مِنْ شَرِّ ما أجِدْ »[24] .
2 ـ عن خالد العبسي ، قال : علّمني علي بن موسى (عليهما السلام) هذه العوذة ، وقال : علّمها إخوانك من المؤمنين ، فإنّها لكلّ ألم ، وهي:
« اُعيذُ نَفْسي بِرَبِّ الأرْضِ وَرَبِّ السَّماءِ ، اُعيذُ نَفْسي بِالَّذي لا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ داء ، اُعيذُ نَفْسي بِالَّذي اسْمُهُ بَرَكَةٌ وَشِفاء »[25] .
3 ـ عن سعد المزني ، قال : أملى علينا أبو عبد الله الصادق (عليه السلام) العوذة التي تسمّى الجامعة:
« بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ ، بِسْمِ اللهِ الَّذي لا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ في الأرْضِ وَلا في السَّماءِ ، اللّهُمَّ إنِّي أسْألُكَ بِاسْمِكَ الطَّاهِرِ الطُّهْرِ المُطَهَّرِ المُقَدَّسِ السَّلامِ المُؤْمِنِ المُهَيْمِنِ المُبارَكِ الَّذي مَنْ سَألَكَ بِهِ أعْطَيْتَهُ ، وَمَنْ دَعاكَ بِهِ أجَبْتَهُ ، أنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد ، وَأنْ تُعافيني مِمَّـا أجِدُ في سَمْعي وَبَصَري وَفي يَدي وَرِجْلي وَفي شَعْري وَبَشَري وَفي بَطْني ، إنَّكَ لَطيفٌ لِما تَشاءُ وَأنْتَ عَلى كُلِّ شَيْء قَديرٌ ».
4 ـ وعن أبي عبد الله (عليه السلام) ، أ نّه قال : دعاء المكروب في الليل:
« يا مُنْزِلَ الشِّفاءِ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ ، وَمُذْهِبَ الدَّاءِ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ ، أنْزِلْ عَلَيَّ مِنْ شِفائِكَ لِكُلِّ ما بي مِنَ الدَّاءِ ».
5 ـ عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، قال : كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذا أصابه كسل أو صداع بسط يده فقرأ فاتحة الكتاب والمعوّذتين ، ثمّ يمسح بهما وجهه ، فيذهب عنه ما كان يجد.
6 ـ عن الإمام الصادق (عليه السلام) ، لمّـا سئل عن دعاء المكروب ، فقال : دعاء المكروب إذا صلّى صلاة الليل ، يضع يده على موضع سجوده ، وليقل:
« بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ ، مُحَمَّدٌ رَسولُ اللهِ ، عَلِيٌّ إمامُ اللهِ في أرْضِهِ عَلى جَميعِ عِبادِهِ ، اشْفِني يا شافي ، لا شِفاءَ إلاّ شِفاؤُكَ ، شِفاءً لا يُغادِرُ سُقْماً مِنْ كُلِّ داء وَسُقْم».
قال الخراساني : لا أدري أ نّه قال : يقولها ثلاث مرّات ، أو سبع مرّات.
7 ـ عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، وأوصى أصحابه وأولياءه : من كان به علّة فليأخذ قلّة جديدة ، وليجعل فيها الماء ، وليستقي الماء بنفسه ، وليقرأ على الماء سورة ( إنَّا أنْزَلـْناهُ ) على الترتيل ثلاثين مرّة ، ثمّ ليشرب من ذلك الماء ، وليتوضّأ وليمسح به ، وكلّما نقص زاد فيه ، فإنّه لا يظهر ذلك ثلاثة أيّام إلاّ يعافيه الله تعالى من ذلك الداء.
8 ـ عن الإمام جعفر بن محمّد (عليه السلام) ، عن أبيه (عليه السلام) ، قال : قال النبيّ (صلى الله عليه وآله) وقد فقد رجلا ، فقال : ما أبطأ بك عنّا ؟ فقال : السقم والعيال . فقال : ألا اُعلّمك بكلمات تدعو بهنّ ، يذهب الله عنك السقم ، وينفي عنك الفقر ، تقول:
« لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إلاّ بِاللهِ العَلِيِّ العَظيمِ ، تَوَكَّلـْتُ عَلى الحَيِّ الَّذي لا يَموتُ ، الحَمْدُ للهِ الَّذي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَريكٌ في المُلـْكِ ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبيراً ».
9 ـ للشفاء من كلّ داء : روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أ نّه قال : علّمني جبرئيل دواء لا يحتاج معه إلى دواء . فقيل : يا رسول الله ، ما ذلك الدواء ؟ قال : يؤخذ ماء المطر قبل أن ينزل إلى الأرض ، ثمّ يجعل في إناء نظيف ، ويقرأ عليه الحمد لله إلى آخرها ( سورة الحمد ) سبعين مرّة ، ثمّ يشرب منه قدحاً بالغداة ، وقدحاً بالعشيّ ، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : والذي بعثني بالحقّ لينزعنّ الله ذلك الداء من بدنه وعظامه ومخيخه وعروقه.
ومثله : يؤخذ سبع حبّات شونيز ( الحبّة السوداء ) وسبع حبّات عدس ، وشيء من طين قبر الحسين (عليه السلام) ، وسبع قطرات عسل ، ويجعل في ماء أو دهن ، ويقرأ عليه فاتحة الكتاب والمعوّذتين وقل هو الله أحد وآية الكرسي وأوّل الحديد إلى قوله ترجع الاُمور وآخر الحشر.
10 ـ قال أبو جعفر (عليه السلام) : قال الله تبارك وتعالى : (وَنُنَزِّلُ مِنَ القُرْآنِ ما هُوَ شَفاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلـْمُؤْمِنينَ ) ، وقال الله عزّ وجلّ : (يُخْرِجُ مِنْ بُطونِها شَرابٌ مُخْتَلِفٌ ألـْوانُهُ فيهِ شِفاءٌ لِلـْنَّاسِ) ، وقال النبيّ (صلى الله عليه وآله) : « الحبّة السوداء شفاء من كلّ داء إلاّ السامّ » ، ونحن نقول : « بظهر الكوفة قبر ـ أي قبر أمير المؤمنين علي (عليه السلام) في النجف الأشرف ـ لا يلوذ به ذو عاهة إلاّ شفاه الله تعالى ».
وهذه الكرامة والبركة جارية في كلّ قبور الأئمة الطاهرين (عليهم السلام).
11 ـ دعاء المريض لنفسه : يستحبّ للمريض أن يقوله ويكرّر:
« لا إلـهَ إلاّ اللهُ يُحْيي وَيُميتُ وَهُوَ حَيٌّ لا يَموتُ ، سُبْحانَ اللهِ رَبِّ العِبادِ وَالبِلادِ ، وَالحَمْدُ للهِ حَمْداً كَثيراً طَيِّباً مُبارَكاً فيهِ عَلى كُلِّ حال ، وَاللهُ أكْبَرُ كَبيراً ، كِبْرِياءُ رَبِّنا وَجَلالُهُ وَقُدْرَتُهُ بِكُلِّ مَكان ، اللّهُمَّ إنْ كُنْتَ أمْرَضْتَني لِقَبْضِ روحي في مَرَضي هذا ، فَاجْعَلْ روحي في أرْواحِ مَنْ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنْكَ الحُسْنى ، وَباعِدْني مِنَ النَّارِ ، كَما باعَدْتَ أوْلِيائَكَ الَّذينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنْكَ الحُسْنى ».
12 ـ عن الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) : تضع يدك على فمك وتقول ثلاث مرّات:
« بِسْمِ اللهِ ، بِجَلالِ اللهِ ، بِعَظَمَةِ اللهِ ، بِكَلِماتِ اللهِ التَّامَّاتِ ، بِأسْماءِ اللهِ الحُسْنى ».
ثمّ تضع يدك على موضع الوجع وتقول:
« بِسْمِ اللهِ ، بِسْمِ اللهِ ، بِسْمِ اللهِ ».
ثلاث مرّات ، ثمّ تقول سبع مرّات:
« اللّهُمَّ امْسَحْ ما بي ».
وتقول عند الشفاء إذا شفاك الله:
« الحَمْدُ للهِ الَّذي خَلَقَني فَهَداني ، وَأطْعَمَني وَسَقاني ، وَصَحَّحَ جِسْمي وَشَفاني ، لَهُ الحَمْدُ وَلَهُ الشَّكْرُ ».
13 ـ من خطّ الشهيد (قدس سره) ، عن ابن عباس ، قال : كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يعلّمنا من الأوجاع كلّها أن نقول:
« بِاسْمِ الكَبيرِ ، أعوذُ بِاللهِ العَظيمِ مِنْ شَرِّ عِرْق نَعَّار ، وَمِنْ حَرِّ النَّارِ ».
14 ـ مرض أمير المؤمنين (عليه السلام) ، فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله) : يا عليّ قل:
« اللّهُمَّ إنِّي أسْألُكَ تَعْجيلَ عافِيَتِكَ ، أوْ صَبْراً عَلى بَلِيَّتِكَ ، أوْ خُروجاً إلى رَحْمَتِكَ ».
15 ـ عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، قال : تضع يدك على الموضع الذي فيه الوجع ، وتقول ثلاث مرّات:
« اللهُ اللهُ رَبِّي حَقَّاً لا اُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً ، اللّهُمَّ أنْتَ لَها وَلِكُلِّ عَظيمَة فَفَرِّجْها عَنِّي ».
16 ـ وعن النبيّ (صلى الله عليه وآله) ، علّمه بعض أصحابه من وجع ، قال : اجعل يدك اليمنى عليه فقل:
« بِسْمِ اللهِ أعوذُ بِعِزَّةِ اللهِ وَقُدْرَتِهِ مِنْ شَرِّ ما أجِدُ ».
17 ـ وعنه (صلى الله عليه وآله) قال : من عاد مريضاً فليقل:
« اللّهُمَّ اشْفِ عَبْدَكَ يَنْكي لَكَ عَدُوَّاً وَيَمْشِ لَكَ إلى الصَّلاةَ ».
18 ـ وروي أ نّه (صلى الله عليه وآله) كان يقول إذا دخل على مريض:
« إمْسَحِ البَأسَ رَبَّ النَّاسِ بِيَدِكَ الشِّفاءُ لا كاشِفَ لِلـْبَلاءِ إلاّ أنْتَ ».
19 ـ ومثله:
« أذْهِبِ البَأسَ رَبَّ النَّاسِ وَاشْفِ أنْتَ الشَّافي لا شِفاءَ إلاّ شِفاؤُكَ شِفاءً لا يُغادِرُ سُقْماً ، اللّهُمَّ أصْلِحِ القِلـْبِ وَالجِسْمَ ، وَاكْشِفِ السُّقْمُ وَأجِبِ الدَّعْوَةِ ».
20 ـ وقال (صلى الله عليه وآله) : من دخل على مريض لم يحضر أجله ، فقال:
« أسْألُ اللهَ العَظيمَ رَبَّ العَرْشِ العَظيمِ أنْ يَشْفيكَ ».
عوفي[26].
21 ـ عن الإمام الباقر أو الصادق (عليهما السلام) ، قال : ما قرئت الحمد سبعين مرّة إلاّ سكن ( الوجع ) ، وإن شئتم فجرّبوه ولا تشكّوا.
22 ـ وعن ابن عباس ، قال : كنت عند عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) جالساً فدخل عليه رجل متغيّر اللون ، فقال : يا أمير المؤمنين ، إنّي رجل مِسقام كثير الأوجاع ، فعلّمني دعاء أستعين به على ذلك ، فقال : اُعلّمك دعاء علّمه جبرئيل (عليه السلام) لرسول الله (صلى الله عليه وآله) في مرض الحسن والحسين ، وهو هذا الدعاء:
« إلـهي كَما أنْعَمْتَ عَلَيَّ نِعْمَةً قَلَّ لَكَ عِنْدَها شُكْري ، وَكُلَّما ابْتَلَيْتَني بِبَلِيَّةً قَلَّ لَكَ عِنْدَها صَبْري ، فَيا مَنْ قَلَّ شُكْري عِنْدَ نِعَمِهِ ، فَلَمْ يَحْرِمَني ، وَيا مَنْ قَلَّ صَبْري عِنْدَ بَلائِهِ ، فَلَمْ يَخْذِلَني ، وَيا مَنْ رَآني عَلى المَعاصي فَلَمْ يَفْضَحَني ، وَيا مَنْ رَآني عَلى الخَطايا فَلَمْ يُعاقِبْني عَلَيْها ، صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد ، وَاغْفِرْ لي ذَنْبي وَاشْفِني مِنْ مَرَضي إنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْء قَديرٌ ».
قال ابن عباس : فرأيت الرجل بعد سنة حسن اللون ، مشرّب الحمرة ، قال : وما دعيت الله بهذا الدعاء وأنا سقيم إلاّ شفيت ، ولا مريض إلاّ برئت ، وما دخلت على سلطان أخافه إلاّ ردّه الله عزّ وجلّ عنّي.
23 ـ عن سعيد بن أبي الفتح بن الحسن القمي النازل بواسط قال : حدث بي مرض أعيا الأطباء ، فأخذني والدي إلى المارستان ـ المستشفى ـ فجمع الأطباء والساعور ـ رأس الأطباء ـ فافتكروا فقالوا : هذا مرض لا يزيله إلاّ الله تعالى ، فعدت وأنا منكسر القلب ، ضيّق الصدر ، فأخذت كتاباً من كتب والدي فوجدت على ظهره مكتوباً : عن الصادق (عليه السلام) يرفعه عن آبائه عن النبيّ (صلى الله عليه وآله) قال : من كان به مرض فقال عقيب الفجر أربعين مرّة:
« بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ ، الحَمْدُ للهِ رَبِّ العالَمينَ حَسْبُنا اللهُ ونِعْمَ الوَكيلُ ، تَبارَكَ اللهُ أحْسَنُ الخالِقينَ ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إلاّ بِاللهِ العَلِيِّ العَظيمِ ».
ومسح بيده عليها أزاله الله تعالى عنه وشفاه ، فصابرت الوقت إلى الفجر ، فلمّـا طلع الفجر صلّيت الفريضة وجلست في موضعي واُردّدها أربعين مرّة ، وأمسح بيدي على المرض ، فأزاله الله تعالى ، فجلست في موضعي وأنا خائف أن يعاود، فلم أزل كذلك ثلاثة أيّام ، وأخبرت والدي بذلك ، فشكر الله تعالى ، وحكى ذلك لبعض الأطباء وكان ذمّياً ، دخل عليّ فنظر إلى المرض وقد زال ، فحكيت له الحكاية فقال : أشهد أن لا إله إلاّ الله ، وأنّ محمّداً رسول الله ، وحسن إسلامه[27].
24 ـ عن أبي الحسن العسكري (عليه السلام) ، عن آبائه (عليهم السلام) ، قال : قال الصادق (عليه السلام) : من نالته علّة فليقرأ في جيبه ( الحمد ) سبع مرّات ، فإن ذهبت العلّة ، وإلاّ فليقرأها سبعين مرّة ، وأنا الضامن له العافية.
25 ـ وقال (عليه السلام) : ليقل أحدكم إذا هو اشتكى:
« اللّهُمَّ اشْفِني بِشِفائِكَ وَداوِني بِدَوائِكَ وَعافِني مِنْ بَلائِكَ ».
فإنّه لعلّه أن يقولها ثلاث مرّات حتّى يرى العافية.
26 ـ وجاء في بحار الأنوار : عوذة جرّبناها لسائر الأمراض ، فتزول بقدرة الله تعالى جلّ جلاله الذي لا يخيب لديه المأمول ، إذا عرض مرض فاجعل يدك اليمنى عليه وقل:
« اسْكُنْ أ يُّها الوَجَعْ وَارْتَحِلِ السَّاعَةَ مِنْ هذا العَبْدِ الضَّعيفِ ، سَكَّنْتُكَ وَرَحَّلـْتُكَ بِالَّذي سَكَنَ لَهُ ما في اللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَهُوَ السَّميعُ العَليمُ ».
فإن لم يسكن في أوّل مرّة فقل ذلك ثلاث مرّات أو حتّى يسكن إن شاء الله تعالى.
27 ـ فيما نذكره لزوال الأسقام وجرّبناه فبلغنا به نهايات المرام يكتب في رقعة:
« يا مَنْ اسْمُهُ دَواءٌ وَذِكْرُهُ شِفاءٌ ، يا مَنْ يَجْعَلِ الشَّفاءَ فيما يَشاءُ مِنَ الأشْياءُ ، صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَاجْعَلْ شِفائي مِنْ هذا الدَّاءِ في اسْمِكَ هذا يا اللهُ يا اللهُ يا اللهُ يا اللهُ يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله ، يا رَبُّ يا رَبُّ يا رَبُّ يا رَبُّ يا رَبُّ يا رَبُّ يا رَبُّ يا رَبُّ يا رَبُّ يا رَبُّ ، يا أرْحَمَ الرَّاحِمينَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمينَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمينَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمينَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمينَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمينَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمينَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمينَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمينَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمينَ ».
هذه جملة من الأدعية في مطلق الأوجاع والأسقام والأمراض ، وقد ورد عن الرسول وعترته (عليهم السلام) ، أدعية ومعوّذات أيضاً لأوجاع خاصّة كوجع العين أو الأسنان أو البطن أو القلب ، وهكذا باقي الأعضاء والجوارح أو الحمّى أو غيرها.
28 ـ عن الصادق (عليه السلام) ، عن أبيه (عليه السلام) ، أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) اشتكى الصداع ، فنزل عليه جبرئيل (عليه السلام) فرقاه فقال:
« بِسْمِ اللهِ يَشْفيكَ ، بِسْمِ اللهِ يَكْفيكَ مِنْ كُلِّ داء يُؤْذيكَ ، خُذْها فَلـْيَهْنيكَ ».
29 ـ عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) ، لوجع الإذن ، قال : ضع يدك عليه وقل:
« أعوذُ بِاللهِ الَّذي سَكَنَ لَهُ ما في البَرِّ وَالبَحْرِ وَالسَّماواتِ وَالأرْضِ ، وَهُوَ السَّميعُ العَليمُ ».
سبع مرّات فإنّه يبرأ بإذن الله تعالى.
30 ـ قالوا (عليهم السلام) : من قال إذا عطس:
« الحَمْدُ للهِ رَبِّ العالَمينَ عَلى كُلِّ حال ، وَصَلَّى اللهُ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد ».
لم يشتكِ شيئاً من أضراسه ولا من اُذنيه.
31 ـ لوجع العين ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) : ألا اُعلّمك دعاءً لدنياك وآخرتك وتكفي به وجع عينك ؟ فقلت : بلى . فقال : تقول في دبر الفجر ودبر المغرب:
« اللّهُمَّ إنِّي أسْألُكَ بِحَقِّ مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد عَلَيْكَ ، أنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد ، وَأنْ تَجْعَلَ النُّورَ في بَصَري ، وَالبَصيرَةَ في ديني ، وَاليَقينَ في قَلـْبي ، وَالإخْلاصَ في عَمَلي ، وَالسَّلامَةَ في نَفْسي ، وَالسَّعَةَ في رِزْقي ، وَالشُّكْرَ لَكَ ما أبْقَيْتَني ».
وفي رواية : تقول ذلك سبع مرّات قبل أن تقوم من مقامك.
32 ـ عن الإمام الباقر (عليه السلام) ، قال : كان النبيّ (صلى الله عليه وآله) إذا رمد هو أو أحد من أهله أو من أصحابه دعا بهذه الدعوات:
« اللّهُمَّ مَتِّعْني بِسَمْعي وَبَصَري وَاجْعَلـْهُما الوارِثَيْنِ مِنِّي ، وَانْصُرْني عَلى مَنْ ظَلَمَني ، وَأرِني فيهِ ثَأري ».
33 ـ للرعاف : تقرأ وتكتب وتأخذ بأنف المرعوف:
« يا مَنْ حَمَلَ الفيلَ مِنْ بَيْتِهِ الحَرامَ أسْكِنْ دَمَ فُلانَ بْنَ فُلان ».
وتذكر اسمه ، أو يصبّ على رأسه وجبهته ماء الجمد ، فإنّه يسكن بإذن الله.
34 ـ الدعاء لوجع الفم والأضراس : عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، قال : شكى إليه وليّ من أوليائه وجعاً في فمه ، فقال : إذا أصابك ذلك فضع يدك عليه وقل:
« بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ ، بِسْمِ اللهِ الَّذي لا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ داءٌ ، أعوذُ بِكَلِماتِ اللهِ الَّتي لا يَضُرُّ مَعَها شَيْءٌ قُدُّوساً قُدُّوساً قُدُّوساً ، بِاسْمِكَ يا رَبِّ الطَّاهِرِ المُقَدَّسِ المُبارَكِ ، الَّذي مَنْ سَألَكَ بِهِ أعْطَيْتَهُ ، وَمَنْ دَعاكَ بِهِ أجَبْتَهُ ، أسْألُكَ يا اللهُ يا اللهُ يا اللهُ ، أنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّد النَّبيِّ وَأهْلِ بَيْتِهِ ، وَأنْ تُعافيَني مِمَّـا أجِدُ في فَمي وَفي رَأسي وَفي سَمْعي وَفي بَصَري وَفي بَطْني وَفي ظَهْري وَفي يَدي وَفي رِجْلي وَفي جَميعِ جَوارِحي كُلِّها ».
فإنّه يخفّف عنك إن شاء الله تعالى.
35 ـ عن أبي بصير ، عن أبي جعفر الإمام الباقر (عليه السلام) ، قال : شكوت إليه وجع أضراسي ، وأ نّه يسهرني الليل ، قال : فقال لي : يا أبا بصير ، إذا أحسست بذلك فضع يدك واقرأ سورة الحمد وقل هو الله أحد ، ثمّ اقرأ : ( وَتَرى الجِبالَ تَحْسَبُها جامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحابِ صُنْعَ اللهِ الَّذي أتْقَنَ كُلَّ شَيْء إنَّهُ خَبيرٌ بِما تَعْمَلونَ) ، فإنّه يسكن ثمّ لا يعود.
36 ـ لوجع الصدر : (وَإذْ قَتَلـْتُمْ نَفْساً فَادَّارَءتُمْ فيها) إلى قوله : (لَعَلَّكُمْ تَعْقِلونَ)[28] ، روي عن أبي عبد الله (عليه السلام) أ نّه شكى إليه رجلٌ وجع صدره فقال : استشفِ بالقرآن ، فإنّ الله عزّ وجلّ يقول : ( فيهِ شِفاءٌ لِما في الصُّدورِ).
37 ـ الدعاء لوجع القلب : تقرأ هذه الآيات على الماء ويشربه : ( لَئِنْ أنْجَيْتَنا مِنْ هذِهِ لَنَكونَنَّ مِنَ الشَّاكرينَ سَيُهْزَمُ الجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرُ بَلِ السَّاعَةِ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أدْهى وَأمَرَّ إنَّ اللهَ يَمْسِكُ السُّماواتِ وَالأرْضَ أنْ تَزولا وَلَئِنْ زالَتا إنْ أمْسَكَهُما مِنْ أحَد مِنْ بَعْدِهِ إنَّهُ كانَ حَليماً غَفوراً).
38 ـ أيضاً تقرأ هذه الآيات على الماء ، ويشربه ، ويردّد على القلب ، ويكتب أيضاً ويعلّق على عنقه:
« بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ ، رَبَّنا لا تُزِغْ قُلوبَنا بَعْدَ إذْ هَدَيْتَنا وَهبْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إنَّكَ أنْتَ الوَهَّابُ رَبَّنا إنَّكَ جامِعٌ النَّاسَ لِيَوْم لا رَيْبَ فيهِ إنَّ اللهَ لا يُخْلِفُ الميعادَ ، الَّذينَ آمَنوا وَتَطْمَئِنَّ قُلوبُهُمْ بِذِكْرِ اللهِ ألا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ القُلوبُ الَّذينَ آمَنوا وَعَمِلوا الصَّالِحاتِ طوبى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآب لَئِنْ أنْجَيْتَنا مِنْ هذِهُ لَنَكونَنَّ مِنَ الشَّاكِرينَ ».
39 ـ لوجع البطن : عن يونس بن يعقوب ، قال : قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) : جعلت فداك ، إنّي أجد وجعاً في بطني . فقال : وحّد الله . فقلت : كيف أقول ؟ قال : تقول:
« يا اللهُ يا اللهُ ، يا رَبِّي يا رَحْمنُ يا رَبُّ الأرْبابِ ، وَيا سَيِّدَ السَّماواتِ ، اشْفِني وَعافِني مِنْ كُلِّ داء وَسُقْم ، فَإنِّي عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ ، أتَقَلَّبُ في قَبْضَتِكَ ».
40 ـ لوجع البطن وغيره من الآلام : يضع يده عليه ويقول سبع مرّات:
« أعوذُ بِعِزَّةِ اللهِ وَجَلالِهِ مِنْ شَرِّ ما أجِدُ ».
ويضع يده اليمنى على الألم ويقول : ( بسم الله ) ثلاثاً.
41 ـ لوجع الخاصرة : عن حمران ، قال : سأل رجل محمد بن علي الباقر (عليه السلام) ، فقال : يا ابن رسول الله ، إنّي أجد في خاصرتي وجعاً شديداً ، وقد عالجته بعلاج كثيرة ، فليس يبرأ . قال : أين أنت من عوذة أمير المؤمنين (عليه السلام) ؟ قال : وما ذاك يا ابن رسول الله ؟ قال : إذا فرغت من صلاتك فضع يدك على موضع السجود ، ثمّ امسحه واقرأ:
( أفَحَسِبْتُمْ أ نَّما خَلَقْناكُمْ عَبَثاً وَأ نَّكُمْ إلَيْنا لا تَرْجِعونَ فَتَعالى اللهُ المَلِكُ الحَقُّ لا إلـهَ إلاّ هُوَ رَبُّ العَرْشِ الكَريمِ وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللهِ إلـهاً آخَرَ لا بُرْهانَ لَهُ بِهِ فَإنَّما حِسابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إنَّهُ لا يُفْلِحُ الكافِرونَ وَقُلْ رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمينَ ).
قال الرجل : ففعلت ذلك فذهب عنّي بعون الله تعالى.
42 ـ قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : ينبغي لأحدكم إذا أحسّ بوجع الخاصرة أن يمسح يده عليها ثلاث مرّات ، وليقل كلّ مرّة:
« أعوذُ بِعِزَّةِ اللهِ وَقُدْرَتِهِ عَلى ما يَشاءُ مِنْ شَرِّ ما أجِدُ في خاصِرَتي ».
43 ـ لوجع الطحال : اقرأ على كفّه (إذا جاءَ نَصْرُ اللهِ وَالفَتْحُ ) ثلاث مرّات ، ثمّ تقرأ (إنَّ الَّذينَ قالوا رَبُّنا اللهُ ثُمَّ اسْتَقاموا)[29] ، إلى آخر الآية ثلاث مرّات ، ثمّ امسح بهما رأسه سبع مرّات.
44 ـ الدعاء للثالول : عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، قال : تمرّ يدك على موضع الثآليل ، ثمّ تقول:
« بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ ، بِسْمِ اللهِ وَبِاللهِ ، مُحَمَّدٌ رَسولُ اللهِ (صلى الله عليه وآله) ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إلاّ بِاللهِ العَليِّ العَظيمِ ، اللّهُمَّ امْحُ عَنِّي ما أجِدْهُ ».
تمرّ يدك اليمنى وترقى عليها ثلاث مرّات.
45 ـ لوجع الظهر : عن أبي جعفر محمد الباقر (عليه السلام) ، قال : شكى رجل من همدان إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) وجع الظهر وأ نّه يسهر الليل ، فقال : ضع يدك على الموضع الذي تشتكي منه واقرأ ثلاثاً : (وَما كانَ لِنَفْس أنْ تَموتَ إلاّ بِإذْنِ اللهِ كِتاباً مُؤَجَّلا وَمَنْ يُرِدْ ثَوابَ الدُّنْيا نُؤْتِهِ مِنْها وَمَنْ يُرِدْ ثَوابَ الآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْها وسَنَجْزي الشَّاكِرينَ) ، واقرأ سبع مرّات (إنَّا أنْزَلـْناهُ في لَيْلَةِ القَدْرِ) إلى آخرها ، فإنّك تعافى من العلل إن شاء الله تعالى.
46 ـ لوجع الفخذين : عن أمير المؤمنين (عليه السلام) ، قال : إذا اشتكى أحدكم وجع الفخذين فليجلس في تور كبير أو طشت في الماء المسخّن وليضع يده عليه وليقرأ : (أوَ لَمْ يَرَ الَّذينَ كَفَروا أنَّ السَّماواتِ وَالأرْضَ كانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما وَجَعَلـْنا مِنَ الماءِ كُلَّ شَيْء حَيٌّ أفَلا يُؤْمِنونَ).
47 ـ لوجع الرحم:
« بِسْمِ اللهِ وَبِاللهِ الَّذي بِإذْنِهِ قامَتِ السَّماواتُ وَالأرْضُ ، فَإنَّ مَرْيَمَ بِنْتَ عِمْرانَ لَمْ يَضُرَّها وَجَعُ الأرْحامِ ، كَذلِكَ يَشْفي اللهُ فُلانَةَ بِنْتَ فُلانَةَ ـ يذكر اسمها واسم اُمّها ـ مِنْ وَجَعِ الأرْحامِ وَمِنْ وَجَعِ عِرْقِ الأرْحامِ ، أسْلَمْ أسْلَمْ بِسْمِ اللهِ الحَيِّ القَيُّومِ ، بِسْمِ اللهِ المُسْتَغاثُ بِاللهِ عَلى ما هُوَ كائِنٌ وَعَلى ما قَدْ كانَ وَأشْهَدُ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْء قَديرٌ وَأنَّ اللهَ قَدْ أحاطَ بِكُلِّ شَيْء عِلـْماً ... ».
48 ـ لكلّ ورم : عن أبي جعفر (عليه السلام) ، قال : قال لي : يا جابر . قلت : لبّيك يا ابن رسول الله ، قال : اقرأ على كلّ ورم آخر سورة الحشر : ( لَوْ أنْزَلـْنا هذا القُرْآنَ عَلى جَبَل ) إلى آخر السورة واقفل عليها ثلاثاً فإنّه يسكن بإذن الله تعالى.
49 ـ لوجع الركبة والرجلين : عن أبي حمزة قال : عرض لي وجع في ركبتي فشكوت ذلك إلى أبي جعفر (عليه السلام) ، فقال : إذا صلّيت فقل:
« يا أجْوَدَ مَنْ أعْطى ، وَيا خَيْرَ مَنْ سُئِلَ ، وَيا أرْحَمَ مَنْ اسْتُرْحِمَ ، ارْحَمْ ضَعْفي وَقِلَّةَ حيلَتي ، وَاعْفِني مِنْ وَجَعي ».
قال : فقلته فعوفيت.
50 ـ لوجع المفاصل : عن يونس بن ظبيان ، عن ابن أبي زينب ، قال : بينا أنا عند جعفر بن محمّد (عليهما السلام) ، إذ أتاه سنان بن سلمة مصفرّ الوجه ، فقال له : ما لَك ؟ فوصف له ما يقاسيه من شدّة الضربان في المفاصل ، فقال له : ويحك ، قل:
« اللّهُمَّ إنِّي أسْألُكَ بِأسْمائِكَ وَبَرَكاتِكَ وَدَعْوَةِ نَبِيِّكَ الطَّيِّبِ المُبارَكِ المَكينِ عِنْدَكَ (صلى الله عليه وآله) ، وَبِحَقِّهِ وَبِحَقِّ ابْنَتِهِ فاطِمَةُ المُبارَكَةُ ، وَبِحَقِّ وَصِيِّهِ أميرِ المُؤْمِنينَ ، وَحَقِّ سَيِّدَي شَبابِ أهْلِ الجَنَّةِ إلاّ أذْهَبْتَ عَنِّي شَرَّ ما أجِدُهُ بِحَقِّهِمْ بَحَقِّهِمْ بِحَقِّكَ يا إلـهَ العالَمينَ ».
فوالله ما قام من مجلسه حتّى سكن ما به.
51 ـ لعرق النساء : عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أ نّه علّم رجلا من أصحابه ـ وشكى إليه عرق النساء ـ فقال : إذا أحسست به فضع يدك عليه وقل:
« بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ ، بِسْمِ اللهِ وَبِاللهِ ، أعوذُ بِسْمِ اللهِ الكَبيرِ ، وَأعوذُ بِسْمِ اللهِ العَظيمِ مِنْ شَرِّ كُلِّ عِرْق نَعَّار ، وَمِنْ شَرِّ حَرِّ النَّارِ ».
فإنّك تعافى بإذن الله تعالى ، قال الرجل : فما قلت ذلك إلاّ ثلاثاً حتّى أذهب الله ما بي وعوفيت منه.
52 ـ الدعاء للفالج : عن اسماعيل بن جابر ، قال : أصابتني لقوة[30] في وجهي ، فلمّـا قدمنا المدينة ، دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) ، قال : ما الذي أراه بوجهك ؟ قال : فقلت : فاسدة الريح . قال : فقال لي : ائتِ قبر النبي (صلى الله عليه وآله) فصلِّ عنده ركعتين ، ثمّ ضع يدك على وجهك ، ثمّ قل:
« بِسْمِ اللهِ وَبِاللهِ بِهذا اخْرُجْ ، أقْسَمْتُ عَلَيْكَ مِنْ عَيْنِ إنْس أوْ عَيْنِ جِنٍّ أوْ وَجَع ، اُخْرُجْ أقْسَمْتُ عَلَيْكَ بِالَّذي اتَّخَذَ إبْراهيمَ خَليلا وَكَلَّمَ موسى تَكْليماً ، وَخَلَقَ عيسى مِنْ روحِ القُدُسِ ، لَمَّـا هَدَأتَ وَطَفِئْتَ كَما طَفِئَتْ نارُ إبْراهيمَ إطْفَئي بِإذْنِ اللهِ ».
قال : فما دعا إلاّ مرّتين حتّى رجع وجهي فما عاد إلى الساعة.
53 ـ الدعاء للحصاة والفالج أيضاً : عن الصادق (عليه السلام) : تقول حين تصلّي صلاة الليل وأنت ساجد:
« اللّهُمَّ إنِّي أدْعوكَ دُعاءَ الذَّليلِ ، الفَقيرِ العَليلِ ، أدْعوكَ دُعاءَ مَنِ اشْتَدَّتْ فاقَتُهُ وَقَلَّتْ حيلَتُهُ ، وَضَعُفَ عَمَلُهُ ، وَألَحَّ عَلَيْهِ البَلاءُ ، دُعاءَ مَكْروب إنْ لَمْ تُدْرِكْهُ ، هالِكٌ إنْ لَمْ تُنْقِذْهُ ، فَلا حيلَةَ لَهُ ، فَلا يُحيطَنَّ بي مَكْرُكَ ، وَلا يَبيتُ عَلَيَّ غَضَبُكَ ، وَلا تَضْطَرَّني إلى اليَأسِ مِنْ رَوْحِكَ ، وَالقُنوطِ مِنْ رَحْمَتِكَ وَطولِ التَّصَبُّرِ عَلى البَلاءِ ، اللّهُمَّ إنَّهُ لا طاقَةَ لي بِبَلائِكَ ، وَلا غِنىً بي عَنْ رَحْمَتِكَ ، وَهذا ابْنُ حَبيبِكَ ، أتَوَجَّهُ إلَيْكَ بِهِ فإنَّكَ جَعَلـْتَهُ مَفْزَعاً لِلـْخائِفِ ، وَاسْتَوْدَعْتَهُ عِلـْمَ ما سَبَقَ وَما هُوَ كائِنٌ ، فَاكْشِفْ لي ضُرِّي وَخَلِّصْني مِنْ هذِهِ البَلِيَّةِ ، وَأعِدْني ما عَوَّدْتَني مِنْ رَحْمَتِكَ وَعافِيَتِكَ ، يا هُوَ يا هُوَ يا هُوَ ، انْقَطَعَ الرَّجاءُ إلاّ مِنْكَ ».
54 ـ الدعاء للجذام والبرص والداء الخبيث : عن يونس ، قال : أصابني بين عيني بياض ، فدخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) ، فشكوت ذلك إليه ، فقال : تطهّر وصلِّ ركعتين ، وقل:
« يا اللهُ يا رَحْمنُ يا رَحيمُ ، يا سَميعَ الدَّعَواتِ ، يا مُعْطيَ الخَيْراتِ ، اعْطِني خَيْرَ الدُّنْيا وَخَيْرَ الآخِرَةِ وَقِني شَرَّ الدُّنْيا وَشَرَّ الآخِرَةِ ، وَأذْهِبْ عَنِّي ما أجِدُ ، فَقَدْ غاظَني الأمْرُ وَأحْزَنَني ».
قال يونس : ففعلت ما أمرني به ، فأذهب الله عنّي ذلك ، وله الحمد.
55 ـ الدعاء للبواسير : عن أمير المؤمنين (عليه السلام) ، قال : مَن عوّذ البواسير بهذه العوذة كفي شرّها بإذن الله تعالى ، وهو:
« يا جَوادُ يا ماجِدُ ، يا رَحيمُ يا قَريبُ ، يا مُجيبُ يا بارِئ ، يا راحِمُ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ ، وَارْدُدْ عَلَيَّ نِعْمَتَكَ وَاكْفِني أمْرَ وَجَعي ».
فإنّه يعافى منه بإذن الله عزّ وجلّ.
56 ـ الدعاء للبثر والدماميل والجرب : عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، قال : هذه الدماميل والقروح أكثرها من هذا الدم المحترق الذي لا يخرجه صاحبه في أيّامه ، فمن غلب عليه شيء من ذلك ، فليقل إذا أوى إلى فراشه:
« أعوذُ بِوَجْهِ اللهِ العَظيمِ وَكَلِماتِهِ التَّامَّاتِ الَّتي لا يُجاوِزْهُنَّ بَرٌّ وَلا فاجِرٌ ، مِنْ شَرِّ كُلِّ ذي شَرٍّ ».
فإنّه إذا قال ذلك لم يؤذه شيء من الأرواح ، وعوفي منها بإذن الله عزّ وجلّ.
57 ـ الدعاء لوجع الفرج : عن حريز ، قال : حججت فدخلت على أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) بالمدينة ، فإذا بالمعلّى بن خنيس (رضي الله عنه) يشكو إليه وجع الفرج ، فقال له الصادق (عليه السلام) : إنّك كشفت عورتك في موضع من المواضع ، فأعقبك الله هذا الوجع ، ولكن عوّذه بالعوذة التي عوّذ بها أمير المؤمنين أبا وائلة ، ثمّ لم تعد ، قال له المعلّى : يا ابن رسول الله ، وما العوذة ؟ قال : قل بعد أن تضع يدك اليسرى عليه:
« بِسْمِ اللهِ وَبِاللهِ ، بَلى مَنْ أسْلَمَ وَجْهَهُ للهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِ وَلا هُمْ يَحْزَنونَ ، اللّهُمَّ إنِّي أسْلَمْتُ وَجْهي إلَيْكَ ، وَفَوَّضْتُ أمْري إلَيْكَ ، لا مَلـْجَأ وَلا مَنْجَأ إلاّ إلَيْكَ ».
ثلاث مرّات ، فإنّك تعافى إن شاء الله تعالى.
58 ـ الدعاء لوجع الساقين : عن سالم بن محمّد ، قال : شكوت إلى الصادق (عليه السلام) وجع الساقين ، وأ نّه قد أقعدني عن اُموري وأسبابي ، فقال : عوّذهما . قلت : بماذا يا ابن رسول الله ؟ قال : بهذه الآية سبع مرّات ، فإنّك تعافى بإذن الله تعالى:
(وَاتْلُ ما اُوحِيَ إلَيْكَ مِنْ كِتابِ رَبِّكَ لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دونِهِ مُلـْتَحَداً).
قال : فعوّذتها سبعاً كما أمرني ، فرفع الله الوجع عنّي رفعاً حتّى لم أحسّ بعد ذلك بشيء منه.
59 ـ الدعاء لوجع العراقيب وباطن القدم : عن الإمام علي بن الحسين (عليهما السلام) : أنّ رجلا اشتكى إلى أبي عبد الله الحسين بن علي (عليهما السلام) ، فقال : يا ابن رسول الله ، إنّي أجد وجعاً في عراقيبي قد منعني من النهوض إلى الغرف ، قال : فما يمنعك من العوذة ؟ قال : لست أعلمها . قال : فإذا أحسست بها فضع يدك عليها وقل:
« بِسْمِ اللهِ وَبِاللهِ ، وَالسَّلامُ عَلى رَسولِ اللهِ (صلى الله عليه وآله) ».
ثمّ اقرأ عليه:
(وَما قَدَروا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأرْضُ جَميعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ القِيامَةِ وَالسَّماواتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمينِهِ سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكونَ).
ففعل ذلك فشفاه الله تعالى.
هذه جملة من الأدعية العامّة والخاصّة في دفع الأمراض ورفع الأسقام صدرت من بيت الوحي والنبوّة ، ولا يخفى أ نّما يلمس الداعي أثرها ويتشافى المريض ـ كما ثبت بالتجربة ـ لمن كان يراعي آداب الدعاء وشرائطه أوّلا ، ثمّ يأتي بالدعاء متيقّناً بلا شكّ وريب ، غير متأثّر بالتكنولوجيا الحديثة والثقافة الغربية الكافرة ، والعلمانية المقيتة والأفكار المنحرفة المسمومة ، فإنّه لا ينفع الدعاء لمن كان شاكّاً ، كما ورد في الروايات ، بل يدعو ويعتقد أنّ حاجته بالباب قد قضاها الله سبحانه ، كما يشترط ـ في إجابة الدعاء وتأثيره ـ الإيمان الكامل وعدم النفاق ، فقد ورد في وجع البطن والقولنج عن عبد الله بن سنان ، عن الإمام جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جدّه (عليهم السلام) ، قال : شكى رجل إلى النبي (صلى الله عليه وآله) فقال : يا رسول الله ، إنّ لي أخاً يشتكي بطنه . فقال : مُر أخاك أن يشرب شربة عسل بماء حارّ ، فانصرف إليه من الغد ، وقال : يا رسول الله ، قد أسقيته وما انتفع بها . فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : صدق الله ، وكذب بطن أخيك ، إذهب فاسقِ أخاك شربة عسل وعوّذه بفاتحة الكتاب سبع مرّات ، فلمّـا أدبر الرجل ، قال النبي (صلى الله عليه وآله) : يا علي ، إنّ أخا هذا الرجل منافق ، فمن هنا لا تنفعه الشربة.
هذا وما ذكرته إنّما هو مختصر بعض الأدعية ، فمن أراد التفصيل لهذه الأوجاع ولغيرها ، ولمثل عسر الولادة ، ولحلّ المربوط ، ولدفع السحر والعين والجنّ والوسواس ورفع الوحشة ، وما شابه ذلك ، فعليه بمراجعة المطوّلات في هذا الباب ، كبحار الأنوار لشيخنا العلاّمة المجلسي (قدس سره) ، المجلّد 92 ، ففيه ما يشفي العليل ويروي الغليل.
ونختم رسالتنا هذه بدعاء لمولانا الإمام السجّاد زين العبّاد علي بن الحسين (عليهما السلام) ، في صحيفته السجّادية المباركة:
كان من دعائه (عليه السلام) إذا مرض أو نزل به كربٌ أو بليّة:
« اللّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ عَلى ما لَمْ أزَلْ أتَصَرَّفُ فيهِ مِنْ سَلامَةِ بَدَني ، وَلَكَ الحَمْدُ عَلى ما أحْدَثٌتَ بي مِنْ عِلَّة في جَسَدي ، فَما أدْري يا إلـهي أيٌّ الحالَيْنِ أحَقُّ بِالشُّكْرِ لَكَ وَأيُّ الوَقْتَيْنِ أوْلى بِالحَمْدِ لَكَ ، أوَقْتُ الصِّحَّةِ الَّتي هَنَّأتَني فيها طَيِّباتِ رِزْقِكَ وَنَشَّطْتَني بِها لابْتِغاءِ مَرْضاتِكَ وَفَضْلِكَ وَقَوَّيْتَني مَعَها عَلى ما وَفَّقْتَني لَهُ مِنْ طاعَتِكَ ، أمْ وَقْتُ العِلَّةِ الَّتي مَحَّصْتَني بِها وَالنِّعَمِ الَّتي أتْحَفْتَني بِها ، تَخْفيفاً لِما ثَقُلَ عَلَيَّ مِنَ الخَطيئاتِ ، وَتَطْهيراً لِما انْغَمَسْتُ فيهِ مِنَ السَّيِّئاتِ ، وَتَثْبيتاً لِتَناوُلِ التَّوْبَةِ وَتَذْكيراً لَِمحْوِ الحَوْبَةِ بِقَديمِ النِّعْمَةِ ، وَفي خِلالِ ذلِكَ ما كَتَبَ لِيَ الكاتِبانِ مِنْ زَكِيِّ الأعْمالِ ما لا قَلـْبٌ فَكَّرَ فيهِ ، وَلا لِسانٌ نَطَقَ بِهِ ، وَلا جارِحَةٌ تَكَلَّفَتْهُ ، بَلْ إفْضالا مِنْكَ عَلَيَّ وَإحْساناً مِنْ صَنيعِكَ إلَيَّ ، اللّهُمَّ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ ، وَحَبِّبْ إلَيَّ ما رَضيتَ لي ، وَيَسِّرْ لي ما أحْلَلـْتَ بي ، وَطَهِّرْني مِنْ دَنَسِ ما أسْلَفْتُ ، وَامْحُ عَنِّي شَرَّ ما قَدَّمْتُ ، وَأوْجِدْني حَلاوَةَ العافِبَةِ ، وَأذِقْني بَرْدَ السَّلامَةِ ، وَاجْعَلْ مَخْرَجي عَنْ عِلَّتي إلى عَفْوِكَ ، وَمُتَحَوَّلي عَنْ صَرْعَتي إلى تَجاوُزِكَ ، وَخَلاصي مِنْ كَرْبي إلى رَوْحِكَ ، وَسَلامَتي مِنْ هذِهِ الشِّدَّةِ إلى فَرَجِكَ ، إنَّكَ المُتَفَضِّلُ بِالإحْسانِ ، المُتَطَوِّلُ بِالامْتِنانِ ، الوَهَّابُ الكَريمُ ، ذو الجَلالِ وَالإكْرامِ ».
[1] الفرقان : 77.
[2] غافر : 60.
[3] البقرة : 186.
[4] يونس : 12.
[5] يونس : 22.
[6] الأنعام : 63.
[7] السجدة : 16.
[8] النمل : 62.
[9] الأنبياء : 90.
[10] الأعراف : 180.
[11] الرعد : 39.
[12] البقرة : 216.
[13] اقتباس من كتابنا « التوبة والتائبون على ضوء القرآن والسنّة » ، وهو مطبوع ، فراجع.
[14] هذه أربع قصص حول أثر الدعاء في الشفاء من الأمراض ، ننقلها من كتاب « قصص وخواطر » ، تأليف عبد العظيم المهتدي البحراني.
[15] قصص وخواطر : 145 ـ 146 ، 156 ـ 157 ، 327 و 423.
[16] الروايات من ميزان الحكمة 9 : 120.
[17] الخصال ، للشيخ الصدوق : 625.
[18] مفاتيح الجنان : 136 ، في أعمال رجب.
[19] بحار الأنوار 91 : 2 ، عن أمالي الطوسي 1 : 175.
[20] المصدر ، عن الاختصاص : 223.
[21]ميزان الحكمة 6 : 416.
[22]لقد تعرّضت إلى موضوع المعرفة بالتفصيل في « مقام الاُنس بالله » ، و « الإمام الحسين (عليه السلام)في عرش الله » ، فراجع.
[23]ميزان الحكمة 6 : 155 ، عن الكافي 8 : 248.
[24]البحار 92 : 8 ، الحديث 4.
[25]المصدر نفسه.
[26]نقلت الروايات من بحار الأنوار 92 : 9 ، باب 55 نقلا عن مهج الدعوات ومكارم الأخلاق وطبّ الأئمة وغيرها ، فراجع ، فإنّ الأدعية والمعوّذات في هذا المجلّد وغيره كثيرة جدّاً.
[27]البحار 92 : 65 ، الباب 59 ، الحديث 40.
[28]البقرة : 72 ـ 73.
[29]تمامها : ( تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ المَلائِكَةُ ألاّ تَخافوا وَلا تَحْزَنوا وَأبْشِروا بِالجَنَّةِ الَّتي كُنْتُمْ توعَدونَ ) . ( فصّلت : 30 )
[30]اللقوة ( بالفتح ) : داء يصيب الوجه يعوجّ منه الشدق إلى أحد جانبي العنق.