فإنّ الاستقامة والثبات في العمل والخلق الرفيع من أنجح الطرق لنيل الكمال وصعود قُلل السعادة ، إنّما يفلح من ثابر وصمد وثبت ، فلا ييأس إذا اعترضه شيء من العقبات في طريقه ، ولا يعيقه العوائق ، فإنّه لا معنى لليأس مع الحياة ، ولا حياة مع اليأس.
بل بكلّ قوّة وربط جأش يرفع الأقدام ويقود العربة في سبيل النجاح ، ولا تثبط عزيمته النباح ، فيقوم بالواجب وهو ما لزم الإنسان عمله مسترشداً بضميره.
وإنّ الله سبحانه أمر نبيّه أن يثبت في دعوته الإلهية:
(وَاسْتَقِمْ كَما اُمِرْتَ)[1].
(إنَّ الَّذينَ قالوا رَبُّنا اللهُ ثُمَّ اسْتَقاموا فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ)[2].
(وَكُلا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أنْباءِ الرُّسُلِ ما نُثَبِّتُ بِهِ فُؤادَكَ)[3].
(يُثَبِّتُ اللهُ الَّذينَ آمَنوا بِالقَوْلِ الثَّابِتِ في الحَياةِ الدُّنْيا وَفي الآخِرَةِ)[4].
(وَلِيَرْبُطَ عَلىْ قُلوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الأقْدامَ)[5].
(قُلْ نَزَّلَهُ روحُ القُدُسِ مِنْ رَبِّكَ الحق لَيثبتَ الَّذينَ آمَنوا)[6].
(يا أ يُّها الَّذينَ آمَنوا إنْ تَنْصُروا اللهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتَ أقْدامَكُمْ)[7].
(رَبَّنا أفْرِغْ عَلَيْنا صَبْراً وَثَبِّتْ أقْدامَنا)[8].
[1] الشورى : 15.
[2] الأحقاف : 13.
[3] هود : 120.
[4] إبراهيم : 27.
[5] الأنفال : 11.
[6] النمل : 102.
[7] محمّد : 7.
[8] البقرة : 250.
( 8 )