قال الله تعالى في محكم كتابه ومبرم خطابه : ( يَا أ يُّهَا الَّذينَ آمَنوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ،)[1] .
اعلم أنّ في هذه الآية الشريفة مباحث قيّمة، وعلوم سامية، ومعارف إلهيّة رفيعة، ووجوه علميّة لطيفة تستحقّ أن يتكلّم عنها الباحث في محاضرات إسلامية خلال شهر رمضان المبارك، نشير إلى بعضها، ونتعرّض لها إجمالا، ليكون منطلقاً لمن أراد التحقيق والتدقيق، وتكون المحاور في البحث كلمات الآية الشريفة، وذلك بالتخطيط لسهولة المراجعة[2] .
1 ـ حرف نداء يدلّ على البعد بين المنادى والمخاطب
يا 2 ـ للانتباه بأن يتنبّه الناس من قبل
3 ـ حكاية عن أمر مهم
أ يّها الذين ــ خطاب للمكلّفين 2 ـ العاقل
الشرائط العامّة والخاصّة كما في الفقه الإسلامي
1 ـ الإقرار باللسان
1 ـ حقيقة الإيمان وأركانه الثلاثة 2 ـ والعقيدة في الجنان
3 ـ والعمل بالأركان ـ إتيان الواجبات وترك المحرّمات
آمنوا 2 ـ مراتب الإيمان ودرجاته ، من عشر درجات إلى أربعمائة درجة بحسب اختلاف الروايات
3 ـ المؤمنون ـ صفاتهم وعلائمهم في القرآن والأحاديث الشريفة كما في نهج البلاغة
واجب
1 ـ أمر محتوم
مستحب
كُتب ـ فعل مجهول 2 ـ للتربية لعدم تفوّق الإنسان على غيره
3 ـ علامة الحرية في النظام التكويني
الحاكم في مقام الاستعلاء فلم يخاطبهم بكلمة ( إليكم )
عليكم فإنّه حكم فيه حكمة وخير
نتيجة الحكم امر عال أيضاً
كما فيه المصلحة العامة والخاصة من سلامة الفرد والمجتمع
الحكم الإلهي
الصيام قيمته ومقامه
نتيجة الحكم
وأجره فلم يقل سبحانه ( الصوم ) فالصيام اسم مصدر وهو
نتيجة المصدر الدالّ على مجرّد الحدث
أجدادكم وآباءكم
كما كتب على الذين من قبلكم الأنبياء عليهم السلام
أصحاب الشرائع السماوية الاُخرى
لعلّ في القرآن تارة بمعنى الأمل والرجاء وهو في غير الله كما في قصّة
موسى وفرعون ( لعلّه يذّكّر أو يخشى )
لعلّكم
واُخرى في الله عزّ وجلّ فهو بمعنى الحتم واليقين لعلم الله سبحانه كما في هذه الآية
الشريفة ، فإنّ من يصوم جامعاً للشرائط يكون متّقياً قطعاً
1 ـ المعنى اللغوي والاصطلاحي للتقوى
2 ـ شرائط التقوى وموارده
3 ـ مراحل التقوى ومراتبه
4 ـ آثار التقوى على الفرد والمجتمع
5 ـ جزاء وأجر المتّقين
تتّقون
6 ـ صفات المتّقين كما في خطبة همام في نهج البلاغة
7 ـ درجات المتّقين
8 ـ التقوى في القرآن الكريم ومشتقّاته 19 مورد وتعداده 234 مرّة
9 ـ التقوى في رحاب الأحاديث الشريفة
10 ـ قصص المتّقين
1 ـ عليكم 1 ـ إفادة التأكيد للحكم والحاكم
كم
كاف الخطاب وميم الجمع تكراره ثلاث مرّات في الآية الشريفة 2 ـ قبلكم
3 ـ لعلّكم 2 ـ القطع واليقين بنتائج الحكم
1 ـ عدم العجب للصائمين
أياماً معدودات
2 ـ تسكين الصائمين واطمئنانهم
1 ـ الصيام واجب ومستحبّ وحرام ومكروه
مريضاً أو على سفر 2 ـ المريض والمسافر يحرم عليهما الصوم
3 ـ ويجب على غيرهما مع شرائط التكليف
أصل الأحكام الإلهية على السهولة وليس العسر وأنّ الدين سهلة سمحة
يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر
كلّ العبادات في طاقة الإنسان ( لا يكلّف الله نفساً إلاّ وسعها )
صوم العامة : باجتناب المفطرات وكفّ النفس عنها
مراحل الصوم ومراتبه صوم الخاصة : بصوم جوارحهم أيضاً
صوم الخاصّة الخاصّة : بكفّ القلب عمّـا سوى الله سبحانه وهو صوم الحب والشكر
شهر رمضان المبارك وليلة القدر في القرآن والسنّة
فضائل وآداب الآثار التربوية والصحية والاقتصادية والاجتماعية في الصوم
الأدعية والزيارات الواردة في شهر رمضان المبارك
بلاغة وفصاحة الآية الشريفة وما فيها من المعارف والمعاني السامية
التمسّك بالقرآن والعترة كما في حديث الثقلين ـ المتّفق عليه عند الفريقين ـ السنّة والشيعة
زبدة المخاض
التأكيد على حكم إلهي واحد بهذا النحو فكيف بنا والأحكام الإلهية الاُخرى
كلّ آية من القرآن فيها المعارف الإلهية والمنافع الإنسانية المادية والمعنوية،
الظاهرية والباطنية، الفردية والاجتماعية
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : من أراد علم الأوّلين والآخرين فليثوّر بالقرآن .
فلا بدّ من إثارة القرآن لاستخراج العلوم والمعارف، وهذا غيض من فيض آية الصيام . والحمد لله أوّلا وآخراً .
[1]البقرة : 183 .
[2]استلهمتُ هذا المخطّط من الشيخ محمّد علي قاضي زاده جزاه الله خيراً .