![]() |
![]() |
![]() |
الدعاء مخ العبادة وحقيقتها ، وما يعبأ الله بعبده لولا دعاؤه ، والذين يستكبرون عن عبادة الله ، أي لا يدعونه ، لا ينالون الرحمة الإلهيّة ، فالدعاء سلاح المؤمن وصلاحه وفلاحه ، وإنّما يستجيب الله الدعاء لو اجتمعت شرائطه[1] ، وممّـا يوجب استجابة الدعاء ، ويكون العبد مستجاب الدعوة ، وهذه اُمنية كلّ عبد صالح ورع متّقي ، زيارة مولانا الإمام الرضا (عليه السلام) ، فإنّها لو قبلت تكون من الأكسير الأعظم في تحقّق الدعاء واستجابته وقضاء الحوائج.
عن ياسر الخادم قال : قال الرضا (عليه السلام) :
لا تشدّ الرحال إلى شيء من القبور إلاّ إلى قبورنا ، ألا وإنّي مقتول بالسمّ ظلماً ، ومدفون في موضع غربة ، فمن شدّ رحله إلى زيارتي استجيب دعاؤه وغفر له ذنبه[2].
وقد ورد في الروايات أنّ من يستجاب دعاؤه فقد وصل إلى مقام الرضا والتسليم ، وهو من المقامات العرفانية في السير والسلوك كما عند أهل المعرفة ، فتدبّر ، ولا يخفى لطفه.
العيون بسنده عن الصقر بن دلف قال : سمعت سيّدي علي بن محمّد بن علي الرضا (عليهم السلام) يقول :
من كانت له إلى الله عزّ وجلّ حاجة ، فليزر قبر جدّي الرضا (عليه السلام) بطوس ، وهو على غسل وليصلّ عند رأسه ركعتين وليسأل الله تعالى حاجته في قنوته ، فإنّه يستجيب له ، ما لم يسأل في مأثم أو قطيعة رحم ، فإنّ موضع قبره لبقعة من بقاع الجنّة ، لا يزورها مؤمن إلاّ أعتقه الله تعالى من النار ، وأدخله دار القرار[3].
[1]راجع في ذلك كتاب ( عدّة الداعي ) للشيخ المحقّق ابن فهد الحلي (قدس سره).
[2]البحار 99 : 36 ، عن العيون 2 : 254 ، والخصال 1 : 94.
[3]البحار 99 : 49 ، عن العيون 2 : 262.
![]() |
![]() |
![]() |