![]() |
![]() |
![]() |
المعرفة أخصّ من العلم الذي يعني الانكشاف وانطباع صورة الشيء في الذهن ، وربما في بعض الموارد يرادفه ، والمعرفة كلّي مشكّك ذات مراتب طولية وعرضية ، اُفقيّة وعموديّة ، منها المعرفة الجلالية والجمالية والكمالية[1] ، فهي في اتّساع اُفقي وعمودي ، ومن ثمّ اهتمّ الإسلام غاية الاهتمام بكسب العلوم والمعارف ، ( بأنّ العلم أوّل دليل والمعرفة آخر نهاية ، وإنّها نور القلب وبرهان الفضل والفوز بالقدس وإيمان وحكمة ) ، ويقول الرسول (صلى الله عليه وآله) :
( أفضلكم ايماناً أفضلكم معرفة ).
ويقول الإمام الصادق (عليه السلام) :
( إنّ المؤمنين بعضهم أفضل من بعض ، وبعضهم أكثر صلاة من بعض ، وبعضهم أنفذ بصراً من بعض ، وهي درجات ـ (يَرْفَعِ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ اُوتُوا العِلْمَ دَرَجَات)[2] ـ .
ويقول الإمام الباقر (عليه السلام) :
( لا يقبل عمل إلاّ بمعرفة ، ولا معرفة إلاّ بعمل ، ومن عرف دلّته معرفته على العمل ، ومن لم يعرف فلا عمل له ).
ويقول الإمام الكاظم (عليه السلام) :
( من لم يعقل عن الله لم يعقد قلبه على معرفة ثابتة يبصرها ويجد حقيقتها في قلبه ، والعلم لقاح المعرفة ، ولقاح المعرفة دراسة العلم ، ولقاح العلم التصوّر والفهم )[3].
فقيمة زيارة الزائر بمقدار معرفته بالإمام (عليه السلام) ، وباختلاف درجات المعرفة يختلف الثواب والأجر ، فما يعطى للعالم غير ما يعطى للجاهل ، وهذا أمر واضح بالوجدان ، وربما من هذا المنطلق نجد الزيارة وقياسها بالحجّ تختلف ، كما ورد في الروايات ، فتارة يقاس بحجّة مقبولة ، واُخرى بسبعين ، وثالثة بسبعمائة ، ورابعة بألف ، وخامسة بسبعين ألف ، وسادسة بألف ألف حجّة ، وهكذا المثوبات الاُخرى ، فتأمّل.
فاسع أ يّها الزائر الكريم في زيادة معرفتك بإمامك (عليه السلام) ، فقيمة زيارتك يناط بمعرفتك ، كما ورد عن أبي عبد الله (عليه السلام) أ نّه قال :
( يقتل حفدتي بأرض خراسان في مدينة يُقال لها طوس ، من زاره إليها عارفاً بحقّه ، أخذته بيدي يوم القيامة وأدخلته الجنّة ، وإن كان من أهل الكبائر.
قلت : جعلت فداك ، وما عرفان حقّه ؟
قال : يعلم أ نّه مفترض الطاعة غريب شهيد ، من زاره عارفاً بحقّه أعطاه الله عزّ وجلّ أجر سبعين شهيداً ممّن استشهد بين يدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) على حقيقة ).
العيون بسنده عن الصادق (عليه السلام) ، قال : ( سمعته يقول :
يخرج من ولد ابني موسى ، اسمه اسم أمير المؤمنين صلوات الله عليه ، فيدفن في أرض طوس وهي بخراسان ، يقتل فيها بالسمّ ، فيدفن فيها غريباً ، من زاره عارفاً بحقّه ، أعطاه الله عزّ وجلّ أجر من أنفق قبل الفتح وقاتل ).
عن أبي الحسن موسى بن جعفر (عليهما السلام) ، قال : ( مرّ به ابنه وهو شاب وبنوه مجتمعون عنده فقال :
إنّ ابني هذا يموت في أرض غربة ، فمن زاره مسلّماً لأمره عارفاً بحقّه ، كان عند الله جلّ وعزّ كشهداء بدر ).
[1]لقد ذكرت تفصيل ذلك في ( الدرّ الثمين في معرفة أمير المؤمنين (عليه السلام) ) ، وهو مطبوع ، وفي ( الإمام الحسين (عليه السلام) في عرش الله ) ، وهو مخطوط.
[2]المجادلة : 11.
[3]هذه نبذة من الروايات نقلتها من ميزان الحكمة 3 : 870 ، الطبعة الجديدة ، فراجع.
![]() |
![]() |
![]() |