![]() |
![]() |
![]() |
الإمامة الحقّة إنّما تعني امتداد خطّ النبوّة وخلاصتها ، فهي رياسة عامّة في الدين والدنيا بعد النبي (صلى الله عليه وآله) بنصّ من الله سبحانه لحفظ النبوّة من الضياع والانحراف والانعدام.
فالإمام المعصوم (عليه السلام) إنّما يمثّل مقام النبوّة والولاية العظمى بعد رسول الله ، ويستخلفه في كلّ شيء إلاّ النبوّة ، فهو نفس رسول الله ومن نور واحد ، وكلّ ما يستدلّ به على ضرورة النبوة العامّة والخاصّة ولزومها وحقّانيتها ، وأ نّها بنصب ونصّ من الله عزّ وجلّ لعلمه بالعصمة ، كذلك يستدلّ على الإمامة الحقّة ـ كما هو ثابت في علم الكلام[1] ـ فمن زار الإمام (عليه السلام) بلا شكّ يكون زائراً لرسول الله (صلى الله عليه وآله)أيضاً ، فإنّهم من نور واحد وكلّهم نور واحد.
عن سليمان بن حفص قال : سمعت أبا الحسن موسى بن جعفر (عليه السلام) يقول :
إنّ ابني عليّاً مقتول بالسمّ ظلماً ، ومدفون إلى جانب هارون بطوس ، من زاره كمن زار رسول الله (صلى الله عليه وآله)[2].
أمالي الصدوق بسنده عن عبد الله بن الفضل قال : كنت عند أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) فدخل عليه رجل من أهل طوس فقال له : يا ابن رسول الله ، ما لمن زار قبر أبي عبد الله الحسين بن علي (عليه السلام) فقال له :
يا طوسي ، من زار قبر أبي عبد الله الحسين بن علي (عليه السلام) وهو يعلم أ نّه إمام من الله مفترض الطاعة على العباد ، غفر الله له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر ، وقبل شفاعته في سبعين مذنباً ، ولم يسأل الله جلّ وعزّ عند قبره حاجة إلاّ قضاها له.
قال : فدخل موسى بن جعفر (عليه السلام) ، فأجلسه على فخذه وأقبل يقبّل ما بين عينيه ، ثمّ التفت إليه فقال له :
يا طوسي ، إنّه الإمام والخليفة والحجّة بعدي ، وإنّه سيخرج من صلبه رجل يكون رضىً لله عزّ وجلّ في سمائه ولعباده في أرضه ، يقتل في أرضكم بالسمّ ظلماً وعدواناً ، ويدفن بها غريباً ، ألا فمن زاره في غربته وهو يعلم أ نّه إمام بعد أبيه ، مفترض الطاعة من الله عزّ وجلّ ، كان كمن زار رسول الله (صلى الله عليه وآله)[3].
فثواب وأجر زيارة النبيّ (صلى الله عليه وآله) يترتّب على من زار الإمام الرضا (عليه السلام) أيضاً ، بل تترتّب الآثار وكذلك المقدّمات والنتائج ، وكما ورد في الخبر الشريف : أوّلنا محمّد وأوسطنا محمّد وآخرنا محمّد ، وكلّنا محمّد (صلى الله عليه وآله) ، فتدبّر.
[1]لقد ذكرت تفصيل ذلك في كتابي ( عقائد المؤمنين ) و ( دروس اليقين في معرفة اُصول الدين ) ، وهما مطبوعان ، وكذلك في كتابي ( بداية الفكر في شرح الباب الحادي عشر ) و ( القول الحميد في شرح التجريد ) ، وهما مخطوطان.
[2]البحار 99 : 38 ، عن العيون 2 : 260.
[3]أمالي الصدوق : 587 ، والبحار 99 : 43.
![]() |
![]() |
![]() |