![]() |
![]() |
![]() |
الشهادة في سبيل الله وفي سبيل إعلاء كلمته ونصرة دينه القويم اُمنية كلّ شائق من المؤمنين الرساليين المجاهدين ، وما أعظم مقام الشهداء عند الله وعند الخلق ، يكفيك أ نّهم أحياء عند ربّهم يرزقون ، فرحين مستبشرين بما آتاهم الله من فضله ، ولا يلّقاها إلاّ ذو حظٍّ عظيم.
فالشهادة تعني الفوز بسعادة الدارين ، وهناك في المفاهيم الإسلامية حينما يراد أن يبيّن أجر بعض العبادات وثوابها فإنّه يقاس بمقام الشهداء وأجرهم وثوابهم الجزيل ، وهذا إن دلّ على شيء فإنّما يدلّ على عظم علوّ مقام الشهادة والشهداء.
ومن العبادات المقرّبة إلى الله سبحانه زيارة أولياء الله جلّ جلاله ، ولمن زار الإمام الرضا (عليه السلام) عارفاً بحقّه بأ نّه إمام مفترض الطاعة ومسلماً لأمره ، فإنّه ينال بزيارته مقام الشهداء.
ومن أفضل شهداء الإسلام الذي يضرب بهم المثل ويقاس الثواب عليهم شهداء بدر في صدر الإسلام ، فإنّهم بدمائهم الزكيّة اشتدّ عود الإسلام وتروّت شجرته المباركة ، فإنّ لهم حقّ على كلّ مسلم على طول الأزمان والأحقاب ، وفي كل الأمصار والأعصار.
وزائر الإمام الرضا إنّما يُثاب بثواب شهداء بدر ويكون له ما لهم من المقام الشامخ العظيم ، هكذا أراد الله سبحانه لأولياءه الكرام.
كامل الزيارات بسنده عن إبراهيم الزيّات ، عن أبي الحسن موسى بن جعفر (عليه السلام) ، قال : مرّ به ابنه وهو شاب حدث وبنوه مجتمعون عنده ، فقال :
إنّ ابني هذا يموت في أرض غربة ، فمن زاره مسلماً لأمره عارفاً بحقّه كان عند الله جلّ وعزّ كشهداء بدر.
فكلّ ما لشهداء بدر من الحياة والاستبشار والفرحة والمقام العظيم يكون لزائر الإمام الرضا (عليه السلام) ، فما أعظم زيارته ! !
قال أبو عبد الله (عليه السلام) في حديث :
من زاره عارفاً بحقّه أعطاه الله عزّ وجلّ أجر سبعين شهيداً ممّن استشهد بين يدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) على حقيقة[1].
قال شيخنا الأجلّ العلاّمة المجلسي في بيان الخبر : قوله ( على حقيقة ) أي كائناً على حقيقة الإيمان أو شهادة حقيقية.
قال الإمام الرضا (عليه السلام) :
من زارني في غربتي كتب الله عزّ وجلّ له أجر مئة ألف شهيد ، ومئة ألف صدّيق ، ومئة ألف حاجّ ومعتمر ، ومئة ألف مجاهد ...
[1]البحار 99 : 35 ، عن العيون 2 : 259.
![]() |
![]() |
![]() |