![]() |
![]() |
![]() |
من أسماء الله الحسنى : الرحمن الرحيم ، وأنّ رحمته الرحمانية عامّة تعمّ المؤمن والكافر في الدنيا ، وبرحمته الرحمانية يخلقهما ويرزقهما ويدبّر أمرهما ويهديهما ... فهي عامّة تشمل الخلايق كلّها.
وأمّا
الرحمة الرحيمية فإنّها تختصّ بالمؤمنين في الدارين ، وإنّها قريبة من المحسنين
في الدنيا والآخرة ، وأ نّها من اللطف الخاص والعناية الخاصة ،
وممّـا يوجب دركها والتوفيق لها زيارة أولياء الله
سبحانه ، فإنّها توجب الحسن والإحسان ، وتقرّب العبد إلى ربّه الكريم
قاب قوسين أو أدنى ، فيغفر ذنوبه بشفاعتهم ، ويكون من ضيوف الله ومن
أكرم الوفود عليه ، فيما لو كان زائراً لمولانا الإمام
الرضا (عليه
السلام) ،
فزيارته توجب درك الرحمة الإلهية العامة
والخاصة.
عن الهروي قال : دخل الرضا (عليه السلام) القبّة التي فيها هارون الرشيد ، ثمّ خطّ بيده إلى جانبه ، ثمّ قال :
هذه تربتي وفيها اُدفن ، وسيجعل الله هذا المكان مختلف شيعتي وأهل محبّتي ، والله ما يزورني منهم زائر ولا يسلّم عليّ منهم مسلّم ، إلاّ وجب له غفران الله ورحمته بشفاعتنا أهل البيت[1].
وكأ نّي بالإمام (عليه السلام) في كثير من هذه الروايات يشير إلى شهادته ، وأ نّه يُقتل بالسمّ حتّى لا يلتبس الأمر على الشيعة من بعده ، لما يفعله المأمون لعنه الله من الخديعة والمكر وإظهار العزاء وتبرئته من دمه الطاهر ، فهذه الروايات إرهاصات لأيام الشهادة ، وتعريف بالقاتل الطاغية مأمون العبّاسي.
فمن يزور الإمام الرضا (عليه السلام) عارفاً بحقّه ، فإنّه ينال الرحمة الإلهيّة ، فإنّ الملائكة تنزل بالرحمة ، وإنّ أجواء الحرم الشريف والأروقة والصحون والشوارع المحيطة بها ، يعطّ منها روائح الرحمة وعطورها ، وكلّما اقترب الزائر من الضريح المقدّس ولثم الأعتاب المقدّسة ، يقبّلها ويتبرّك بها ، ويسجد لله شكراً على ما تفضّل عليه من توفيق الزيارة وحضوره عند إمامه ومولاه وسيّده ووليّ نعمته ، فإنّه يلمس نسيم الرحمات الرحمانيّة والرحيميّة ، ويحوطه عطر الولاية ، وطيب المودّة والرحمة ، وإنّما يدرك ذلك من فتح الله مشامّ قلبه ووجوده ، بشرط أن لا يكون من قبل مبتلى بزكام الذنوب وجراثيم الآثام والمعاصي . وإنّما يقف على ما أقول العرفاء الصلحاء ، جعلنا الله وإيّاكم منهم.
[1]البحار 99 : 36 ، عن عيون أخبار الرضا 2 : 136.
![]() |
![]() |
![]() |