السرّ  الثاني  عشر - تحريم  الجسد  على  النار  ودخول  الجنّة

كلّ واحد من الناس منذ نعومة أظفاره . ومعرفته الحياة يطلب السعادة ويفرّ من الشقاء ، وهذا من الاُمور الوجدانية ، وحقيقة السعادة في المنطق القرآني والإلهي هو دخول الجنّة كما في قوله تعالى :

(وَأمَّا الَّذِينَ سعدُوا فَفِي الجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا)[1].

فمن يدخل الجنّة في نهاية مسيرة حياته في الدنيا والآخرة يعني أ نّه أدرك سعادة الدارين[2].

وهناك أسباب وعوامل وعلائم توجب دخول الجنّة وتحريم الجسد على النار ، يعني درك السعادة الأبدية ، ومن أهمّها وأقواها ضماناً : زيارة مولانا الإمام الرضا (عليه السلام).

عيون أخبار الرضا بسنده عن الإمام الصادق (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام) قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) :

ستدفن بضعة منّي بأرض خراسان ، لا يزورها مؤمن إلاّ أوجب الله عزّ وجلّ له الجنّة ، وحرّم جسده على النّار[3].

يرجى الانتباه : الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) عبّر عن نفرين من أولاده بالبضعة وأ نّهما قطعة من جسده الشريف ، لقد وسم مولاتنا فاطمة الزهراء سيّدة نساء العالمين (عليها السلام) بهذا الوسام العظيم ، بأ نّها بضعة من رسول الله في قوله (صلى الله عليه وآله) : فاطمة بضعة منّي من آذاها فقد آذاني ومن سرّها فقد سرَّني ـ متفق عليه عند الفريقين ـ كما عبّر عن الإمام الرضا (عليه السلام) بأ نّه : ستدفن بضعة منّي بأرض خراسان ، وهذا يدلّ على أمر يعرفه الخواصّ ، فتأمّل.

عن عبد العظيم الحسني قال : سمعت أبا جعفر الثاني (عليه السلام) يقول :

ما زار أبي (عليه السلام) أحد فأصابه أذى من مطر أو برد أو حرّ ، إلاّ حرّم الله جسده على النار[4].

عن أبي جعفر(عليه السلام) قال :

حُتمت لمن زار أبي (عليه السلام) بطوس عارفاً بحقّه ، الجنّة على الله تعالى[5].

عن ابن اسباط قال : سألت أبا جعفر (عليه السلام) : ما لمن زار والدك بخراسان ؟ قال :

الجنّة والله ، الجنّة والله.

عن عبد العظيم الحسني قال : سمعت علي بن محمد العسكري (عليه السلام) يقول :

أهل قم وأهل آبة ، المغفور لهم لزيارتهم لجدّي علي بن موسى الرضا (عليه السلام)بطوس ، ألا ومن زاره فأصابه في طريقه قطرة من السماء حرّم الله جسده على النار.

عن أبي الحسن موسى (عليه السلام) قال :

من زار ابني هذا ـ وأومأ بيده إلى أبي الحسن الرضا (عليه السلام) ـ فله الجنّة[6].

ومن كان من أهل الجنّة فهو السعيد حقّاً ، فزائر الإمام (عليه السلام) هو السعيد ، والزيارة من السعادة . ومن زحزح عن النار واُدخل الجنّة فقد فاز فوزاً عظيماً.


[1]هود : 108.

[2]لقد ذكرت تفصيل ذلك في كتاب ( السعيد والسعادة بين القدماء والمتأخّرين ) ، وهو مطبوع ، فراجع.

[3]البحار 99 : 31.

[4]البحار 99 : 31 ، عن أمالي الصدوق : 654.

[5]المصدر ، عن العيون 2 : 256.

[6]المصدر : 41 ، عن كامل الزيارات : 306.

السرّ الثالث عشر