لا يمكن لغير المعصوم أن يحيط بمعرفة المعصوم ، فلا يمكن لنا أن نعرف الأربعة عشر معصوم (عليهم السلام) بحقيقة المعرفة وجمالها وكمالها ، إلاّ أ نّهم لطفاً بالخلق وبشيعتهم بيّنوا بعض مقاماتهم ومنازلهم التي يهضمها العقل نسبة ما ، فإذا أردنا أن نعرفهم فلا مجال لنا إلاّ أن نطرق أبوبهم أبواب الله ، ونغترف من نميرهم الصافي ومناهلهم الطيّبة لنروي الظمأ والغليل.
فإليكم جملة من الأحاديث الشريفة التي تشير إلى خلقهم النوري وبعض منازلهم الرفيعة ، والله المستعان والموفّق للفهم والصواب.
1 ـ بحار الأنوار بسنده عن إبراهيم بن محمّد الخزّاز ومحمّد بن حسين قالا : دخلنا على أبي الحسن الرضا (عليه السلام) ، فحكينا له ما روي أنّ محمّداً (صلى الله عليه وآله) رأى ربّه في هيئة الشابّ الموفّق في سنّ أبناء ثلاثين سنة ، رجلاه في خضرة ، وقلنا : إنّ هشام بن سالم وصاحب الطاق والميثمي يقولون إنّه أجوف إلى السرّة والباقي صمد.
فخرّ ساجداً ثمّ قال :
سبحانك ما عرفوك ولا وحّدوك ، فمن أجل ذلك وصفوك ، سبحانك لو عرفوك لوصفوك بما وصفت به نفسك ، سبحانك كيف طاوعتهم أنفسهم أن شبّهوك بغيرك ، إلهي لا أصفك إلاّ بما وصفت به نفسك ، ولا اُشبّهك بخلقك ، أنت أهلٌ لكلّ خير ، فلا تجعلني من القوم الظالمين.
ثمّ التفت إلينا فقال :
ما توهّمتم من شيء فتوهّموا ، الله غيره.
ثمّ قال :
نحن آل محمّد النمط الوسطى الذي لا يدركنا الغالي ولا يسبقنا التالي ، يا محمّد ، إنّ رسول لله (صلى الله عليه وآله) حين نظر إلى عظمة ربّه كان في هيئة الشابّ الموفّق وسنّ أبناء ثلاثين سنة ، يا محمّد ، عظم ربّي وجلّ أن يكون في صفة المخلوقين.
قال : قلت : جعلت فداك ، من كانت رجلاه في خضرة ؟
قال :
ذاك محمّد (صلى الله عليه وآله) ، كان إذا نظر إلى ربّه بقلبه جعله في نور مثل نور الحجب حتّى يستبين له ما في الحجب ، إنّ نور الله منه اخضرّ ما اخضرّ ـ اخضرّ منه ما اخضرّ ـ ومنه احمرّ ما احمرّ ، ومنه ابيضّ ما ابيضّ ، ومنه غير ذلك ، يا محمّد ، ما شهد به الكتاب والسنّة فنحن القائلون به[1].
يقول العلاّمة المجلسي (قدس سره) في بيان الخبر الشريف : النمط الوسطى ـ وفي الكافي : الأوسط ـ قال الجزري : في حديث عليّ (عليه السلام) : خير هذه الاُمّة النمط الأوسط ، النمط : الطريقة من الطرائق والضروب ، يقال : ليس هذا من ذلك النمط أي من ذلك الضرب ، والنمط : الجماعة من الناس أمرهم واحد . انتهى . قوله (عليه السلام) : لا يدركنا الغالي في أكثر النسخ بالغين المعجمة ، وفي بعضها بالعين المهملة ، وعلى التقديرين المراد به من يتجاوز الحدّ في الاُمور ، أي لا يدركنا ولا يلحقنا في سلوك طريق النجاة من يغلو فينا أو في كلّ شيء ، والتالي أي التابع لنا لا يصل إلى النجاة إلاّ بالأخذ عنّا ، فلا يسبقنا بأن يصل إلى المطلوب إلاّ بالتوصّل بنا ، وفي الكافي : إنّ نور الله من أخضر ومنه أحمر ومنه أبيض ومنه غير ذلك . وسيأتي في باب العرش في خبر أبي الطفيل أنّ الله خلق العرش من أنوار مختلفة ، فمن ذلك النور نور أخضر اخضرّت منه الخضرة ، نور أصفر اصفرّت منه الصفرة ، ونور أحمر احمرّت منه الحمرة ، ونور أبيض وهو نور الأنوار ومنه نور النهار[2].
ثمّ اعلم أ نّه يمكن إبقاء الحجب والأنوار على ظواهرها بأن يكون المراد بالحجب أجساماً لطيفة مثل العرش والكرسي يسكنها الملائكة الروحانيّون كما يظهر من بعض الدعوات والأخبار ، أي أفاض عليه شبيه نور الحجب ليمكن له رؤية الحجب ، كنور الشمس بالنسبة إلى عالمنا ، ويحتمل التأويل أيضاً بأن يكون المراد بها الوجوه التي يمكن الوصول إليها في معرفة ذاته تعالى وصفاته ، إذ لا سبيل لأحد إلى الكنه ، وهي تختلف باختلاف درجات العارفين قرباً وبعداً ، فالمراد بنور الحُجب قابليّة تلك المعارف ، وتسميتها بالحجب إمّا لأ نّها وسائط بين العارف والربّ تعالى كالحجاب ، أو لأ نّها موانع عن أن يسند إليه تعالى ما لا يليق به ، أو لأ نّها لمّـا لم تكن موصلة إلى الكنه فكأ نّها حجب إذ الناظر خلف الحجاب لا تتبيّن له حقيقة الشيء كما هي.
وقيل : إنّ المراد بها العقول ، فإنّها حجب نور الأنوار ووسائط النفوس الكاملة ، والنفس إذ اكتملت ناسبت نوريّتها نوريّة تلك الأنوار ، فاستحقّت الاتّصال بها والاستفادة منها ، فالمراد بجعله في نور الحجب جعله في نور العلم والكمال ، مثل نور الحجب حتّى يناسب جوهر ذاته جوهر ذاتهم فيستبين له ما في ذواتهم ، ولا يخفى فساده على اُصولنا بوجوه شتّى . وأمّا تأويل ألوان الأنوار فقد قيل فيه وجوه :
الأوّل : أ نّها كناية عن تفاوت مراتب تلك الأنوار بحسب القرب والبعد من نور الأنوار ، فالأبيض هو الأقرب ، والأخضر هو الأبعد ، كأ نّه ممزوج بضرب من الظلمة ، والأحمر هو المتوسّط بينهما ، ثمّ ما بين كلّ اثنين ألوان اُخرى ، كألوان الصبح والشفق المختلفة في الألوان لقربها وبعدها من نور الشمس.
الثاني : أ نّها كناية عن صفاته المقدّسة ، فالأخضر قدرته على إيجاد الممكنات وإفاضته الأرواح التي هي عيون الحياة ومنابع الخضرة ، والأحمر غضبه وقهره على الجميع بالإعدام والتعذيب ، والأبيض رحمته ولطفه على عباده كما قال تعالى :
( وَأمَّا الَّذينَ ابْيَضَّتْ وُجوهُهُمْ فَفي رَحْمَةِ الله ).
الثالث : ما استفدته من الوالد العلاّمة قدّس الله روحه ، وذكر أ نّه ممّـا اُفيض عليه من أنوار الكشف واليقين ، وبيانه يتوقّف على تمهيد ومقدّمة ، وهي أنّ لكلّ شيء مثالا في عالم الرؤيا والمكاشفة ، وتظهر تلك الصور والأمثال على النفوس مختلفة باختلاف مراتبها في النقص والكمال ، فبعضها أقرب إلى ذي الصورة ، وبعضها أبعد ، وشأن المعبّر أن ينتقل منها إلى ذواتها . فإذا عرفت هذا فالنور الأصفر عبارة عن العبادة ونورها كما هو المجرّب في الرؤيا فإنّه كثيراً ما يرى الرائي الصفرة في المنام فيتيسّر له بعد ذلك عبادة يفرح بها ، وكما هو المعاين في جباه المتهجّدين ، وقد ورد في الخبر في شأنهم أ نّه ألبسهم الله من نوره لمّـا خلوا به ، والنور الأبيض : العلم لأ نّه منشأ للظهور ، وقد جرّب في المنام أيضاً ، والنور الأحمر : المحبّة كما هو المشاهد في وجوه المحبّين عند طغيان المحبّة ، وقد جرّب في الأحلام أيضاً ، والنور الأخضر : المعرفة ، كما تشهد به الرؤيا ويناسبه هذا الخبر ، لأ نّه (عليه السلام) في مقام غاية العرفان كانت رجلاه في خضرة ، ولعلّهم (عليهم السلام) إنّما عبّروا عن تلك المعاني على تقدير كونها مرادة بهذه التعبيرات لقصور أفهامنا عن محض الحقيقة كما تعرض على النفوس الناقصة في الرؤيا هذه الصور ، ولأ نّا في منام طويل من الغفلة عن الحقائق كما قال (عليه السلام) : الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا ، وهذه التأويلات غاية ما يصل إليه أفهامنا القاصرة ، والله أعلم بمراد حججه وأوليائه (عليهم السلام) ـ انتهى كلامه رفع الله مقامه ـ .
معاني النور في الروايات الشريفة :
ولكي نقف على بعض معاني النور من خلال الأحاديث الشريفة ، أذكر جملة من الروايات :
1 ـ تفسير القمّي : عن أبي خالد الكابلي ، قال : سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قوله تعالى :
( فَآمِنوا بِاللهِ وَرَسولِهِ وَالنُّورِ الَّذي أنْزَلْنا ).
فقال :
يا أبا خالد ، النور والله الأئمة من آل محمّد إلى يوم القيامة ، هم
والله نور الله الذي أنزل ، وهم والله نور الله في السماوات والأرض ،
والله يا أبا خالد ، لنور الإمام في قلوب المؤمنين أنور من الشمس المضيئة
بالنهار ، وهم والله ينوّرون قلوب المؤمنين ويحجب الله نورهم عمّن شاء ،
فتظلم قلوبهم ، والله يا أبا خالد لا يحبّنا عبد
ويتولاّنا
حتّى يطهّر الله قلبه ، ولا يطهّر الله قلب عبد حتّى يسلم لنا ويكون سلماً لنا ،
فإذا كان سلماً لنا سلّمه الله من شديد الحساب وآمنه من فزع يوم القيامة
الأكبر.
2 ـ تفسير فرات الكوفي : عن أبي جعفر محمّد بن عليّ (عليهما السلام) في قوله تعالى :
( مَثَلُ نورِهِ كَمِشْكاة فيها مِصْباحٌ المِصْباحُ ).
قال : العلم في صدر رسول الله (صلى الله عليه وآله).
( في زُجاجَة ).
قال : الزجاجة صدر عليّ بن أبي طالب (عليه السلام).
( كَأ نَّها كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يوقَدُ مِنْ شَجَرَة مُبارَكَة زَيْتونَة ).
قال : نور العلم لا شرقيّة ولا غربيّة . قال : من إبراهيم خليل الرحمن إلى محمّد رسول الله إلى عليّ بن أبي طالب (عليه السلام).
( لا شَرْقِيَّة وَلا غَرْبِيَّة ).
قال : لا يهودية ولا نصرانية.
( يَكادُ زَيْتُها يُضيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ نورٌ عَلى نور ).
قال : يكاد العالم من آل محمّد (صلى الله عليه وآله) يتكلّم بالعلم قبل أن يُسئل عنه[3].
3 ـ وفي بعض الروايات بعد قوله تعالى : ( نورٌ عَلى نور ) الإمام على إثر الإمام[4].
4 ـ عن تفسير القمّي بسنده عن صالح بن سهل الهمداني ، قال : سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول في قول الله :
( اللهُ نورُ السَّماواتِ وَالأرْضِ مَثَلُ نورِهِ كَمِشْكاة ) ، المشكاة : فاطمة (عليها السلام).
( فيها مِصْباحٌ ) ، الحسن.
( المِصْباحُ ) ، الحسين.
في زُجاجَة كَأ نَّها كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ ) ، كأنّ فاطمة كوكب درّي بين نساء أهل الدنيا ونساء أهل الجنّة.
( يوقَدُ مِنْ شَجَرَة مُبارَكَة ) ، يوقد من إبراهيم.
( لا شَرْقِيَّة وَلا غَرْبِيَّة ) ، لا يهودية ولا نصرانية.
( يَكادُ زَيْتُها يُضيءُ ) ، يكاد العلم ينفجر منها ـ وفي نسخة يكاد علم الأئمة من ذريتها ينفجر منها ـ .
( وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ نورٌ عَلى نور ) ، إمامٌ منها بعد إمام.
( يَهْدي اللهُ لِنورِهِ مَنْ يَشاءُ ) ، يهدي الله للأئمة من يشاء.
( وَيَضْرِبُ اللهُ الأمْثالَ لِلنَّاسِ وَاللهُ بِكُلِّ شَيْء عَليم ).
( أوْ كَظُلُمات ) ، فلان وفلان.
( في بَحْر لُجِّيٍّ يَغْشاهُ مَوْجٌ ) ، يعني نعثل.
( مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ ) ، طلحة والزبير.
( ظُلُمات بَعْضُها فَوْقَ بَعْض ) ، معاوية وفتن بني اُميّة.
( إذا أخْرَجَ ) ، المؤمن.
( يَدَهُ ) ، في ظلمة فتنتهم.
( لَمْ يَكَدْ يَراها وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللهُ
لَهُ نوراً فَما لَهُ مِنْ نور ) ،
فما له من إمام يوم
القيامة
يمشي بنوره.
وقال في قوله :
( نورُهُمْ يَسْعى بَيْنَ أيْديهِمْ وَبِأيْمانِهِمْ ) ، قال : أئمة المؤمنين يوم القيامة نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم حتّى ينزلوا منازلهم في الجنّة[5].
أقول : ما جاء في مثل هذه الروايات الشريفة إنّما هو من تأويل الآيات الكريمة ، وتشير إلى مقامي الولاية والبراءة[6] ، ولا منافاة بينها وبين التفاسير والتأويلات الاُخرى ، فإنّ للقرآن بطون من المعاني واللطائف والإشارات ، ولكلّ بطن بطون إلى ما شاء الله سبحانه ، فإنّ القرآن غضّ جديد ، يتماشى مع كلّ عصر ومصر هدىً وبيان وتبيان للناس مخلّداً بخلود الزمان ، يعلمها الراسخون في العلم ومن يحذو حذوهم ويقتفي آثارهم وينهل من نمير علومهم الصافية ، فتدبّر.
5 ـ الخصال بسنده عن أبي أيوب الأنصاري ، قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) :
لمّـا خلق الله عزّ وجلّ الجنّة خلقها من نور عرشه ، ثمّ أخذ من ذلك النور فغرقه ـ فقذفه ـ فأصابني ثلث النور ، وأصاب فاطمة (عليها السلام) ثلث النور ، وأصاب عليّاً (عليه السلام) وأهل بيته ثلث النور ، فمن أصابه من ذلك النور اهتدى إلى ولاية آل محمّد ، ومن لم يصبه من ذلك النور ضلّ عن ولاية آل محمّد[7].
والمقصود
من الآل في مثل هذه الروايات الشريفة هم : فاطمة الزهراء
وأمير المؤمنين
عليّ (عليهما
السلام) ،
والأئمة الأحد عشر من ولديهما(عليهم السلام).
ولا يخفى أنّ الآل لغة بمعنى أهل الرجل وعياله ، واصطلاحاً يأتي بمعان أربعة ، فتارةً يقصد منه المعنى الأخصّ وهم أصحاب الكساء الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) وصهره وزوجه وابنيهما سيّدي شباب أهل الجنّة الحسن والحسين (عليهما السلام) ، واُخرى يأتي بالمعنى الخاصّ ويقصد به الأئمة المعصومون الطاهرون (عليهم السلام) ، وثالثة يقصد به ذرية النبيّ إلى يوم القيامة ، ورابعة اُمّته المسلمة باعتبار ( أنا وعليّ أبوا هذه الاُمّة )[8].
فالآل الذين يجب إطاعتهم ومودّتهم وولايتهم على كلّ مسلم ومسلمة ، ما نصّ النبيّ (صلى الله عليه وآله) بنصّ من الله سبحانه عليهم ، كما في تأويل وتفسير الآيات الكريمة وصريح الأحاديث الشريفة الثابتة عند الفريقين السنّة والشيعة ، كما هو ثابت في محلّه من علم الكلام والعقائد.
6 ـ عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، قال :
لمّـا خلق
الله إبراهيم الخليل (عليه السلام) كشف الله عن بصره ، فنظر إلى جانب
العرش فرأى نوراً ، فقال : إلهي وسيّدي ، ما هذا
النور ؟ قال : يا إبراهيم هذا محمّد صفيّي ،
فقال : إلهي وسيّدي ، أرى إلى جانبه نوراً آخر ؟ فقال :
يا إبراهيم هذا عليّ ناصر ديني . فقال : إلهي وسيّدي ، أرى
إلى جانبهما نوراً ثالثاً ؟ قال : يا إبراهيم ، هذه
فاطمة تلي أباها وبعلها ، فطمت محبّيها من النار . قال :
إلهي وسيّدي ، أرى نورين يليان الثلاثة الأنوار ؟
قال : يا إبراهيم ، هذان الحسن والحسين يليان أباهما وجدّهما
واُمّهما . فقال : إلهي وسيّدي ، أرى تسعة أنوار أحدقوا
بالخمسة الأنوار ؟
قال :
يا إبراهيم ، هؤلاء الأئمة من ولدهم . فقال : إلهي
وسيّدي ، فيمن يعرفون ؟ قال : يا إبراهيم ،
أوّلهم عليّ بن الحسين ، ومحمّد ولد عليّ ، وجعفر ولد محمّد ،
وموسى ولد جعفر ، وعليّ ولد موسى ، ومحمّد ولد عليّ ، وعليّ ولد محمّد ،
والحسن ولد عليّ ، ومحمّد ولد الحسن القائم المهدي.
قال : إلهي وسيّدي ، أرى عدّة أنوار حولهم لا يحصى عدّتهم إلاّ أنت ؟ قال : يا إبراهيم ، هؤلاء شيعتهم ومحبّوهم . قال : إلهي ، وبما يعرفون شيعتهم ومحبّيهم ؟ قال : بصلاة الإحدى والخمسين ، والجهر ببسم الله الرحمن الرحيم ، والقنوت قبل الركوع ، وسجدة الشكر ، والتختّم باليمين . قال إبراهيم : اللهمّ اجعلني من شيعتهم ومحبّيهم . قال : قد جعلتك . فأنزل الله فيه :
( وَإنَّ مِنْ شيعَتِهِ لإبْراهيمَ إذْ جاءَ رَبَّهُ بِقَلْب سَليم )[9].
أقول : ورد أيضاً أنّ من علائم شيعة أمير المؤمنين (عليه السلام) استجابة دعائهم ، فطلب إبراهيم الخليل من الله أن يريه ذلك وأ نّه من شيعته ، فقال سبحانه :
( أوَ لَمْ تُؤْمِنْ قالَ بَلى وَلكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبي ).
إنّي من شيعة عليّ (عليه السلام) وأ نّه يستجاب دعائي ، فأمره الله أن يأخذ أربعة من الطير ... إلى آخر القصّة التي وردت في القرآن الكريم.
ثمّ الشيعي الخالص من كان له قلب سليم ، وهو أن يلقى ربّه وليس في قلبه سواه عزّ وجل ، أي يكون خالص في التوحيد ومخلص في العبادة ، لا يقدر الشيطان أن يغيوه ويضلّه ، فهو في إيمانه وعقيدته كالجبل الراسخ ، بل أشدّ ، لا تأخذه في الله لومة لائم.
7 ـ وفي حديث عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، قال الله سبحانه :
يا محمّد ، لو أنّ عبداً من عبادي عبدني حتّى ينقطع أو يصير كالشنّ البالي ثمّ أتاني جاحداً لولايتكم ما غفرت له ، أو يقرّ بولايتكم ، يا محمّد ، تحبّ أن تراهم ؟ قلت : نعم يا ربّ . فقال لي : التفت عن يمين العرش ، فالتفتّ فإذا بعليّ وفاطمة والحسن والحسين وعليّ بن الحسين ومحمّد بن عليّ وجعفر بن محمّد وموسى بن جعفر وعليّ بن موسى ومحمّد بن عليّ وعليّ بن محمّد والحسن بن عليّ (عليهم السلام) ، والمهدي في ضحضاح من نور قياماً يصلّون وهو في وسطهم ـ يعني المهدي ـ كأ نّه كوكب درّي ، فقال : يا محمّد ، هؤلاء الحجج ، وهو الثائر ـ الطالب بالدم ـ من عترتك ، وعزّتي وجلالي إنّه الحجّة الواجبة لأوليائي ، والمنتقم من أعدائي[10].
هذا ولا بأس لمزيد الفائدة ونفوذ البصيرة وزيادة المعرفة ـ من باب المعرفة النوريّة ـ أذكر جملة من الروايات الشريفة التي تذكر عالم الخلق النوري لرسول الله (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته الطاهرين (عليهم السلام).
8 ـ عن سلمان الفارسي في حديث طويل ، قال : قال النبيّ (صلى الله عليه وآله) :
يا سلمان ، فهل علمت من نقبائي ، ومن الاثنا عشر الذين اختارهم الله للإمامة بعدي ؟
فقلت : الله ورسوله أعلم.
قال :
يا سلمان ، خلقني الله من صفوة نوره ، ودعاني فأطعت ، وخلق من نوري
علياً فدعاه فأطاعه ، وخلق من نوري ونور عليّ فاطمة فدعاها فأطاعته ،
وخلق
منّي ومن عليّ وفاطمة الحسن والحسين فدعاهما فأطاعاه ، فسمّانا بالخمسة
الأسماء من أسمائه : الله المحمود وأنا محمّد ، والله العليّ وهذا
عليّ ، والله الفاطر وهذه فاطمة ، والله ذو الإحسان وهذا الحسن ،
والله المحسن وهذا الحسين ، ثمّ خلق منّا من صلب الحسين تسعة أئمة فدعاهم
فأطاعوه قبل أن يخلق الله سماءً مبنيّة وأرضاً مدحيّة أو هواءً أو ماءً أو ملكاً
أو بشراً ، وكنّا بعلمه نوراً نسبّحه ونسمع ونطيع . الخبر[11].
9 ـ عن الثمالي عن أبي جعفر (عليه السلام) قال : قال أمير المؤمنين (عليه السلام) :
إنّ الله تبارك وتعالى أحد واحد تفرّد في وحدانيّته ، ثمّ تكلّم بكلمة فصارت روحاً ، فأسكنه الله في ذلك النور ، وأسكنه في أبداننا ، فنحن روح الله وكلماته ، وبنا احتجب عن خلقه ، فما زلنا في ظلّة خضراء حيث لا شمس ولا قمر ولا ليل ولا نهار ولا عين تطرف ، نعبده ونقدّسه ونسبّحه قبل أن يخلق الخلق[12].
10 ـ الشيخ الطوسي في مصباح الأنوار ، بإسناده عن أنس عن النبيّ (صلى الله عليه وآله) ، قال :
إنّ الله خلقني وخلق عليّاً وفاطمة والحسن والحسين قبل أن يخلق آدم (عليه السلام) ، حين لا سماء مبنيّة ولا أرض مدحيّة ولا ظلمة ولا نور ولا شمس ولا قمر ولا جنّة ولا نار.
فقال العباس : فكيف كان بدء خلقكم يا رسول الله ؟
فقال : يا عمّ ، لمّـا أراد الله أن يخلقنا تكلّم بكلمة خلق منها نوراً ، ثمّ تكلّم بكلمة اُخرى فخلق منها روحاً ، ثمّ مزج النور بالروح ، فخلقني وخلق علياً وفاطمة والحسن والحسين ، فكنّا نسبّحه حين لا تسبيح ، ونقدّسه حين لا تقديس ، فلمّـا أراد الله تعالى أن ينشئ خلقه فتق نوري فخلق منه العرش ، فالعرش من نوري ، ونوري من نور الله ، ونوري أفضل من العرش . ثمّ فتق نور أخي عليّ فخلق منه الملائكة ، فالملائكة من نور عليّ ، ونور عليّ من نور الله ، وعليّ أفضل من الملائكة ، ثمّ فتق نور ابنتي فخلق منه السماوات والأرض ، فالسماوات والأرض من نور ابنتي فاطمة ، ونور ابنتي فاطمة من نور الله ، وابنتي فاطمة أفضل من السماوات والأرض ، ثمّ فتق نور ولدي الحسن فخلق منه الشمس والقمر ، فالشمس والقمر من نور ولدي الحسن ، ونور الحسن من نور الله ، والحسن أفضل من الشمس والقمر ، ثمّ فتق نور ولدي الحسين ، فخلق منه الجنّة والحور العين ، فالجنّة والحور العين من نور ولدي الحسين ، ونور ولدي الحسين من نور الله ، وولدي الحسين أفضل من الجنّة والحور العين[13].
11 ـ عن أبي ذرّ رحمة الله عليه ، قال : سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو يقول :
خلقت أنا وعليّ بن أبي طالب من نور واحد ، نسبّح الله يمنة العرش قبل أن خلق آدم بألفي عام ، فلمّـا أن خلق الله آدم (عليه السلام) جعل ذلك النور في صلبه ، ولقد سكن الجنّة ونحن في صلبه ، ولقد همّ بالخطيئة ونحن في صلبه ، ولقد ركب نوح (عليه السلام)السفينة ونحن في صلبه ، ولقد قذف إبراهيم (عليه السلام) في النار ونحن في صلبه ، فلم يزل ينقلنا الله عزّ وجلّ من أصلاب طاهرة إلى أرحام مطهّرة حتّى انتهى بنا إلى عبد المطّلب ، فقسّمنا بنصفين ، فجعلني في صلب عبد الله وجعل علياً في صلب أبي طالب ، وجعل فيّ النبوّة والبركة ، وجعل في عليّ الفصاحة والفروسيّة ، وشقّ لنا اسمين من أسمائه ، فذو العرش محمود وأنا محمّد ، والله الأعلى وهذا عليّ[14].
12 ـ عن الصادق (عليه السلام) ، قال :
إنّ محمّداً وعلياً صلوات الله عليهما كانا نوراً بين يدي الله جلّ جلاله قبل خلق الخلق بألفي عام ، وإنّ الملائكة لمّـا رأت ذلك النور رأت له أصلا وقد انشعب منه شعاع لامع ، فقالت : إلهنا وسيّدنا ، ما هذا النور ؟ فأوحى الله عزّ وجلّ إليهم ، هذا نور من نوري أصله نبوّة وفرعه إمامه ، فأمّا النبوّة فلمحمّد عبدي ورسولي ، وأمّا الإمامة فلعليّ حجّتي ووليّي ، ولولاهما ما خلقت خلقي[15].
13 ـ عن أبي الحسن العسكري (عليه السلام) ، عن آبائه (عليهم السلام) ، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) ، قال : قال النبيّ (صلى الله عليه وآله) :
يا عليّ ، خلقني الله تعالى وأنت من نور الله حين خلق آدم ، فأفرغ ذلك النور في صلبه ، فأفضى به إلى عبد المطّلب ، ثمّ افترق من عبد المطّلب ، أنا في في عبد الله ، وأنت في أبي طالب ، لا تصلح النبوّة إلاّ لي ، ولا تصلح الوصيّة إلاّ لك ، فمن جحد وصيّتك جحد نبوّتي ، ومن جحد نبوّتي كبّه الله على منخريه في النار[16].
أقول : من يجحد خلافة أمير المؤمنين أسد الله الغالب عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)بلا فصل لرسول الله (صلى الله عليه وآله) ، ومن ينكر الوصيّة والإمامة والولاية ، فإنّه من أهل النار يوم القيامة ، ومن الفرق الهالكة ، كما أخبر النبيّ الأعظم (صلى الله عليه وآله) في مواطن كثيرة ، كما اشتهر عند الفريقين السنّة والشيعة أ نّه قال :
ستفترق اُمّتي ثلاث وسبعين فرقة ، فرقة ناجية ، والباقي من الهالكين.
وقد عيّن الفرقة الناجية كما في حديث السفينة :
مثل أهل بيتي كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلّف عنها غرق وهوى.
فلا ريب ولا شكّ أنّ الفرقة الناجية من كانت على كتاب الله وعترة نبيّه كما في حديث الثقلين ، المتّفق عليه عند الفريقين ، والباقية من الهالكين يوم القيامة ، وإن حكم عليهم في الدنيا بالإسلام والطهارة والمواريث وغير ذلك من أحكام الإسلام[17] ، وبهذا ندعو إلى الوحدة الإسلامية في حياتنا الدنيا باعتبار السياسة والاقتصاد والجهاد وغير ذلك ، كما ندعو إلى الصراط المستقيم ، صراط عليّ حقّ تمسّكه ، لنكون كلّنا من أهل النجاة يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون إلاّ من أتى الله بقلب سليم ، يغمره حبّه وحبّ نبيّه وعترته الطاهرين (عليهم السلام).
14 ـ عن أنس بن مالك ، مسنداً ، قال :
قلت للنبيّ (صلى الله عليه وآله) : يا رسول الله ، عليّ أخوك ؟
قال : نعم عليّ أخي.
قلت : يا رسول الله ، صف لي كيف عليّ أخوك ؟
قال : إنّ الله عزّ وجلّ خلق ماءً تحت العرش قبل أن يخلق آدم بثلاثة آلاف عام ، وأسكنه في لؤلؤة خضراء في غامض علمه إلى أن خلق آدم ، فلمّـا خلق آدم نقل ذلك الماء من اللؤلؤة فأجراه في صلب آدم إلى أن قبضه الله ، ثمّ نقله إلى صلب شيث ، فلم يزل ذلك الماء ينتقل من ظهر إلى ظهر حتّى صار في عبد المطّلب ، ثمّ شقّه الله عزّ وجلّ نصفين : فصار نصفه في أبي عبد الله بن عبد المطّلب ، ونصفه في أبي طالب ، فأنا من نصف الماء ، وعليّ من النصف الآخر ، فعليّ أخي في الدنيا والآخرة.
ثمّ قرأ رسول الله (صلى الله عليه وآله) :
( وَهُوَ الَّذي خَلَقَ مِنَ الماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً وَكانَ رَبُّكَ قَديراً )[18].
وفي هذا المضمار روايات كثيرة ربما تبلغ حدّ التواتر معنىً ، لم نتعرّض لها طلباً للاختصار.
15 ـ عن الصادق (عليه السلام) ، عن آبائه (عليهم السلام) ، عن عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) ، أ نّه قال :
إنّ الله تبارك وتعالى خلق نور محمّد (صلى الله عليه وآله) قبل أن خلق السماوات والأرض والعرش والكرسي واللوح والقلم والجنّة والنار ، وقبل أن خلق آدم ونوحاً وإبراهيم وإسماعيل ... وقبل أن خلق الأنبياء كلّهم بأربع مائة ألف سنة وأربع وعشرين ألف سنة ، وخلق عزّ وجلّ معه اثنى عشر حجاباً : حجاب القدرة ، وحجاب العظمة ، وحجاب المنّة ، وحجاب الرحمة ، وحجاب السعادة ، وحجاب الكرامة ، وحجاب المنزلة ، وحجاب الهداية ، وحجاب النبوّة ، وحجاب الرفعة ، وحجاب الهيبة ، وحجاب الشفاعة ، ثمّ حبس نور محمّد (صلى الله عليه وآله) في حجاب القدرة اثنى عشر ألف سنة وهو يقول : ( سبحان ربّي الأعلى ) ، إلى آخر الخبر الشريف ، فراجع[19].
16 ـ عن قبيصة بن يزيد الجعفي ، قال : دخلت على الصادق (عليه السلام) وعنده ابن ظبيان والقاسم الصيرفي ، فسلّمت وجلست وقلت : يا ابن رسول الله ، أين كنتم قبل أن يخلق الله سماءً مبنيّة وأرضاً مدحيّة أو ظلمةً أو نوراً ؟ قال : كنّا أشباح نور حول العرش ، نسبّح الله قبل أن يخلق آدم (عليه السلام) بخمسة عشر ألف عام ، فلمّـا خلق الله آدم (عليه السلام) فرغنا في صلبه ، فلم نزل ينقلنا من صلب طاهر إلى رحم مطهّر حتّى بعث الله محمّداً (صلى الله عليه وآله)[20].
17 ـ عن أنس بن مالك ، عن معاذ بن جبل ، أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال :
إنّ الله خلقني وعلياً وفاطمة والحسن والحسين من قبل أن يخلق الدنيا بسبعة آلاف عام.
قلت : فأين كنتم يا رسول الله ؟
قال : قدّام العرش ، نسبّح الله ونحمده ونقدّسه ونمجّده.
قلت : على أيّ مثال ؟
قال : أشباح نور ، حتّى إذا أراد الله عزّ وجلّ أن يخلق صورنا صيّرنا عمود نور ثمّ قذفنا في صلب آدم ، ثمّ أخرجنا من أصلاب الآباء وأرحام الاُمّهات ، ولا يصيبنا نجس الشرك ولا سفاح الكفر ، يسعد بنا قوم ويشقى بنا آخرون ، فلمّـا صيّرنا إلى صلب عبد المطّلب أخرج ذلك النور فشقّه نصفين ، فجعل نصفه في عبد الله ، ونصفه في أبي طالب ، ثمّ أخرج الذي لي إلى آمنة ، والنصف إلى فاطمة بنت أسد ، فأخرجتني آمنة وأخرجت فاطمة عليّاً ، ثمّ أعاد الله عزّ وجلّ العمود إليّ فخرجت منّي فاطمة ، ثمّ أعاد عزّ وجلّ العمود إلى عليّ فخرج منه الحسن والحسين ـ يعني من النصفين جميعاً ـ فما كان من نور عليّ فصار في ولد الحسن ، وما كان من نوري صار في ولد الحسين ، فهو ينتقل في الأئمة من ولده إلى يوم القيامة[21].
أقول : وربما مقولة النبيّ الأعظم (صلى الله عليه وآله) : ( حسين منّي وأنا من حسين ) ، إشارة إلى هذا المعنى أيضاً ، كما أنّ مثل هذه الأخبار تدلّ على تقدّم خلق الأرواح على الأجساد ، وعلى عالم المثال ، واختلاف السنين في بعضها إشارة إلى اختلاف العوالم والمعالم في خلقهم النوري[22] ، فتأمّل وتدبّر ، وإذا صعب عليك هضمه فأرجعه إلى أهله من الأئمة المعصومين (عليهم السلام) ، فإنّهم أعرف بما قالوا ، وإنّ الرادّ عليهم كالرادّ على الله ، وهو في حدّ الشرك ، واسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون.
18 ـ عن أبي ذرّ الغفاري عليه الرحمة عن النبيّ (صلى الله عليه وآله) ، في خبر طويل في وصف المعراج ، ساقه إلى أن قال :
قلت : يا ملائكة ربّي ، هل تعرفونا حقّ معرفتنا ؟
فقالوا : يا نبيّ الله ، وكيف لا نعرفكم وأنتم أوّل ما خلق الله ؟ خلقكم أشباح نور من نوره في نور من سناء عزّه ، ومن سناء ملكه ، ومن نور وجهه الكريم ، وجعل لكم مقاعد في ملكوت سلطانه وعرشه على الماء قبل أن تكون السماء مبنيّة والأرض مدحيّة ، ثمّ خلق السماوات والأرض في ستّة أيام ، ثمّ رفع العرش إلى السماء السابعة فاستوى على عرشه ، وأنتم أمام عرشه تسبّحون وتقدّسون وتكبّرون ، ثمّ خلق الملائكة من بدء ما أراد من أنوار شتّى ، وكنّا نمرّ بكم وأنتم تسبّحون وتحمدون وتلّلون وتكبّرون وتمجّدون وتقدّسون فنسبّح ونقدّس ونمجّد ونكبّر ونهلّل بتسبيحكم وتحميدكم وتهليلكم وتكبيركم وتقديسكم وتمجيدكم ، فما اُنزل من الله فإليكم ، وما صعد إلى الله فمن عندكم ، فلِمَ لا نعرفكم ؟ أقرئ عليّاً منّا السلام.
وساقه إلى أن قال : ثمّ عرج بي إلى السماء السابعة فسمعت الملائكة يقولون لمّـا أن رأوني : الحمد لله الذي صدقنا وعده ، ثمّ تلقّوني وسلّموا عليّ ، وقالوا لي مثل مقالة أصحابهم ، فقلت : يا ملائكة ربّي سمعتكم تقولون : الحمد لله الذي صدقنا وعده ، فما الذي صدقكم ؟
قالوا : يا نبيّ الله ، إنّ الله تبارك وتعالى لمّـا أن خلقكم أشباح نور من سناء نوره ومن سناء عزّه ، وجعل لكم مقاعد في ملكوت سلطانه عرض ولايتكم علينا ، ورسخت في قلوبنا ، فشكونا محبّتك إلى الله ، فوعد ربّنا أن يريناك في السماء معنا ، وقد صدقنا وعده[23].
19 ـ عن الصادق (عليه السلام) ، عن آبائه (عليهم السلام) ، عن الحسن بن عليّ (عليه السلام) ، قال : سمعت جدّي رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول :
خلقت من نور الله عزّ وجلّ ، وخلق أهل بيتي من نوري ، وخلق محبّيهم من نورهم ، وسائر الخلق في النار[24].
20 ـ قال الصادق (عليه السلام) :
إنّ الله تبارك وتعالى خلق أربعة عشر نوراً قبل خلق الخلق بأربعة عشر ألف عام ، فهي أرواحنا.
فقيل له : يا ابن رسول الله ، ومن الأربعة عشر ؟
فقال : محمّد وعليّ وفاطمة والحسن والحسين والأئمة من ولد الحسين ، آخرهم القائم الذي يقوم بعد غيبته فيقتل الدجّال ، ويطهّر الأرض من كلّ جور وظلم[25].
وقد عقدت هذه الرسالة ( الأنوار القدسيّة ) لأذكر ملامح أوّلية ـ للإخوة المستبصرين ـ من حياة وسيرة السلسلة المباركة المعصومين الأربعة عشر (عليهم السلام) ، واُردفها بنموذج من أقوالهم الكريمة وأحاديثهم الشريفة ، من باب ( وكلامكم نور ) ، وفيها الاُصول والفروع والرشد والتقوى ونهج الحياة السعيدة والعيش الرغيد ، فإنّهم تكلّموا بكلّ ما يحتاجه الإنسان والبشرية على الصعيدين الفردي والاجتماعي ، العلمي والعملي ، الدنيوي والاُخروي ، السمائي والأرضي ، العامّ والخاصّ ، حتّى قالوا : علينا بإلقاء الاُصول وعليكم بالتفريع.
هذا ، وإذا أردت التحقيق في المعرفة النورية لأهل البيت (عليهم السلام) وما جاء في مصنّفات الفريقين ـ السنّة والشيعة ـ فإليك ما أنقله من مخطوطات أحد الفضلاء المعاصرين[26] الذي كتبه في أهل البيت (عليهم السلام) ، جزاه الله خيراً.
وقبل بيانه أودّ أن أزيدك روايات اُخرى في المعرفة النورية ، حتّى يكون من المتواتر الإجمالي الذي يدلّ على أنّ واحد من هذه الروايات حتماً صدرت عن المعصومين (عليهم السلام) ، فيتمّ المطلوب ويثبت الحقّ الحقيق ، ولا يقال في مقام الإنكار والطعن أ نّها روايات ضعيفة الإسناد ، مضطربة الدلالة ، لا تتلائم مع المنهج العقلاني ، فإنّ هذا من الوحي وما وراء الطبيعة التي هي خارجة عن حيطة ودائرة العقل ، فإنّ الوحي وإن كان أصله يثبت بالعقل إلاّ أ نّه بعد ثبوته ، هو أوسع دائرة وميداناً من العقل ، فليس كلّ ما يقوله الوحي يدركه العقل ، فإنّ العقل لا يدرك لماذا صلاة الصبح ركعتان والمغرب ثلاثة ، والعشاء أربعة ، فإنّ الوسيع لا تحيطه الدائرة الضيّقة بالضرورة بخلاف العكس فتدبّر ، ولا تغرّك الأقاويل البرّاقة بألفاظ خلاّبة ، تسحر ضعفاء العقول . فإنّ الشعراء يتبعهم الغاوون ، إلاّ الذين آمنوا وعملوا الصالحات.
21 ـ عن أبي حمزة الثمالي ، قال : سمعت عليّ بن الحسين (عليهما السلام) يقول :
إنّ الله عزّ وجلّ خلق محمّداً وعلياً والأئمة الأحد عشر من نور عظمته أرواحاً في ضياء نوره يعبدونه قبل خلق الخلق ، يسبّحون الله عزّ وجلّ ويقدّسونه ، وهم الأئمة الهادية من آل محمّد صلوات الله عليهم أجمعين[27].
22 ـ عن جابر الجعفي عن أبي جعفر (عليه السلام) ، قال :
يا جابر ، كان الله ولا شيء غيره ، لا معلوم ولا مجهول ، فأوّل ما ابتدأ من خلقه أن خلق محمّداً (صلى الله عليه وآله) ، وخلقنا أهل البيت معه من نور عظمته ، فأوقفنا أظلّة خضراء بين يديه ، حيث لا سماء ولا أرض ولا مكان ولا ليل ولا نهار ولا شمس ولا قمر[28].
23 ـ عن أحمد بن حنبل إمام الحنابلة بإسناده عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أ نّه قال :
كنت أنا وعليّ نوراً بين يدي الرحمن قبل أن يخلق عرشه بأربعة عشر ألف عام[29].
24 ـ وعن جابر قال : قلت لرسول الله (صلى الله عليه وآله) : أوّل شيء خلق الله تعالى ما هو ؟ فقال :
نور نبيّك يا جابر ، خلقه الله ثمّ خلق منه كلّ خير[30].
25 ـ وعن جابر أيضاً قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) :
أوّل ما خلق الله نوري ، ابتدعه من نوره ، واشتقّه من جلال عظمته[31].
يقول العلاّمة المجلسي (قدس سره) : سيأتي تمام هذه الأخبار مع سائر الأخبار الواردة في بدء خلقهم (عليهم السلام) في كتاب الإمامة ، فراجع.
26 ـ الكافي بسنده عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، قال :
إنّ الله كان إذ لا كان ، فخلق الكان والمكان ، وخلق نور الأنوار الذي نوّرت منه الأنوار ، وأجرى فيه من نوره الذي نُوّرت منه الأنوار ، وهو النور الذي خلق منه محمّداً وعليّاً ، فلم يزالا نورين أوّلين إذ لا شيء كوّن قبلهما ، فلم يزالا يجريان طاهرين مطهّرين في الأصلاب الطاهرة حتّى افترقا في أظهر طاهرين في عبد الله وأبي طالب (عليهما السلام)[32].
قال العلاّمة المجلسي في بيان الخبر الشريف : ولعلّ المراد بنور الأنوار أوّلا نور النبيّ (صلى الله عليه وآله) ، إذ هو منوّر أرواح الخلائق بالعلوم والهدايات والمعارف ، بل سبب لوجود الموجودات ، وعلّة غائيّة لها ، وأجريه فيه ، أي في نور الأنوار من نوره أي من نور ذاته ، من إفاضاته وهداياته التي نوّرت منها جميع الأنوار حتّى نور الأنوار المذكور أوّلا ، قوله : ( وهو النور الذي ) أي نور الأنوار المذكور أوّلا ، والله يعلم أسرار أهل بيت نبيّه صلوات الله عليهم.
27 ـ الكافي بسنده عن جابر بن يزيد ، قال : قال لي أبو جعفر (عليه السلام) :
يا جابر ، إنّ الله أوّل ما خلق خلق محمّداً وعترته الهداة المهتدين ، فكانوا أشباح نور بين يدي الله.
قلت : وما الأشباح ؟
قال : ظلّ النور ، أبدان نورانيّة بلا أرواح ، وكان مؤيّداً بروح واحد وهي روح القدس ، فبه كان يعبد الله وعترته ، ولذلك خلقهم حلماء علماء بررة أصفياء يعبدون الله بالصلاة والصوم والسجود والتسبيح والتهليل ، ويصلّون بالصلوات ، ويحجّون ويصومون.
قال العلاّمة المجلسي في بيان الخبر الشريف : قوله (عليه السلام) : ( أشباح نور ) لعلّه إضافة بيانيّة ، أي أشباحاً نورانيّة ، والمراد إمّا الأجساد المثاليّة ، فقوله ( بلا أرواح ) لعلّه أراد به بلا أرواح حيوانيّة ، أو الأرواح بنفسها ، سواء كانت مجرّدة أو مادّية ، لأنّ الأرواح إذا لم تتعلّق بالأبدان فهي مستقلّة بنفسها ، أرواح من جهة وأجساد من جهة ، فهي أبدان نورانيّة لم تتعلّق بها أرواح آخر ، وظلّ النور أيضاً إضافته بيانيّة ، وتسمّى عالم الأرواح والمثال بعالم الظلال ، لأ نّها ظلال تلك العالم وتابعة لها ، أو لأ نّها لتجرّدها أو لعدم كثافتها شبيهة بالظلّ ، وعلى الاحتمال الثاني يحتمل أن تكون الإضافة لاميّة ، بأن يكون المراد بالنور نور ذاته تعالى ، فإنّها من آثار تلك النور ، والمعنى دقيق فتفطّن . انتهى كلامه رفع الله مقامه.
أقول : الله نور السماوات والأرض ، وهو الوجود المطلق ومطلق الوجود ، لا يعلم ما هو إلاّ هو جلّ جلاله ، ولا بدّ أن تكون حقيقته حقيقة نوريّة وجوديّة تليق بذاته ، لا يمكن لأيّ واحد سواه أن يعرف ذاته ، ومن هذا المنطلق قال النبيّ الأعظم (صلى الله عليه وآله) : ( ما عرفناك حقّ معرفتك ) ، وإن ورد عنه أيضاً مخاطباً أمير المؤمنين (عليه السلام) : ( يا عليّ ، ما عرف الله إلاّ أنا وأنت ) ، فإنّما معرفته في أسمائه وصفاته لا في ذاته ، فلا يعلم ذاته وما هو إلاّ هو عزّ وجلّ وسبحانه عمّـا يصفه الواصفون ، ولمّـا كان من صفاته : النور وإنّه منوّر النور ـ وفاقد الشيء لا يعطيه ـ فلا بدّ أن يكون سبحانه النور المطلق ومطلق النور بما يليق بشأنه وجلاله من معنى النور ، وما سواه سيكون ظلاّ لوجوده النوري ، فالمعصومون الأربعة عشر (عليهم السلام) إنّما هم أظلّة الوجود النوري ، بالقياس إليه سبحانه ، والعالم العلوي والسفلي السماوي والأرضي ، الطبيعة وما وراءها ، إنّما هم أظلّة لنورهم التامّ ، الأمثل فالأمثل ، والأقرب فالأقرب ، وكلّما ازداد الإنسان معرفة بهم (عليهم السلام) ازداد قُرباً من حقيقتهم النوريّة . وكلّما ازداد قرباً منهم ازداد قرباً من الله سبحانه ، فبهم عرف الله سبحانه كما ورد عنهم (عليهم السلام) ، وبتقديسهم وتسبيحهم وذكرهم عرف الملائكة تقديس الله وتسبيحه وذكره . فهم هياكل التوحيد ووجه الله الذي يتوجّه به الأولياء إلى الله سبحانه ، وهم السبب المتّصل بين الأرض والسماء ، وكلمة الله العليا ، وباب الله الذي يؤتى منها الناس ، وكانوا أشباح نور بين يدي الله تعالى ، ولمثل هذا أمرنا الله بمودّتهم وطاعتهم والاهتداء بهم ، فهم أئمة الحقّ.
28 ـ عن الأصبغ بن نباتة ، قال : سمعت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)يقول : سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول :
أفضل
الكلام قول ( لا إله إلاّ الله ) ، وأفضل الخلق أوّل من
قال : ( لا إله إلاّ
الله ).
فقيل : يا رسول الله ، ومن أوّل من قال لا إله إلاّ الله ؟
قال : أنا وأنا نور بين يدي الله جلّ جلاله ، اُوحّده واُسبّحه واُكبّره واُقدّسه واُمجّده ، ويتلوني نور شاهد منّي.
فقيل : يا رسول الله ومن الشاهد منك ؟
قال : عليّ بن أبي طالب أخي وصفيّي ووزيري وخليفتي ووصيّي وإمام اُمّتي وصاحب حوضي وحامل لوائي.
فقيل له : يا رسول الله ، فمن يتلوه ؟
قال : الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة ، ثمّ الأئمة من ولد الحسين إلى يوم القيامة[33].
وقد وردت النصوص الإلهيّة في مواضع ومواطن كثيرة ، كما ورد في الأخبار الشريفة ، فاطرق أبواب ( بحار الأنوار ) لتقف على حقيقة الحال وما جاء في خبر اللوح والخواتيم وما نصّ به عليهم في الكتب السابقة وغيرها[34].
وكذلك وردت النصوص النبويّة الشريفة الدالّة بوضوح ويقين على إمامة الأئمة الاثنى عشر وعصمتهم وولايتهم التكوينيّة والتشريعيّة ، ومقاماتهم الشامخة ومنازلهم الرفيعة ودرجاتهم العظيمة ، وما يعجز القلم عن بيانه ويكلّ اللسان عن تبيانه[35].
29 ـ عن أبي بصير عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال : قال أبي لجابر بن عبد الله الأنصاري : إنّ لي إليك
حاجة فمتى يخفّ عليك أن أخلو بك فأسألك عنها ؟ قال له
جابر : في أيّ الأوقات شئت ، فخلا به أبي (عليه
السلام)
فقال له : يا جابر ، أخبرني عن اللوح الذي رأيته في يدي اُمّي
فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) وما أخبرتك به اُمّي
إنّ في ذلك اللوح مكتوباً ، قال جابر : أشهد بالله إنّي دخلت على
اُمّك فاطمة في حياة رسول الله (صلى الله عليه وآله) اُهنّئها بولادة
الحسين (عليه
السلام)
فرأيت في يدها لوحاً أخضر ظننت أ نّه زمرّد ، ورأيت فيه كتاباً أبيض شبه
نور الشمس ، فقلت لها : بأبي أنتِ واُمّي يا بنت رسول الله ،
ما هذا اللوح ؟ فقالت : هذا اللوح أهداه الله عزّ وجلّ إلى
رسول الله فيه اسم أبي واسم بعلي واسم ابني وأسماء الأوصياء من ولدي ،
فأعطانيه أبي ليسرّني بذلك ، قال جابر : فأعطتنيه اُمّك فاطمة
فقرأته ونسخته ، فقال أبي (عليه السلام) : فهل لك
يا جابر أن تعرضه عليّ ؟ قال :
نعم ، فمشى معه أبي (عليه السلام) حتّى انتهى إلى منزل
جابر ، فأخرج إلى أبي صحيفة من رقّ ، قال جابر : فأشهد بالله
إنّي هكذا رأيته في اللوح مكتوباً : ( بسم الله الرحمن
الرحيم ، هذا كتاب من الله العزيز العليم لمحمّد نوره وسفيره وحجابه
ودليله ، نزل به الروح الأمين من عند ربّ العالمين ، عظّم يا محمّد
أسمائي واشكر نعمائي ولا تجحد آلائي ، إنّي أنا الله لا إله إلاّ أنا قاصم
الجبّارين ومذلّ الظالمين ، وديّان الدين ، إنّي أنا الله لا إله إلاّ
أنا ، فمن رجا غير فضلي أو خاف غير عدلي عذّبته عذباً لا اُعذّبه أحداً من
العالمين ، فإيّاي فاعبد وعليّ فتوكّل ، إنّي لم أبعث نبيّاً فأكلمت
أيامه وأنقصت مدّته إلاّ جعلت له وصيّاً ، وإنّي فضّلتك على الأنبياء ،
وفضّلت وصيّك على الأوصياء وأكرمتك بشبليك بعده وبسبطيك الحسن والحسين ،
فجعلت حسناً معدن علمي بعد انقضاء مدّة أبيه ، وجعلت حسيناً خازن وحيي
وأكرمته بالشهادة وختمت له بالسعادة ، فهو أفضل من استشهد ، وأرفع الشهداء
درجةً ، جعلت كلمتي التامّة معه ، والحجّة البالغة عنده ، بعتره
اُثيب واُعاقب ، أوّلهم عليّ سيّد العابدين وزين أولياء الماضين ، وابنه
شبيه جدّه المحمود محمّد ، الباقر لعلمي والمعدن لحكمي ، سيهلك
المرتابون في جعفر ، الرادّ عليه كالرادّ عليّ ، حقّ القول منّي
لاُكرمنّ مثوى جعفر ، ولاُسرّنه في أشياعه وأنصاره وأوليائه ، انتجبت
بعده موسى ، وانتجبت بعده فتنة عمياء حندس ، لأنّ خيط فرضي لا ينقطع
وحجّتي لا تخفى ، وإنّ أوليائي لا يشقون ، ألا ومن جحد واحداً منهم فقد
جحد نعمتي ، ومن غيّر آية من كتابي فقد افترى عليّ ، وويل للمفترين
الجاحدين عند انقضاء مدّة عبدي موسى وحبيبي وخيرتي ، إنّ المكذّب بالثامن
مكذّب بكلّ أوليائي ، وعليّ وليّي وناصري ، ومن أضع عليه أعباء النبوّة
وأمنحه بالاضطلاع بها ، يقتله عفريت مستكبر ، يدفن بالمدينة التي بناها
العبد الصالح إلى جنب شرّ خلقي ، حقّ القول منّي لاُقرّن عينه بمحمّد ابنه
وخليفته من بعده فهو وارث علمي ومعدن حلمي وموضع سرّي وحجّتي على خلقي ، جعلت
الجنّة مثواه وشفّعته في سبعين ألف من أهل بيته كلّهم قد استوجبوا النار ،
وأختم بالسعادة لابنه عليّ وليّي وناصري والشاهد في خلقي وأميني على وحيي ،
اُخرج منه الداعي إلى سبيلي والخازن لعلمي الحسن ، ثمّ اُكمل ذلك بابنه رحمة
للعالمين ، عليه كمال موسى وبهاء عيسى وصبر أيوب ، سيذلّ أوليائي في
زمانه ، ويتهادون رؤوسهم كما تتهادى رؤوس الترك والديلم ، فيقتلون
ويحرفون ، ويكونون خائفين مرعوبين وجلين ، تصبغ الأرض بدمائهم ويغشو
الويل والرنين في نسائهم ، اُولئك أوليائي حقّاً ، بهم أدفع كلّ فتنة
عمياء وحندس ، ولهم أكشف الزلازل وأدفع الآسار والأغلال ، اُولئك عليهم
صلوات من ربّهم ورحمة واُولئك هم المهتدون . قال عبد الرحمن بن سالم :
قال أبو بصير : لو لم تسمع في دهرك إلاّ هذا الحديث لكفاك ، فصنه
إلاّ عن
أهله[36].
30 ـ عن حاجب بن سليمان أبو موزج ، قال : لقيت ببيت المقدس عمران بن خاقان الوافد إلى المنصور قد أسلم على يده ، وكان قد حجّ اليهود ببيانه وعلمه ، وكانوا لا يستطيعون جحده لما في التوراة من علامات رسول الله والخلفاء من بعده ، فقال لي يوماً : يا أبا موزج ، إنّا نجد في التوراة ثلاثة عشر اسماً منها محمّد واثنا عشر بعده من أهل بيته ، هم أوصياؤه وخلفاؤه مذكورون في التوراة ليس فيهم القائمون بعده من تيم ولا عديّ ولا بني اُميّة ، وإنّي لأظنّ ما تقوله هذه الشيعة حقّاً ، قلت : فأخبرني به ، قال : تعطيني عهد الله وميثاقه أن لا تخبر الشيعة بشيء من ذلك فيظهروه عليّ ، قلت : وما تخاف من ذلك والقوم من بني هاشم ؟ قال : ليست أسماؤهم أسماء هؤلاء بل هم من ولد الأوّل منهم وهو محمّد ومن بقيّته في الأرض من بعده ، فأعطيته ما أراد من المواثيق ، وقال لي : حدّث به بعدي إن تقدّمتك ، وإلاّ فلا عليك أن لا تخبر به أحداً . قال : تجدهم في التوراة قرأ منه ما ترجمته : إنّ شمو علي يخرج من صلبه ابن مبارك صلواتي عليه وقدسي ، يلد اثنى عشر ولداً يكون ذكرهم باقياً إلى يوم القيامة ، وعليهم القيامة تقوم ، طوبى لمن عرفهم بحقيقتهم[37].
31 ـ عن مسروق ، قال : بينا نحن عند عبد الله بن مسعود نعرض مصاحفنا عليه إذ يقول له فتى شاب : هل عهد إليكم نبيّكم (صلى الله عليه وآله) كم يكون من بعده خليفة ؟ قال : إنّك لحدث السنّ ، وإنّ هذا شيء ما سألني عنه أحدٌ قبلك ، نعم عهد إلينا نبيّنا (صلى الله عليه وآله) أن يكون بعده اثنا عشر خليفة بعدد نقباء بني إسرائيل[38].
32 ـ عن سليم بن قيس الهلالي ، قال : سمعت عبد الله بن جعفر الطيّار يقول : كنّا عند معاوية والحسن والحسين (عليهما السلام) وعبد الله بن عباس وعمر بن أبي سلمة واُسامة بن زيد يذكر حديثاً جرى بينه وبينه ، وأ نّه قال لمعاوية بن أبي سفيان : سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول : إنّي أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، ثمّ أخي عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، فإذا استشهد فابني الحسن أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، ثمّ ابني الحسين أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، فإذا استشهد فابنه عليّ أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، وستدركه يا عليّ ، ثمّ ابني محمّد بن عليّ الباقر أولى بالمؤمنين من أنفسهم وستدركه يا حسين وتكلمه اثنا عشر إماماً تسعة من ولد الحسين.
قال عبد الله : ثمّ استشهدت الحسن والحسين (عليهما السلام) وعبد الله بن عباس وعمر بن أبي سلمة واُسامة بن زيد فشهدوا لي عند معاوية.
قال سليم بن قيس : وقد كنت سمعت ذلك من سلمان وأبي ذرّ والمقداد واُسامة أ نّهم سمعوا ذلك من رسول الله (صلى الله عليه وآله)[39].
وبهذا المضمون روايات كثيرة لا نطيل طلباً للاختصار ، وكلّها تدلّ على أنّ الخلفاء لرسول الله (صلى الله عليه وآله) اثنا عشر خليفة كلّهم من قريش ، وهذا ما أقرّ به أبناء العامّة أيضاً ، ولا يتمّ ذلك ولا يصحّ إلاّ على مذهب أهل البيت (عليهم السلام).
( وَعَدَ اللهُ الَّذينَ آمَنوا مِنْكُمْ وَعَمِلوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ في الأرْضِ كَما اسْتَخْلَفَ الَّذينَ مِنْ قَبْلِهِمْ )[40].
33 ـ عن النبيّ (صلى الله عليه وآله) أ نّه قال لعليّ بن أبي طالب (عليه السلام) :
يا عليّ ، لا يحبّك إلاّ من طابت ولادته ، ولا يبغضك إلاّ من خبثت ولادته ، ولا يواليك إلاّ مؤمن ، ولا يعاديك إلاّ كافر.
فقام إليه عبد الله بن مسعود ، فقال : يا رسول الله ، قد عرفنا خبيث الولادة والكافر في حياتك ببغض عليّ وعداوته ، فما علامة خبيث الولادة والكافر بعدك إذا أظهر الإسلام بلسانه وأخفى مكنون سريرته ؟
فقال (صلى الله عليه وآله) : يا ابن مسعود ، إنّ عليّ بن أبي طالب إمامكم بعدي ، وخليفتي عليكم ، فإذا مضى فالحسن ثمّ الحسين ابناي إمامكم بعده وخليفتي عليكم ، ثمّ تسعة من ولد الحسين واحد بعد واحد أئمتكم وخلفائي عليكم ، تاسعهم قائمهم قائم اُمّتي ، يملؤها قسطاً وعدلا كما ملئت ظلماً وجوراً ، لا يحبّهم إلاّ من طابت ولادته ، ولا يبغضهم إلاّ من خبثت ولادته ، ولا يواليهم إلاّ مؤمن ، ولا يعاديهم إلاّ كافر ، من أنكر واحداً منهم فقد أنكرني ، ومن أنكرني فقد أنكر الله عزّ وجلّ ، ومن جحد واحداً منهم فقد جحدني ، ومن جحدني فقد جحد الله عزّ وجلّ ، لأنّ طاعتهم طاعتي وطاعتي طاعة الله ، معصيتهم معصيتي ومعصيتي معصية الله عزّ وجلّ ، يا ابن مسعود ، إيّاك أن تجد في نفسك حرجاً ممّـا أقضي فتكفر ، فبعزّة ربّي ما أنا متكلّف ولا ناطق عن الهوى في عليّ والأئمة من ولدهم.
ثمّ قال (صلى الله عليه وآله) وهو رافع يديه إلى السماء : اللهمّ والِ من والى خلفائي وأئمة اُمّتي من بعدي ، وعادِ من عاداهم ، وانصر من نصرهم ، واخذل من خذلهم ، ولا تخلِ الأرض من قائم منهم بحجّتك ، ظاهر مسهور أو خائف مغمور ، لئلاّ يبطلوا دينك وحجّتك وبيّناتك.
ثمّ قال (صلى الله عليه وآله) : يا ابن مسعود ، قد جمعت لكم في مقامي هذا ما إن فارقتموه هلكتم ، وإن تمسّكتم به نجوتم ، والسلام على من اتبّع الهدى[41].
34 ـ عن سلمان الفارسي ، قال : خطبنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال :
معاشر الناس إنّي راحل عنكم عن قريب ، ومنطلق إلى المغيب ، اُوصيكم في عترتي خيراً ، وإيّاكم والبدع ، فإنّ كلّ بدعة ضلالة ، وكلّ ضلالة وأهلها في النار ، معاشر الناس ، من افتقد الشمس فليتمسّك بالقمر ، ومن افتقد القمر فليتمسّك بالفرقدين ، ومن افتقد الفرقدين فليتمسّك بالنجوم الزاهرة بعدي ، أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم.
قال : فلمّـا نزل عن المنبر (صلى الله عليه وآله) تبعته حتّى دخل بيت عائشة فدخلت إليه وقلت : بأبي أنت واُمّي يا رسول الله ، سمعتك تقول : إذا افتقدتم الشمس فتمسّكوا بالقمر ، وإذا افتقدتم القمر فتمسّكوا بالفرقدين ، وإذا افتقدتم الفرقدين فتمسّكوا بالنجوم الزاهرة ، فما الشمس ، وما القمر ، وما الفرقدان ، وما النجوم الزاهرة ؟
فقال : أمّا الشمس فأنا ، وأمّا القمر فعليّ ، فإذا افتقدتموني فتمسّكوا به بعدي ، وأمّا الفرقدان فالحسن والحسين ، فإذا افتقدتم القمر فتمسّكوا بهما ، وأمّا النجوم الزاهرة فالأئمة التسعة من صلب الحسين (عليه السلام) والتاسع مهديّهم.
ثمّ قال : إنّهم هم الأوصياء والخلفاء بعدي ، أئمة أبرار عدد أسباط يعقوب وحواريّ عيسى.
قلت : فسمّهم لي يا رسول الله.
قال : أوّلهم وسيّدهم عليّ بن أبي طالب وسبطاي وبعدهما زين العابدين عليّ ابن الحسين ، وبعده محمّد بن عليّ باقر علم النبيّين ، وجعفر بن محمّد وابنه الكاظم سميّ موسى بن عمران ، والذي يقتل بأرض الغربة عليّ ابنه ، ثمّ ابنه محمّد والصادقان عليّ والحسن والحجّة القائم المنتظر في غيبته ، فإنّهم عترتي من دمي ولحمي ، علمهم علمي ، وحكمهم حكمي ، من آذاني فيهم فلا أناله الله شفاعتي[42].
35 ـ عن أبي ذرّ (رحمه الله) ، قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) :
الأئمة بعدي اثنا عشر ، تسعة من صلب الحسين تاسعهم قائمهم.
ثمّ قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : ألا إنّ مثلهم فيكم مثل سفينة نوح ، من ركبها نجا ، ومن تخلّف عنها غرق ، ومثل باب حطّة في بني إسرائيل[43].
36 ـ عن عليّ (عليه السلام) قال : قال لي أخي رسول الله (صلى الله عليه وآله) :
من أحبّ أن يلقى الله عزّ وجلّ وهو مقبل عليه غير معرض عنه فليتولّ عليّاً ، ومن سرّه أن يلقى الله وهو عنه راض فليتولّ ابنك الحسن ، ومن أحبّ أن يلقى الله ولا خوف عليه فليتولّ ابنك الحسين ، ومن أحبّ أن يلقى الله ولا خوف عليه فليتولّ عليّ بن الحسين السجّاد ، ومن أحبّ أن يلقى الله تعالى قرير العين فليتولّ محمّد بن عليّ الباقر ، ومن أحبّ أن يلقى الله تعالى وكتابه بيمينه فليتولّ جعفر بن محمّد الصادق ، ومن أحبّ أن يلقى الله تعالى طاهراً مطهّراً فليتولّ موسى الكاظم ، ومن أحبّ أن يلقى الله ضاحكاً مستبشراً فليتولّ عليّ بن موسى الرضا ، ومن أحبّ أن يلقى الله وقد رفعت درجاته وبدّلت سيّئاته حسنات فليتولّ محمّد الجواد ، ومن أحبّ أن يلقى الله ويحاسبه حساباً يسيراً فليتولّ عليّاً الهادي ، ومن أحبّ أن يلقى الله وهو من الفائزين فليتولّ الحسن العسكري ، ومن أحبّ أن يلقى الله وقد كمل إيمانه وحسن إسلامه فليتولّ الحجّة صاحب الزمان المنتظر ، فهؤلاء مصابيح الوحي وأئمة الهدى وأعلام التقى ، من أحبّهم وتولاّهم كنت ضامناً له على الله تعالى الجنّة[44].
37 ـ عن أبي ذرّ عليه الرحمة ، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، قال :
خلقني الله
تبارك وتعالى وأهل بيتي من نور واحد قبل أن يخلق آدم بسبعة
آلاف
عام ، ثمّ نقلنا من صلبه إلى أصلاب الطاهرين وإلى أرحام المطهّرات.
قلت : يا رسول الله ، فأين كنتم ؟ وعلى أيّ مثال كنتم ؟
قال : كنّا أشباحاً من نور تحت العرش ، نسبّح الله ونقدّسه ونمجّده.
ثمّ قال (صلى الله عليه وآله) : لمّـا عرج بي إلى السماء وبلغت سدرة المنتهى ، ودّعني جبرئيل (عليه السلام) ، قلت : يا جبرئيل ، حبيبي ، أفي هذا المكان تفارقني ؟ فقال : إنّي لا أجوزه فتحترق أجنحتي ، ثمّ زُخّ بي في النور ما شاء الله ، وأوحى الله إليّ : يا محمّد ، إنّي اطّلعت إلى الأرض اطّلاعة فاخترتك منها فجعلتك نبيّاً ، ثمّ اطّلعت اطّلاعة فاخترت منها علياً وجعلته وصيّك ووارث علمك والإمام بعدك ، واُخرج من أصلابكما الذريّة الطاهرة والأئمة المعصومين خزّان علمي ، فلولاكم ما خلقت الدنيا والآخرة ، ولا الجنّة ولا النار ، يا محمّد ، أتحبّ أن تراهم ؟ قلت : نعم يا ربّ ، فنوديت : يا محمّد ، ارفع رأسك ، فإذا أنا بأنوار عليّ وفاطمة والحسن والحسين وعليّ بن الحسين ومحمّد بن عليّ وجعفر بن محمّد وموسى بن جعفر وعليّ بن موسى ومحمّد بن عليّ وعليّ بن محمّد والحسن بن عليّ ومحمّد بن الحسن الحجّة ، يتلألأ من بينهم كأ نّه كوكب درّي ، فقلت : يا ربّ ، من هذا ؟ قال : يا محمّد ، هم الأئمة من بعدك ، المطهّرون من صلبك ، وهذا الحجّة الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلا ، ويشفي صدور قوم مؤمنين.
قلنا : بآبائنا واُمّهاتنا يا رسول الله ، لقد قلت عجباً.
فقال (عليه السلام) : وأعجب من هذا قوم يسمعون هذا الكلام ، ثمّ يرجعون إلى أعقابهم بعد إذ هداهم الله ، ويؤذونني فيهم ، ما لهم ، لا أنالهم الله شفاعتي[45].
أجل يا
جدّاه ، يا رسول الله ، لقد انقلب الناس من بعدك على أعقابهم ،
وارتدّوا
عن خلافة ابن عمّك وأخيك وصهرك أمير المؤمنين وسيّد الوصيّين عليّ (عليه
السلام) ،
الذي نصبته في غدير خم قائلا : ( من كنت مولاه فهذا عليّ
مولاه ، اللهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه ، واخذل من
خذله ، وانصر من نصره ) ، فإنّهم ـ خذلهم
الله ـ خذلوا عليّاً ، وأحرقوا عليه الدار ، وكسروا ضلع زوجه
الزهراء البتول ، وأسقطوا جنينها محسن الشهيد (عليه السلام) ،
وغصبوا فدك والخلافة ، وضربوا هامة أخيك ووصيّك الحقّ ، وسمّوا سبطك
الأكبر الحسن المجتبى ، وقتلوا ريحانتك سيّد الشهداء الحسين بن عليّ ،
وعملوا ما عملوا في ولدك وذرّيتك قتلا وتشريداً وظلماً وجوراً ، ولا زال
القوم أبناء القوم يظلمون شيعة عليّ وآله الطاهرين ، ولا زالوا
يعادون الله ورسوله وعترته في شيعتهم ومواليهم وأتباع مذهبهم ، لا أنالهم
الله شفاعتك ، وإنّا نبرأ إلى الله ورسوله منهم في الدنيا والآخرة.
اللهمّ اشهد على ما أقول وما أكتب ، وأسألك الشهادة في سبيل ولاية أهل البيت (عليهم السلام) والبراءة من أعدائهم ومنكري فضائلهم ومناقبهم ، وأن تجعلني معهم معهم في الدين والدنيا والآخرة ، لا أزيغ وذرّيتي وإخواني وأولادي وعشيرتي وجميع المؤمنين والمؤمنات في مشارق الأرض ومغاربها عنهم (عليهم السلام)طرفة عين أبداً . آمين يا ربّ العالمين.
38 ـ عن جابر بن عبد الله الأنصاري ، قال : كان
رسول الله في الشكاة ـ المرض ـ التي قبض فيها ، فإذا
فاطمة عند رأسه ، قال : فبكت حتّى ارتفع صوتها ، فرفع رسول
الله (صلى
الله عليه وآله) طرفه إليها ، فقال : حبيبتي فاطمة ،
ما الذي يبكيك ؟ قال : أخشى الضيعة من بعدك ،
قال : يا حبيبتي ، لا تبكين ، فنحن أهل بيت قد أعطانا الله
سبع خصال ، لم يعطها أحداً قبلنا ، ولا يعطيها أحداً بعدنا :
منّا خاتم النبيّين وأحبّ
المخلوقين
إلى الله عزّ وجلّ وهو أنا أبوكِ ، ووصيّنا خير الأوصياء وأحبّهم إلى الله
وهو بعلكِ ، وشهيدنا خير الشهداء وأحبّهم إلى الله وهو عمّك ، ومنّا من
له جناحان في الجنّة يطير بهما مع الملائكة وهو ابن عمّكِ ، ومنّا سبطا هذه
الاُمّة وهما ابناك الحسن والحسين ، سوف يخرج الله من صلب الحسين تسعة من
الأئمة اُمناء معصومون ، ومنّا مهديّ هذه الاُمّة ، إذا صارت الدنيا
هرجاً ومرجاً وتظاهرت الفتن وتقطّعت السبل ، وأغار بعضهم على بعض ، فلا
كبير يرحم صغيراً ولا صغير يوقّر كبيراً ، يبعث الله عزّ وجلّ عند ذلك
مهديّنا التاسع من صلب الحسين ، يفتح حصون الضلالة وقلوباً غفلاء ، يقوم
بالدين في آخر الزمان ، كما قمت به في أوّل الزمان ، ويملأ الأرض عدلا
كما ملئت جوراً ، يا فاطمة ، لا تحزني ولا تبكي فإنّ الله أرحم منّي
بكِ ، وأرأف عليكِ منّي ، وذلك لمكانك منّي وموضعكِ من قلبي ،
وزوّجكِ الله زوجاً هو أشرف أهل بيتكِ حسباً ، وأكرمهم منصباً ، وأرحمهم
بالرعيّة ، وأعدلهم بالسويّة ، وأبصرهم بالقضيّة ، وقد سألت ربّي
عزّ وجلّ أن تكوني أوّل من يلحقني من أهل بيتي ، ألا إنّكِ بضعةٌ منّي ،
فمن آذاكِ فقد آذاني.
قال جابر : فلمّـا قبض رسول الله دخل إليها رجلان من الصحابة ـ الأوّل والثاني ـ فقالا لها : كيف أصبحتِ يا بنت رسول الله ؟ قالت : أصدقاني ، هل سمعتما من رسول الله : فاطمة بضعةٌ منّي ، فمن آذاها فقد آذاني ؟ قالا : نعم والله ، لقد سمعنا ذلك منه . فرفعت يديها إلى السماء وقالت : اللهمّ إنّي اُشهدك أ نّهما قد آذياني وغصبا حقّي ، ثمّ أعرضت عنهما فلم تكلّمهما بعد ذلك ، وعاشت بعد أبيها خمسة وسبعين يوماً حتّى ألحقها الله به[46].
39 ـ عن جابر الأنصاري أيضاً قال : كنت عند النبيّ (صلى الله عليه وآله) في بيت اُمّ سلمة ، فأنزل الله هذه الآية :
( إنَّما يُريدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أهْلَ البَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهيراً ).
فدعا النبيّ (صلى الله عليه وآله) بالحسن والحسين وفاطمة وأجلسهم بين يديه ، ودعا علياً (عليه السلام) فأجلسه خلف ظهره ، وقال :
اللهمّ هؤلاء أهل بيتي ، فأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً.
قالت اُمّ سلمة : وأنا معهم يا رسول الله ؟
قال : أنتِ على خير.
فقلت : يا رسول الله ، لقد أكرم الله هذه العترة الطاهرة والذرّية المباركة بذهاب الرجس عنهم ؟
قال : يا جابر ، لأ نّهم عترتي من لحمي ودمي ، فأخي سيّد الأوصياء ، وابناي خير الأسباط ، وابنتي سيّدة النسوان ، ومنّا المهدي.
قلت : يا رسول الله ، ومن المهدي ؟
قال : تسعة من صلب الحسين أئمة أبرار ، والتاسع قائمهم ، يملأ الأرض قسطاً وعدلا ، يقاتل على التأويل ، كما قاتلت على التنزيل[47].
ولا يخفى أنّ الروايات والنصوص الدينية في هذا المضمار لكثيرة جدّاً ، فلا يمكن الريب والشكّ في أسانيدها بعد هذا العدد الضخم الذي يبلغ بالمئات ، كما لا شكّ في دلالاتها ووضوح مفادها ، وأنّ الأصل هو الولاية ، وعليها يكون الثواب والعقاب ، ودخول الجنّة ورفع الدرجات والحبور في الحضيرة القدسية والحضرة الإلهيّة ، في مقعد صدق عند مليك مقتدر ، يصلّي عليهم ربّهم ويُسقيهم شراباً طهوراً.
40 ـ عن أنس بن مالك ، قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) :
لمّـا عرج بي إلى السماء رأيت على ساق العرش مكتوباً : لا إله إلاّ الله ، محمّد رسول الله ، أيّدته بعليّ ونصرته به ، ورأيت اثنى عشر اسماً مكتوباً بالنور ، فهم : عليّ ابن أبي طالب وسبطاي وبعدهما تسعة أسماء : عليّ وعليّ وعليّ ـ ثلاث مرّات ـ ومحمّد ومحمّد ـ مرّتين ـ وجعفر وموسى والحسن والحجّة ، يتلألأمن بينهم ، فقلت : يا ربّ أسامي من هؤلاء ؟ فنادى ربّي جلّ جلاله : يا محمّد ، هم الأوصياء من ذرّيتك ، بهم اُثيب وبهم اُعاقب.
فمن قبلهم وقبل ولايتهم وطاعتهم وإمامتهم وسلك منهجهم وسبيلهم واهتدى بهداهم وتقواهم واقتدى بآثارهم وسيرتهم فإنّه من أهل النجاة ، وإنّه يثاب على أعماله الصالحة ، ويغفر ذنوبه بتوبة نصوحة . وأمّا من أنكر إمامتهم ومناقبهم وفضائلهم وحاربهم ووالى عدوّهم ، فإنّه يعاقب ، وإنّه من أهل النار ، وبئس المصير ، وعليهم لعائن الله وأنبيائه والملائكة والناس أجمعين.
فنحن نعتقد بالأربعة عشر معصوم (عليهم السلام) ، فهم أفضل الخلق ولولاهم لما خلق الله السماوات والأرض ، ونورهم اشتقّ من نور الله ، وإنّهم في حقيقتهم النورية بمنزلة واحدة ، فكلّهم نور واحد ، أوّلهم محمّد وآخرهم محمّد وأوسطهم محمّد ، إلاّ أ نّه في مناقبهم وفضائلهم ودرجاتهم ومنازلهم فضّل الله بعضهم على بعض ، كما في الأنبياء (عليهم السلام) :
( وَفَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْض ).
فرسول الله محمّد أفضل الجميع ، ثمّ أمير المؤمنين علي (عليه السلام) ، ثمّ فاطمة الزهراء (عليها السلام) ، ثمّ سبطا رسول الله الحسن والحسين أفضل الأئمة التسع ، وفي حقيقتهم النورية كلّهم نور واحد.
ونعتقد كما جاء في ( اعتقادات الشيخ الصدوق عليه الرحمة ) أنّ حجج الله عزّ وجلّ على خلقه بعد نبيّه محمّد (صلى الله عليه وآله) الأئمة الاثنا عشر ، أوّلهم أمير المؤمنين عليّ ابن أبي طالب ، ثمّ الحسن ، ثمّ الحسين ، ثمّ عليّ بن الحسين ، ثمّ محمّد بن عليّ ، ثمّ جعفر ابن محمّد ، ثمّ موسى بن جعفر ، ثمّ عليّ بن موسى الرضا ، ثمّ محمّد بن عليّ بن محمّد ، ثمّ الحسن بن عليّ ، ثمّ الحجّة القائم المنتظر صاحب الزمان وخليفة الرحمان وشريك القرآن وإمام الإنس والجانّ ، صلوات الله عليهم أجمعين.
واعتقادنا فيهم أ نّهم اُولو الأمر الذين أمر الله بطاعتهم ، وأ نّهم الشهداء على الناس ، وأ نّهم أبواب الله والسبيل إليه والأدلّة عليه ، وأ نّهم عيبة علمه وتراجمة وحيه وأركان توحيده ، وأ نّهم معصومون من الخطأ والزلل ، وأ نّهم الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً ، وأنّ لهم المعجزات والدلائل ، وأ نّهم أمان أهل الأرض كما أنّ النجوم أمان أهل السماء ، وأنّ مثلهم في هذه الاُمّة كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ، وكباب حطّة ، وأ نّهم عباد الله المكرمون الذين لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون.
ونعتقد أنّ حبّهم إيمان وبغضهم كفر ، وأنّ أمرهم أمر الله ونهيهم نهيه وطاعتهم طاعته ومعصيتهم معصيته ، ووليّ الله وليّهم ، وعدوّ الله عدوّهم.
ونعتقد أنّ الأرض لا تخلو من حجّة الله على الخلق ، ظاهر أو خاف مغمور ، ونعتقد أنّ حجّة الله في أرضه وخليفته على عباده في زماننا هذا هو القائم المنتظر ابن الحسن ، وأ نّه هو الذي أخبر به النبيّ (صلى الله عليه وآله) عن الله عزّ وجلّ باسمه ونسبه ، وأ نّه هو الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلا كما ملئت ظلماً وجوراً ، وأ نّه هو الذي يظهر الله به دينه على الدين كلّه ، ولو كره المشركون.
وأ نّه هو الذي يفتح الله على يديه مشارق الأرض ومغاربها حتّى لا يبقى في الأرض مكان إلاّ ينادى فيه بالأذان ، ويكون الدين كلّه لله ، وأ نّه هو المهدي الذي أخبر النبيّ (صلى الله عليه وآله) به ، أ نّه إذا خرج نزل عيسى بن مريم (عليه السلام) فصلّى خلفه ، ويكون إذا صلّى خلفه مصلّياً خلف رسول الله ، لأ نّه خليفته.
ونعتقد أن لا يكون القائم غيره باق في غيبته ، لأنّ النبيّ والأئمة (عليهم السلام) باسمه ونسبه نصّوا ، وبه بشّروا صلوات الله عليه وعلى آبائه الطاهرين[48].
وأخيراً ، يقول أمير المؤمنين (عليه السلام) في نهجه البليغ في تعريف أهل البيت (عليهم السلام)وبيان فضائلهم ومقاماتهم :
نحن شجرة النبوّة ، ومحطّ الرسالة ، ومختلف الملائكة ، ومعادن العلم ، وينابيع الحكم ، ناصرنا ومحبّنا ينتظر الرحمة ، وعدوّنا ومبغضنا ينتظر السطوة[49].
وقال (عليه السلام) في بعض خطبه :
نحن الشعار والأصحاب والخزنة والأبواب ، لا تؤتى البيوت إلاّ من أبوابها ، فمن أتاها من غير أبوابها سمّي سارقاً ، فيهم كرائم القرآن ، وهم كنوز الرحمن ، إن نطقوا صدقوا ، وإن صمتوا لم يسبقوا.
وقال (عليه السلام) في خطبة يذكر فيها آل محمّد (عليهم السلام) :
هم عيش العلم وموت الجهل ، يخبركم حلمهم عن علمهم ، وصمتهم عن حكم منطقهم ، لا يخالفون الحقّ ولا يختلفون فيه ، هم دعائم الإسلام وولائج الاعتصام ، بهم عاد الحقّ في نصابه ، وانزاح الباطل عن مقامه ، وانقطع لسانه عن منبته ، عقلوا الدين عقل وعاية ورعاية لا عقل سماع ورواية ، وإنّ رواة العلم كثير ورعاته قليل[50].
هذا وحان موعد الوفاء أن أذكر ما جاء في مخطوطات سماحة الشيخ علي عاشور دام مجده حول الخلق النوري لمحمّد وآل محمّد ، من كتب الفريقين ، لمن أراد التفصيل والتحقيق.
ثمّ اُلحق ذلك بنبذة يسيرة من سيرة سلسلة الأنوار القدسيّة الأربعة عشر معصوم (عليهم السلام) ، وما توفيقي إلاّ بالله ، عليه توكّلت وإليه اُنيب ، والحمد لله ربّ العالمين.
الموضوعالمصدرالجزءالصفحة
* نور محمّد وآل محمّد (عليهم السلام) وأ نّه أوّل الخلق :
آل محمّد أنوار حول العرش مختصر البصائر 116
آل محمّد أنوار حول العرش تفسير فرات 207
آل محمّد نورانيّون البصائر 20
أحاديث كنت نبيّاً وآدم بين الروح والجسد كشف الخفاء 2 129 و 132
أحاديث كون النبيّ نوراً بين يدي الله المواهب اللدنيّة 1 35 و 39
احتمال الكراجكي في أشباح آل محمّد الأربعون م . 243
احتمال الكراجكي لأشباح وأنوار آل محمّد البحار 26 305
احتمال المجلسي لأشباح وأنوار آل محمّد البحار 26 306
اخترعهم الله من نور ذاته إلزام الناصب 1 40
أخذنا ميثاقي وآدم بين الروح والجسد المعجم الكبير 12 93
أصحاب الكساء حول العرش وأسماؤهم عليه عيون الأخبار ـ ر 1 239
اعتقاد الإمامية في آباء النبي أوائل المقالات 4 45
اعتقاد المفيد في آباء النبي (صلى الله عليه وآله) تصحيح الاعتقاد 5 139
اعتقادنا في آباء النبي (صلى الله عليه وآله) مرآة العقول 5 234
الأئمة 12 أنوار حول العرش جميعاً إلزام الناصب 2 296
الأئمة خلقوا الأنوار التسعة إلزام الناصب 2 232
الأئمة من نور الله مقتل الخوارزمي 1 96
الأحاديث أنّ أوّل ما خلق الله النور المحمدي نظم المتناثر 185 ح 194
الأنبياء كانوا يغترفون من أنوارنا مشارق الأنوار 49
الموضوعالمصدرالجزءالصفحة
الأنبياء كان يقبسون من أنوارهم ويقتفون آثارهم البحار 26 264
التسليم بكونهم أنوار والشهادة به كمال الدين 1 275
الجمع بين أوّل الخلق وأ نّه النبي مشارق الأنوار 30
الحسنين وفاطمة خلقوا من نور النبي كمال الدين 1 252
الحسنين وفاطمة من نور محمد وعلي البحار 36 245
الحسنين وفاطمة من نور محمد وعلي عيون الأخبار ـ ر 1 47
العقل نور محمد مشارق الأنوار 24
الملائكة سبحت بتسبيحنا إرشاد القلوب 2 405
النبي أبو الروحانية وآدم أبو الجسمانيات اليواقيت وجواهر 2 18 مبحث 32
النبي أصل المخلوقات كلها الروض الفالق 170 مجلس 43
النبي خلق من نور الله والأئمة من نوره ينابيع المودة 1 10 و 14
النبي وأهل بيته من نور واحد نزهة المجالس 2 96
النور الذي كان في وجه عبد الله ذهب في آمنة الطبقات 1 77 و 78
أنا الذي خلق الله أوّل كلّ شيء نوري شرح الشمائل 1 49
أنا الذي خلق الله أوّل كلّ شيء نوري لوامع أنوار 1 13
أنا أوّلهم في النبوّة وآخرهم في البعث شواهد التنزيل 1 199
أنا خاتم النبيّين وإنّ آدم لمنجدل في طينته المعجم الكبير 18 252
إنّ الله أخرجني من نكاح لا سفاح شعب الإيمان 2 140
إنّ الله أخرجني من نكاح ولم يخرجني من سفاح كنوز الحقائق 397
إنّ الله خلق قبل الأشياء نور نبيّك من نوره لوامع أنوار 1 13 عبد الرزاق
الموضوعالمصدرالجزءالصفحة
إنّ الله خلقنا من عليّين و ... ( طينة ) الأنوار النعمانية 1 290
إنّ الله خلقنا من نور عظمته الأنوار النعمانية 1 290
إنّ الله خلق نور محمد قبل خلق المخلوقات مشارق الأنوار 40
إنّ الله خلقهم قبل خلق كلّ شيء الفضائل ـ ش 54
إنّ الله خلقهم من نور عظمته إلزام الناصب 1 29
إنّ الله خلقهم من نوره البحار 26 256
أنا من الله والكلّ منّي مشارق الأنوار 65 ( النبي )
انتقال الرسول في الأصلاب الطاهرة تأريخ الخميس 1 56 و 234
انتقال الرسول في الأصلاب الطيّبة والأرحام دلائل النبوّة ـ ن 24 و 25
انتقال الرسول في الأصلاب الطاهرة تذكرة الخواص 122
انتقال نور النبي في الأصلاب عن كعب الروض الفائق 170 و 171
انتقال نور النبي من الأنبياء حتّى عبد الله ينابيع المودّة 1 15 و 16
إنّ نور النبيّ مادّي كان يرى الفضائل ـ ش 18
إنّ نور والد النبي مادي الفضائل ـ ش 13
إنّ نوره مادي لا يرى ينابيع المودة 1 19
إنّهم أشباحاً من نور تحت العرش يسبحونه كفاية الأثر 72
إنّهم أشباح نور البحار 26 308
إنّهم أشباح نور من نور الله إلزام الناصب 1 180
إنّهم أشباح وأبدان حول العرش البحار 36 341
إنّهم أشباح وأنوار الإرشاد 2 138
الموضوعالمصدرالجزءالصفحة
إنّهم أنوار كنز الفوائد 258
إنّهم أنواراً وتسبيحهم وفاة الزهراء 3 و 4 و 16
إنّهم أنوار جميعاً البحار 36 12 و 245
إنّهم أنوار جميعاً البحار 36 246 و 262
إنّهم أنوار جميعاً إلزام الناصب 1 186 و 219
إنّهم أنوار حول العرش كمال الدين 2 335
إنّهم أنوار حول العرش إلزام الناصب 1 109
إنّهم أنوار حول العرش ( جميعاً مفصّل ) إلزام الناصب 1 86 و 91
إنّهم أنوار حول العرش يصلّون ( جميع الأئمة ) البحار 26 301 و 335
إنّهم أنوار قبل آدم عند العرش يسبّحون البحار 26 345 و 346
إنّهم أنوار قبل الخلق العمدة 89 و 209
إنّهم أنوار قبل الخلق يعبدون الله كشف اليقين 28
إنّهم أنوار مع شرح وتعليق رسالة المشاعر 318
إنّهم أنوار وأشباح على العرش ينابيع المودّة 1 112
إنّهم أنوار وأشباح وفيه تفصيل البحار 26 326
إنّهم أنوار وخلق منهم العرش الفضائل ـ ش 129
إنّهم أنوار يعبدونه عيون الأخبار ـ ر 1 205
إنّهم أشباح نور كانوا يعبدون الله كشف الغمّة 3 197
إنّهم أنوار البحار 36 245و246و262
إنّهم جميعاً أنوار الطرائف 1 173
الموضوعالمصدرالجزءالصفحة
إنّهم جميعاً أنوار البحار 36 14 و 216
إنّهم جميعاً أنوار البحار 36 281و302و303
إنّهم جميعاً أنوار البحار 36 310و321و323
إنّهم جميعاً أنوار البحار 36 325 و 341
إنّهم جميعاً أنوار البحار 36 305 و 357
إنّهم جميعاً أنوار 12 عيون الأخبار ـ ر 1 206
إنّهم جميعاً أنوار حول العرش البحار 36 213 و 223
إنّهم جميعاً أنوار حول العرش عيون الأخبار ـ ر 1 47
إنّهم جميعاً من نور واحد غيبة النعماني 59
إنّهم حول العرش أنوار يعبدون الله البحار 26 350
إنّهم خلقوا من شبح نور من نور الله البحار 36 262
إنّهم خلقوا من طين والنور قذف فيهم مناقب الكوفي 1 239
إنّهم خلقوا من نور الله ينابيع المودّة 2 583
إنّهم خلقوا من نور واحدة كشف الغمّة 2 84
إنّهم كانوا أنواراً حول العرش ينابيع المودّة 2 513و582و583
إنّهم كانوا مع جميع الأنبياء إلزام الناصب 2 244
إنّهم كانوا نوراً مشرقاً حول عرش ربّهم فسبّحوا البحار 26 251
إنّهم كانوا يعبدون الله ويقدّسونه قبل الخلق البحار 26 291 و 350
إنّهم من نور عظمة الله كشف الغمّة 3 297
إنّهم من نور واحد البحار 36 302
الموضوعالمصدرالجزءالصفحة
إنّهم نور يسعون بين يدي الله ينابيع المودّة 1 134
إنّي خاتم النبيّين وآدم لمنجدل في طينته تأريخ المدينة 2 636
إنّي خاتم النبيّين وآدم لمنجدل في طينته الشفا 1 171
إنّي خاتم النبيّين وآدم لمنجدل في طينته مصابيح السنّة 4 38 ح 4480
إنّي خاتم النبيّين وآدم لمنجدل في طينته الفردوس 1 76 ح 23
إنّي خاتم النبيّين وآدم لمنجدل في طينته تأريخ الذهبي 1 42
إنّي خاتم النبيّين وآدم لمنجدل في طينته المستدرك 2 418
إنّي خاتم النبيّين وإنّ آدم لمنجدل في طينته شعب الإيمان 2 134
إنّي خاتم النبيّين وإنّ آدم لمنجدل في طينته تأريخ دمشق 1 169 بن سارية
إنّي خاتم النبيّين وإنّ آدم لمنجدل في طينته المعجم الأوسط 8 409
إنّي خاتم النبيّين وإنّ آدم لمنجدل في طينته الوفا بأحوال 25 و 29
إنّي خاتم النبيّين وإنّ آدم لمنجدل في طينته الشريعة 421 ( العرباض )
إنّي خاتم النبيّين وإنّ آدم لمنجدل في طينته تأريخ البخاري 6 68
إنّي عبد الله مكتوب لخاتم النبيّين وآدم لمنجدل في تأريخ دمشق 21 99
إنّي في اُمّ الكتاب لخاتم النبيّين وإنّ آدم لمنجدل كنز العمّـال 11 418 ح 41960
إنّي لأراكم من خلفي كما أراكم من أمامي أخبار الدول 84
إنّي لخاتم النبيّين وإنّ آدم لمنجدل في طينة دلائل النبوّة ـ ن 17
إنّي مكتوب خاتم النبيّين وآدم صحيح ابن حبان 8 106 ح 6370
إنّي وأهل بيتي أنوار نسعى بين يدي الله إحقاق الحقّ 3 118
إنّي وأهل بيتي كنّا نوراً يسعى بين يدي الله فرائد السمطين 1 314 باب 58
الموضوعالمصدرالجزءالصفحة
أوّل الخلق أرواحنا عيون الأخبار ـ ر 1 205
أوّل الخلق أرواحنا كمال الدين 1 255
أوّل الخلق أرواحنا ينابيع المودّة 2 582
أوّل الخلق النور عيون الأخبار ـ ر 1 189
أوّل الخلق روح النبيّ ( حديث ) رسالة المشاعر 317
أوّل المخلوقات نور النبيّ وهو العقل والقلم والنور ينابيع المودّة 1 10
أوّل كلّ شيء سجد له نوري ولا فخر شرح الشمائل 1 49
أوّل ما خلق الله روحي ونوري ينابيع المودّة 1 10
أوّل ما خلق الله نور النبيّ كشف الغطاء 1 265 وما قيل فيه
أوّل ما خلق الله نوري أخبار الدول 4
أوّل ما خلق الله نوري البحار 15 24
أوّل ما ظهر بعد فتق العماء هو محمّد اليواقيت وجواهر 2 18 مبحث 32
أولياء الله أحياء في قبورهم الأنوار القدسيّة 1 98
أوليّة النور المحمّدي حقيقية وغيره إضافيّة نسبيّة نظم المتناثر 185 ح 194
أدلّة سبق نور النبيّ ينابيع المودّة 1 10 و 16
أشباح آل محمّد تمثّل لا مجرّد نور البصائر 73 و 84
أنا الذي خلق الله الشمس والقمر من نوري شرح الشمائل 1 49
أنا الذي خلق الله العرش من نوري والكرسي شرح الشمائل 1 49
أنا الذي خلق الله اللوح والقلم من نوري شرح الشمائل 1 49
أنا الذي خلق الله نور الأبصار من نور العقل شرح الشمائل 1 49
الموضوعالمصدرالجزءالصفحة
أنا الذي خلق الله نور المعرفة من نوري ولا فخر شرح الشمائل 1 49
أنا من الله والمؤمنون منّي اللآلئ المنثورة 189 الباب 5
إنّي لخاتم النبيّين وآدم لمجبول في طينته در المنثور 1 139
أوّل ما خلق الله نوري أسرار الشريعة 6
أوّل ما خلق الله نوري جامع الأسرار 563 ح 1163
أوّل ما خلق الله نوري جامع الأسرار 380 ح 757
أوّل ما خلق الله نوري مشارق الأنوار 29 و 39
أوّل ما خلق الله نوري ثمّ عصره مشارق الأنوار 217
أولّية النور المحمّدي حقيقة إتحاف ذوي الفضائل 158 ح 180
باب اعتقاد الصدوق في آباء النبي (صلى الله عليه وآله) الاعتقادات 5 110
باب ذكر متى وجبت النبوّة للنبي الشريعة 416
باب طهارة مولده تأريخ دمشق 3 400
باب عروجه إلى السماء تأريخ دمشق 3 480
تأويل المصنّف لأنوار الأئمة حول العرش كنز الفوائد 259
تفسير السبكي لكنت نبيّاً وآدم بين الروح والجسد الحاوي للفتاوي 2 189
تقلّبك في الساجدين من نور إلى نور لوامع أنوار 1 17
تقلّبك في الساجدين تأريخ الخميس 1 56 و 235
تقلّبك في الساجدين في أصلاب الآباء الفردوس 1 423 ح 1719
تقلّبك في الساجدين من نبي إلى نبي فتح القدير 4 122
تقلّبك في الساجدين من نبي إلى نبي الطبقات 1 22
الموضوعالمصدرالجزءالصفحة
تنقل نور النبي و ... الإتحاف 113
تنقل نور محمّد طهارة القلوب 1 71
حديث أمير المؤمنين في خلق نور النبي الأنوار في مولده 5
حديث انتقال الرسول من الأصلاب الطاهرة الشفا 1 83
حديث إنّهم أنوار نورانيّون قرّة العيون 404و405و406
حديث إنّ الشمس والقمر والنهار من نور النبي الروض الفالق 170 مجلس 43
حديث خلقهم أنواراً قبل الملائكة والماء و ... الهداية الكبرى 379 و 380
حديث في إثبات أشباح آل محمّد حقيقة الأربعون م 241
حديث في أشباح آل محمّد أمالي المفيد 13 114
حديث في حقيقة آل محمّد (عليهم السلام) الرسائل الثمانية 128 و 129
حديث كونهم أنواراً يسبحون الهداية الكبرى 100 ( مصدر )
حيقة النبي (صلى الله عليه وآله) الشفا 1 16
حقيقة محمّد يعبّر عنها بالعقل الأوّل وتارةً بالنور اليواقيت وجواهر 2 20
خرجت من لدن آدم من نكاح غير سفاح الجامع الصغير 2 4
خرجت من لدن آدم من نكاح غير سفاح تأريخ الذهبي 1 40 و 41
خرجت من نكاح ولم أخرج من سفاح الجامع الصغير 1 184
خرجت من نكاح ولم أخرج من سفاح كنز العمّـال 11 401 ح 31867
خرجت من نكاح ولم أخرج من سفاح كنز العمّـال 11 429 ح 32015
خرجت من نكاح ولم أخرج من سفاح دلائل النبوّة ـ ن 24
خرجت ولم يصبني من سفاح الجاهلية شيء الجامع الصغير 2 4
الموضوعالمصدرالجزءالصفحة
خطبة للأمير في كيفية خلقهم من الأنوار تذكرة الخواصّ 121
خلق الأئمة من شبح نور الله مائة منقبة 65
خلق الله النبي من نوره وخلق علي من نوره إلزام الناصب 2 332
خلق الله من طينة النبي كل الأنبياء قصص الأنبياء 26
خلق النبي من الله والأئمة من نوره ينابيع المودّة 2 576
خلقت الأنبياء من نور نبيّنا قصص الأنبياء 26
خلقت السماوات والأرض و ... من نور آل محمّد الأنوار النعمانية 1 17 و 18
خلقت أنا وعلي من نور وكنّا عن يمين العرش الفوائد المجموعة 342
خلقت أنا وعلي من نور واحد نسبّح يمنة العرش مناقب أبي طالب 1 27
خلقنا قبل كلّ شيء إرشاد القلوب 2 405
خلقني الله أنا وعلي من نور واحد روضة الواعظين 83
خلقني أنا وعلي من نور واحد نسبّحه قبل الخلق روضة الواعظين 77
خلقوا جميعاً من نور واحد البحار 36 281
خلقوا من نور واحد قبل آدم كفاية الأثر 71
خلقهم الله من نور عظمتهم الاختصاص 216
دخول الرسول في النور كفاية الأثر 72
دعوة أبي إبراهيم وبشرى عيسى سيرة ابن إسحاق 51
رأي المفيد في أشباح آل محمّد (عليهم السلام) المسائل العكبريّة 6 28
رأي المفيد في أشباح آل محمّد وأ نّها صور المسائل السرويّة 7 37 و 42
رواية في أشباح آل محمّد الاختصاص 12 23
الموضوعالمصدرالجزءالصفحة
رواية في أشباح آل محمّد ابن ميثم 4 200
رواية في أشباح آل محمّد الكافي 2 8
رواية في أشباح آل محمّد الاختصاص 12 316
رواية في أشباح آل محمّد كشف الغطاء 7
رواية في ميثاق وأشباح آل محمّد الاختصاص 12 278
سبب تسميتهم بالأشباح إرشاد القلوب 2 209
شرح حديث كنت نبيّاً المواهب اللدنية 1 31
شرح حديث وتقلّبك في الساجدين المواهب اللدنية 1 91
شعر العباس بنور محمّد الوفا بأحوال 28
شعر العباس في الأصلاب الطاهرة الشفا 1 167
شعر العباس في رسول الله ( أنوار ) المستدرك 3 327
شعر العباس في نور النبي منح المدح 192
شعر العباس في نور محمّد الرسائل العشرة 9 و 16 و 39
شعر العباس في نور وصلب وتنقل النبي المعجم الأوسط 8 400
شعر سلام على يد الساجدين الأنوار في مولده 357
شعر في كون النبي نوراً قبل آدم المواهب اللدنيّة 1 28 و 36 و 44
شعر في مدح نور النبي لوامع أنوار 2 221 و 222
شعر في نور النبي وكونه الفيض الأوّل لوامع أنوار 1 178 و 187
علي الذي حمل نوح و ... إلزام الناصب 1 34
عند ذبح إسماعيل كان نور النبي في جبينه نزهة المجالس 2 245
الموضوعالمصدرالجزءالصفحة
عندما اُلقي إبراهيم كان نور محمّد في جبينه نزهة المجالس 2 245
فسجد له فبقي في سجوده سبعمائة عام شرح الشمائل 1 49
قصّة عبد الله والمرأة التي عرضت نفسها لنوره سيرة ابن إسحاق 43 و 44
قوله في كنت نبيّاً وآدم بين الماء والطين الأجوبة الغزاليّة 127
كان النبيّ نوراً يسبّح فتسبّح الملائكة معه المطالب العالية 4 177
كانت الملائكة تنظر إلى نور النبي عند العرش الروض الفائق 170 كعب الأحبار
كان نور النبي يغلب نور الشمس والمصباح مناقب أبي طالب 1 124
كان نور محمّد يرى مناقب أبي طالب 1 123
كان نور محمّد يرى في جبهة آدم الوفا بأحوال 27
كانوا أنواراً بين يدي الله يسبّحانه قبل آدم ترجمة الأمير 1 152
كانوا أنواراً حول العرش ينابيع المودّة 1 377
كانوا أنواراً يقدّسون الله ويعبدونه مناقب الخوارزمي 145
كانوا أنواراً حول العرش ينابيع المودّة 2 584
كانوا أنواراً يطيعونه ويسبّحونه إلزام الناصب 2 133
كتبت نبيّاً وآدم بين الروح والجسد المعجم الأوسط 5 100
كتبت نبياً وآدم بين الروح والجسد تأريخ إصبهان 2 197
كسوت حسن وجهك من نور عرشي تأريخ بغداد 3 58
كسوت وجهك من نور عرشي قصص الأنبياء 109
كلام الأمير في وصف نور النبي وأصله نزهة المجالس 2 96
كلام الأمير في وصف نور محمّد جواهر المطالب 1 348
الموضوعالمصدرالجزءالصفحة
كلام الدبّاغ على روح النبيّ وأين محلّها الآن كتاب الإبريز 303 و 304
كلام الزهراء في كونهم أنوار وقبل الخلق كشف الغمّة 2 108
كلام الشارح في تسلسل العوالم من النبي لوامع أنوار 1 177
كلامه في كون النبي أوّل الخلق الأجوبة الغزاليّة 126
كلّ شيء حتّى الأنبياء خلقوا من نور النبي ينابيع المودّة 1 15
كلّهم واحد من نور واحد إلزام الناصب 1 44
كنّا أشباحاً من نور نسبّح الله إرشاد القلوب 2 415
كنّا أنواراً فانتقلنا إلى أصلاب الأنبياء كمال الدين 1 275
كنّا في صلب آدم نسبّح الله ثمّ نقلنا إلى أصلاب روضة الواعظين 83
كنت أنا وعلي نوراً بين يدي الله نسبّح الله الفردوس 3 283 ح 4851
كنت أنا وعلي نوراً بين يدي الله نسبّح الله الفردوس 3 332 ح 4884
كنت أوّل الأنبياء في الخلق ـ قتادة ـ الشفا 1 45
كنت أوّل الناس في الخلق كشف الخفاء 2 128و129و130
كنت أوّل الناس في الخلق وآخرهم في البعث الطبقات 1 119
كنت أوّل الناس في الخلق وآخرهم في البعث الجامع الصغير 2 162
كنت أوّل الناس في الخلق وآخرهم في البعث كنز العمّـال 11 409
كنت أوّل الناس في الخلق وآخرهم في البعث كنوز الحقائق 454
كنت أوّل الناس في الخلق وآخرهم في البعث ينابيع المودّة 1 220
كنت أوّل النبيّين في الخلق الفردوس 3 282 ح 4850
كنت أوّل النبيّين في الخلق الوفا بأحوال 361
الموضوعالمصدرالجزءالصفحة
كنت أوّل الناس في الخلق وآخرهم في البعث الفوائد المجموعة 326
كنت أوّل الناس في الخلق وآخرهم في البعث كنز العمّـال 11 452 ح 32126
كنت في ظهر آدم وصلب نوح وصلب إبراهيم ذيل تأريخ بغداد 17 94
كنت نبيّاً وآدم بين ... اللآلئ المنثورة 172 الباب 5
كنت نبيّاً وآدم بين الروح والجسد ينابيع المودّة 1 10
كنت نبيّاً وآدم بين الروح والجسد تأريخ الذهبي 1 41
كنت نبيّاً وآدم بين الروح والجسد ( ميسرة ) الشريعة 416
كنت نبيّاً وآدم بين الماء والطين ينابيع المودّة 1 10
كنت نبيّاً بين الروح والطين من آدم كنز العمّـال 11 450 ح 32115
كنت نبيّاً وآدم بين ... المواهب اللدنية 1 28 و 29 و 30
كنت نبيّاً وآدم بين الروح والجسد الفردوس 3 284 ح 4854
كنت نبيّاً وآدم بين الروح والجسد تأريخ البخاري 7 374
كنت نبيّاً وآدم بين الروح والجسد مسند الروياني 2 329 ابن شقيق
كنت نبيّاً وآدم بين الروح والجسد ينابيع المودّة 1 220
كنت نبيّاً وآدم بين الروح والجسد كنوز الحقائق 454
كنت نبيّاً وآدم بين الروح والجسد المعجم الكبير 20 353
كنت نبيّاً وآدم بين الروح والجسد كنز العمّـال 11 409 ح 31917
كنت نبيّاً وآدم بين الروح والجسد الطبقات 7 42
كنت نبيّاً وآدم بين الروح والجسد ( الطين ) الطبقات 1 118 و 119
كنت نبيّاً وآدم بين الروح والجسد ( عن ابن عباس ) الجامع الصغير 2 162
الموضوعالمصدرالجزءالصفحة
كنت نبيّاً ولا آدم ولا ماء ولا طين السلسلة الضعيفة 1 316 ح 303
كنت نبيّاً وآدم بين الروح والجسد الاستيعاب 3 518
كيفيّة خلقهم أنواراً وأ نّهم كانوا يسمعون وينطقون الهداية الكبرى 379
لا ظلّ للنبيّ لوامع أنوار 1 188
لا ظلّ للنبيّ لأ نّه نور الشفا 1 368
لولاك لما خلقت الأفلاك جامع الأسرار 381 ح 758
لولاك لما خلقت الأفلاك مشارق الأنوار 31
ما خلق آدم إلاّ ليكون مظهراً للنور المحمّدي لوامع أنوار 1 15
ما هو نور آل محمّد إلزام الناصب 1 111
متى وجبت النبوّة قال بين خلق آدم ونفخ الروح السيرة النبويّة 63
متى وجبت النبوّة قال وآدم بين الروح والجسد مصابيح السنّة 4 38 ح 4479
محمّد الحجاب الأقرب السير إلى الله 62
مصادر كونهم أنواراً السير إلى الله 282 و 283
نحن في الحقيقة نور الله الذي لا يزول ولا يتغيّر مشارق الأنوار 162 علي
نور الإمام (عليه السلام) ميزان الحكمة 10 229
نور النبي الآداب المعنوية 263
نور النبي أوّل المخلوقات ينابيع المودّة 1 15
نور النبي أوّلية حقيقيّة وفي غيره نسبية لوامع أنوار 1 15
نور النبي حقيقة لما عايناه مراراً لوامع أنوار 2 44
نور النبي عند الكلام الفضائل الخمسة 1 16
الموضوعالمصدرالجزءالصفحة
نور النبي في عبد المطّلب وعبد الله المواهب اللدنية 1 53 و 60
نور النبي كان في عبد الله فانتقل إلى آمنة الوفا بأحوال 82
نور النبي مادي يرى كنز الفوائد 70 و 71
نور النبي ومعناه الأجوبة الغزالية 127
نور النبي يغلب نور الشمس ـ ابن عباس ـ لوامع أنوار 1 188
نور النبي يوم الولادة كشف الغمّة 1 20
نور عبد الله ذهب إلى آمنة إعلام النبوّة 168
نور عبد الله مادي يرى مناقب أبي طالب 1 26 و 27
نور محمّد كان في الأصلاب الشفا 1 17 و 18
نور محمّد يلمع في جبهة آدم تأريخ الخميس 1 56
وجب أن لا يكون أحد من أجداده مشركاً زاد المسلم 2 6
وجبت النبوّة لي وآدم بين الروح والجسد التعريف والإعلام 99
وجبت النبوّة لي وآدم بين خلق ونفخ الروح كنز العمّـال 12 426 ح 35584
وجبت النبوّة وآدم بين الروح والجسد مسند أحمد 5 110 إلى 112
وجبت النبوّة وآدم بين الروح والجسد ( عدّة ) الفضائل الخمسة 1 14
وجبت لي النبوّة « بين خلق آدم ونفخ الروح فيه » الشريعة 421 ( أبو هريرة )
وجبت لي النبوّة وآدم بين الخلق والنفخ دلائل النبوّة ـ ن 17
وجبت لي النبوّة وآدم بين الروح والجسد الشفا 1 166
وجبت لي النبوّة وآدم بين الروح والجسد سنن الترمذي 5 585
[1]البحار 4 : 40 ـ 41.
[2]لقد تحدّثت عن تفصيل العرش وما فيه من العوالم والمعالم في كتاب ( الإمام الحسين (عليه السلام) في عرش الله ) ، فراجع.
[3]سفينة البحار ( الطبعة الجديدة ) 8 : 342.
[4]بحار الأنوار 23 : 307.
[5]بحار الأنوار 23 : 304 ـ 305 ، باب 18 أ نّهم أنوار الله وتأويل آيات النور فيهم (عليهم السلام) ، وفي الباب 42 رواية.
[6]لقد تحدّثت عن تفصيل ذلك في كتابي ( هذه هي الولاية ) و ( هذه هي البراءة ) ، فراجع.
[7]البحار 23 : 309 ، عن الخصال 1 : 88 .
[8]تعرّضت لتفصيل ذلك في كتاب ( المأمول في تكريم ذرّية الرسول ) ، فراجع.
[9]البحار 36 : 213 ـ 214.
[10]البحار 36 : 217 ، عن مقتضب الأثر : 12 ـ 13.
[11]البحار 15 : 9 ، عن الخصال.
[12]المصدر نفسه ، عن كنز الفوائد.
[13]البحار 15 : 11 ، عن كنز الفوائد.
[14]المصدر ، عن معاني الأخبار : 21.
[15]المصدر ، عن معاني الأخبار : 100.
[16]البحار 15 : 13 ، عن أمالي ابن الشيخ : 185.
[17]لقد تعرّضت لبيان ذلك بالتفصيل في كتاب ( زبدة الأفكار في طهارة أو نجاسة الكفّار ) ، مطبوع في المجلّد الثاني من رسالات إسلامية ، فراجع.
[18]البحار 15 : 14 ، عن أمالي ابن الشيخ : 197.
[19]البحار 15 : 4 ، عن الخصال 1 : 82 ، ومعاني الأخبار : 88 ـ 89.
[20]المصدر ، عن تفسير الفرات : 207.
[21]البحار 15 : 8 ، عن علل الشرائع : 80 .
[22]أشرت إلى ذلك في كتاب ( الإمام الحسين في عرش الله ) ، فراجع.
[23]البحار 15 : 9 ، عن تفسير الفرات : 134 ـ 136.
[24]المصدر : 20 ، عن المجالس والأخبار : 57.
[25]المصدر : 21 ، عن كمال الدين : 192.
[26]سماحة الشيخ علي عاشور اللبناني دام عزّه.
[27]البحار 15 : 22 ، عن كمال الدين : 184.
[28]المصدر ، عن رياض الجنان.
[29]البحار 15 : 24 ، عن رياض الجنان.
[30]المصدر ، والمرجع.
[31]المصدر ، والمرجع.
[32]اُصول الكافي 1 : 441 ، والبحار 15 : 24.
[33]البحار 36 : 263 ، عن كمال الدين : 376.
[34]البحار : 36 ، باب 40 نصوص الله عليهم من خبر اللوح والخواتيم ، وفي الباب 22 رواية.
[35]البحار : 36 ، باب 41 نصوص الرسول (صلى الله عليه وآله) عليهم (عليهم السلام) ، وفي الباب أكثر من 240 رواية.
[36]البحار 36 : 197 ، عن كمال الدين : 139 ، وعيون الأخبار : 35 ، والاحتجاج : 41 ، والاختصاص : 210 ، والغيبة للشيخ الطوسي : 101 ، والغيبة للنعماني : 39 ، وإعلام الورى : 373.
[37]المصدر ، عن مقتضب الأثر : 43.
[38]المصدر : 229 ، عن العيون : 29 ، والخصال 2 : 21 ، وكمال الدين : 158 ، وورد في مصادر أبناء العامّة كالبخاري.
[39]البحار 36 : 231 ، عن كمال الدين : 157 ، والخصال 2 : 77 ، وعيون الأخبار : 28 ، والغيبة للشيخ الطوسي : 99 ، والنعماني : 46.
[40]النور : 55.
[41]البحار 36 : 247 ، عن الاحتجاج للطبرسي : 42 ، وكمال الدين : 151.
[42]البحار 36 : 29 ، عن كفاية الأثر : 6.
[43]البحار 36 : 293 ، عن كفاية الأثر : 6.
[44]البحار 36 : 296 ، عن الفضائل : 175 ، والروضة : 38.
[45]البحار 36 : 303.
[46]البحار 36 : 308 ، عن كفاية الأثر : 9.
[47]المصدر ، والمرجع.
[48]البحار 26 : 263 ، عن اعتقادات الصدوق : 107 ـ 108.
[49]البحار 26 : 266 ، عن نهج البلاغة 1 : 215.
[50]المصدر ، والمرجع.