نيل الشفاعة

من كان يرجو لقاء الله وهو مؤمن ، فإنّه يعمل الصالحات ، شوقاً وحبّاً ، وخوفاً وطمعاً ، إلاّ أنّ المقامات الإلهيّة يوم القيامة عظيمة جدّاً ، فمن جنان الله جنّة واحدة عرضها السماوات والأرض ، فيها ما تشتهي الأنفس وتلذّ الأعين وما لم يخطر على قلب بشر من النعيم الأبدي الذي لا يوصف ، بل ولا يدرك في الدنيا إلاّ لأهله من المعصومين ومن يحذو حذوهم .

كما لله سبحانه جنّته الخاصّة كما في قوله تعالى : ( وَادْخُلي جَنَّتي )[1] ، وهي جنّة الأسماء والصفات .

وربما المؤمن يعمل صالحاً وآخر سيّئاً ، أي يخلط بين العمل الصالح والطالح ، ففي مثل هذه الموارد يفتقر إلى شفاعة الشافعين ، وإلى دعم معنوي يساعده إلى تسلّق القمم الرفيعة والدرجات العالية في الجنان ، كمن يتسلّق جبال الدنيا يحتاج إلى معونة مادّية تسمّى شفيعاً ، فهو الثاني الذي يكمل وتره .

والنبيّ الأعظم (صلى الله عليه وآله) يشفع لأصحاب الكبائر كما ورد في الأخبار ، وكذلك أهل بيته الأطهار[2] ، إلاّ أ نّه لا بدّ له من عمل أوّلا ثمّ ينتظر الشفاعة ، ومن الأعمال الموجبة لها : الصلوات .

قال النبيّ (صلى الله عليه وآله) في الوصيّة : يا عليّ ، من صلّى عليّ كلّ يوم أو كلّ ليلة وجبت له شفاعتي ولو كان من أهل الكبائر[3] .

ومن طرق العامّة : عن أبي بكر قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : من صلّى عليّ كنت شفيعه يوم القيامة . أخرجه ابن شاهين في كتاب الترغيب والترهيب[4] .

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : إنّ الله قد وهب لكم ذنوبكم عند الاستغفار ، فمن استغفر بنيّة صادقة غفر له ، ومن قال : لا إله إلاّ الله رجح ميزانه ، ومن صلّى عليّ كنت شفيعه يوم القيامة . أخرجه الحسن بن أحمد البنّا بسند جيّد .


[1]الفجر : 30 .

[2]ولا يخفى أنّ هناك فرق بين شفاعة النبيّ وشفاعة الأئمة ، فالاُولى من الرحمة الرحمانيّة ، والثانية من الرحمة الرحيميّة .

[3]البحار 91 : 63 .

[4]الصلات والبشر : 44 .

29

29

293.htm" target="_self">