![]() |
![]() |
![]() |
العصمة لأهلها ، وقليل من عبادي الشكور ، فأكثر الناس يبتلون بالذنوب والمعاصي ، إلاّ أنّ الله سبحانه يغفر الذنوب جميعاً إلاّ ما اُشرك به ، فالمذنب يبحث عن ملجأ يلجأ ويأوي إليه ، ويبحث عن وسيلة تنجيه من تبعات الذنوب والفواحش ، فهناك وسائل لغفرانها ، أعدّها الله لعباده العصاة ، كي لا ييأسوا من رحمته وفضله وكرمه ، ومن أبلغ تلك الوسائل الصلاة على محمّد وآله ، وهذا فضلٌ عظيم ومقام سامي لمن صلّى على النبيّ وآله ، إلاّ أ نّه لا يتمّ ذلك إلاّ بشروطها ، والتي منها أن يكون الباعث والداعي لذكر الصلوات هو حبّ النبيّ والشوق إليه ، وهذا الحبّ والشوق إنّما يكون بعد المعرفة ، ومن ثمّ تغفر له الذنوب .
عن دعوات الراوندي أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله) قال : من صلّى عليّ ثلاث مرّات في النهار وثلاث مرّات في الليل شوقاً إليّ ومحبّة ، فقد حقّ على الله أن يغفر له ذنوبه التي أذنب في ذلك اليوم وفي تلك الليلة[1] .
عن الإمام الباقر (عليه السلام) قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : من ذكرت عنده فلم يصلّ عليّ ، فلم يغفر له ، فأبعده الله .
قال الإمام الرضا (عليه السلام) : من لم يقدر على ما يكفّر به ذنوبه ، فليكثر من الصلاة على محمّد وآله ، فإنّها تهدم الذنوب هدماً[2] .
عن أبي حمزة عن أبيه قال : سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عزّ وجلّ ( إنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلى النَّبِيّ ) ، فقال : الصلاة من الله عزّ وجلّ رحمة ، ومن الملائكة تزكية ، ومن الناس دعاء ، وأمّا قوله عزّ وجلّ ( وَسَلِّموا تَسْليماً )فإنّه يعني التسليم له فيما ورد عنه ، قال : فقلت له : فكيف نصلّي على محمّد وآله ؟ قال : تقولون : (صلوات الله وصلوات ملائكته وأنبيائه ورسله وجميع خلقه على محمّد وآل محمّد والسلام عليه وعليهم ورحمة الله وبركاته) ، قال : فقلت : فما ثواب من صلّى على النبيّ وآله بهذه الصلاة ؟ قال : الخروج من الذنوب والله كهيئة يوم ولدته اُمّه .
عن أمير المؤمنين عليّ (عليه السلام) قال : الصلاة على النبيّ أمحق للخطايا من الماء للنار ، والسلام على النبيّ أفضل من عتق رقاب ، وحبّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) أفضل من سبح الأنفس ، أو قال : ضرب السيوف في سبيل الله .
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : من صلّى عليّ مرّة لم يبقَ من ذنوبه ذرّة[3] .
وقال (صلى الله عليه وآله) : من صلّي عليّ مرّة لا يبقى عليه من المعصية ذرّة .
وقال (صلى الله عليه وآله) : من قال : (اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد) ، أعطاه الله أجر اثنين وسبعين شهيداً ، وخرج من ذنوبه كيوم ولدته اُمّه .
وقال (صلى الله عليه وآله) : ما من أحد صلّى عليّ مرّة وأسمع حافظيه إلاّ أن لا يكتبا ذنبه ثلاثة أيام .
وقال (صلى الله عليه وآله) : من صلّى عليّ يوم الجمعة مائة مرّة غفر الله له خطيئته ثمانين سنة .
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : من قال : يا ربّ صلّ على محمّد وعلى أهل بيته غفر الله له البتّة ، قلت له : البتّة ؟ فقال : كذا قال رسول الله (صلى الله عليه وآله)[4] .
روي أ نّه (صلى الله عليه وآله) قيل له : يا رسول الله ، أرأيت قول الله تعالى : إنّ الله وملائكته يصلّون على النبيّ كيف هو ؟ فقال (صلى الله عليه وآله) : هذا من العلم المكنون ولولا أ نّكم سألتموني ما أخبرتكم ، إنّ الله تعالى وكّل بي ملكين ، فلا أذكر عند مسلم فيصلّي عليّ إلاّ قال له ذلك الملكان : غفر الله لك ، وقال الله وملائكته : آمين ، ولا اُذكر عند مسلم فلا يصلّي عليّ إلاّ قال له الملكان : لا غفر الله لك ، وقال الله وملائكته : آمين .
قال الإمام (عليه السلام) في حديث : فإنّ الله عزّ وجلّ جعل ذكرنا أهل البيت شفاء للصدور ، وجعل الصلوات علينا ماحية للأوزار والذنوب مطهّرة من العيوب ومضاعفة للحسنات[5] .
[1]البحار 91 : 57 ، عن ثواب الأعمال : 140 .
[2]البحار 91 ، 63 ، عن جامع الأخبار : 69 .
[3]المصدر .
[4]الحار 91 : 67 ، عن جمال الاسبوع : 238 .
[5]البحار 26 : 97 ، عن كنز الفوائد ، وهذه هي الولاية : 136 .
![]() |
![]() |
![]() |