نيل خلّة الله

ما أروع الحبّ والمودّة والخلّة بين العبد وربّه ، وما ألذّ تلك المناجاة التي يناجي بها العبد ربّه قائلا : يا صديق من لا صديق له ، ورفيق من لا رفيق له ، ويا صاحب من لا صاحب له ، ويا عماد من لا عماد له ، ويا ذخر من لا ذخر له ، ويا سند من لا سند له ، ويا خليل من لا خليل له ، ويا حبيب من لا حبيب له .

فمن أعظم الفخر والعزّة والشرف أن يكون الإنسان عبداً لله ، منقطعاً إليه ، لا يعبد إلاّ إيّاه ، ولا يستعين إلاّ به :

( إيَّاكَ نَعْبُدُ وَإيَّاكَ نَسْتَعين )[1] .

وما أعظم مقام العبد لو وصل إلى درجة الخلّة مع الله سبحانه ، بأن يكون خليله هو الله عزّ وجلّ ، كما يكون هو خليل الله ، كإبراهيم الخليل شيخ الأنبياء (عليهم السلام) ، فينال خلّة ربّ العالمين ، ويكون معه في كلّ لحظات حياته ، لا يغفل عنه طرفة عين أبداً ، فهل يمكن تصوّر شموخ هذه المنزلة الرفيعة والمقام السامي ؟ !

ومن أهمّ العوامل الموجبة لنيل درجة الخلّة الإلهيّة ، ويكون خليل الرحمن جلّ جلاله ، هو الصلاة على محمّد وآله .

عن الإمام أبي الحسن العسكري (عليه السلام) قال : إنّما اتّخذ الله إبراهيم خليلا لكثرة صلاته على محمّد وأهل بيته صلوات الله عليهم .

ومن كان خليل الله فإنّ دعاءه لا محالة يستجاب ، فإنّ استجابة الدعاء من علائم الخلّة الإلهيّة كما ورد في الخبر الشريف في ذيل قوله تعالى :

( أوَ لَمْ تُؤْمِنْ قالَ بَلى وَلكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبي )[2] .


[1]الحمد : 4 .

[2]البقرة : 260 .

12

12