إحاطة نوريّة

النور هو الظاهر بنفسه والمظهر لغيره ، وهذا المعنى ينطبق على النور الحسّي وكذلك النور المجرّد والمعنوي ، وإنّه ذو مراتب طوليّة وعرضيّة ، فإنّه من الكلّي ذات التشكيك ، فمن اُولى المراتب نور عود الكبريت وأعلاها نور الشمس ، وبينهما أنوار إلى ما شاء الله .

ومن بركات النور أنّ الإنسان يرى ما حوله ، ويأمن السقوط في الحفر والهاويات ، ومن الاصطدام بالجدران والصخور ، ومن شرّ الظلام الدامس ، ونور الأنوار ومنوّر الأنوار هو الله سبحانه ، ويتجلّى هذا النور الإلهي في الأنبياء والأوصياء والعلماء الصالحين وفي الكتب السماويّة ، فالقرآن الكريم الصامت والناطق نور من الله سبحانه .

والمؤمن يسعى نوره بين يديه ، وتحيطه الهالة النورانيّة ، فهو على بصيرة من ربّه يعرف الحقّ وأهله ، كما يعرف الباطل وأهله ، وممّـا يوجب نورانيّة المؤمن في الدارين : الصلوات .

قال النبيّ (صلى الله عليه وآله) : من صلّى عليّ مرّة خلق الله تعالى يوم القيامة على رأسه نوراً وعلى يمينه نوراً ، وعلى شماله نوراً ، وعلى فوقه نوراً ، وعلى تحته نوراً ، وفي جميع أعضائه نوراً[1] .

قال النبيّ (صلى الله عليه وآله) : أكثروا الصلاة عليّ ، فإنّ الصلاة عليّ نورٌ في القبر ونورٌ على الصراط ونورٌ في الجنّة .

ثمّ العلم نور كما ورد في الخبر الشريف عن الإمام الصادق لعنوان البصري : ليس العلم بكثرة التعلّم ، إنّما العلم نورٌ يقذفه الله في قلب من يشاء أن يهديه .

كما إنّ القرآن نور ، كما ورد في آيات الله سبحانه ، وكذلك الإمام المعصوم (عليه السلام) نور ، فهناك ارتباط بين العلم والقرآن والصلوات والإمام ، فكلّهم تجلّيات من النور الأتمّ ، من مطلق النور والنور المطلق ، وهو الله سبحانه منوّر الأنوار ، وهو نور السماوات والأرض ، كما في آية النور من سورة النور[2] .


[1]البحار 91 : 64 .

[2]لقد ذكرت تفصيل هذا المعنى في رسالة (الأنوار القدسيّة) ، فراجع .

19

19