ردّ السلام

قال الله تعالى :

( إذا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّة فَحَيُّوا بِأحْسَنَ مِنْها أوْ رُدُّوها )[1] .

السلام من أسماء الله الحسنى ، وإنّه من الأدب الإسلامي ، ويستحبّ لكلّ مسلم أن يسلّم على أخيه المسلم ، ويجب ردّ السلام بمثله حتّى لو كان المسلَّم عليه في صلاته مع ربّه ، ويتحدّث معه في حمده وسورته ، وفي أيّ جزء من أجزاء الصلاة . فإنّه يقطع صلاته ويجيب ثمّ يتمّ الصلاة من حيث قطع ، وهذا إن دلّ على شيء يدلّ على عظمة السلام في الإسلام ، ناهيك عن الآيات والروايات الكثيرة في فضله ومقامه .

ثمّ نعتقد بحياة النبيّ الأعظم (صلى الله عليه وآله) فإنّه من الأحياء الذين عند ربّهم يرزقون ، يرى مقامنا ويسمع كلامنا ، ويردّ سلامنا ، كما عقيدتنا هذه في أئمتنا الأطهار (عليهم السلام) . فمن صلّى وسلّم على الرسول الأكرم كما ورد جامعاً للشرائط ، فإنّه بلا شكّ يردّ النبيّ ذلك ويزيد عليه ، لسخائه ورفعة أخلاقه ، فإنّه على خلق عظيم ، وسلام النبيّ دعاء منه ، وإنّه لا يردّ ، فهو مستجاب لا محالة ، ويعني هذا السلامة في الدنيا عند الموت من الذنوب ، والسلامة في الآخرة بدخول الجنّة ، وهي السعادة الأبديّة .

عن أبي جعفر (عليه السلام) قال : إنّ ملكاً من الملائكة سأل الله أن يعطيه سمع العباد ، فأعطاه الله ، فذلك الملك قائم حتّى تقوم الساعة ليس أحد من المؤمنين يقول : صلّى الله على محمّد وآله وسلّم ، إلاّ قال الملك : (وعليك السلام) ، ثمّ يقول الملك : يا رسول الله ، إنّ فلاناً يقرئك السلام . فيقول رسول الله : وعليه السلام[2] .

وورد هذا المعنى في كتب العامّة وصحاحهم أيضاً .


[1]النساء : 86  .

[2]البحار 91 : 70 ، عن أمالي الطوسي 2 : 290 .

20

20