![]() |
![]() |
![]() |
إنّما خلق الله السماوات والأرض للإنسان :
( ألَمْ تَرَوْا أنَّ اللهَ سَخَّرَ لَكُمْ ما في السَّماواتِ وَما في الأرْضِ )[1] .
وخلق العباد ليعرفوا ربّهم : (كنت كنزاً مخفيّاً فخلقت الخلق لكي اُعرف)[2] ، وليعبدوه :
( ما خَلَقْتُ الجِنَّ وَالإنْسَ إلاّ لِيَعْبُدون )[3] ، فالمقصود من الخلق تعرّضهم للثواب ـ كما هو ثابت في محلّه من علم الكلام ـ فأمر الله بأوامر ونهى بزواجر ، ليثيب المطيع ويعاقب العاصي ويغفر كثيراً ، فدعى العباد إلى أعمال توجب مزيد الأجر والثواب الاُخروي .
روى الشيخ أبو الفتوح الرازي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أ نّه قال : في ليلة المعراج ، عندما وصلت إلى السماء ، رأيت ملكاً له ألف يد ، وفي كلّ يد ألف إصبع ، كان موكّل على عدّ قطرات المطر النازلة إلى الأرض ، وعن وظيفته وعمله فقال : إنّه ملك المطر الساقطة على الأرض ، فسألت الملك : هل تعلم عدد قطرات المطر الساقطة على الأرض ، منذ أن خلق الله تعالى الأرض ؟ فأجاب الملك قائلا : يا رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، والذي بعثك بالحقّ نبيّاً إلى الخلائق ، إنّي لأعلم عدد قطرات المطر النازلة من السماء إلى الأرض عامّة ، كما أعلم الساقطة في البحار والقفار والمعمورة والمزروعة والأرض السبخة والمقابر .
قال النبيّ (صلى الله عليه وآله) : فتعجّبت من ذكائه وذاكرته في الحساب ، فقال الملك : يا رسول الله ، ولكنّي بما لديّ من الأيدي والأصابع وما عندي من الذاكرة والذكاء ، فإنّي أعجز من عدّ أمر واحد . فقلت له : وما ذاك الأمر ؟ قال : إذا اجتمع عدد من أفراد اُمّتك في محفل وذكروا اسمك فصلّوا عليك فحينذاك أعجز عن حفظ ما لهؤلاء من الأجر والثواب أزاء صلواتهم عليك[4] .
[1]لقمان : 20 .
[2]حديث قدسي .
[3]الذاريات : 56 .
[4]تفسير الشيخ أبو الفتوح الرازي 4 : 443 ، من علماء السنّة .
![]() |
![]() |
![]() |