![]() |
![]() |
![]() |
أبى الله أن يجري الاُمور إلاّ بأسبابها ، والله سبحانه هو مسبّب الأسباب ومفتّح الأبواب ، كاشف الكربات وقاضي الحاجات ، فالإنسان في حياته الفرديّة والاجتماعيّة لديه حوائج وعنده آمال ، يسعى في نجاحها وقضائها ، إلاّ أنّ معظمها لا تتحقّق إلاّ بدعم عوامل داخليّة وخارجيّة ، شهوديّة وغيبيّة ، فيلجأ إلى ربّه في قضاء الحوائج ، وقد جعل سبحانه لذلك أسباباً ، كالدعاء من الإنسان نفسه أو من الآخرين ، وممّـا يوجب قضاء الحوائج الكلّية والجزئيّة ، الدنيويّة والاُخرويّة ، هو الصلاة على محمّد وآله .
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : من قال في يوم مائة مرّة : ربّ صلّ على محمّد وأهل بيته ، قضى الله له مائة حاجة ، ثلاثون منها للدنيا وسبعون للآخرة[1] .
عن أبي الحسن (عليه السلام) قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : من صلّى عليّ يوم الجمعة مائة صلاة قضى الله له ستّين حاجة منها للدنيا ثلاثون وثلاثون للآخرة[2] .
عن الإمام جعفر بن محمّد عن آبائه (عليهم السلام) قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : من صلّى على محمّد وآل محمّد مائة مرّة قضى الله له مائة حاجة .
والدنيا هذه وإن كان يحكمها قانون العلّة والمعلول ، ولكن بنظري هناك قانون الخالقيّة حاكمة على قانون العلّية ، وقد خلق الله الأشياء من العدم ، وكان الله ولم يكن معه شيء ، فبالمشيّة خلق الأشياء ، فهو الحاكم القادر العالم الحيّ على الكون وعلى ما فيه من نظام العلّية والسببيّة ، كما له قضاءان : ثابت ومتغيّر ، كالأجل المحتّم والمعلّق ، فقضى في علمه وفي لوح المحو والإثبات أن يكون لزيد من بدء حياته إلى أجله المحتّم الذي إذا جاء لا يستقدم ولا يستأخر ، محطّات موتيّة وآجال معلّقة ، إلاّ أ نّه قضى بقضاء آخر حاكم على هذا القضاء بأنّ الصدقة تدفع البلاء ، وأنّ الدعاء يدفع البلاء المبرم ، فلو لم يدفع الصدقة ، فإنّه يموت في إحدى الآجال المعلّقة ، وإذا دفعها فإنّه يمحي هذا البلاء والأجل المعلّق ليصل إلى آخر ، وهكذا حتّى ينتهي إلى أجله المحتّم .
فالدعاء يقضي الحاجة كما أنّ الصلوات على النبيّ يقضي الحوائج في الدنيا والآخرة ، هكذا قضى ربّك سبحانه وتعالى .
[1]البحار 91 : 59 ، عن ثواب الأعمال : 144 .
[2]المصدر ، عن جامع الأخبار : 72 .
![]() |
![]() |
![]() |