زيارة قبور المؤمنين

يستحبّ زيارة قبور المؤمنين خصوصاً العلماء والصلحاء وخصوصاً الأبوين والأقارب والترحّم عليهم والاستغفار لهم وإهداء ثواب الأعمال والصدقة خصوصاً قراءة القرآن إليهم ، فإنّ ذلك يصلهم ، وروي أ نّهم يعلمون بمن زارهم ويفرحون به ويأنسون إليه.

( وفي ) خلاصة الأذكار عن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) :

من دخل المقابر وقرأ سورة يس خفّف عنهم يومئذ ، وكان له بعدد من فيها حسنات.

( وعنه ) (صلى الله عليه وآله وسلم) :

من قرأ آية من كتاب الله في مقبرة من مقابر المسلمين أعطاه الله ثواب سبعين نبيّاً ، ومن ترحّم على أهل المقابر نجا من النار ودخل الجنّة وهو يضحك . انتهى.

( ويستحبّ ) أن يكون الزائر على وضوء وأن يكون ذلك يوم الاثنين والخميس والجمعة.

( وروي ) أ نّه يكره ذلك ليلا ، فعن دعوات الراوندي أ نّه (صلى الله عليه وآله وسلم) قال لأبي ذر : لا تزرهم أحياناً بالليل . وينبغي أن يكون الزائر وراء القبر مستقبل القبلة وليضع يده على القبر ويكره الجلوس عليه ، ففي الحديث لأن يجلس أحدكم على جمرة فيحرق ثيابه فتصل النار إلى بدنه أحبّ لي من أن يجلس على قبر.

( وعن البحار ) يستحبّ زيارة أفاضل أصحاب كلّ من الأئمة (عليهم السلام) المعلوم حالهم من كتب الرجال كميثم التمّار ورشيد الهجري وقنبر وحجر بن عدي وزرارة ومحمّد بن مسلم وبريد وأبي بصير والفضيل بن يسار وأمثالهم مع العلم بمواضع قبورهم.

وكذا المشاهير من محدّثي الشيعة وعلمائهم الحافظين لآثار الأئمة الطاهرين (عليهم السلام) وعلومهم كالمفيد والشيخ الطوسي والسيّدين الجليلين المرتضى والرضي والعلاّمة والحلّي وغيرهم رضي الله عنهم أجمعين ومقابر قم مملوءة من الأفاضل والمحدّثين وتعظيمهم من تعظيم الدين ، وإكرامهم من إكرام الأئمة الطاهرين (عليهم السلام) . انتهى.

ويدلّ على استحباب زيارة قبور المؤمنين ما رواه الصدوق في الفقيه عن محمّد بن مسلم قال :

قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) : الموتى نزورهم ؟

فقال : نعم.

قلت : أيعلمون بنا إذا أتيناهم ؟

فقال : إي والله إنّهم ليعلمون بكم ويفرحون بكم ويستأنسون إليكم.

( وروى ) الكليني في الكافي عن أبي عبد الله (عليه السلام)قال :

قال أمير المؤمنين (عليه السلام) : زوروا موتاكم فإنّهم يفرحون بزيارتكم ، وليطلب أحدكم حاجته عند قبر أبيه وعند قبر اُمّه.

( وروى ) الصدوق في الفقيه عن الصادق (عليه السلام) قال :

إنّ الميّت ليفرح بالترحّم عليه والاستغفار له كما يفرح الحيّ بالهديّة تُهدى إليه ، وفي زيارة قبور المؤمنين مضافاً إلى ما فيها من الثواب الاعتبار بحال الأموات وما صاروا إليه من فراق الدنيا وفناء الأجساد الباعث على الزهد فيها والعمل للآخرة والالتفات إلى أ نّه عن قريب يكون أحدهم ويصير إلى ما صاروا إليه.

( وروى ) الكليني في الكافي عن الصادق (عليه السلام) :

إنّ فاطمة (عليها السلام) كانت تأتي قبور الشهداء في كلّ جمعة مرّتين الاثنين والخميس.

ويأتي أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يزور البقيع كلّ عشيّة خميس.

ما يقال عند زيارة القبور