زبدة  الكلام

لا يخفى على ذوي الألباب والنُّهى ، أنّ الإمامة بنصّ من الله سبحانه ، وإنّما هي شأن من شؤون الولاية العظمى ، وجلوة من تجلّياتها المباركة ، ونور من أنوارها المقدّسة.

وقد بيّن لنا مولانا الإمام الثامن علي بن موسى الرضا (عليه السلام) بعض ملامح الإمامة الشامخة ، وفضل الإمام وصفاته[678] ، وفي نهاية الحديث الطويل يقول (عليه السلام):

«فمن الذي يبلغ معرفة الإمام أو يمكنه اختياره ، هيهات هيهات ، ضلّت العقول وتاهت الحلوم وحارت الألباب وخسئت العيون وتصاغرت العظماء وتحيّرت الحكماء وتقاصرت الحلماء وحصرت الخطباء وجهلت الألبّاء وكلّت الشعراء وعجزت الاُدباء وعييت البلغاء عن وصف شأن من شأنه أو فضيلة من فضائله ، وأقرّت بالعجز والتقصير ، وكيف يوصف بكلّه أو ينعت بكنهه أو يفهم شيء من أمره أو يوجد من يقوم مقامه ويغني غناه ، لا كيف وأنّى ؟ وهو بحيث النجم من يد المتناولين ووصف الواصفين ، فأين الاختيار من هذا ؟ وأين العقول عن هذا ؟ وأين يوجد مثل هذا ؟ !

أتظنّون أنّ ذلك يوجد في غير آل الرسول محمد (صلى الله عليه وآله) ، كذبتهم والله أنفسهم ،
ومنّتهم الأباطيل فارتقوا مرتقىً صعباً دحضاً ، تزلّ عنه إلى الحضيص أقدامهم ، راموا إقامة الإمام بعقول حائرة بايرة ناقصة وآراء مضلّة، فلم يزدادوا منه إلاّ بُعداً.

( قاتَلَهُمُ اللهُ أ نَّى يُؤْفَكونَ ).

ولقد راموا صعباً ، وقالوا إفكاً ، وضلّوا ضلالا بعيداً ، ووقعوا في الحيرة إذ تركوا الإمام عن بصيرة.

( وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أعْمالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبيلِ وَكانوا مُسْتَبْصِرينَ ).

رغبوا عن اختيار الله واختيار رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته إلى اختيارهم والقرآن يناديهم:

( وَرَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَيَخْتارُ ما كانَ لَهُمُ الخِيَرَةُ سُبْحانَ اللهِ وَتَعالى عَمَّـا يُشْرِكونَ ).

وقال عزّ وجلّ:

( وَما كانَ  لِمُؤْمِن وَلا مُؤْمِنَة إذا قَضى اللهُ وَرَسولُهُ أمْراً أنْ يَكونَ لَهُمُ الخِيَرَةُ مِنْ أمْرِهِمْ ).

وقال:

( ما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمونَ أمْ لَكُمْ كِتابٌ فيهِ تَدْرُسونَ أنَّ لَكُمْ فيهِ لَما تَخَيَّرونَ أمْ لَكُمْ أيْمانٌ عَلَيْنا بالِغَةٌ إلى يَوْمِ القِيامَةِ أنَّ لَكُمْ ما تَحْكُمونَ سَلـْهُمْ ألَهُمْ بِذلِكَ زَعيمٌ أمْ لَهُمْ شُرَكاءٌ فَلـْيَأتوا بِشُرَكائِهِمْ إنْ كانوا صادِقينَ ).

وقال عزّ وجلّ:

( أفَلا يَتَدَبَّرونَ القُرْآنَ أمْ عَلى قُلوب أقْفالُها ).

أم:

( طَبَعَ اللهُ عَلى قُلوبِهِمْ فَهُمْ لا يَفْقَهونَ ).

أم:

( قالوا سَمِعْنا وَهُمْ لا يَسْمَعونَ إنَّ شَرَّ الدَّوابِّ عِنْدَ اللهِ الصُّمُّ البُكْمُ الَّذينَ لا يَعْقِلونَ وَلَوْ عَلِمَ اللهُ فيهِمْ خَيْراً لأسْمَعَهُمْ وَلَوْ أسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضونَ ).

أم:

( قالوا سَمِعْنا وَعَصَيْنا ).

بل هو:

( فَضْلُ اللهِ يُؤْتيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللهُ ذو الفَضْلِ العَظيمِ ).

فكيف لهم باختيار الإمام ؟ والإمام عالم لا يجهل ، وراع لا ينكل ، معدن القدس والطهارة والنسك والزهادة والعلم والعبادة ، مخصوص بدعوة الرسول (صلى الله عليه وآله) ... نامي العلم كامل الحلم ، مضطلع بالإمامة عالم بالسياسة ، مفروض الطاعة ، قائم بأمر الله عزّ وجلّ ، ناصح لعباد الله حافظ لدين الله ، إنّ الأنبياء والأئمة صلوات الله عليهم يوفّقهم الله ويؤتيهم من مخزون علمه وحكمه ما لا يؤتيه غيرهم ، فيكون علمهم فوق علم أهل الزمان في قوله تعالى:

(أفَمَنْ يَهْدي إلى الحَقِّ أحَقُّ أنْ يُتَّبَعَ أمَّنْ لايَهْدي إلاّ أنْ يُهْدى فَمالَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمونَ).

ـ إلى آخر الحديث الشريف ، فراجع ـ.

     أقول: سيّدي ومولاي ، بأبي أنت واُمّي ونفسي وأهلي ، إذا كان أمر الإمامة هكذا ، ويعجز الناس بكلّ طبقاتهم عن وصف شأن من شأن الإمام (عليه السلام) ، أو فضيلة من فضائله ، فكيف يوصف بكلّه أو ينعت بكنهه أو يفهم شيء من أمره ؟ ! إذا كان هو بمنزلة النجم بعيداً عن يد المتناولين ووصف الواصفين ! فكيف بالولاية العظمى فإنّها من الصعب المستصعب الذي لا يتحمّله إلاّ ملك مقرّب أو نبيّ مرسل أو مؤمن امتحن الله قلبه بالإيمان ، وأنّى لنا أن نعرف الولاية وندرك حقيقتها وجوهرها ؟ ! هيهات هيهات ...

وإذا عرفنا الشيء القليل ( وَما اُوتيتُمْ مِنَ العِلـْمِ إلاّ قَليلا ) فإنّما هو ببركة
كتاب الله الكريم ، فإنّ الله سبحانه وتعالى بلطفه الجسيم دلّنا على عظمة الولاية وأرشدنا إليها ، إنّما هو بلطف ما جاء في سنّة نبيّنا الأكرم محمد (صلى الله عليه وآله) ، فإنّه كلّمنا على قدر عقولنا ، فأظهر بعض الحقائق عن الولاية ، وأشار إلى بعض آثارها القدسيّة في الدنيا والآخرة ، إنّما هو بلطف ما جاء في أقوال وروايات أئمتنا الأطهار أهل بيت رسول الله (عليهم السلام) ، فهم الذين عرّفونا الشيء النزير عن بعض مقاماتهم النورانيّة ، ووجودهم القدسي ، وأنّ الولاية جوهرة كنهها الربوبيّة ، وأ نّها تجلّيات أسماء الله الحسنى وصفاته العليا ، وأ نّه لا فرق بينهم وبين الله إلاّ أ نّهم (عليهم السلام)عباد الله المكرمون ، كما جاء في التوقيع الشريف من الناحية المقدّسة صاحب الزمان (عليه السلام)ـ من أدعية شهر رجب ـ: «اللهمّ إنّي أسألك بمعاني جميع ما يدعوك به ولاة أمرك المأمونون على سرّك المستبشرون بأمرك الواصفون لقدرتك المعلنون لعظمتك ، أسألك بما نطق فيهم من مشيّتك جعلتهم معادن لكلماتك وأركاناً لتوحيدك وآياتك ومقاماتك التي لا تعطيل لها في كلّ مكان يعرفك بها من عرفك ، لا فرق بينك وبينها إلاّ أ نّهم عبادك وخلقك فتقها ورتقها بيدك بدؤها ورتقها بيدك ، بدؤها منك وعودها إليك ، أعضاد وأشهاد ومناة وأذواد وحفظة وروّاد ، فبهم ملأت سمائك وأرضك حتّى ظهر أن لا إله إلاّ أنت ، فبذلك أسألك وبمواقع العزّ من رحمتك وبمقاماتك وعلاماتك أن تصلّي على محمد وآله وأن تزيدني إيماناً وتثبيتاً ...»[679].

فالإيمان بمثل هذا من الولاية ، ومن نتائجها وآثارها ـ كما استخلصنا ذلك من الروايات المذكورة في رسالتنا هذه ـ أنّ الإنسان في الآخرة مع من يتولّى ، وأنّ الولاية هي القرب من الله وإلى الله جلّ جلاله ، وأ نّها الحشر مع أوليائه ، وأ نّها الإمامة ، البشرى والبشارة ، النجاة ، الإيمان ، الإخلاص ، الدين الحنيف ، الطريقة
المثلى ، العقبة ، تاركها في النار ، وأ نّه كافر ، نزلت من الله ، ولا يجوز إعطاء الزكاة لغير أهل الولاية ، فإنّ الله أوجبها ، وإنّ من يخالفها يقترف الذنوب ، وإنّها شرف العبد ، الحقّ ، الأمانة ، عدم الحرج ، النور ، الفرض ، الموعظة ، الاستقامة ، النعيم ، الشكر ، حبل الله ، الهداية ، الأقوم ، كلمة التقوى ، التذكرة ، ذكر الله ، إحدى الكبر ، النبأ العظيم ، المحبّة ، إتمام النعم ، الحسنة ، أصحاب الجنّة ، قدم صدق ، الوصيّة بالحقّ ، آخر فريضة ، خير العمل ، سنّة الله ، التلقين ، طائر العنق ، الخيرات ، الميثاق ، فطرة الله ، الهلاك لتاركها ، الإسلام ، الصلاة ، الأفضل ، البراءة من أعداء الله ورسوله ، التوبة ، عدم الرخصة فيها ، وجوبها على الخلائق ، تاركها يحبط عمله ، الفرح ، إنّها في التوراة ، في الدنيا والآخرة ، من الرحم ، كبيرة إلاّ على الخاشعين ، زيادة الفضل ، لا انفصام لها ، واجبة ، رضا الربّ ، التسليم ، لا يقع مكانها شيء ، لا ينفع مكانها شيء ، بيوت الأنبياء ، دين الحقّ ، إنكارها السيّئة ، بها يرفع العمل الصالح إلى الله سبحانه ، ولاية الله ، ولاية الرسول ، من قبلها يُسقى من حوض الكوثر ، الطهارة ، الشفاء ، الفوز ، دخول الجنّة ، نعمة الله ، شرف الأولياء ، دفع الشين ، صبغة الله ، الراضية المرضيّة ، لا يقبل عمل إلاّ بها ، القيام لله ، التقوى ، الصدق بالحسنى ، عهد الله ، الشهادة ، إتمام التوحيد ، العروة الوثقى ، الاستراحة ، اليسر ، الرشد ، قبول النبوّة ، الإكرام ، الزلفة ، إعلاء الكعب ، محو الذنوب ، إظهار معالم الدين ، قبول الطاعات ، إتمام الكلمة ، الإكرام ، أمر الله ، الديانة ، أمر الرسول ، إكمال الدين ، رجاء الجنّة ، مضاعفة الحسنات ، الاستغاثة ، السلامة ، إتمام النور ، الوفاء بالعهد ، شرح الصدر ، الاعتصام ، الصلاح ، مقام العائذ بالله ، بطلان الأعمال لمن لم يقرّ بها ، إنّها الحسنى ، عهد النبيّين ، سبيل الله ، العذاب لتاركها وأ نّه أعمى ، طاغوت ، وبالولاية كلّم الله موسى ، فإنّها خير ممّـا يجمع ، وهي الجواز على الصراط ، السعادة ، الصراط المستقيم ، سنّة النبيّ ، غفران الذنوب ، الاعتصام من الذنوب ، استغفار الملائكة ، ما بعث الله نبيّاً إلاّ بالولاية ، والضلالة عدم الإيمان بالولاية ، الشرك بالله الشرك بالولاية ، اللعن على من ترك الولاية ، فإنّها فكّ الرقاب من النار ، إتمام الإيمان ، خير العاقبة ، الاُمّة المرحومة ، ولم يأتِ بالولاية لم يسأل عن شيء فهو في النار ، ومن آثارها الحشر مع الأئمة (عليهم السلام) ، الأمن من المخاوف ، لعنة الله لمن كذب بالولاية ، كلّ بقعة إنّما هي طيّبة بالولاية ، والظلم هو تكذيب الولاية ، فإنّها دار الكرامة ، السلامة في الدنيا ، الضمان ، أوثق عرى الإيمان ، الفلاح ، الربح ، عدم الهلاك وعدم الإبادة ، الروح والراحة ، حرّمت النار على من قبل الولاية ، إنّها نيل أركان العرش ، الرحمة ، العزّ ، الختم بالمغفرة ، الإحسان ، البراءة من النار ، سلامة القيامة ، هادياً مهدياً ، الاهتداء ، الأمان ، لقاء الله ، ولوج الجنّة بغير حساب ، الأمن من حرّ نار جهنّم ، جمع الخير ، العتاد والزاد ، الحجّة ، المعرفة ، الحياة ، التوفيق ، حضور رسول الله ، الثبات ، الجنان ، الشرف ، الأمل ، لا يضرّ مع الولاية ذنب ، فإنّها أعظم الفرائض ، سقاية الله ، فضل الله ، الكرامة ، سطع الأنوار ، أهل الولاية مرحون ، وإنّها العبودية ، الشفاعة ، خلاص الله ، حبّ الله ، الشرافة ، الخشوع ، من أهل البيت كالجسد الواحد ، إنّها درك المذنب استغفار الأئمة (عليهم السلام) ، فإنّها الكلم الطيّب ، سرّ الله ، أعظم المعاصي منابذة الولاية ، وأ نّها البشرى بالنعيم ، الرؤيا الصالحة ، إشراق الوجه يوم القيامة ، الحشر مع المتّقين ، مدح الله وحبّه ، حزب الله ، عدم العذاب الإلهي ، محبّة الرسول ، الماء الغدق ، زينة الآخرة ، فخر المؤمن ، إجابة المضطرّ ، القنطرة الاُولى يوم القيامة ، قدم صدق ، خير الآخرة ، فكّ رقبة ، مغفرة الربّ ، عقاب الله لمنكرها ، وإنّها النبأ العظيم ، الحكمة ، الودّ ، القرآن ، إخلاص الشهادة ، الدرجات يوم القيامة ، أمان من النار ، الحسرة لتارك الولاية ، وإنّها لفي زبر الأوّلين ، الشقاء لمن ترك الولاية ، أكل الكفّ يوم القيامة على التفريط في الولاية ، تاركها مستكبر ، وأ نّها حياة القلوب ، تمام الإسلام ، جمع الاُمور ، حصن الله ، الدين ، كانت في كتاب موسى ، مكتوبة في صحف
الأنبياء ، من السماء ، تارك الولاية مارق ، وأ نّها خير ثواباً وخيرٌ عقباً ، خير من اللهو ، الكرّة ، أعظم الفتن ، تارك الولاية ملعون ، وأ نّها طيب الخلق ، توقّف الأعمال على الولاية ، تارك الولاية يحبط عمله ، وأ نّها الحصن والمعقل ، منكر الولاية خالد في النار ، جاحد الولاية كافر ، تارك الولاية ناكب عن الصراط ، وأ نّها أعظم نعم الله على خلقه ، الغناء ، لا ينفع العمل إلاّ بالولاية ، وأ نّها السرور ، آلاء الله ، التأخير عن السقر، أوّل ما يسأل ، قطب القرآن ، من جحد الولاية كان مرّاً وملحاً ، قبول الولاية طهارة وطيب وعذوبة ، وأ نّها خمرة الطين ، طهارة القلب ، درك الولاية بالعمل الصالح والورع والاجتهاد، الويل لمنكر الولاية ، وأ نّها العلم ، وجوب الولاية ، تارك الولاية مبغوض عند الله ، وهو منافق ، أصمّ وأعمى ، أضلّه الله ، أفك عن الجنّة ، مشرك وكافر ، ضالّ ومضلّ ، خائب وخاسر ، والولاية رواية الفضائل ، جنّات النعيم ، خير البريّة ، سبب للنجاة ، علماً على طيب المولد ، عرضت على إبراهيم الخليل ، فرضت على الخلق ، فرض على كلّ مسلم ومسلمة ، وفضيلة ، حقّ اليقين ، الموت في سبيل الله ، خير عاقبة ، يسأل عنها في القبور ، يسأل عنها يوم القيامة ، بئر معطّلة ، صعب مستصعب ، عرض على الاُمم الماضية ، كلمة الله ، جنّة الله جلّ جلاله.

هذه قطرات من غيث الولاية وآثارها في الدارين ، وغرفات من بحار أنوارها في السماوات والأرضين ، وغيض من فيض ... فهذه هي الولاية.

الكافي بسنده عن عبد الرحمن بن كثير قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله تعالى: ( هُنالِكَ الولايَةُ للهِ الحَقِّ ) ، قال: ولاية أمير المؤمنين (عليه السلام).

فولاية الله هي ولاية أمير المؤمنين عليّ (عليه السلام) ، وبولايته تعالى يفعل ما يشاء في الخلق الذي منه تعرّفه لعباده ، فتعرف الله لخلقه إنّما يكون بعليّ أمير المؤمنين وأولاده الطاهرين (بنا عرف الله) ، فكانوا معادن لكلمات الله ، وأركاناً لتوحيده وآياته ومقاماته وأسراره ، التي لا تعطيل لها في كلّ مكان ، يعرف الله بها من عرفه ، لا فرق بينهم وبينه إلاّ أ نّهم عباده وخلقه ، فتقها ورتقها بيده . فبهم ملأ الله سماءه وأرضه ، حتّى ظهر أن لا إله إلاّ الله سبحانه وتعالى[680].

فهم (عليهم السلام)أسماء الله الحسنى ، والتي لا يقبل الله من العباد عملا إلاّ بمعرفتهم ، والولاية باطن النبوّة ، وهي مظهر التوحيد والوحدانيّة ، فولايتهم ولاية الله . وهم الواسطة الرحمانية والرحيمية في إيصال الفيوضات الإلهيّة منه تعالى إليهم ، فهم اُمناء الرحمن على الخلق ، وأ نّهم أفضل الخلق بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، لما ثبت أنّ النبيّ الأعظم أفضل الخلق ، وأنّ أمير المؤمنين عليّ (عليه السلام) نفسه ، بنصّ آية المباهلة ، من قوله تعالى: ( وَأنْفُسَنا ) ، والمراد من المماثلة في الفضيلة لا في الاتحاد ، ومماثل الأفضل أفضل ، فيكون عليّ أفضل الخلق بعد النبيّ ، وما يجري لأمير المؤمنين (عليه السلام)يجري لولده الأحد عشر الأطهار ، كما صرّحت به كرائم الأخبار ، كما مرّ.

والولاية حقيقة كلّية ، وصفة إلهية ، وشأن من الشؤون الذاتية التي تقتضي الظهور ( وَاللهُ هُوَ الوَلِيُّ الحَميد ).

وهذه الولاية تجلّت في الأنبياء والأوصياء والأولياء بما لهم من القابليات والدرجات باعتبار القرب والبعد والكمال والنقص والشدّة والضعف . والتجلّي الأعظم كان في محمّد وآل محمّد (عليهم السلام) ، فهم أتمّ مظاهر الله في أسمائه الحسنى وصفاته العليا ، فولايتهم ولاية الله سبحانه.

ودائرة الولاية العظمى أتمّ وأكبر من دائرة النبوّة التشريعية المسمّى بالرسالة الموقّتة بزمان التبليغ ، فكلّ نبيّ وليّ ولا عكس ، كما أنّ النبوّة قد اختتمت دون الولاية فهي دائمة ، كما أنّ الوليّ اسم من أسماء الله دون النبيّ . فالولاية من آثار الصفات الذاتية من القدرة والعلم ونحوهما ، فهي دائمة ومستمرّة ، ولا يمكن الوصول إلى الحضرة الإلهية إلاّ بالولاية ، فهي باطن النبوّة ، وإنّ الوليّ هو الذي فنى في الحقّ تعالى وبقي به ، وبهذا الفناء يطّلع على الحقائق الإلهيّة ، فليس له شأن غير الشأن الإلهي ، وهو الاسم الأعظم ، وهذا مختصّ بمحمّد وآله (عليهم السلام) ، والتي تسمّى بالحقيقة المحمّدية التي هي مظهر الولاية الإلهيّة ، وهي باطن الاُلوهيّة.

وكلّهم نور واحد (إنّ أرواحكم ونوركم واحدة ، طابت وطهرت بعضها من بعض ، خلقكم الله أنواراً ، فجعلكم بعرشه محدقين ، حتّى منّ علينا بكم فجعلكم في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه ...

فكلّهم نور واحد ، واختلافهم في ظهور أوصاف حقيقتهم الأصلية ، وهي الولاية المطلقة المحمّدية كما ورد في الخبر الشريف: (أوّلنا محمّد ، وأوسطنا محمّد ، وآخرنا محمّد ، وكلّنا محمّد) . فهم نور واحد بالسنخ ، والاختلاف إنّما هو بالشؤون والظهورات على حسب اقتضاء الحكمة الإلهيّة البالغة.

فالولاية الإلهى ثابتة للرسول الأعظم وللأئمّة الأطهار (عليهم السلام) بالنحو الأتمّ والأكمل ، أمّا لغيرهم من الأنبياء والأوصياء ، فهي ثابتة لكلّ بحسب مقامه ودرجته ، كما في قوله تعالى: ( تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْض ) ، وأمّا غير الأنبياء والأوصياء من سائر الناس ـ الذكر والاُنثى ـ فلهم الصعود إلى قمّة الكمال ، والوصول إلى مقام الولاية الإلهية ، بمقدار توفيق الله وسير السالك وعبوديّته لله سبحانه ، فينتقل الإنسان السالك من عالم الشهادة إلى عالم الغيب ، من الناسوت إلى الملكوت ، فيشاهد بنور الله أنوار الجمال والجلال ، وهذه هي الولاية التي ندعو الناس إليها بالحكمة والموعظة الحسنة ( قَدْ جاءَكُمْ نورٌ مِنَ اللهِ وَكِتاب مُبين ).

والولاية لغةً: بالفتح بمعنى الربوبية والنصرة والمحبّة ، وبالكسر بمعنى الإمارة والتولية والسلطنة ، وأولى بالغير من نفسه . وأصل الكلمة من القرب ، وتشعر بالتدبير والقدرة والفعل ، فالوليّ القريب ... وجاء بمعنى المحبّ والصديق والنصير والمالك والعبد والمنعم والمنعم عليه والناصر والصاحب والتابع والنزيل والشريك والجار والحليف وغير ذلك ، فهو من المشترك ولا بدّ في حمله على أحد معانيه من قرينة معيّنة حالية أو مقالية.

والولاية قد تطلق على غير الأئمة (عليهم السلام)من سائر الشيعة فيقال هم أهل الولاية بمعنى المحبّ أو التابع أو الناصر ، وأهل الاعتقاد بإمامة الأئمة الأطهار وولايتهم (عليهم السلام).

وقد تطلق على الأئمة (عليهم السلام)فهم أهل الولاية ، بمعنى التدبير والرئاسة العامة في الدين والدنيا ، وتولّي الاُمور في عالمي التشريع والتكوين ، فإنّها على قسمين: الولاية التشريعية بمعنى أنّ لهم الآمرية والناهوية الشرعية ، فزمام أمر الشرع والسياسة وتدبير اُمور المسلمين مطلقاً بيدهم (عليهم السلام) بعد النبيّ المختار (صلى الله عليه وآله) ، والولاية التكوينية وهي ثابتة بالآيات والأحاديث الشريفة ، وهي عبارة عن باطن النبوّة المطلقة ، وهي التي عرضت لجميع المخلوقين ، وهي الصورة الإنسانية التي تسمّى بالحقيقة المحمّدية والإنسان الكامل ، هي أكبر حجج الله على خلقه ، وهو الكتاب الذي كتبه بيده ، وهو يجمع صور العالمين ، وهو النسخة المختصرة من اللوح المحفوظ ، وهو الجسر الممدود بين الجنّة والنار ، وقد كانت هذه الولاية في النبيّ والوصيّ وهما فاتحها وخاتمها . فحقيقتها الرتق والفتق في المولى عليه ، أي كلّ ما سوى الله سبحانه ، بإمساكه عمّـا عليه وجريه فيما له ، بلطف وإذن من الله سبحانه . فقضى جلّ جلاله أن يكون له خليفة ووليّ في رعاية مخلوقاته ، ومقادير الاُمور ، فخلع عليه جميع أسمائه وصفاته ، فالوليّ واسطة بين الخالق والمخلوق ، سمعاً من الله ، ولساناً إلى الخلق ، فلقلب النبيّ بابان باب مفتوح إلى عالم الملكوت ، وباب مفتوح إلى عالم الناسوت ، فيسمع من الله عزّ وجلّ ، ويلقي على الناس لهدايتهم وإرشادهم.

ويقال في الفرق بين النبوّة والولاية: أنّ النبوّة وضع الآداب الناموسية والولاية كشف الحقائق الإلهية ، فكلّ نبيّ وليّ ولا عكس ، فالنبيّ كالمرآة لها وجهان ، وجه إلى الحقّ ووجه إلى الخلق ، فولايته باعتبار وجهه إلى الحقّ ، ونبوّته من وجهه إلى الخلق.

وقيل: النبوّة وضع الحجاب والولاية رفع الحجاب ، وقيل: الوليّ هو المطّلع على الحقائق الإلهيّة ، ومعرفة ذاته تعالى وصفاته وأفعاله ، كشفاً وشهوداً من الله خاصّة ، من غير واسطة ملك أو بشر ، وقيل: من تثبت له التصرّف في العالم العنصري وتدبيره بإظهار الكمالات فيه.

وقيل: الولاية هي قيام العبد بالحقّ عند الفنا عن نفسه ، وعند ذلك يتولّى الحقّ إيّاه ، حتّى يبلغه مقام القرب والتمكين ، والولاية أبدية والنبوّة منقطعة بقوله (صلى الله عليه وآله): (لا نبيّ بعدي).

فما ذكرناه من الأحاديث الشريفة في ولاية الرسول الأكرم محمّد (صلى الله عليه وآله) والأئمة الاثني عشر خلفائه وأوصيائه من بعده ، وفاطمة الزهراء سيّدة النساء (عليهم السلام) ، إنّما هو إشارة إلى هذه الولاية العظمى التي يمكن أن يدركها البشر بحسب طاقته ولما ورد عنهم (عليهم السلام) ، وإلاّ فكما ورد عن الصادق (عليه السلام)في حديث جابر في قوله (عليه السلام): (يا جابر ما سترنا عنكم أكثر ممّـا أظهرنا لكم) فما نقوله في مقامهم ومنزلتهم معشار عشر.

وقد ورد من بيان الأئمة الأطهار (عليهم السلام) في ولايتهم المطلقة التكوينية ببيان آثارها علماً أو عملا ، وهي أكثر من أن تحصى ، كما وقع ذلك للأنبياء وأخبر القرآن الكريم[681] ، فالأئمة لهم الولاية المطلقة ، وآتاهم الله ما لم يؤتِ أحداً من العالمين ، وبلغ بهم أشرف محلّ المكرمين ، وأعلى منازل المقرّبين ، وأرفع درجات المرسلين ، حيث لا يلحقه لاحق ، ولا يفوقه فائق ، ولا يسبقه سابق ، ولا يطمع في إدراكه طامع ، حتّى لا يبقى ملك مقرّب ، ولا نبيّ مرسل ، ولا صدّيق ولا شهيد ولا عالم ولا جاهل ولا دنيّ ولا فاضل ولا مؤمن صالح ولا فاجر طالح ولا جبّار عنيد ولا شيطان مريد ولا خلق فيما بين ذلك شهيد ، إلاّ عرّفهم جلالة أمرهم ، وعظم خطرهم ، وكبر شأنهم ، وتمام نورهم ، وصدق مقاعدهم ، وثبات مقامهم ، وشرف محلّهم ، ومنزلتهم عند ربّهم ، وكرامتهم عليه ، وخاصّتهم لديه ، وقرب منزلتهم منه ، فمن أراد الله بدأ بهم ، ومن وحّده قبل عنهم ، ومن قصده توجّه بهم ...

فهم (عليهم السلام)بيت النبوّة ، ومعدن الرسالة ، ومختلف الملائكة ، ومهبط الوحي ، ومعدن الرحمة ، وخزّان العلم ، ومنتهى الحلم ، واُصول الكرم ، وقادة الاُمم ، وأولياء النعم ، وعناصر الأبرار ، ودعائم الأخيار ، وساسة العباد ، وأركان البلاد ، وأبواب الإيمان ، واُمناء الرحمن ، وسلالة النبيّين ، وصفوة المرسلين ، وعترة خيرة ربّ العالمين ، أئمة الهدى ، ومصابيح الدجى ، وأعلام التقى ، وذوي النهى ، واُولى الحجى ، وكهف الورى ، وورثة الأنبياء ، والمثل الأعلى ، والدعوة الحسنى ، وحجج الله على أهل الدنيا والآخرة والاُولى ، محالّ معرفة الله ، ومساكن بركته ، ومعادن حكمته ، وحفظة سرّه ، وحملة كتابه ، وأوصياء نبيّه ، وذرّية رسوله ، الدعاة إلى الله ، والأدلاّء على مرضاته ، والمستقرّين في أمر الله ، والتامّين في محبّته ، والمخلصين في توحيده ، والمظهرين لأمره ونهيه ، القادة الهداة ، والسادة الولاة ، والذادة الحماة ، وأهل الذكر ، واُولى الأمر ، وبقيّة الله وخيرته ، وحزبه وعيبة علمه ، وحجّته وصراطه ، ونوره وبرهانه ، الأئمة الراشدون المهديّون المعصومون المكرّمون المقرّبون المتّقون الصادقون المطيعون لله ، القوّامون بأمره ، العاملون بإرادته ، الفائزون بكرامته ، اصطفاهم بعلمه ، وارتضاهم لغيبه ، واختارهم لسرّه ، واجتباهم بقدرته ، وأعزّهم بهداه ، وخصّهم ببرهانه ، وانتجبهم لنوره ، وأيّدهم بروحه ، ورضيهم خلفاء في أرضه ، وحججاً على بريّته ، وأنصاراً لدينه ، وحفظة لسرّه ، وخزنة لعلمه ، ومستودعاً لحكمته ، وتراجمة لوحيه ، وأركاناً لتوحيده ، وشهداء على خلقه ، وأعلاماً لعباده ، ومناراً في بلاده ، وأدلاّء على صراطه ، عصمهم الله من الزلل ، وآمنهم من الفتن ، وطهّرهم من الدنس ، وأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً.

فالراغب عنهم مارق ، واللازم لهم لاحق ، والمقصّر في حقّهم زاهق ، والحقّ معهم وفيهم ومنهم وإليهم، وإياب الخلق إليهم ، وحسابهم عليهم ، فهذه هي الولاية..

فمن والاهم فقد والى الله، ومن عاداهم فقد عادى الله ، ومن أحبّهم فقد أحبّ الله ، ومن أبغضهم فقد أبغض الله ، ومن اعتصم بهم فقد اعتصم بالله ، فهم الصراط الأقوم ، سعد من والاهم ، وهلك من عاداهم ، وخاب من جحدهم ، وأنكر فضائلهم ومناقبهم ، وضلّ من فارقهم ، فمن اتّبعهم فالجنّة مأواه ، ومن خالفهم فالنار مثواه ، ومن جحدهم كافر، ومن حاربهم مشرك، ومن ردّ عليهم في أسفل درك من الجحيم.

اُشهدكم يا مواليّ ويا سادتي في الدنيا والآخرة ، أ نّي مؤمن بم ، وبما آمنتم به ، كافر بعدوّكم ، وبما كفرتم به ، مستبصر بشأنكم ، وبضلالة من خالفكم ، موال لكم ولأوليائكم ، مبغض لأعدائكم ومعاد لهم ، سلمٌ لمن سالمكم وحربٌ لمن حاربكم ،
محقّق لما حقّقتم ، ومبطل لما أبطلتم ، مطيع لكم ، عارف بحقّكم ، مقرّ بفضلكم ، محتمل لعلمكم ، محتجب بذمّتكم ، معترف بكم ، مؤمن بإيابكم ، مصدّق برجعتكم ، منتظر لأمركم ، مرتقب لدولتكم ، آخذ بقولكم ، عامل بأمركم ، مستجير بكم ، زائر لكم ، لائذ عائذ بقبوركم ، مستشفع إلى الله عزّ وجلّ بكم ، ومتقرّب بكم إليه ، ومقدّمكم أمام طلبتي ، وحوائجي وإرادتي ، في كلّ أحوالي واُموري ، مؤمن بسرّكم وعلانيتكم ، وشاهدكم وغائبكم ، وأوّلكم وآخركم ، ومفوّض في ذلك كلّه إليكم ، ومسلّم فيه معكم ، وقلبي لكم سلم ، ورأيي لكم تبع ، ونصرتي لكم مُعدّة ، حتّى يحيي الله تعالى دينه بكم ، ويردّكم في أيامه ، ويظهركم لعدله ، ويمكّنكم في أرضه ، فمعكم معكم لا مع غيركم أبداً ما بقيت وبقي الليل والنهار.

آمنت بكم ، وتولّيت آخركم بما تولّيت به أوّلكم ، وبرأت إلى الله عزّ وجلّ من أعدائكم ، ومن الجبت والطاغوت ، والشياطين وحزبهم الظالمين لكم ، الجاحدين لحقّكم ، والمارقين من ولايتكم ، والغاصبين لإرثكم ، الشاكّين فيكم ، المنحرفين عنكم ، ومن كلّ وليجة دونكم ، وكلّ مطاع سواكم.

ثبّتني الله وأهل بيتي ونسلي جيلا بعد جيل ، وجميع عشيرتي وأقربائي وأصدقائي وإخواني المؤمنين والمؤمنات ، في مشارق الأرض ومغاربها أبداً ، على موالاتكم ، وولايتكم ، ومحبّتكم ، ودينكم ، ومذهبكم ، ووفّقنا لطاعتكم ، ورزقنا شفاعتكم ، وجعلنا من خيار مواليكم ، التابعين لما دعوتم إليه ، وجعلنا ممّن يقتصّ آثاركم ، ويسلك سبيلكم ، ويهتدي بهداكم ، ويُحشر في زمرتكم ، ويكرّ في رجعتكم ، ويملّك في دولتكم ، بظهور مولانا صاحب الزمان (عليه السلام) ، ويشرّف في عافيتكم ، ويمكّن في أيامكم ، وتقرّ عينه غداً برؤيتكم ورؤية إمامنا المنتظر الحجّة الثاني عشر عجّل الله فرجه الشريف.

ساداتي ومواليّ يا أ يّها الرسول الأعظم محمّد ، و يا آل المصطفى ، لا نُحصي ثناءكم ، ولا نبلغ من المدح كنهكم ، ومن الوصف قدركم ، وكلّما قالوا وقلنا ويقولون إنّما هو معشار عشر ، ومن يقدر أن ينزح ماء البحار ؟ هيهات هيهات ... فاز الفائزون بولايتكم ، وعلى من جحد ولايتكم غضب الرحمن.

جعل الله سبحانه صلواتنا عليكم ، وما خصّنا به من ولايتكم ، طيباً لخلقنا ، وطهارةً لأنفسنا ، وتزكيةً لنا ، وكفّارة لذنوبنا ، فكنّا عنده مسلمين بفضلكم ، ومعروفين بتصديقنا إيّاكم ، فبكم فتح الله وبكم يختم.

وعليكم صلوات الله وبركاته ورحمته أبد الآبدين وكما أنتم أهله.

اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد الفُلك الجارية ، في اللجج الغامرة ، يأمن من ركبها ، ويغرق من تركها ، المتقدّم لهم مارق ، والمتأخّر عنهم زاهق ، واللازم لهم لاحق.

اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد الكهف الحصين ، وغياث المضطرّ المستكين ، وملجأ الهاربين ، وعصمة المعتصمين.

اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد صلاةً كثيرةً زاكيةً وافيةً طيّبةً خالدة ، تكون لهم رضاً ، ولحقّ محمّد وآل محمّد أداءً وقضاءً بحول وقوّة منك يا ربّ العالمين.

اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد الطيّبين الأبرار الأخيار ، الذين أوجبت حقوقهم ، وفرضت طاعتهم وولايتهم ومودّتهم.

اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد واعمر قلوبنا بطاعتك ، ولا تخزنا بمعصيتك ، واجعل محيانا محيا محمّد وآل محمّد ، ومماتنا مماتهم ، وارزقنا في الدنيا زيارتهم ، وفي الآخرة شفاعتهم ، واحشرنا في زمرتهم ، وأمتنا على ولايتهم ، وارزقنا الشهادة في سبيلهم ، سبيل الله جلّ جلاله.

وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين .   

بسم الله الرحمن الرحيم

المؤسسة  الإسلامية  العامة  للتبليغ  والإرشاد
خطوة  إسلامية  مباركة

في خضمّ الصراعات المتعدّدة الذي تعيشه الاُمم في ماضيها وحاضرها ، يبرز الصراع الثقافي كمحور أساسي لها ، وكمحرّك مهم في دعم القضايا والأهداف التي تدور حولها تلك الصراعات ، وما ذلك إلاّ للأثر العميق الذي تتركه الثقافة في اتّجاهها السلبي والإيجابي على الإنسان ، ولأ نّها العنصر الأساسي الذي يتحدّد على ضوءه وجود كيان المجتمع ، ويعطي ملامح حاضره ومستقبله.

ولذلك اعتبرت الثقافة المنحرفة من أشدّ التحدّيات التي واجهت اُمّتنا الإسلامية باعتبارها هجمة قاسية على أصالة الاُمّة ورسالتها وكيانها وعقيدتها ، بل إنّ خطر كلّ غزو للاُمّة ليتضاءل أمام خطر الغزو الثقافي ، لأ نّه اغتصاب للعقل النيّر واحتلال لأرض النفوس من أجل اقتلاع الورود وزرع الأشواك مكانها.

ولأهمّية الموضوع وحساسيّته ، فقد اهتمّ الإسلام بالمسألة الثقافية ، وحظيت برعايته ، باعتبارها أساس عملية التغيير الشامل ، ولأنّ طريق إصلاح الاُمّة لا بدّ أن يمرّ عبر نشر الثقافة الصحيحة ، ولمّـا كان الإسلام دين الحياة والنجاة ، فلم يقتصر بتعاليمه على ما يسعد الإنسان في الدنيا فقط ، وإنّما ذهب ليغطّي كلّ احتياجات الإنسان التي تأخذ بيده إلى ساحل السعادة في الدارين ، وبما يسمو به ويتكامل ليحتلّ الموقع الرفيع الذي يؤدّي من خلاله دوره الربّاني في الحياة الإنسانيّة وإضفاء المعاني الحقيقيّة التي من أجلها خلق ، ولأجله وضعت.

ولقد لعبت الثقافة الإسلامية في صدر الإسلام الدور البارز والمعروف في صنع الإنسان الجديد ، فقد بدّلت الثقافة الجاهليّة السائدة آنذاك والتي بنت أساسها على القيم الفاسدة والعادات المتخلّفة والقوانين الظالمة ، لتحلّ محلّها القيم الفاضلة والعدل والمساواة والحرّية ولتفتح أمام العقل آفاق المستقبل بتحريره من القيود والأساطير والانحراف ، ولتقدّم بين يديه عقيدة التوحيد الكاملة والأخلاق الإسلامية الرائعة ونظم الحياة الشاملة ، فعاش المجتمع يومذاك ببركة النبيّ الأكرم محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم) أروع مرحلة تأريخية ، تفجّرت خلالها الطاقات البشريّة الكامنة وشاعت روح الاُخوّة والإيمان ، وشمّ الناس نسيم الحرّية ، وذاقوا طعم السعادة الصادقة.

وعندما ابتعد المسلمون عن دينهم وصدّ الكثير عن تعاليم نبيّهم ذاقوا وبال أمرهم بتسلّط الأعداء عليهم ، والسيطرة على مقدّراتهم ، والتحكّم برقابهم ، ونهب ثرواتهم ، والاعتداء على مقدّساتهم ، والاستهزاء والاستخفاف بهم ، وكاد الإسلام أن يضيع وتمحى معالمه لولا تصدّي أئمة الهدى (عليهم السلام) ، يلتفّ حولهم الأولياء الصالحون وهم يردّون الهجمة تلو الاُخرى ، ويحبطون المؤامرة تلو المؤامرة ، مقدّمين الغالي والنفيس من الأرواح والممتلكات ، ومتحمّلين للمصاعب والمشقّات والتشريد والإرهاب والسجن ، يحافظون على القرآن وتعاليمه الأصيلة بدفع الأباطيل ودحضها ، وبيان الحقائق وكشفها ، بما وهبهم الله من العلم الذي ورثوه عن نبيّ الإسلام (صلى الله عليه وآله وسلم) واختصّهم به ، فأمر النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)الاُمّة باتّباعهم والأخذ من منهلهم ، والارتواء من كوثرهم ، وعرّفهم بالثقل الثاني بعد القرآن العظيم ، قال (صلى الله عليه وآله وسلم): «إنّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا بعدي أبداً» ، كما وصفهم (صلى الله عليه وآله وسلم)بأ نّهم سفينة النجاة فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): «مثل أهل بيتي فيكم كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلّف عنها غرق» ، فأدّوا صلوات الله عليهم دورهم إمام بعد آخر ، حتّى إذا حان وقت غيبة قائمهم عجّل الله فرجه لم يترك الاُمّة دون أن تعرف لمن تعود وقت غيبته ، فعرّف العلماء الصالحين وأمر أبناء الاُمّة بالرجوع إليهم ، فقال عجّل الله فرجه: «فأمّا الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا ...» فاستقبل علماؤنا الأعلام وفقهاؤنا العظام هذا الواجب العظيم برحابة صدر ، وهمّة عالية ، وروح متفانية ، وإخلاص في النيّة ، ونهضوا بهذا العبء الثقيل لا تأخذهم في الله لومة لائم ، إحساساً منهم بالمسؤولية التي تقع على عاتقهم ، في حفظ الرسالة ونشر عقيدتها الغرّاء ، وبالفعل مارسوا هذا الدور بكلّ جدارة وصلابة وسهروا من أجله الليالي والأيام ، وقدّموا التضحيات تلو الاُخرى ، وجنى العالم أجمع من ثمار عطائهم وشهدت صنوف العلوم المختلفة بصمات أصابعهم ، وكان لهم في كلّ زاوية من أركان الأرض خطوة تنير الطريق وتمهّد سبل السعادة للآخرين ، ولا زال العالم يتذكّر الخدمات الجليلة لعلمائنا الأبرار مسطّرة في كتب التأريخ والسيرة ، وهي تبيّن عظمة تلك الأعمال في معطياتها ونتائجها الطيّبة والخيّرة على كلّ الأجيال ، ولم تقتصر على علم دون علم أو بلد دون آخر ، بل كانت كلّما اُتيحت الفرصة وتهيّئت الأسباب والإمكانيّات ولو بشكلها المحدود والبسيط ، فتشكّلت ببركة وجودهم هيئات ومؤسسات ذاع صيتها في كلّ مكان وشاع مجدها في كلّ زمان ، وكان على رأسها الحوزة العلميّة ، يختلف إليها عشّاق العلم من كلّ مكان لينهلوا من علوم أهل البيت (عليهم السلام) ، ويرتووا منها شراباً عذباً سائغاً للشاربين ، فتخرّج منها فطاحل العلماء ، بما يعجز القلم عن تعدادهم ووصفهم ، إلاّ أنّ كلّ أثر يدلّ على مؤثّره ، وكلّ علّة تدلّ على معلولها.


[678]راجع الكافي 1: 116 ، باب نادر جامع في فضل الإمام وصفاته.

[679]مفاتيح الجنان ، أعمال رجب: 134.

[680]جاء ذلك في دعاء رجب كما في مفاتيح الجنان ، فراجع.

[681]إذا أردت تفصيل ما ذكرته فراجع ( الأنوار الساطعة في شرح زيارة الجامعة ) لسماحة العلاّمة المحقّق الآية الشيخ جواد الكربلائي دام ظلّه 1: 282.

وبعدما تفجّرت الثورة الإسلامية في إيران بقيادة العلماء العظام والسيّد الإمام (قدس سره) ، تساندها الجماهير المؤمنة الملتفّة حول علمائها ، وجد في الساحة العالمية عموماً والإسلامية خاصة انعطافة تأريخية لم تمرّ البشرية بنظير لها ولم تشهد مثل أيامها ، إلاّ تلك الثورة الفريدة التي عاشها الناس أيام الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم)ووصيّه أمير المؤمنين (عليه السلام) ، فقد أعادت هذه الثورة للإسلام عزّه ومجده ، وأجّجت في النفوس روح التضحية والفداء ، وركّزت من جديد دعائم القيم الروحية والأخلاقية الكريمة ، وزرعت في النفوس الأمل في عودة شجرة الإسلام الأصيلة لتتفيّأ بظلالها الإنسانية في جوٍّ من الودّ والمحبّة والوئام.

هذه الصحوة الإسلامية كانت بمكان بحيث لا يمكن تغافله في كلّ مكان من العالم ، ممّا دفع الجموع الغفيرة من البشرية للسؤال والبحث حول الإسلام من أجل تفهّمه ومعرفة جوانبه المتعدّدة ، كما أ نّها ولّدت الاتّجاه والرغبة إلى تطبيق رسالة الإسلام في كثير من البلدان الإسلامية ، وقد لوحظت آثار هذه الصحوة الإسلامية على الرجل والمرأة على حدّ سواء وفي مختلف الطبقات الاجتماعية ، وبمختلف طوائفهم ومذاهبهم ، فأوجب ذلك على العلماء الكرام مضاعفة الجهد والسعي من أجل إيصال الثقافة الإسلامية ونشر تعاليم الدين الحنيف إلى كلّ المتعطّشين ، وبالفعل كانت هناك جهود مباركة متعدّدة ، تصدّى لإقامتها بعض العلماء الأفاضل ، تضمّنت إنشاء المجمّعات والمؤسّسات الخيرية والثقافية ، فكان من بينهم سماحة الاُستاذ الفقيه آية الله السيّد عادل العلوي دام ظلّه ، له اليد المباركة في تأسيس بعض المشاريع الخيرية ورعايتها ، ومنها (المؤسسة الإسلامية العامة للتبليغ والإرشاد) ، حيث نرى من اللازم تعريف القارىء الكريم بهذه المؤسسة المباركة التي لا تزال ـ بعون اللّه ولطفه ـ تواصل السير في أداء رسالتها الثقافية ومسؤوليتها في تبليغ الإسلام وإرشاد الناس في عصر الصحوة الإسلامية.

اُنشئت المؤسسة الإسلامية العامة للتبليغ والإرشاد في مدينة قم المقدسة في ذكرى ميلاد صاحب الأمر الحجّة الثاني عشر قائم آل محمّد (عليهم السلام) المصادف 15 شعبان سنة 1410 هجرية.

من أهدافها الرئيسية: بناء طلبة واعين ومبلّغين رساليين ونشر الإسلام الأصيل ومذهب أهل البيت (عليهم السلام) في كافة أرجاء المعمورة عن طريق طبع ونشر آلاف الكتب العقائدية والثقافية الإسلامية باللغات المختلفة ، وإرسالها إلى كلّ من يراسلها من جميع الأقطار والأمصار مجّاناً.

ومن هذا المنطلق قامت المؤسسة خلال (10) سنوات بالنشاطات التالية:

1 ـ طبعت ونشرت (60) رسالةً وكتاباً دينياً وإسلامياً في مختلف العلوم والفنون.

2 ـ تأسيس جماعة العلماء والخطباء في الكاظمية المقدّسة وبغداد.

3 ـ تأسيس مستوصف الإمام السجّاد (عليه السلام) الخيري في قم.

4 ـ إصدار صحيفة (صوت الكاظمين) الشهرية ، ومجلّة (الكوثر) العربية والإنكليزية ، نصف سنوية.

5 ـ أرسلت آلاف الكتب لمراسليها في أكثر من خمسة وأربعين دولة.

6 ـ فيها جمعية السؤال والجواب ، وقد اُسّست سنة 1398 هـ.

7 ـ إصدار مجلة (عشّاق أهل البيت (عليهم السلام)) ، فصلية بلغة الاُردو.

8 ـ إرسال مبلّغين.

أمّا ما طبع لها حتّى الآن فكما يلي:

1 ـ في رحاب الحسينيات ـ يدور البحث فيه عن أثر الحسينيات في مجتمعنا الإسلامي.

2 ـ الأثر الخالد في الولد والوالد ـ يبحث عن حقوق الوالد والولد وذلك من خلال الآيات والروايات.

3 ـ عقائد المؤمنين ـ يدور بحثه حول عقائد الشيعة على ضوء القرآن والسنّة والعقل.

4 ـ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ـ يبحث عن ضرورتهما على ضوء القرآن والسنّة والعقل.

5 ـ قبسات ـ موضوعه معالم من حياة آية الله العظمى السيّد النجفي المرعشي (قدس سره).

6 ـ تحفة الزائرين ـ الحديث فيه عن حياة الإمام الرضا (عليه السلام)ولمحة عن تأريخ خراسان ومشهد وبعض الزيارات.

7 ـ بهجة المؤمنين ـ في زيارات الأماكن المتبركّة في دمشق.

8 ـ دليل السائحين ـ يبحث عن تأريخ وجغرافية سورية ودمشق والعلويين والحزب الحاكم في سورية.

9 ـ عبقات الأنوار ـ لمحات من حياة أعلام الاُمّة الإسلامية الذين لهم مقام يزار في دمشق.

10 ـ المعالم الأثرية ـ صور بديعة عن المعالم الأثرية في سورية ودمشق.

11 ـ التوبة والتائبون على ضوء القرآن والسنّة.

12 ـ صحيفة صوت الكاظمين ـ صحيفة شهريّة ثقافيّة إسلامية ، 80 عدد.

13 ـ مجلّة عشّاق أهل بيت (عليهم السلام) ـ فصليّة بلغة الاُردو ، 5 أعداد.

14 ـ مجلّة الكوثر ـ عربي إنكليزي نصف سنوية ، 10 أعداد.

15 ـ تحفه فدوى ـ فارسي ـ أدعية وزيارات.

16 ـ لوحات إسلاميّة ـ (لوحة من جرائم الوهابيّة حول هدم قبور أئمة البقيع (عليهم السلام) بأربعة لغات عربي وفارسي واُردو وإنكليزي) ، (لوحة شجرة الحجّ) ، (لوحة وصايا صاحب الزمان لشيعته عربي فارسي).

17 ـ زيارة الأربعة عشر معصوم (عليهم السلام) ـ بعد كلّ صلاة.

18 ـ في رحاب الحسينيات ـ القسم الثاني.

19 ـ التقيّة بين الأعلام ـ يبحث عن ضرورة التقيّة ومسائلها الفقهيّة عند العلماء الأعلام.

20 ـ عليّ المرتضى (عليه السلام) نقطة باء البسملة ـ يبحث حول حديث أمير المؤمنين (عليه السلام) (أنا النقطة تحت الباء) ، وذكر 27 معنى لهذا الحديث الشريف.

          21 ـ فاطمة الزهراء (عليها السلام) ليلة القدر ـ يبحث حول الشبه بين فاطمة وليلة القدر وأ نّها حقيقة هي ليلة القدر.

22 ـ راهنماى قدم به قدم حجاج ـ فارسي ، يبحث عن مناسك الحجّ ومعالم مكّة والمدينة.

23 ـ جلوة من ولاية أهل البيت (عليهم السلام) ـ يبحث عن قولهم (نزّلونا عن الربوبيّة وقولوا فينا ما شئتم).

24 ـ أهل البيت (عليهم السلام) سفينة النجاة ـ يبحث عن الحديث النبوي الشريف (مثل أهل بيتي كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تركها غرق وهوى) عند الشيعة والسنّة.

25 ـ دروس اليقين في معرفة اُصول الدين ـ يبحث عن اُصول الدين الخمسة من خلال الكتاب والسنّة والعقل.

26 ـ اُصول الدين بين السائل والمجيب ـ يبحث عن الاُصول الخمسة بطريقة السؤال والجواب للشباب بقلم الشيخ صادق الساعدي.

27 ـ زبدة الأفكار في طهارة أو نجاسة الكفّار ـ يبحث عن حكم أهل الكتاب والكفّار والمخالفين من حيث الطهارة والنجاسة.

28 ـ التقيّة في رحاب العلمين الشيخ الأنصاري والإمام الخميني.

29 ـ طالب العلم والسيرة الأخلاقية ـ يبحث عن أهمية الأخلاق والآداب لا سيّما لأهل العلم.

30 ـ خصائص القائد الإسلامي ـ يبحث عن أخلاق القائد الإسلامي من خلال القرآن الكريم.

31 ـ أخلاق الطبيب في الإسلام.

32 ـ رسالتنا ـ يبحث عن دور العلماء وخصائص المبلّغ الرسالي في المجتمع الإسلامي.

33 ـ دور الأخلاق المحمّدية في تحكيم مباني الوحدة الإسلامية.

34 ـ هذه هي الولاية ـ يبحث عن الولاية التكوينية والتشريعية.

35 ـ وميض من قبسات الحقّ ـ يبحث عن إمامة أمير المؤمنين عليّ (عليه السلام).

36 ـ الدرّ الثمين في عظمة أمير المؤمنين (عليه السلام) ـ باحثاً عن الإمامة أيضاً.

37 ـ الدرّة البهيّة في الأسرار الفاطميّة ـ يبحث عن عظمة الزهراء (عليها السلام).

38 ـ الإمام الحسين في عرش الله ـ شرح الحديث الشريف: إنّ الحسين مصباح هدى وسفينة نجاة.

39 ـ زينب الكبرى زينة اللوح المحفوظ ـ يبحث عن عظمة زينب الكبرى.

40 ـ السيرة النبويّة في السطور العلويّة ـ يبحث عن أهم الحوادث التي حدثت في حياة النبيّ (صلى الله عليه وآله) مختصراً.

41 ـ الأنوار القدسيّة في السيرة الولائيّة ـ يبحث عن سيرة أهل البيت مختصراً مع خلقهم النوري.

42 ـ آثار الصلوات في رحاب الروايات ـ أكثر من مئة أثر من آثار وبركات الصلوات على النبيّ وآله (عليهم السلام).

43 ـ الإمام المهدي (عليه السلام) وطول العمر في نظرة جديدة ـ يبحث عن الأدلة العقليّة والنقلية الدالة على طول عمر صاحب العصر (عليه السلام).

44 ـ السرّ في آية الاعتصام ـ يبحث عن إثبات ولاية الأئمة (عليهم السلام).

45 ـ من وحي التربية والتعليم ـ قصص أخلاقيّة.

46 ـ حبّ الله نماذج وصور ـ حقيقة الحبّ الإلهي.

47 ـ الذكر الإلهي في المفهوم الإسلامي ـ معنى الذكر ومصاديقه وآثاره على النفس والمجتمع وأسماء الله الحسنى.

48 ـ السؤال والذكر في رحاب القرآن والعترة ـ يبحث عن مفهوم السؤال وآدابه وحقيقة الذكر في القرآن والروايات.

49 ـ شهر رمضان ربيع القرآن ـ يشرح الحديث الشريف: لكلّ شيء ربيع ، وربيع القرآن شهر رمضان.

50 ـ النبوغ وسرّ النجاح في الحياة ـ يبحث عن مفهوم النبوغ والاختلاف فيه وكيف يكون النجاح في الحياة.

51 ـ كيف أكون موفّقاً في الحياة ؟ ـ يبحث عن عوامل التوفيق السبعة عند علماء النفس وفي القرآن والسنّة.

52 ـ معالم الصديق والصداقة في رحاب الروايات ـ يبحث عن حقيقة الصداقة وصفات الصديق في الروايات الشريفة.

53 ـ النفحات القدسيّة في تراجم أعلام الكاظميّة ـ يترجم 230 علم من أعلام الكاظمية المقدّسة من الفقهاء والعلماء والشعراء والخطباء والشهداء.

54 ـ بيوتات الكاظميّة المقدّسة ـ يبحث عن الاُسر والبيوت المعروفة من السادة وغيرهم والعشائر الساكنة في الكاظمية المقدّسة.

55 ـ نشيد المقاومة ـ شعر حماسي في الجهاد والمقاومة ، بقلم الشيخ عبد الله الأسعد السوري.

وأخيراً ، بلطف من الله سبحانه وتعالى ، قامت المؤسسة بطبع ونشر مئة وأربعين كتاباً ورسالة من مؤلفات سماحة الفقيه آية الله السيّد العلوي دام ظلّه في مئة مجلّد في موسوعة كبرى باسم (رسالات إسلامية) طبع منها ـ ولله الحمد ـ اثني عشر مجلّداً ، نسأل الله التوفيق والتسديد لخدمة الدين والمذهب والاُمّة الإسلامية في أقطار العالم.

لا تزال مؤسستكم المباركة هذه تهدي الكتب والمجلات والصحف الإسلامية إلى المؤسسات الثقافية ، وإلى من يراسلها في مختلف أنحاء العالم ، وقد أجابت خلال عشر سنوات عمّـا يقارب عن أربعة آلاف رسالة وأهدت ما يقارب مئتا ألف كتاب ومجلّة ، ولا تزال تستقبل بكلّ رحابة صدر الأسئلة الإسلامية وتجيب عنها برسائل شخصية من منابع الإسلام والقرآن الكريم والسنّة الشريفة ومصنّفات علماء المسلمين.

لا يسعها إلاّ تثمين الفضل لعامّة الذوات الطيّبة الخيّرة ـ بمادتها ومعنوياتها ـ تجاه مشاريع المؤسسة ، التي تنبع من الواقع الإسلامي وتصبّ فيه ، فنشكر مَن يساهم في دعم المؤسسة ، وجزاه اللّه خيراً ، ونسأله التوفيق والسداد والإخلاص ، ودمتم بخير.

تنويه: لقد جاء ذكر نشاطات المؤسسة في أعداد من صحيفة (صوت الكاظمين) ، وفي مجلة (عشاق أهل البيت (عليهم السلام)) والحمد لله ربّ العالمين.