دراسة موضوعيّة حول التولّي وولاية أهل البيت (عليهم السلام)
على ضوء القرآن الكريم والسنة الشريفة والعقل السليم
إلى أولياء الله الأطهار ، وعباده الأخيار ، محمّد المصطفى المختار وآله السادة الأبرار.
إلى وليّ الله الأعظم ، وحجّته الأكرم ، إمامنا المنتظر ، الحجّة الثاني عشر ، مهدي هذه الاُمّة ، القائم من آل محمّد (عليهم السلام).
وعجّل الله فرجه الشريف ، وجعلنا من خلّص شيعته وأنصاره والمستشهدين بين يديه.
إلى كلّ مؤمن ومؤمنة نوّر الله قلبهما بولاية الله جلّ جلاله ورسوله (صلى الله عليه وآله)وأهل بيته الأطهار (عليهم السلام).
اُقدّم: هذا المجهود المتواضع صحائف ولائي وولاء صحائفي بأمل القبول والدعاء والشفاعة ، وذخراً ليوم معادي يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون إلاّ من أتى الله بقلب سليم يسوده الولاء والطاعة والإخلاص.
العبد
عادل العلوي
قم المقدّسة ـ الحوزة العلميّة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وليّ المؤمنين ، والصلاة والسلام على أشرف خلق الله سيّد الأنبياء والمرسلين محمّد وعلى آله الطيّبين الطاهرين ، واللعن الدائم على أعدائهم ومنكري ولايتهم أجمعين إلى قيام يوم الدين.
أمّا بعد:
فلا تعجب أ يّها المؤمن الموالي لأهل البيت (عليهم السلام) لو أخبرتك أنّ في عصرنا هذا وفي حوزة قم العلمية ، يسألني من تلبّس بزي أهل العلم ورجال الدين عن الولاية ـ ولاية أهل البيت (عليهم السلام) ـ مستفسراً، ومنهم من يسأل بلغة معترضة وناقدة، وأ نّه لماذا هذا الإصرار عليها والحديث في المجامع والجوامع وعلى المنابر والدفاع عنها ؟ ! !
فرجعت متأسّفاً ، يقطر قلبي دماً ، مترنّماً بقول القائل:
إذا كان ربّ البيت في الدفّ ناقراً *** فشيمة أهل الدار كلّهم الرقص
فإذا كان الخطيب هكذا يفكّر ، فماذا سيكون مصير عامّة الناس ، فأخذت القلم لاُظهر الحقّ والحقيقة مرّة اُخرى ، كما فعل سلفنا الصالح ، تمهيداً ليوم الظهور والخلاص ولحكومة الولاية العظمى العالميّة ، التي تعدّ ولاية الفقيه رشحةً من رشحاتها ، ونوراً من أنوارها ، ومصباحاً وهّاجاً من مصابيحها.
إلاّ أ نّي رأيت الحديث عن ولاية أهل البيت عترة النبيّ المختار (عليهم السلام) ، حديث ذو فنون وفروع وشعب ومباحث كثيرة ، ومواضيع يصعب عدّها وبيانها ، ولا يمكن للباحث مهما بذل من الجهد الجهيد ، وسعى بكلّ ما اُوتي من قوّة ونشاط أن يستوعبها ، ولو على نحو الإيجاز والإجمال ، فكيف لو أراد أن يذكرها ويتحدّث عنها بالتفصيل وبالتمام والائتمام ؟ ولكن كما يقال: لا يسقط الميسور بالمعسور ، وما لا يدرك كلّه لا يترك جلّه . ولا بدّ لمن كان عطشاناً أن يغترف من بحار الولاية ما يروي ظمأه ، ولو إلى حين ...
فأقول والله المستعان:
هذه مجموعة آيات كريمة من القرآن المجيد وروايات شريفة من المبعوث الأمين رسول الله محمّد (صلى الله عليه وآله)وأهل بيته الميامين وعترته المعصومين (عليهم السلام) في أمر الولاية وحقيقتها وفضلها ومقامها الشامخ ولوازمها وما يترتّب عليها من الآثار الطيّبة والأفعال الحميدة ، ومناقبها المباركة وأ نّها أساس وروح الإسلام العظيم ، في الدنيا والآخرة . ثمّ مثالب أعدائها ـ أعداء الله ـ ثمّ التبرّي منهم ، وما توفيقنا إلاّ بالله العليّ العظيم ، عليه توكّلت وإليه اُنيب.
قبل الدخول في صلب الموضوع لا بدّ أوّلا ، من تسليط الضوء على كلمة الولاية لغةً واصطلاحاً.
فهي لغةً: بمعنى تولّي الأمر ، من ولي بمعنى قرب ولصق وما كان مرادفاً وردفاً للغير من دون حاجب وفاصل ، فالولاء والتوالي هو أن يحصل شيئان فصاعداً حصولا ليس بينهما ما ليس منهما ، ويستعار ذلك للقرب من حيث المكان ومن حيث النسبة ، ومن حيث الدين ومن حيث الصداقة والنصرة والاعتقاد[1].
فالوليّ هو القريب ، فيقال: هذا يلي هذا أي يقرب منه.
واصطلاحاً: بمعنى القرب الخاصّ ، ويعني: التقرّب إلى الله سبحانه في مقام المحبّة والطاعة . فوليّ الله المحبّ لله ، والواله فيه ، والمطيع له ، والمتابع له فيما يحبّه ويرضاه ، ويبغضه ويسخطه.
فيمكن أن
نذهب إلى أنّ الولاية بمعنى القرب الخاصّ في الاُمور المعنويّة والروحيّة
والقلبيّة ، فهي باعتبار الإنسان من الأفعال الجوانحيّة التي تظهر آثارها على
الجوارح . وربما من هذا المنطلق كان لوليّ الطفل من حقّ التصرّف في أمواله ما
ليس
لغيره لقربه منه ، وكذلك وليّ الميّت ، فإنّه في الفقه الإسلامي جعل
أقرب الناس للميّت ، فوجّب عليه ما لم يوجّب على أحد غيره ، إلاّ أنّ
الولاية في الأحياء ولا سيّما ولاية الوليّ الإمام تختلف جوهريّاً مع ولاية وليّ
الميّت ، كما هو ثابت في محلّه ، فأصل الولاية بمعنى القرب.
ويتّضح هذا المعنى عندما يقال: «الله وليّ عباده» فإنّه يعني أ نّه أقرب من كلّ قريب إليهم:
( وَنَحْنُ أقْرَبُ إلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الوَريدِ )[2].
والمراد من قرب الله والتقرّب إليه هو القرب المعنوي والروحاني ، وليس المادّي والجسمي ، فإنّه سبحانه وتعالى منزّه عن المكان والجسم والتركيب ، لغناه في ذاته.
فالمقصود من «الله وليّ عباده» أ نّه يدبّر اُمورهم ، ويصلح شأنهم في حياتهم الدنيويّة من توفيق وهداية ، كما في الآخرة من عفو ومغفرة وعلوّ مقام ودرجات.
وإذا قيل: «النبيّ وليّ المؤمنين» فهو يعني الحكومة عليهم ، وأ نّه أولى بهم في التصرّف ، فهو حاكم من حيث التدبير والتوجيه والإرشاد والتعليم والتربية ، كما هذا المعنى يصدق على الإمام المعصوم الذي يستخلف النبيّ في حفظ الرسالة من الضياع والعدم ، فهو أولى بالمؤمنين من أنفسهم:
( إنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسولُهُ وَالَّذينَ آمَنوا الَّذينَ يُقيمونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعونَ وَمَنْ يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسولَهُ وَالَّذينَ آمَنوا فَإنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الغالِبونَ )[3].
فالوليّ الأوّل المطلق
هو الله سبحانه ، ثمّ رسوله (صلى الله عليه وآله) ، ثمّ الأئمّة
الهداة (عليهم
السلام) ،
ومن
يتبعهم ويتولاّهم في كلّ شيء على نحو الإطلاق لما عندهم من العصمة المطلقة ،
فإنّه يكون من حزب الله ومن حزبهم ، وهم الغالبون ، وإلاّ فمن قصّر في
التولّي ، بأن لم يتولّ الله أو لم يتولّ الرسول أو لم يتولّ المؤمنين الذين
يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ، وهو أمير المؤمنين علي (عليه
السلام)كما جاء في التفاسير والأحاديث والتأريخ الإسلامي ، كما يشهد بذلك الفريقان
ـ السنّة والشيعة ـ فإنّه ناقص في إيمانه وإسلامه، وفي
ولايته لله سبحانه ولرسوله (صلى الله عليه وآله).
فقوله تعالى: ( وَلِيُّكُمُ ) شمل ولاية الله عزّ وجلّ ، وولاية الرسول ، وولاية الذين آمنوا.
فهذه الولايات كلّها واحدة ، بدليل ( حِزْبَ اللهِ هُمُ الغالِبونَ ) ، فيدلّ على أنّ ولاية النبيّ (صلى الله عليه وآله) والذين آمنوا إنّما هي من سنخ ولاية الله عزّ وجلّ ـ فإنّ السنخيّة علّة الانضمام كما عند الفلاسفة ـ.
وهذه الولاية منحصرة وحقيقة واحدة لمكان ( إنَّما ) الدالّة على الحصر ـ كما في علم اللغة والأدب العربي ـ فلو كانت الولاية المشتركة هنا مختلفة المعنى في المشتركين ، لكان المفروض أن تجمع كلمة ( وَلِيُّكُمُ ) ويقال (أولياؤكم) ، أو تفرد الولاية لله عزّ وجلّ ثمّ للآخرين ، تأميناً عن اللبس في معناها ، كما في مقام الإطاعة في قوله تعالى:
( يا أ يُّها الَّذينَ آمَنوا أطيعوا اللهَ وَأطيعوا الرَّسولَ وَاُولي الأمْرِ مِنْكُمْ )[4].
فإنّ الإطاعة الاُولى عقليّة وإرشاديّة ، ولكن الثانية شرعيّة ومولويّة.
والمقام في آية الولاية مقام الحصر ، وقد عطف الله تعالى على ولايته ولاية الرسول والذين آمنوا ، وهذا يدلّ بقوّة على وحدة الولاية.
والولاية ـ كما مرّ ـ بمعنى تولّي الأمر ، فالرسول الأكرم ووصيّه (عليهما السلام)لهما حقّ ولاية الأمر على الناس ، فيطلق على كلّ واحد منهما وليّ المؤمنين.
والوليّ والمولى يستعملان في ذلك ، كلّ واحد منهما يقال في معنى الفاعل أي الموالي ، وفي معنى المفعول أي الموالى ، فيقال للمؤمن: هو وليّ الله ، ولم يرد مولاه ، ويقال: الله وليّ المؤمن ومولاه.
ومعنى الولاية بين الشيئين هي المتابعة ، فلمّـا كان الرسول والإمام الوصيّ (عليهما السلام)أولياء المؤمنين ، كان حقّاً عليهم موالاتهم ومتابعتهم الكاملة بالقول والفعل ، في الظاهر والباطن ، وإبراز الطاعة المطلقة لهما لعصمتهما.
فالناس كلّهم تحت ظلّ ولاية الله عزّ وجلّ المطلقة أوّلا ، فالكلّ متعلّق به تعالى ، فإنّ الإنسان في وجوده يعيش الفقر بكلّ معانيه ، وإن تصوّر الغنى أحياناً ، ويطغى أن رآه استغنى ، فهو تصوّر خاطئ ، ويصاحب هذا الفقر والتعلّق بالله الخالق سبحانه وتعالى أنواع العنايات الربّانية المفاضة على الدوام على الإنسان ، وبها يعيش هذا الكائن الضعيف ، ويطلّ على الحياة ويشرف على طبيعتها ، فلولا تلك العنايات لهلك الإنسان من لحظته ، لأ نّه كما في أصل وجوده وحدوثه متوقّف على الله سبحانه ، فكذلك في بقائه وحياته متّصل برحمة الله تعالى ، فلإمكانه الذاتي يفتقر إلى علّة محدثة ومبقية ، ففي واقعه وباطنه منقطع إلى الله سبحانه ومفتقر إليه ، وهذا معنى العبوديّة لله جلّ جلاله ، ومعنى الدعاء حقيقة ، كما هو ثابت في محلّه.
قال عزّ من قائل:
( نَحْنُ أوْلِياؤُكُمْ في الحَياةِ الدُّنْيا وَفي الآخِرَةِ )[5].
فالواجب على الإنسان بحكم العقل والفطرة ، كما في كلّ الشرائع السماوية أن يوالي الله سبحانه ويعترف ويتمسّك بولاية الله تعالى ، ولكن بسبب النفس الأمّارة بالسوء ، ومتابعة الشيطان وغلبة الأهواء والاغترار بالأباطيل والمنى ، وما إلى ذلك من أسباب خروج الإنسان من ولاية الحقّ تعالى ، ليتبع ولايات اُخرى مزيّفة لا واقع لها ، كولاية الشيطان والطاغوت وما شابه ذلك ، ولكن يبقى في صميم نفسه وواقعه يحسّ بالحرمان والفقر الروحي:
( أنْتُمُ الفُقَراءُ )[6].
ومن المعلوم أنّ المحتوى الأصيل والنافع لكمال الإنسان إنّما هو الإعداد الروحي وما يختزله الإنسان من روح في عمقه ووجوده ، ولكن مع ابتعاده عن الله عزّ وجلّ يبقى متعلّق به ، لأنّ الافتقار والاحتياج لإمكان الإنسان يلازمه ، كملازمة الشعاع للشمس والزوجية للأربعة:
( يُحْيي وَيُميتُ وَما لَكُمْ مِنْ دونِ اللهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصير )[7].
فإنّ هذه الآية الشريفة تشير إلى التعلّق الدائمي والافتقار الأبدي.
فيصحّ أن يقال أنّ الإنسان عندما يلتقي بربّه الكريم ، ويطلّ على أحكامه وشرائعه ، فإنّه يكون قد انفتح بكلّ وعيه على ربّه وخالقه ، ودخل في ولاية الله سبحانه وتعالى ، فتشمله الرحمات الإلهية والعنايات الربّانية والنظرات الملكوتية ، ليقفز بخطوات واعية وعميقة وسريعة وكبيرة نحو الهدف الأسمى في موكب الكمال ومسيرة التكامل ، وكذلك عندما يعلن ولائه ومتابعته لرسل الله والأوصياء والأولياء.
كما يصحّ عكس ذلك ، فكلّما ابتعد الإنسان عن الله سبحانه وتعالى ، فإنّه يخرج عن ولايته العنائية رويداً رويداً ، إلى أن يلتقي مع الخطوط التي تصطدم مع فكرة التوحيد ، فيلتقي مع ولاية الشيطان ، ومن هذا المنطلق يتّجه نبيّ الله إبراهيم الخليل (عليه السلام) في حواره مع عمّه آزر الذي يعدّ عند العرف بمنزلة الأب:
( يا أبَتِ إنِّي أخافُ أنْ يَمَسَّكَ عَذابٌ مِنَ الرَّحْمنِ فَتَكونَ لِلشَّيْطانِ وَلِيَّاً )[8].
فالإنسان بين ولايتين: إمّا ولاية رحمانية أو ولاية شيطانية ، وإذا خرج عن ولاية الله فإنّه يدخل تحت ولاية الشيطان من الجنّ والإنس ، فينفتح على ولاية اُناس غير شرعيّين تمثّل بهم الشيطان فيواليهم ، قال سبحانه:
( اتَّخَذوا الشَّياطينَ أوْلِياءَ مِنْ دونِ اللهِ )[9].
( أفَحَسِبَ الَّذينَ كَفَروا أنْ يَتَّخِذوا عِبادي مِنْ دوني أوْلِياءَ )[10].
ثمّ لا يخفى أنّ الانخراط والانسلاك في ولاية الشيطان وحزبه يقود الإنسان إلى الصنميّة والتحجّر ومصادرة الإرادات والحرية الإنسانية ، واضمحلال وذوبان الصفات البشريّة ، حتّى يؤول الأمر إلى أن يكون الإنسان الذي هو أشرف المخلوقات ـ وقد جعله الله خليفته في الأرض ـ كالأنعام ، بل أضلّ سبيلا.
ثمّ يبيّن سبحانه وتعالى تلك الولايات الزائفة والباطلة التي لا تحمل في عمقها أي معنى من معاني الكمال والقوّة ، كما هو الحال في ولاية الله عزّ وجلّ بأ نّها كبيت العنكبوت:
( مَثَلُ الَّذينَ اتَّخَذوا مِنْ دونِ اللهِ أوْلِياءَ كَمَثَلِ العَنْكَبوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإنَّ أوْهَنَ البُيوتِ لَبَيْتُ العَنْكَبوتِ )[11].
إنّها ولاية أرهف من خيوط العنكبوت ، إنّها تختزل في واقعها الفشل والمأساة والانحطاط.
أجل ، إنّ مسألة الولاية مسألة المصير والمستقبل ، فهناك الولاية التي تقودك إلى الانهيار والخلود في النار وإلى عالم الضباب في حياة مجهولة ، وهي ولاية الطواغيت والشياطين من الجنّ والإنس:
( وَالَّذينَ كَفَروا أوْلِياؤُهُمُ الطَّاغوتُ يُخْرِجُهُمْ مِنَ النُّورِ إلى الظُّلُماتِ )[12].
فهي ولاية الظلمات بعضها فوق بعض.
( يا أ يُّها الَّذينَ آمَنوا لا تَتَّخِذوا اليَهودَ وَالنَّصارى أوْلِياءَ بَعْضُهُمْ أوْلِياءُ بَعْض وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإنَّهُ مِنْهُمْ إنَّ اللهَ لا يَهْدي القَوْمَ الظَّالِمينَ فَتَرى الَّذينَ في قُلوبِهِمْ مَرَضٌ يُسارِعونَ فيهمْ يَقولونَ نَخْشى أنْ تُصيبَنا دائِرَةُ فَعَسى اللهَ أنْ يَأتِيَ بِالفَتْحِ أوْ أمْر مِنْ عِنْدِهِ فَيَصْبَحوا عَلى ما أسَرُّوا في أنْفُسِهِمْ نادِمينَ وَيَقولُ الَّذينَ آمَنوا أهؤُلاءِ الَّذينَ أقْسَموا بِاللهِ جَهْدَ أيْمانِهِمْ إنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أعْمالُهُمْ فَأصْبَحوا خاسِرينَ يا أ يُّها الَّذينَ آمَنوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دينِهِ فَسَوْفَ يَأتي اللهُ بِقَوْم يُحِبَّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أذِلَّة عَلى المُؤْمِنينَ أعِزَّة عَلى الكافِرينَ يُجاهِدونَ في سَبيلِ اللهِ وَلا يَخافونَ لَوْمَةَ لائِم ذلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللهُ واسِعٌ عَليمٌ إنَّما وَلِيَّكُمُ اللهُ وَرَسولُهُ وَالَّذينَ آمَنوا الَّذينَ يُقيمونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعونَ وَمَنْ يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسولَهُ وَالَّذينَ آمَنوا فَإنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الغالِبونَ )[13].
( هُنالِكَ الوَلايَةُ للهِ الحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَواباً وَخَيْرٌ عُقْباً )[14].
( لا تَتَّخِذوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أوْلِياءَ تُلـْقونَ إلَيْهِمْ بِالمَوَدَّةِ )[15].
كما هناك الولاية الحقّة التي تسوقك إلى الخير والجنان وحياة سعيدة ملؤها السرور والحبور ويسودها العدل والنور:
( اللهُ وَلِيُّ الَّذينَ آمَنوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إلى النُّورِ )[16].
( ألا إنَّ أوْلِياءَ اللهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنونَ الَّذينَ آمَنوا وَكانوا يَتَّقونَ لَهُمُ البُشْرى في الحَياةِ الدُّنْيا وَفي الآخِرَةِ لا تَبْديلَ لِكَلِماتِ اللهِ ذلِكَ هُوَ الفَوْزُ العَظيمُ )[17].
وإنّما تتمّ الولاية لله لو تبرّأ المؤمن من الولايات المزيّفة ، فإنّه يعيش الولاء والعداء ، الرفض والإيجاب ، التولّي والتبرّي.
التولّي لله ولمن أمر بولايته ، والتبرّي من أعداء الله جلّ جلاله ، ولمن أمر الله بعدائه وبغضه ومحاربته.
ولخطورة مسألة التولّي والتبرّي أعدّها الفقهاء الأعلام من فروع الدين ، وجاء التأكيد عليها ضمن النصوص الشرعيّة خصوصاً في الزيارات والأدعية.
يكفيك شاهداً زيارة عاشوراء لسيّد الشهداء الإمام الحسين (عليه السلام) ، فإنّه في مقاطع كثيرة تؤكّد مسألة الموالاة والبرائة ، الموالاة لخطّ الإمام الحسين (عليه السلام)الذي يمثّل الحقّ والولاية الإلهيّة ، والبراءة من خطّ الباطل والولاية الشيطانية التي يمثّلها يزيد الفاسق ومن دار في فلكه: «برئت إلى الله وإليكم منهم ومن أشياعهم وأتباعهم وأوليائهم يا أبا عبد الله ، إنّي سلمٌ لمن سالمكم وحربٌ لمن حاربكم ، ووليّ لمن والاكم ، وعدوّ لمن عاداكم إلى يوم القيامة ... إنّي أتقرّب إلى الله وإلى رسوله وإلى أمير المؤمنين وإلى فاطمة وإلى الحسن وإليك بموالاتك وبالبرائة من أعدائك وممّن قاتلك ونصب لك الحرب ، وبالبرائة ممّن أسّس أساس الظلم والجور ... برئت إلى الله وإليكم منهم وأتقرّب إلى الله ثمّ إليكم بموالاتكم وموالاة أوليائكم وبالبراءة من أعدائكم ... اللهمّ إنّي أتقرّب إليك في هذا اليوم وفي موقفي هذا وأيام حياتي بالبراءة منهم واللعنة عليهم وبالموالاة لنبيّك وآل نبيّك عليهم السلام ...».
وهناك المئات بل الاُلوف من النصوص الدينية[18] التي تؤكّد هذه المسألة المصيرية في حياة الإنسان ، فإنّه عندما يعلن ولائه إلى جهة وبراءته من اُخرى ، فإنّه بذلك يريد أن يوسّع نطاق الاُولى ويحجّم الثانية . والمؤمن لا يمكنه أن يعلن ولائه لأهل البيت (عليهم السلام)ولخطّ الحسين (عليه السلام)وليزيد السفّاك اللعين في نفس الوقت ولأعداء أهل البيت (عليهم السلام) ، فهذا من المستحيل:
( وَما جَعَلَ اللهُ لِرَجُل مِنْ قِلـْبَيْنِ في جَوْفِهِ )[19].
قلب يحمل الولاء للحقّ وقلب يحمل الولاء للباطل ، قلب يحبّ هؤلاء وقلب يحبّ أعداءهم ، فهذا أمر لا يعقل ، كما جاء في الأخبار المرويّة عن أهل البيت (عليهم السلام)أ نّه لا يمكن أن يجمع بين حبّهم وحبّ عدوّهم[20] ، لتعارض الولايتين ، فلا يمكن جمع المتناقضات ، إلاّ في حالة النفاق ، والمنافق في الدرك الأسفل من النار.
ثمّ ثمرة التولّي والتبرّي هي الوقاية والصيانة في الحياة:
( وَاعْتَصِموا بِاللهِ هُوَ مَوْلاكُمْ فَنِعْمَ المَوْلى وَنِعْمَ النَّصيرُ )[21].
( وَاعْتَصِموا بِحَبْلِ اللهِ جَميعاً وَلا تَفَرَّقوا )[22].
فالاعتصام بحبل الله (القرآن والعترة الطاهرة) هو من الاعتصام بالله سبحانه[23].
فالاعتصام بغير الله بلغة القرآن الكريم ـ كما في الآية الاُولى ـ ممنوع ، لأ نّه ليس مولاكم ، فلا بدّ من التبرّي من غير الله ، وممّـا لم يكن عليه اسم الله ، فإنّه ميتة يحرم تناولها.
ثمّ إذا تحقّق الاعتصام التامّ ، وهو الاعتصام والتولّي لله ولحبله الممدود من السماء ، كما في حديث الثقلين ، والتبرّي من الولايات الشيطانية ، فعندئذ يتحقّق النصر لقوله ( وَنِعْمَ النَّصيرُ ).
فسبحانه أراد أن يكون التولّي له ولرسوله وأوصيائه مطلقاً ، كما أراد التبرّي من مظاهر الكفر والفساد والظلم مطلقاً أيضاً ، ليكون سدّ الوقاية وحجاب الصيانة في مثل هذه الحالات الإيمانية عظيماً جداً ، غير قابل للخرق أبداً كما في قوله تعالى:
( وَإنْ تَظاهَرا عَلَيْهِ فَإنَّ اللهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرائيلَ وَصالِحَ المُؤْمِنينَ وَالمَلائِكَةُ بَعْدَ ذلِكَ ظَهيراً )[24].
فنشاهد سدّ الوقاية وصمّام الحفاظ متمثّلا بالله وجبرئيل وصالح المؤمنين والملائكة.
وهذا من سنن الله التي لا تجد لسنّة الله تبديلا ولا تحويلا ، فإنّه كلّما كان الولاء لله ولرسوله خالصاً ومخلصاً ، فإنّ سدّ الوقاية يكون عظيماً ومستحكماً ، ممّـا يبعث في النفس القوّة والصمود والمثابرة والاستمرار ، على العكس تماماً من إعلان الولاء لغير الله سبحانه ، فإنّ سدّ الوقاية سيكون عبارة عن خيوط العنكبوت الواهنة.
ثمّ الناس في ولائهم وتبرّيهم على طوائف: فمنهم من يوالي ولا يتبرّأ ، ومنهم من يتبرّأ ولا يوالي ، ومنهم من جمع بين الولاء والتبرّي إلاّ أ نّه لم يعمل بمقتضاهما ولوازمهما ـ مع أ نّه من التزم بشيء التزم بلوازمه ـ فإنّه في سلوكه العملي من ناحية محتواه ومضمونه فارغ تماماً من عقيدته هذه ـ التولّي والتبرّي ـ أي ما يعتقده شيء وما يعمله شيء آخر ، كما حدث لاُولئك الذين حاربوا سيّد الشهداء الإمام الحسين (عليه السلام) ، فإنّ قلوبهم كانت مع الحسين (عليه السلام) وسيوفهم عليه ، كانوا يعتقدون بأ نّه (عليه السلام)إمام مفترض الطاعة ابن رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، ولكنّهم في ميدان العمل كلّهم تكالبوا على قتله ـ معه سبعون نفر من أهل بيته وأصحابه (عليهم السلام) ، وأعداءه وكلّهم يدّعون الإسلام ويصلّون نحو القبلة ، وهم ثلاثون ألف نفر ، فإنّهم تركوا ولاية الله ورسوله والمؤمنين ، وباعوا آخرتهم بدنيا غيرهم ، فحاربوا سيّد الشهداء وقتلوه وأهل بيته وأصحابه ، حتّى زادت شقوتهم بسبي عياله عيال الله ، بل تسابقوا على سرقتهم وسرقة سيّد الشهداء ، حتّى أنّ أحدهم قطع اصبعه الشريف من أجل خاتم كان في يده الكريمة ، فما أبشع الجريمة وما أعظم المصيبة ! ! ـ.
إنّ التولّي والتبرّي لا بدّ أن يكون واحداً في الإيمان النظري والإيمان العملي ، فإنّه لا توجد اثنينية وتغاير بين العقيدة والعمل ، فإنّ العمل إنّما هو انعكاس وأثر لما يعتقده الإنسان ، والعقيدة عبارة عن العلم الذي يعقد بالقلب ، والعلم عبارة عن عقد المحمول بالموضوع فلو علم الإنسان أنّ (الله موجود) وعقد هذا بقلبه فإنّه يسمّى بالعقيدة ، فالعقيدة لا بدّ أن تكون صحيحة ، وصحّتها لو كان العلم صحيحاً ، أي المعلومات لا بدّ أن تكون صحيحة ، وإنّ الحياة شعور وشعار ، وعقيدة وجهاد من أجل تلك العقيدة الصحيحة.
بعد أن وقفنا ـ ولو إجمالا ـ على معنى الولاية لغة واصطلاحاً ، وما يترتّب على الولاية الإلهية من لزوم العمل ، لا بأس أن نشير إلى أقسام الولاية ، فإنّها تنقسم إلى قسمين: الولاية التشريعية والولاية التكوينية.
والولاية التشريعية لله سبحانه وتعالى تعني ولايته عزّ وجلّ على الخلق فيما يرجع إلى اُمور دينهم من تشريع الدين والهداية والإرشاد والتوفيق.
والولاية التكوينية لله سبحانه ، فإنّها ترمز إلى التصرّف الإلهي في كلّ شيء ، وتدبير أمر الكون الرحب الوسيع بما فيه ، لا يعزب عن علمه وقدرته وولايته شيء في الكون ، فهو المدبّر في الخلق بما شاء وكيف شاء ، وبما يتلائم مع النظام الأتمّ والأكمل ، فإنّه اللطيف الخبير.
أمّا الولاية التشريعية فقد ذكر القرآن الكريم أنّ رسول الله هو الممثّل الأوّل لها نيابة عن الله سبحانه وبتفويض منه جلّ جلاله ، ويعني ذلك قيام النبيّ (صلى الله عليه وآله)بأمر من الله وبإذنه بالتشريع والدعوة وتربية الاُمّة وتعليمها والحكم فيها.
قال الله تعالى:
( النَّبِيُّ أوْلى بِالمُؤْمِنينَ مِنْ أنْفُسِهِمْ )[25].
وقال سبحانه:
( وَما كانَ لِمُؤْمِن وَلا مُؤْمِنَة إذا قَضى اللهُ وَرَسولُهُ أمْراً أنْ يَكونَ لَهُمُ الخِيَرَةُ مِنْ أمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا مُبيناً )[26].
وقال عزّ من قائل:
( قُلْ أطيعوا اللهَ وَالرَّسولَ )[27].
لأنّ إطاعة الرسول من إطاعة الله ، فإنّ النبيّ يجسّد الإرادة التشريعية الإلهية ، فلا يريد إلاّ ما أراد الله:
( ما آتاكُمُ الرَّسولُ فَخُذوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهوا )[28].
( إنَّما وَلِيَّكُمُ اللهُ وَرَسولُهُ ... )[29].
فهذه الآيات وغيرها تدلّ على تفويض الولاية التشريعية إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، وإلى أهل بيته وخلفائه الأئمّة الهداة الأطهار (عليهم السلام) ، فكلّهم نور واحد ، وللإمام المعصوم (عليه السلام) ما للنبيّ (صلى الله عليه وآله) إلاّ النبوّة.
أمّا الولاية التكوينية فإنّ الأدلّة العقليّة والنقليّة تدلّ على ثبوتها للرسول الأكرم وأهل بيته الأطهار (عليهم السلام) ، لأ نّها ـ كما في القرآن الكريم ـ ثبتت على نحو الموجبة الجزئية للأنبياء (عليهم السلام) ، فتثبت لهم (عليهم السلام)بالأولوية القطعية ، كما ثبتت بالروايات الصحيحة.
ويكفيك شاهداً بعض الآيات التي تحكي ثبوت الولاية التكوينية لبعض الأنبياء.
قال سبحانه حكاية عن عيسى بن مريم (عليه السلام):
( إنِّي أخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأنْفَخُ فيهِ فَيَكونُ طَيْراً بِإذْنِ اللهِ )[30].
فقد نسب النبيّ عيسى (عليه السلام)عملية الخلق والنفخ إلى نفسه مع الاحتياط بالرابطة الإلهيّة والتعلّق بالله سبحانه ، وهذا ما نعتقده في الولاية التكوينية ، فإنّها في طول ولاية الله وقدرته ، فهي قدرة في طول قدرة الله وبإذنه ، فليست على نحو الذات والاستقلال.
وقال سبحانه لسليمان:
( هذا عَطاءُنا فامْنُنْ أوْ أمْسِكْ بِغَيْرِ حِساب )[31].
فإنّه سبحانه فوّض إلى سليمان أمر الملك العظيم الذي امتدّ من تسخير الرياح والإنس والجنّ إلى الطيور وغيرها.
وقال في قصّة الاسكندر:
( قُلـْنا يا ذا القَرْنَيْنِ إمَّا أنْ تُعَذِّبَ وَإمَّا أنْ تَتَّخِذَ فيهِمْ حُسْناً )[32].
وهذه واضحة الدلالة في بيان التفويض إليه ، وأ نّه مخيّر بين تعذيبهم أو العفو عنهم.
وقال في قصّة آصف:
( أنا آتيكَ بِهِ قَبْلَ أنْ يَرْتَدَّ إلَيْكَ طَرْفُكَ )[33].
فإنّ آصف كان وزير سليمان كان عنده علم من الكتاب وبعض اسم الله الأعظم ، ففعل ما فعل في عرش بلقيس ، وورد في الروايات أ نّه أعدم ذلك العرش وأنشأ آخر مثله ، وهذا يدلّ على ثبوت التفويض الإلهي لمن عنده علم من الكتاب ـ أي بعض الكتاب ـ فكيف من كان عنده علم الكتاب كلّه ، وهو أمير المؤمنين علي (عليه السلام)وزير رسول الله محمد خاتم النبيّين (عليهم السلام).
وقال سبحانه:
( وَسَخَّرْنا مَعَ داوُدَ الجِبالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فاعِلينَ )[34].
فقوله ( سَخَّرْنا ) تلك الجبال الشامخة وكذا الطيور ، فإنّه يعني الولاية التكوينية ، وإذا ثبتت للأنبياء ، فإنّها تثبت لأوصياء الرسول المختار بطريق أولى ، لأ نّهم أعلى رتبة وأفضل مقاماً ، لكمالهم الأنور ، ولآية أنفسنا وآية التطهير وغير ذلك من الأدلّة العقليّة والنقليّة كما هو ثابت في علم الكلام.
عن الإمام الصادق (عليه السلام)قال: يا أبان ، كيف ينكر الناس قول أمير المؤمنين (عليه السلام)لمّـا قال: لو شئت لرفعت رجلي هذه فضربت بها صدر ابن أبي سفيان بالشام فنكسته عن سريره ، ولا ينكرون تناول آصف وصيّ سليمان عرش بلقيس وإتيانه سليمان به قبل أن يرتدّ إليه طرفه ، أليس نبيّنا أفضل الأنبياء ووصيّه أفضل الأوصياء ، أفلا جعلوه كوصيّ سليمان ؟»[35].
وقال (عليه
السلام):
إنّ الله أدّب رسوله حتّى قوّمه على ما أراد ، ثمّ فوّض إليه
فقال:
ما
آتاكم الرسول فخذوه ، وما نهاكم عنه فانتهوا[36] . فما
فوّض الله إلى رسوله فقد فوّضه إلينا.
إنّ إمامة الإمام الهادي *** حكومة الله على العبادِ
وهي رياسة عن الرحمن *** بنصبه في عالم الإمكانِ
وعن الإمام الصادق (عليه السلام)قال: إنّ الله فوّض إلى سليمان بن داود فقال: ( هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أوْ أمْسِكْ بِغَيْرِ حِساب )[37] ، وفوّض إلى نبيّه فقال: ( ما آتاكُمُ الرَّسولُ فَخُذوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهوا )[38].
ولنا العشرات والمئات من الآيات والروايات الدالّة على ثبوت الولاية التكوينية لمحمّد وآله الأطهار (عليهم السلام).
ولا يقال هذا من المعاجز لإثبات صحّة دعواهم النبوّة أو الإمامة ، ولا علاقة لها بالولاية التكيوينية ، لأ نّه يقال في الجواب: إنّ المعجزة والكرامة فرع الولاية ، فلولا قرب الوليّ من الله سبحانه وحصوله على منزلة القرب الخاصّ الذي هو معنى الولاية الاصطلاحية كما مرّ ، لما استطاع من التأثير في عالم التكوين وفي الأشياء الكونيّة[39].
هذا إجمال ما يقال في
معنى الولاية لغةً واصطلاحاً ، وثمرة التولّي والتبرّي ، وأصناف الناس
في الولاء ، ثمّ انقسامها إلى تشريعية وتكوينية . وحان الموعد أن ندخل
في بيان أصل الولاية وأهميتها البالغة في حياة المؤمن وبعد الممات ، وذلك من
خلال
الثقلين اللذين خلّفهما رسول الله (صلى الله عليه وآله) في حديثه المتواتر
عند الفريقين ـ السنّة والشيعة ـ أ نّه قال ولمرّات
عديدة طيلة حياته المقدّسة: «إنّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله
وعترتي أهل بيتي ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا بعدي أبداً ، وإنّهما لن
يفترقا حتّى يردا عليَّ الحوض»[40].
هذا ، ولا يخفى على القارئ العزيز أ نّي ذكرت أوّلا بعض الآيات الكريمة الواردة في الولاية ، ثمّ عرّجت إلى الولاية مرّة اُخرى من خلال السنّة الشريفة ـ المتمثّلة بقول النبيّ والإمام المعصوم(عليهما السلام) وفعلهما وتقريرهما ـ بشيء من التفصيل ، ثمّ نقلت العبائر المقدّسة من الروايات الشريفة التي وردت فيها كلمة الولاية ومشتقّاتها ، التي تتعلّق بأمير المؤمنين علي (عليه السلام) وأهل بيت رسول الله وعترته الطاهرين (عليهم السلام) ، وذلك من خلال كتاب بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار (عليهم السلام)لشيخنا الأجلّ العلاّمة المجلسي قدّس سرّه الشريف ، معتمداً على المعجم المفهرس[41] ، مع حذف المكرّرات ، فبلغت (1660) مورداً وعبارة ، فتدبّر.
لا يقال هذه روايات ، وأ نّها ضعيفة السند ، فهذه حربة جديدة يستعملها بعض المتفلسفين الجدد والمثقّفين المغرورين والمغرّرين من قبل أعداء الدين ، الذين وقعوا في حبائل الاستعمار الملحد ، وصادتهم الحضارة الغربيّة الفارغة من الأصالة والروح ، المتحكّم بها النزعات المادية والشيطانية ، فاستدبروا مجدهم الأثيل وثقافتهم الإسلامية الغنيّة ، وحضارتهم الأصيلة المرتبطة بالسماء ، فاستعملوا الكلمات الجوفاء ، والألفاظ البرّاقة والجذّابة فضّلوا وأضلّوا ، ويحسبون أ نّهم يحسنون صنعاً ، وأ نّهم من دعاة التقدّم والتمدّن والمجتمع المدني والمنهج العقلاني ، وليس ذلك إلاّ خطوات شيطانية وإيحاءات إبليسية ، فعندما تستدلّ معهم بالبراهين العقليّة والنقليّة ومنها الروايات الشريفة ، سرعان ما يعترضك بأ نّها ضعيفة السند ، وكأ نّه علاّمة في معرفة الأخبار ، وقد راجعها بتمامها ، والحال لا يعرف ألفها من بائها ، فإنّه ليس من أهل الخبرة ، وأ نّه لا يرجع إليهم نخوة وغروراً ، فما يقوله ليس إلاّ من البهتان والافتراء وإنكاراً للحقّ وتعصّباً للباطل ، وإنّه من الشيطان الرجيم ، ووساوسه ودسائسه وخطواته ، فاحذر هؤلاء الشياطين ، وتعوّذ بالله منهم من الجنّة والناس ، فإنّهم سرّاق الدين والأخلاق الإنسانيّة.
واعلم أنّ الأخبار والروايات الشريفة ، إمّا أن تكون من الآحاد أو من المتواتر وهو حجّة بأقسامه الثلاثة ـ اللفظي والمعنوي والإجمالي ـ ، والخبر الواحد إمّا أن يكون صحيح السند أو محفوفاً بالقرائن القطعيّة ، أو ضعيف السند ، فالأوّل والثاني حجّة ، والثالث يؤخذ به لو انجبر بعمل الأصحاب كما في الروايات الفقهيّة العمليّة ، وأمّا الخبر المتواتر ، فإنّه ينقسم إلى لفظي كحديث «لكلّ امرئ ما نوى» ، أو معنوي كالروايات المتعدّدة التي زادت عن الاستفاضة[42] ، وتخبر بقضيّة واحدة ، كالروايات التي تنقل غزوات أمير المؤمنين علي (عليه السلام) ، فإنّها تثبت شجاعته متواتراً بتواتر معنوي ، وهناك قسم ثالث في المتواتر يسمّى بالمتواتر الإجمالي ، وإنّه عبارة عن روايات كثيرة لم تصل إلى حدّ التواتر اللفظي ، إلاّ أ نّه نتيقّن ونقطع أنّ واحدة منها قد صدرت من شفتي المعصوم (عليه السلام) ، فتفيد حينئذ العلم والقطع ، وتكون من الحجّة.
[1]مفردات الراغب: 572.
[2]ق: 16.
[3]المائدة: 55 ـ 56.
[4]النساء: 59.
[5]فصّلت: 31.
[6]فاطر: 15.
[7]التوبة: 116.
[8]مريم: 45.
[9]الأعراف: 30.
[10]الكهف: 102.
[11]العنكبوت: 1.
[12]البقرة: 257.
[13]المائدة: 51 ـ 56.
[14]الكهف: 44.
[15]الممتحنة: 1.
[16]البقرة: 257.
[17]يونس: 62.
[18]لقد ذكرت تفصيل ذلك في كتاب ( هذه هي البراءة ـ التبرّي واللعن على ضوء القرآن والسنّة ـ ) ، فراجع.
[19]الأحزاب: 4.
[20]لقد ذكرت تفصيل ذلك في كتاب ( الأصل حبّنا أهل البيت (عليهم السلام) ) ، فراجع.
[21]الحجّ: 78.
[22]آل عمران: 103.
[23]لقد أثبتنا ذلك في رسالة ( السرّ في آية الاعتصام ) مطبوع ، فراجع.
[24]التحريم: 4.
[25]الأحزاب: 6.
[26]الأحزاب: 36.
[27]آل عمران: 32.
[28]الحشر: 7.
[29]المائدة: 55.
[30]آل عمران: 49.
[31]ص: 39.
[32]الكهف: 86.
[33]النمل: 40.
[34]الأنبياء: 79.
[35]الاختصاص ; للشيخ المفيد: 207.
[36]بصائر الدرجات.
[37]ص: 29.
[38]الحشر: 7.
[39]( عظمة الصدّيقة الكبرى ) للاُستاذ فاضل الفراتي.
[40]لقد بيّنت مصادر الرواية عند الفريقين ووجوه الشبه بين القرآن والعترة في رسالة ( في رحاب حديث الثقلين ) ، فراجع.
[41]المعجم المفهرس لألفاظ بحار الأنوار ، إشراف الاُستاذ علي رضا برازش ( 29: 21966 ـ 22061 ) ( 30: 22063 ـ 22089 ).
وإنّما نقلت ما يرتبط بموضوع الولاية من خلال كلمة الولاية ومشتقّاتها من كتاب البحار ، فضلا عن الكتب الروائية الاُخرى وعن الروايات الكثيرة جدّاً في أمرها ، وكذلك بكلمات اُخرى تدلّ على الولاية ومن شعبها ، وكلّ هذا إنّما يدلّ على عظمتها ومقامها الرفيع ، وأ نّها من الاُصول والأساس ، وأ نّه لولاها لفقدنا كلّ شيء ، فهي من الضرورات التي يستوجب إنكارها دخول النار والعذاب المخلّد وحبط الأعمال ، كما أنّ بها تقبل الأعمال ويثاب المؤمن المطيع ، ويدخل بها جنّات الله سبحانه.
ولا بأس أن اُشير إلى كلمة الولاية ومشتقّاتها كما وردت في المعجم المفهرس وأ نّها تكرّرت آلاف المرّات ، فتدبّر.
أتوالى 13 أتولاّك 12 أتولاّكم 2
أتولاّه 4 أتولاّهم 4 أتولاّهما 2
أتولّى 41 استولاه 1 استولت 4
استولوا 6 استولى 25 استوليت 1
استيلاء 5 الاستيلاء 1 الأولى 5
الأولياء 75 التولّي 2 التولية 4
المتوالية 5 المتواليين 1 المتولّون 1
المتولّي 17 المتولّين 1 المستولي 2
المستولين 8 المولاة 22 المولون 6
الموالي 102 الموالين 12 المولاة 1
المولون 2 المولى 122 الموليان 1
الوالي 110 الواليين 1 الولاء 39
الولاة 82 الولايات 9 الولاية 459
الولي 104 الوليا 2 الوليين 1
أليها 2 اُوالي 20 اُوليك 4
اُواليه 7 اُواليهم 1 أولاك 13
أولاكم 5 أولانا 17 أولاني 3
أولاه 8 أولاها 3 أولاهم 18
اُولّك 2 أولني 2 أولى 935
أولياء 407 أولياءً 4 أولياءك 76
أولياؤك 21 أوليائك 218 أولياءكم 2
أولياؤكم 7 أوليائكم 16 أولياؤكن 1
أولياءنا 19 أولياؤنا 5 أوليائنا 39
أولياءه 120 أولياؤه 51 أوليائه 210
أولياءها 2 أولياؤها 2 أولياءهم 27
أولياؤهم 22 أوليائهم 31 أولياءهما 3
أوليائهما 8 أوليائي 169 أولياه 1
أوليت 18 أوليتك 4 أوليتني 23
أوليتنيه 3 أوليته 12 أوليتهم 1
اُوليك 1 اُوليه 10 باستيلاء 1
بالموالاة 4 بالموالي 4 بالوالي 1
بالولاء 13 بالولاة 1 بالولاية 142
بالولي 3 بأولى 4 بأولياء 4
بأوليائك 13 بأوليائكم 1 بأوليائه 12
بأوليائهم 1 بأوليائي 3 بتولّي 2
بتولّيه 1 بموال 2 بموالاة 11
بموالاتك 11 بموالاتكم 9 بموالاتنا 4
بموالاته 15 بموالاتهم 10 بموالاتهما 1
بموالاتي 1 بموالي 3 بموالينا 2
بمولاك 1 بمولانا 7 بمولاه 5
بمولاهم 1 بمولاي 7 بمولى 4
بولاء 7 بمولى 4 بولاء 7
بولائهم 1 بولاة 3 بولاية 266
بولايتك 48 بولايتكم 25 بولايتكما 2
بولايتنا 67 بولايته 87 بولايتها 2
بولايتهم 28 بولايتهما 2 بولايتي 15
بولي 20 بوليّك 16 بوليّنا 1
بوليّه 4 بوليّي 3 تتولاّهم 1
تتولّى 1 تتولاّني 2 تتولاّه 6
تتولاّهم 1 تتولاّهما 2 تتولّوا 16
تتولّون 4 تتولّوننا 4 تتولّى 15
تستولي 1 تل 1 تلي 20
تليه 3 توال 1 توالاني 2
توالاه 1 تولاّهم 1 توالت 17
تواله 2 توالوا 4 توالون 2
توالي 25 تواليت 1 تواليتم 1
تواليته 1 توالينا 2 تواليه 2
تواليها 1 تول 39 تولاّك 27
تولاّكم 9 تولاّكما 2 تولاّنا 2
تولاّني 21 تولاّه 36 تولاّها 1
تولاّهم 15 تولاّهما 1 تولّت 20
تولّنا 7 تولّني 36 تولّه 3
تولّهم 2 تولّوا 127 تولّون 2
تولوّونه 1 تولّوني 1 تولّوه 2
تولّوهم 11 تولّي 272 تولّيا 6
تولّياه 1 تولّيت 40 تولّيه 4
تولّيك 1 تولّيتم 27 تولّيتني 3
تولّيته 15 تولّيهم 3 تولّيك 1
تولّين 3 تولّينا 2 تولّينه 3
تولّيني 3 تولّيه 13 تولّيها 1
سيلي 3 سيليكم 2 سيليه 1
سيليها 1 سيولون 1 فالأولى 2
فالوالي 3 فالولاية 2 فأولت 2
فأولى 14 فأولياؤه 35 فبولاة 1
فتولاّك 1 فتولّى 23 فتولّني 2
فتولّوا 1 فتولّوني 1 فتولّوه 1
فتولّوهم 3 فتولّى 12 فتولّيتم 2
فتولّيته 2 فتوليته 2 فتولينا 1
فل 2 فلنولينك 11 فليتوال 14
فليتوالك 1 فليتول 57 فليتولك 1
فليوال 7 فمولا 1 فمولاي 1
فمولى 3 فوال 2 فواله 7
فوالي 3 فول 15 فولائي 1
فولاني 1 فولا 55 فولاها 1
فولاية 2 فولايتنا 2 فولايتهم 2
فولت 9 فولنا 3 فولني 1
فوله 3 فولوا 19 فولوه 1
فولوهم 3 فولي 54 فوليا 3
فوليت 10 فوليتم 3 فوليتها 2
فولّينا 4 فيتولاّه 2 فيتولّى 4
فيستولي 4 فيلي 4 فيليانه 1
فيواليه 2 فيولون 1 فيولي 6
كالموالي 2 كأوليائه 1 كولايتي 1
كوليه 2 لألين 1 لألينهم 2
لأواليه 1 لأولى 4 لاُوليا 49
لأوليائك 70 لأوليائكم 7 لأوليائنا 12
لأوليائه 73 لأوليائهم 4 لأوليائهما 3
لأوليائي 23 لتتولّى 2 لتلين 1
لتوالي 1 لتولّوا 1 لتولين 1
للأولياء 5 للمتولي 1 للموالي 2
للموالين 2 للمولى 4 للوالي 11
للولاة 1 للولاية 4 للولي 1
لموال 1 لموالاة 9 لموالاتكما 1
لمولاته 1 لموالاتي 1 لموالي 1
لموليك 3 لمواليكم 1 لموالينا 1
لمواليه 2 لمواليها 1 لمواليهم 1
لمولاتها 1 لمولاك 7 لمولانا 24
لمولاه 16 لمولاها 1 لمولاهم 2
لمولاي 8 لمولى 6 لمولييه 1
لتلي 3 لنولينك 1 للوالي 2
للولائي 1 لولاة 9 لولاتي 1
لولاية 22 لولايتك 10 لولايتكم 6
لولايتنا 17 لولايته 1 لولايتهم 12
لولايتهما 5 لولايتي 1 لولوا 1
لولوه 1 لولي 27 لوليت 1
لوليتك 2 لوليك 18 لوليكم 7
لولينا 2 لوليه 27 لوليها 2
لوليي 5 ليتول 4 ليتولوا 2
ليلي 1 ليلين 1 ليوال 6
ليولن 2 ليولون 1 ليولي 1
متوالياً 4 متواليات 5 متواليه 2
متول 1 متولياً 1 متولين 1
متوليهم 1 مستول 6 مستولياً 1
موال 30 موالاة 92 موالاتكم 12
موالاتنا 20 موالاته 19 موالاتهم 14
موالاتهما 4 موالاتي 11 موالون 1
موالوه 1 موالي 120 موالياً 47
مواليات 1 مواليك 56 مواليكم 23
موالين 2 موالينا 73 مواليه 156
مواليها 8 مواليهم 28 مواليهما 1
مول 6 مولائي 2 مولاة 35
مولاتك 8 مولاتكم 1 مولاتنا 6
مولاته 8 مولاتها 5 مولاتي 27
مولاك 118 مولاكم 22 مولاكما 1
مولانا 338 مولاه 689 مولاها 27
مولاهم 24 مولاهما 1 مولاي 1208
مولايا 35 مولوي 1 مولى 508
موليا 26 مولياته 1 موليان 3
مولياه 2 مولية 7 موليكم 5
موليه 2 موليها 1 موليهم 6
موليين 6 مولييه 1 نتوالاه 1
نتولّ 1 نتولاّكم 1 نتولاّه 3
نتولاّهم 1 نتولّى 11 نلي 2
نواله 1 نوالي 8 نواليه 1
نوله 7 نولي 9 نوليك 2
وال 201 والاك 28 والاكم 11
والانا 8 والاني 9 والاه 178
والاها 3 والاهم 44 ولاه 8
والت 5 والته 1 واله 1
والوا 11 والوك 1 والوهم 2
والى 92 واليا 18 واليت 50
واليتم 2 واليتموه 1 واليته 5
والينا 9 واليه 2 واليها 5
واليهم 1 ول 6 ولاء 15
ولاءً 4 ولائك 1 ولاءكم 1
ولائكم 2 ولاءنا 2 ولاءه 2
ولاؤه 12 ولاءها 3 ولائها 1
ولاؤهم 1 ولائهم 1 ولائي 4
ولاة 135 ولاتك 1 ولاتكم 2
ولاتنا 1 ولاته 18 ولاتها 2
ولاتهم 8 ولاتي 2 ولاك 15
ولاكم 1 ولاكها 1 ولانا 2
ولاني 6 ولانيها 1 ولاه 61
ولاها 2 ولاهم 16 ولاهما 1
ولاية 736 ولايتك 96 ولايتكم 36
ولايتكما 1 ولايتكها 1 ولايتنا 198
ولايته 226 ولايتها 1 ولايتهم 77
ولايتهما 7 ولايتي 62 ولي 1478
وليا 199 وليان 4 وليت 62
ولية 2 وليتك 26 وليتكم 7
وليتكها 3 وليتم 15 وليتماه 2
وليتموه 4 وليتموها 2 وليتنا 2
وليتني 1 وليته 19 وليها 4
وليتهما 2 وليت 282 وليكم 131
وليكما 2 ولينا 84 وليناك 1
وليني 9 وليه 238 وليها 36
وليهم 28 وليهما 3 وليي 162
ولييك 1 وليين 2 يتوالا 1
يتوالاك 1 يتوالانا 3 يتوالاني 1
يتولاه 1 يتوالون 1 يتوالونكم
يتوالى 8 يتول 14 يتولاك 2
يتولاكم 4 يتولانا 14 يتولاني 2
يتولاه 29 يتولاها 1 يتولاهم 8
يتولاهما 2 يتولكم 1 يتولنا 2
يتوله 2 يتولهم 6 يتولوا 3
يتولون 19 يتولونا 4 يتولونك 2
يتولونكم 5 يتولوننا 1 يتولونه 9
يتولونهم 2 يتولوهم 1 يتولى 85
يتولين 2 يستولون 1 يستولي 10
يل 1 يلون 8 يلونكم 4
يلونه 6 يلونهم 15 يلوني 2
يلي 257 يليا 1 يليان 8
يليك 3 يلين 2 يلينا 5
يليني 1 يليه 67 يليها 31
يليهم 19 يليها 2 يوال 2
يوالك 3 يوالوا 2 يوالون 8
يوالونه 1 يوالونهم 1 يوالوني 1
يوالوه 1 يوالي 28 يواليك 6
يواليكم 1 يوالينا 5 يواليني 4
يواليه 5 يواليهم 1 يول 4
يولهم 7 يولهما 1 يولوا 1
يولوكم 2 يولون 15 يولوهم 2
يولي 24 يوليك 6 يولينا 2
يوليني 1 يوليه 10 يوليها 1
يوليهم 3 يولينهما 1
[42]الخبر المستفيض ما زاد عن الآحاد ولم يصل إلى حدّ التواتر.
وروايات الولاية حتّى ولو كانت من الضعاف ـ على فرض المحال وفرض المحال غير محال ـ فإنّها من المتواتر الإجمالي الذي يفيد القطع واليقين ، فلا يمكن لأحد إنكارها ورفضها ، إلاّ المعاند والمكابر الأرمد عن الحقّ ، كالأعمى الذي ينكر نور الشمس ، ومثل هذا قد استحوذ عليه الشيطان فكان من حزبه وأعوانه وإنّه الرجيم البعيد عن رحمة ربّه ، فلا يهتدي إلى الصراط المستقيم.