10 ـ باب ( الناس يحبّون حبيب الله )

لقد حدث في حياتك ولو لمرّة ، أ نّه ترى شخصاً لم تره من قبل ، ولكن تشعر من قلبك أ نّك تحبّه ، حتّى تقول لآخر : لا أدري لماذا اُحبّ هذا الشخص مع أ نّي لم ألتقِ به من قبل ؟ !

هذا يرجع إلى أمر غيبي ، فإنّ من كان حبيب الله ، فإنّه سبحانه يلقي محبّته وودّه في قلوب المؤمنين ( سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدَّاً )[1] ، وحتّى ورد في الخبر الشريف : إنّ محبّة المؤمن تلقى في الماء ، فمن شرب من ذلك الماء ، فإنّه يحبّ المؤمن . وكأ نّه هذا من الاُمور التكوينيّة ، وورد « أنّ الكاسب حبيب الله » و « أنّ المجاهد في سبيل الله حبيب الله » ، فكلّ واحد منّا يحبّ الكاسب والكادّ لعياله ، الذي يبذل ما في وسعه ويتعب نفسه من أجل راحة وترفيه عائلته واُسرته ، كما إنّ كلّ واحد منّا يحبّ المجاهد ، حتّى ولو لم يعرفه ، وهذا من الأسرار الغيبيّة ، كما أ نّه يحبّ المحبوب عند الله عزّ وجلّ.

والعجيب أنّ محبّ الله يحبّه من في السماوات والأرض من الطيبّين الأخيار.

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : إذا أحبّ الله عبداً من اُمّتي قذف في قلوب أصفيائه وأرواح ملائكته وسكّان عرشه محبّته ، ليحبّوه ، فذلك المحبّ حقّاً ، طوبى له ثمّ طوبى له ، وله عند الله شفاعة يوم القيامة[2].


[1]مريم : 96.

[2]البحار 67 : 24 ، عن مصباح الشريعة : 64.

11 ـ باب ( كيف ندعو الناس إلى حبّ الله )