![]() |
![]() |
![]() |
قال الله تعالى :
( تِلـْكَ مِنْ أنْباءِ الغَيْبِ نوحيها إلَيْكَ ما كُنْتَ تَعْلَمُها أنْتَ وَلا قَوْمَكَ مِنْ قَبْلِ هذا فَاصْبِرْ إنَّ العاقِبَةَ لِلـْمُتَّقينَ )[1].
بعد أن حكى الله سبحانه قصّة نبيّه نوح (عليه السلام) لخاتم الأنبياء وأشرف خلق الله محمّد (صلى الله عليه وآله) ، يشير عليه أنّ هذا الوحي إنّما هو من عنده ، وأنّ النبيّ كان اُمّيّاً لا يعلمها هو ولا قومه من قبل هذا ، ثمّ نتيجة القصّة والعبرة فيها : أنّ نوح صبر في مقام تبليغ الرسالة وإن كان يدعوهم ليلا ونهاراً ولم يستجيبوا له إلاّ القليل ، فإنّ أكثرهم كانوا من الكاذبين الفاسقين ، لأ نّهم لا تقوى لهم ، إلاّ أنّ عاقبة الأمر أنّ الغلبة تكون مع المرسلين ( لأغْلِبَنَّ أنا وَرُسُلي ) وتكون حسن العاقبة للمتّقين كما كان لأصحاب نوح المؤمنين ، فاصبر يا رسول الله فإنّ العاقبة لأهل بيتك وأصحابك المتّقين ، وهم قلّة من المسلمين ، وشعارهم في الحياة الدنيا الصبر والتقوى وانتظار الفرج وحسن العاقبة ، فيتواصون بالحقّ بأمير المؤمنين علي (عليه السلام) ويتواصون بالصبر على الولاية وتحمّل الأذى من أجلها.
[1]هود : 49.
![]() |
![]() |
![]() |