![]() |
![]() |
![]() |
الأكثريّة قوم سوء
قال الله تعالى :
( وَنَصَرْناهُ مِنَ القَوْمِ الَّذينَ كَذَّبوا بِآياتِنا إنَّهُمْ كانوا قَوْمَ سَوْء فَأغْرَقْناهُمْ أجْمَعينَ )[1].
عندما نرجع إلى قصّة نوح (عليه السلام) نرى مجموعة قليلة جدّاً ركبت سفينته المباركة ، وأمّا أكثر الناس فقد أغرقهم الله سبحانه ، لأ نّهم كانوا يكذّبون بآيات الله وينكرونها ويعادونها ، إنّهم عملوا السوء والفحشاء حتّى اسودّت قلوبهم وقُفلت أبوابها ، فلا تدخل الرحمة الإلهيّة فيها ، ولم ينفعهم نصح الناصحين ووعظ الواعظين ، فكلّما يدعوهم صلحاؤهم كالأنبياء والأوصياء والعلماء الصلحاء الذين هم ورثة الأنبياء ، إلى الهداية والتقوى فإنّهم يكذّبونه ويحاربونه ويفترون عليه بافتراءات يهتزّ منها عرش الله جلّ جلاله ، إلاّ أنّ الله وعد رسله بالغلبة ( كَتَبَ اللهُ لأغْلِبَنَّ أنا وَرُسُلي )[2] وينصر المؤمنين ويؤازرهم بتأييداته وألطافه الخفيّة والجليّة ، ويجعل اللعنة على القوم الظالمين قوم سوء ، فيغرقهم أجمعين.
فإذا أردت أن تكون من أهل الحقّ والهداية والعمل الصالح ، وتنجو من السوء ومن تبعاته ، ومن الغرق والعذاب الإلهي ، فعليك أن تركب سفينة النجاة التي أيّدها الله على طول التأريخ وعلى مدى العصور ، ألا وهي سفينة الحسين (عليه السلام) ، فما أكثر الطغاة والجبابرة من بعد ثورته الخالدة أرادوا أن يطفؤوا نور الله ، فحاربوا قضيّة سيّد الشهداء وقصّة كربلاء وواقعة الطفّ الأليمة ، إلاّ أنّ الله متمّ نوره ولو كره الكافرون ، ففي كلّ عام تزدهر سفينة الحسين (عليه السلام) المتمثّلة بالشعائر الحسينيّة بأروع وأجمل وأعمق ازدهار ، وينتشر مذهب أهل البيت (عليهم السلام) من خلال إحياء الشعائر والمآتم الحسينيّة بكلّ مظاهرها القديمة والجديدة ، فمن أراد النجاة والاستضواء بالمصباح والسراج ، فإنّ الحسين (عليه السلام) مصباح الهداية وسفينة النجاة.
[1]الأنبياء : 77.
[2]المجادلة : 21.
![]() |
![]() |
![]() |