32  ـ  السلامة  والبركة

قال الله تعالى :

( قيلَ يا نوحُ اهْبِطْ بِسلام مِنَّا وَبَرَكات عَلَيْكَ وَعَلى اُمِم مِمَّنْ مَعَكَ )[1].

( سلامٌ عَلى نوح في العالَمينَ * إنَّا كَذلِكَ نَجْزي الُمحْسِنينَ * إنَّهُ مِنْ عِبادِنا المُؤْمِنينَ * ثُمَّ أغْرَقْنا الآخَرينَ )[2].

من أسماء الله الحسنى السلام ، فهو السلام ومنه السلام وإليه السلام ، ومن سلامه التسليم بسلامه على رسله وأنبيائه ، فسلام الله على آدم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمّد وكلّ الأنبياء والمرسلين أبداً بعدد علم الله سبحانه.

كما إنّ من أسماء الله المبارك ، والبركة تعني الخير المستقرّ والمستمرّ ، فينادي الله عبده نوح بعد أن نجّاه وقومه القليل وأهلك الكثير أن ( يا نوحُ اهْبِطْ بِسلام مِنَّا وَبَرَكات عَلَيْكَ وَعَلى اُمِم مِمَّنْ مَعَكَ ) ، فهؤلاء تشملهم الرحمة الرحيميّة ، فإنّهم من المحسنين ، فعليهم سلام الله وبركاته في العالمين ، جيلا بعد جيل ، وهذا جزاء الله لمن كان محسناً ومؤمناً ، وأمّا غيره فأغرقنا الآخرين.

وهذا جار في اُمّة خاتم النبيّين وسيّد المرسلين محمّد (صلى الله عليه وآله) ، ممّن ركب سفينته سفينة أمير المؤمنين وأهل بيته الطاهرين ، لا سيّما سفينة الحسين (عليه السلام) ، فإنّه من المحسنين والمؤمنين ، فعليه سلام الله وبركاته أبد الآبدين ، وأمّا أعداؤهم ، وغاصبي حقوقهم ، ومنكري فضائلهم فهم من الهالكين وأغرقنا الآخرين.


[1]هود : 48.

[2]الصافّات : 79 ـ 82 .

33 ـ النجاة من الكروب