![]() |
![]() |
![]() |
من لم يركب السفينة فهو من الغاوين
قال الله تعالى :
( وَلا أقولُ لَكُمْ عِنْدي خَزائِنُ اللهِ وَلا أعْلَمُ الغَيْبِ وَلا أقولُ إنِّي مَلَكٌ وَلا أقولُ لُلَّذينَ تَزْدَري أعْيُنُكُمْ لَنْ يُؤْتيَهُمُ اللهُ خَيْراً اللهُ أعْلَمُ بِما في أنْفُسِهِمْ إنِّي إذاً لَمِنَ الظَّالِمينَ * قالوا يا نوحُ قَدْ جادَلـْتَنا فَأكْثَرْتَ جِدالَنا فَأتِنا بِما تَعِدُنا إنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقينَ * قالَ إنَّما يَأتيكُمْ بِهِ اللهُ إنْ شاءَ وَما أنْتُمْ بِمُعْجِزينَ * وَلا يَنْفَعُكُمْ نُصْحي إنْ أرَدْتُ أنْ أنْصَحَ لَكُمْ إنْ كانَ اللهُ يُريدُ أنْ يغْويكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ وَإلَيْهِ تُرْجَعونَ )[1].
الإغواء بمعنى الضلال والانحراف ، فمن غرّته الدنيا ومظاهرها الخلاّبة من الأموال والجاه والمقام والنساء والملاذّ ، فإنّه يحتقر الضعفاء من المؤمنين فيزدريهم في نظراته ، ويجادل بالباطل ، ويأمن مكر الله ، ولا ينفعه نصح الناصحين ، فيرتكب الذنوب والمعاصي حتّى يسودّ قلبه ويستولي عليه ظلمة الجهل ، فيضلّه الله عن علم ويغويه عن الصراط المستقيم ، فإنّه هداه النجدين ، طريق الخير والجنّة ، وطريق الشرّ والنار ، إلاّ أ نّه اختار نجد النار وطريق الشرّ بارتكاب الآثام والفواحش ، فأضلّه الله وأغواه ، فإنّه بنفسه اتّبع خطوات الشيطان وغوايته :
( قالَ بِعِزَّتِكَ لأغْوِيَنَّهُمْ أجْمَعينَ إلاّ عِبادَكَ مِنْهُمُ الُمخْلَصينَ )[2].
وقليل اُولئك المخلصون الشاكرون ، وأكثرهم من الغاوين ، فتركوا سفينة نوح ، كما تركوا سفينة محمّد (صلى الله عليه وآله) ، وانقلبوا على أعقابهم وارتدوّا عن الولاية والخلافة الحقّة ، وهذا الأمر سار إلى اليوم الموعود ، الذي وعد الله الشيطان بإمهاله إلى ذلك اليوم.
ففي كلّ زمان يكون الصراع بين الحقّ والباطل ، بين يزيد السفّاك شارب الخمور وبين سبط الرسول سيّد الشهداء الإمام الحسين (عليه السلام) ، وفي كلّ زمان ومكان يكون الصراع بين المعسكر اليزيدي والمعسكر الحسيني ، فكلّ يوم عاشوراء ، وكلّ أرض كربلاء.
وإنّما ينجو في الحياة الدنيا والآخرة من ركب سفينة الحسين (عليه السلام) ، فإنّه كتب على عرش الله : « الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة ».
[1]هود : 31 ـ 34.
[2]ص : 82 .
![]() |
![]() |