9  ـ  حقيقة  المودّة

هناك من يدّعي مودّة أهل البيت (عليهم السلام) ومحبّتهم ، على أنّ المطلوب منّا ذلك أجراً للرسالة المحمّديّة كما في قوله تعالى :

( قُلْ لا أسْألُكُمْ أجْراً إلاّ المَوَدَّةَ في القُرْبى )[1].

فيكتفون بالمحبّة الظاهريّة ، والمودّة السطحيّة ، من دون عمق في الوجود الذي يتجلّى في الجوارح ، في اتّباعهم في الأحكام الصادرة من معدنهم ، معدن الوحي والرسالة.

فيحبّون أهل البيت (عليهم السلام) ، إلاّ أ نّهم لا يأخذون أحكامهم منهم ، بل يطرقون أبواب غيرهم ، ويأخذون العلم من غيرهم ، وطلب الهداية من غيرهم مساوغ لإنكارهم ، وكيف يكون الحبّ من دون الاتّباع :

( قُلْ إنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعوني يُحْبِبْكُمُ اللهُ )[2].

ومقايسة آية السفينة مع حديثها الشريف يدلّ على ذلك ، فإنّه كان بين نوح وولده المحبّة والقرابة والمودّة ، ومن حبّ نوح لولده دعاه ليركب سفينته ، كما أنّ الولد يحبّ الوالد ، ولكن هذا الحبّ لا يكفي في النجاة من الطوفان ، بل لا بدّ من العمل ومن ركوب السفينة ، فلا بدّ من الاتّباع العملي والقولي ، كما لا بدّ من المحبّة القلبيّة.

فحبّ بلا اتّباع عملي وعقيدتي دين غير كامل ، إنّما كمل الدين بولاية أمير المؤمنين علي (عليه السلام) يوم الغدير ، وبأهل البيت الأئمة الهداة المهديّين (عليهم السلام).


[1]الشورى : 23.

[2]آل عمران : 31.

10 ـ استمرار الإمامة