![]() |
![]() |
![]() |
الأكثريّة أهل الضلال
قال الله تعالى :
( وَقَدْ أضَلُّوا كَثيراً ولا تَزِدِ الظَّالِمينَ إلاّ ضَلالا )[1].
على المؤمن الرسالي كما علّمنا أمير المؤمنين علي (عليه السلام) في نهجه القيّم : « لا تستوحشوا في طريق الهدى من قلّة أهله » ، أن لا يستوحش من قلّة عددهم ، فإنّ الدين مجموعة قوانين إلهيّة تكليفيّة تقيّد الإنسان في ملاذّه وما تشتهيه نفسه الأمّارة بالسوء ، وهذا ما يصعب على الإنسان فإنّه يريد أن يتحرّر من القيود ، حتّى قيود الشرع المقدّس ، وإن كانت هذه القيود في الحقيقة إنّما تحرّره من عبادة غير الله ليعبد الله وحده ، وتجعله إنساناً متحرّراً بتمام معنى الحرّية الصادقة المطابقة لفطرته السليمة ، ولكن مع هذا يفرّ من التكاليف والقيود ظنّاً منه بوهم شيطاني ووساوس شيطانيّة من الجنّ والإنس أ نّه يصل إلى الحرّية ، فيريد أن يتحرّر حتّى من الدين ويقول كفراً وظلماً « الدين أفيون الشعوب » ، فأكثر الناس في ضلال عن الحقّ والحقيقة ، فيتّبعون أهواءهم وأصحاب الدنيا ، ليشبعوا غرائزهم الحيوانيّة ، فهم كالأنعام بل أضلّ سبيلا . فيفقد مقام الإنسانية ، ويكون حيواناً أو كآلة صمّـاء في عجلة دوّارة ، لا يفهم من الحياة شيئاً ويعيش على هامش الحياة ، وقد كان المفروض منه أن يعيش في متنها وواقعها ، لأنّ الله خلق الأشياء كلّها من أجله ، وخلقه من أجله ، كما في الحديث القدسي ، قال الله سبحانه في شأن الإنسان : « خلقت الأشياء من أجلك ، وخلقتك من أجلي » ، فجاء الإنسان ليكون خليفة الله في أرضه في أسمائه الحسنى وصفاته العليا ، في أحسن تقويم ، إلاّ أ نّه باختياره طريق الشرّ وسبيل النار صار في أسفل السافلين ، فأكثر الناس في ضلال مبين ، فلا تستوحش في طريق الحقّ من قلّة أهله.
عليك أن تكون في الفرقة الناجية ، وإنّما تسئل يوم القيامة : ( وَقِفُوهُمْ إنَّهُمْ مَسْؤولونَ ) عن ذلك ، ولا يعذر المرء بتقليد الآباء ووعّاظ السلاطين.
عليك أن تركب سفينة النجاة المتمثّلة بمذهب الإمام الحسين (عليه السلام) ، بمذهب أهل البيت (عليهم السلام) :
( وَقَدْ أضَلُّوا كَثيراً وَلا تَزِدِ الظَّالِمينَ إلاّ ضَلالا ).
[1]نوح : 24.
![]() |
![]() |
![]() |