![]() |
![]() |
![]() |
من لم يركب السفينة فهو من الجاهلين
قال الله تعالى :
( وَلَقَدْ أرْسَلـْنا نوحاً إلى قَوْمِهِ إنِّي لَكُمْ نَذيرٌ مُبينٌ * ألاّ تَعْبُدوا إلاّ اللهَ إنِّي أخافُ عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْم أليم * فَقالَ المَلأُ الَّذينَ كَفَروا مِنْ قَوْمِهِ ما نَراكَ إلاّ بَشَراً مِثْلنا وَما نَراكَ اتَّبَعَكَ إلاّ الَّذينَ هُمْ أراذِلُنا باديَ الرَأيِ وَما نَرى لَكُمْ عَلَيْنا مِنْ فَضْل بَلْ نَظُنُّكُمْ كاذِبينَ * قالَ يا قَوْمِ أرَأيْتُمْ إنْ كُنْتُ عَلى بَيِّنَة مِنْ رَبِّي وَآتاني رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ فَعَميَتْ عَلَيْكُمْ أنُلـْزِمُكُموها وَأنْتُمْ لَها كارِهونَ * وَيا قَوْمِ لا أسْألُكُمْ عَلَيْهِ مالا إنْ أجْريَ إلاّ عَلى اللهِ وَما أنا بِطارِدِ الَّذينَ آمَنوا إنَّهُمْ مُلاقو رَبِّهِمْ وَلـكِنِّي أراكُمْ قَوْماً تَجْهَلونَ )[1].
خلق الله الجهل من الظلمة ، كما خلق العقل والعلم من نوره ، فالعاقل العالم من يتّبع الحقّ ويكون معه في كلّ شيء ، لا يحيف عنه ولا ينحرف منه ، بل يركب سفينته ، ويطيع ربّان السفينة ، فإنّه يدعوه إلى الحقّ ، إلى عبادة الله سبحانه ، وإنّه يخاف عليه من عذاب يوم أليم ، فإنّه على بيّنة من ربّه ، وآتاه الله رحمته من عنده ، ولكن أكثر الناس للحقّ كارهون ، يفترون على نبيّهم ، وكفروا بربّهم ، فكانوا من الهالكين.
وكذلك من لم يطع النبيّ في أهل بيته (عليهم السلام) ، ولم يركب سفينة النجاة ، فإنّه بلا شكّ يغرق ويهلك ، وإن كان يحسب في دنياه أ نّه على الحقّ ، وأ نّه يحسن صُنعاً ، ولكنّ الملاك هو متابعة الحقّ وركوب السفينة ، وإلاّ فكلّ حزب بما لديهم فرحون ، فمن كان إلهيّاً نبويّاً علويّاً حسينيّاً إماميّاً ، يعني اهتدى بمصباح الهداية وركب سفينة النجاة ، فإنّه بلا ريب ينجو في المعاد ، ويسعد بدخوله الجنّات ، لمثل هذا فليعمل العاملون.
[1]هود : 25 ـ 29.
![]() |
![]() |
![]() |