10  ـ  استمرار  الإمامة

لا بدّ من استمرار الإمامة ، والأدلّة القاطعة والبراهين الساطعة تدلّ على ذلك ، كما هو ثابت في محلّه ، فإنّ الحديث النبويّ المتواتر عند الفريقين السنّة والشيعة « من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة الجاهلية » يدلّ على ذلك بوضوح[1].

كما يدلّ عليه حديث الثقلين المتواتر لفظاً ومعنىً ، إجمالا وتفصيلا عند الفريقين ـ السنّة والشيعة ـ في قول رسول الله (صلى الله عليه وآله) : « إنّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل البيت ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا بعدي ابداً وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض »[2].

فلمّـا كان القرآن الكريم خالداً وأبداً إلى يوم القيامة ، فكذلك أهل البيت (عليهم السلام) لعدم الافتراق بينهما في كلّ شيء في البداية والنهاية ، ولمّـا كان الطوفان مستمرّاً إلى يوم الظهور والحوادث والبدع والضلالات مستمرّة إلى اليوم الموعود ، فلا بدّ من وجود سفينة النجاة ، وإنّها مستمرّة ودائمة بدوام الحياة ، لا تنحصر بعصر دون عصر ، ولا تختصّ بجيل دون جيل ، بل هي في كلّ العصور وعلى مدى الأحقاب والأجيال.

وسفينة أهل البيت (عليهم السلام) وسفينة الإمام الحسين (عليه السلام) إنّما يمثّلها ويسوقها ويقودها بوجوده المقدّس صاحب الزمان (عليه السلام) الذي لولاه لساخت الأرض بأهلها ، فبوجوده ثبتت الأرض والسماء وبيمنه رزق الورى ، فهو قطب عالم الإمكان ، شريك القرآن ، إمام الإنس والجانّ ، صاحب العصر والزمان ، الحجّة الثاني عشر ، الإمام المنتظر عجّل فرجه الشريف وجلعنا من خلّص شيعته وأنصاره والمهتدين بمصباحه وراكبي سفينته.


[1]ذكرت ذلك بالتفصيل في ( الإمام المهدي (عليه السلام) وطول العمر في نظرة جديدة ) ، فراجع.

[2]ذكرت الحديث وأسانيده وشرحه بالتفصيل في ( السرّ في آية الاعتصام ) ، و ( في رحاب حديث الثقلين ) ، فراجع.

11 ـ خلائف في الأرض