الفصل  الثاني - العرش  في  القرآن  الكريم

لقد وردت كلمة ( العرش ) ومشتقّاتها في القرآن الكريم في 33 موضعاً ، بعضها بالمعنى اللغوي ، وبعضها بمعنى جديد ، وهو عرش الله عزّ وجلّ.

فمن الأوّل :

قوله تعالى في قصّة بلقيس ملكة سبأ مع النبيّ سليمان في سورة النمل في قوله تعالى :

( وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقالَ ما لِيَ لا أرى الهُدْهُدَ أمْ كانَ مِنَ الغائِبينَ لاَُعَذِّبَنَّهُ عَذاباً شَديداً أوْ لاَذْبَحَنَّهُ أوْ لَيَأتيني بِسُلـْطان مُبين فَمَكَثَ غَيْرَ بَعيد فَقالَ أحَطْت بِما لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَأ بِنَبَأ يَقين إنِّي وَجَدْتُ امْرَأةً تَمْلُكُهُمْ وَاُوْتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْء وَلَها عَرْشٌ عَظيمٌ ... قالَ يا أ يُّها المَلأ أ يُّكُمْ يَأتيني بِعَرْشِها قَبْلَ أنْ يَأتوني مُسْلِمينَ قالَ عِفْريتٌ مِنَ الجِنِّ أنا آتيكَ بِهِ قَبْلَ أنْ تَقومَ مِنْ مَقامِكَ وَإنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أمينٌ قالَ الَّذي عِنْدَهُ عِلـْمٌ مِنَ الكِتابِ أنا آتيكَ بِهِ قَبْلَ أنْ يَرْتَدَّ إلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّـا رَآهُ مُسْتَقِرَّاً عِنْدَهُ قالَ هذا مِنْ فَضْلِ رَبِّي ... قالَ نَكِّروا لَها عَرْشَها ... أهكَذا عَرْشُكِ قالَت كَأ نَّهُ هُوَ ... )[1].

وقوله تعالى في قصّة فرعون :

( وَدَمَّرْنا ما كانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَما كانوا يَعْرُشونَ )[2].

وقوله تعالى في خطابه مع النحل :

( أنِ اتَّخِذي مِنَ الجِبالِ بُيوتاً وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّـا يَعْرُشونَ )[3].

وفي قصّة يوسف مع أبويه وإخوته بعد اللقاء في قوله تعالى :

( وَرَفَعَ أبَوَيْهِ عَلى العَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّداً )[4].

وفي قصّة شعيب وسؤاله عن إحياء الأموات :

( أوْ كَالَّذي مَرَّ عَلى قَرْيَة وَهِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُروشِها )[5].

وفي وصف البساتين وما فيها في قوله تعالى :

( وَهُوَ الَّذي أنْشَأ جَنَّات مَعْروشات وَغَيْرَ مَعْروشات وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفاً اُكُلُهُ )[6].

وفي قصّة المحاورة بين المؤمن والكافر :

( فَأصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلى ما أنْفَقَ فيها وَهيَ خاوِيَةٌ عَلى عُروشِها )[7].

وفي قوله تعالى :

( وَهِيَ ظالِمَةٌ فَهِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُروشِها )[8].

ومن الثاني المصطلح في لغة القرآن الكريم ، فإنّه سبحانه يذكر عرشه ، تارةً باعتبار استوائه عليه ، واُخرى بوصفه أ نّه صاحب العرش وربّه ، وثالثةً باعتبار حمّـالة العرش من الملائكة وغيرهم.

فمن الأوّل قوله تعالى :

( ثُمَّ اسْتَوى عَلى العَرْشِ يُغْشي اللَّيْلَ النَّهارَ )[9].

( ثُمَّ اسْتَوَى عَلى العَرْشِ يُدَبِّرُ الأمْرَ )[10].

( ثُمَّ اسْتَوى عَلى العَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالقَمَرَ كُلٌّ يَجْري لأجَل مُسَمَّىً )[11].

( الرَّحْمنُ عَلى العَرْشِ اسْتَوى )[12].

( ثُمَّ اسْتَوى عَلى العَرْشِ الرَّحْمنُ فَسْئَلْ بِهِ خَبيراً )[13].

( ثُمَّ اسْتَوى عَلى العَرْشِ ما لَكُمْ مِنْ دونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا شَفيع )[14].

( ثُمَّ اسْتَوى عَلى العَرْشِ يَعْلَمُ ما يَلِجُ في الأرْضِ وَما يَخْرُجُ مِنْها )[15].

ومن الثاني :

( عَلَيْهِ تَوَكَّلـْتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظيمِ )[16].

( إذاً لابْتَغَوْا إلى ذي العَرْشِ سَبيلا )[17].

( فَسُبْحانَ اللهِ رَبِّ العَرْشِ عَمَّـا يَصِفونَ )[18].

( قُلْ مَنْ رَبُّ السَّماواتِ السَّبْعِ وَرَبُّ العَرْشِ العَظيمِ )[19].

( فَتَعالى اللهُ المَلِكُ الحَقُّ لا إلـهَ إلاّ هُوَ رَبُّ العَرْشِ الكَريمِ )[20].

( اللهُ لا إلـهَ إلاّ هُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظيمِ )[21].

( رَفيعُ الدَّرَجاتِ ذو العَرْشِ )[22].

( سُبْحانَ رَبِّ السَّماواتِ وَالأرْضِ رَبِّ العَرْشِ عَمَّـا يَصِفونَ )[23].

( إنَّهُ لَقَوْلُ رَسول كَريم ذي قُوَّة عِنْدَ ذي العَرْشِ مَكين )[24].

( وَهُوَ الغَفورُ الوَدودُ ذو العَرْشِ الَمجيدِ )[25].

ومن الثالث :

( وَتَرى المَلائِكَةَ حافِّينَ مِنْ حَوْلِ العَرْشِ )[26].

( الَّذينَ يَحْمِلونَ العَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ )[27].

( وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذ ثَمانِيَةٌ )[28].

هذا إجمال ما أردنا بيانه من جملة الآيات الكريمة التي وردت في القرآن الكريم بلفظ العرش ومشتقّاته ، لغةً واصطلاحاً ، وأمّا التفصيل فيتبيّن من المباحث الآتية.


[1]النمل : 20 ـ 42.

[2]الأعراف : 137.

[3]النحل : 68.

[4]يوسف : 100.

[5]البقرة : 259.

[6]الأنعام : 141.

[7]الكهف : 42.

[8]الحجّ : 45.

[9]الأعراف : 54.

[10]يونس : 3.

[11]الرعد : 2.

[12]طه : 5.

[13]الفرقان : 59.

[14]السجدة : 4.

[15]الحديد : 4.

[16]التوبة : 129.

[17]الإسراء : 42.

[18]الأنبياء : 22.

[19]المؤمنون : 86 .

[20]المؤمنون : 116.

[21]النمل : 23.

[22]غافر : 15.

[23]الزخرف : 82 .

[24]التكوير : 20.

[25]البروج : 15.

[26]الزمر : 75.

[27]غافر : 7.

[28]الحاقّة : 17.

الفصل الثالث