![]() |
![]() |
![]() |
الأكثريّة من المستكبرين
قال الله تعالى :
( قالَ رَبِّ إنِّي دَعَوْتُ قَوْمي لَيْلا وَنَهاراً * فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعائي إلاّ فِراراً * وَإنِّي كُلَّما دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلوا أصابِعَهُمْ في آذانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيابَهُمْ وَأصَرُّوا وَاسْتَكْبَروا اسْتِكْباراً )[1].
الكبرياء رداء الله سبحانه فهو الكبير الأكبر المتكبّر ، فمن نازع الله في ردائه أكبّه الله على منخريه في النار ، فأراد الله لعباده التواضع والخشوع والخضوع والعبوديّة ، فمن فعل ذلك أفاض الله عليه من سعة رحمته ، حتّى يفعل ما يفعله ، فإنّ العبوديّة جوهرة كنهها الربوبيّة ، فلم يرضَ الله للعباد التكبّر وطلب التكبّر الذي يعني الاستكبار على الغير ، فإنّه قد ذمّ ذلك وأوعد عليه النار ، أمّا التواضع فإنّ الله يحبّ المتواضعين ويرفع في شأنهم ويعزّهم ، فمن تواضع لله رفعه ، ولا واضع لمن رفعه الله ، كما لا رافع لمن وضعه ، يعزّ من يشاء ويذلّ من يشاء ، وإنّما شاء العزّة له ولرسوله وللمؤمنين الذين يستحقّون العزّة والكرامة والشرف.
فسبحانه قد ذمّ المستكبرين في كتابه الكريم ، وأعدّ لهم نار جهنّم ، اُولئك الذين يدعونهم الأنبياء للهداية والسعادة وغفران الله ورضوانه ، إلاّ أ نّهم يجعلون أصابعهم في آذانهم ويستغشون ثيابهم ، ويصرّون على مواقفهم الاستكباريّة ، وهذا حال أكثر الناس ، كما نشاهد اليوم أكثر الناس في العالم استكبروا عن عبادة الله ، وغرّتهم الحياة المادّية ، فتركوا الدين واتّبعوا الملاذّ والشهوات ، فضلّوا وأضلّوا ، وقليل من عباد الله الشكور الصبور ، المطيع لله وللرسول ولاُولي الأمر ، سفن النجاة ومصابيح الدجى وأعلام الورى وحجج الله وأركان الهدى وساسة العباد واُمناء الوحي.
[1]نوح : 5 ـ 7.
![]() |
![]() |
![]() |