![]() |
![]() |
![]() |
قال الله تعالى :
( وَنوحاً إذْ نادى مِنْ قَبْلُ فَاسْتَجَبْنا لَهُ فَنَجَّيْناهُ وَأهْلَهُ مِنَ الكَرْبِ العَظيمِ )[1].
( وَلَقَدْ نادانا نوحٌ فَلَنِعْمَ الُمجيبونَ * وَنَجَّيْناهُ وَأهْلَهُ مِنَ الكَرْبِ العَظيمِ )[2].
من نِعَمِ الله على عبده المؤمن أن يستجيب دعاءه ، ويتقبّل أعماله ، ويكشف السوء عنه ، وينجّيه وأهله من الكرب العظيم.
وقد فعل ذلك بالأنبياء (عليهم السلام) كما في قصّة نوح (عليه السلام) ، وهذا من لوازم ركوب سفينة النجاة.
وما كان في الاُمم الماضية فكذلك في اُمّة محمّد (صلى الله عليه وآله) ، فمن يركب سفينته المباركة ، فإنّه يُزال عنه الكروب ، وتُقضى له الحاجات.
والذي يلاحظ في نوح ومن قبله أ نّه كان ينادي الله ويناجيه ويدعوه ، ونعم المجيب ربّ العالمين ، فكذلك من يركب سفينة النجاة الحسينيّة ، فإنّه من أخلاقه ومواصفاته أ نّه دعّاء ، وأ نّه كثير المناجاة ، فإنّه يعلم لا يعبأ به لولا دعاءه ، وأنّ إمامه (عليه السلام) وربّان سفينته سيّد الشهداء في آخر لحظة من حياته على الرمضاء ، مضرّج بالدماء يناجي ربّه ( رضاً بقضائك وتسليماً لأمرك ) وإنّه طلب من قوم يزيد بني اُميّة وأتباعهم ليلة عاشوراء أن يمهلوهم هذه الليلة ليعبدوا ربّهم ، فكان له ولأصحابه دويّ كدويّ النحل بين قائم مصلٍّ وتال للقرآن وباك يدعو ربّه.
وهكذا شيعة الإمام (عليه السلام) ، فإنّهم صفر الوجوه من الدعاء ، عمش العيون من البكاء ، خمص البطون من الجوع ، رهبان في الليل واُسدٌ في النهار ، لا تأخذهم في الله لومة لائم.
[1]الأنبياء : 76.
[2]الصافّات : 75 ـ 76.
![]() |
![]() |
![]() |