![]() |
![]() |
![]() |
قال الله تعالى :
( وَنادى نوحٌ ابْنَهُ وَكانَ في مَعْزِل يا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنا )[1].
لا إله إلاّ الله حصن الله ، ومن دخل حصن التوحيد فقد أمن من عذاب الله ، وكذلك حصن النبوّة والإمامة ، فإنّهما امتداد وخلاصة التوحيد ومظاهره ، فولاية النبيّ والوصيّ من ولاية الله جلّ جلاله ، وولاية أمير المؤمنين عليّ (عليه السلام) حصن الله ، ومن دخل هذا الحصن وهذه القلعة المباركة ، فإنّه داخل في أمان الله وحصنه ، وهذا المعنى يجري في مثال السفينة أيضاً ، فسفينة التوحيد التي ربّانها النبوّة والإمامة ، إنّما هي سفينة النبيّ (صلى الله عليه وآله) ، ومن ثمّ الوصيّ (عليهما السلام) أيضاً ، فمن يركب سفينة نوح فهو معه في المكان والزمان ، وكذلك معه في المبدأ والعقيدة والسلوك والعمل ، فلازم المعيّة هذه الحقائق والاُمور أيضاً ، ولهذا من شفقة النبيّ على أهله ، وأ نّه ينذر أهله وعشيرته ، ثمّ أصحابه ، أن يدعو وينادي ولده ليركب معه ، فينجو بنجاته ، إلاّ أنّ الولد خالف الوالد ، وتابع الأكثريّة التي ضلّت وأضلّت وتاهت في متاهات الجهل والغرور وحبّ الدنيا ، وتأسّرت لملاذّها وشهوتها ، فغرق مع من غرق ، وهلك مع الهالكين.
وقد ورد في الخبر الشريف عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، قال : « أنا وعليّ أبوا هذه الاُمّة » ، فعلى الاُمّة أن تؤدّي حقوق الاُبوّة ولا تكون عاقّة للوالدين ، بترك إطاعتهما وإيذائهما ، وقال النبيّ (صلى الله عليه وآله) : « فاطمة بضعةٌ منّي من آذاها فقد آذاني » ـ متّفق عليه عند الفريقين السنّة والشيعة ـ ، فمن آذى النبيّ في بنته الزهراء (عليها السلام)بحرق بيتها ، ولطم خدّها ، وضرب عضدها ، وكسر ضلعها ، وإسقاط جنينها ، وغصب فدكها ، وخلافة بعلها ، فمثل هذا وأتباعه والراضين بفعله كيف لم يؤذوا النبيّ ولم يعقّوه ، وكيف يكون راكباً سفينة النجاة ؟ وكيف يكون مع النبيّ ومنه ؟ وكيف لا يكون من المغرقين الهالكين ؟ !
ما لكم كيف تحكمون ؟
وهل بعد الحقّ إلاّ الضلال ؟
[1]هود : 42.
![]() |
![]() |
![]() |