![]() |
![]() |
![]() |
من لم يركب السفينة فهو من المجرمين
قال الله تعالى :
( أمْ يَقولونَ افْتَراهُ قُلْ إنِ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَىَّ إجْرامي وَأنا بَريءٌ مِمَّـا تُجْرِمونَ )[1].
من وحي قصّة نوح الكبرى ، أنّ قومه كانوا يؤذونه في صنع سفينته ، ويكذّبون عليه ، ويرتكبون الجنايات والإجرام بحقّ نبيّهم ، والنبيّ نوح (عليه السلام) تبرّأ منهم ومن إجرامهم ، فإنّهم من القوم المجرمين.
وكذلك الأمر في خاتم النبيّين ، فما اُوذي نبيّ بمثل ما اُوذي عليه الصلاة والسلام ، كما أخبر بذلك ، حتّى في آخر أنفاسه القدسيّة بين الموت والحياة افتروا عليه واتّهموه بالجنون كما فعل كفّار قريش من قبل ، حتّى قالوا : « إنّ الرجل ليهجر » ، والله سبحانه قد نزّهه بقوله تعالى :
( وَما يَنْطِقُ عِنَ الهَوى إنْ هُوَ إلاّ وَحْيٌ يوحى )[2].
فأكثر قوم نوح كذّبوه في سفينته ونبوّته ودعوته ، وكذلك قوم محمّد (صلى الله عليه وآله) طابق النعل بالنعل ، وكلّ ما كان في الاُمم السالفة تكون في هذه الاُمّة ـ كما ورد في أخبار الفريقين السنّة والشيعة ـ فأكثرهم كرهوا الحقّ أمير المؤمنين علي (عليه السلام) وخالفوه وحاربوه وغصبوا حقوقه وضربوا زوجه فاطمة الزهراء (عليها السلام) وقتلوا أولاده أسباط النبيّ (صلى الله عليه وآله) ، فأكثرهم من القوم المجرمين ، ولا ينجو إلاّ من ركب سفينة أهل البيت (عليهم السلام) ، والتي تتلخّص بسفينة الحسين (عليه السلام) ، فتتّسع وتكون أسرع في الوصول إلى الله سبحانه ، فإنّها جمعت بين النبوّة والإمامة ، فـ « حسين منّي وأنا من حسين » ، و « الأئمة التسع من ولد الحسين » ، فهو الجامع بين نور النبوّة ونور الإمامة ، كاُمّه فاطمة الزهراء سيّدة النساء (عليها السلام) ـ فهي مجمع النورين بنت رسول الله وزوجة وليّ الله الأعظم (عليهم السلام) ـ ، فسفينته أوسع وأسرع ، ومصباحه أجلى وألمع.
[1]هود : 35.
[2]النجم : 3.
![]() |
![]() |
![]() |