![]() |
![]() |
![]() |
حديث السفينة يفسّر ويبيّن حديث الافتراق ، فإنّه ورد عن النبيّ الأعظم محمّد (صلى الله عليه وآله) ـ كما عند الفريقين ـ أ نّه قال :
« ستفترق اُمّتي ثلاث وسبعين فرقة ، واحدة ناجية ، والباقي من الهالكين ».
ومن لطف النبيّ أن يبيّن الفرقة الناجية ، ولا يترك اُمّته سدى من دون دليل وبرهان ، فهذا يتنافى مع روح النبوّة التي هي عبارة عن الهداية والسعادة واللطف الإلهي.
وقد أوضح المصطفى (صلى الله عليه وآله) ذلك في مواضع كثيرة ، وبأساليب مختلفة ، وعبائر وكلمات متفاوتة تعدّ بالاُلوف ، ومنها حديث السفينة ، على أنّ الفرقة الناجية تلك التي تركب سفينة النجاة وهي : « مثل أهل بيتي كسفينة نوح من ركبها نجا ، ومن تركها غرق وهوى ».
وهذه الفرقة الناجية دائماً تكون في الأقلّية ، تعاديها الأكثريّة التي هي من الهالكين في الدنيا والآخرة ، فيموتوا كفّاراً بما كذّبوا ، وكانوا من الظالمين.
فاثنتا وسبعون فرقة كلّها من الهالكين يوم القيامة ، وإن كان يحكم عليهم في دار الدنيا بأحكام الإسلام من الطهارة والوراثة وحلّية النكاح وما شابه ذلك ، إلاّ أ نّه يوم تبلى السرائر ، ويؤخذ بالنواصي ، ويكون بصرك اليوم حديد ونافذ ، وتظهر حقائق الأشياء وواقع الاُمور ، في ذلك اليوم العصيب الذي تذهل كلّ مرضعة عمّـا أرضعت ، ويشيب فيه الطفل الرضيع من هول المطّلع ، في ذلك اليوم تهلك الفرق الباطلة ، وتنجو الفرقة الناجية المحقّة ، وقليل من عبادي الشكور ، وأكثرهم لا يعلمون ولا يعلّمون ، وللحقّ كارهون.
أمالي الشيخ المفيد بسنده عن أبي عقيل قال :
كنّا عند أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب صلوات الله عليه فقال : لتفرقنّ هذه الاُمّة على ثلاث وسبعين فرقة ، والذي نفسي بيده إنّ الفرق كلّها ضالّة إلاّ من اتّبعني وكان من شيعتي[1].
[1]أمالي المفيد : 235 ، المجلس 24.
![]() |
![]() |
![]() |