![]() |
![]() |
![]() |
من الواضح أنّ الوسائل النقليّة كالسيّارة والدرّاجة والقطار والطائرة في يومنا هذا ، ومن قبل الإبل والحمير والبغال وما شابه ذلك ، من يتخلّف عنها في ترحاله وأسفاره ، لا يلزمه الهلاك والإبادة والانعدام والخسران ، بخلاف السفينة ، فإنّ التخلّف عنها ، لا سيّما في أيام الطوفان كما في قصّة نوح (عليه السلام) يوجب الهلاك والموت.
فتشبيه أهل البيت (عليهم السلام) بالسفينة ـ سفينة نوح بالخصوص ـ إنّما يدلّ على أ نّه لا وسيلة هناك غيرهم للنجاة.
ولهذا حتّى عند أبناء العامّة ثبت كذب هذا الحديث المروي عن النبيّ : « أصحابي كالنجوم بأ يّهم أخذتم اهتديتم ».
فإذا كان الصحابة على طرفي نقيض كيف لو أخذنا بأحدهما اهتدينا ، فإنّ الحقّ مع واحد منهما ، فإنّ الحقّ إمّا مع يزيد شارب الخمور سفّاك الدماء ، أو مع الإمام الحسين الشهيد بكربلاء سبط رسول الله (عليه السلام) ، وكذلك قبلهما ، فمن المستحيل أن يكونا ـ وهما على طرفي نقيض ـ على حقٍّ معاً.
فإذا كان أهل البيت (عليهم السلام) سفينة النجاة ، فلا نجاة مع غيرهم ، بل يوجب الضلال والهلاك والغرق والهوى ، لنصّ وصراحة حديث السفينة الثابت بالتواتر عند الفريقين.
الكافي بسنده عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله تعالى ( أمْ حَسِبْتُمْ أنْ تُتْرَكوا وَلَمَّـا يَعْلَمِ اللهُ الَّذينَ جاهَدوا مِنْكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذوا مِنْ دونِ اللهِ وَلا رَسولِهِ وَلا المُؤْمِنينَ وَليجَةً ) يعني بالمؤمنين الأئمة (عليهم السلام) لم يتّخذوا الولايج من دونهم[1].
وعنه (عليه السلام) : يعني بالمؤمنين آل محمّد ، والوليجة البطانة.
عن أبان قال : سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول : يا معشر الأحداث ، اتّقوا الله ولا تأتوا الرؤساء ، دعوهم حتّى يصيروا أذناباً ، لا تتّخذوا الرجال ولائج من دون الله ، أنا والله أنا والله خيرٌ لكم منهم ، ثمّ ضرب بيده إلى صدره.
[1]البحار 24 : 244 ، الباب 61 ما نزل في النهي عن اتّخاذ كلّ بطانة ووليجة ووليّ من دون الله وحججه (عليهم السلام) ، وفي الباب 12 رواية.
![]() |
![]() |
![]() |