![]() |
![]() |
![]() |
قال الله تعالى :
( وَهَمَّتْ كُلُّ اُمَّة بِرَسولِهِمْ لِيَأخُذوهُ وَجادَلوا بِالباطِلِ لِيَدْحَضوا بِهِ الحَقَّ )[1].
من مواصفات الأكثريّة من أهل الضلال أ نّهم يجادلون بالباطل من غير علم ليدحضوا به الحقّ ، فيحاربون أئمة الهدى والإصلاح من الأنبياء والأوصياء والعلماء الصلحاء من ورثتهم ، فهؤلاء الأكثريّة بعد الرسول المختار انقلبوا على أعقابهم ، وتركوا الحقّ المتمثّل بأمير المؤمنين عليّ (عليه السلام) بما ثبت عند الفريقين بسند صحيح في الحديث النبويّ الشريف « عليّ مع الحقّ والحقّ مع عليّ » ، ولا محالة كما يتمثّل الحقّ بأهله كأمير المؤمنين والأئمة من بعده ، كذلك يتمثّل الباطل ويتجسّد بأشخاص ، ويكونوا مصاديق بارزة للباطل ، فالأكثريّة يلوذون بهم ويتبعونهم للسنخيّة بينهم ـ والجنس مع الجنس يميل ، والسنخيّة علّة الانضمام ـ ويحاولوا أن يجعلوا هؤلاء أهل الباطل أمام الحقّ وأهله ليدحضونهم ويغلبونهم ، ولو إلى حين ، فيهمّوا برسولهم ليأخذوه ، ويقولوا : « إنّ الرجل ليهجر »، ويجادلوا بالباطل وأهله ليدحضوا به الحقّ.
وعلينا أن نعرف ذلك بوضوح ، ونركب سفينة النجاة في مثل هذا الطوفان الغاشي ، ولا نكون مع الأكثريّة ، بأ نّه كيف يكونوا على الباطل ، فإنّ الله أخبر عن حالهم في الاُمم السالفة ويجري علينا ما جرى عليهم ، ويضرب الله في كتابه الكريم الأمثالَ للناس لعلّهم يعقلون ، ويحذّرهم من نفسه ومن عقابه : ( فَأخَذْتَهُمْ فَكَيْفَ كانَ عِقابِ ) عقاب الله في غرقهم وفنائهم وتعذيبهم في الدنيا والآخرة.
[1]غافر : 5.
![]() |
![]() |
![]() |