15  ـ  الكافرون

المتخلّف  من  ركوب  السفينة  كافر

التخلّف من ركوب سفينة نوح كفر ، حتّى لأقرب الناس من نوح وهو ولده وفلذّة كبده ، فإنّه إذا لم يركب السفينة يكون من الكافرين ، لقوله تعالى :

( يا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنا وَلا تَكُنْ مِنَ الكافِرينَ ).

فمن لم يركب السفينة كان كافراً ، وكانت عاقبته الغرق والهلاك والخسران في الدنيا والآخرة.

كذلك من لم يكن مع أهل البيت (عليهم السلام) ولم يركب سفينتهم من لم يركب سفينة الإمام الحسين (عليه السلام) ، فاُولئك من الكافرين ، فإنّ حبّهم إيمان وبغضهم كفر ، وما أكثر الروايات الدالّة على ذلك[1].

( وَاللهُ لا يَهْدي القَوْمَ الكافِرينَ )[2].

الكليني بسنده عن ابن أبي يعفور قال : قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) : إنّي اُخالط الناس فيكثر عجبي من أقوام لا يتوالونكم ويتوالون فلاناً وفلاناً ، ولهم أمانة وصدق ووفاء ، وأقوام يتوالونكم ليس لهم تلك الأمانة ولا الوفاء ولا الصدق ! قال : فاستوى أبو عبد الله (عليه السلام) جالساً ، وأقبل عليّ كالمغضب ثمّ قال : لا دين لمن دان بولاية إمام جائر ليس من الله ، ولا عتب على من دان بولاية إمام عادل من الله ، قلت : لا دين لاُولئك ولا عتب على هؤلاء ، ثمّ قال : ألا تسمع قول الله عزّ وجلّ : ( الله وليّ الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور ) من ظلمات الذنوب إلى نور التوبة أو المغفرة ، لولايتهم كلّ إمام عادل من الله ، قال : ( والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات ) فأيّ نور يكون للكافر فيخرج منه ؟ إنّما عنى بهذا أ نّهم كانوا على نور الإسلام ، فلمّـا توالوا كلّ إمام جائر ليس من الله خرجوا بولايتهم إيّاهم من نور الإسلام إلى ظلمات الكفر ، فأوجب الله لهم النار مع الكفّار فقال : ( اُولئك أصحاب النار هم فيها خالدون )[3].


[1]راجع ما كتبناه حول هذا الموضوع في ( هذه هي الولاية ) ، وكتاب ( الأصل حبّنا أهل البيت ).

[2]البقرة : 264.

[3]البحار 23 : 323 ، عن غيبة النعماني : 65.

16 ـ الظالمون