![]() |
![]() |
![]() |
لا بدّ لمن يركب سفينة نوح من الإيمان به ; لقوله تعالى : ( ارْكَبْ مَعَنا ) ، فالمعيّة يستلزمها الإيمان ، فالمؤمن هو الذي يبادر بركوب السفينة ، فكذلك أهل البيت ، فإنّ من يركب سفينتهم لا بدّ أن يؤمن بهم أوّلا ، ولا إيمان إلاّ بالمعرفة ، إلاّ أنّ المعرفة ـ كما مرّ ـ لها مراتب ومراحل كذلك الإيمان له درجات ـ كما في الروايات من القول بعشر درجات إلى أربعمئة درجة ، ولعلّ العشرة اُمّهات واُصول الدرجات فلا تنافي بين الأخبار فتدبّر ـ .
فقوله تعالى : ( ارْكَبْ مَعَنا ) أمر والأمر بظاهره يدلّ على الوجوب ، فكان من الفرض الواجب على ابن نوح أن يركب مع أبيه ، إلاّ أ نّه عصى وخالف ، فدخل في زمرة المخالفين العصاة الطغاة ، فغرق وخسر الدنيا والآخرة ، ولم ينفعه نسبه واتّصاله المادّي والجسدي ببيت النبوّة والوحي ، بل من كان مع نوح فهو منه ، ومن أولاده :
( مَنْ تَبِعَني فَهُوَ مِنِّي )[1].
وكذلك من كان مع الإمام الحسين (عليه السلام) ويركب سفينته ، فإنّه من أهل النجاة ، ومن الاُمّة الحسينيّة ، ويكون والده الإمام (عليه السلام) ، كما قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : أنا وعليّ أبوا هذه الاُمّة ـ متّفق عليه عند الفريقين ـ .
فمن كان مع الحسنين سبط رسول الله ، يعني أ نّه يؤمن به أوّلا ، ومن ثمّ يركب سفينته ويستضيء بمصباحه من سيرته وثورته وكلماته وحياته القدسيّة.
فالإيمان كلّ الإيمان في معرفة الله ورسوله وعترته وإطاعتهم.
قال الإمام الباقر (عليه السلام) : إنّما يعرف الله عزّ وجلّ ويعبده من عرف الله وعرف إمامه منّا أهل البيت[2].
وقال الإمام الصادق (عليه السلام) : من عرفنا كان مؤمناً ، ومن أنكرنا كان كافراً . إلاّ ما علم بين الله عزّ وجلّ وبين خلقه ، فمن عرفه كان مؤمناً ، ومن أنكره كان كافراً[3].
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : من مات وهو لا يعرف إمامه مات ميتة الجاهليّة[4].
وقال الصادق (عليه السلام) : من لم يعرفنا ولم ينكرنا كان ضالاّ حتّى يرجع إلى الهدى الذي افترض الله عليه من طاعتنا الواجبة ، فإن يمت على ضلالته يفعل الله به ما يشاء[5].
[1]إبراهيم : 36.
[2]الكافي 11 : 181.
[3]البحار 23 : 88.
[4]المصدر : 77.
[5]الكافي 1 : 187.
![]() |
![]() |
![]() |