28  ـ  المعذّبون

من  لم  يركب  السفينة  فإنّه  يُعذّب  يوم  القيامة

قال الله تعالى :

( وَيَصْنَعُ الفُلـْكَ وَكُلَّما مَرَّ عَلَيْهِ مَلأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِروا مِنْهُ قالَ إنْ تَسْخَروا مِنَّا فَإنَّا نَسْخَرُ مِنْكُم كَما تَسْخَرونَ * فَسَوْفَ تَعْلَمونَ مَنْ يَأتيهِ عَذابٌ يُخْزيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذابٌ مُقيمٌ )[1].

من علامة شقاء الإنسان دخوله النار ـ والعياذ بالله ـ لقوله تعالى :

( وَأمَّا الَّذينَ شُقوا فَفي النَّارِ لَهُمْ فيها زَفيرٌ وَشَهيقٌ )[2].

فأكثر قوم نوح (عليه السلام) غلبت عليهم شقوتهم فكذّبوا نبيّهم ، وكان عند صنع سفينته ، يمرّ عليه زرافات وملأ من قومه ، فيسخرون من فعله ، ويستهزؤون به ، وكان نبيّ الله (عليه السلام) يجيبهم بالمثل ، وأ نّه سيأتي يوم يسخر منهم ، وذلك عند الطوفان ، وفي يوم القيامة ، وكان يحذّرهم بعذاب الله الدائم المقيم.

وهذا الأمر يجري أيضاً في اُمّة النبيّ الأكرم محمّد (صلى الله عليه وآله) ، فكم حذّر اُمّته وأنذرهم من عذاب الله الأليم ، لمن ترك ركوب سفينة النجاة من آله الأطهار (عليهم السلام).

فمن لم يركب سفينة آل محمّد (عليهم السلام) ، فله خزي في الدنيا وفي الآخرة عذاب مقيم ، وبئس المصير ، فإنّه أتته نذر الله ومواعظه وآياته وبراهينه ، إلاّ أنّه تعصّباً وتقليداً للآباء وجهلا وعدواناً تعّدوا حدود الله ، وتركوا سفن النجاة وتشبّثوا بفلان وفلان ، ومن يترك ولاية الرحمن ، فإنّه لا محالة يدخل في ولاية الشيطان ، وأذنابه وإخوانه من الإنس والجان ، وهذا ما يدلّ عليه الوجدان والبرهان.


[1]هود : 38 ـ 39.

[2]هود : 106.

29 ـ المؤمنون