![]() |
![]() |
![]() |
قال الله تعالى :
( كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نوح وَالأحْزابُ مِنْ بِعْدِهِمْ وَهَمَّتْ كُلُّ اُمَّة بِرَسولِهِمْ لِيَأخُذوهُ وَجادَلوا بِالباطِلِ لِيَدْحَضوا بِهِ الحَقَّ فَأخَذْتَهُمْ فَكَيْفَ كانَ عِقابِ )[1].
حزب الله حزب واحد ، فإنّ الله الواحد الأحد الذي لا ثاني له ولا تركيب فيه ، فكلّ من يؤمن به وبما أمر ونهى فإنّه من جماعته ، أي من حزب الله ، وأمّا غيره سبحانه فأسماء سمّيتموها وأحزاب ابتدعتموها ، تأثّراً بمفاتن الغرب وثقافتها المقيتة التي باطنها العذاب والنقمة وظاهرها المكر والخديعة ، فهذه الجماعات والفئويات والأحزاب المتعدّدة ، ليس بالشيء الجديد ، وإن كان إطروحتها بالشكل الهرمي والخيطي والاخطبوطي من الأفكار الدخيلة التي ما أنزل الله بها من سلطان ، وإنّها تمزّق الاُمّة وتفرّق بينها ممّـا يوجب تسلّط الاستعمار وسيادته ( فرّق تسد ) ، وإنّ الاستكبار العالمي كلّ يوم بأسماء جديدة ، ومظاهر جديدة ، ومخطّطات جديدة ، يفرّق بين الناس ، ليستولي على منابعها الحيّة وثرواتها الطبيعيّة وغيرها ، وأياديها العاملة وما شابه ذلك ، فالأحزاب في عصرنا الراهن مطايا تركبها الشياطين ، فهذه الأحزاب باُطروحتها الجديدة ، لها تأريخ قديم يرجع إلى نوح (عليه السلام) ، وإنّهم كذّبوا برسالات الله وأنبيائه الكرام وأوصيائهم (عليهم السلام).
وهذا من معالم الأكثريّة ، فإنّها يتعدّد عندها التحزّب والصنميّة والفئويّة ، ولكنّ الأقلّية إنّما هي يد واحدة ، وهي جماعة الله وحزبه ، وهم الغالبون حتّى وإن طال الزمان في اضطهادهم ومظلوميّتهم ، فإنّ الأرض يرثها عباد الله الصالحون ، والعاقبة للمتّقين.
وحزب الله هم الحسينيون الذين ركبوا سفينة النجاة ، وتأثّروا بثورة الحسين (عليه السلام) ومعالمها الإسلاميّة وعياً وعقيدة وسلوكاً وعملا.
[1]غافر : 5.
![]() |
![]() |
![]() |