لمحات قراءة في الشعر والشعراء على ضوء القرآن والعترة (عليهم السلام)

السيد عادل العلوي

بسم الله الرحمن الرحيم

المقدّمة

الحمد لله الذي أضاء الكون بنوره وعلّم الإنسان من علمه ، والصلاة والسلام على أشرف خلقه محمّد وآله .

أمّا بعد :

فقد شاءت الأقدار بألطاف الله الخفيّة والجليّة أن أدخل بلاد الشام[1] لأحلّ زائراً وضيفاً في رحاب عقيلة بني هاشم بطلة كربلاء ، بنت النبوّة والإمامة ، سيّدتنا ومولاتنا الحوراء زينب الكبرى (عليها السلام) .

ومن حسن الحظّ لقد وفّقني ربّي جلّ جلاله أن ألتقي بشخصيات علمية وأدبية من فقهاء وعلماء وخطباء وشعراء وغيرهم .

وممّن تعرّفت عليه شاعراً مرهف الإحساس ذا ثغر باسم ، يحمل بين حناياه المودّة والولاء لأهل البيت (عليهم السلام) مع براءة صارخة من أعدائهم ومنكري فضائلهم ، كما تصدّى بقصائده وخطاباته الحماسية لخطّ الانحراف والضلال وما يمسّ العقيدة الإسلامية .

وقد سرّحت بريد النظر العاجل في ديوانه الأخير ـ وليس بآخر إن شاء الله تعالى ـ كما أسمعني من قصائده الولائية التي يفوح منها عطر الحبّ لأهل البيت (عليهم السلام) تحمل بين كلماتها المبادئ والقيم والتي سبكها بالآيات القرآنية والأحاديث الشريفة ، باُسلوب رائع وفنّ بديع ، ولغة دارجة شعبية عراقية .

ولحسن ظنّه وطيب نفسه طلب منّي أن اُقرّض ديوانه الكريم فأحجمت في قرارة نفسي بادئ الأمر ، فإنّ من مثله في شعره وشاعريّته غنيّ عن التعريف لا سيّما في بلاد الشام والأوساط الأدبية العربية ، إلاّ أ نّه انتابني شعور داخلي يهمس في اُذن قلبي يدعوني باغتنام الفرصة ليكون التقريض حديثاً عن الشعر والشعراء على ضوء القرآن المجيد والعترة الطاهرة (عليهم السلام) ، انطلاقاً من حديث الثقلين المتّفق عليه عند الفريقين ( السنّة والشيعة ) في قول رسول الله (صلى الله عليه وآله) وفي مواطن عديدة : إنّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا بعدي وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليَّ الحوض . عسى أن يكون ما اُحرّره في مثل هذه العجالة من العلم النافع ( وورقة علم ينتفع بها الناس ) ، بعد رحلتي إلى جوار ربّي الأكرم جلّ جلاله . فينفعني يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلاّ من أتى الله بقلب سليم . وما توفيقي إلاّ بالله عليه توكّلت وإليه اُنيب .

وسيكون الحديث ( لمحات ) وإشارات حول الشعر والشعراء لمن أراد أن يأخذ اللباب من هذا الباب ومن هذا الموضوع ، ولم يكن شيئاً جديداً ، إنّما هو عِقدٌ نظّمتُ دُرره المتناثرة ، من بساتين العلماء ، أي من بين طيّات الكتب ، والله وليّ التوفيق .


[1] سنة 1421 ربيع الثاني وجمادى الاُولى .