قال الله سبحانه وتعالى : ( (سيروا في الأرضِ ) ، وجاء في الحديث الشريف : « تزوّدوا فإنّ خير الزاد التقوى » ، وإنّ الدنيا دار ممرّ ، وليس دار مستقرّ ، وإنّ الإنسان في حالة السفر من عالم ألست ومن عالم الأنوار والأرواح والذرّ إلى عالم الدنيا والأصلاب والأرحام ، ثمّ البرزخ والآخرة ، ولا بدّ أن يتزوّد في حياته الدنيوية والاُخروية ، وإنّ خير الزاد التقوى والعمل الصالح والعلم النافع .
والإنسان في حياته الظاهرية يسافر للسير والسياحة وللزيارة ومآرب عديدة ، كما جاء في الديوان المنسوب لمولانا أمير المؤمنين عليّ (عليه السلام) :
تغرّب عن الأوطان في طلب العلى *** وسافر ففي الأسفار خمس فوائد
تفرّج همٍّ واكتساب معيشة *** وعلم وآداب وصحبة ماجد
فيتوخّى من الأسفار السياحة وتفرّج الهمّ ، أو التجارة وكسب العيش ، أو طلب العلم والآداب ، أو معاشرة إنسان طيّب يسعد به .
ومن هذا المنطلق ، ولأوّل مرّة ، سافرت وحدي من بغداد إلى النجف الأشرف ، وكان عمري آنذاك خمسة عشر عام ، كما سافرت مع الوالدين إلى العتبات المقدّسة في العراق وإلى سوريا ولبنان والأردن قبل البلوغ ، ومرّة اُخرى معهما في سنّ الخامس والعشرين ، كما سافرت إلى دمشق بعنوان روحاني ومرشد ديني مع قوافل إيرانية من قبل منظمة الحجّ والزيارة ولمرّتين .
كما حججت للعمرة المفردة سنة 1401 ، وبعد عام حججت بيت الله الحرام حجّة الإسلام ببذل الوالد (قدس سره) ، ثمّ حججت سبع مرّات اُخرى بعنوان مرشد ديني من قبل منظمة الحجّ والزيارة لقوافل الحجّ من خوزستان ، وفي كلّ مرّة نويت عن معصوم (عليه السلام) ، سائلا المولى القدير سبحانه أن يوفّقني للحجّ في كلّ عام حتّى الممات ، كما حججت للعمرة المفردة ثلاث مرات اُخرى بعنوان مرشد ديني أيضاً من قبل منظمة الحجّ والزيارة لقوافل من اصفهان نيابةً عن الأربعة عشر معصوم (عليهم السلام) هديّة لكلّ مؤمن ومؤمنة من سيّدنا آدم أبي البشر إلى يوم تقوم الساعة ، وهذا كلّه من فضل ربي ، فإني وفّقت لزيارة العتبات المقدّسة في العراق ـ النجف الأشرف وكربلاء المعلّى والكاظمية المقدّسة وسامراء المشرّفة ـ كما وفّقني لأكثر من مائة مرّة ولا يزال لزيارة مولانا الإمام الرضا (عليه السلام) .
وفي إيران كانت لي رحلات مع الأصدقاء والاُسرة إلى محافظات كثيرة كشيراز واصفهان وخوزستان وخراسان وكاشان وشمال إيران ولمرّات عديدة .
وقد وفّقني الله عزّ وجلّ أن أشترك في جبهات الحقّ ضدّ الباطل في الحرب المفروضة من قبل صدّام الكافر ضدّ إيران الإسلام ، وكان الالتحاق في ستّ سنوات كلّ سنة أقلّ من شهر ، وكنت آنذاك مبلّغاً إسلامياً في قطعات الجنوب في التعبئة العامة والحرس الثوري والجيش الإسلامي ، ولي حكايات روحانية عن تلك الأيام الجهادية ، لا سيّما في السنين الاُولى من الحرب المفروضة ، سائلا المولى الكريم سبحانه وتعالى أن يتقبّل أعمالنا ويتقبّلنا بقبول حسن ويسعدنا في الدارين .
وقد اشتركت ـ بدعوة ـ في عدّة مؤتمرات عالمية ، كمؤتمر الشيخ المفيد ومؤتمر الشيخ الأنصاري ومؤتمر الإمام الخميني ومؤتمر الوحدة الإسلامية في طهران ومؤتمر أساتذة قم وغيره ، وما توفيقي إلاّ بالله .
أشكر الله سبحانه على ما تفضّل وأجاد في حياتي الزوجية ، فإنّي من أسعد الناس في ذلك . ففي السنّ السابع والعشرين من عمري ( بعد أن حضرت أكثر من ثلاث سنوات في مرحلة الخارج من دروس الحوزة ) أقدمت على الزواج ، فشاء الله ـ وله الحمد والشكر ـ أن أخطب من شرفاء الكاظمية ، من السادة الحيدرية ، السيّدة بنت العلى الحيدري كريمة السيّد محمد صادق ابن آية الله السيّد جعفر ابن آية الله السيّد ابراهيم ابن آية الله السيّد حيدر الحيدري جدّ السادة الحيدرية ، من أبناء مولانا الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام) ـ يتّصل نسبها الشريف بالإمام الحسن المجتبى (عليه السلام) بـ ( 38 ) واسطة ، كما يتّصل نسبي بالإمام الحسين سيّد الشهداء (عليه السلام) بـ ( 37 ) واسطة أيضاً ـ ، فجزاها الله خيراً على جهدها وجهودها وصبره ، ورزقني الله منها أربعة اُناث وخمسة ذكور .
وهم :
1 ـ السيّد محمد علي ، ولد يوم الثلاثاء في الرابع والعشرين من شهر ذي القعدة في الساعة العاشرة ليلا سنة 1405 ه .
2 ـ 3 ـ السيّد علي محمد وتوفّي توأمه حين الولادة وهو السيّد محمد محسن ( ليكون لي ولاُمّه ذخراً يوم القيامة ) ، ولد في الثالث والعشرين من ربيع الثاني في الساعة الرابعة والنصف عصراً سنة 1406 ه .
4 ـ السيّد محمد حسن ، ولد في يوم الجمعة في العاشر من ذي الحجّة في الساعة الثامنة سنة 1412 ه .
5 ـ السيّد محمد حسين ، ولد في يوم الجمعة في الواحد والعشرين من شهر رمضان المبارك في الساعة الرابعة وعشرين دقيقة سنة 1413 ه .
سائلا العلي القدير أن يجعلهم من شيعة أمير المؤمنين علي (عليه السلام) ، ومن أنصار مولانا الحجّة صاحب الأمر (عليه السلام) ، ومن فقهاء آل محمد (عليهم السلام) ، وأولياء الله الصلحاء والمخلصين .
وقد أجزت أولادي ذكوراً وإناثاً وذريتي المؤمنين جيلا بعد جيل في نقل الحديث عن مشايخي الكرام .
واُوصيهم وجميع المؤمنين والمؤمنات ـ لا سيّما طلاب العلوم الدينية ـ بتقوى الله ، والإيمان الراسخ ، والعمل الصالح ، والفداء والفناء في ولاية أهل البيت (عليهم السلام) ، والصلوات في أوقاتها ـ لا سيّما حضور الجماعات ـ ، فإنّ فيها البركات ، وعليهم بصلاة الليل ، وتلاوة القرآن الكريم ، وكثرة الدعاء ، وزيارة الأولياء والأئمة الأطهار وذراريهم ، وكثرة الأذكار والاستغفار لا سيّما في الأسحار ، وعدم اليأس من روح الله ، فإنّ الله يغفر الذنوب جميعاً إلاّ ما أشرك به ، وعليهم بالتفكّر والتدبّر ، والتمسّك بولاية أهل البيت (عليهم السلام) ـ الله الله بالولاية ـ ، وعليهم بالأخلاق الحسنة والمعاشرة الطيّبة وخدمة الناس قربةً إلى الله سبحانه ، والإخلاص وحبّ الله سبحانه ، ومراعاة حقوق الإخوان والأقرباء ـ لا سيّما حقّ الوالدين ـ ، وعليهم بطلب العلم النافع والعمل به ، وانتظار الفرج وظهور صاحب الزمان وليّ الله الأعظم أرواحنا فداه وعجّل الله فرجه الشريف .
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين .
(( رَبِّ هَبْ لي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَة ) ( آل عمران : 38 )
(( رَبَّنا وَاجْعَلْنا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنا اُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ ) ( البقرة : 128 )
ربّنا وأعذني وذرّيتي من الشيطان الرجيم .
( (رَبِّ اجْعَلْني مُقيمَ الصَّلاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتي رَبَّنا وَتَقَبَّلْ دُعاء ) ( إبراهيم : 40 )
(( رَبَّنا هَبْ لَنا مِنْ أزْواجِنا قُرَّةَ أعْيُن ) ( الفرقان : 74 )
هذا وقد سألت الله كثيراً ـ لا سيّما في ليالي القدر ـ ولسنين ، أن يرزقني الشهادة في سبيله ومن أجل ولاية أهل البيت (عليهم السلام) ، ولا زلت بانتظاره ، سائلا المولى القدير أن يرزقني في الدنيا زيارتهم وفي الآخرة شفاعتهم ويميتني على ولايتهم ويحشرني في زمرتهم ويجعل محياي محياهم ومماتي مماتهم ، ويخلّقني بأخلاقهم ، ويؤدّبني بآدابهم ، ومن الله التوفيق والسداد ، إنّه سميع الدعاء . وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين .
العبد
عادل العلوي
قم المقدّسة ـ 15 جمادى الاُولى 1417
انطلاقاً من الحديث الشريف القائل : « من لم يشكر المخلوق لم يشكر الخالق » أتقدّم بالشكر الجزيل والثناء الجميل إلى كلّ من كان سبباً في توفيقاتي العلمية والعملية ، الحوزوية والاجتماعية ، وأخصّ بالذكر والديّ العزيزين فجزاهما الله بالإحسان إحساناً وبالسيّئات غفران ، ربّي ارحمهما كما ربّياني صغير .
ثمّ أشكر أساتذتي الكرام ومشايخي العظام ، ثمّ إخوتي المؤمنين واُسرتي الكريمة .
كما أشكر الإخوة الأفاضل الذين كتبوا سطوراً من حياتي في مؤلفاتهم القيّمة ، منهم :
1 ـ فضيلة الكاتب القدير الشيخ الجليل فاضل الفراتي العراقي في كتابه ( عظمة أمير المؤمنين (عليه السلام) ) سنة 1417 .
2 ـ الكاتب القدير والخطيب البارع سماحة الحجّة الشيخ حسين الصباح الحجازي في كتابه ( الشيخ محمّد آل نمر العوامي فيوضات وجوده ) سنة 1418 .
3 ـ سماحة الخطيب الكريم والكاتب الجليل الحجّة الشيخ فاضل المسعودي العراقي في كتابه ( الأسرار الفاطمية ) سنة 1419 .
4 ـ مكتبة آية الله العظمى السيّد المرعشي النجفي في كتاب ( القصاص على ضوء القرآن والسنّة ج 3 ) سنة 1420 .
5 ـ فضيلة الشاعر الأديب والفاضل اللبيب الشيخ علي أصغر إعجاز الهندي في كتاب ( خورشيد فقاهت ) ومجلّة ( الإصلاح ) الهنديّة بلغة الاُردو .
هذا وأعتذر
ممّـا صدر وبدر من زلّة الأقدام وهفوة الكلام ، والعذر عند كرام
الناس
مقبول ، وقد أبرأت ذمّة كلّ المؤمنين ، متقرّباً بذلك إلى الله
سبحانه ، حتّى من ينتقد رسالتي هذه ، ويتصوّر أردت بها تعريف وتمجيد
نفسي ، أو كنت معقّداً فحاولت أن أملأ منطقة الفراغ في وجودي ، والحال
والله يشهد على ما أقول ، وربما ما كتبته وبعض الأسناد
التي أدرجتها في هذه الرسالة تكون في المستقبل بضرري ، وممّـا يوجب
نقصي ، إلاّ أنّ مقصودي هو الشكر من أساتذتي أوّل ; ونشر المذهب من
خلال إجازة الرواية لتلامذتي ثاني ; وأن اُشوّق طلاب العلوم الدينية للعلم
والعمل وذلك بالصبر والنظم ، فإنّ العلم لو أعطيته كلّك أعطاك بعضه ،
وثبت لي بالتجربة والبرهان أنّ أهمّ شيء في كسب العلوم والفنون ، عبارة عن
ركنين أساسيّين ، هما : الصبر والنظم ، فلا بدّ لطالب العلم أن
يكون صبوراً في حياته العلمية والعملية ، وبنظم يقرأ الكتب والدروس من دون
تهميش وطفرات ، وليعلم أنّ مِن صبرِ وجهود سلفنا الصالح قدّس الله أسرارهم
الزكيّة أنتجت الحوزات العلميّة فطاحل وعباقرة في العلوم والآداب ، ولا بدّ
أن ننهج منهجهم الثابت صوابه ، وإلاّ نبتلي بضعف البنية العلميّة والأخلاقيّة
في حوزاتنا العلمية ، وإنّي لأسمع دقّات أجراس
الخطر ! !
الله الله بالصبر والنظم ، الله الله بالعلم النافع والعمل الصالح ، وإنّ الدنيا دار العمل وغداً يكون الحساب ، وليس الملاك إقبال الناس أو إدبارهم ، مدحهم أو مذمّتهم ، بل قل الله ثمّ ذرهم ، واستقم كما اُمرت ، وإنّ الله يدافع عن الذين آمنو ، فحسبي الله وكفى ، إنّه خير ناصر ومعين .
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين .
العبد
عادل العلوي
حوزة قم العلميّة
الفقير إلى رحمة ربّه العبد عادل .
1 ـ ابن العلاّمة آية الله السيّد علي العلوي .
2 ـ ابن السيّد الحسين .
3 ـ ابن مرز .
4 ـ ابن أبي القاسم .
5 ـ ابن عبد الرزّاق .
6 ـ ابن جلال .
7 ـ ابن كمال .
8 ـ ابن جمال .
9 ـ ابن الشريف الأجلّ شمس الدين عليّ المرتضى ، نقيب كاشان ، وقبره مزار معروف به .
10 ـ ابن فخر الدين .
11 ـ ابن سعد الدين .
12 ـ ابن المرتضى .
13 ـ ابن فخر الدين محمّد .
14 ـ ابن أمير .
15 ـ ابن عماد الدين .
16 ـ ابن معين الدين .
17 ـ ابن شمس الدين .
18 ـ ابن أمير .
19 ـ ابن شمس الدين ، صاحب التآليف الكثيرة ، جاء اسمه الشريف في ( حدائق الألباب ) .
20 ـ ابن علاء الدين المرتضى النقيب .
21 ـ ابن أبي القاسم علاء الدين علي النقيب ، من الفقهاء والمتكلّمين ، حجّ سنة 532 هـ ق .
22 ـ ابن ملك السادة الصدر الكبير الرئيس الأنور الأطهر السيّد عز الدين يحيى ، الشهيد المدفون بطهران المعروف بإمام زاده يحيى ، وهو الذي لّف العلاّمة الشيخ منتجب الدين ابن بابويه الفهرست بأمره وصدّره باسمه .
23 ـ ابن أبي الفضل محمّد النقيب ، اُمّه بنت سنجر بن ملكشاه .
24 ـ ابن أبي القاسم فخر الدين علي ، نقيب الري وقم ، اُمّه بنت الأمير نظام الملك الحسن بن إسحاق .
25 ـ ابن عزّ الإسلام شرف الدين ذي الفخر محمّد النقيب .
26 ـ ابن أبي الحسن الزكي المطهّر ، واُمّه السيّدة سكينة بنت الحسين بن محمّد بن علي بن القاسم بن عبد الله ابن الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) ( وهنا النسب يكون باعتبار الاُمّ موسوي ) .
27 ـ ابن أبي الحسن علي الزكي النقيب ، المذكور في عمدة الطالب .
28 ـ ابن الشريف أبي الفضل محمّد الشهير بالسلطان محمّد شريف ، وقبره مزار معروف في بلدة قم في شارع چهار مردان .
29 ـ ابن أبي القاسم علي النقيب .
30 ـ ابن أبي جعفر محمّد النقيب .
31 ـ ابن أبي القاسم حمزة الأكبر القمّي ، المدفون في بقعة السيّدة المعصومة فاطمة بنت الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) ، واُمّه واُمّ أخيه محمّد هي رقيّة بنت جعفر بن محمّد بن إسماعيل بن الإمام الصادق (عليه السلام) ( وهنا النسب باعتبار الاُمّ يكون صادقي ) .
32 ـ ابن أحمد الرخّ ، أو الدُّخ .
33 ـ ابن أبي جعفر محمّد الأكبر ، اُمّه واُمّ أخيه الحسين هي زينب بنت عبيد الله الأعرج بن الحسين الأصغر بن الإمام سيّد الساجدين (عليه السلام) .
34 ـ ابن الشريف إسماعيل الديباج ، اُمّه اُمّ سلمة بنت الإمام الباقر (عليه السلام)( وهنا يكون النسب باعتبار الاُمّ باقري ) .
35 ـ ابن محمّد الأكبر ، المحدّث الشهير بالأرقط .
36 ـ ابن عبد الله الباهر ، لقّب لجماله ، وكان يتولّى صدقات جدّيه النبيّ وأمير المؤمنين علي (عليهما السلام) ، اُمّه واُمّ أخيه الإمام الباقر هي فاطمة بنت الإمام أبي محمّد الحسن المجتبى (عليه السلام) ( وهنا يكون النسب باعتبار الاُمّ حسني ، وباعتبار الأب حسيني ) .
37 ـ ابن الإمام سيّد الساجدين وزين العابدين علي .
38 ـ ابن سيّد الشهداء الإمام الحسين (عليه السلام) .
39 ـ ابن أمير المؤمنين أسد الله الغالب عليّ بن أبي طالب (عليهم السلام) .
والحمد لله ربّ العالمين .