كرامة لمولانا أبي الفضل العباس (عليه السلام)

قال سماحة العارف بالله سيّدنا الأجلّ السيّد عبد الكريم الكشميري دام ظلّه :

كنت أزور أمير المؤمنين علي (عليه السلام) في النجف الأشرف ، وقبل قدومي إلى إيران رأيت ـ في إحدى الأيام ـ داخل الحرم الشريف امرأة عربيّة قرويّة معصّبة الرأس تأخذ للناس الاستخارة ، وتأخذ لكلّ استخارة درهماً من المستخير ، وكانت تخبر بنيّة السائل بالتفصيل ، فتعجّبت من أمرها ، فدنوت منها وطلبت منها الاستخارة ، وكانت في نيّتي الهجرة إلى إيران ، فأجابت بالتفصيل وأخبرتني بكلّ ما يجري عليَّ في سفرتي هذه بالأرقام ، فعلمت أنّ هذا من معدن خاصّ ، فاستخبرتها الحال ، ومن أين لها هذا العلم ، فامتنعت في بداية الأمر ، إلاّ أ نّي أقسمت عليها وبعد الإلحاح أجابت قائلةً : لقد مات زوجي ولم يكن لي من يكفلني ، ومن عاداتنا العربية في القرى أن لا تتزوّج المرأة بعد طلاقها أو فوت زوجها ، فضاقت بي الاُمور ولم يكن لي حيلة ، فتوجّهت إلى حرم أبي الفضل العبّاس (عليه السلام) ، وتوسّلت بجاهه عند الله سبحانه فإنّه باب الحوائج ، وشكوت له أحوالي ، وفي أثناء التوسّل تمثّل لي العباس (عليه السلام) وقال : كلّ يوم اجلسي في الحرم وخذي من الناس درهماً لمن أراد منكِ الاستخارة لإمرار معاشكِ ، وأنا اُخبركِ بنوايا الناس وحوائجهم ، ما يكون لهم في المستقبل ، فكلّ من يأخذ عندي الاستخارة أرى أبا الفضل (عليه السلام) ويخبرني بالوقائع والحوادث ونيّة المستخير ، وأنا اُخبر السائل ، كما أخبرتك عندما استخرت عندي ، وهذا من عناية أبي الفضل العباس (عليه السلام) ، لا يخيّب من رجاه ولا يقطع أمل من قصده صادقاً ، فإنّه الوجيه عند الله سبحانه وتعالى.

في يوم السبت ؟؟؟ محرّم الحرام سنة 1418 هـ قرأت ما كتبته على سماحة سيّدنا الأجلّ السيّد الكشميري دام ظلّه بحضور جماعة من تلامذته ، فسمعت قصص وكرامات اُخرى جرت لسماحته ، كما سمعت بعض أحواله وكثرة أذكاره ، فإنّه في يوم واحد كان يذكر اسماً من أسماء الله سبعين ألف مرّة.

ومن طريف ما سمعت أ نّه ـ دامت إفاضاته ـ التقى به آية الله الشهيد السيّد مصطفى الخميني (قدس سره) في النجف الأشرف ، فأخبر والده السيّد الإمام الخميني (قدس سره) أ نّه التقى بوليّ من أولياء الله وتعرّف عليه ، وأخذ يذكر أحواله وخصائصه وفضائله ، فقال السيّد الإمام : تعلم أنّي لا أقبل هذا الادّعاء بسهوله ومن دون دليل وبرهان ، فلو كان كما تقول ، فإنّه عندي حاجة هلاّ أخبرني بها ؟ !

جاء السيّد مصطفى إلى سيّدنا الأجلّ وأخبره بمقولة أبيه ، فقال له السيّد : أمهلني هذه الليلة ، وغداً ساُخبرك بحاجته . وبعد الأدعية والأذكار في السحر ، صباحاً جاءه السيّد مصطفى ، فقال له سيّدنا الأجلّ : أخبر أباك أنّ حاجته أ نّه قد رأى مناماً من قبل ولا يزال يقلقه ، فقل له : لا تخف ، إنّك لا تموت في النجف الأشرف ، بل ستذهب إلى إيران منتصراً.

وقل لوالدك : لقد رأيتَ في المنام أ نّك نائم وتحت يدك حجارة تؤذيك ، فمرّ عليك أمير المؤمنين علي (عليه السلام) ، فسأل عن راحتك وقال : كيف أنت يا روح الله ؟ فأجبته : سيّدي هذه الحجارة تؤذيني ، فرفعها لك واسترحت حينئذ ، وكنت تفسّر هذه الرؤيا بأ نّك ستموت في النجف الأشرف وتدفن فيها ، ولكن ستذهب إلى إيران.

وقد صدق الله وعده ، ومن ذلك اليوم كان السيّد الإمام (قدس سره) يستخير عند السيّد الأجلّ ، فإنّه كان ولا يزال معروفاً بالاستخارة.

وقد كتب فضيلة الشيخ جعفر الناصري دام عزّه ـ وهو من حواريه ـ مقتطفات عن حياته وسيرته الذاتيّة ، ولا زالت مخطوطة ، نسأل الله أن يوفّقه في طبعها ونشرها خدمةً للدين والعلم والعلماء الصالحين.

نصائح عامّة