كان يوصي قدّس الله نفسه الزكيّة وأسكنه فسيح جنانه مع محمّد وآله : بتلاوة سورة الحشر ودعاء عديلة لرفع المشاكل وقضاء الحوائج.
كما كان يوصي بدعاء (يستشير) ، ومناجاة أمير المؤمنين (عليه السلام) في مسجد الكوفة (مولاي يا مولاي) ، والمناجاة الخمسة عشر لزين العابدين (عليه السلام) لا سيّما مناجاة المريدين . وكان يرى أنّ سورة الصافّات في الصباح والحشر في الليل يوجب صفاء الباطن ، كما أنّ لسورة الواقعة آثاراً كثيرة.
كان يوصي للغلبة على النفس الأمّارة بالسوء بهذا الذكر : (يا دائم يا قائم) ، ولمحبّة الله ألف مرّة الصلاة على النبيّ وآله (اللهمّ صلِّ على محمّد وآل محمّد) إلى أربعين ليلة ، ولمخالفة النفس ثلاثة عشر مرّة كلّ يوم (اللهمّ لك الحمد وإليك المشتكى وأنت المستعان) ، وللغلبة على النفس الأمّارة بالسوء يداوم على هذا الذكر (لا حول ولا قوّة إلاّ بالله العليّ العظيم) ، ومن المؤثّرات في تهذيب النفس ذكر (يا غنيّ يا كريم) بعد كلّ صلاة مئتي مرّة ، وكذلك ممّـا يوجب التوفيق في الحياة قراءة زيارة عاشوراء في كلّ يوم ، وكذلك ذكر (يا زاكي الطاهر من كلّ آفة بقدسه) ، فإنّ الشيخ كان يقول بهذا الذكر دخلت وادي السير والسلوك حتّى ماتت النفس الأمّارة.
ولمن أراد أن يتشرّف بلقاء الحجّة المنتظر (عليه السلام) يكرّر في الليل (ربّ أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطاناً نصيراً) ، مئة مرّة إلى أربعين ليلة.
41 ـ وقد علّم الشيخ هذا الذكر لأحد مريديه ، فبعد أن عمله أتى عند الشيخ وأخبره أ نّه لم يرَ صاحب الزمان (عليه السلام) ، فقال له الشيخ : ألست كنت تصلّي في المسجد وبجنبك سيّد ، فقال لك : يكره التختّم باليسار ، فقلت له : كلّ مكروه جائز ؟ قال : نعم . قال الشيخ : ذلك هو صاحب الزمان (عليه السلام) ولم تعرفه.
42 ـ وأعطى الذكر لشخص آخر صاحب حانوت (عطّار) ، فقبل الأربعين ليلة ، جاءه طفل من اُسرة علويّة يطلب منه صابوناً ، فقال له : كأنّ اُمّك لا تعرف غيرنا عطّاراً ترسلك دائماً إلينا لتأخذ بالدَّين ... فسمع في منتصف الليل صوتاً من فناء داره ، فكان يخرج من غرفته فلم يرَ أحداً ، وإلى ثلاث مرّات ، وفي الثالثة فتح باب الدار فوجد سيّداً أدار ظهره عليه وقال : نحن بإمكاننا أن ندبّر اُمور أولادنا إلاّ أ نّه أردنا أنتم تصلون إلى درجة ، ثمّ ذهب.
ولا يخفى أنّ الإجازة في الأذكار لها تأثير خاصّ ، فإنّي سألت سيّدنا الاُستاذ آية الله العظمى السيّد النجفي المرعشي عن سند أخذ الإجازة في الأوراد والأذكار ، فقال : لم يكن عندنا نصّ في ذلك ، إلاّ أ نّه ثبت بالتجربة أ نّها مع الإجازة (ممّن له وتصل إلى صاحب الأمر (عليه السلام)) لها تأثير خاصّ.
وأخيراً : ولد الشيخ سنة 1303 هجري ، وتوفّي 10 ربيع الثاني سنة 1382 هجري قمري.
فكان عمره ثمانين عاماً إلاّ سنة ، وكانت كلماته الأخيرة دعاء اليوم الذي فيه وقوله : العفو يا عظيم العفو ، العفو يا كريم العفو . ودُفن في صحن مزار المحدّث الكبير ابن بابويه في ري ـ طهران.
عاش سعيداً عالماً متّقياً خدوماً محسناً محبّاً خالصاً ، ومات سعيداً شهيداً ، وخلّف لسان صدق في الآخرين.
فسلام عليه يوم ولد ويوم مات ويوم يبعث حيّاً.
ورزقنا الله من أنفاسه القدسيّة ودعائه المستجاب وروحه الطاهرة زاداً في سيرنا وسلوكنا إلى الله عزّ وجلّ ، وحشرنا وإيّاه مع أوليائنا الأطهار وآله الأبرار ، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.