السيّد محمّد مهدي الصدر

1296  ـ  1355

السيّد محمّد بن السيّد إسماعيل بن السيّد صدر الدين محمّد بن السيّد صالح بن السيّد محمّد بن السيّد شرف الدين إبراهيم.

كان فقيهاً ورعاً.

ولد 17 محرّم سنة 1296 هـ في الكاظمية المقدّسة ، فأخذ العلوم العربية وما إليها من أساتذتها المهرة في سامرّاء ، وحضر في سطوح الفقه والاُصول والمنطق والحكمة والكلام على عدّة من أعلام المتخرّجين من حوزة أبيه ، كالشيخ حسين الكربلائي والشيخ محمّد حسين الطبسي والشيخ محمّد صادق الشيرازي وغيرهم من الأعلام.

وفي سنة 1319 هـ أتى النجف الأشرف فلازم أعلامها كالمحقّق الخراساني والشيخ آقا رضا الهمداني والشيخ محمّد طه نجف حتّى حاز السبق وصار يشار إليه بالبنان.

فرجع إلى أبيه مجتهداً سنة 1324 هـ وقد استوطن أبوه الحائر الشريف آنذاك ، وقد عني والده بأمره حتّى قضى نحبه فتبوّأ دست إمامته يصدر عن رأيه اُلوف يقلّدونه في أحكام الدين ، واستوسقت زعامته بعد المقدّس خاله الإمام أبي محمّد الحسن الصدر أعلى الله مقامه الشريف.

كان يحمل أخلاق الأنبياء وصفات الأولياء ، من لين الجانب وكرم الخلق ، يسع الصغير والكبير من عواطف أرقّ من نسمات سحر الربيع وأندى من طلل الفجر ، وكان ذا حسن بارع وجمال رائع ، وكان موسوعة جامعة بين المعقول والمنقول والأدب العربي والفارسي فكان آية في الذكاء وقوّة الذاكرة والفهم يثبت رأيه بالأدلّة الملزمة والبراهين الساطعة من عقل ونقل.

كان له في الثورة العراقية سنة 1338 هـ الموافق سنة 1920 م والتي تسمّى بثورة العشرين مقام مرموق ورأي متّبع وجهاد مشكور ، فكان من أعلامها وأبطالها كما هو معروف في تأريخها المجيد.

مؤلفاته :

1 ـ مختصر نجاة العباد.

2 ـ شرح التبصرة ، لم يتمّ.

3 ـ شرح الشرائع ، لم يكمل.

4 ـ تعليقة على كفاية الاُصول.

5 ـ رسالة عملية عربية.

6 ـ رسالة عملية فارسية.

وله شعر رائق في العربية والفارسية.

ومن آثاره الصالحة الباقية في بغداد الحسينية الكبرى في جانب الكرخ ، إذ وقف في إنقاذها من الفرقة الضالّة البابيّة موقفاً محموداً ، حيث اعتزموا أن يجعلوا منها كعبة مبتدعة ليضلّوا بها من كان خفيف الحصاة ، ولكنّ غيرة السيّد أبت له ذلك فنهض يسانده خاله السيّد حسن الصدر نهضة خالدة الأثر فأنقذ البناية وأحالها حسينية يعظّمون فيها شعائر الله عزّ وجلّ ، فجزاه الله عن الإسلام وأهله خير الجزاء.

وفاته :

فوجئ أوائل ذي الحجّة سنة 1355 هـ بفالج ألزمه الفراش ، وما زال على هذه الحال حتّى اختار الله له لقاءه ليلة الإثنين لثلاث من رجب سنة 1358 هـ ، فكانت وفاته فجيعة هادمة وكان لها صرخة دوّت في العراق وإيران والهند وجبل لبنان وغيرها من البلاد الإسلامية ، وشيّع نعشه الشريف في موكب عظيم من الخاصة والعامّة ، وتقدّم للصلاة على نعشه ولده العلاّمة السيّد أبو الحسن ، ودفن إلى جنب المقدّس أبيه في حجرتهم المعلومة من الرواق الكاظمي المطهّر.

وأرّخ وفاته بعض العلماء بقوله من أبيات :

ومن السما أرّخت جاء نداً *** غاب الإمام محمّد المهدي

واُقيمت له المآتم الحزينة ، وأبلى فيها الخطباء والشعراء في تأبينه ورثائه بلاءً حسناً.

وعقب ثلاثة أولاد من الأعلام وهم : السيّد الشريف أبو الحسن وصنواه الكريمان السيّد محمّد صادق والسيّد محمّد جعفر ويدعى حاج آغا ، اُمّهم كريمة الشيخ الورع الشيخ عبد الحسين آل ياسين.

والسيّد محمّد صادق ولد يوم 21 جمادى الاُولى سنة 1324 هـ وهو من أهل العلم والفضل ، وهو صهر الشيخ محمّد رضا آل ياسين أعقب ولداً واحداً وهو العلاّمة السيّد محمّد الصدر صاحب التآليف الكثيرة كتأريخ الغيبة الكبرى وتأريخ الغيبة الصغرى وفلسفة الحجّ ومصالحه في الإسلام وأشعة من عقائد الإسلام والقانون الإسلامي وغيرها ، وله من الأولاد أربعة وهم : السيّد مصطفى ولد في 23 شعبان سنة 1384 هـ ، والسيّد مرتضى ولد في 19 ذي الحجّة سنة 1387 هـ ، والسيّد مؤمّل ولد في 29 ذي الحجّة سنة 1390 هـ ، والسيّد مقتدى ولد في 13 رجب سنة 1394 هـ.

وأمّا السيّد محمّد جعفر المدعو حاج آقا فقد ولد ليلة عرفة سنة 1325 هـ وتوفّي سنة 1406 هـ وله من الأولاد السيّد مهدي ولد في 21 شوّال سنة 1361 هـ وهو شاعر أديب ، والسيّد سلام ولد 4 ربيع الثاني 1371 هـ . وأمّا السيّد أبو الحسن فقد مرّت ترجمته[1].


[1]اقتباس من بغية الراغبين 1 : 228.

215

«215»