السيّد شريف فلاح الكاظمي

            ـ  1220

السيّد شريف فلاح الحسيني الكاظمي المعروف بالسيّد شريف الكاظمي.

كان عالماً فاضلا مشاركاً في الفنون ، أديباً شاعراً وله قصّة مشهورة في قصيدته المعروفة التي نظمها في مدح أمير المؤمنين (عليه السلام) وتبلغ أربعمئة وثلاثين بيتاً ، وتسمّى القصيدة الكرّارية ، نظمها سنة 1166 هـ ، والقصّة كما يقال : أ نّه احتاج وهو في النجف الأشرف ، فقصد الروضة المقدّسة وأنشد قوله :

أبا حسن ومثلك من ينادى *** لكشف الضرّ والهول الشديدِ

أتصرع في الوغى عمرو بن ودٍّ *** وتردي مرحباً بطل اليهودِ

وتسقي أهل بدر كأس حتف *** مصبّرة كعتبة والوليدِ

وتجري النهروان دماً عبيطاً *** بقتل المارقين ذوي الجحودِ

وتأبى أن تكفّ جيوش عسري *** وتنصرني على الدهر العنودِ

وها هو قد أراني الشهب ظهراً *** واُحرم ناظري طيب الهجودِ

فأطلع في سما الإقبال بدري *** وبدّل نحس حظّي بالسعودِ

وأوردني حياض نداك إنّي *** لمحتاجٌ إلى ذاك الورودِ

أترضى أن يكدّر صفو عيشي *** وتصبح أنت في عيش رغيدِ

أتنعم في الجنان خليّ بال *** ومنّي القلب في جهد جهيدِ

أما قد كنت تؤثر قبل هذا *** ببذل القوت في القحط الشديدِ

فكيف أخيب منك وأنت مثر *** عديم المثل في هذا الوجودِ

أما لاحت لمرقدك المعلّى *** جواهر كدّرت عيش الحسودِ

فمن درٍّ وياقوت مشعٍّ *** ومن ماس تلوح على عقودِ

ومن قنديل تبر بات يجلو *** سناه الهمّ عن قلب الوفودِ

فجد لي يا عليّ ببعض هذا *** فإنّ التبر عندك كالصعيدِ

ولي يا بن الكرام عليك حقٌّ *** رثاء سليلك الظامي الشهيدِ

فكم أجريت من دمع عليه *** وكم فطّرت قلباً كالحديدِ

فكن في هذه الدنيا معيني *** وكن لي شافعاً يوم الورودِ

فسقط عليه قنديل ذهب ، فاُخذ وعلّق فوقع عليه ثانياً فأخذه.

ذكر صاحب أعيان الشيعة هذه القصّة وناقشها ، فراجع[1].

وقد قرض هذه القصيدة ثمانية عشر من مشاهير الاُدباء والعلماء في عصره ، وهم :

1 ـ الشيخ محمّد مهدي الفتوني.

2 ـ الشيخ جواد بن الشيخ شرف الدين محمد مكي.

3 ـ الشيخ محمد علي بن الشيخ بشارة.

4 ـ الشيخ أحمد بن الشيخ حسن النحوي.

5 ـ السيّد نصر الله المدرّس الحائري.

6 ـ السيّد أحمد بن محمّد العطّار البغدادي.

7 ـ أخوه أبو محمد الحسن بن محمد العطّار.

8 ـ السيّد عبد العزيز بن أحمد الموسوي النجفي.

9 ـ السيّد أبو الحسن بن الحسين الحسيني الكاظمي.

10 ـ السيّد محسن المقدّس الأعرجي.

11 ـ الشيخ أبو علي عبد الكاظم بن محمد.

12 ـ المولى أحمد بن رجب.

13 ـ الشيخ محمد بن جواد بن سهيل النجفي.

14 ـ السيّد محمد بن حسن حبيب.

15 ـ الحاجّ أحمد الخطيب.

16 ـ الشيخ زكريا بن علي الحلبي.

17 ـ الشيخ مسلم ابن عقيل الجصّاني.

18 ـ الشيخ كاظم الاُزري[2].

ومن شعره في أمير المؤمنين علي (عليه السلام) :

أعليّ يا أعلى قريش رتبةً *** يا من ولاه نجاة كلّ مقصّرِ

يقول فيها :

لا عيب فيهم غير أنّ جيادهم *** في غير هامات العدا لم تعثرِ

ولطول ما ألفوا الوغى لم يعرفوا *** إلاّ السيوف أهلّةً للأشهُرِ

وقوله :

قف بالطفوف وجُد بفيضِ الأدمعِ *** إن كنت ذا حزن وقلب موجعِ

وذكر صاحب الأعيان قصيدة له في رثاء سيّد الشهداء (عليه السلام) مطلعها :

ألا ما لأيّام اللباب تولّت *** وصبح مشيبي لاح في ليل لمّتي

توفّي سنة 1220 هـ.


[1]أعيان الشيعة 7 : 341.

[2]أعيان الشيعة 7 : 342 ، وتتميم أمل الآمل للقزويني : 179.