الشيخ محمّد رضا آل ياسين

1297  ـ  1370

الشيخ محمّد رضا بن الشخ عبد الحسين بن الشيخ باقر بن الشيخ محمّد حسن آل ياسين الكاظمي.

فقيه متضلّع من مراجع التقليد في عصره.

ولد في ربيع الأوّل عام 1297 هـ ، وتربّى في حجر العلم وأحضان الإيمان ، ونشأ على أبيه الجليل نشأة علمية صالحة ، فتدرّج في الأوّليّات والمقدّمات ثمّ حضر في الفقه والاُصول على بعض الأعلام ، فنبغ في الفقه والاُصول نبوغاً باهراً ، وعرف بين فضلاء الحوزة في النجف بعلوّ المرتبة وسموّ المنزلة وامتاز بالصلاح والتقوى والنزاهة والشرف وسلامة الذات ونكرانها وطهارة القلب وسلامته ، واشتغل بالتدريس مدّة طويلة تخرّج عليه خلالها كثير من أهل العلم.

كان مثالا للورع وحسن الأخلاق وعرف في سنين عمره الأخيرة عند الخواصّ من أهل العلم والصلاح ، فكان درسه عامراً بهم وكانت إمامته في الصحن الشريف أبرز الجماعات حيث يلفت النظر إليها كثرة أهل العلم وتجمهرهم ، وفيهم من الأجلاّء عدد غير قليل ، ورجع إليه في التقليد جماعة ، وبعد رحلة آية الله العظمى السيّد أبو الحسن الإصفهاني في سنة 1365 هـ برز المترجم له بين المرشّحين للزعامة الدينية العامة فكثر مقلّدوه في كافة الأنحاء ، وكان زاهداً في حياته بعيداً عن الزخارف الدنيوية وزبرجها ، ولم يكن يحفل بالرئاسة أو يهتمّ لها ، ولذلك دخل في قلوب الناس وحصل في نفوس العامّة والخاصّة ما لا يستطيع غيره الحصول عليه.

لازمه المرض مدّة وكان مبتلى بضيق النفس والضعف العامّ عدّة سنين فلم يُرَ منه غير الصبر ولم يسمع منه غير الشكر حتّى توفّي في الكوفة.

مؤلفاته :

1 ـ له حاشية على العروة الوثقى.

2 ـ ورسالته العملية (بلغة الراغبين في فقه آل ياسين).

وترجم له :

3 ـ توان بى پايان.

4 ـ عظمت خود را دريابيد.

له إجازة الرواية عن خاله السيّد حسن الصدر وعن آقا بزرك الطهراني صاحب الذريعة.

توفّي عصر السبت 28 رجب سنة 1370 هـ ، فحمل إلى النجف من الكوفة على الرؤوس ، وصلّى عليه أخوه الحجّة الشيخ مرتضى ، ودفن في مقبرتهم الخاصّة في النجف ، واُقيمت له الفواتح بالتوالي واُلقيت فيها عدّة قصائد وكلمات ، وكان فقده خسارة فادحة على الإسلام والمسلمين عامّة وأهل العلم والنجف خاصّة ، وقد أرّخ وفاته السيّد محمّد حسن آل الطالقاني بقوله :

نعى الناعي فأشجى سامعيهِ *** غداة نعى الفصاحة والبيانا

نعى علماً له تعنو البرايا *** فأفقدها القداسة والحنايا

إمامٌ لم تدنّسه الخطايا *** وبحرٌ في الفقاهة لا يدانى

مضى لله والتأريخ حاد *** محمّد الرضا وافى الجنانا[1]


[1]نقباء البشر 2 : 757.

199

«199»