السيّد جاسم المبرقع

1950 م  ـ  1979 م

الشهيد السعيد حجّة الإسلام والمسلمين السيّد جاسم المبرقع.

ولادته :

ولد شهيدنا حدود سنة 1950 ميلادي في مدينة بغداد.

دراسته :

أنهى دراسته الأكاديميّة في مدينته ، بعدها هاجر إلى مدينة العلم والجهاد النجف الأشرف ، ليدخل في حوزتها العلميّة ، بعد أن رأى حاجة المجتمع إلى أمثاله ، وحيث كان مؤهلا بما يحمل في جنبات نفسه الدافع الذاتي والشعور بالمسؤوليّة ، سارع في التعليم العقائدي والإرشادي والتربوي ليتوجّه بعدها إلى رسالة الأنبياء رسالة التبليغ.

وكالته :

أرسله السيّد الشهيد الإمام الصدر من قبله إلى مدينة الثورة في بغداد ، حين لمس منه القدرة على توجيه الجماهير ، ومدّها بالثقافة الإسلاميّة ، وبالوقت نفسه حاجة الجمهور إليه.

فشدّ شهيدنا المبرقع الرحال إلى مدينة الثورة ليشعل الثورة الإسلامية في نفوسهم ، وجاهد في الله حقّ جهاده وأعطى لاُمّته خير عطاء ، فأمّ الناس في مسجد (سيّد الرسل) المعروف في منطقة الشركة ، وأقام الاحتفالات المثمرة ، وإحياء المراسيم التي شحنها بالكلمات الحماسيّة ، والبرامج الثوريّة رغم الظروف القاسية من عتاة زمانه ، وحكّام الجور الذين عتوا في الأرض فساداً ، وأرادوا إغماض عيون المجتمع الإسلامي عن إسلامهم لكن أمثال شهيدنا المبرقع الذي أبى إلاّ أن يتمّ رسالة ربّه في آناء الليل وأطراف النهار فتح عيون المجتمع وشهدت مدينة الثورة أ يّامه تحرّكاً ملموساً نحو الوعي والثقافة الإسلامية والتزام شبابها بالديانة المستقيمة.

وحيث كان أعداءه (البعثيون) في رصد حركته وسكنته تضايق كثيراً منهم وضايقوه كثيراً وحدّدوا من فعّالياته.

ولكن حيث لا تأخذه لومة لائم ، وغفلة السائم ، وغفوة النائم ، بفضل ما يحمل من عزائم ، أبى إلاّ المواصلة والجهاد ضدّ من يقف أمامه ممّن سوّلت لهم أنفسهم باتباع الشيطان.

اعتقاله :

قامت السلطات الجائرة في العراق باعتقال وكلاء المرجع الشهيد الصدر في أغلب مناطق العراق في دفعة واحدة ، وكان شهيدنا المبرقع ممّن اُخذ بعد منتصف عام 1979 ميلادي.

وقد عذّب في متاهات السجون المظلمة بأشدّ أنواع العذاب ، وخوفاً من الاضطرابات التي عمّت منطقته وهيجانها أفرجت السلطات عنه ، كي يهدأ الوضع.

ولكن بعد شهرين قامت باعتقاله مرّة ثانية حيث لم يخرج من السجون إلاّ شهيداً بعد أن تلقّى أشدّ وأقسى عذاب نفسيّ وتعذيب جسدي ، فخرجت روحه الطاهرة شاكية إلى ربّها بعد أن حملت هموم شعب قاسى المحن من ويلات وجور حكّام البعث وجلاوزته.

فسلام عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيّاً.

رزقنا الله شفاعة الشهداء في الآخرة ، واتباع أثرهم في الدنيا[1].


[1]صحيفة (صوت الكاظمين) ، العدد 22 لسنة 1415 تحت عنوان : شهداؤنا.

50

«50»