الشيخ محمّد علي القابچي

1309  ـ  1365

الشيخ محمّد علي بن الشيخ حسن بن الشيخ محمّد الجمالي القابچي الكاظمي.

عالم كبير ومدرّس قدير.

كان جدّه محمّد ممّن له شرف الخدمة في مرقد الإمامين الكاظمين ، ومن اُسرة تعرف بـ (آل الجمالي) فيهم من أهل العلم والأدب والسياسة ، منهم الشيخ عباس والد الدكتور محمّد فاضل الجمالي ، ومنهم الشيخ حسن القابچي[1].

ولد المترجم له في سامراء سنة 1309 هـ ، ونشأ على أبيه الجليل ، فمال إلى طلب العلم ، فلازم خدمة والده سفراً وحضراً ، وأكمل الأوّليات في مشهد الإمام الرضا (عليه السلام) ، ثمّ حضر الفقه والاُصول على السيّد آغا حسين القمّي والميرزا محمّد ابن المحقّق الآية العظمى الشيخ كاظم الخراساني صاحب الكفاية.

وبعثه والده بعد ذلك إلى النجف الأشرف لتكميل دراساته ، فحضر درس الميرزا محمّد حسين النائيني فلازم تمام دروسه في مباحث الاُصول والفقه ليلا ونهاراً وكان يكتب تقريرات دروسه كلّها ، وتقدّم في الفضل وسطع نجمه وكثر فضله وزاد علمه واُشير إليه بالبنان بين تلامذة المحقّق النائيني فنبغ بين اُولئك الأعلام في مدرسة النائيني التي تخرّج منها فطاحل العلم والفقه ، وتفتّحت مواهب المترجم له وعرف بالدقّة والتحقيق وعمق الفكر وحسن البيان وصار مدرّساً مشهوراً على عهد اُستاذه.

ولمّـا ارتحل المحقّق النائيني إلى جوار ربّه برز تلميذه الألمعي المترجم له واتّجهت إليه الأنظار أكثر فأكثر ، وتهافت عليه المشتغلون وطلاب العلم تهافت الفراش على النور ، وكان مجلس درسه من أكبر مجالس الدرس في النجف الأشرف آنذاك ، وكان مواظباً على الحضور في مقبرة اُستاذه النائيني في الليالي مع جمع آخر من أفاضل تلامذة الشيخ ويطرحون فيما بينهم بعض الفروع الفقهيّة والاُصوليّة المهمّة ويستمرّون على الخوض والكلام في أطراف الموضوع إلى أن يحين وقت غلق أبواب الصحن فيتفرّقون.

قضى المترجم له بعد وفاة اُستاذه عشر سنين على هذا المنوال في خدمة العلم مواصلا العمل من دون ملل أو كلل حتّى ابتلي بالسكتة القلبيّة من كثرة الإجهاد وأخذت النوبات تعاوده حتّى قضت عليه في المرّة الثالثة.

مؤلفاته :

له آثار قيّمة ، منها :

1 ـ كتب تقريرات اُستاذه تمام دورة الاُصول ، وطبع لمرّات باسم (الفوائد الاُصوليّة).

2 ـ كتب في الفقه تقريرات اُستاذه في كتاب الصلاة.

3 ـ وكتب من تقريراته كتاب التجارة.

4 ـ وله رسالة في الصلاة واللباس المشكوك فيه.

خلّف من الأولاد محمّد حسين ومحمّد باقر والشيخ عباس ومحمّد هادي وجعفر.

توفّي في عصر الخميس الحادي عشر من ربيع الأوّل سنة 1365 هـ ، وغسّله تلميذه ووصيّه الفاضل السيّد جعفر بن محمّد المرعشي ، ودفن في مقبرة اُستاذه النائيني ، وأرّخ وفاته السيّد محمّد حسن آل الطالقاني بقوله :

شريعة الحقّ اُصيبت والهدى *** أركانه الراسخة اليوم هوت

قضى عليّ فالعلوم بعده *** راياتها حزناً عليه نكست

(فرد)[2] به الكلّ اُصيب فالورى *** بفقده أرّخته قد خسرت[3]


[1]القابچي لقب لمن يتولّى فتح وغلق أبواب صحن المرقد الشريف في أوقاتها.

[2]في قوله فرد إلى آخره إشارة إلى إضافة واحد إلى مجموع أرقام التأريخ.

[3]نقباء البشر 4 : 1386.

211

«211»