السيّد عبد المحسن الكاظمي

1288  ـ  1371

الشيخ عبد المحسن الكاظمي بن محمد بن علي بن المحسن.

ولد سنة 1288 هجري في حيّ الدهانة ببغداد.

هاجر سنة 1897 م إلى إيران فالهند ، وانتهى به المطاف إلى مصر سنة 1899 ، وتوفّي فيها سنة 1371 هجري.

جاء في أعيان الشيعة : قال رفائيل بطي : روى في شيخوخته للصحفي المصري طاهر الطناحي عن حياته ما خلاصته :

« أخذني أهلي في طفولتي إلى كتاب فقيهة في البلد انتقلت من عندها إلى معلم إيراني يعلّمني الفارسية لأنّ أبي تاجر ولتجّار العراق صلات وثيقة بإيران وأفغان والهند والمكاتبة التجارية بهذا اللسان ، فدرست عنده ستّة أشهر حتّى إذا ترك مهنته قصدت إلى مدرّس عربي لم اُثابر على التعلّم عنده طويلا . وقادني ولعي بالقراءة إلى تطلّب المخطوطات العربية والفارسية وتصفّحها ، وكانت من حولي في الكاظمية كثيرة ».

أمّا كيف هوى العلم والأدب وأبوه يتعاطى التجارة ؟ فيقول إنّه رأى تكريماً عظيماً في مجلس جدّه فسأل : من يكون ؟ فاُجيب بأ نّه عالم ، فعلقت نفسه بالعلم والأدب ومال عن تجارة أبيه وقد أعانه أخوه محمّد حسين على المسلك الأدبي ... انكبّ على القراءة والكتابة والنظم بعد أن فشل في التجارة والزراعة فوعى أكثر من اثني عشر ألف بيت من مختار القصيد ، فبرز راوية يشار إليه بالبنان ، وبدأ بالشعر في السادسة عشرة من سنيّه ، فما بلغ العشرين ربيعاً إلاّ وقد احتلّ في ديوان الأدب مكاناً ملحوظاً.

ولمّا وفد على العراق السيّد جمال الدين الأفغاني منفياً من إيران ، تعرّف الشاعر الفتى بجمال ولازمه وأخذ عنه طرفاً من العلوم وتوجيهاً في التفكير ، واعتنق مبادئه.

ثمّ نفي الأفغاني من العراق ، ولاحقت النقمة من كان يلوذ به من شباب الجيل ، فتحرّج موقف الكاظمي ... ولئلا يقع في الفخّ لاذ بالقنصلية الإيرانية ببغداد ثمّ تسلّل إلى البصرة ثمّ إلى إيران عام 1898 م ، ثمّ شخص إلى الهند وتوجّه إلى مصر فمرض فيها فقعد عن السفر وتوطّنها إلى آخر العمر.

تزوّج عام 1915 فتاة مصرية ، وأنجب منها بنين وبنات لم يعيشوا إلاّ أياماً ، فما خلّف غير بنت هي السيّدة رباب التي كان يحبّها حبّاً جمّاً.

كانت خاتمة حياته في مصر الجديدة من ضواحي القاهرة يوم الخميس في 2 مايو سنة 1952 ودفن بها.

ويظهر أ نّه قد عالج التأليف في فجر شبابه فألّف كتاب (البيان الصادق في كشف الحقائق) في وصف بعض أدواء المجتمع ، وكتاب (تنبيه الغافلين) وليسا موجودين الآن ، ولعلّهما في جملة ما فقد من آثاره أوقات الحرج قبل أن يغادر وطنه الأوّل . وقد طبع له بعد وفاته ديوانه الكبير.

فمن شعره :

فكم قائل سر نحو مصر تر المنى *** وأنت على كلّ البلاد أمير

فقلت لهم والدمع منّي مطلق *** أسير وقلبي بالعراق أسير

            وله :

ردّد الذكرى وحيا البطلا *** ومضى في قوله مسترسلا

شاعر مطلقة أدمعه *** وجد الدنيا له معتقلا[1]


[1]اقتباس من أعيان الشيعة 8 : 93 ، ومعجم الشعراء العراقيين : 250 ، وموسوعة أعلام العراق : 136 ، وصحيفة (صوت الكاظمين) ، العدد 52 لسنة 1417 تحت عنوان : الشاعر المهاجر.

129

«129»