![]() |
![]() |
![]() |
1325 ـ 1401
العلاّمة المجاهد آية الله السيّد علي نقي الحيدري قدّس سرّه الشريف ، كان من طليعة علماء بغداد وفي الرعيل الأوّل من العاملين في مجال الإصلاح العامّ والمجاهدين في سبيل الإسلام.
انحدر من اُسرة علمية عريقة اشتهرت بالعلم والفضيلة ، اُسرة آل الحيدري التي خرج منها فطاحل في العلم والأدب والجهاد ، منهم جدّ المترجم له الإمام المجاهد السيّد مهدي الحيدري ، وقد شارك في معارك دامية ضدّ الإنكليز الغزاة الذين داهموا العراق سنة 1332 هـ إبّان الحرب العالمية الاُولى ، ومنهم والد المترجم له آية الله السيّد أحمد الذي كان من أركان الشريعة وجهابذة العلم ، وقد خرج مع والده إلى ساحات الحرب والجهاد ، وكان من رجال ثورة العشرين.
ولد المترجم له في الكاظميّة المقدّسة سنة 1325 هـ ، فترعرع في ظلّ والده الفقيه وسار على سنن آبائه ، وبعد أن أكمل المقدّمات في الكاظميّة المقدّسة هاجر إلى النجف الأشرف ، وحضر أبحاث أعلام العصر وأساطين العلم كالميرزا النائيني والسيّد أبي الحسن الإصفهاني والشيخ عبد الله المامقاني والميرزا أبي الحسن المشكيني والسيّد محمود الشاهرودي والشيخ حسن الرشتي وغيرهم ، حتّى نال نصيباً وافراً من العلوم والمعارف الإسلاميّة.
ثمّ عاد إلى مسقط رأسه الشريف واتّخذ من الحسينية الحيدرية في الكاظمية مقرّاً يدرّس فيه تلامذته مختلف العلوم الفقهيّة والاُصوليّة وغيرها ، وتسلّم مقاليد السيادة والقيادة الدينية في بغداد والكاظميّة ، وكان مثالا للأخلاق الفاضلة والصفات الحميدة ، ورمزاً للشجاعة والبطولة ، وقد بدأ حياته العلميّة والعمليّة ببغداد في الوعظ والإرشاد وتوجيه الناس من خلال إمامته في جامع عثمان بن سعيد في بغداد ، ثمّ شيّد جامع التميمي وسط عاصمة بغداد ، ومنه انطلق سماحته للتبليغ والتأليف ، وله مواقف مشرّفة في سبيل إحقاق الحقّ وإبطال الباطل وسهره على اُمور الناس وتوجيههم وإرشادهم وجمع كلمتهم قد سجّلها التأريخ بشموخ وعزّ.
وأمّا جهاده في مجال القلم والكتاب ونشر العلم والأدب فله مؤلفات قيّمة ، هي :
1 ـ اُصول الاستنباط ، في اُصول الفقه وتأريخه باُسلوب حديث وتحقيق بارع ، اُعيد طبعه عشرات المرّات.
2 ـ الوصي ، في إثبات الإمامة على ضوء العقل والنقل ، اُعيد طبعه ، وترجم.
3 ـ مذهب أهل البيت ، الذي أظهر فيه الحقّ والحقيقة.
4 ـ أخطار المسكرات ، طبع في بغداد.
5 ـ الصوم في حكمه وأحكامه ، طبع في بغداد.
6 ـ الدوحة الحيدريّة في أنساب السادة العلويّة (مخطوط).
7 ـ الأمثال القرآنية (مخطوط).
8 ـ فوائد المطالعات ونوادر المسموعات (مخطوط).
9 ـ مجموعة من الحكم والمواعظ (مخطوط).
10 ـ كتابات استدلاليّة مختلفة في حلّ بعض مشكلات الفقه (مخطوط).
11 ـ مجموعة من شعره الرائع (مخطوط).
وقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : « إذا مات الرجل انقطع عمله إلاّ من ثلاث : صدقة جارية ، وعلمٌ ينتفع منه الناس ، وولدٌ صالح يستغفر له » . وإنّ الله قد تفضّل على سيّدنا المترجم له بهذه الخصال الثلاثة ، فترك خمسة من أولاده الذكور من الطيّبين المعروفين بالصلاح والتقوى ، وقد سلك اثنان منهم مسلكه في طلب العلم وهم : سماحة الحجّة الشاعر الكبير السيّد محمد والاُستاذ الفاضل السيّد يوسف والاُستاذ الفاضل الأديب السيّد فخر الدين والاُستاذ الفاضل السيّد حيدر وسماحة الحجّة السيّد محمد باقر زاد الله في توفيقاتهم وسدّد خطاهم.
وفاته :
توفّي في مساء يوم السبت الموافق 14 / شوّال / 1401 هـ المصادف 15 / 8 / 1981 م . فشيّعته الجماهير الحزينة من مسجده جامع التميمي في بغداد إلى مثواه الأخير في مقبرة الاُسرة في الصحن الكاظمي الشريف ، فضمّه الرمس الطاهر بعد عمر حافل بمآثر الأعمال وجليل الخدمات ، واُقيمت مجالس الفاتحة في الكاظمية وبغداد والكويت وسوريا وإيران على روحه الزكيّة.
فسلام عليه يوم ولد ويوم مات ويوم يُبعث حيّاً[1].
[1]مستدركات أعيان الشيعة 2 : 201 ، والإمام الثائر : 140 ـ 143 ، وصحيفة (صوت الكاظمين) العدد 34 لسنة 1416 تحت عنوان : مظهر الحقّ والحقيقة.
139«139»
![]() |
![]() |
![]() |