![]() |
![]() |
![]() |
1932 م ـ 1986 م
العلاّمة المجاهد الشهيد السيّد حسن بن السيّد أحمد الحيدري.
ولادته ونسبه :
ولد الشهيد
السعيد في مدينة سامراء سنة 1932 م عندما كان والده آية الله السـيّد أحمـد
الحيدري يدرس هنـاك ونشـأ على طلب العلم بشغف بالغ وشوق
كبير.
وهو من اُسرة آل الحيدري التي عرفت بالشهادة والجهاد والعلم فجدّه الإمام الثائر والمرجع السيّد مهدي الحيدري أوّل من أفتى بالجهاد ودعا إليه عندما دخل الانكليز العراق عام 1914 م وخرج بنفسه وأولاده يتقدّم المجاهدين في جبهة القرنة وكان عمره يزيد على الثمانين سنة.
دراسته ونشاطه :
بعد أن تجاوز المراحل الأوّلية للدراسة هاجر إلى النجف الأشرف ليدرس على يد والده وعلى يد غيره من الأساتذة العظام ، حتّى نال نصيباً وافراً في العلم والمعرفة وحصل على قسط كبير من المواهب النفسيّة والملكات الأخلاقية العالية.
بعدها عاد إلى الكاظمية وانصرف إلى الدراسة والتحصيل وحضر دروس علمائها الأعلام كالسيّد أحمد الكيشوان والميرزا علي الزنجاني كما درس عنده عدد من الطلاب والمثقفين.
ثمّ انتقل إلى بغداد وصار إماماً للجماعة في مسجد عثمان بن سعيد ظهراً ومسجد الجعيفر ليلا ، وكثيراً ما كان يرقى المنبر للوعظ والإرشاد والتعليم وكان يمتاز بقوّة الاُسلوب وحسن التأثير وسعة الاطلاع وكان له إلمام بالثقافات الحديثة والمدارس الفكريّة الجديدة.
كان أحد أعضاء جماعة علماء بغداد والكاظمية ويشارك في نشاطاتها وفعّالياتها وأخذ يؤمّ صلاة الجماعة في الصحن الكاظمي الشريف.
وكان الشهيد من اُولئك العلماء الذين تصدّوا للمدّ الإلحادي والجاهلية الجديدة وعرّضوا أنفسهم للموت في سبيل الذود عن الدين وتثبيت أركانه كبقية علماء اُسرته ، وكان يقيم ندوة اُسبوعيّة في حسينية آل الحيدري في الكاظمية بالاشتراك مع نخبة من المؤمنين الرساليين للوقوف بوجه التيار الشيوعي حتّى تعرّض إلى التهديد بالقتل عدّة مرّات.
وكان رحمة الله عليه معروفاً بجرأته وصراحته وله مناقشات ومحاججات مع بعض المخالفين والمتجرّئين على عقائد الشيعة ، ولمّـا جاء البعثيون إلى الحكم عام 1968 م تعرّض الشهيد لمخالفتهم للإسلام بالنقد علناً دون خوف ووجل.
مؤلفاته :
للشهيد السيّد حسن الحيدري مؤلفات متفرّقة في مختلف المواضيع منها :
1 ـ كتاب أحوال الإمام الرضا (عليه السلام).
2 ـ كتاب جوامع الكلم.
3 ـ رسالة في القواعد القرآنية.
4 ـ مناقشة مع الدكتور أحمد أمين في كتاب ضحى الإسلام.
5 ـ كتابات فقهية استدلالية (الأحوال الشخصية).
اعتقاله :
ولمواقفه الشجاعة والبطوليّة ضدّ البعثيين الكفرة اعتقلوه لمدّة شهرين تقريباً وكان ذلك في شهر كانون الثاني عام 1983 م . ولمّـا لم يتمكّنوا من أخذ تأييده للنظام المجرم دسّوا إليه السمّ ذو التأثير على المدى الطويل وأخرجوه مريضاً يفقد تارة ويستفيق اُخرى حتّى لبّى نداء ربّه في شهر حزيران سنة 1986 م شهيداً مظلوماً[1].
[1]صحيفة (صوت الكاظمين) ، العدد 7 لسنة 1413 تحت عنوان : شهداؤنا.
79«79»
![]() |
![]() |
![]() |