محمّد (الشيخ المفيد)

338  ـ  413

الشيخ المفيد محمّد بن محمّد بن النعمان بن عبد السلام بن جابر بن النعمان بن سعيد بن جبير.

ولد سنة 338 هـ في الحادي عشر من ذي القعدة بقرية تعرف بـ (سويقة ابن البصري) من عكبرى ، وتبعد من بغداد إلى ناحية الدجيل عشرة فراسخ.

عُرف بابن المعلّم لأنّ أباه كان معلّماً بواسط ، كما اشتهر بـ (المفيد) إمّا لأنّ الإمام صاحب الزمان (عليه السلام) لقّبه به ، كما نصّ عليه ابن شهرآشوب ، أو أنّ شيخه علي ابن عيسى الروماني لقّبه به ، كما أثبته الشيخ ورّام عليه الرحمة.

وقد أجمع أهل العلم والفضل وأرباب التحقيق من الفريقين (السنّة والشيعة) على جلالته وعلوّ قدره وغزارة علمه وتقدّمه على معاصريه وتبرّزه في العلوم العقلية والنقلية والحديث والرجال والأدب.

وامتاز بقوّة المنطق ورصانة البرهان في مقام الجدل والظهور على
الخصم.

قال ابن النديم :

شاهدته وجالسته فرأيته شديد الفطنة ماضي الخاطر ، بارعاً في العلوم ، ويكفيه شرفاً وعظمةً وشموخاً وفضلا ، كان من أجلّ مشايخ الشيعة ، وكلّ من تأخّر عنه استفاد منه ، وفضله أشهر من أن يوصف في الفقه والكلام والرواية ، انتهت رئاسة الإماميّة إليه في وقته ، وإنّ القلم ليعجز عن ثنائه وكفاه فخراً.

خاطبه وليّ الله الأعظم صاحب العصر (عليه السلام) في رسالتين :

فقد خاطبه في الاُولى بـ : الأخ السديد والمولى الرشيد ، أ يّها المولى المخلص في ودّنا الناصر لنا ـ إلى آخر الرسالة ـ .

ويقول (عليه السلام) في الثانية : من عبد الله المرابط في سبيله إلى ملهم الحقّ ودليله ، سلام عليك أ يّها العبد الناصر للحقّ الداعي إليه بكلمة الصدق ـ إلى آخر الرسالة ـ .

فمثل هذا الإطراء من صاحب الأمر (عليه السلام) ، الذي لا يقول إلاّ حقّاً وصدقاً ، إنّما يدلّ على علوّ مقام الشيخ المفيد ، فهو فوق مستوى البشر بعد الحجج الأطهار (عليهم السلام).

آثاره :

إنّ آثار شيخنا المفيد (قدس سره) في الفقه والحديث وعلم الكلام تبلغ المئتين كما في نصّ اليافعي وابن حجر وابن العماد ، والمطبوع منها ما يقارب 45 كتاباً كلّها غرر ومناهل ومشاعل يستضيء بها العلماء وأهل الفضل منذ عهده المبارك وإلى عصرنا الحاضر ، فهو شيخ الاُمّة الإسلامية ومرجع الطائفة ومستقى علمها ومورد ريّها ومحلّ ثقتها.

ومن آثاره القيّمة :

1 ـ المقنعة.

2 ـ الأمالي.

3 ـ الفصول المختارة.

4 ـ الإرشاد.

                        5 ـ الإيضاح.

6 ـ الإفصاح.

7 ـ الردّ على الجاحظ والعثمانية.

8 ـ نقض المروانية.

9 ـ المسائل الصاغانية.

10 ـ المجالس.

11 ـ الاختصاص.

12 ـ مسار الشيعة.

13 ـ المقالات.

وغيرها.

وفاته :

ارتحل إلى جوار ربّه الكريم ليلة الثالث من شهر رمضان سنة 413 هـ ببغداد ، وصلّى عليه علم الهدى السيّد المرتضى ، وحمل إلى مشهد الإمامين الكاظمين (عليهما السلام) ، فدفن عند رجليهما ، وكان يوم وفاته يوماً مشهوداً عظيماً ، اجتمع لتشييعه خلقٌ كثير وبكاه المؤالف والمخالف ، ووجد على قبره الشريف مكتوب بخطّ صاحب الزمان (عليه السلام) :

لا صوّت الناعي بفقدك إنّه *** يومٌ على آل الرسول عظيمُ

إن كنت قد غُيّبت في جدث الثرى *** فالعدل والتوحيد فيك مقيمُ

والقائم المهديّ يفرح كلّمـا *** تُليت عليك من الدروس علومُ[1]


[1]أعيان الشيعة 9 : 420 ، وروضات الجنّات 6 : 153.

وله ترجمة في أمل الآمل 3 : 304 ، والبداية والنهاية 12 : 15 ، وتأريخ بغداد 3 : 331 ، وتأسيس الشيعة : 147 ، وتحفة الأحباب : 348 ، وتنقيح المقال 3 : 180 ، وجامع الرواة 3 : 189 ، وخلاصة الأقوال : 147 ، والذريعة 1 : 509 ، وريحانة الأدب 7 : 361 ، وسفينة النجاة 2 : 39 ، وشذرات الذهب 4 : 199 ، والعبر 2 : 272 ، والفهرست لابن النديم : 266 ، والفهرست للطوسي : 186 ، وفوائد الرجاليّة 3 : 311 ، وفوائد الرضويّة : 628 ، وقاموس الأعلام : 668 ، والكامل في التأريخ 9 : 81 ، والكنى والألقاب 3 : 198 ، ولسان الميزان 5 : 368 ، ولؤلؤة البحرين : 356 ، ومجالس المؤمنين 1 : 467 ، ومجمع الرجال 6 : 33 ، والمختصر في أخبار البشر 2 : 154 ، ومرآة الجنان 3 : 280 ، والمستدرك 3 : 517 ، ومعالم العلماء : 112 ، والمقابس : 16 ، والمنتظم 8 : 11 ، ومنتهى المقال : 287 ، وميزان الاعتدال 4 : 30 ، وصحيفة (صوت الكاظمين) العدد 5 لسنة 1413.

167

«167»