![]() |
![]() |
![]() |
1182 ـ 1242
المحدّث
النبيل والفقيه الجليل والمتتبّع النحرير ، ذائع الصيت السيّد عبد الله
ابن السيّد محمّد رضا بن محمّد بن أحمد بن علي المشتهر بشبّر الحسيني
الكاظمي.
ولد في النجف الأشرف سنة 1188 هـ ، وترعرع فيها ، ثمّ انتقل به والده إلى الكاظمية المقدّسة ، ففي بداية الأمر تتلمذ على يد والده الجليل ، ثمّ أخذ ينهل من دروس علاّمة عصره الفقيه الألمعي السيّد محسن الأعرجي الكاظمي والعلاّمة المفضال الشيخ أسد الله الكاظمي وغيرهما.
اعتنى والده بتربيته العلمية والعملية عناية تامّة تؤهّله لأن يفوق أقرانه ويحوز مرتبة عالية من مراتب العلم والأدب ، وممّـا يذكر أنّ والده نذر لله أذكى وأنبه أولاده السيّد عبد الله لطلب العلم ، فركّز على تربيته في هذا المضمار ، حتّى كان يحرمه من الإعاشة ومصروفه اليومي ، ومن الطعام إذا لم يدرس ويتعلّم ، وقد شوهد الولد البارّ ذات يوم يبيع محبرته ، ولمّـا سُئل عن ذلك قال : إنّي شغلت هذا اليوم بعارض صحّي لم يمكنني معه من مواصلة دروسي ، فلم أجد ما يسوّغ لي أن أتناول من بيت أبي شيئاً.
هكذا كان السابقون من علمائنا الأعلام ، يحثّون أولادهم ويرغّبونهم ليكونوا عظماء في التأريخ.
وكانت لهذه التربية الصالحة الأثر الكبير في نفس سيّدنا المترجم ، فلم يفتر طول حياته عن الجدّ والجهد لاكتساب الفضائل والمثل العليا . ولم تنقضِ حياته إلاّ بطلب العلم ونشره بالتدريس أو التأليف والتصنيف ، حتّى شاع صيته في الفنون الإسلاميّة كلّها ، فكان فقيهاً متبحّراً في التفسير والحديث والكلام وغيرها.
وقد ضمّ إلى ثروته العلميّة حافظة نادرة وضبطاً شديداً ، فقد كان كثيراً ما يمتحنه أقرانه بقراءة متن الرواية ويقطعون السند ، وهو يسندها إلى قائلها من أهل بيت النبوّة (عليهم السلام) ، وقد تكرّر ذلك منهم ومنه ، حتّى تجاوز حدّ الإحصاء.
وكان كثيراً ما يجلس في مجلسه العامّ وبيمناه القلم وبيسراه القرطاس يؤلف تارة ، ويتحدّث إلى زائريه اُخرى ، ثمّ تأتي خلال ذلك الدعاوي فيحلّها أحسن حلّ ، ويقال كان يكتب حتّى على مائدة الطعام ، فلا كثرة الزائرين ، ولا ضجيج المشتكين بشاغلين له عن التأليف والتصنيف.
مؤلفاته :
ينقل المحدّث البارع الشيخ عباس القمي (قدس سره) في كتابه الكنى والألقاب أ نّه : حكي أ نّه قال (السيّد عبد الله شبّر) : إنّ كثرة مؤلفاتي من توجّه الإمام الهمام موسى ابن جعفر (عليهما السلام) ، فإنّي رأيته في المنام فأعطاني قلماً وقال : (اكتب) ، فمن ذلك الوقت وفّقت لذلك ، فكلّ ما برز منّي فمن بركة هذا القلم الروحاني.
وقد صدر منه أكثر من سبعين مؤلفاً بين موسوعة ورسالة ، ولم يتجاوز عمره الشريف 54 عاماً ، وهكذا تفعل الكرامة بأهلها ، فله مثل هذه المكتبة الضخمة من المؤلفات ، مع ذلك كان يتولّى الشؤون الاجتماعية والتدريس بالإضافة إلى مواظبته على المستحبّات العبادية والأدعية والأذكار.
وإليك في ما يلي ثبتاً بمؤلفات السيّد ، كما هو مذكور في مقدّمة كتاب (ملخّص جامع المعارف والأحكام) :
1 ـ حقّ اليقين في معرفة اُصول الدين ، مطبوع بصيدا وإيران.
2 ـ الوجيز في تفسير القرآن الكريم ، وهو تفسيره المختصر مطبوع بطهران والقاهرة.
3 ـ الأنوار اللامعة في شرح زيارة الجامعة ، مطبوع بالنجف وبيروت.
4 ـ أحسن التقويم في ما يتعلّق بالنجوم ، مطبوع بالهند والنجف.
5 ـ مصابيح الأنوار في حلّ مشكلات الأخبار ، مطبوع بالنجف وإيران.
6 ـ الأخلاق ، مختصر مطبوع بالنجف وإيران.
7 ـ فقه الإماميّة ، وهي رسالة عملية مطبوعة بالهند.
8 ـ جامع المعارف والأحكام.
9 ـ تلخيص جامع المعارف والأحكام.
10 ـ مختصر جامع المعارف والأحكام ، وهو أخصر من سابقه.
11 ـ مصباح الظلام في شرح مفاتيح شرائع الإسلام ، في تسع مجلّدات.
12 ـ المصابيح ، أيضاً في شرح المفاتيح ولكنّه أخصر من الشرح السابق في ستّ مجلّدات.
13 ـ جلاء العيون في أحوال المعصومين (عليهم السلام) ، مطبوع.
14 ـ منتخب الجلاء ، مختصر من الكتاب السابق.
15 ـ مثير الأحزان في تعزية سادات الزمان.
16 ـ البلاغ المبين في اُصول الدين.
17 ـ صفوة التفاسير ، في أربعة أجزاء.
18 ـ شرح نهج البلاغة.
19 ـ زينة المؤمنين وأخلاق المتّقين.
20 ـ رسالة في عمل اليوم والليلة ، تشتمل على أربعين حديثاً على ترتيب الحروف.
21 ـ عجائب الأخبار ونوادر الآثار.
22 ـ الدرر المنثورة والمواعظ المأثورة.
23 ـ أنوار الساعة في العلوم الأربعة : معارف وأخلاق وعجائب المخلوقات وفقه.
24 ـ المواعظ المنثورة ، مقتطفات في الحكم والأخلاق.
25 ـ نهج العارفين في الأخلاق ، فارسي.
26 ـ رسالة في عمل اليوم والليلة.
27 ـ رسالة في حجّيّة خبر الواحد من الأخبار.
28 ـ أعمال السنة ، مزار على نمط زاد المعاد للعلاّمة المجلسي.
29 ـ ذريعة النجاة في تعقيب الصلاة ، على نمط المصابيح للعلاّمة المجلسي.
30 ـ رسالة في حجّيّة العقل وفي الحسن والقبح العقليين.
31 ـ رسالة في تكليف الكفّار بالفروع.
32 ـ علم اليقين في طريقة القدماء والمحدثين.
33 ـ الجوهرة المضيئة في الواجبات الأصليّة والفرعيّة.
34 ـ الرسائل الخمس الاستدلالية في العبادات.
35 ـ سفينة النجاة.
36 ـ الشهب الثاقبة.
37 ـ تحفة الزائرين.
38 ـ نخبة الزائر (تحيّة الزائر).
39 ـ زاد الزائرين ، كتاب فارسي.
40 ـ ذريعة النجاة.
41 ـ أنيس الذاكرين.
42 ـ روضة العابدين ، في مجلّدين : الأوّل في ما يتعلّق بعمل اليوم والليلة وأدعية الاُسبوع وسائر ما يحتاج إليه ، والثاني في أعمال السنة.
43 ـ قصص الأنبياء.
44 ـ المزار ، يجمع بين شرحي العربي والفارسي.
45 ـ تسلية الفؤاد في الموت والمعاد ، مطبوع بإيران.
46 ـ تسلية الحزين في فقد الأقارب والبنين.
47 ـ منهج السالكين ، في علم الأخلاق.
48 ـ زاد العارفين ، في الأخلاق ، فارسي.
49 ـ صفاء القلوب ، في الأخلاق أيضاً.
50 ـ كشف المحجّة ، في شرح خطبة الزهراء (عليها السلام).
51 ـ كشف الحجاب للدعاء المستجاب ، في شرح دعاء السمات.
52 ـ تحفة المقلّد ، رسالة فتوى من أوّل الفقه إلى آخره.
53 ـ زبدة الدليل ، رسالة استدلالية في الفقه.
54 ـ خلاصة التكليف ، في الاُصول والعبادات.
55 ـ مطلع النيرين في لغة القرآن وحديث أحد الثقلين.
56 ـ منية المحصّلين وأحقّيّة طريقة المجتهدين.
57 ـ طبّ الأئمة (عليهم السلام).
58 ـ إرشاد المستبصر ، رسالة في الاستخارة ، طبع بقم.
59 ـ البرهان المبين في فتح أبواب علوم الأئمة المعصومين.
60 ـ بغية الطالبين في صحّة طريقة المجتهدين.
61 ـ المنهج القويم في طريقة القدماء والمحدّثين.
62 ـ الجوهرة المضيئة في الطهارة والصلاة.
63 ـ رسالة في الحجّ.
64 ـ المهذّب في الأخلاق.
65 ـ رسالة في ما يجب على الإنسان.
66 ـ رسالة في فتح باب العلم والردّ على من يزعم انسداده.
67 ـ شرح الحقائق في الأحكام ، لم يكمل.
68 ـ الجوهر الثمين في تفسير القرآن المبين ، في خمس مجلدات.
69 ـ رسالة فارسية في الفقه.
70 ـ رسالة اُخرى فارسية في الطهارة والصلاة.
71 ـ الدرّ المنظوم في مشكلات العلوم ، لم يكمل.
72 ـ سلامة العابدين وأنيس الذاكرين ، في الأدعية.
73 ـ القرآن والدعاء ، ولعلّه من أجزاء موسوعته (جامع المعارف).
وستبقى هذه الكتب القيّمة غرّة في جبين الدهر.
مشايخه في الرواية :
من اُستاذه الآية العظمى السيّد الأعرجي ومن الشيخ الأكبر الشيخ جعفر صاحب كشف الغطاء ومن الشيخ أحمد الأحسائي وغيرهم.
تلامذته :
كان السيّد المترجم له يولي اهتماماً بالغاً في موضوع التدريس ، فدرسوا عنده مجموعة كبيرة من العلماء الأعلام ، وتخرّجوا من مدرسته العلمية طائفة من الفطاحل ، ومنهم :
1 ـ الشيخ عبد النبيّ الكاظمي ، صاحب (تكملة الرجال) وغيره.
2 ـ الشيخ إسماعيل بن الشيخ أسد الله ، صاحب (المنهاج) وغيره.
3 ـ السيّد علي العاملي ، صاحب (شرح المنظومة الفقهيّة) للسيّد بحر العلوم.
4 ـ الشيخ محمّد رضا بن زين العابدين ، صاحب (شرح شرائع الإسلام).
5 ـ السيّد هاشم آل السيّد راضي ، مؤلف رسالة (التقليد) وغيره.
6 ـ السيّد محمّد علي الأعرجي الكاظمي.
7 ـ الشيخ حسن محفوظ العاملي.
8 ـ الشيخ أحمد البلاغي.
9 ـ الشيخ محمّد إسماعيل الخالصي.
10 ـ الشيخ مهدي بن الشيخ أسد الله الكاظمي.
11 ـ الشيخ محمّد جعفر الدجيلي.
12 ـ السيّد محمّد معصوم ، الذي كتب رسالة في ترجمة اُستاذه.
13 ـ السيّد حسن شبّر ، ابن السيّد المترجم له.
14 ـ ملاّ محمّد علي التبريزي.
وغيرهم من الأعلام قدّس الله أسرارهم الزكيّة.
وفاته :
كانت حياة سيّدنا المترجم له حياة حافلة بالنشاط والحيوية والعطاء العلمي المبارك ، وشاء الله أن تخترم المنيّة هذا الطود الشامخ في سنة 1242 هـ.
قيل في وصف ذلك اليوم الرهيب : في ليلة الخميس من رجب في الكاظمية المقدّسة فارقت نفس السيّد هذه الحياة ، وما أن أصبح الصباح حتّى ماجت الكاظمية بأهلها وجاءت بغداد بأسرها ، فلا ترى الناس إلاّ باكياً وصارخاً ولاطماً ، اعتراهم الجزع لهول المصاب فطفقوا يهرعون لتشييع جثمانه الطاهر ، فحملوا النعش على الأكفّ وقلوبهم تقطر دماً وحزناً ممّـا حلّ بهم من هذه الفاجعة العظيمة ، وساروا بالنعش حاسرين عن رؤوسهم يلطمون على صدورهم ينشدون الأهازيج الشعبية المؤلمة إلى أن أوصلوه إلى الصحن الشريف ، فتقدّم ولده العلاّمة السيّد حسن للصلاة عليه ، وأتمّ الجمهور المشيّع خلفه ، ثمّ دفنوه في رواق الإمامين الكاظمين (عليهما السلام) ممّـا يلي الوجه الشريف في الحجرة التي دفن فيها أبوه (قدس سرهما) ، وأقام ولده السيّد حسن فاتحة معظّمة حضرها الجمع الغفير ، كما أقام له العلاّمة الكبرى الشيخ محمّد حسن صاحب الجواهر مجلس الفاتحة أيضاً ، حضرها الجمهور النجفي ، وقد رثي بعدّة قصائد موجعة تدلّ على مكانة الفقيد الراحل إلى جوار ربّه الكريم ، فسلام عليه يوم ولد ويوم مات ويوم يبعث حيّاً ، وأسكنه الله فسيح جنّاته وأنزل على رمسه الطاهر شآبيب رحمته[1].
[1]أعيان الشيعة 8 : 82 ، ومعارف الرجال 3 : 9 ، وروضات الجنّات 4 : 261 ، وله ترجمة في تكملة الرجال 2 : 74 ، وتنقيح المقال 2 : 212 ، والذريعة 5 : 71 ، وريحانة الأدب 2 : 296 ، وسفينة البحار 2 : 137 ، وفوائد الرضويّة : 249 ، والكنى والألقاب 2 : 352 ، ومصفى المقال : 238 ، والكرام البررة 2 : 777 ، وانظر مقدّمة تفسيره للقرآن الكريم ، وصحيفة (صوت الكاظمين) ، العدد 23 لسنة 1415 تحت عنوان : عميد آل شبّر.
127«127»
![]() |
![]() |
![]() |