باب «م»

«153»

السيّد محسن الأعرجي

1150  ـ  1240

آية الله العظمى السيّد محسن بن حسن الحسيني الأعرجي الكاظمي ، المعروف بالمحقّق الكاظمي ، يكنّى بأبي الفضائل ، كان نادرة زمانه في الزهد والورع والتقوى ومن الأعلام في عصره.

واُسرته من الاُسر العلميّة ، ومن أحفاده السيّد طاهر الكاظميني في بروجرد والسيّد محمّد علي الكاظميني في طهران.

كان عالماً فقيهاً اُصوليّاً مدقّقاً محقّقاً من أعلام الاُمّة الإسلاميّة ، اشتهر بالزهد والورع ، عظيم الشأن والمنزلة.

تتلمذ على السيّد بحر العلوم وشارك الشيخ كاشف الغطاء في الدرس.

يروي عن الشيخ سليمان بن معتوق العاملي عن صاحب الحدائق ، ويروي عنه السيّد محمّد باقر المعروف بالحجّة.

اشتغل بالتجارة إلى حدود الأربعين من عمره ، ثمّ هاجر إلى النجف للتحصيل إلى زمان الطاعون الجارف وتفرّق أهل النجف سنة 1186 هـ ، ثمّ عاد إلى النجف.

مؤلفاته :

مشهورة وعباراته في غاية الفصاحة والبلاغة ، وإذا كتب فكأ نّه خطيب على منبر ، فمنها :

1 ـ الوسائل في الفقه ، مطبوع.

2 ـ المحصول في الاُصول ، مطبوع.

3 ـ الوافي في شرح وافية ملاّ عبد الله التوني.

4 ـ سلالة الاجتهاد.

5 ـ شرح مقدّمات الحدائق.

6 ـ منظومة في جمع الأشباه والنظائر.

7 ـ كتاب في الرجال.

8 ـ كتاب في الصلاة.

من شعره قوله في المواعظ :

أيا ربّي ومعتمدي *** ويا سندي ويا ذخري

عساك إذا تناهت بي *** اُموري وانقضى عمري

وأسلمني أحبّائي *** ومن يعنيهم أمري

إلى قفراء موحشة *** تهيج بلابل الصدرِ

وحيداً ثاوياً في التر *** بِ للخدّين والنحرِ

وأوحش بين أصحابي *** مقامي وانمحى ذكري

وقمت إليك من جدثي *** على وجل بلا سترِ

ذليلا حاملا ثقلي *** وأوزاري على ظهري

اُفكّر ما عسى تجري *** عليّ بها ولا أدري

ترى متجاوزاً عمّـا *** جنيت وراحماً ضرّي

وتلطف بي لقىً قد عيـ *** ـل من ألم الجوى صبري

ومغسولا على حدباء *** بالكافور والسدرِ

ومحمولا على الأعواد *** يسعى بي إلى القبرِ

وتؤنس وحشتي إذ لا *** أنيس سواي في قبري

وتنجيني من الأهوال *** يوم الحشر والنشرِ

وتحميني من النيران *** ذات الوقد والسحرِ

وتلحقني ومن أهوى *** بآل المصطفى السغرِ

بساداتي ومن أعدد *** تهم للبؤس والضرِّ

ملوك الحشر والنشرِ *** وأهل النهي والأمرِ

وتسقيني بكأسهم *** زلالا مثلجاً صدري

وتأمر بي إلى الجنّا *** ت بالنعماء والبشرِ

إلى حور وولـــدان *** وأنهار بها تجري

ولست أرى يقوم بحمل *** ما استحققت من وزري

سوى لقياك في حبّي *** لنعت ذويه في الذكرِ

فيسّرني لذلك يا *** رجائي مالكاً أمري

وخذ في ثار من أضحى *** قتيل عصابة الكفرِ

حسين سبط أحمد وابـ *** ـن حيدرة الرضا الطهرِ

بجيش القائم المهدي *** ذي الإقبال والنصرِ

ويقول في رثاء سيّد الشهداء (عليه السلام) :

فؤاد لا يزال به اكتئاب *** ودمع لا يزال له انصبابُ

على من أورث المختار حزناً *** تذوب لوقعه الصمّ الصلابُ

ومات لموته الإسلام شجواً *** وذلّت يوم مصرعه الرقابُ

يقبّل نحره المختار شوقاً *** وتدميه الأسنّة والحرابُ

فيا لله من رزء جليل *** وهت منه الشوامخ والهضابُ

ديار لم تزل مأوى اليتامى *** سوام كيف صاح بها الغرابُ

وفاته :

توفّي سنة 1240 هـ وقد ناهز التسعين.

وقيل في تأريخ وفاته : (بموتك محسن مات الصلاح) ، (نعت المدارس والعلوم لمحسن) ، (أرّخت أصبح محسن عند مليك مقتدر).

ودفن في الكاظمية وقبره مزور وعليه قبّة[1].

فسلام عليه يوم ولد ويوم مات ويوم يبعث حيّاً.


[1]أعيان الشيعة 9 : 46 ، وروضات الجنّات 6 : 104 ، وله ترجمة في الذريعة 2 : 151 ، وريحانة الأدب 5 : 236 ، وفوائد الرضويّة : 374 ، والكنى والألقاب 3 : 156 ، ومرآة الأحوال ، ومصفى المقال : 387 ، ونجوم السماء : 325 ، ومعجم المؤلفين 3 : 19 ، وصحيفة (صوت الكاظمين) ، العدد 54 لسنة 1417 تحت عنوان : المحقّق الكاظمي.

154

«154»