![]() |
![]() |
![]() |
579 ـ 673
أبو جعفر محمّد بن محمّد بن الحسن الطوسي ، المعروف بالمحقّق الطوسي والخواجة نصير الدين والدنيا.
اُستاذ الحكماء والمتكلّمين وسلطان المحقّقين وبرهان الموحّدين جامع المنقول والمعقول.
ولد في طوس ، واختلف في سنة ولادته ، وعند الأغلب من المؤرخين أ نّه ولد سنة 579 هـ.
كان والده محمّد بن الحسن من الفقهاء والمحدّثين ، فتربّى في حجره الطاهر وتغذّى من ثدي الإيمان والأدب.
قال بروكلمان الألماني : هو أشهر علماء القرن السابع ، وأشهر مؤلفيه إطلاقاً ، ويقول عنه ابن عبري في كتاب مختصر الدول : حكيم عظيم الشأن في جميع فنون الحكمة ، كان يقوّي آراء المتقدّمين ويحلّ شكوك المتأخّرين والمؤاخذات التي وردت في مصنّفاتهم.
وقال العلاّمة الحلّي : كان هذا الشيخ أفضل أهل زمانه في العلوم العقلية والنقلية . وقال عنه في موضع آخر : هو اُستاذ البشر والعقل الحادي عشر ، فكفاه فخراً بمثل هذا المدح من مثل العلاّمة الحلّي.
درس في صغر سنّه علوم اللغة من نحو وصرف وآداب بعد دراسته القرآن ، ثمّ بإرشاد من أبيه درس الرياضيات على كمال الدين محمّد المعروف بالحاسب ، ثمّ درس الحديث والأخبار وتوسّع في دراسة الحديث على أبيه ، كما درس عليه الفقه ، ودرس المنطق والحكمة على خاله ، وفي خلال هذه الفترة أتقن علوم الرياضيات من حساب وهندسة وجبر وكان لا يزال في مطلع شبابه.
يقول هو عن نفسه : إنّه بعد وفاة والده عمل بوصيّته في الرحيل إلى مكان يلقى فيه أساتذة يستفيد منهم . وكانت نيسابور في ذلك العهد مجمع العلماء ومنتجع الطلاّب ، فسافر إليها حيث حضر حلقة كلّ من سراج الدين القمري وقطب الدين السرخسي وفريد الدين الداماد وأبو السعادات الإصفهاني وآخرين غيرهم ، كما لقي فيها الشاعر الشهير فريد الدين العطّار ، وفي نيسابور قضى فترة ظهر فيها نبوغه وتفوّقه وصار فيها من المبرّزين المشار إليهم بالبنان.
وفي خلال وجوده في نيسابور زحف المغول زحفهم الأوّل بقيادة جنكيز خان حاملين الدمار والموت ، فاجتاحوا فيما اجتاحوه بلاد خراسان ، وانهزم أمامهم السلطان محمّد خوارزم شاه ، وانهارت بعده كلّ مقاومة وتساقطت المدن واحدة بعد الاُخرى ، وصمدت قلاع الاسماعيليين أمام غزوهم سنين وبينهم المحقّق الطوسي عند ناصر الدين والي قهستان من قبل علاء الدين محمّد الزعيم الإسماعيلي ، وترجم له كتاب الطهارة لأبي علي مسكويه الرازي ، وزاد عليه مطالب جديدة وسمّـاه (أخلاق ناصري) كما أ لّف كتاب (الرسالة المعينية) في علم الهيئة وغيرها من الكتب الكثيرة.
وقيل : كان الطوسي عند الإسماعيليين مرغماً ، وأقام عندهم مكرهاً في قلعة الموت ، واستسلم ركن الدين بن علاء الدين محمّد للمغول في حملتهم الثانية بقيادة هولاكو ، وأمر بضمّ الطوسي إلى معسكره ووجوب ملازمته ، فاستغلّ المحقّق الطوسي الموقف لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من التراث الإسلامي المهدّد بالزوال ، وقد استطاع بحنكته وسياسته وتضحيته أن يعكس الأمر ، وقد بلغ من إحكام أمره أنّ الدولة التي أقبلت بجيوشها الجرّارة لتهدم الإسلام وتقضي على حضارته ، انتهى أمرها بعد حين إلى أن تعتنق هي نفسها الإسلام ، ويصبح خلفاء جنكيز وهولاكو الملوك على المسلمين ! !
وأخيراً ، لقد فوّض هولاكو إلى المحقّق الطوسي أمر أوقاف البلاد ، فقام بضبطها وصرفها على إقامة المدارس والمعاهد العلمية ، وجمع العلماء والحكماء وتعاون معهم في إقامة رصد كبير في مراغة بآذربايجان طال تأسيسه 12 عاماً ، ومكتبة بجانبه يقال إنّها كانت تحوي 400 ألف من المجلدات.
واستطاع أن يؤثّر على عقليّة هولاكو المدمّرة إلى إصلاح الاُمور الاجتماعية والثقافية والفنّية ، فجمع العلماء في مراغة وقرّر رواتب دائمة لطلاّب المدارس والمعاهد بحسب أهميّتها.
وهكذا اجتمع حوله العدد الوافر من الطلاّب وأقبل العلماء من كلّ ناحية إلى تلك الديار وطافوا حوله كالفراشات على النور ، واشتغلوا بكشف دقائق العلوم.
مؤلفاته :
كتب ما يناهز مئة وأربعة وثمانين مؤلفاً ما بين كتب ورسائل وأجوبة مسائل في فنون شتّى ، منها في الرياضيات :
1 ـ تحرير إقليدس.
2 ـ الرسالة الشافية عن الشكّ في الخطوط المتوازية.
3 ـ تحرير المجسطي.
4 ـ كشف القناع عن أسرار شكل القطاع.
5 ـ تحرير مانالاوس.
6 ـ تحرير ثاوذوثبوس.
7 ـ تحرير مأخوذات أرخميدس.
8 ـ تحرير كتاب المناظر.
9 ـ تحرير كتاب المساكن.
10 ـ تحرير كتاب الكرة المتحرّكة لاطولوقوس.
11 ـ تحرير كتاب تاوذوثويس في الأيام والليالي.
12 ـ تحرير ظاهرات الفلك.
13 ـ تحرير كتاب اطولوقوس في الطلوع والغروب.
14 ـ تحرير كتاب ابقلاوس في المطالع.
15 ـ كتاب أرسطو في جرمي النيرين وبعديهما.
16 ـ تحرير كتاب المفروضات لأرخميدس.
17 ـ تحرير كتاب معرفة مساحة الأشكال البسيطة والكروية.
18 ـ تحرير كرة واسطوانة أرخميدس.
19 ـ تحرير المعطيات.
20 ـ ترجمة ثمرة الفلك.
21 ـ رسالة في انعطاف الشعاع وانعكاسه.
22 ـ التذكرة النصيرية.
23 ـ ترجمة صور الكواكب.
24 ـ رسالة في الشعاع.
25 ـ ذيل الرسالة المعينية.
26 ـ الزيج الإيلخاني.
27 ـ مقدّمة الزيج الإيلخاني.
28 ـ عشرون باباً في معرفة الاسطرلاب.
29 ـ زبدة الهيئة.
30 ـ تعريف الزيج.
31 ـ ثلاثون فصلا في الهيئة والنجوم.
32 ـ رسالة في الحساب والجبر والمقابلة.
33 ـ زبدة الاستدراك في هيئة الأفلاك.
34 ـ مدخل في علم النجوم.
35 ـ مئة باب في معرفة الاسطرلاب.
36 ـ استخراج قبلة تبريز.
37 ـ الاسطوانة.
38 ـ المخروطات.
39 ـ في أحوال الخطوط المنحنية.
40 ـ تربيع الدائرة.
41 ـ جامع الحساب.
42 ـ رسالة في علم المثلثات.
وفي الأخلاق :
43 ـ ديباجة الأخلاق الناصريّة.
44 ـ خاتمة الأخلاق الناصريّة.
45 ـ أوصاف الأشراف.
46 ـ ترجمة الأخلاق الناصريّة.
وفي التفسير :
47 ـ تفسير سورة الإخلاص والمعوّذتين.
48 ـ تفسير سورة النصر.
وفي التأريخ :
49 ـ واقعة بغداد.
وفي الفقه :
50 ـ جواهر الفرائد.
وفي الجغرافيا :
51 ـ الصبح الكاذب.
وفي الطبّ :
52 ـ تعليقة على قانون ابن سينا.
53 ـ جواب في رفع التناقض في أقوال حنين وابن سينا.
وفي التربية والتعليم :
54 ـ آداب المتعلّمين.
وفي المنطق :
55 ـ أساس الاقتباس.
56 ـ تجريد المنطق.
57 ـ تعديل المعيار في نقد تنزيل الأفكار.
58 ـ المقولات في الفلسفة والحكمة.
59 ـ شرح الإشارات.
60 ـ رسالة إثبات الجوهر المفارق.
61 ـ رسالة في العلم الاكتسابي واللدني.
62 ـ رسالة في بقاء النفس بعد فناء الجسد.
63 ـ رسالة في النفي والإثبات.
64 ـ الرسالة النصيريّة.
65 ـ رسالة في العقل.
66 ـ العلل والمعلولات.
67 ـ ربط القديم بالحادث.
وفي علم الكلام :
68 ـ تجريد العقائد ، وقد كثر عليه الشروح لنفاسته وعلوّ قدره.
69 ـ قواعد العقائد.
70 ـ الفصول النصيريّة.
71 ـ تلخيص المحصّل.
72 ـ مصارع المضارع.
73 ـ رسالة في الجبر والاختيار.
74 ـ رسالة في الجبر والقدر.
75 ـ الرسالة الاعتقادية.
76 ـ رسالة في الإمامة.
77 ـ إثبات الواجب.
78 ـ الابتداء والانتهاء.
79 ـ رسالة في اُصول الدين.
80 ـ رسالة في العصمة.
81 ـ روضة القلوب.
82 ـ روضة التسليم.
83 ـ رسالة السيرة والسلوك.
84 ـ معرفة النفس.
وفاته :
توفّي (رحمه الله) في دار السلام بغداد آخر نهار الاثنين المطابق ليوم عيد الغدير سنة 672 هـ ، ودفن بالمشهد الكاظمي بجوار شيخنا المفيد (قدس سرهما).
ونقل أ نّه قيل له في مرض موته : ألا توصي على حمل جسدك إلى مشهد النجف الأشرف ؟ فقال : لا ، بل أستحيي من وجه سيّدي الإمام الهمام موسى بن جعفر (عليهما السلام) أن آمر بنقل جسدي من أرضه المقدّسة إلى موضع آخر.
من شعره بالعربية قوله :
لو أنّ عبداً أتى بالصالحات غدا *** وودّ كلّ نبيّ مرسل ووليّ
وصام ما صام صوّام بلا ضجر *** وقام ما قام قوّام بلا مللِ
وحجّ ما حجّ من فرض ومن سنن *** وطاف ما طاف حاف غير منتعلِ
وطار في الجوّ لا يأوي إلى أحد *** وغاص في البحر مأموناً من البللِ
يكسو اليتامى من الديباج كلّهمُ *** ويطعم الجائعين البرّ بالعسلِ
وعاش في الناس آلافاً مؤلّفةً *** عار من الذنب معصوماً من الزللِ
ما كان في الحشر عبد الله منتفعاً *** إلاّ بحبّ أمير المؤمنين علي
وقوله :
إذا فاض طوفان المعاد فنوح *** عليّ وإخلاص الولاء له فلكُ
إمامٌ إذا لم يعرف المرء قدره *** فليس له حجّ وليس له نسكُ
فأقسم لو لم يلف رطباً بمدحه *** لساني لم يصحبه في فمي الفكُّ
ولو لامني فيه أبي لم أقل أبي *** وحاشا أبي أن يعتريه بك شكُّ
وقوله :
ما للمثال الذي ما زال مشتهراً *** للمنطقين في الشرطين تسديدُ
أما رأوا وجه من أهوى وطرّته *** الشمس طالعة والليل موجودُ[1]
[1]أعيان الشيعة 9 : 419 ، وروضات الجنّات 6 : 300 ، له ترجمة في أمل الآمل 2 : 299 ، والبداية والنهاية 13 : 267 ، والبيتاني 11 : 359 ، وتأريخ ابن الوردي 2 : 318 ، وتاريخ گزيده : 705 ، وتأسيس الشيعة : 395 ، وتحفة الأحباب : 348 ، وتنقيح المقال 3 : 179 ، وجامع الرواة : 188 ، وريحانة الأدب 2 : 171 ، والذريعة 3 : 352 ، وشذرات الذهب 5 : 339 ، والعبر 5 : 30 ، وفوات الوفيات 2 : 149 ، وفوائد الرضويّة : 603 ، والكنى والألقاب 3 : 250 ، ولؤلؤة البحرين : 245 ، ومجالس المؤمنين 2 : 201 ، ومجمل التواريخ 2 : 242 ، ومحبوب القلوب (خطّي) ، والمستدرك 3 : 464 ، ومفتاح السعادة 1 : 261 ، ونقد الرجال : 245 ، والوافي بالوفيات 1 : 179 ، وصحيفة (صوت الكاظمين) العدد 8 لسنة 1414 تحت عنوان : الخواجة نصير الدين الطوسي جامع المعقول والمنقول.
163«163»
![]() |
![]() |
![]() |