الشيخ محمّد شريف الكاظمي

             ـ  1200

الشيخ محمّد شريف الكاظمي.

ولد في الكاظميّة المقدّسة ونشأ فيها وتعلّم المقدّمات ، ثمّ هاجر إلى النجف الأشرف بلد العلم والأدب وقرأ العلوم فيها في الربع الأخير من القرن الثاني عشر للهجرة ، وكان من أفاضل النجف وأدبائها اللامعين.

جاء في (نشوة السلافة) : إنّ له فهماً وذكاءً فهو ريحانة الاُدباء تجنح إليه الطباع وتطرب من حديثه الأسماع ، له شعر يضاحك الاقحوان ابتساماً وينوف عقود الدرّ انتظاماً ، فمن جيّد قوله يعاتب صديقين له وقد أعرضا عنه ، مطلع قصيدته :

عاتب وما أحلى العتاب على الهجر *** وكأس قلى لكن أمرّ من الصبرِ

خليليّ ما هذا الجفاء لعلّني *** أسأت ولم أعلم فأهملتما ذكري

كان معاصراً إلى الشيخ محمّد مهدي الفتوني العاملي النجفي المتوفّى سنة 1183 ، وإلى نادرة زمانه السيّد محمّد مهدي الطباطبائي المعروف ببحر العلوم النجفي والشيخ الأكبر الشيخ جعفر صاحب كشف الغطاء.

كان على جانب عظيم من التقى والصلاح والورع ، تنسب إليه كرامات الصلحاء الأبرار . كان شاعراً مجيداً له قصائد عديدة ، ويعدّ نظمه من الطبقة الاُولى ، وقيل : هو صاحب القصيدة الكرّارية الشهيرة في مدح أمير المؤمنين (عليه السلام) نظمها سنة 1166 ، نقع في أربعمائة وخمسة عشر بيتاً ، وقد قرّضها ثمانية عشر بين عالم وفاضل وأديب.

هذا وقد وقع اختلاف بين أصحاب التراجم في أنّ محمّد شريف ـ هذا ـ هل هو نفس الشريف الذي مرّ ذكره في حرف (ش) وأ نّه من السادة أو غيره ، وأ نّه أحدهما من المشايخ والآخر من السادة ، كما أنّ أحدهما محمّد شريف والآخر شريف ، فأدرجتهما للثبت ، والله العالم بحقائق الاُمور.

توفّي سنة 1220.

فسلام عليه يوم ولد ويوم ارتحل إلى جوار ربّه الكريم[1].


[1]معارف الرجال 2 : 293.

202

«202»