اسمع منّي ، وما أقول إلاّ من أمر ربّي ، ما من رجل يعين امرأته في بيتها إلاّ كان له بكلّ شعرة على بدنه عبادة سنة ، صيام نهارها وقيام ليلها ، وأعطاه الله من الثواب مثل ما أعطى الصابرين ، وداود النبيّ ويعقوب وعيسى .

             يا علي ، من كان في خدمة العيال في البيت ولم يتأنّف ، كتب الله اسمه في ديوان الشهداء ، وكتب له بكلّ يوم وليلة ثواب ألف شهيد ، وكتب له بكلّ قدم ثواب حجّة وعمرة ، وأعطاه الله بكلّ عرق في جسده مدينة .

             يا علي ، ساعة في خدمة العيال في البيت خيرٌ من عبادة ألف سنة ، وألف حجّة ، وألف عمرة ، وخيرٌ من عتق ألف رقبة ، وألف غزوة ، وألف مريض عاده ، وألف جمعة ، وألف جنازة ، وألف جائع يشبعهم ، وألف عار يكسوهم ، وألف فرس يوجّهه في سبيل الله ، وخيرٌ له من ألف دينار يتصدّق به على المساكين ، وخيرٌ له من أن يقرأ التوراة والإنجيل والزبور والفرقان ، ومن ألف أسير يعتقه ، وخيرٌ له من ألف بدنة يعطي المساكين ، ولا يخرج من الدنيا حتّى يرى مكانه من الجنّة .

             يا عليّ ، من لم يأنف من خدمة العيال دخل الجنّة بغير حساب .

             يا عليّ ، خدمة العيال كفّارة الكبائر ، وتطفئ غضب الربّ ، ومهور حور العين ، ويزيد في الحسنات والدرجات .

             يا عليّ ، لا يخدم العيال إلاّ صدّيق أو شهيد أو رجل يريد الله به خير الدنيا والآخرة([212]) .


فائدة  156

الأعمال  خمسة  وعشرون

             قالت الفرس في مجموعتهم الحكمية  :

             الأعمال خمسة وعشرون  :

             خمسة منها بالقضاء والقدر  : الزوجة والولد والمال والملك والحياة .

             وخمسة منها بالكسب والاجتهاد ، وهي  : العلم والكتابة والفروسة ودخول الجنّة أو النار .

             وخمسة منها بالطبع  : المداراة والوفاء والتواضع والسخاء والصدق .

             وخمسة منها بالعادة  : المشي في الطريق والأكل والنوم والجماع والبول المفرط .

             وخمسة منها بالإرث  : الجمال وطيب الخلق وعلوّ الهمّة والتكبّر والرياء .


فائدة  157

الخطّ  والحظّ

             قال الشاعر  :

لا تحسبوا أنّ حسن الخطّ ينفعني *** ولا سماحة كفَّي حاتم الطائي

وإنّما أنا محتاجٌ لواحدة *** لنقل نقطة خاء الخطّ للطاءِ


فائدة  158

في  مدح  أهل  البيت  (عليهم السلام)

             ولله درّ القائل في مدح أهل البيت (عليهم السلام)  :

1 ـ هم السفينة فاز الراكبون بها *** ومن تخلّف عنها صار في تيهِ

2 ـ الجدّ جدّهم والبيت بيتهم *** وصاحب البيت أدرى بالذي فيهِ

3 ـ وآية الرجس والتطهير شاهدة *** بصدقهم ما تلى القرآن تاليهِ

4 ـ آتاهم الله ما لم يؤتهِ أحد *** منهم وذلك فضل الله يؤتيهِ


فائدة  159

معاني  بعض  المصطلحات  الفقهيّة

             معاني بعض الكلمات في الكتب الفقهية ـ  كالرسائل العملية  ـ في مصطلح الفقهاء  :

             1 ـ الأظهر  : يعني في الفتوى .

             2 ـ الأشهر  : يعني في الروايات .

             3 ـ الأصحّ  : يعني ما لا يحتمل عنده غير المذكور .

             4 ـ الأحوط  : يعني في العمل .

             5 ـ الأشبه  : يعني ما دلّ عليه اُصول المذهب .

             6 ـ التردّد  : يعني ما يعارض فيه الدليلان من غير مرجّح .


فائدة  160

40320  احتمال

             لو قيل  : عندنا ثمانية زهور كلّ وردة بلون ، ونريد ترتيبها ، فكم يمكن أن نرتّب الزهور بألوانها الزاهية  ؟

             الجواب  : يكون ذلك بأربعين ألف وثلاثمائة وعشرين رتبة .

             فإنّ في وردتين يحتمل احتمالان ، كأن تكون الوردة الحمراء عن اليمين والصفراء عن الشمال أو بالعكس . وفي ثلاث ورود ستّة احتمالات ، فإنّ الوردة البيضاء إمّا أن تكون قبل الحمراء أو بعدها متوسّطة ، أو بعد الصفراء ، وكذلك بالنسبة إلى الصفراء ، فيضرب اثنان في ثلاثة ، فالمجموع ستّة . وفي أربعة ورود يضرب الأربعة في ستّة ، فالمجموع 24 . وفي الخمسة يكون المجموع 120 ، وفي الستّة 720 ، وفي السبعة 540 احتمال ، وفي الثمانية 40320 احتمال .

             ومن هذا يظهر أنّ ما قاله الشاعر الفارسي الشهير مصلح الدين سعدي في مدح الرسول الأعظم في هذا البيت بحسب تبديل ألفاظه يكون المجموع 40320 بيتاً .

شفيع مطاع نبيّ كريم *** قسيم جسيم نسيم وسيم


فائدة  161

حال  العبد  عند  ربّه

             كلّ واحد يودّ أن يعرف حاله عند ربّه ، لا سيّما في مقام العبادة والطاعة ، وإنّ الله سبحانه هل رضي عنه  ؟ وما علامة ذلك  ؟

             وقد ورد في الروايات علائم ، ومنها  : ما جاء عن الرسول الأكرم محمّد (صلى الله عليه وآله) ، قال  : الطاعة بعد الطاعة دليل على قبول الطاعة ، والمعصية بعد الطاعة دليل على ردّ الطاعة ، والطاعة بعد المعصية دليل على غفران المعصية ، والمعصية بعد المعصية دليل على خذلان العبد .


فائدة  162

العوالم  أربعة

             قيل  : العوالم أربعة  :

             عالم الشهود ، وهو عالم الجسم والجسمانيات وما يدرك بالحواسّ .

             وعالم الغيب ، وهو عالم المجرّدات والعقول الروحانية والملائكة .

             وعالم الملكوت ، وهو ينقسم إلى  : أعلى الذي لا يتعلّق بالمخلوقات كالعلم والقدرة والحياة ، وأدنى الذي يتعلّق بالمخلوقات كالخالقية والرازقية .

             وعالم الجبروت ، وهو عالم الذات المقدّسة المحجوب عن العقول حتّى الأنبياء .

             وقيل  : هناك عالم يسمّى ( ها هو ) ، يشير إليه (  قُلْ هُوَ اللهُ أحَدٌ  )([213]) .


فائدة  163

لدفع  الشدائد

             قراءة هذه الأبيات مع التكرار ينفع لدفع الشدائد  :

وكم لله من لطف خفيٍّ *** يدقّ خفاه عن فهم زكيّ

وكم يُسر أتى من بعد عسر *** ففرّج كربة القلب الشجيّ

وكم أمر تُساء به صباحاً *** وتأتيك المسرّة بالعشيّ

إذا ضاقت بك الأحوال يوماً *** فثق بالواحد الفرد العليّ


فائدة  164

من  الأدب

             قال أرسطا طاليس  :

             إذا دخلتم على الكرام ، فعليكم بتخفيف الكلام ، وتقليل الطعام ، وتعجيل القيام .

             وخير ميراث هو الأدب ، ومن ساء أدبه فقد ضيّع نسبه وحسبه .

             ذكرت تفصيل ذلك وحقيقة الآداب الإسلامية في رسالة ( حقيقة الأدب على ضوء المذهب ) أي مذهب أهل بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) العترة الهادية ، الثقل الثاني وعدل القرآن الكريم .


فائدة  165

حكم  الناصبي

إذا العلويّ تابع ناصبياً *** بمذهبه فما هو من أبيهِ

فإنّ الكلب أحسن منه طبعاً *** لأنّ الكلب طبعُ أبيه فيهِ

             وهذا يعني أنّ المنتسب إلى أهل البيت (عليهم السلام) ، إلى عليّ وفاطمة (عليهما السلام) ، إلى البيت العلوي والنبوي ، إلى البيت الفاطمي ، فمن كان منتسباً إلى هذا البيت الطاهر الرفيع ، الذي أذن الله أن يرفع ويذكر فيه اسمه ، كيف هذا السيّد الشريف يكون ناصباً ومعادياً لأجداده الطاهرين ، كيف يكون مخالفاً لمذهبهم ، وكيف يأخذ اُصول دينه وفروعه ، يأخذ سلوكه وأخلاقه وأحكامه الفقهية من المذاهب الاُخرى ، فهذا شيء عجاب أن يكون السيّد من ذرّية الرسول الأكرم محمّد (صلى الله عليه وآله) تابعاً لمذهب غير مذهب أجداده الطاهرين غير مذهب أمير المؤمنين عليّ (عليه السلام) وأولاده الطاهرين المعصومين ، غير تابع لمذهب الإمام جعفر بن محمّد الصادق (عليه السلام)  ؟  !


فائدة  166

تكريم  الذراري

             في جامع الأخبار  :

             عن الرسول المختار محمّد (صلى الله عليه وآله) ، قال  : من رأى أولادي فصلّى عليّ طائعاً راغباً ، زاده الله تعالى في السمع والبصر .

             وقال (صلى الله عليه وآله)  : من لا يحبّ أولادي ، فهو ملعون .

             وقال  : من احتقر أولادي ، أذهب الله عنه السمع والبصر .

             وقال  : صالحهم لله ، وطالحهم لي .

             وهذا يعني تكريم الذرية الطاهرة على كلّ حال ، وطوبى لمن عرف قدر نفسه ، فاعرفوا يا ذرّية النبيّ منازلكم وقدركم ، ولا تعصوا الله سبحانه ، وتخلّقوا بأخلاق الله عزّ وجلّ وبأخلاق رسوله (صلى الله عليه وآله) وبأخلاق أجدادكم الطاهرين ، حتّى تكونوا في كلّ عصر ومصر قدوة صالحة واُسوة حسنة ، وإماماً للمتّقين والصالحين .


فائدة  167

في  الطبّ

             في الإسرائيليات  :

             إنّ موسى بن عمران (عليهما السلام) كان به داء أعيا الأطباء ، فبينما هو ذات يوم يمشي على شاطئ النيل ، وإذا بحشيشة تنادي  : يا ابن عمران ، خذني ، فأنا دواؤك من هذا الداء ، فقال موسى بن عمران  : إنّما الدواء من الله تعالى ، ثمّ تركها ، فشفاه الله تعالى ، فلمّـا كان بعد عام آخر ، عاوده ذلك المرض بعينه ، فشكا إلى ربّه ، فأوحى الله تعالى إليه  : أن يا موسى امضِ إلى الطبيب واعمل بما يقول ، فمضى موسى إلى طبيب كان في بني إسرائيل ، فأمره الطبيب أن يتناول تلك الشجرة ، فتناولها فشفاه الله تعالى ، فلمّـا كان العام الثالث عاوده ذلك المرض واستعمل تلك الحشيشة ، فلم يبرأ ، فقال  : أي ربّ ما هذا  ؟ فأوحى الله تعالى إليه  : يا موسى ، شفيتك بغير حشيشة لتعلم قدرتي ، وأحلتك على الطبيب لتعلم تدبير مملكتي ، ومنعتك الشفاء بها لتحقّق قهري ، أنا الشافي أشفي من أشاء بما أشاء .

             اتّفق حكماء الهند والروم والفرس أنّ الأمراض تتولّد من ستّة أشياء  : سهر الليل ، وشرب الماء في جوف الليل ، وحبس البول ، وكثرة الجماع ، والأكل على الشبع ، والنوم في النهار .


فائدة  168

رسالة  إلى  اُستاذ

             رسالة بعثتها إلى اُستاذي في درس ( مختصر المعاني ) ، تخبرك عن بعض عوالم الحوزة وطلابها سنة 1395 هـ ق ، وكان عمري آنذاك عشرين عاماً .

             بسمه تعالى  :

             سماحة اُستاذنا الجليل وشيخنا الفاضل فضيلة الشيخ حسين الطهراني دام ظلّه .

             شيخنا الأجلّ  :

             بعد لثم أناملكم الطاهرة والتشرّف بأعتابكم المقدّسة ، اُحيّيكم بتحيّات قدسية وسلامات ملكوتية ، وإنّي لا أنسى فضلكم ، وما زلت رهين لطفكم ، وأعجز عن أداء حقّكم ، بل جزء لا يتجزّأ من زحماتكم ، فالله يجزيكم خير الجزاء وأتمّ العطاء وأحسن الثناء .

             هذا وقد ألحّ بعض الطلبة الكرام أن اُدرّسهم ( مختصر المعاني ) ، فأبيت ذلك تعظيماً لكم ، إلاّ أ نّهم لا يزالون يصرّون ، فارتأيت أنّ خير الأمر كما قال الشهيد الثاني في كتابه القيّم ( منية المريد )  : متى أردت أن تدرّس كتاباً فمن الآداب أن تستجيز اُستاذك في ذلك ، وقد فعلت ذلك من قبل في تدريسي ( مغني اللبيب ) ، فأجازني الاُستاذ الجليل السيّد الطالقاني دام ظلّه ، فدرّسته ما يقارب الدورتين ، فهل تسمحوا لي بتدريس المختصر  ؟ هذا ولا يخفى أ نّي مشتغل الآن ببيع المكاسب وبراءة الرسائل .

ولدكم والذي لا ينسى فضلكم

العبد عادل العلوي

21 / محرّم الحرام / 1395


فائدة  169

رسالة  إلى  مدير  المدرسة

             سماحة سيّدنا العلاّمة السيّد الحسيني مدير مدرسة آية الله العظمى السيّد الگلپايگاني دام ظلّه .

             بعد السلام عليكم وتقبيل أيديكم والتشرّف بأعتابكم ، أودّ أن أرفع إليكم أسنى الشكر وأعزّه ، وأغلى الخدمة وأزكاها ، لما تفضّلتم عليّ وعلى إخوتي السيّد عماد والسيّد عامر حفظهما الله تعالى ، وبذلتم من الجهود الجبّارة في سبيلنا وسبيل الطلبة الكرام ، وفي سبيل إعلاء كلمة الحقّ والدين ورفع مستوى العلم واليقين ، وذلك بإدارتكم العادلة ومديريتكم المعتدلة ، فلا أدري كيف أشكر تلك الجهود والخدمات والعنايات  ؟ وكيف اُعبّر عن مشاعري تجاه طاقاتكم وزحماتكم ، وكيف اُؤدّي جزء لا يتجزّأ من حقوقكم الشريفة ومقاماتكم الكريمة ، فلا أدري إلاّ أن أعترف بعجزي وذلك من غاية الشكر ، هذا وجزاكم الله عنّا خير الجزاء وأحسن العطاء ، ودمتم سالمين .

عادل العلوي

15 / شوّال / 1396 هـ ق


فائدة  170

الراتب  الشهري

             كان الراتب الشهري ( حقوق طالب العلم ـ المرحلة الثالثة ـ درس الخارج ) للمراجع سنة 1402 في حوزة قم العلمية كما يلي  :

             الآيات العظام  : السيّد المرعشي ( 200 تومان ) ، السيّد الگلپايگاني ( 500 تومان ) ، السيّد الخوانساري ( 300 تومان ) ، السيّد الإمام (2000 تومان ) ، السيّد الخوئي ( 750 تومان ) ، الشيخ المنتظري ( 300 تومان ) .

             وبهذا المال كان يعيش طالب العلم بمدّة شهر مع عائلة من زوجة وخمسة أولاد ، والبركة من الله المبارك سبحانه وتعالى .


فائدة  171

شجرة  شرف  الدين  العاملي

             جدّ اُسرة شرف الدين العريقة التي جمعت بين شرف الحسب وكرم النسب ، واجتمع فيها العلم والعمل ، برع فيها رجال خدموا الدين الإسلامي والمذهب الإمامي ، هو شرف الدين السيّد أبو محمّد إبراهيم ( المتولّد سنة 1030 ) ، بن زين  العابدين ( المتولّد سنة 906 ) ، بن علي نور الدين بن نور الدين علي بن عزّ  الدين الحسين بن محمّد بن الحسين بن علي بن محمّد بن تاج الدين المعروف بأبي  الحسين بن محمّد ولقبه شمس الدين بن عبد الله جلال الدين بن أحمد بن حمزة ابن سعد الله بن حمزة بن أبي السعادات محمّد بن أبي محمّد نقيب نقباء الطالبيين في بغداد بن أبي الحارث محمّد بن أبي الحسن علي المعروف بابن الديلمية بن أبي طاهر عبد الله بن أبي الحسن محمّد المحدّث بن أبي الطيّب طاهر بن الحسين القطعي بن موسى سبحة بن إبراهيم المرتضى بن الإمام الهمام الكاظم (عليه السلام) بن الإمام الصادق ابن الإمام الباقر بن الإمام زين العابدين بن الإمام أبي عبد الله الحسين سيّد الشهداء بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) .

             وإخوة شرف الدين إبراهيم هما السيّد حسين المتولّد سنة 1041 ، والسيّد محمّد المتوفّى 1100 .

             وقد تفرّقت الاُسرة الكبيرة في بلاد الله ، فمنهم من سكن جبل عامل ، ومنهم من سكن العراق والكاظمية المقدّسة كآل الصدر ، ومنهم من سكن مكّة حتّى مات كزين العابدين ونور الدين وأبي العباس علي نور الدين علي بن الحسين ، ومنهم من قطن الشام كالحسين بن زين العابدين وأبو الحسن ، ومنهم من استوطن شحور كإبراهيم شرف الدين ، ومنهم من سكن الهند كالسيّد جمال ، ومنهم من سكن إصفهان كالسيّد حيدر .

             السيّد محمّد بن زين العابدين  :

             من أولاده  : عبد الله المولود 1292 ، وولده عبد الهادي المولود سنة 1342 ، عبد الله 1374 .

             من أولاده  : زين العابدين وابنه الرضا المكنّى بأبي الحسن وابنه حيدر وابنه إبراهيم وابنه أحمد وابنه علي وابنه عبد الله المولود سنة 1292 وابنه عبد الهادي المولود سنة 1342 وابنه عبد الله المولود 1374 .

             ومن أولاده  : علي المولود سنة 1324 ، وأولاده نظام الدين 1369 وأحمد 1372 وسمير 1375 .

             ومحمّد جواد 1329 ـ علي ابنه عصام ولد سنة 1363 .

             وعباس 1334 هؤلاء الثلاثة أبناء الشريف أحمد المتوفّى 1335 ابن السيّد علي بن أحمد بن إبراهيم بن حيدر بن أبي الحسن الرضا بن زين العابدين بن محمّد ابن زين العابدين بن علي نور الدين .

             ومنهم  : الشريف محمّد سعيد المولود 1331 ابن السيّد إبراهيم المولود سنة 1297 بن السيّد محمّد المتوفّى سنة 1298 بن أحمد المتوفّى 1248 بن الشريف إبراهيم ابن السيّد حيدر بن أبي الحسن الرضا .

             ومنهم  : السيّد نور الدين المولود سنة 1306 بن الشريف زين العابدين المتوفّى 1316 بن إبراهيم بن الجواد بن الرضا بن الحسن بن زين العابدين بن محمّد ابن زين العابدين .

             ومنهم  : الشريفان الرضا المولود سنة 1318 وصنوه السيّد محمّد علي المولود سنة 1331 وهما ولد السيّد علي المتوفّى سنة 1333 ابن الشريف إبراهيم بن الجواد ابن الرضا بن الحسن بن زين العابدين بن محمّد بن زين العابدين .

             ومنهم  : الأشراف زين المولود سنة 1352 وأولاده محمّد 1379 وإبراهيم 1381 وعباس 1388 ، وصنوه السيّد حسين المولود 1356 وأولاده عبد العلي 1382 وعادل 1386 وعلي 1388 وعباس 1389 .

             وسمير المولود 1366 أبناء الشريف عباس المولود سنة 1316 بن أبي الحسن ابن إبراهيم بن الجواد بن الرضا بن الحسن بن زين العابدين بن محمّد بن زين  العابدين .

             ومنهم الشريف طلال المولود سنة 1359 بن عبد الله المولود سنة 1328 بن مصطفى المتوفّى سنة 1334 بن إبراهيم بن الجواد بن الرضا بن حسن بن زين  العابدين الثاني بن محمّد بن زين العابدين .

             شجرة طيّبة أصلها ثابت وفرعها في السماء ، تؤتي اُكلها كلّ حين .


فائدة  172

ميمات  منبر الخطيب

             العلماء ورثة الأنبياء ، إنّما يرثونهم في علومهم ومسؤولياتهم الدينية من هداية الناس إلى الحقّ وما فيه سعادتهم الدنيوية والاُخروية ، فرجل الدين يمثّل النبيّ في رسالته السمحاء ومسؤوليته العظمى ، وحياته الرسالية ذات أبعاد ، إجمالها كما يلي  :

أبعاد حياة رجل الدين

الحياة العلمية  الحياة الاجتماعية   الحياة الزوجية       الحياة الفكرية والثقافية غير ذلك

الحياة التبليغية        الحياة الأخلاقية     الحياة السياسية      المشاريع الخيرية ... وغير ذلك

                   المنبر       المحاضرات            الإرشاد العام        التدريس        التأليف

                   1 ـ مختصر               2 ـ مفيد                 3 ـ متنوّع               4 ـ مجاناً

             فمن رجال الدين من يختار مسؤولية المنبر لهداية عامة الناس على اختلاف طبقاتهم وثقافاتهم ، وهذا يستدعي أن يكون رجل الدين ، والذي يسمّى في هذا المجال بالخطيب أن يجمع بين المعقول والمنقول ، وبين العلم القديم والعلم الجديد ، وهذا من الأمر المستصعب .

             ثمّ المنبر لمّـا كان مربّع الشكل ، فكأ نّه يوحي من خلال ميم المنبر أن تكون خطابة الخطيب حاوية على ميمات أربعة في أربع كلمات ، كما يلي  :

             1 ـ مختصر .

             2 ـ مفيد .

             3 ـ متنوّع .

             4 ـ مجاناً .

             وهذا يعني أنّ الخطيب الناجح والذي ينفذ في القلوب ، ويلهج الناس بكلماته ويتأثّرون بها في مسيرة حياتهم ـ  كما جرّبت ذلك في شهر رمضان المبارك بقم المقدسة في موكب النجف الأشرف سنة 1418  ـ أن يراعي هذه الميمات الأربعة ، فلا  يتكلّم إلاّ ما كان مفيداً نافعاً ، ولا يكون إلاّ مختصراً جامعاً مانعاً ، فخير الكلام ما قلّ ودلّ ، وأن يكون متنوّعاً بالعلوم والفنون المختلفة من العقائد والتفسير والحديث والرجال والتأريخ والقصص والمفاهيم العامة والخاصّة وحتّى اللطائف والفكاهيات ومن الأدب وغير ذلك ، وأن يكون من دون عوض ومال ، فإنّ أجره على الله سبحانه ، وإنّ تبليغه من الرسالة المحمّدية التي أجرها المودّة والمحبّة والطاعة لأهل البيت (عليهم السلام) .


فائدة  173

أقسام  الروح

             الروح قد يطلق ويراد به الروح البخار اللطيف ، الذي يتكوّن من لطافة الأخلاط وبخاريّتها . وهو حامل الحسّ والحركة ، وينبعث من القلب ويتكوّن في بطنه الأيسر ، وينتشر في جملة البدن بتوسّط العروق الضوارب المسمّـاة بالشرايين .

             وهذا يشارك فيه الإنسان والبهائم ، وينمحق بالموت ، ويفسد بانقطاع الغذاء ، ويتصرّف في تقويمه وتعديله علم الطبّ . وهو مركّب الحسّ والحركة ، ومبدأ الحياة الحيوانية ، ويسمّى بروح القوّة والشهوة والحياة . ولا حظّ له من إدراك الكلّيات وحمل الأمانة الكبرى الإلهية .

             وقد يطلق على النفس الناطقة ، من جهة إدراكها للمعقولات ، بنحو الوحدة والبساطة والقرآنية ، ويسمّى بالعقل القرآني ، كما يسمّى بالعقل الفرقاني ، باعتبار إدراكها لها بنحو التفصيل . وهي مجرّدة عن المادّة ذاتاً ، عند أرباب التحقيق وأعاظم الحكماء والمتفلسفين والمحقّقين من علماء الإسلام والمتكلّمين . ولا تفنى ولا تموت ، والبدن مركبها وآلتها وشبكتها . وهي التي أشار إليها الشيخ في ( عينيّته ) بقوله  :

هبطت إليك من المحلّ الأرفعِ *** ورقاء ذات تعزّز وتمنّعِ

             وتنقسم إلى روح الإيمان وروح القدس ، والخمسة مجتمعة في الأنبياء والأولياء ، والأربعة في المؤمنين .

             وقد يطلق على العقول الكلّية بأقسامها  : من الطولية والعرضية والنزولية والصعودية . وتسمّى الاُولى بالعقول والأرواح الباديات ، والثانية بالصاعدات .

             واُشير إلى أكمل أفرادها ، الذي هو العقل الأوّل في الحديث « بأ نّه ملك عظيم أو خلق من خلق الله ، أعظم من جبرئيل » ، الذي عبّر عنه في لسانهم بالعقل الفعّال ، ( وميكائيل ) الذي هو أيضاً من العقول الكلية ( له ألف وجه ، في كلّ وجه له ألف لسان يسبّح الله تعالى ، بسبعين ألف لغة ، لو سمعه أهل الأرض لخرجت أرواحهم ، لو سلّط على السماوات والأرض ، ابتلعها من أحد شفتيه ، وإذا ذكر الله تعالى ، خرج من فيه قطع من النور كالجبال العظام ، موضع قدمه مسيرة سبعة آلاف سنة ، له ألف جناح ، فيقوم وحده يوم القيامة والملائكة وحدهم ) ، وهذا الحديث من مشكلات الأحاديث ، نشرحه في محلّه ، إن شاء الله تعالى .

             وهذا الذي ذكر في الحديث أشدّ مطابقة مع العقل الأوّل ، كما أنّ جبرئيل المسمّى بالروح الأمين ، أشدّ مطابقة للعقل الفعّال . وحمل بعض العارفين الأرواح في الحديث ( خلق الله الأرواح قبل الأجساد بألفي عام ) ، على النزولية والصعودية ، أي الأرواح الكلية . وحمل الأحاديث والروايات ، الدالّة على خلقها بعد خلق الأجساد ، كقوله تعالى  : (  فَإذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي  )([214]) ، وقوله  : (  ثُمَّ أنشَأ نَاهُ خَلْقاً آخَرَ  )([215]) ، على الأرواح الجزئية أو الاُولى على الكينونة الجمعية التبعية القرانية ، والثانية على الفرقانية الاستقلالية([216]) .


فائدة  174

الفخر  الرازي  والتشيّع

             جاء في لسان الميزان لابن حجر العسقلاني ، نقلا عن بعضهم  :

             إنّ الفخر كان شيعياً يقدّم محبّة أهل البيت لمحبّة الشيعة حتّى قال في بعض تصانيفه  : وكان عليّ شجاعاً بخلاف غيره([217]) .

             وقال الرازي([218]) في بحث النبوّة والطريق إلى إثباتها باعتبار قدرة النبيّ على تكميل الناقصين ـ  وهو الطريق الثاني لإثبات النبوّة  ـ فيذكر مقدّمات إلى أن يقول  : ولا شكّ أنّ أفضل أصناف الإنسان وأقربهم إلى الكمال سكّان وسط المعمورة ، وهم سكّان الموضع المسمّى بإيرانشهر ، ثمّ إنّ هذا الصنف من الناس مختلفون أيضاً في الكمال والنقصان ، ولا شكّ أ نّه يحصل فيهم شخص واحد ، هو أفضلهم وأكملهم ]  فعلى هذا قد ثبت أ نّه لا بدّ وأن يحصل في كلّ دور شخص واحد هو أفضلهم وأكملهم  [ في القوّة النظرية والعملية .

             ثمّ إنّ الصوفية يسمّونه بقطب العالم ، ولقد صدقوا فيه ، أ نّه لمّـا كان الجزء الأشرف من سكّان هذا العالم الأسل هو الإنسان ، الذي حصل له القوّة النظريّة التي بها يستفيد الأنوار القدسية من عالم الملائكة ، وحصلت له القوّة العملية التي يقدر بها على تدبير هذا العالم الجسماني على الطريق الأصلح ، والسبيل الأكمل .

             ثمّ إنّ ذلك الإنسان الواحد هو أكمل الأشخاص الموجودين في ذلك الدور ( الوقت ) كان المقصود الأصلي من هذا العالم العنصري هو وجود ذلك الشخص ، ولا شكّ أنّ المقصود بالذات هو الكامل . وأمّا الناقص فإنّه يكون مقصوداً بالعرض ]  فثبت  : أنّ ذلك الشخص هو الكامل ، وثبت  : أنّ ذلك الشخص  [ هو القطب لهذا العالم العنصري ، وما سواه فكالتبع له . وجماعة ]  من  [ الشيعة الإمامية يسمّونه بالإمام المعصوم ، وقد يسمّونه بصاحب الزمان ، ويقولون بأ نّه غائب . ولقد صدقوا في الوصفين أيضاً . لأ نّه لمّـا كان خالياً عن النقائص التي هي حاصلة في غيره ، كان معصوماً من تلك النقائص ، وهو أيضاً صاحب الزمان ، لأ نّا بيّنا  : أنّ ذلك الشخص هو المقصود بالذات في ذلك الزمان ، وما سواه فالكلّ أتباعه ، وهو أيضاً  : غائب عن الخلق لأنّ الخلق لا يعلمون أنّ ذلك الشخص هو أفضل أهل هذا الدور ...

             فثبت بهذا  : أنّ كلّ دور لا بدّ وأن يحصل فيه شخص موصوف بصفات الكمال . ثمّ إنّه لا بدّ وأن يحصل في هذه الأدوار المتلاحقة  : دور يحصل فيه شخص واحد يكون هو أفضل من كلّ اُولئك الذين كلّ واحد منهم صاحب دوره وفريد عصره وذلك الدور المشتمل على مثل ذلك الشخص ، إنّما لا يوجد في ألف سنة أو أكثر أو أقلّ إلاّ مرّة واحدة ، فيكون ذلك الشخص هو الرسول الأعظم ، والنبيّ المكرّم وواضع الشرائع والهادي إلى الحقائق ، وتكون نسبته إلى ]  سائر أصحاب الأدوار كنسبة الشمس إلى سائر الكواكب .

             ثمّ لا بدّ وأن يحصل في أصحاب الأدوار إنسان ، هو أقربهم إلى صاحب الدور في صفات الفضيلة ، فيكون ذلك الشخص بالنسبة إليه كالقمر بالنسبة إلى الشمس ، وهو الإمام القائم مقامه ، المقرّر شريعته ، وأمّا الباقون فنسبة كلّ واحد منهم إلى صاحب الدور الأعظم ، كنسبة كوكب من الكواكب السيّارة إلى الشمس ، وأمّا عوام الخلق فهم بالنسبة إلى أصحاب الأدوار مثل حوادث هذا العالم بالنسبة إلى الشمس والقمر وسائر الكواكب . ولا شكّ أنّ ]  عقول الناقصين تكمل بأنوار عقول أصحاب الأدوار ، وتقوى بقوّتها .

             فهذا كلام معقول مرتّب على الاستقراء الذي يفيد القطع واليقين([219]) .


فائدة  175

حياة  المجتمع

             إنّ لله سبحانه أسماءً تسمّى أئمة الأسماء ، وهي سبعة تشير إلى صفاته الثبوتية السبعة([220]) ( العالم القادر الحيّ المريد السرمدي المتكلّم الصادق ) .

             ومن هذه السبعة اسم الحيّ يعدّ اسم الاسم وإمام الأئمة ، فإنّ الأسماء كلّها ترجع إليه ، كما قيل  : إنّ الحيّ من الاسم الأعظم ، كما ورد في الروايات والآيات .

             والحيّ بمعنى الدرّاك الفعّال ، ولازمه العلم والقدرة ، فمن كان عالماً قادراً كان حيّاً . ثمّ من كان له الدرك الأتمّ كان له اللذّة التامّة ، وممّـا يزيد الدرك العلم والمعرفة .

             والإنسان على الصعيدين الفردي والاجتماعي ، أي الشخص والمجتمع لو كان عنده القوّة الدرّاكة لكان حيّاً ، ومن يفقد هذه القوّة فهو الميّت حقّاً ، حتّى لو كان يمشي بين الأحياء ، ودركهما وزيادة الدرّاكية إنّما يكون بالعلم والمعرفة ، والعمل الدؤوب ، والنشاط المستمرّ ، والحيوية والطاقة المتفاعلة .

             فالعلم هو الحياة وسبب الحياة ، ومن كان دركه أكثر فلذّته أكثر ، وكما
لا  يقاس بين المادّيات والمعنويات ، كذلك في اللذائذ لا قياس بين اللذائذ المادية والشهوية واللذائذ المعنوية والعقلية ، فليس من يتلذّذ بالعلم والمعرفة كمن يتلذّذ بالأكل والنكاح ، ومن هذا المنطلق عباقرة العلم عندما يقفون على حلّ مسألة علمية يبتهجون غاية الابتهاج ، ويصرخون  : أين الملوك وأبناء الملوك ، ليروا ما  عندنا من اللذّة الروحية ، والروح أكبر من الجسد ، بل حاكم عليه .

             ثمّ من كان له درك وعقل ومعرفة وعلم إلاّ أ نّه نائم ، فإنّه لا حياة له ، بل النوم يشبه الموت ، فحياته إنّما تتمّ وتظهر لو كان فعّالا نشطاً ، فيصل إلى اللذائذ . وإذا كانت الفعاليات مستمرّة فإنّها تعني استمرار الحياة ، وربما تستمرّ الحياة حتّى بعد موت الإنسان فيما لو خلّف آثاراً حيوية ومعطاة كالعلم النافع والولد الصالح والصدقة الجارية ، كما ورد في الخبر النبوي الشريف  : إذا مات المرء انقطع عمله إلاّ من ثلاثة  : ولد صالح يستغفر له وعلم ينتفع منه الناس وصدقة جارية .

             ثمّ الإدراك على أقسام ثلاثة  : الحسّ والخيال والعقل ، والدرك العقلي أتمّ وأفضل منهما .

             ومن أسماء الله  : المدرك ، وهو يعني أ نّه يدرك ذاته ، والحيّ يعني من يدرك غيره أيضاً ، فالإنسان الحيّ إنّما حياته بعلمه ونشاطه وفعالياته ، وكذلك المجتمع الصغير كالاُسرة والمدرسة والمعمل وما شابه ذلك ، والمجتمع الكبير كالبلد والحكومة والدولة وما شابه ، فحياة المجتمع بالعلم والعمل في جميع جوانبه وحقوله من السياسة والاقتصاد والإدارة والثقافة والفنّ وغير ذلك ، وإذا ساد الجهل والخمول فرداً أو مجتمعاً ، يعني فقد الحياة وكان في عداد الأموات .

             فشخص بلا علم ومعرفة ، ومجتمع بلا علم ومعرفة ، كالجسد بلا روح ، وكالليل بلا قمر ، وكالشجرة الميّتة بلا ثمر ...


فائدة  176

بطلان  عبادة  الأصنام

             العقل جوهرة ربانية أودعها الله في الإنسان ليكون خليفته في الأرض ، وهو يحتّم بطلان الأصنام ، وأ نّها لا تنفع بل وتضرّ ، والأصنام في المجتمع البشري على مرّ التأريخ كثيرة ، ولم تخل الأرض من الأصنام وعبادتها ، وكانت من عصر نوح إلى عصر الجاهلية قبل الإسلام يغوث ونصر ويعوق وود ، وإنّما سمّي عمرو بن عبد ودّ باعتبار الصنم ، كما يسمّى عبد الله .

             ثمّ كان الله ولم يكن معه شيء ، ثمّ خلق الأشياء بالمشيّة ، وخلق العقل بنوره ، فهو يحكم ببطلان عبادة الأصنام ، ودليله النور ، فمن يتصوّر في الظلام أنّ الجبال حيّة تسعى ، فعند ظهور النور يعلم أ نّه ليس إلاّ حبلا ، والحقّ نور ، فعند ظهور الحقّ يعلم الإنسان بطلان عبادة الأصنام ، ويكون بحكم السراب الذي يحسبه الظمآن ماءً ، والكفّار يحسبون أعمالهم كسراب بقيعة ، والباطل لا شيء فهو كالسراب المعدوم الذي يتصوّر أنّ له وجود ، كما أنّ الظلمة لا شيء ، فكما يظهر حقّانية الله يوم القيامة وأ نّه الحقّ ، يعلم بطلان الأصنام وعبادتها ، وأ نّها لا شيء ، والحياة تارة مادّية ، واُخرى عقلية ، بها يعرف الحقّ من الباطل ، والنور من الظلام ، والخير من الشرّ .


فائدة  177

آدم  (عليه السلام)  في  علم  التفسير

             التفسير بمعنى كشف القناع ، وهو تارةً عن الظاهر ، ويستلزمه المعرفة الجلالية ، واُخرى عن الباطن ولازمه المعرفة الجمالية ، وتفسير القرآن الكريم تارةً ترتيبياً ، ويسمّى بالتفسير الترتيبي ، فيبدأ المفسّر يكشف القناع عن آيات القرآن حسب ترتيبها من البداية حتّى النهاية ، واُخرى موضوعياً ، ويسمّى بالتفسير الموضوعي بأن يأخذ موضوعاً ويعرض آياته كموضوع الصلاة أو الزكاة أو قصّة آدم (عليه السلام) أو موضوع الإخلاص والرياء وما شابه ذلك ، والقرآن الكريم يفسّر بعضه بعضاً ، ولن تجد فيه اختلافاً ، فإنّه من الواحد الأحد .

             والتفسير هو ربط الآيات في المحتوى العام في كلّ القرآن الكريم في الظاهر والباطن ، ومن التفسير التفسير الظاهر بالظاهر ، والباطن بالباطن ، وتارةً يكون من التأويل وهو التفسير الباطني للقرآن الكريم ، ولا يعلم تأويله إلاّ الراسخون في العلم ، ومنه تفسير الحقائق الخارجيّة التكوينية بالكتاب التدويني ، والعالم إنّما هو كتاب تكويني ، وإنّه يتّفق مع الكتاب التدويني القرآن الكريم ، فهما حقيقة واحدة صدرت من الواحد الأحد ، فإنّ الواحد لا يصدر منه إلاّ الواحد ، كما أنّ الواحد لا  يصدر إلاّ من واحد .

             والقرآن إنّما هو لتربية الإنسان فإنّه خليفة الله في الأرض ، ومن الناس من يفكّر بالمبدأ الغائي أي الجنّة ، ومنهم من يفكّر بالمبدأ الفاعلي . ثمّ منهم من يفكّر بالمستقبل ، فالناس في عباداتهم لله سبحانه طوائف ثلاثة  :

             1 ـ منهم من يفكّر ويعمل خوفاً من النار ، وهي عبادة العبيد .

             2 ـ ومنهم من يفكّر ويعمل طمعاً بالجنّة ، وهي عبادة التجّار .

             3 ـ ومنهم من يفكّر ويعمل حبّاً للقاء الله والقرب منه وشكراً على نعمائه وأ نّه مستحقّ للعبادة ، وهي عبادة الأحرار .

             والأوّلان من الكمال المحدود ، والأخير من الكمال الكامل ، وهو التفكير بالمبدأ الفاعلي ، فيفكّر أن يكون آية الله في خلقه ، ومن جنده وخليفته بالفعل ، فيكون مظهراً لأسماء الله الحسنى ، وصفاته العليا .

             وآدم (عليه السلام) إنّما هو خليفة الله في الأرض في شخصيته لا في شخصه فقط ، ويدلّ على ذلك  :

             (  إنِّي جَاعِلٌ فِي الأرْضِ خَلِيفَةً  )([221]) .

             فإنّها جملة اسمية تدلّ على الاستمرار والعموم ، وأفضل من آدم اُولو العزم ، وأفضلهم خاتم النبيين محمّد (صلى الله عليه وآله) ، ثمّ الأئمة الأطهار نفس النبيّ المختار ، فهؤلاء خلائف في الأرض ، فليس قصّة آدم وخلافته ، قصّة في واقعة ، فإنّ الله سبحانه بإفاضاته القدسية المستمرّة ، فإنّه الفيّاض على الإطلاق ، يربّي خليفة في خلقه على الدوام ، وهو الحجّة في الأرض ، وهو قطب عالم الإمكان ، وهو المحور فى العالم التكويني والتشريعي ، وفي حركته الجوهرية والعشقية التي تنتهي إلى الله سبحانه .

             ومن بعد الحجّة الكبرى والآية العظمى التي تتمثّل فيه الحقيقة المحمّدية ، من يحذو حذوه من الأولياء والمؤمنين الصالحين ، الأمثل فالأمثل .

             ثمّ لا يؤمن بالكمال والخلافة والظهور على الدوام إلاّ من كان على مذهب أهل البيت (عليهم السلام) ، فإنّ الأشاعرة يقولون بالتشبيه والتجسيم ، وبزيادة الصفات على الذات ، والمعتزلة يقولون ـ  كما ينسب إليهم  ـ بأنّ الله إنّما يصدر منه عمل العالم لأ نّه عنده العلم .

             وأمّا في مذهب القرآن والعترة الطاهرة (عليهم السلام) فإنّ الخلق كلّه جند الله ، والمؤمن عليه أن يتخلّق بأخلاق الله سبحانه ، وأن يكون من جنده وآياته ، تجري على يديه أفعال الله سبحانه ، لما يحمل من همّة عالية وينظر إلى القمّة في كلّ شيء ، فلا يكون عيال على غير الله ، بل يكون هو صاحب المائدة الإلهيّة ، وينوب عن ربّه ، ليفرش مائدته ومؤدبته بالله عزّ وجلّ ، فإنّه يستخلف ربّه في أسمائه وصفاته ، فالله جلّ جلاله دائم الفيض على البرايا ، ويعلّم الإنسان القرآن وبيانه  :

             (  الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ القُرْآنَ * خَلَقَ الإنسَانَ * عَلَّمَهُ البَيَانَ  )([222]) .

             فيعلّمه بخلفائه في الأرض وهم الأنبياء ، ثمّ ورثتهم العلماء يعلّمون الإنسان الكتاب والحكمة ويزكّونه ويربّونه تربية صالحة وقابلة لأن تخلّد في الجنان والنعيم الأبدي ، وإلى الله منتهى الاُمور ، وإنّك كادحٌ إلى ربّك كدحاً فملاقيه ، في مقعد صدق عند مليك مقتدر ، أحياء عند ربّهم يرزقون .


فائدة  178

قداسة  عدد  خمسة

             اعلم أنّ عدد خمسة من الأعداد المقدّسة ، وخامس حروف الأبجد يرسم بهذا النحو ( ه ) تارةً ليشير إلى دائرة الوجود ، واُخرى بهذا النحو ( هـ ) ليشير به إلى دائرة الوجود ودائرة القوس النزولي والصعودي ، كما في قوله  : (  يَتَـنَزَّلُ الأمْرُ  )([223]) .

             فالأمر وهو الوجود في الحقائق الروحانية والجسمانية في القوس النزولي والصعودي ، والحركة التكوينية إنّما تدلّ على هذين القوسين .

             والحضرات الكلية خمسة  : اللاهوت والجبروت ( عالم العقول ) ، والملكوت ( عالم الأرواح ) والناسوت ( الدنيا ) والكون الجامع وهو الإنسان الكامل .

             والقيامات خمسة  : وذلك في كلّ ساعة وآن ، أوّلها  : الموت الطبيعي كما ورد إذا مات المرء قامت قيامته ، والموت الاختياري كما ورد موتوا قبل أن تموتوا ، ويوم الآخرة يوم المعاد ، والفناء في الله والبقاء به كما يحصل للعرفاء الخلّص من الأنبياء والأولياء ويسمّى بالقيامة الكبرى .

             والعروش خمسة  : عرش الحياة ، وعرش الهويّة ، وعرش الرحمانية ، والعرش العظيم ، والعرش الكريم ، والعرش المجيد .

             والقلوب خمسة  : القلب النفسي ، والقلب الحقيقي ، والقلب القابل للتجلّي الباطني ، والقلب المسخّر بين الوجوب والإمكان ، والقلب الأحدي الجمعي .

             ولسان الحمد ( الذكر ) خمسة  : حقيقة الذكر وهو تجلّي الذات للذات بالذات باسم المتكلّم ، حتّى يظهر الصفات الكمالية كما شهد الله بذلك لذاته ، وأ نّه لا معبود سواه ، وذكر الملائكة المقرّبين ، وذكر ملائكة السماء والنفوس الناطقة المجرّدة ، وذكر ملائكة الأرض والنفوس المنطبعة ، وذكر الأبدان والأعضاء .

             ومفاتح الغيب خمسة  : وهم أصحاب الكساء الخمسة ، المصطفى والمرتضى وابناهما وفاطمة (عليهم السلام) .

لي خمسةٌ اُطفي بهم *** حرّ الجحيم الحاطمة

المصطفى والمرتضى *** وابناهما والفاطمة

             والصلوات الواجبة اليومية خمسة  : صلاة الصبح والظهر والعصر والمغرب والعشاء .

             ومقامات النفس خمسة  : الظاهر والباطن والقلب والروح والسرّ ، وقد ورد  : إلهي نوّر ظاهري بالطاعة وباطني بالمحبّة وقلبي بالمعرفة ، وروحي بالمشاهدة ، وسرّي بوصلك يا أكرم الأكرمين .


فائدة  179

موانع  تصحيح  العقائد

             القرآن الكريم هو المصدر الأوّل للتشريع الإسلامي ولمفاهيمه القيّمة وأحكامه السامية ومعارفه العالية ، ومن ثمّ نرجع في الكلّ إلى السنّة الشريفة ، فهما مصدر الإسلام بكلّ ما فيه من مفاهيم ومعاني ، ولا بدّ في تصحيح عقائدنا أن نرجع إليهما ، كما أ نّه نرجع إليهما في معرفة موانع تصحيح العقيدة ، ففي القرآن نجد قوله تعالى  : (  إنْ يَـتَّبِعُونَ إلاَّ الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الأ نْفُسُ  )([224]) ، يشير إلى أنّ هناك عاملين ينشأ عنهما خطأ الإنسان في آرائه وعقائده  :

             1 ـ اتباع الظنّ .

             2 ـ اتباع الهوى .

             وفي الروايات وردت اُمور اُخرى ترجع إلى هذين العاملين كالتعصّب البغيض ، والتقليد المذموم ، والاستبداد واللجاجة ، وما شابه ذلك .

             واتباع الظنّ من أخطر العوامل في انزلاق الإنسان إلى الهاوية والسقوط ، والإسلام يصرّح أن لا تذهب في عقائدك خلف الظنّ ، فإنّه لا يغني من الحقّ شيئاً  :

             (  وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ  )([225]) .

             وأساس التناقض في عقائد الناس إنّما ينشأ من اتباع الظنّ الباطل ، وأهل الدنيا كانوا وما زالوا يقتفون أثر الظنّ في المسائل العقائدية ، وخاصة في اُصولها ، ولمثل هذا يصرّح القرآن أنّ من ابتع الأكثرية فقد ضلّ ، كما في قوله تعالى  :