فمن أهداف الزواج المقدّس غضّ البصر عن الرؤية المحرّمة ، كالنظر إلى المرأة الأجنبيّة بريبة وشهوة ، وحفظ الفرج من خطر الزنا والمعصية المهلكة ، ومن لم يستطع ، فمن الاُمور التي تقلّل الشهوة وتكسر شوكتها الصيام ، فإنّه للأعزب وجاء ، بمعنى رضّ عروق البيضتين حتّى تنفضخا من غير إحراج فيكون شبيهاً بالخصاء لأ نّه يكسر الشهوة .

             وعندما نشاهد سيرة الأئمة (عليهم السلام) نراهم يهتمّون بمسألة الزواج ، ويسألون الرجال عن ذلك ، ويظهرون رأيهم فيه ، وهذا المعنى ينطبق على النساء أيضاً ، للاشتراك ووحدة الملاك .

             25 ـ عن أبي الحسن (عليه السلام) ، قال  : جاء رجل إلى أبي جعفر (عليه السلام) فقال (عليه السلام)له  : هل لك زوجة  ؟ قال  : لا . فقال أبو جعفر (عليه السلام)  : لا اُحبّ أنّ لي الدنيا وما فيها ، وأن أبيت ليلة وليس لي زوجة ، ثمّ قال  : إنّ ركعتين يصلّيهما متزوّج أفضل من رجل عزب يقوم ليله ويصوم نهاره .

             فالزواج من المرأة الصالحة يعين المرء على الطهارة الروحيّة التي تنفعه في الدنيا والآخرة .

             26 ـ قال النبيّ (صلى الله عليه وآله)  : من سرّه أن يلقى الله طاهراً مطهّراً فليلقه بزوجة صالحة .

             وما أروع البيت الإسلامي الذي يؤسّس من اليوم الأوّل على التقوى وحبّ الله عزّ وجلّ ، وبواعث إيمانية ومقدّسة ، والمؤمن مخلص في عمله حتّى الزواج إنّما يقدم عليه لله سبحانه ، ومثل هذا يكون عزيزاً عند الله ، ويؤجر على ما يفعل بالثواب الجزيل ، فيكون طاهراً في الدنيا والآخرة ، ويحضى بسعادة الدارين .

             10 ـ صلة الرحم  :

             27 ـ قال الإمام عليّ بن الحسين (عليهما السلام)  : من تزوّج لله عزّ وجلّ ولصلة الرحم توّجه الله تاج الملك .

             فلا بدّ للشاب المؤمن أن يصلح نيّته من اليوم الأوّل ، وإنّما يتزوّج لله سبحانه وللأخلاق كصلة الرحم ، ويتجنّب الدواعي الفارغة أو الشيطانية أو  الدنيوية ، كأن يلاحظ جمالها فقط ، وإن كان الجمال مطلوباً ، إلاّ أ نّه لا يكون هو الأساس والأصل ، بل الأساس إنّما هو الدين .

             11 ـ التديّن  :

             28 ـ عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال  : إذا تزوّج الرجل المرأة لمالها أو جمالها لم يرزق ذلك ، فإن تزوّجها لدينها رزقه الله عزّ وجلّ مالها وجمالها .

             وهذا يعني بوضوح أنّ أهداف الزواج على نحوين  : تارةً معنوية كتثقيل الأرض بكلمة التوحيد ، وأن يكون الملاك هو الدين والتديّن ، واُخرى مادية محضة كالمال والجمال من دون ملاحظة الدين والعقل .

             وهذه من سنن الله سبحانه أ نّه من تزوّج للمعنويات وللآخرة ، فإنّ الله يعطيه حرث الدنيا وحرث الآخرة ، ويؤتيه حسنة الدنيا وحسنة الآخرة ، يرزق الدين والجمال والمال .

             وأمّا من أراد حرث الدنيا فقط ، وطلب من الزواج مال المرأة وجمالها ، فإنّه لم يرزق ذلك . ويحرم من الحسنيين ، فربما تخونه في جمالها ، كما يحدّثنا التأريخ بذلك كثيراً ، وبين ليلة وضحاها يفقد مالها وجمالها .

             12 ـ الاُنس  :

             29 ـ عن أبي عبد الله (عليه السلام)  : وخلق للرجال النساء ليأنسوا بهنّ ويسكنوا إليهن ويكنّ موضع شهواتهم واُمّهات أولادهم([135]) .

             فمن الأهداف  : الاُنس والسكونة ورفع الحاجة الشهوية وأن تكون النساء اُمّهات الأولاد .


الفصل الرابع

العوامل التربوية والوراثية والكونية في الزواج

             خلق الله الإنسان مختاراً ، وهداه السبيل ، فإمّا شاكراً وإمّا كفوراً ، وليس له إلاّ ما سعى ، فهو الذي يختار نجد الخير أو نجد الشرّ ، وهذا المعنى يسري في كلّ جوانب حياته واتجاهاتها ، ولكن بلطف من الله سبحانه ومن خلال الرسل والأنبياء والكتب السماوية علّمه ما لم يعلم ، وأراه الطريق الصحيح والصراط المستقيم ، وجعل له علائم وإشارات في طريق الحياة ، حتّى لا يضيع ويتيه في وادي الظلام ومتاهات الجهل .

             وممّـا علّمه في الحياة الزوجية وتكوين الاُسرة منذ البداية ، أ نّه أشار عليه إلى أنّ هناك عوامل خارجية وداخلية تؤثّر في تربية الاُسرة وتكوينها على نحو الاقتضائية والعلّة الناقصة وليس على نحو العلّة التامّة ، وهو ما يسمّى بقانون الوراثة والعادة ، وسمّي بالقانون تسامحاً ، فإنّ القانون الحقيقي كقانون العلّة والمعلول والقوانين الرياضية لا تتبدّل ولا تتغيّر ، وأمّا القانون المجازي كالقوانين الوضعية البشرية فإنّها قابلة للتغيير والتبديل ، فما يسمّى بقانون الوراثة إنّما هو بالإطلاق الثاني ، كما يمكن تقسيم القانون إلى تكويني غير قابل للتبديل ، وتشريعي قابل للتغيير .

             وقد استدلّ القائلون بالجبر على زعمهم الباطل بقانون الوراثة ، إلاّ أ نّه مردود كما هو ثابت في محلّه([136]) ، فإنّ الأوصاف الجسمية والروحية للأبوين لها تأثير في صفات الولد .

             وقد بات من الواضح علميّاً ما لقانون الوراثة من أثر في نقل الصفات من الآباء والاُمّهات إلى الأطفال عبر ( الجينات ) الوراثية ، فإنّ الحيوانات المنويّة والبويضات هي الخلايا الخاصّة بالتكاثر عند الذكر والاُنثى ، وفي داخل كلّ حيوان منويّ ذكري وبويضة اُنثويّة توجد نواة تحتوي على ( 24 ) كروموسوم ، وكلّ كروموسوم يحمل وحدات حيّة تصل إلى المائة وحدة أو أكثر ، تسمّى ( الجينات ) ، والجينات هي أدقّ وحدة في المادّة الحيّة ، وهي وحدات الوراثة ، فكلّ واحد منها له وظيفة خاصّة بتحديد نموّ الفرد وشكله الخارجي وسلوكه ، فهناك جينات تؤثّر على لون العين ، واُخرى على لون البشرة ، وغيرها على شكل الجسم أو حجمه أو على ذكاء الفرد وغير ذلك ، وبذلك تلعب ( الجينات ) الوراثيّة دوراً هاماً في حياة الأطفال ، وهي تدخل في إعطاء الطفل هويّته المستقلّة المميّزة له عن غيره([137]) .

             فأوصاف الوالدين لها التأثير الاقتضائي في صفات الأولاد ـ ذكوراً وإناثاً ـ فالاُمّ الحسود تنقل الصفة إلى ابنتها ، والأب البخيل ينقل هذه الصفة إلى ولده ، وهكذا بالنسبة لصفات الكرم والشجاعة والرأفة والمودّة والعاطفة ، فإنّ هذه الصفات تنتقل بشكل غالب عبر الآباء والاُمّهات إلى أطفالهم  :

             (  وَالبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لا يَخْرُجُ إلاَّ نَكِداً  )([138]) .

             فانظر أين تضع نطفتك فإنّ العرق دسّاس ، ولعلّ ( العرق ) إشارة إلى ( الجينات ) فصفات الاُمّ وكذلك الأب لهما التأثير الإجمالي في تربية الأطفال وصفاتهم ، وهذا ممّـا لا ينكر كما اُشير إليه في كثير من الروايات ، وقد حدّد الشارع المقدّس للزواج حدوداً من الطرفين بتعليل التأثيرات الروحية والجسمية في الأبوين على الأولاد ، إلاّ أ نّه ليس تأثيراً قطعياً وعلى نحو العلّة التامّة التي لا يمكن التخلّف عنها ، فإنّه نرى بالوجدان ـ  والوجدانيات من البديهيات  ـ أ نّه ربما يتولّد من الأبوين الخبيثين أولاد طيّبون ، وبالعكس ، فيخرج الطيّب من الخبيث كما يخرج الخبيث من الطيّب ، كما يخرج الحيّ من الميّت والميّت من الحيّ . ولو كان التأثير قطعياً ولا يتخلّف ، لكانت التربية والتعليم لغواً وباطلا ، بل  نجد من الآداب والرسوم ما تتغيّر في زمان واحد وفي مجتمع واحد ، كما أنّ وضع القوانين في المجتمعات البشريّة ، خير شاهد على أنّ الوراثة لا تجبر الإنسان على فعل ، نعم له تأثير في الجملة وعلى نحو الموجبة الجزئية والنحو الاقتضائي ، ولهذا يهتمّ الإسلام بمسألة الوراثة والعوامل البيئية والمحيط ، وكذلك العوامل الكونيّة .

             فمن أهمّها  :

             1 ـ العرق  :

             فإنّه يؤثّر في أخلاق الأولاد كما ثبت في العلم الحديث أيضاً أنّ الوراثة والخلايا الوراثية لها تأثير بالغ في أحوال الأطفال جسدياً وروحيّاً ، فمن كان أبوه مبتلى بأمراض القلب فإنّه يؤثّر على أولاده ، فسرعان ما يبتلى أحدهم بذلك . وكذلك في الأخلاقيات والقضايا الروحية والمعنوية .

             قال الإمام الصادق (عليه السلام)  : تزوّجوا في الحجر الصالح ، فإنّ العرق دسّاس .

             الحجر ـ  بالكسر والضمّ  ـ العشيرة . العفيف الطاهر ، فتزوّجوا من عشيرة عفيفة وطاهرة ، فإنّ العرق دسّاس وله تأثير في الأخلاق والتربية . كما ورد  : ثلثا الولد على الخال ، فإنّ الخال أحد الضجيعين .

             2 ـ القمر في العقرب  :

             من العوامل المؤثّرة في نحوسة الزواج وسعادته لو تزوّج الإنسان وكان القمر في برج العقرب ، وهذا يعني أنّ الأجرام السماوية لها تأثير في الجملة على الوقائع الأرضية كتأثير القمر على البحر في مدّه وجزره ، فإنّ للكواكب السبعة السيّارة أحكاماً خاصّة كما في علم النجوم والهيئة ، فمنها نحسة ومنها سعيدة ، كما أنّ لنا دوائر عظام وهي عشرة ، ودوائر صغار لا تعدّ ولا تحصى ، ومن العظام دائرة منطقة البروج التي تعني دائرة سماوية فيها اثنى عشر برجاً ، تبتدئ ببرج الحمل وتنتهي ببرج الحوت ، ومن الأبراج برج القمر وهو عبارة عن كواكب في القسم الشمالي من السماء شبّه عند القدماء بالعقرب ، فالقمر في سيره الشهري في ثلاثة أيام تقريباً يكون في هذا البرج ، ويكره الزواج حينئذ كما ورد في الأخبار الكثيرة .

             1 ـ عن الصادق (عليه السلام) ، قال  : من تزوّج والقمر في العقرب لم يرَ الحسنى .

             2 ـ وروي أ نّه يكره التزويج في محاق الشهر ، وهي ثلاث ليال من آخر الشهر لا يكاد يرى القمر فيه لخفائه .

             3 ـ عن الإمام الصادق (عليه السلام)  : من تزوّج والقمر في العقرب لم يرَ خيراً أبداً .

             ولا بأس أن نذكر هذا الموضوع بشيء من التفصيل .

             حكم التنجيم في الشريعة المقدّسة  :

             لقد تعرّض شيخنا الأعظم في مكاسبه المحرّمة لحكم التنجيم باعتبار جواز أخذ الاُجرة عليه أو أ نّه يحرم الاكتساب به ، لكونه عملا محرّماً في نفسه ، فقال  :

             « التنجيم حرام ، وهو كما في جامع المقاصد للمحقّق الكركي عبارة عن الإخبار عن أحكام النجوم باعتبار الحركات الفلكية والاتصالات الكوكبية » .

             ولا يخفى أنّ المقصود من التنجيم في عبارة الشيخ هو ما يفعله المنجّم من ادّعائه معرفة حظوظ الناس ومصيرهم بحسب حركات النجوم وسيرها باعتبار الحركات الفلكية ، وهي حركات السيّارات السبع من القمر والشمس والمشتري وزحل وعطارد والزهرة والمرّيخ ، بناءً على مذهب القدماء حيث قالوا  : إنّ مركز العالم هي الأرض ، وإنّ الأجرام والكواكب كلّها تدور حول الأرض . وأمّا عند المتأخّرين والاكتشافات الجديدة فهي تسعة بإضافة ( أورانوس ونبتون ) وازدادت باكتشافات جديدة ، وإنّ مركز المنظومة الشمسيّة هو الشمس .

             فمركز الكلّ  : الشمس ، والكلّ يدور حولها ، وهذا الدوران باعتبار الحركة الوضعية والانتقالية يسبّب وجود الليل والنهار والفصول الأربعة ، والسنة الشمسية والقمرية . ويعبّر عن هذه المجموعة بـ  ( المجموعة الشمسية ) ، والمراد من الاتصالات الكوكبية هو اقتراب الكواكب بعضها من بعض أو ابتعادها كذلك ، ولكلّ من الاقتراب والابتعاد حكم خاصّ عند المنجّمين .

             ثمّ يتعرّض الشيخ إلى حكم التنجيم بالتفصيل في مقامات عديدة ، ففي المقام الأوّل يرى في الظاهر عدم حرمة الإخبار عن الأوضاع الفلكية المبتنية على سير الكواكب كالخسوف والكسوف أو غيره ، بل يجوز الإخبار بذلك إمّا جزماً أو ظنّاً ، والمسألة مورد نزاع بين الفقهاء .

             والمحقّق الكركي يرى جواز ذلك مؤيّداً ذلك بما ورد من كراهة السفر والتزويج في برج العقرب .

             أقول  : إنّما يجوز ذلك في موارد خاصّة قد خرج بالدليل ، فيما إذا كان التنجيم على نحو المدخلية والاقتضائية لا العلّة التامة وبنحو الاستقلال ، وأ نّه من الكاشف والمكشوف والعلامات ، وذهب المشهور إلى حرمة ذلك أيضاً ، بل قيل بطلانه من ضروريات الدين ، وقيل على نحو الموجبة الجزئية لا على نحو حكم كلّي ، ولمثل هذا ورد النهي الشديد عن التنجيم وحرمته وأ نّه يحرق كتب التنجيم ، وهناك روايات تدلّ على مدحه ، وأ نّه من علوم الأنبياء ، وأ نّه أوّل من تكلّم به إدريس ، وقيل  : علم ، قلت  : قلّت منافعه وكثرت مضارّه .

             والشيخ الأعظم في المقام الثالث يقول  : الإخبار عن الحادثات والحكم بها مستنداً إلى تأثير الاتصالات المذكورة فيها بالاستقلال أو بالمدخلية وهو المصطلح عليه بالتنجيم ، فظاهر الفتاوى والنصوص حرمته مؤكّدة ، فقد أرسل المحقّق في المعتبر عن النبيّ (صلى الله عليه وآله) أ نّه  : « من صدّق منجّماً أو كاهناً فقد كفر بما اُنزل على محمّد (صلى الله عليه وآله) » ، وهو يدلّ على حرمة حكم المنجّم بأبلغ وجه .

             وفي رواية نصر بن قابوس عن الصادق (عليه السلام)  : إنّ المنجّم ملعون ، والكاهن ملعون ، والساحر ملعون .

             وفي نهج البلاغة  : إنّه (عليه السلام) لمّـا أراد المسير إلى بعض أسفاره ( في الجهاد ) فقال له بعض أصحابه  : إن سرت في هذا الوقت خشيت أن لا تظفر بمرادك من طريق علم النجوم .

             فقال (عليه السلام) له  : أتزعم أ نّك تهدي إلى الساعة التي من سار فيها صرف عنه السوء ، وتخوّف من الساعة التي من سار فيها حاق به الضرر ، فمن صدّق بهذا فقد كذّب القرآن ، واستغنى عن الاستعانة بالله في نيل المحبوب ودفع المكروه .

             إلى أن قال (عليه السلام)  : أ يّها الناس وتعلّم النجوم إلاّ ما يهتدى به في برّ أو بحر ، فإنّها تدعو إلى الكهانة ، والمنجّم كالكاهن ، والكاهن كالساحر ، والساحر كالكافر ، والكافر في النار ، سيروا على اسم الله([139]) .

             وفي الباب روايات وكلام في السند وفقه الرواية فراجع ، ورأي الشيخ في المقام  : أ نّه الأولى التجنّب عن الحكم بها ـ  أي عن إسناد الحوادث الواقعة إلى النجوم والكواكب عند وضعها الخاصّ من الاقتران والصعود والنزول  ـ ومع الارتكاب فالأولى  : الحكم على سبيل التقريب ـ  لا الحتم والقطع  ـ وأ نّه لا يبعد أن يقع كذا عند كذا ـ  من اقتران النجوم أو افتراقها  ـ والله المسدّد([140]) .

             وأمّا الحديث الوارد في النهي عن السفر والتزويج والقمر في العقرب  :

             عن محمّد بن حمران عن أبيه ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، قال  : من سافر أو تزوّج والقمر في العقرب ( أي في برج العقرب ) لم يرَ الحسنى([141]) .

             والحديث صريح على تأثير الكواكب في الخير والشرّ على نحو الموجبة
الجزئيّة .

             وأمّا المعنى والمقصود من ( القمر في العقرب ) فهذا يرجع إلى ما اصطلحه القدماء من البابليين من تصوّرهم في السماء صوراً وأشكالا لنجوم ثابتة على شكل واحد ، وهذه الصور بعضها تامة وبعضها ناقصة ، وخصّصوا لكلّ شكل عدّة من الكواكب المرصودة البالغ عددها ( 1025 ) أو ( 1022 ) إذا تركنا الثلاثة التي تركها ( بطليموس ) لغاية صغرها والتي أدرجها ( الخواجا عبد الرحمن الصوفي ) ووزّعوا من هذه الكواكب ( 917 ) كوكباً داخلة في هذه الصور ، أي تحوي عليها الخطوط الموهومة على أطراف هذه الصور ، والباقي وهو ( 105 ) كوكباً خارجة عنها ، وواقعة قريبة من أطرافها .

             ويقال للأوّل  : داخلة الصورة ، وللثاني  : خارجة الصور .

             وإنّما فعلوا ذلك لغرض تعيين مواقع تلك الكواكب عند الحساب ، فإذا أخبروا عن كوكب قالوا  : الكوكب الواقع على رأس الصورة الفلانية أو على ذنبها أو على قلبها ، تشخيصاً للكوكب وموقعيّته من السماء ، فيما إذا كانت داخلة الصورة ، وإذا كانت خارجة عن الصورة قالوا  : الكوكب الواقع قريباً من رأس الصورة أو رجلها وهكذا .

             ومجموع هذه الصور تبلغ ( 48 ) صورة ، واحد وعشرون منها واقعة على شمال منطقة البروج ، وخمسة عشر منها على جنوب المنطقة ، واثني عشر منها على نفس دائرة منطقة البروج ، وبهذا تسمّى هذه الدائرة باسم ( دائرة منطقة البروج ) .

             والذي يتعلّق بالموضوع ( القمر في برج العقرب ) هي الصور التي تقع على منطقة البروج التي هي المناط لدورة الشمس والقمر ومدارهما . فدورة الشمس خلال سنة أي ( 365 ) يوماً وربع . ودورة القمر خلال شهر ، أي سبعة وعشرون يوماً وسبع ساعات و  (42 ) دقيقة ، لكن حيث أنّ الشمس تتزحزح في هذه المدّة عن مكانها الأوّل عند اقترانها مع القمر في أوّل الشهر القمري فتتقدّم شيئاً قليلا ، فلا بدّ للقمر أن يسير حتّى يلتقي مع الشمس ثانية لينتهي شهراً كاملا ، وبذلك يتمّ الشهر القمري في ( 29 ) يوماً و  ( 12 ) ساعة و  ( 44 ) دقيقة .

             وأمّا ( منطقة البروج ) ، فهي من الدوائر العشرة العظام([142]) ، وهو مدار وهمي مائل عن دائرة معدّل النهار ، أو عن المدار الاستوائي نحواً من ( 5/23 ) درجة .

             وقسّموا هذا المدار إلى اثني عشر جزءاً ، كلّ جزء لبرج ، وخصّصوا لكلّ فصل من الفصول الأربعة ثلاثة بروج .

             الأوّل  : برج الحمل ( وليد الخروف ) ، وفيه ( 13 ) كوكباً ، والخارجة عن الصورة ( 5 ) كواكب .

             الثاني  : برج الثور ، وفيه ( 32 ) كوكباً ، والخارجة ( 11 ) .

             الثالث  : برج الجوزاء ، وفيه ( 18 ) كوكباً ، والخارجة ( 8 ) .

             الرابع  : برج السرطان ، وفيه ( 9 ) كواكب ، والخارجة ( 4 ) .

             الخامس  : برج الأسد ، وفيه ( 27 ) كوكباً ، والخارجة ( 8 ) .

             السادس  : برج السنبلة ، وفيه ( 26 ) كوكباً ، والخارجة ( 6 ) .

             السابع  : برج الميزان ، وفيه ( 8 ) كواكب ، والخارجة ( 9 ) .

             الثامن  : برج العقرب ، وفيه ( 21 ) كوكباً ، والخارجة ( 3 ) .

             التاسع  : برج القوس ، وفيه ( 31 ) كوكباً .

             العاشر  : برج الجدي ( وليد البقرة ) ، وفيه ( 28 ) كوكباً .

             الحادي عشر  : برج الدلو ، وفيه ( 42 ) كوكباً ، والخارجة ( 3 ) .

             الثاني عشر  : برج الحوت ، وفيه ( 34 ) كوكباً ، والخارجة ( 4 ) .

             هذه هي البروج الاثنا عشر يقطعها القمر في شهر ، كلّ يوم ( 13 ) درجة و  ( 3 ) دقائق و  (54 ) ثانية ، ولذلك يتمّ دورته أي الأبراج الاثنا عشر كلّها في ( 27 ) يوماً و  ( 7 ) ساعات و  ( 43 ) دقيقة ، وبما أنّ كلّ برج ثلاثون درجة فيحلّ القمر في كلّ برج ضيفاً أقلّ من ثلاثة أيام ، أي يومين وربع تقريباً .

             والمنجّمون يقولون  : من يولد في واحد من هذه البروج فإنّه يأخذ طباعه ، فمن يولد في برج الأسد مثلا يأخذ طباع الأسد ، وهكذا ، ويسمّى هذا بـ  ( الطوالع ) ، فلكلّ واحد له طالع ، ولكلّ طالع ثلاث وجوه ، يعرف أحواله وحياته في كلّ وجه وطالع كما هو مذكور في كتاب ( أبي معشر الفلكي ) ، والله  العالم بالصواب وصحّة ما يقال ، ولهم طريق في حساب الطالع باعتبار الحروف الأبجدية بحساب اسم الشخص واسم اُمّه ثمّ يقسم على اثني عشر فما  تبقّى يكون طالعه .

             وقد ذكر القدماء من علماء النجوم لحلول القمر في كلّ برج آثاراً خاصّة لا يزالون معتقدين بها ، وربما يقال بعدم إنكارها كلا ورأساً إذا كان الله عزّ وجلّ قد جعل ذلك كاشفاً وعلامة ، أو مؤثّراً على نحو الاقتضائية أو الجزئيّة بإذنه تعالى . كما لا يمكن لأحد إنكار ما للآثار الجوّية من تأثيرات في مزاج العناصر السفلية من معادن ونبات وحيوان .

             فهذه الشمس الوهّاجة لها تأثيرها الكبير في عالمنا السفلي من تحويلات في المناخ والنفوس والأحوال والأوضاع والتكوين والفساد ما لا يمكن حصره . كما أنّ لطلوع بعض الكواكب مثل ( السهيل ) ونورها تأثيراً على نضج بعض الفواكه أو تكوينها . كما كان للقمر وسيره الشهري تأثير في الطبيعة ، من جزر ومدّ ، وتأثير في مزاج الإنسان في عادة النساء الشهرية المرتبطة بالأشهر القمرية كمال الارتباط . فلا مجال لإنكار ما لهذه التحوّلات الجوّية من التأثير في العالم السفلي وأنّ هناك ارتباط بين السماء والأرض ، بين العالم العلوي من الكواكب والنجوم والعالم السفلي من النبات والجماد أي المعادن والحيوان والإنسان .

             فذكروا لانتقال القمر إلى برج العقرب آثاراً ، منها  : ازدحام الهموم على قلوب الناس ، ووقوع الفتن والمنازعات ، وكثرة السرقات ، وعدم انسجام الاُمور ، والتأخّر في الأعمال ، ووفور الأمراض ، فالكواكب لها التأثير في الخير والشرّ في الجملة على نحو الاقتضائيّة والموجبة الجزئية . ولو لم يكن لها التأثير لما كان المجال لذمّ السفر والزواج فيما لو كان القمر في برج العقرب([143]) .

             3 ـ المحيط والبيئة  :

             قال رسول الله  : « كلّ مولود يولد على الفطرة ، إلاّ أنّ أبواه يهوّدانه أو ينصّرانه أو يمجّسانه » ، والفطرة هي فطرة التوحيد والتسليم إلى الله سبحانه ، والتسليم هو الإسلام ، فكلّ مولود يولد على فطرة الدين الإسلامي الحنيف ، إلاّ أنّ المحيط والبيئة والعامل التربوي كلٌّ له دور في ديانة الطفل فيكون بسبب والديه يهودياً أو نصرانياً أو مجوسياً ، أو كافراً أو مشركاً ، أو أيّ مسلك آخر .

             فهذه بعض العوامل المؤثّرة في تربية الاُسرة ، كما أنّ هناك عوامل اُخرى مذكورة في المفصّلات .


حبّ النساء

             الحبّ يعني الميل الباطني نحو المحبوب ، وله آثار جوانحيّة وجوارحيّة ، وإنّه يختلف باختلاف متعلّقاته ومصاديقه ، فمنها حبّ النساء ، وإنّه يمدح تارة ويذمّ اُخرى . فمن الأوّل  :

             1 ـ قال رسول الله (صلى الله عليه وآله)  : اُحبّ من دنياكم ثلاث  : الطيب ، والنساء وقرّة عيني الصلاة .

             2 ـ عن الإمام الصادق (عليه السلام) ، قال  : العبد كلّما ازداد في النساء حبّاً ازداد في الإيمان فضلا .

             3 ـ وعنه (عليه السلام)  : من أخلاق الأنبياء (عليهم السلام) حبّ النساء .

             فمثل هذا الحبّ الذي يكون مقدّمة للصلاة ، كما أنّ التطيّب كذلك ، فإنّه بلا شكّ يكون ممدوحاً ، بل ممّا يزيد في الإيمان فضلا ، وأ نّه من أخلاق الأنبياء ، وأمّا حبّ النساء مجرّداً عن كونه مقدّمة للعمل الصالح ، فإنّه ممّا يوجب الفتنة ، ويكون مذموماً ، كما يكون منشأ للذنوب ومن جذورها كما ورد في الخبر الشريف  : ستّة اُمور كانت سبباً للذنب ، منها  : حبّ النساء .

             4 ـ قال أمير المؤمنين (عليه السلام)  : الفتن ثلاث  : حبّ النساء وهو سيف الشيطان ، وشرب الخمر وهو فخّ الشيطان ، وحبّ الدنانير والدرهم وهو سهم الشيطان ، فمن أحبّ النساء لم ينتفع بعيشه ، ومن أحبّ الأشربة حرمت عليه الجنّة ، ومن أحبّ الدينار والدرهم فهو عبد الدنيا([144]) .

             فجعل مثل هذا الحبّ في عرض حبّ شرب الخمر ، وبهذا القياس يعلم
مدى خطورة حبّ النساء .

             5 ـ قال رسول الله (صلى الله عليه وآله)  : أوّل ما عصي الله تبارك وتعالى بستّة خصال  : حبّ الدنيا ، وحبّ الرئاسة ، وحبّ الطعام ، وحبّ النساء ، وحبّ النوم ، وحبّ الراحة([145]) .

             فلا تعارض بين الروايات حينئذ لو كان الحبّ من جهتين وباعتبارين ، وفي التضادّ يشترط وحدة الجهة والاعتبار ، فحبّ النساء منه ما هو ممدوح ومنه ما هو مذموم .

             6 ـ عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، قال  : إنّ المرأة خلقت من الرجال وإنّما همّتها في الرجال ، فأحبّوا نساءكم ، وإنّ الرجل خلق من الأرض فإنّما همّته في الأرض([146]) .

             7 ـ عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، قال  : كلّ من اشتدّ لنا حبّاً اشتدّ للنساء حبّاً ولحوّاء([147]) .

             8 ـ قال رسول الله (صلى الله عليه وآله)  : اُعطينا أهل البيت سبعة لم يعطهن أحد كان قبلنا ولا يعطاهنّ أحد بعدنا  : الصباحة ، والفصاحة ، والسماحة ، والشجاعة ، والعلم ، والحلم ، والمحبّة في النساء([148]) .

             9 ـ الكافي([149]) ، بسنده ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، قال  : ما أظنّ رجلا يزداد في هذا الأمر خيراً إلاّ ازداد حبّاً للنساء .

             أراد بهذا الأمر  : التشيّع ومعرفة الإمام([150]) أو قبول ولايتهم .

             10 ـ الفقيه([151]) ، بسنده عن أبي العباس ، قال  : سمعت الصادق (عليه السلام) يقول  : العبد كلّما ازداد للنساء حبّاً ازداد في الإيمان فضلا .

             11 ـ المصدر نفسه ، عن معمر بن خلاّد ، قال  : سمعت عليّ بن موسى الرضا  (عليه السلام) يقول  : ثلاث من سنن المرسلين  : العطر ، وإحفاء الشعر ، وكثرة الطروقة .

             12 ـ الكافي([152]) ، بسنده عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، قال  : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله)  : جعل قرّة عيني في الصلاة ، ولذّتي من الدنيا النساء ، وريحانتي الحسن والحسين  (عليهما السلام) .

             13 ـ المصدر نفسه ، بسنده عن بعض أصحابنا ، قال  : سألنا أبو عبد الله (عليه السلام) : أيّ الأشياء ألذّ  ؟ قال  : فقلنا غير شيء ، فقال هو (عليه السلام)  : ألذّ الأشياء مباضعة النساء .

             (المباضعة ) المجامعة والمقاربة الجنسية من حلال ونكاح شرعي .

             14 ـ المصدر ، بسنده عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، قال  : ما تلذّذ الناس في الدنيا والآخرة بلذّة أكثر لهم لذّة من النساء ، وهو قول الله عزّ وجلّ  : (  زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالبَنِينَ  )([153]) ، إلى آخر الآية ، ثمّ قال  : وإنّ أهل الجنّة ما  يتلذّذون بشيء من الجنّة أشهى عندهم من النكاح لا طعام ولا شراب .

             15 ـ الفقيه([154]) ، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله)  : ما رأيت من ضعيفات الدين وناقصات العقول أسلب لذي لبّ منكنّن .

             أقول  : يظهر من مجموع الروايات الشريفة أنّ حبّ النساء يعني حبّ الزوجة بالخصوص لا مطلق النساء كما هو واضح ، ويتولّد من هذا الحبّ شدّة القرب والانسجام الروحي ، ومن ثمّ التلاؤم الجسدي وكثرة الطروقة والمباضعة ، فإنّه ممّـا يزيد في المحبّة لو كان محفوفاً بالآداب والمقدّمات كما ورد في الروايات الشريفة ، وسويف يعلم ذلك من خلال ما جاء في هذا الكتاب .


النساء الفاضلات

             الإنسان بطبيعته يميل إلى الحَسن والجميل ، فإنّ حبّ الحُسن والجمال من  الغرائز الإنسانية . فيبحث أوّلا في كلّ شيء عن أفضله وأحسنه وأجمله ، وربما يخطأ في المصاديق وربما يلتبس عليه المفاهيم ، وفي قصّة الزواج يبحث عن أفضل النساء ، والإسلام أشار إلى ذلك ولم يغفل هذا الجانب في حياة الإنسان ، فعرّف النساء الفاضلات ، وهذا يعني على أنّ النساء عليهن أن يتحلّين بهذه الفضائل أيضاً حتّى يقصدونهنّ ، ويكونن من المباركات .

             وهذه الفضائل منها ذاتية ومنها كسبيّة ، وربما الكسبيّات تعوّض عن الذاتيات وتملأ الفراغ حينئذ ، وهذا يشير أنّ على النساء الاهتمام بكسب الفضائل الأخلاقية والاُمور المعنوية .

             والإسلام يولّي الجانب الأخلاقي في انتخاب الزوج أهمّية فائقة . فالتقوى والإيمان وهما المقياس الأساس ، لا المال والثروة والجمال فمن يجعل الزواج مشروعاً خاضعاً لاعتبارات فارغة وجوفاء من قبيل الثروة والجمال الظاهري والجاه إنّما يرتكب ـ  بنظر الإسلام  ـ خطأً كبيراً لأنّ كلّها إلى الفناء والزوال ، وإنّما الثابت والمحكوم بالبقاء الخلق الرفيع والإيمان العميق والتقوى والعفّة والطهر والصفات الحميدة التي هي مظهر أسماء الله وصفاته فهي تبقى ببقاء الله السرمدي ، فهي دعائم ثابتة لا تحرّكها العواصف ولا تهتزّ مع تقلّبات الزمن والزواج من شعب الخلّة والصداقة ، والأخلاّء بعضهم لبعض ـ  يوم القيامة  ـ عدوّ إلاّ المتّقون ، فالصداقة ومنها الزواج الذي تبتنى على أساس التقوى من أوّل يوم هو أحقّ بالبقاء ، وتتصّل الدنيا بالآخرة ، وتكون زوجة المرء أجمل من حور العين في ربوع الجنان . فالجسد يفنى وتبقى الروح حتّى يرجع الجسد مرّة اُخرى يوم القيامة ليتمّم الإنسان ـ  المرأة والرجل  ـ مرّة اُخرى بما حملوا من الإيمان والعمل الصالح والأخلاق الحسنة ، فعلى النساء كسب الفضائل ومحاسن الأخلاق .

             ولا يصحّ للرجل أن يكون همّه في الزواج أن يقترن بامرأة ذات جمال فاتن أو ثراء طائل أو من اُسرة تتمتّع بجاه دنيوي أو من عائلة ذات مركز وسلطان ، من غير أن يهتمّ بخلقها ودينها وفضائلها ، فإنّ مثل ذلك الزواج يكون فاشلا ومثل تلك الزوجة قلّما تصلح معها الحياة الزوجيّة حيث يسدل جمالها أو جاهها أو أموالها الستار على الكثير من العيوب التي سرعان ما تنكشف فتجعل من حياتهما جحيماً لا ينفع معها إلاّ الفراق والطلاق . فإنّه إذا تزوّج الرجل المرأة لجمالها أو لمالها ـ  كما ورد في الحديث الشريف  ـ اُوكل إلى ذلك ، وإذا تزوّجها لدينها رزقه الله المال والجمال ... إيّاكم وخضراء الدّمن  : المرأة الحسناء في منبت سوء ، أي البيئة السيّئة التي تنشأ المرأة فيها ، فلا بدّ من اختيار شريك الحياة الصالح سواء من جانب الرجل أو جانب المرأة ، وإنّ الاُسرة الصالحة هي حجر الزاوية في بناء المجتمع السليم أو اللبنة الأساسيّة التي يتوقّف عليها صلاح هذا البناء .

             ولا يمكن الاستغناء عن الزواج ، فإنّه الطريقة الطبيعيّة وسنّة الحياة التي يحفظ بها النوع البشري وما يتبعه من النظم الاجتماعيّة . كما من الاُمور الفطرية والغرائز الإنسانية التي لا يمكن أن يتغافل عنها أو يلغيها هو إشباع الغريزة الجنسيّة ، ولا يمكن كبتها لأنّ كبتها يؤدّي إلى إرباك الحياة الإنسانية ، وإلى الانحرافات الجنسية التي تؤدّي إلى انحطاط المجتمع واضمحلاله ، وإلى غضب الله وسخطه . كما يبتلى الإنسان حينئذ بأضرار نفسية وصحّية وعقلية ، كما ينتهي إلى ضياع الأنساب وما شابه ذلك ، فالحاجة إلى الزواج حاجة فطريّة ضرورية ، بالزواج يتكامل الإنسان ويرتقي المدارج وينال الفضائل ويحلّق في سماء المكارم ويحصل على سعادة الدارين .

             فهيّا بنا إلى المدينة الفاضلة التي رسمها لنا الإسلام ، إلى مكارم الأخلاق ـ  رجالا ونساءً  ـ فلا بدّ لهنّ من كسب الفضائل والمحامد ، وأن يغيّرن ما بأنفسهنّ من الأخلاق الذميمة ، فإنّهنّ أصناف كما أنّ الرجال كذلك ، والروايات تشير إلى ذلك بوضوح ، وإليك بعض الفضائل والنماذج من النسوة الصالحات  :

             1 ـ أصبحهنّ وجهاً وأقلّهن مهراً  :

             1 ـ قال النبيّ (صلى الله عليه وآله)  : أفضل نساء اُمّتي أصبحهنّ وجهاً وأقلّهن مهراً .

             2 ـ روي من بركة المرأة قلّة مهرها ، ومن شؤمها كثرة مهرها .

             3 ـ قال النبيّ (صلى الله عليه وآله)  : تزوّجوا الزرق ، فإنّ فيهنّ البركة .

             وفي آخر  : فإنّ فيهنّ يُمناً .

             2 ـ قلّة المؤونة وتيسير الولادة  :

             4 ـ عن الإمام الصادق (عليه السلام) ، قال  : من بركة المرأة قلّة مؤونتها وتيسير ولادتها ، ومن شؤمها شدّة مؤونتها وتعسير ولادتها .

             5 ـ وعنه (عليه السلام) ، قال  : الشؤم في ثلاثة أشياء  : في الدابّة ، والمرأة ، والدار ، فأمّا المرأة فشؤمها غلاء مهرها وعُسر ولادتها ، وأمّا الدابّة فشؤمها قلّة حبلها وسوء خلقها ، وأمّا الدار فشؤمها ضيقها وخبث جيرانها .

             3 ـ أصناف النساء في أخلاقهن المحمودة  :

             6 ـ قال الصادق (عليه السلام)  : النساء أربعة أصناف  : فمنهن ربيع مربع ، ومنهن جامع مجمع ، ومنهن كرب مقمع ، ومنهم غلّ قُمّل . فأمّا الربيع المربع ، فالتي في حجرها ولد وفي بطنها آخر ، والجامع المجمع  : الكثيرة الخير المحصنة ، والكرب المقمع  : السيّئة الخلق مع زوجها ، وغلّ قمّل  : هي التي عند زوجها كالغلّ القمّل وهو غلّ من جلد يقع فيه القمّل ، فيأكله فلا يتهيّأ أن يحلّ منه شيئاً وهو مثل للعرب .

             وبهذا الخبر الشريف نعرف أحوال النساء ، فأفضلهنّ من كنّ في حجرها مولود ترضعه وفي بطنها آخر تنتظر قدومه ، وهذا يدلّ على كثرة النسل وتحبيذه ، ومن ثمّ قال النبيّ (صلى الله عليه وآله)  : « تناكحوا تناسلوا ، فإنّي اُباهي بكم الاُمم ولو بالسقط » ، ومن النساء من تحفظ كرامة زوجها وتحصن نفسها عن الأجانب ، وإنّها كثيرة الخير حسنة الأخلاق ، فهذه من النساء الفاضلات أيضاً ، وأمّا سيّئة الخلق مع زوجها تؤذيه بأعمالها ولسانها ، ولا تحفظه في غيبته وماله ، فهذا كرب ومصيبة عظمى تقمع الحياة والاُسرة ، والطامة الكبرى لو كانت كالأغلال ، وكالغلّ الذي يقع فيه القمّل فيأكله ولا يأتي بدله شيئاً ، فالحياة في نقص وعدم .

             7 ـ عن داود الكرخي ، قال  : قلت لأبي عبد الله (عليه السلام)  : إنّ صاحبتي هلكت ( أي زوجتي ماتت ) وكانت موافقة وقد هممت أن أتزوّج ، فقال  : اُنظر أين تضع نفسك ومن تشركه في مالك وتطلعه على دينك وسرّك وأمانتك ، فإن كنت لا بدّ فاعلا فبكراً تنسب إلى الخير وإلى حسن الخلق .

ألا إنّ النساء خُلِقْنَ شتّى *** فنهنّ الغنيمة والغرامُ

ومنهنّ الهلال إذا تجلّى *** لصاحبه ومنهنّ الظلامُ

فمن يظفر بصالحهنّ يسعد *** ومن يغبن فليس له انتظامُ

             وهنّ ثلاث  : فامرأة ولود ودود ، تعين زوجها على دهره وتساعده على دنياه وآخرته ولا تعين الدهر عليه ، وامرأة عقيم لا ذات جمال ولا خُلق ولا تعين زوجها على خير ، وامرأة صخّابة ، ولاّجة ، خرّاجة ، همّـازة ، تستقلّ الكثير ولا تقبل اليسير .

             هذا الخبر الشريف من روائع الأخبار ، يكشف عن حقائق النساء وأحوالهنّ وأخلاقهنّ في الحياة الزوجية ، نستخلص منه النقاط التالية  :

             1 ـ المرأة ظرف الرجل ( أين تضع نفسك ) ، فلا بدّ أن يكون الظرف نظيفاً حتّى يبقى الماء نظيفاً .

             2 ـ المرأة شريكة الحياة ( ومن تشركه في مالك ) .

             3 ـ المرأة صندوق الأسرار ، فمن المحبّذ أن يستر الإنسان ذهبه ومذهبه وذهابه ، كما ورد في الخبر الشريف ، كما يستعان على الأعمال بالكتمان ، فمن أراد صاحباً في الحياة لا بدّ أن يبحث عمّن لا تخونه في أماناته وتحفظ سرّه ومذهبه ودينه ، فإنّه ربما يكون في حكومة ظالم يحتاج إلى كتمان عقيدته ومبادئه ، فلو كانت الزوجة غير أمينة ، فإنّها تكشف أسرار زوجها ، وتدخله في متاهات الظالم ، وكذلك إذا كانت جاهلة وغبيّة .

             4 ـ خير النساء الباكر ، وإنّها من أهل الخير والإحسان وحسن الخلق ، فمن النساء غنيمة في الحياة ، ومنهن جريمة وغرام ، ومنهن كالهلال يشار إليها بالبنان وتضيء سماء الحياة الزوجية ومنهن كالظلام ، والسعيد كلّ السعيد من يظفر بالصالحات الفاضلات ، وإلاّ فحياته تعيسة لا نظم فيها ولا انتظام .

             5 ـ خير النساء الولود ، ويعرف ذلك غالباً من نساء أقربائها ، كما خير النساء الودود تحبّ زوجها وأولادها وتودّهم وتتعامل معهم بعطف وحنان ، وتعين زوجها على صعوبة الحياة وتساعده على اُمور دينه ودنياه وآخرته ، ولا تحمل عليه ما فوق طاقته ، فتوقعه في عسر وحرج وتعين الدهر عليه ، بل تخفّف من عاتقه مشاكل الحياة ، ولا تزيد في الطين بلّة .

             6 ـ وشرّ النساء المرأة العقيم ، التي لا تلد ولا جمال لها حتّى يرتاح إليها زوجها ، كما لا خلق حسن كي تعوّض عن نقصها ، بل لا تعين زوجها على خير ، وهذا يعني أنّ المرأة بحكم المعاون للرجل في حياتهما الزوجية .

             7 ـ وأكثر النساء شرّاً  : سيّئة الأخلاق الصخّابة ، أي شديدة الصوت والصياح عند الخصام ، والولاّجة أي كثيرة الولوج أي الدخول والخروج وإنّها فضولية في كلّ شيء وفي ما لا يعنيها ، والخرّاجة أي تخرج كثيراً وتبذّر أموال زوجها وتسرف في مأكلها وملبسها وفي أشياء تافهة في الحياة على حساب زوجها . الهمّـازة  : التي تعيب الناس وتستغيبهم ، وويل لكلّ هُمزة لُمزة . فالعيش مع مثل هذه المرأة إنّما هو العيش في جهنّم ، فما أقبح هذه المرأة التي تستقلّ الكثير ، فكلّما ينفق عليها زوجها تراه قليلا وتستحقره ولا تشكره ، بل تعيبه وتستقلّه ، ولا تقبل اليسير .

             8 ـ قال أمير المؤمنين (عليه السلام)  : تزوّج عيناء سمراء عجزاء مربوعة ، فإن كرهتها فعليّ الصداق .

             الصفات الظاهرية والجمال الظاهري ربما ينبئ عن الصفات الباطنية والجمال الباطني ، فالأمير (عليه السلام) يعطينا بعض الصفات التي تدعو الرجل إلى الزواج ، فإذا أردت أن تختار المرأة الصالحة ، وأردت أن تعرفها من ظاهرها فتزوّج العيناء  : أي الحسنة العين والتي عظم سواد عينها في سعة ، والسمراء  : أي التي لونها بين السواد والبياض . والعجزاء  : التي كانت عظيمة العجيزة . والمربوعة  : وهي وسيطة القامة لا طويلة ولا قصيرة . فإنّ الرجل سوف يحظى ببغيته لو تزوّج بمثلها وإنّه لا يكرهها ، حتّى يتحدّى الأمير (عليه السلام) أ نّه لو كرهها فإنّه يدفع صداقها ومهرها ، وهذا كناية عن عدم الإكراه على كلّ حال .

             9 ـ عن الأمير (عليه السلام)  : من أراد الباءة فليتزوّج بامرأة قريبة من الأرض بعيدة ما بين المنكبين سمراء اللون ، فإن لم يحظ بها فعليّ مهرها .

             10 ـ من أمالي الشيخ أبي جعفر بن بابويه ، عنه (عليه السلام) ، قال  : عقول النساء في جمالهن ، وجمال الرجال في عقولهم .

             العقل جوهرة ربانية منحها الله للرجال والنساء ، وبهذا العقل كلّفهم بتكاليف شرعيّة ، وهو على أقسام وله تعاريف كثيرة([155]) ، ومنها العقل العرفي والاجتماعي والسياسي الذي به يدير الإنسان دفّة الحياة الاجتماعية والسياسية ، فمثل هذا العقل المدير والمدبّر أودعه الله أوّلا في الرجال ، وعلى ضوئه أعطاهم بعض المسؤوليات الثقيلة فزادت عقولهم على عواطفهم ، بخلاف النساء فمن أجل حضانة الأطفال وتربيتهم وافتقارهم إلى حنان الاُم أكثر من حنان الأب ، أودع الله فيهن العاطفة وزادت على عقولهن ، وهذا من مصاديق ( الرجل يكمّل المرأة ، والمرأة تكمّل الرجل ) ، وكلّ واحد يحتاج إلى الآخر من أجل تكوين الاُسرة ونظامها الناجح وحياتها السعيدة . وفي هذا المضمار نقول  : لا فضل لأحدهما على الآخر ، بل كلّ واحد لو عمل بمسؤولياته وما أعطاه الله سبحانه فإنّه الأفضل سواء الرجل أو المرأة ، فإنّ أكرمكم عند الله أتقاكم ، فإعطاء العقل المدير للرجل لا يعني على أ نّه أفضل من المرأة ، فجمال الرجال في عقولهم ، لأ نّهم يضعون الأشياء في مواضعها فتكون الحياة سعيدة وجميلة ، وعقول النساء في جمالهن ، فإنّ جمالهن له قسط واسع في حياة الرجل والارتياح النفسي ، والجمال هنا أعمّ من الجمال الظاهري والباطني ، فالعمدة أن تكون المرأة ممّن لو نظرت إليها سرّتك بأخلاقها وجمالها الباطني حتّى لو فقدت الجمال الظاهري .

             11 ـ كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذا أراد أن يتزوّج امرأة بعث إليها من ينظر إليها ، وقال  : شمّ ليتها ، فإن طاب ليتها طاب عرفها ، وإن درم كعبها عظم كعثبها .

             لا شكّ أنّ النظافة في كلّ شيء لا سيّما في الحياة الزوجيّة من العوامل المهمّة في إدامة الحياة بهناء وسعادة ، فإنّ المرأة لتحبّ الرجل النظيف ، كما أنّ الله نظيف ويحبّ النظافة ، وإنّ النظافة من الإيمان ومن سنن الأنبياء ، وكذلك الرجل ليحبّ المرأة النظيفة الطيّبة الرائحة ، والرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) اُسوتنا وقدوتنا ليحبّ المرأة طيّبة الليت وهو صفحة العنق ، فإن طاب ليتها طاب عرفها ، والعرف  : الريح الطيّب ، وألذّ اللذائذ المادية في الحياة الجنسية هو الجماع ، وممّـا يزيد في الشهوة ولذّة الجماع عظم الكعثب أي الفرج ، ومن علائم ذلك درم الكعب أي كثير لحم  كعبها ، يقال  : امرأة درماء إذا كانت كثيرة لحم القدم والكعب . وهذا يعني أنّ بعض العلائم الظاهرية تدلّ على البواطن .

             12 ـ قال عليّ بن الحسين (عليه السلام)  : خير نسائكم الطيّبة الريح ، الطيّبة الطعام ، التي إن أنفقت أنفقت بمعروف ، وإن أمسكت أمسكت بمعروف ، فتلك من عمّـال الله ، وعامل الله لا يخيب ويندم .

             هذا الحديث الشريف يشير إلى حقيقة ناصعة ، وهي أنّ بعض النساء من جند الله وحزبه وعمّـاله ، فما أعظم هذه المرأة التي تنسب إلى الله سبحانه ، وتكون عاملة له عزّ وجلّ في أرضه ، فتحمل هذا الوسام العظيم ، لو كانت طيّبة الريح وطيّبة الطعام ، وفوق ذلك هي التي إن أنفقت أنفقت بمعروف من دون إسراف وتبذير وتضييع لمال الزوج ، وإن أمسكت أمسكت بمعروف من دون تفريط ، أي امرأة معتدلة تتعامل في العطاء والإمساك بلا إفراط ولا تفريط ، فتلك من عمّـال الله ، ومن الواضح المعلوم أنّ عامل الله لا يخيب في حياته ولا يندم على ما يفعل ، لأنّ ما فعله كان بحكمة وعقل وتدبير ، ومثل هذه المعاملة الإلهية لها أوصاف اُخرى .

             13 ـ فعن رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، قال  : ألا اُخبركم بخير نسائكم  ؟ قالوا  : بلى . قال  : إنّ خير نسائكم الولود الودود الستيرة ـ  أي المستورة التي لا يراها الأجانب  ـ العفيفة ـ  في عرضها وكلامها وحياتها وحجابها  ـ العزيزة في أهلها ، الذليلة مع بعلها ـ  وهذان وصفان مهمّان في حياة المرأة ، فمن ذاقت العزّة في بيت أبيها ، وهذا يعني أنّ على الوالد أن يعزّ بناته فلا يحتقرهن لا سيّما أمام الأولاد الذكور ، بل يتعامل مع بناته بلطف وإحسان كما سنذكر تفصيل ذلك إن شاء الله  ـ فالمرأة التي كانت عزيزة في بيت والدها ، لا تبيع الغالي مع زوجها ، بل تأخذ جانب الذلّة يعني التواضع والرفق مع بعلها ، وكلّما ازدادت تواضعاً لبعلها أحبّها وأكرمها وأعزّها ودافع عنها وصانها من كلّ حادث ، أمّا إذا تكبّرت وشمخت على بعلها ، فإنّه يستصغرها ويستحقرها ولا يعيرها أهمية ، بل يفوّض أمرها إليها ، وربما يخذلها ليثبت لها أ نّها ضعيفة في الحياة ، ومن ثمّ تنهدم حياتهما المشتركة ، فلا يكون الزوج حينئذ شريك الحياة المدافع والناصح .

             ثمّ قال الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله)  : « المتبرّجة مع زوجها الحصان على غيره » ، أي أمام الزوج تخلع ما عليها لتثير شهوته ويلتذّان من حياتهما الزوجية ، فلا تحتجب عنه بتوهّم أن تكون عنده عزيزة كما يتحدّثن النساء فيما بينهن ويعلمن أحداهما الاُخرى بأن تمتنع عن زوجها ، بل الرسول أدرى بالحقائق والواقعيات فواقع الحياة الزوجية الناجحة والهادئة والسعيدة تلك التي تتواضع الزوجة لزوجها ، كما على الزوج أن يراعي حقوقها ومشاعرها وأحساسيها ، كما  سنذكر تفصيل ذلك ، فتتبرّج له وتصون نفسها عن غيره « التي تسمع قوله وتطيع أمره ، وإذا خلا بها بذلت له ما أراد منها ولم تتبذّل له تبذّل الرجل » أي لم  تترك الزينة ، بل تتزيّن وتتطيّب بالعطور الجذّابة ثمّ تبذل له ما يريد حتّى تكفيه فلا يركض وراء النساء جائعاً ولعاً ، بل قد أشبعت غريزته الجنسية من الحلال ومن امرأة صالحة تسرّه إذا نظر إليها ، وبعد ذلك لو عرضت عليه أجمل نساء العالم فإنّه لا ينظر إليهن بطرفة عين ، ومن ثمّ تكون زوجته الصالحة عنده أجمل من حور العين .

             14 ـ قال الإمام الصادق (عليه السلام)  : ما استفاد امرئ بعد الإسلام أفضل من زوجة مسلمة ، تسرّه إذا نظر إليها ، وتطيعه إذا أمرها وتحفظه إذا غاب عنها في نفسها ومالها .

             فهذه المرأة تعدّ بعد الدين الإسلامي من أفضل الفوائد ومن أتمّ النعمة ، ولا يلقّاها إلاّ ذو حظٍّ عظيم ، فما أروع الحياة أن يعيش الإنسان مع عاملة من عمّال الله ، تعرف ما يجب عليها وتؤدّي وظيفتها كما هي وتخاطب زوجها بما  يرضي ربّها ، فتنال الأجر العظيم والمقام الجسيم ، جنّات عدن اُعدّت للمتّقين والمتّقيات .

             15 ـ جاء رجل إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال  : إنّ لي زوجة إذا دخلت تلقّتني ، وإذا خرجت شيّعتني ، وإذا رأتني مهموماً قالت  : ما يهمّك ، إن كنت تهتمّ لرزقك  فقد تكفّل به غيرك ، وإن كنت تهتمّ بأمر آخرتك فزادك الله همّاً ، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله)  : بشّرها بالجنّة ، وقل لها  : إنّك عاملة من عمّـال الله ، ولكِ في كلّ يوم أجر سبعين شهيداً ، وفي رواية  : إنّ لله عزّ وجلّ عمّـالا ، وهذه من عمّـاله ، لها  نصف أجر الشهيد . وأجر الشهيد كما ورد في الخبر الشريف عظيم جدّاً ، فإنّ الشهداء أحياء عند ربّهم يرزقون ، فرحون بما آتاهم الله من فضله ، وما أن تسقط القطرة الاُولى من دمه على الأرض إلاّ غفر الله له كلّ ذنب أذنبه ويدخله الجنّة بغير  حساب .

             فمثل هذه المرأة اللبيبة والمؤمنة التي تعين زوجها على دنياه وآخرته ، تكون من عمّـال الله ولها أجر سبعين شهيداً ، وهي تكون أجمل وأفضل من الحور العين .

             16 ـ عن الصادق (عليه السلام) ، قال  : الخيرات الحسان من نساء أهل الدنيا هنّ أجمل من الحور العين .

             ومثل هذه تبشّرها الملائكة بالجنّة ، وتدخلها من أيّ باب شاءت .

             17 ـ عن جابر ، قال  : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله)  : إذا صلّت المرأة خمسها ، وصامت شهرها ، وأحصنت فرجها ، وأطاعت بعلها ، فلتدخل من أيّ أبواب الجنّة شاءت .

             18 ـ وقال (صلى الله عليه وآله)  : أي امرأة أعانت زوجها على الحجّ والجهاد أو طلب العلم ، أعطاها الله من الثواب ما يعطي امرأة أيوب (عليه السلام) .

             فإنّها المرأة الصابرة التي ضرب الله المثال بصبرها وقد وعد الصابرين والصابرات جنّات عرضها السماوات والأرض ، فمن تعين زوجها على قضايا الجهاد في سبيل الله أو أداء مناسك الحجّ أو طلب العلم ـ  وهذه بشرى لنساء أهل  العلم  ـ فإنّ الله يعطيها من الثواب أي الجنّات ما يعطي امرأة أيوب على صبرها على أذى ومرض زوجها .

             فمن العوامل التي تجعل الحياة الزوجية حياة سعيدة الصبر وعدم الغضب ، بل تتفانى الزوجة في إرادة زوجها وتجعل يدها بيده لحلّ مشاكل الحياة وصعوبة المعيشة .

             19 ـ عن الإمام الصادق (عليه السلام) ، قال  : خير نسائكم التي إن غضبت أو اُغضبت قالت لزوجها  : يدي في يدك ، لا أكتحل بغمض حتّى ترضى عنّي .

             فهدفها في الاُسرة أن ترضي زوجها ، لأ نّها تعلم أنّ رضا الله في رضا الزوج ، فيما إذا كان مؤمناً وصالحاً يريد ما أراده الله سبحانه .

             فلا بدّ للرجل المؤمن أن يختار من النساء خيارهن ، وكذلك النساء يخترن من الرجال خيارهم ، فإنّ الطيّبين للطيّبات والخبيثين للخبيثات ، والجنس مع الجنس يميل . والطيور على أشكالها تقع ، ومع هذا فإنّ الأئمة (عليهم السلام) في بعض الموارد أشاروا إلى أصناف النساء وتأثيرهن على الأولاد في صفاتهم .

             20 ـ عن الصادق (عليه السلام) ، قال  : الشجاعة لأهل خراسان ، والباءة في أهل البربر ، والسخاء والحسد في العرب ، فتخيّروا لنطفكم .

             21 ـ عن الصادق ، عن أبيه (عليهما السلام) ، قال  : ما أفاد عبد فائدة خيراً من زوجة صالحة إذا رآها سرّته ، وإذا غاب عنها حفظته في نفسها وماله([156]) .

             22 ـ عن الصادق ، عن أبيه (عليهم السلام) ، قال  : إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال  : إنّ من سعادة المرء المسلم أن يشبهه ولده ، والمرأة الجملاء ذات دين ، والمركب الهنيء ، والمسكن الواسع([157]) .

             23 ـ قال أبو عبد الله (عليه السلام)  : ثلاثة هي من السعادة  : الزوجة المؤاتية ، والولد البارّ ، والرزق يرزق معيشة يغدو على صلاحها ويروّح على عياله .

             24 ـ قال رسول الله (صلى الله عليه وآله)  : الدنيا متاع وخير متاعها الزوجة الصالحة .

             وبمثل هذه المرأة الصالحة المطيعة والمؤاتية تقرّ العيون وتفرح القلوب ، والعبد المؤمن يطلب من الله ذلك كما في قوله تعالى  :

             (  وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّـنَا هَبْ لَـنَا مِنْ أزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أعْيُن وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إمَاماً  )([158]) .

             25 ـ ومن النساء الفاضلات في قوله تعالى  :

             (  عَسَى رَبُّهُ إنْ طَـلَّـقَكُنَّ أنْ يُـبْدِلَهُ أزْوَاجاً خَيْراً مِنْكُنَّ مُسْلِمَات مُؤْمِنَات قَانِتَات تَائِـبَات عَابِدَات سَائِحَات ثَـيِّـبَات وَأبْكَاراً  )([159]) .

             26 ـ عن الرضا (عليه السلام) ، عن آبائه (عليهم السلام) ، قال  : قال أمير المؤمنين (عليه السلام)  : خير نسائكم الخمس . فقيل  : وما الخمس  ؟ قال  : الهيّنة الليّنة المواتية التي إذا غضب زوجها لم تكتحل بغمض ـ  أي لا تنام  ـ حتّى يرضى ، والتي إذا غاب زوجها حفظته في غيبته ، فتلك عاملة من عمّـال الله لا تخيب([160]) .

             27 ـ عن عبد الله بن سنان ، عن بعض أصحابنا ، قال : سمعت أبا عبد الله (عليه السلام)يقول  : إنّما المرأة قلادة ، فانظر ما تتقلّد ، وليس لامرأة خطر لا لصالحهنّ ولا لطالحهن ، فأمّا صالحتهن فليس خطرها الذهب والفضّة ، هي خير من الذهب والفضّة ، وأمّا طالحتهن فليس خطرها التراب ، التراب خير منها([161]) .

             28 ـ قال النبيّ (صلى الله عليه وآله)  : خير نساء ركبن الإبل نساء قريش ، أحناهن على زوج .

             29 ـ وفي فقه الرضا (عليه السلام)  : واعلم أنّ النساء شتّى ، فمنهن الغنيمة والغرامة ، وهي المتحبّبة لزوجها والعاشقة له ، ومنهن الهلال إذا تجلّى ، ومنهن الظلام الحندس المقطبة ، فمن ظفر بصالحتهن يسعد ، ومن وقع في طالحتهن فقد ابتلي وليس له انتقام ، وهن ثلاث ، فامرأة ولود ودود تعين زوجها على دهره لدنياه وآخرته ، ولا تعين الدهر عليه ، وامرأة عقيمة لا ذات جمال ولا تعين زوجها على خير ، وامرأة صخّابة ولاّجة همّـازة تستقلّ الكثير ولا تقبل الكثير ، وإيّاك أن تغترّ بمن هذه صفتها ، فإنّه قال رسول الله (صلى الله عليه وآله)  : إيّاكم وخضراء الدمن . قيل  : يا رسول الله ، ومن خضراء الدمن  ؟ قال  : المرأة الحسناء في منبت سوء([162]) .

             قال الصدوق عليه الرحمة  : قال أبو عبيدة  : تراه أراد فساد النسب إذا خيف أن تكون لغير رشدة ، وإنّما جعلها خضراء الدمن تشبيهاً بالشجرة الناضرة في دمنة البقرة ، وأصل الدمن ما تدمنه الإبل والغنم من أبعارها وأبوالها ، فربما ينبت فيها النبات الحسن ، وأصله في دمنة ، يقول  : فمنظرها حسن أنيق ومنبتها فاسد ، قال الشاعر  :

وقد ينبت المرعى على دمن الثرى *** وتبقى حزازات النفوس كما هيا

             ضربه مثلا للرجل الذي يظهر المودّة وفي قلبه العداوة([163]) .

             30 ـ وقال (صلى الله عليه وآله)  : تزوّجوا الأبكار ، فإنّهن أطيب شيء أفواهاً ، وأذرش أخلافاً ، وأحسن شيء أخلاقاً ، وأفتح شيء أرحاماً ، أفتح أنعم وألين .

             31 ـ قال رسول الله (صلى الله عليه وآله)  : تزوّجوا الأبكار ، فإنّهن أعذب أفواهاً ، وأرتق أرحاماً ، وأسرع تعلّماً ، وأثبت للمودّة .

             32 ـ قال رسول الله (صلى الله عليه وآله)  : اختاروا لنطفكم ، فإنّ الخال أحد الضجيعين .

             33 ـ قال رسول الله (صلى الله عليه وآله)  : تزوّجوا السوداء الولود الودود ، ولا تزوّجوا الحسناء الجميلة العاقر ، فإنّي اُباهي بكم الاُمم يوم القيامة ، أوَ ما علمت أنّ الولدان تحت عرش الرحمن يستغفرون لآبائهم يحضنهم إبراهيم وتربّيهم سارة صلّى الله عليهما في جبل من مسك وعنبر وزعفران([164]) .

             34 ـ قال رسول الله (صلى الله عليه وآله)  : إذا أراد أحدكم أن يتزوّج المرأة فليسأل عن شعرها كما يسأل عن وجهها ، فإنّ الشعر أحد الجمالين([165]) .

             35 ـ عن فاطمة بنت الحسين ، عن أبيها الحسين بن علي ، عن أبيه عليّ ابن  أبي طالب (عليهم السلام) ، قال  : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله)  : من اُعطي أربع خصال فقد اُعطي خير الدنيا والآخرة وفاز بحظّه منهما  : ورع يعصمه من محارم الله ، وحسن خلق يعيش به في الناس ، وحلم يدفع به جهل الجاهل ، وزوجة صالحة تعينه على أمر
الدنيا والآخرة([166]) .

             36 ـ عن الصادق ، عن آبائه (عليهم السلام) ، قال  : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله)  : حسن البشر نصف العقل ، والتقدير نصف المعيشة ، والمرأة الصالحة أحد الكاسبين .

             37 ـ عن ربيعة بن كعب ، قال  : سمعت النبيّ (صلى الله عليه وآله) يقول  : من اُعطي خمساً لم يكن له عذر في ترك عمل الآخرة  : زوجة صالحة تعينه على أمر دنياه وآخرته ، وبنون أبرار ، ومعيشة في بلده ، وحسن خلق يداري به الناس ، وحبّ أهل بيتي .

             38 ـ نهج البلاغة  : قال أمير المؤمنين (عليه السلام)  : خيار خصال النساء شرار خصال الرجال  : الزهو والجبن والبخل ، فإذا كانت المرأة ذات زهو لم تمكّن من نفسها ، وإن كانت بخيلة حفظت مالها ومال بعلها ، وإذا كانت جبانة فرقت من كلّ شيء يعرض لها([167]) .

             39 ـ روي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال  : أخبروني أيّ شيء خيرٌ للنساء  ؟ فقالت فاطمة (عليها السلام)  : أن لا يرين الرجال ولا يراهن الرجال . فاُعجب النبيّ (صلى الله عليه وآله) وقال  : إنّ فاطمة بضعة منّي([168]) .

             40 ـ قال رسول الله (صلى الله عليه وآله)  : خير نسائكم التي إذا دخلت مع زوجها خلعت درع الحياء .

             41 ـ  قال الصادق (عليه السلام)  : خير نسائكم التي إن اُعطيت شكرت ، وإن مُنعت رضيت .

             42 ـ وقال (عليه السلام)  : خير نسائكم نساء قريش ألطفهن بأزواجهن ، وأرحمهن
بأولادهن ، المجون لزوجها ، الحصان لغيره . قلنا له  : وما المجون  ؟ قال  : التي لا تمتنع .

             43 ـ عن الرضا (عليه السلام) قال  : من سعادة الرجل أن يكشف الثوب عن امرأة بيضاء .

             44 ـ عن أبي عبد الله (عليه السلام)  : المرأة الجميلة تقطع البلغم ، والمرأة السوداء تهيّج المرّة السوداء .

             45 ـ عن أبي عبد الله (عليه السلام) أ نّه شكى إليه البلغم فقال  : ما لك جارية تضحكك  ؟ قال  : قلت  : لا . قال  : فاتّخذها فإنّ ذلك يقطع البلغم .

             46 ـ الفقيه بسنده ، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله)  : الناجي من الرجال قليل ، ومن النساء أقلّ وأقلّ ، قيل  : ولِمَ يا رسول الله  ؟ قال  : لأ نّهن كافرات الغضب ـ  أي عند الغضب تكفر بالنعم وبفضل الزوج  ـ مؤمنات بالرضا .

             47 ـ عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال  : مثل المرأة المؤمنة مثل الشامة في الثور الأسود .

             48 ـ قال رسول الله (صلى الله عليه وآله)  : إنّما مثل المرأة الصالحة مثل الغراب الأعصم الذي لا يكاد يقدر عليه ، قيل  : وما الغراب الأعصم الذي لا يكاد يقدر عليه  ؟ قال  : الأبيض إحدى رجليه .

             49 ـ عن أبي عبد الله (عليه السلام) أ نّه قال لامرأة سعد  : هنيئاً لكِ يا خنساء ، فلو لم يعطكِ الله شيئاً إلاّ ابنتكِ اُمّ الحسنين لقد أعطاكِ خيراً كثيراً، إنّما مثل المرأة الصالحة في النساء كمثل الغراب الأعصم في الغربان، وهو الأبيض إحدى رجليه([169]).

             50 ـ عن الثمالي ، عن أبي جعفر (عليه السلام) ، قال  : كان في بني إسرائيل رجل
عاقل كثير المال ، وكان له ابن يشبهه في الشمائل من زوجة عفيفة ، وكان له ابنان من زوجة غير عفيفة .

             فلّـا حضرته الوفاة قال لهم  : هذا مالي لواحد منكم . فلمّـا توفّي قال الكبير  : أنا ذلك الواحد ، وقال الأوسط  : أنا ذلك ، وقال الأصغر  : أنا ذلك . فاختصموا إلى قاضيهم ، قال  : ليس عندي في أمركم شيء ، انطلقوا إلى بني غنام الإخوة الثلاث ، فانتهوا إلى واحد منهم فرأوا شيخاً كبيراً ، فقال لهم  : ادخلوا إلى أخي فلان فهو أكبر منّي فاسألوه ، فدخلوا عليه فخرج شيخ كهل فقال  : سلو أخي الأكبر منّي ، فدخلوا على الثالث فإذا هو في المنظر أصغر ، فسألوه أوّلا عن حالهم ثمّ مبيّناً لهم فقال  : أمّا أخي الذي رأيتموه أوّلا هو الأصغر وإنّ له امرأة سوء تسوؤه وقد صبر عليها مخافة أن يبتلى ببلاء لا صبر له عليه فهرمته ، وأمّا الثاني أخي فإنّ عنده زوجة تسوؤه وتسرّه فهو متماسك الشباب ، وأمّا أنا فزوجتي تسرّني ولا تسوؤني لم يلزمني منها مكروه قط منذ صحبتني ، فشبابي معها متماسك ، وأمّا حديثكم الذي هو حديث أبيكم ، انطلقوا أوّلا وبعثروا قبره واستخرجوا عظامه وأحرقوها ثمّ عودوا لأقضي بينكم . فانصرفوا فأخذ الصبيّ سيف أبيه وأخذ الأخوان المعاول ، فلمّـا أن همّـا بذلك قال لهم الصغير  : لا تبعثروا قبر أبي وأنا أدع لكما حصّتي ، فانصرفوا إلى القاضي فقال  : يقنعكما هذا ، ائتوني بالمال ، فقال للصغير  : خذ المال ، فلو كانا ابنيه لدخلهما من الرقّة كما دخل على الصغير([170]) .


نساء السوء

             الإنسان ذلك الكائن الذي لا زال مجهولا في كثير من معالمه وعوالمه ، خلقه الله من روح وجسد ، وركّب فيه العقل الذي يدعوه إلى طاعة الله ، والنفس الأمّارة بالسوء ، فهو دائماً في صراع مرير بين الحقّ والباطل ، بين الخير والشرّ ، بين الفضيلة والرذيلة ، وهذا المعنى يجري في النساء كما يجري في الرجال ، فمنهن الفاضلات ونساء الخير ، ومنهن الطالحات ونساء السوء ، ولكلّ مواصفات وعلائم ، وعلى الجميع أن يهذّبوا أنفسهم ويكتسبوا الفضائل والمحامد ، ويسعوا في تخلية القلوب والنفوس من الصفات الذميمة ، ثمّ تحليتها بالصفات الحميدة والسجايا الفاضلة ، ثمّ تجلية ذلك حتّى يصلوا إلى قمّة الكمال ، قاب قوسين أو أدنى .

             والأئمة (عليهم السلام) أشاروا إلى نساء السوء وأخلاقهن ، كما ورد في القرآن الكريم في قصص الأنبياء وزوجتي نوح ولوط .

             قال الله تعالى  :

             (  يَا أ يُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إنَّ مِنْ أزْوَاجِكُمْ وَأوْلادِكُمْ عَدُوّاً لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ  )([171]) .

             1 ـ قال الإمام الصادق (عليه السلام)  : أغلب الأعداء للمؤمن زوجة سوء .

             فالزوجة سيّئة الذات وسيّئة الأخلاق وسيّئة المنظر هي من أعداء المؤمن ، تؤذيه ليل ونهار ، حتّى تسلب عقله ولبّه ، لما تحمل من قلّة الدين والحياء ونقصان العقل .

             2 ـ قال النبيّ (صلى الله عليه وآله)  : ما رأيت ضعيفات الدين ناقصات العقول أسلب لذي  لبّ منكنّ .

             ومثل هذه النسوة السيّئة تمنع المؤمن من عبادة الله كما يتمنّاه المؤمن .