وإذا غضب
الله على شخص يعني انتهت حياته ، وأصبحت دنياه وآخرته جحيماً وسعيراً ،
وأ نّه خسر الدنيا ، وله عذاب في الآخرة أليم ، وذلك هو الخسران
المبين .
4 ـ الاهتمام بداخل الدار ولوازم البيت :
فإنّ من
حقّ الزوج على الزوجة أن تهيّئ له الدار على أحسن ما يرام من نظافة البيت والطبخ
الجيّد والاستقبال والترحيب والابتسامة لرفع التعب عن كاهل الزوج ، بل وحتّى
تغسل يديه ورجله عند الرجوع من العمل أو الإدارة ، ثمّ لا تمنعه
من نفسها إذا رغب إليها إلاّ إذا كانت ذات علّة كأن تكون في أيام الحيض ، بل
في هذه الحالة هناك طرق شرعيّة لإفراغ شهوته كالتفخيذ .
18 ـ عن النبيّ (صلى الله عليه وآله) ،
قال : حقّ الرجل على المرأة إنارة السراج وإصلاح الطعام ، وأن
تستقبله عند باب بيتها فترحّب به ، وأن تقدّم إليه الطشت والمنديل
ـ كما كان من وسائل الزمان القديم ، ولكلّ زمان وسائله وآلاته
وأدبه الخاصّ كما هو واضح ، فإنّ المقصود بيان بعض الأمثلة
في الروايات الشريفة لا خصوص المورد ـ وأن توضئه ـ أي تغسل
يده ، فإنّ الوضوء لغةً بمعنى الغسل ـ وأن لا تمنعه نفسها إلاّ من
علّة .
5 ـ الاهتمام بأداء الحقوق :
المرأة
الصالحة والمؤمنة بالله واليوم الآخر هي التي تفكّر دائماً أن تعمل بتكليفها
ووظيفتها الشرعيّة من أداء الحقوق الإلهيّة وحقوق الزوج والعائلة ، فلا تنتظر
من بعلها أن يعمل بوظيفته الاُسروية ، وما يجب على ربّ البيت من
الحقوق ، فلا تريد المبادلة بالمثل ، بل تفكّر أن تؤدّي حقوق الزوج على
كلّ حال ، لأ نّها تعلم أ نّها بذلك تسعد وتفوز في الدنيا
والآخرة ، سواء عمل الزوج بوظائفه أو لم يعمل ، فالهدف هو أداء الوظيفة
والتكليف ، وهذا من معالي الهمم وأسنى الاُمور .
19 ـ قال النبيّ (صلى الله عليه وآله) : لا
تؤدّي المرأة حقّ الله عزّ وجلّ حتّى تؤدّي حقّ زوجها .
20 ـ وقال الإمام الصادق (عليه السلام) :
ولا شفيع للمرأة أنجح عند ربّها من رضا زوجها .
6 ـ الجماع :
عندما نرجع
إلى الآيات والروايات الشريفة نجد التأكيد الخاصّ على مسألة المقاربة
وآدابها ، وأنّ الجماع من الأركان الأساسية في الحياة الزوجية لما عند
الله من الحِكَم فى هذا الباب ، من بقاء النوع الإنساني ، وصفاء محيط
العائلة ، وإشباع الغريزة الجنسية ، ولمآرب اُخرى .
وكأ نّما
الجانب الرجولي قد لوحظ أكثر من الجانب النسوي في هذا المجال ، ربما لأنّ
الرجل هو صاحب النطفة ، وأ نّه أكثر انفتاحاً من المرأة لشدّة
حيائها ، فالرجل يطالب بالمقاربة مطلقاً في كلّ الحالات والأزمان ، إلاّ
ما خرج بالدليل كأيام الحيض ، بل وحتّى أيام الحيض يجوز له الاستمتاع ما دون
الفرج ، وإفراغ شهوته بأيّ نحو كان دون الإدخال في القُبل .
وعندما نرى
لسان الروايات في هذا الباب يتعجّب الإنسان من لزوم سرعة استجابة الزوجة لطلب
الزوج ، ولا يجوز لها أن تمتنع حتّى ولو كانت على جمل وفي الهودج ، أو
في عصرنا في السيّارة أو القطار أو أيّ مكان آخر يؤمن رؤية الآخرين .
فلا يصحّ
من الزوجة أن تسوّف عندما يطلب الزوج منها الجماع ، حتّى تنتهي شهوته ،
بل الشهوة ربما تأتي لدقائق فيميل الزوج إلى المجامعة ، فعلى الزوجة أن
تُهيّئ الظروف ، بأيّ حيلة وطريقة .
21 ـ عن الصادق (عليه السلام) ،
قال : إنّ امرأةً أتت رسول الله (صلى الله عليه وآله) لبعض
الحاجة ، فقال لها : لعلّك من المسوّفات
ـ وكأ نّما النبيّ هو يتعرّض بها ليعلّمها ما يجب
عليها ـ فقالت : يا رسول الله ، وما
المسوّفات ؟ فقال : المرأة يدعوها زوجها لبعض الحاجة فلا
تزال تسوّفه حتّى تنقضي حاجة زوجها فينام ، فتلك لا تزال الملائكة تلعنها
حتّى يستيقظ زوجها .
التسويف من
( سوف ) فعندما يطالب الرجل تقول زوجته سوف أفعل فتؤخّر حاجته
( وسوف للاستقبال البيعد والسين للاستقبال القريب كما في اللغة
العربيّة ) والتسويف كناية عن التأخير .
22 ـ عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) في حديث :
من حقّ الزوج ... وإن دعاكِ على قتب ـ ظهر الجمل ـ
تجيبيه .
23 ـ ومن وظيفة المرأة في كلّ ليلة يحلّ فيها المقاربة أن تفعل بما
سنّ لها النبيّ (صلى الله عليه وآله) في قوله :
لا يحلّ لامرأة أن تنام حتّى تعرض نفسها على زوجها ، تخلع ثيابها ،
وتدخل معه في لحافه فتلزق جلدها بجلده ، فإذا فعلت ذلك فقد عرضت نفسها .
ومعلوم أنّ
إلصاق الجلد والجسد بالزوج يولد الحرارة ، ومن ثمّ الشهوة والرغبة في
الرجل ، وهذا يعني أنّ المرأة هي التي تتحرّش بزوجها ، لينال منها ما ينال
الرجال من النساء ، كما تفعله الحمامة ، فكيف إذا طلب الزوج ذلك ،
فهل يحقّ لها أن تمنع ، بل تسوّف ذلك حتّى ينام ؟ !
هذا
بالنسبة إلى المرأة ، وأمّا الرجل فقد ورد في الحديث الشريف :
كثرة الطروق من سنن الأنبياء ، وهذا يعني استحباب الطروقة الكثيرة والمتكرّرة
في الظاهر ، إلاّ أ نّه ورد أيضاً : المؤمن ميّت
شهوته ، وجمعاً بين الخبرين نقول : إنّه إنّما يطرق لا
لنفسه ، بل ليدخل السرور على زوجته وليطفئ شهوتها ، فإنّها أكثر من
الرجل بكثير كما ورد ، وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله) :
الجماع من مصاديق الصدقة ، حتّى يتعجّب السامع من ذلك فيقول له رسول
الله : « أما تدخل عليها السرور ؟ » فاقتراب
المؤمن من زوجته يكون حينئذ لله سبحانه ، وإلاّ فهو ميّت الشهوة ومشغول القلب
بما هو أهمّ ، وإن كان يومه يقسّمه إلى ثلاث أقسام : ثمان ساعات
للنوم ، وثمان ساعات للمعاش ، وثمان ساعات للعبادة .
وفي حديث :
يخلو مع أهله في الحلال ...
24 ـ ثمّ ورد عن الإمام الرضا (عليه السلام) :
لا تجامع إلاّ من شَبَق ( أي مع اشتداد الشهوة وشدّة الميل إلى
الجماع ) .
ثمّ من
محسنات المرأة أن تكون ذات غلمة أي كثيرة الشهوة ، ويظهر من الروايات الشريفة
أنّ للمرأة أضعاف من الشهوة ، فجعل استجابة الطلب في كلّ وقت وحال معقول
ومشروع للمرأة ، لأ نّها في طبيعتها كأ نّما هي مستعدّة للمباشرة
والمقاربة دائماً ، فماذا يعني أنّ للمرأة تسعة وتسعين شهوة وللرجل شهوة
واحدة ؟ وإليك جملة من الأحاديث الشريفة في هذا الباب :
25 ـ في الكافي : قال أمير المؤمنين (عليه
السلام) :
خلق الله الشهوة عشرة أجزاء ، فجعل تسعة أجزاء في النساء وجزءاً واحداً في
الرجال ، ولولا ما جعل الله فيهن من الحياء على قدر أجزاء الشهوة لكان لكلّ
رجل تسع نسوة متعلّقات به .
26 ـ وأيضاً قال أبو عبد الله (عليه السلام) :
إنّ الله جعل للمرأة صبر عشرة رجال ، فإذا هاجت لها كانت لها قوّة شهوة عشرة
رجال .
27 ـ عن ضريس عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال : سمعته يقول : إنّ النساء اُعطين بُضع اثنى عشر وصبر
اثنى عشر . ( البُضع ) بالضمّ الجماع .
28 ـ عن أبي بصير قال : سمعت أبا عبد الله (عليه
السلام)
يقول : فضّلت المرأة على الرجل بتسعة وتسعين من اللذّة ولكنّ الله ألقى
عليهنّ الحياء .
29 ـ عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : إنّ
الله جلّ وعزّ جعل للمرأة أن تصبر صبر عشرة رجال ، فإذا حملت ـ أي
الشهوة ـ زادها قوّة عشرة رجال .
وقد ورد
تخصيص لهذه الروايات الشريفة :
30 ـ الفقيه بسنده عن أبي جعفر (عليه السلام)
قال : إنّ الله تعالى خلق الشهوة عشرة أجزاء تسعة في الرجال وواحدة في
النساء وذلك لبني هاشم وشيعتهم ، وفي نساء بني اُميّة وشيعتهم الشهوة عشرة
أجزاء ، في النساء تسعة وفي الرجال واحدة .
31 ـ عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : إنّ
الله تعالى نزع الشهوة من رجال بني اُميّة وجعلها في نسائهم وكذلك فعل
بشيعتهم ، وإنّ الله تعالى نزع الشهوة من نساء بني هاشم
وجعلها في رجالهم وكذلك فعل بشيعتهم .
7 ـ التزيّن :
من حقّ
الزوج على الزوجة أن تتزيّن له ، تارةً بزينة دائمية ومستمرّة كالخضاب
بالحنّا ، واُخرى بزينة الليل ، وكلّ بلد كما في كلّ زمان أعرافه وآدابه
الخاصة ، فالمقصود هو التزيّن وما يصدق عليه عنوان الزينة ، وأمّا
المصاديق فهي تابعة للأعراف والآداب الاُسروية تارةً والمحلية اُخرى ،
والقبائلية ثالثةً ، وهكذا .
وفي صدر
الإسلام كانت الزينة للمرأة أن تخضب يدها ، وهذا الاستحباب مستمرّ إلى يوم
القيامة ، فإنّ ما جاء في الإسلام يتلاءم مع الفطرة الإنسانية ، فما دامت
الفطرة السليمة والعقل السليم ، فهناك الإسلام وأحكامه ودساتيره ، فالإسلام
يتماشى مع كلّ عصر وفي كلّ مصر ، فهو دين أبدي أراده الله للناس جميعاً جيلا
بعد جيل إلى يوم القيامة :
( وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإسْلامِ دِيناً
فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ )([273]) .
فعلى
المرأة أن تتزيّن لزوجها .
32 ـ عن جعفر بن محمّد ، عن آبائه (عليهم السلام) ،
قال : رخّص رسول الله (صلى الله عليه وآله)للمرأة أن تخضب رأسها
بالسواد ، قال : وأمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) النساء
بالخضاب ـ ذات البعل وغير ذات البعل ـ أمّا ذات البعل
ـ أي من لها زوج ـ فتتزيّن لزوجها ، وأمّا غير ذات
البعل فلا تشبه يدها يد الرجال .
33 ـ عن محمّد بن مسلم ، عن أحدهما ـ الباقر أو
الصادق (عليهما
السلام) ـ
قال : لا ينبغي للمرأة أن تدع يدها من الخضاب ، ولو
تمسحها بالحناء مسحاً ، ولو كانت مسنّة .
وهذا يعني
حتّى المرأة العجوز يستحبّ لها أن تتخضب بالحنّاء .
34 ـ قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) :
الحنّاء سيّد ريحان أهل الجنّة ، النائم في الحنّاء كالمتشحط في سبيل
الله .
35 ـ قال (عليه السلام) : إنّي
لاُبغض من النساء السلتاء والمرهاء ، فالسلتاء التي لا تختضب ،
والمرهاء التي لا تكتحل .
وهناك
مصاديق اُخرى للزينة :
36 ـ عن أبي بصير ، قال : سألته عن قصّ النواصي
ـ تريد به المرأة الزينة لزوجها ـ وعن الحفّ
ـ إصلاح الشعر وحفّت المرأة وجهها من الشعر أن زيّنته ـ
والقرامل ـ جمع قرمل كزبرج : ما تشدّ المرأة على رأسها من
الصوف والخيوط وما شابه ـ والصوف وما أشبه ذلك ؟
قال : لا بأس بذلك كلّه ، قال محمّد : قال
يونس : يعني لا بأس بالقرامل إذا كانت من صوف ، وأمّا الشعر فلا
يوصل الشعر بالشعر لأنّ الشعر ميّت .
ومن
المصاديق لبس الذهب والفضّة والتزيّن بالحليّ والأسورة :
37 ـ قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) :
قلّدوا النساء ولو بسير .
38 ـ عن محمّد بن مسلم ، عن أحدهما (عليهما السلام) ،
وسئل عن حليّ الذهب للنساء ؟ فقال : ليس به بأس ولا ينبغي
للمرأة أن تعطّل نفسها ولو أن تعلّق في رقبتها قلادة ، ولا ينبغي لها أن تدع
يدها من الخضاب ولو أن تمسّحها بالحنّا مسحاً ولو كانت مسنّة .
ومن
المصاديق الثياب الجميلة :
39 ـ عن أبى عبد الله ، عن أبيه ، عن عليّ (عليهم
السلام) ،
قال : الدهن يظهر الغنى ، والثياب تظهر الجمال ، وحسن الملكة
يكبت الأعداء .
وهذا عام
للرجال والنساء .
قال الله
تعالى :
( قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِي
أخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ )([274]) .
فألبس
وأتجمّل ، فإنّ الله جميل يحبّ الجمال وليكن من حلال .
والموسر لا
يكون مسرفاً في اتّخاذ الثياب الكثيرة ، فإنّ الله يقول :
( لِـيُـنفِقْ ذُو سَعَة مِنْ
سَعَتِهِ )([275]) .
أي على قدر
وسعه .
وممّـا
يدلّ على أنّ الزينة بحسب الزمان والمكان ، ما جاء في الخبر
الشريف :
40 ـ عن سفيان الثوري ، قال : قلت لأبي عبد الله (عليه
السلام) :
أنت تروي أنّ عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) كان يلبس الخشن وأنت
تلبس القوهي ( ثياب بيض ينسب إلى قوهستان أو قوها كورة بين نيسابور
وهرات ) ـ أي من الألبسة الخارجية آنذاك ـ والمروي
قال : ويحك إنّ عليّ بن أبي طالب كان في زمان ضيق ، فإذا اتّسع
الزمان فأبرار الزمان أولى به .
41 ـ عن أمير المؤمنين (عليه السلام) ،
قال : ليتزيّن أحدكم لأخيه إذا أتاه كما يتزيّن للغريب الذي يحبّ أن
يراه في أحسن الهيئة .
وبالملاك
نقول : بطريق أولى يتزيّن الزوج لزوجته ، وأولى من هذا أن تتزيّن
المرأة لزوجها .
42 ـ عن إسحاق بن عمّـار ، قال : قلت لأبي عبد
الله (عليه
السلام) :
يكون للمؤمن عشرة أقمصة ؟ قال : نعم .
قلت : عشرين ؟ قال : نعم ، وليس ذلك من
السرف ، إنّما السرف أن يجعل ثوب صونك ثوب بذلتك .
ثياب
الصون : التي تلبس للتجمّل وللضيافة والحفلات وما شابه ذلك ،
والبذلة : الثوب الرثّ الخلق وثوب الخدمة والعمل وما يلبس كلّ
يوم . يقال : بذل الثوب وابتذله أي لبسه في أوقات الخدمة
والامتهان والعمل . فالسرف أن تلبس ثوب صونك في المكان القذر .
43 ـ عن أبي عبد الله (عليه السلام) : أدنى
الإسراف هراقة فضل الإناء وابتذال ثوب الصون وإلقاء النوى .
ثمّ للباس ولبسه
آداب خاصّة كما في كتب السنن ومكارم الأخلاق ، كما للنساء ألبسة وكذلك
للرجال ، ولا يتشبّه أحدهما بالآخر .
44 ـ عن أبي عبد الله ، عن آبائه (عليهم السلام) ،
قال : كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يزجر الرجل يتشبّه
بالنساء ، وينهى المرأة أن تتشبّه بالرجال في لباسها .
وعلى الزوج
أن يوسع المنزل لعائلته ، فإنّه من السعادة الدنيوية كما ورد في روايات
كثيرة .
45 ـ عن أبي عبد الله (عليه السلام) ،
قال : من السعادة سعة المنزل .
46 ـ وقال (عليه السلام) : للمؤمن
راحة في سعة المنزل .
47
ـ وسئل أبو الحسن (عليه السلام) عن أفضل عيش في الدنيا ؟
قال : سعة المنزل وكثرة المحبّين .
48
ـ قال النبيّ (صلى
الله عليه وآله) : من سعادة المرء المرأة الصالحة والمسكن
الواسع والمركب البهي والولد الصالح .
49
ـ وقال (صلى
الله عليه وآله) : أربع من السعادة وأربع من الشقاوة ،
فالأربع التي من السعادة : المرأة الصالحة والمسكن الواسع والجار
الصالح والمركب البهي ، والأربع التي من الشقاوة : الجار السوء
والمرأة السوء والمسكن الضيّق والمركب السوء .
ولا يخفى أنّ الدار لها حدود في الإسلام ،
ولا بدّ أن يكون بالكفاف .
50
ـ فقد ورد عن أبي عبد الله (عليه السلام) : كلّ
بناء ليس بكفاف فهو وبال على صاحبه .
فالزينة بأيّ نحو كان من الزوجة لزوجها حسن على
كلّ حال ، والويل كلّ الويل لامرأة تتزيّن لغير زوجها ، أو تخرج من
دارها متزيّنة من دون أن تغسل ذلك ، وما أقبح بالرجل الذي تمشي معه زوجته
متزيّنة بأنواع الزينة من صبغ الشعر وكحل العيون واحمرار الوجه والشفاه
والعطور ، فهذا هو الديوث حقّاً ، وإنّ فعله كفعل الخنزير الذي تعتمد
عليه زوجته ليفعل بها خنزيراً آخر ، ولمثل هذا يحرم أكل لحم الخنزير ،
فإنّ من يأكله يسلب منه الغيرة ويكون ديوثاً .
51
ـ قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : وأيّما
رجل تتزيّن امرأته وتخرج من باب دارها فهو ديّوث ، ولا يأثم من يسمّيه
ديوثاً ، والمرأة إذا خرجت من باب دارها متعطّرة والزوج بذلك راض ،
يُبنى لزوجها بكلّ قدم بيت في النار .
فالتزيّن إنّما يحلّ ويمدح إذا كان
للزوج ، فإنّ الإنسان بطبيعته يحبّ الجمال كما يحبّ النظافة والزينة ،
وربّ رجل يفارق زوجته لوساختها
واغبرارها ،
أو أن تكون خلقة الوجه من غير عجز وكِبَر كما ورد في الخبر :
52
ـ عن أمير المؤمنين (عليه السلام) ، أنّ النبيّ (صلى الله
عليه وآله)
قال : مرّ أخي عيسى بمدينة وفيها رجل وامرأة يتصايحان ،
فقال : ما شأنكما ؟ قال : يا نبيّ الله ،
هذه امرأتي وليس بها بأس ، صالحة ، ولكنّي اُحبّ فراقها .
قال : فأخبرني على كلّ حال ما شأنها ؟
قال : هي خلقة الوجه من غير كبر ، قال لها : يا
امرأة ، أتحبّين أن يعود ماء وجهكِ طريّاً ؟ قالت :
نعم . قال لها : إذا أكلتِ فإيّاكِ أن تشبعي ، لأنّ الطعام
إذا تكاثر على الصدر فزاد في القدر ، ذهب ماء الوجه ، ففعلت ذلك فعاود
وجهها طريّاً([276]) .
8
ـ عفّة الكلام :
العفّة من كلّ شخص حسن ، ومن المرأة
أحسن ، ولا سيّما عفّة الكلام ، فيقبح بالمرأة أن تكون بذيئة
اللسان ، تفحش في قولها وتؤذي زوجها بلسانها وبكلماتها الجارحة ، وكذلك
الرجل ، فما أجمل الحياة التي تسودها العفّة والسداد والمحبّة والرشاد .
53
ـ قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : أيّما
امرأة آذت زوجها بلسانها لم يقبل الله منها صرفاً ولا عدلا ولا حسنة من عملها حتّى
ترضيه ، وإن صامت نهارها وقامت ليلها واعتقت الرقاب وحملت على جياد الخيل في
سبيل الله ، وكانت أوّل من يرد النار ، وكذلك الرجل إذا كان لها ظالماً([277]) .
الرجال قوّامون
لا شكّ ولا
ريب أ نّه لا فرق بين الرجل والمرأة في أصل الخلقة ، فهما خلقا من نفس
واحدة ، كما في قوله تعالى :
( خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْس وَاحِدَة وَجَعَلَ
مِنْهَا زَوْجَهَا )([278]) .
كما لا فرق
بينهما في أصل التربية والتعليم والعلم والتقوى والسير والسلوك إلى الله
سبحانه ، إلاّ أ نّه لاختلاف خلقهما البدني والفسيولوجي ، وكذلك
الاختلاف في العواطف والتعقّلات ، جعل لكلّ منهما طبائع خاصة ورتّب عليها
أحكاماً عرفيّة وشرعيّة ، فجعل إمامة الجماعة والقضاء والمرجعية وما شابه ذلك
للرجل ، فكان هو القوّام على المرأة ، وبهذا الاعتبار فضّل الرجال على
النساء ، وهذا لا يعني التفضيل الذاتي وفي كلّ الأحوال ، بل
في بعض المسؤوليات الاجتماعية الثقيلة التي لا تتلائم مع عاطفية المرأة ولينها
ونعومتها([279]) ،
وإلاّ فإنّه إذا أغلق عليها باب النبوّة والإمامة ، فقد فتح الله لها أبواب
الولاية العظمى ، فإنّه بإمكانها أن تكون وليّة من أولياء الله ، صاحبة
كرامات ومقامات شامخة وسامية ، كما فتح لها أبواب الإيمان والعمل الصالح
والعلم والمعرفة والتقوى والأخلاق كلّها ، حتّى تكون
مثالا
في كلّ هذه المجالات ، ومن هذا المنطلق يضرب الله في كتابه الكريم للمؤمنين
الرجال مثلا ، امرأة فرعون آسية بنت مزاحم ، وهذا يدلّ على عظمة المرأة
ومقامها الشامخ ، كما أنّ القرآن عندما يذكر التائبين يذكر التائبات وهكذا في
الصفات الحميدة الاُخرى ، فالرجال يشتركون مع النساء في هذه الفضائل ،
وإن كان هناك أخلاق حميدة يُحبّذ للرجال دون النساء ، كالشجاعة والزهو
والسخاء ، فحفظاً على المرأة من الضياع يرجّح لها الخوف والبخل وعدم الزهو
كما ورد في الأخبار الشريفة والله سبحانه أعلم بخلقه وبروحيات الرجال
والنساء ، فما قاله وما حكم به هو الحقّ الحقيق ، وعلى ضوئه تفسّر
القضايا وتعالج المشاكل في الحياة . فإذا فضّل الرجال على النساء فعن
حكمة ، كما في تفضيل الأنبياء بعضهم على بعض .
قال
سبحانه :
( الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا
فَضَّلَ اللهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْض وَبِمَا أنفَقُوا مِنْ أمْوَالِهِمْ
فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللهُ )([280]) .
إنّ إعطاء
القوامة للرجال دون النساء لم يكن أمراً اعتباطياً وعفوياً ولا تشهّياً
وانحيازاً من قبل الله سبحانه وتعالى في استئثار البعض على الآخرين ، بل هي
نتيجة الحكمة الرصينة والدقّة الفائقة في تنظيم المجموعة البشريّة المبنيّة على
علم الله عزّ وجلّ ، وضرورة إعطائها للرجال دون النساء ... فإنّ الرجل
الذي يتحمّل مسؤولية الاُسرة في الكسب والإنفاق ويكدح في الحرّ والبرد ، من
أجل تغطية نفقاتها ورفع مستواها الاقتصادي في العيش باذلا من أجل ذلك كلّ ما يملك
من جهد ، لهو أعرف بمقدار دخلها وكيفية التدبير والإنفاق عليها ،
ومعالجة مشاكلها ، وبذلك كانت القوامة حقاً طبيعياً له([281]) ،
تتناسب وتكوينه النفسي والفسيولوجي من جهة ، وقدرته على تدبير الاُسرة
وإدارتها من جهة اُخرى .
والدليل
العقلي على ذلك ، أنّ القضيّة لا تخرج في نطاق القيام بها عن فروض
أربعة :
1 ـ إمّا أن تستقلّ المرأة بالقوامة دون الرجل ، وهو غير راجح
لعدم تناسب القوامة مع تكوينها ، كما يلزم احتجاج الرجال عليهن .
2 ـ وإمّا أن يشترك الرجل والمرأة معاً ، فيلزم الفوضى وتعاسة
الحياة الزوجية ونشوب الاختلاف والتجاوز على الحقوق .
3 ـ وإمّا أن لا توجد القوامة أصلا ، وهذا خلاف ما تقتضيه
طبيعة الحياة الاجتماعية والتنظيم البشري .
4 ـ وإمّا أن يستقلّ بها الرجل دون المرأة ، وهو
المطلوب ، كما صرّح الوحي والقرآن الكريم بذلك في قوله تعالى : ( الرِّجَالُ
قَوَّامُونَ عَلَى النِّساءِ ) وإنّه
يتناسب مع طبيعة كلّ من الرجل والمرأة ، وإنّه ضامن لحياة أفضل يعمّها الهدوء
والسكينة والاطمئنان والسعادة والهناء .
1 ـ عن الحسن بن عليّ (عليهما السلام) ،
قال : جاء نفر من اليهود إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله)فسأله عن
مسائل فكان فيما سأله : أخبرني ما فضل الرجال على النساء ؟
قال النبيّ (صلى
الله عليه وآله) : كفضل السماء على الأرض ، أو كفضل الماء
على الأرض ، فبالماء تحيى الأرض ، وبالرجال تحيى النساء ، لولا
الرجال ما خلق النساء ، لقول الله عزّ وجلّ : ( الرِّجَالُ
قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللهُ بَعْضَهُمْ عَلَى
بَعْض ) ، قال اليهودي : لأيّ
شيء كان هكذا ؟ قال النبيّ (صلى الله عليه وآله) :
خلق الله عزّ وجلّ آدم من طين ، ومن فضلته وبقيّته خلقت حوّاء ، وأوّل
من أطاع النساء آدم فأنزله الله من الجنّة ، وقد بيّن فضل الرجال على النساء
في الدنيا ، ألا ترى إلى النساء كيف يحضن ولا يمكنهنّ العبادة من
القذارة ، والرجال لا يصيبهم شيء من الطمث ، قال اليهودي :
صدقت يا محمّد )([282]) .
وفي تفسير
عليّ بن إبراهيم : ( الرِّجَالُ قَوَّامُونَ
عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْض وَبِمَا أنفَقُوا
مِنْ أمْوَالِهِمْ ) ، يعني فرض الله على الرجال أن ينفقوا
على النساء ، ثمّ مدح النساء فقال : ( فَالصَّالِحَاتُ
قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللهُ ) يعني تحفظ
نفسها إذا غاب عنها زوجها .
2 ـ وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر (عليه السلام) في
قوله : ( قانتات ) أي مطيعات([283]) .
فالرجل وإن
كان أفضل ، ولكن هذا لا يعني أ نّه مقدّم على المرأة على كلّ حال ،
بل إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم ، فالملاك هو التقوى ، فإذا عملت المرأة
بما أمر الله سبحانه من الوظائف والحقوق والمسؤوليات ، فإنّها أفضل من الرجل
الذي لا يعمل بما اُلقي على عاتقه كرجل ، وهذا لا يتنافى مع أفضلية
الرجال ، وأ نّهم قوّامون على النساء .
3 ـ قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : ما من
رجل رديء إلاّ والمرأة الرديّة أردى منه ، ولا من امرأة صالحة إلاّ والرجل
( الصالح ) أفضل منها ، وما ساوى الله قط امرأة برجل إلاّ ما كان
من تسوية الله فاطمة بعليّ (عليه السلام) وإلحاقها به وهي
امرأة بأفضل رجال العالمين([284]) .
4 ـ قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : خير
رجالكم من اُمّتي الذين لا يتطاولون على أهليهم ويحنون عليهم ولا يظلمونهم ،
ثمّ قرأ : ( الرِّجَالُ قَوَّامُونَ
عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللهُ
بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْض ) الآية .
وبهذا
التفسير المبارك يعلم أنّ معنى قوامية الرجال على النساء ليس الدكتاتورية والحكومة
المطلقة للرجل ، بل بمعنى العطف والحنان وعدم التطاول والدكتاتورية
عليهم ، وترك الظلم والإجحاف بحقّهم ، وأن يراعى شعورهم
وأحاسيسهم . فإنّ قوّام من صيغ المبالغة ، أصله من ( قام يقوم قائم
قوّام ) على وزن فعّال ، أي يقوم كثيراً ، فمعنى قوّامية الرجل على
المرأة أن يقوم دائماً بشؤونها ويتكفّل بقضاء حاجاتها من منطلق الربوبيّة ،
فإنّه ربّ البيت ، وكما قال عبد المطّلب في جواب أبرهة في هجومه على بيت الله
بالفيلة وواقعة أبابيل كما في سورتها في القرآن الكريم ، قال :
( أنا ربّ الإبل ، وللبيت ربّ يحميه ) فمن مقتضيات الربوبيّة حماية
البيت وأهله ، فربّ البيت قوّام بشؤونه ، وإنّه الحامي لزوجته وأطفاله
من الأذى واعتداء الآخرين ، كما هو القائم بحياتهم الثقافية والاقتصادية
والسياسية والاجتماعية ، فليس معنى القوّامية التجبّر والتطاول والتهكّم
والاستكباريّة والروح الاستعلائية الطاغوتيّة ، فإذا كان صدّام طاغوت
العراق ، فربما الرجل يكون صدّام البيت وطاغوته ، فلا يكون قوّاماً بل
صدّاماً ، وهذا يتنافى مع روح القرآن الكريم ، فالقوّام من
القيموميّة ، والقيّوم من صفات الله سبحانه فهو الحيّ القيّوم ، وإنّ ما
سواه يتقوّم به في وجوده حدوثاً وبقاءً بالله عزّ وجلّ .
فربّ البيت
تتجلّى في قوّاميته أسماء الله الحسنى وصفاته العليا ، وإنّ لله سبحانه ألف
وواحد من الأسماء المقدّسة ـ بناءً على أنّ أسماءه توقّفيّة متوقّفة
على إذن من الشارع فما ورد في القرآن ( 99 ) تسمّى بالأسماء
الحسنى ، وغيرها ورد في الأحاديث الشريفة والأدعية والزيارات المأثورة ـ
وهذه الأسماء كلّها تدلّ على الرحمة الرحمانيّة والرحيميّة ، إلاّ بعضها
وتعدّ بالأصابع ، تدلّ بظاهرها على النقمة ، كالمنتقم والقهّار ،
وهذه في باطنها من الرحمة أيضاً ، فالرجال قوّامون على النساء ، أي
تتجلّى فيهم أسماء الله وصفاته ، فتعيش النساء في كنفهم بارتياح واطمئنان
وسعادة ، وأيّ امرأة لا ترضى بهذا الأمر المقدّس ...
فيجب على
ربّ البيت أن يتعامل مع أهله واُسرته بالرحمة والرأفة والشفقة والعطف والحنان
والعقل والتدبير والإدارة الحسنة ، فهو المحامي الأوّل لاُسرته ، حتّى
تشعر بحماته وجواره بالاطمئنان والراحة النفسية والجسدية ، فإنّه عمود خيمة
العائلة ، وقوام الخيمة بعمودها ، فهو القوّام لاُسرته .
ثمّ اُكرّر
ما أقبح الرجال ـ هم أشباه الرجال ـ أن يضربوا
نساءهم .
ففي
التهذيب قال : ألا اُخبركم بخير رجالكم ؟
فقلنا : بلى ، قال : إنّ من خير رجالكم التقيّ النقيّ
السمح الكفّين ، السليم الطرفين ، البرّ بوالديه ولا يلجئ عياله إلى
غيره ، ثمّ قال : أفلا اُخبركم بشرّ رجالكم ؟
فقلنا : بلى ، قال : إنّ من شرّ رجالكم البهّات الفاحش
الآكل وحده ، المانع رفده ، الضارب أهله وعبده ، البخيل الملجئ
عياله إلى غيره ، العاقّ بوالديه([285]) .
رئاسة الاُسرة
الاُسرة
مجمع صغير لا يستقيم أمره إلاّ برئيس وأمير يشرف على إدارته وشؤونه ، ويُدان
له بالطاعة مختلف أفراد العائلة ، وإلاّ ينتهي الأمر إلى الفوضى
والاضطراب ، ولذلك التزمت النظم الاجتماعية بتعيين رئيس الاُسرة ،
واتّفق معظمها على إسناد هذه المسؤولية والوظيفة الثقيلة على عاتق الزوج ،
كما عليه معظم القوانين الأوربية ، فلا توجب طاعة الأولاد لأبيهم فحسب ،
بل على الزوجة طاعة زوجها ، كما جاء ذلك في الشريعة الإسلامية ، فإنّها
تجعل الرجال قوّامون على النساء كما في قوله تعالى :
( الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا
فَضَّلَ اللهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْض وَبِمَا أنفَقُوا مِنْ
أمْوَالِهِمْ )([286]) .
وتكاد
المادتان الثالثة عشرة بعد المائتين والرابعة عشرة بعد المائتين من القانون المدني
الفرنسي تكونان ترجمة للآية الشريفة . فالمادّة الاُولى منهما
تقرّر : ( إنّ الزوج يجب عليه صيانة زوجته ، وإنّ الزوجة يجب
عليها طاعة زوجها ) . والمادّة الثانية تقرّر : ( إنّ
الزوجة ملزمة أن تسكن مع زوجها ، وأن تنتقل معه إلى أيّ مكان يؤثر الإقامة
فيه ، والزوج ملزم أن يعاشرها وأن يقدّم لها كلّ ما هو ضروري لحاجات الحياة
في حدود مقدرته وحالته ) .
وهذا
المعنى سار في الاُمم التي تلحق الأولاد بالأب . وأمّا في النظام الاُمّي
فإنّ رئاسة الاُسرة تكون بيد الاُمّ([287]) .
كما ذكرنا تفصيل ذلك ، فراجع .
ويبدو لي
كما يظهر من الروايات والسيرة الصالحة ، أنّ الرئاسة العامّة من حيث المجموع
هو بيد الأب ، فهو ربّ الاُسرة أوّلا ، إلاّ أ نّه في القضايا
الداخلية في المنزل يفوّض الأمر من قبل الأب إلى الاُمّ لتكون مسموعة الكلمة عند
الأولاد من أجل تربيتهم ومن أجل تمشية الاُمور ، كما يذكر مثل هذا المعنى في
حياة أمير المؤمنين عليّ (عليه السلام) وسيّدة النساء فاطمة
الزهراء (عليها
السلام) ،
فاتّفقا بعد الزواج المبارك ، أن يأتي بالماء إلى باب الدار ، ثمّ بعد
ذلك يكون بعهدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) ، فالعمل خارج
الدار لأمير المؤمنين (عليه السلام) وداخل الدار لسيّدة
النساء (عليها
السلام) .
نعم في
القضايا المشتركة لأعضاء الاُسرة كالسفر ، فمن الأولى للوالد أن يستشير أفراد
اُسرته ، فإنّ المشورة هنا لها الدور الكبير في بناء الشخصية ، فيدخل
كلّ واحد من أعضاء الاُسرة في دائرة المشورة والاستشارة حتّى الطفل الصغير
ـ ذكوراً وإناثاً ـ ويبقى القول الحاسم والصائب بعد أخذ
الآراء لعميد الاُسرة وربّها ، أي الأب العاقل والمدير والمدبّر ، ومن
ثمّ تضمن سعادة العائلة ، وقد جرّبت ذلك تكراراً ومراراً والحمد لله على التوفيق
والتسديد ، فإنّي وعيالي نشعر من أسعد الناس في الحياة .
الفصل السابع
عوامل ديمومة الزواج الناجح
يُعدّ
قانون العلّة والمعلول من أقوى القوانين الكونيّة ، فإنّ لكلّ معلول
علّة ، كما لكلّ علّة معلول ، والشيء الممكن الذي يتساوى فيه الوجود
والعدم بحيث لو وجد يسأل عن علّة وجوده ، كما لو عدم يسأل عن علّة
عدمه ، فالوجود والعدم ليسا في الممكن ضرورياً كما في واجب الوجود لذاته
وممتنع الوجود لذاته . فهذا الشيء الممكن ـ كما يحتاج في حدوث
وجوده إلى علّة ، وتسمّى بالعلّة المحدثة ، كذلك يحتاج في بقائه
ـ لتحقّق الإمكان فيه ـ إلى علّة مبقية ، فكلّ ما في
الطبيعة إنّما يحتاج في وجوده وبقائه إلى علّة محدثة وعلّة مبقية .
ويشبه هذا
المعنى في مسألة الزواج ، فكما يكون لها علل محدثة والتي عبّرنا عنها بأهداف
الزواج وبواعثه ، فلها علل مبقية أيضاً تحافظ على كيان الاُسرة وديموميّتها
وبقائها . ولو زالت هذه البواعث والعلل لأدّى ذلك إلى انعدام الزواج وتحطيم
الاُسرة ونقض العشّ الذهبي وتخريبه ، وهو عبارة عن الطلاق والفراق الحلال
المبغوض عند الله سبحانه .
فلا بدّ أن
نشير إلى هذه العوامل والعلل كما جاء في الآيات الكريمة والروايات الشريفة ،
فمن أهمّها :
1 ـ الحبّ المتبادل :
أجمل كلمة في الحياة الزوجيّة هي كلمة
الحبّ ، كما يشير الإمام الصادق (عليه السلام) إلى هذا
المعنى الرائع البديع :
1
ـ الكافي بسنده عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : قال
رسول الله (صلى
الله عليه وآله) : قول الرجل للمرأة : إنّي اُحبّكِ ،
لا يذهب من قلبها أبداً .
والعجيب أنّ حبّ النساء له تأثير في زيادة
الإيمان وفضله .
2
ـ قال الإمام الصادق (عليه السلام) : العبد كلّما ازداد في
النساء حبّاً ازداد في الإيمان فضلا .
3
ـ قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : اُحبّ
من دنياكم ثلاث : الطيب والنساء وقرّة عيني الصلاة .
وهذا يعني أنّ حبّ النساء إنّما يكون ممدوحاً
إذا كانت مقدّمة للصلاة ، وليس مطلق حبّ النساء ، كما مرّ بيانه .
2
ـ إكثار الخير :
فإنّ المؤمن يحبّ الخير لغيره كما يحبّ
لنفسه ، وأولى الناس بالخير الأقربون ، وأقرب الناس في الحياة العائليّة
هي الزوجة ، فهي أولى بالخير والإحسان والمحبّة والعطف والحنان .
4
ـ قال الإمام الصادق (عليه السلام) : أكثروا الخير
بالنساء .
3
ـ النظافة والطيب :
5 ـ قال (عليه السلام) :
« خير نسائكم الطيّبة الريح ، الطيّبة الطعام » ، ومن الواضح أنّ
الله سبحانه كما أ نّه جميل ويحبّ الجمال ، كذلك نظيف ويحبّ
النظافة ، بما لكلمة النظافة من المعاني والمصاديق ، كالنظافة الروحية
من أوساخ الآثام والذنوب
والأخلاق
الذميمة ، وكالطهارة الجسدية من القاذورات والأوساخ ، كما أمر بالوضوء
للصلوات وللطواف وغير ذلك من العبادات الروحية ، وإنّ النظافة من
الإيمان ، وأولى الناس برعاية النظافة الجسدية والروحية ونظافة الدار والأكل
هما الزوجان .
4 ـ إدخال السرور :
6 ـ قال (عليه السلام) :
« ما استفاد امرؤٌ بعد الإسلام أفضل من زوجة مسلمة ، تسرّه إذا نظر
إليها » ، فإدخال السرور في قلب الزوج وتبادل المشاعر والأحاسيس بينهما
يوجب بقاء الحرارة الشوقية ، وتبقى شعلة العشق وهّاجة في الاُسرة ممّا يزيد
في نشاطها ، وتجدّد قواها واستعداداتها المكنونة في وجودها إلى الفعل والواقع
التطبيقي والتقدّم والازدهار في المجال العلمي .
5 ـ الإطاعة ورضا الزوج :
7 ـ قال (عليه السلام) : وتطيعه
إذا أمرها ... تسمع قوله وتطيع أمره ... العزيزة في أهلها الذليلة مع
زوجها ... وأطاعت بعلها فلتدخل من أيّ أبواب الجنّة ... لا يقبل الله
منها إلاّ أن يرضى عنها زوجها ... إلاّ أن تتوب وترجع ... وقد مرّ تفصيل
ذلك .
6 ـ المحافظة على العرض والمال :
8 ـ قال (عليه السلام) : وتحفظه
إذا غاب عنها في نفسها وماله ... المتبرّجة مع زوجها الحصان مع غيره ...
وإذا اطمأنّ الزوج بزوجته بأ نّها أمينة وسيّدة عفيفة وحصينة ، لا تخونه
في غيبته في ماله وعرضه وناموسه ، فإنّ الزوج يفارقها وهو مطمئنّ
البال ، سعيد بزوجته التي يشعر أ نّها تقدّر ظروفه ، وتشكر متاعبه
من أجلها وأجل أولادها .
7 ـ العون والمساعدة :
9 ـ قال (عليه السلام) : تعين
زوجها على دهره وتساعده على دنياه وآخرته ولا تعين الدهر
عليه ... أعانت زوجها على الحجّ والجهاد أو طلب العلم أعطاها الله من الثواب
ما يعطي امرأة أيوب (عليه السلام) من الثواب والأجر وجنّات عرضها
السماوات والأرض كما أنّ الزوج يعين زوجته حتّى في قضايا المنزل والحياة الخاصة
بالنساء ، فقد ورد في الحديث الشريف :
10 ـ قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لأمير
المؤمنين (عليه
السلام)
بعدما رآه في البيت ينقّي العدس ، وفاطمة (عليها السلام) جالسة عند
القدر : اسمع منّي يا أبا الحسن ، وما أقول إلاّ من أمر
ربّي : ما من رجل يعين امرأته في بيتها إلاّ كان بكلّ شعرة على بدنه
عبادة سنة صيام نهارها وقيام ليلها ، وأعطاه الله من الثواب مثل ما أعطاه
الصابرين وداود النبي ويعقوب وعيسى (عليهم السلام) . يا علي ،
من كان في خدمة العيال ولم يأنف ، كتب الله اسمه في ديوان الشهداء ،
وكتب له بكلّ يوم وليلة ثواب ألف شهيد . والحديث طويل وأخاف على المطالع أن
أذكر ما فيه من الثواب والأجر ، وممّا جاء فيه : يا عليّ ،
ساعة في خدمة البيت خير من عبادة ألف سنة وألف ... ولا يخرج من الدنيا حتّى
يرى مكانه في الجنّة . يا عليّ ، من لم يأنف من خدمة العيال دخل الجنّة
بغير حساب . يا عليّ ، خدمة العيال كفّارة للكبائر وتطفئ غضب الربّ
ومهور حور العين وتزيد في الحسنات والدرجات . يا عليّ لا يخدم العيال إلاّ
صدّيق أو شهيد أو رجل يريد الله به خير الدنيا والآخرة([288]) .
أقول :
كلّ هذا الثواب بشرطه وشروطه كالإيمان الكامل والتقوى والولاية والإخلاص والتقرّب
إلى الله سبحانه وغير ذلك .
8 ـ الاستقبال والتوديع الحسن :
11 ـ قال (عليه السلام) : ... إنّ
لي زوجة إذا دخلت تلقّتني وإذا خرجت شيّعتني .
فتستقبل
الزوج بابتسامة وترحيب وحفاوة ، حتّى تزيل همّه وغمّه الذي أصابه خارج
الدار ، وبكلّ لهفة ينتظر الزوج أ نّه متى ينتهي من عمله حتّى يذهب إلى
عشّه الذهبي ، ويسكن بجوار زوجته ، وينسى الهموم والغموم ، فيحسّ
السعادة واللذّة الروحية التي لا توصف .
9 ـ الكلام العقائدي الجميل والمنطق الرصين :
12 ـ قال (عليه السلام) : ...
وإذا رأتني مهموماً قالت : ما يهمّك ؟ إن كنت تهتمّ لرزقك
فقد تكفّل به غيرك ـ وهو الله سبحانه ـ وإن كنت تهتمّ بأمر
آخرتك فزادك الله همّاً ... وهذا يعني صحّة عقيدة المرأة وثقافتها الدينية وأ نّها
متعلّقة بالمبدأ والمعاد ، وتؤمن بالله واليوم الآخر ، فتخاطب زوجها
بمفاهيم عقائدية رائعة ، وبمنطق سليم يتلاءم مع الفطرة السليمة ، فيرتاح
الزوج ، ويبادلها الشعور الصادق والعقيدة الحقّة ، ويكمل النقص بفعاله
الحسنة وعلمه النافع وعمله الصالح .
10 ـ قبول الاعتذار والاعتذار المتبادل :
من الواضح أنّ غير المعصوم (عليه
السلام)
غير معصوم ، وأنّ الإنسان معرّض للخطأ والنسيان ، والزوجان بطبيعتهما
متعرّضان للخطأ ، إلاّ أنّ المفروض أوّلا أن يحاول كلّ منهما اجتناب الأخطاء
والسهو والنسيان ، وإذا بدر من أحدهما ذلك فممّـا يوجب صفو العيش
وهناءه أن يعتذر المسيء سواء الرجل أو المرأة، وعلى الطرف الآخر أن يقبل
العذر ، ومن ثمّ تنقطع جذور الاختلاف والعناد واللجاجة التي في الغالب تكون
سبباً للعراك والقيل والقال ولإثارة الضباب في حياة الاُسرة ، ومن ثمّ
الالتجاء إلى الفرقة والطلاق ، فالمفروض على كلّ واحد عند خطئه أن يسرع في
الاعتذار حتّى يقطع جذر الاختلاف وردّ الفعل من الطرف الآخر .
13
ـ قال النبيّ (صلى
الله عليه وآله) في ذمّ النساء : ولا تقبل له عذراً ، ولا
تغفر له ذنباً ، ولازمه اعتذار الزوج ... وقال (صلى الله عليه وآله) في امتنان
الزوجة بمالها والنهي عن ذلك : إلاّ أن تتوب وتعتذر إلى زوجها ...
11
ـ المداراة مطلقاً :
14
ـ قال (عليه
السلام) :
فداروهنّ على كلّ حال . وقد مرّ تفسير وبيان ذلك ، فالذي يبدأ بالمداراة
هو الزوج ، إلاّ أنّ الزوج تتفاعل معه وتداريه أيضاً ، كما ورد في
الروايات الشريفة ، فكلّ واحد يفكّر بمداراة الآخر بل يفكّر بأن يقدّم هوى
صاحبه وشريكه على هوى نفسه ، فتكون الحياة حياة إيثار وصفاء ووفاء وهناء
والعيش الرغيد والمسابقة في الفضائل والمكرمات ، كما جرّبنا ذلك .
12
ـ حسن المقال دائماً :
15
ـ قال عليّ (عليه
السلام) :
« وأحسنوا لهنّ المقال » ، فالزوج يحسن المقال وكذلك الزوج لا تؤذي
زوجها بكلام خشن بل بكلّ لطافة ونعومة ، كما من طبيعتها واُنوثتها ذلك ،
فتستميل قلب الزوج بكلمات الحبّ والإخلاص ، وبكلمات جميلة يفوح منها عطر
المحبّة والمودّة والمفاهمة .
13
ـ عدم انتظار حسن الفعال مئة بالمئة من الزوجة :
16
ـ قال عليّ (عليه
السلام) :
لعلهنّ يحسن الفعال . أي على أمل ورجاء حسن العمل والفعل .
وكلّما قلّ الانتظار والتوقّعات ، ازدادت
المفاهمة والوئام والمحبّة والاحترام المتبادل ، وأن يفهم كلّ واحد
الآخر ، فيتحقّق التلاحم الروحي والفكري والسلوكي ، ويكونان روحاً واحدة
في جسدين .
14
ـ عدم التكلفة في الحياة :
ليس كلّ زوج يكون موفّقاً في حياته التجارية
وفي العمل ، فلا بدّ للزوجة أن تدرك ذلك عند ضيق الظروف .
17
ـ قال (صلى
الله عليه وآله) : أيّما امرأة أدخلت على زوجها في أمر النفقة وكلّفته
ما لا يطيق لا يقبل الله منها صرفاً ولا عدلا ، إلاّ
أن تتوب وترجع وتطلب منه طاقته .
15
ـ عدم المنّة على الزوج :
18
ـ قال (صلى
الله عليه وآله) : أيّما امرأة منّت على زوجها بمالها
فتقول : إنّما تأكل أنت من مالي ، لو أ نّها تصدّقت بذلك
المال في سبيل الله لا يقبل الله منها إلاّ أن يرضى عنها زوجها ، فلا تطبّل
العمل بالمنّ والأذى ، وكذلك الزوج فهو أولى بهذا الأمر فإنّه يجب عليه نفقة
زوجته وعياله ، وإذا وسّع الله عليه فيوسّع عليهم في مأكلهم وملبسهم ودارهم
ويروّح عن أنفسهم وغير ذلك ، إلاّ أ نّه لا يبطل ذلك بالمنّ والأذى،
فيمنّ عليهم بأ نّي صرفت عليكم كذا وكذا ، فإنّه يوجب سقوط العمل وسقوط
قيمته من أعين الاُسرة ، فيتمنّون عندئذ لو أ نّهم لم يتحمّلوا منّة
أبيهم ، وإن كان المفروض منهم ذلك ، إلاّ أنّ الإنسان بعض الأحيان يصاب
بالغرور وعزّة النفس ، فلا يرضى بالمنّة حتّى من أبيه ، كما يحدّثنا
التأريخ بنماذج من ذلك كالشريف الرضي صاحب نهج البلاغة عليه الرحمة ، فإنّ
للمؤمن والمؤمنة كرامة عند الله وعند الناس وأنّ العزّة لله ولرسوله وللمؤمنين
ولكنّ المنافقون لا يعلمون شيئاً .
16
ـ عدم الهجران في أمر الفراش :
19
ـ قال (صلى
الله عليه وآله) : أ يّما امرأة هجرت زوجها وهي ظالمة حشرت
يوم القيامة مع فرعون وهامان وقارون في الدرك الأسفل من النار ، إلاّ أن تتوب
وترجع .
20
ـ وقال : من شرّ نسائكم ... المتبرّجة إذا غاب عنها زوجها ،
الحصان معه إذا حضر ، التي لا تسمع قوله ولا تطيع أمره ، فإذا خلا بها
تمنّعت تمنّع الصعبة عند ركوبها ...
21
ـ قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : ألا
أخبركم بخير نسائكم ... الذليلة مع زوجها ـ أي
المتواضعة ـ الحصان مع غيره ، التي تسمّع له وتطيع أمره وإذا خلا
بها بذلت ما أراد منها .
22
ـ وقال (صلى
الله عليه وآله) : خير نسائكم التي إذا دخلت مع زوجها خلعت درع
الحياء .
وقد ذكرنا هذا المعنى في الجماع وآداب
المباشرة ، فراجع .
17
ـ مشورة النساء وعدم الطاعة :
من شاور العقلاء كسب عقولهم ، ولكنّ
المرأة لحكمة ربانية تحمل العاطفة أكثر من العقل ، وبهذا لا تشاور بل لو
استشيرت فإنّه لما تحمل من العاطفة تشير غالباً إلى ما يتنافى مع العقل المدير
والمدبّر ، ومن ثمّ ورد أ نّه في الحرب إذا استشيرت النساء فالخير في
مخالفتهن ، فربما من منطلق العاطفة تأخذ جانب الخوف والاحتياط ، وتترك
الشجاعة والبسالة والإقدام في ساحات القتال ، كما هو الغالب ولا يقاس بالنساء
النوادر ، فإنّ النادر بحكم المعدوم .
23
ـ كان رسول الله(صلى الله عليه وآله) إذا أراد الحرب دعا
نساءه فاستشارهن ثمّ خالفهن.
24
ـ قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : طاعة
المرأة ندامة .
25
ـ قال عليّ (عليه
السلام) :
كلّ امرئ تدبّره امرأته فهو ملعون ، وقال (عليه السلام) :
في خلافهن البركة .
26
ـ عن أبي جعفر (عليه
السلام) :
لا تشاورهن في النجوى ، ولا تطيعوهنّ في ذي قرابة .
27
ـ عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، عن آبائه (عليهم
السلام) ،
قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : من أطاع
امرأته أكّبه الله على وجهه في النار ، قيل : وما تلك
الطاعة ؟ قال : تطلب منه الذهاب إلى الحمّـامات والعرائس
والأعياد والنائحات والثياب الرقاق فيجيبها .
وهذه الموارد إنّما هي من باب المثل وبيان بعض
المصاديق للإطاعة المذمومة والتي توجب دخول النار ، وكثير من مواردها يبتلى
الرجل بها ، لا سيّما العرائس التي أصبحت في عصرنا هذا محلّ لعرض الأزياء
والموديلات الحديثة المستوردة من الغرب الذي يغزونا في عقر دارنا عبر هذه القنوات
ونحن في غفلة عن هذا .
28
ـ عن أبي جعفر (عليه
السلام) ،
قال : لا تخرج المرأة إلى الجنازة ، ولا تؤمّ الخروج إلى الحلية
من النساء ، فأمّا الأبكار فلا .
29
ـ قال النبيّ (صلى
الله عليه وآله) : لا يفعلنّ أحدكم أمراً حتّى يستشير ،
فإنّ لم يجد من يستشير فليستشر امرأته ثمّ يخالفها ، فإنّ في خلافها بركة .
30
ـ قال أمير المؤمنين (عليه السلام) : اتّقوا شرار النساء
وكونوا من خيارهن على حذر ، إنّ أمرتكم بالمعروف فخالفوهنّ كيلا يطمعن منكم
في المنكر([289]) .
31
ـ قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : أربعة
مفسدة للقلوب : الخلوة بالنساء والاستمتاع منهن والأخذ برأيهن ومجالسة
الموتى ، فقيل : يا رسول الله ، وما مجالسة
الموتى ؟ قال : مجالسة كلّ ضالّ عن الإيمان وجائر عن
الأحكام([290]) .
32
ـ وفي وصيّة أمير المؤمنين عليّ (عليه السلام) لولده الحسن (عليه
السلام) :
إيّاك ومشاورة النساء ، فإنّ رأيهنّ إلى أفن وعزمهن إلى وهن ، فاكفف
عليهم من أبصارهن بحجابك إيّاهن ، فإنّ شدّة الحجاب أبقى عليهن ، وليس
خروجهن بأشدّ من إدخالك من لا يوثق به عليهن ، وإن استطعت أن لا يعرفن غيرك
فافعل . ولا تملك المرأة من أمرها ما جاوز نفسها ، فإنّ
المرأة ريحانة وليست بقهرمانة ، ولا تعد بكرامتها نفسها ، ولا تطمعها أن
تشفع لغيرها([291]) .
18
ـ التحذّر واليقظة :
من علامة العاقل أن يتحذّر في حياته ويأخذ
دائماً جانب الاحتياط والورع ، فيمشي بكلّ حذر وتأمّل ، ويحسب لكلّ شيء
حسابه الخاصّ .
33
ـ عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، عن أبيه (عليه
السلام) ،
قال : ذكر رسول الله (صلى الله عليه وآله) النساء
فقال : عظوهن بالمعروف قبل أن يأمرنكم بالمنكر ، وتعوّذوا بالله
من شرارهن وكونوا من خيارهن على حذر .
وهذا يعني أنّ المرأة الشريرة ممّـا يتعوّذ
منها ، كما يتعوّذ من البلاء والشيطان والمصيبة ، كما أنّ الرجل يكون
على حذر تام من خيار النساء والفاضلات منهن ، فكيف بالسيّئات وأهل
الشرّ ؟ !
ومن التحذّر أن يسبق المرأة بالمعروف والأمر به
قبل أن تأمر بالمنكر ، فإنّها إن لم تأخذ زمام الأمر بيدك فسرعان ما تطلب
الركوب والاستيلاء على كلّ شيء ، وتصرخ بطبيعتها عندما تخاطب : هل
امتلتئتِ ؟ فتقول : هل من مزيد ؟ فدائماً تريد
الزيادة ، والكثير تراه قليلا ، فكيف بالقليل ؟ !
فالزوج لا بدّ أن يكون حذراً في حياته
الاُسروية ، ولكن لا يعني ذلك ظلم العائلة وكبتهم وتولّيهم بالضغوط الروحية
والجسدية ، بل في عين أ نّه حذر وكيّس وفطن فهو سمح وكريم ورؤوف .
19
ـ التعقّل :
إدارة الشؤون العامّة للاُسرة إنّما قرارها بيد
ربّ البيت ، فهو القائم على العائلة والقيّم على اُمورهم ، فلا بدّ أن يتعقّل
الاُمور جيّداً ، ويضع الأشياء في مواضعها ، وكلّما كبر ازداد عقله من
خلال العلم والتجارب ، وعرف أخلاق زوجته وحقيقة النساء ، فيتعامل معها
على نحو يحافظ على هدوء الدار ووقار الاُسرة ، والتوازن المعقول بين أعضاء
الاُسرة ، فيستحكم أمره ويقلّ جهله ويثبت عقله .
34
ـ عن أبي جعفر (عليه
السلام) ،
قال : إنّ المرأة إذا كبرت ذهب خير شطريها وبقي شرّهما :
ذهب جمالها ، وعَقُم رحمها ، واحتدّ لسانها ، وإنّ الرجل إذا كبر
ذهب شرّ شطريه وبقي خيرهما : ثبت عقله ، واستحكم رأيه ، وقلّ
جهله .
35
ـ ومن ثمّ لا يسلّم زمام الأمر بيدها لأ نّه ورد عن أمير المؤمنين (عليه
السلام)أ نّه
قال : كلّ امرئ تدبّره امرأته فهو ملعون ، أي بعيد عن رحمة الله
سبحانه . ومن كان بعيداً عن رحمة ربّه كيف يسعد وكيف تسعد
اُسرته ؟ !
20
ـ الزوج عزّ الزوجة :
من العوامل المهمّة في ديموميّة الحياة الزوجية
بنجاح واطمئنان ومودّة ورحمة ، هو أن تشعر المرأة دائماً أنّ عزّتها وكيانها
إنّما يتمّ بقيموميّة زوجها وكيانه وعزّته ، فعزّتها من عزّته وفخرها من
فخره ، وكيانها من كيانه ، فهي الظلّ وهو النور ، وهي الضوء وهو
الشمعة ، وهي الغصن وهو الشجر ، ومن كانت تفكّر بهذا النحو من
التفكير ، وبمثل هذا النمط من الشعور ، بلا شكّ تحاول الحفاظ على كيان
زوجها وشخصه وشخصيّته ، وتكون هي المدافعة الاُولى ، وتمهّد الطريق من
أجل إعلاء كلمته في المجتمع ، ومن هذا المنطلق يقال : ما من رجل
عظيم إلاّ وخلفه امرأة ، فهي التي تهيّئ الطريق لصعوده وبروزه وظهوره على
ساحة الاشتهار والتألّق والنجم اللامع في مسرحيات الحياة .
36
ـ عن الصادق (عليه
السلام) ،
قال : انصرف رسول الله (صلى الله عليه وآله) من سرية كان اُصيب
فيها كثير من المسلمين ، فاستقبلته النساء يسألن عن قتلاهن ، فدنت منهن امرأة
فقالت : يا رسول الله ، ما فعل فلان ؟
قال : وما هو منكِ ؟ فقالت : أخي .
فقال : احمدي الله واسترجعي فقد استشهد ، ففعلت ذلك ثمّ
قالت : يا رسول الله ، ما فعل فلان ؟
فقال : وما هو منكِ ؟ قالت : زوجي ،
قال : احمدي الله واسترجعي فقد استشهد . فقالت :
وا ذلاّه . فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : ما كنت
أظنّ أنّ المرأة تجد بزوجها ( هذا كلّه ) حتّى رأيت هذه المرأة .
21
ـ الغيرة :
إنّ الله سبحانه وتعالى غيور ويحبّ
الغيرة ، إلاّ أ نّه من الرجال دون النساء ، فإنّ المؤمن غيور على
دينه ، كما هو غيور على عائلته واُسرته ولا سيّما زوجته ، والمرأة إنّما
تحسّ بالأمن والاطمئنان والرفاه عندما تعيش في ظلّ رجل غيور ، لا يرضى
بالهوان والذلّ لزوجته ، وبهذا ترى المرأة عزّتها وكيانها وحماها هو
الزوج .
فالمؤمن غيور ، وغيرته من الايمان ،
ولكنّ المرأة إنّما تكون غيورة على دينها وأخلاقها ، أمّا على زوجها فلا يحقّ
لها ذلك ، فإنّ الله جعل من حقّ الرجل أن يتزوّج بالزواج الدائم أربعة من
النساء ، وبالمنقطع بما شاء ، فغيرة المرأة على زوجها في هذا الباب
كفران لحكم الله ورخصته ، وهي غير ملتفتة إلى هذا اللازم الخطير ، فمرّةً
يعترض الإنسان على الله لساناً وهو الكفر النظري الذي يدان به الإنسان بالكفر الذي
تترتّب عليه أحكام عدّة ، ومرّة يعترض على الله بعمله وسلوكه مع اقتناعه
نظرياً بحكم الله إلاّ أ نّه يخالفه عملياً ومنه كفران النعمة ومن هذا الباب
ما ورد أنّ تارك الصلاة كافر وكذلك في آية الحجّ ( وَللهِ
عَلَى النَّاسِ )إلى قوله ( وَمَنْ
كَفَرَ ) أي ترك الحجّ .
37
ـ قال النبيّ (صلى
الله عليه وآله) : كان إبراهيم (عليه السلام) أبيّ
غيوراً وأنا أغيَر منه ، وأرغم الله أنف من لا يغار من المؤمنين .
38
ـ عن الباقر (عليه
السلام) ،
قال : غيرة النساء الحسد ، والحسد هو أصل الكفر ، إنّ النساء
إذا غِرْنَ غضبن ، وإذا غضبن كفرن ، إلاّ المسلمات منهن .
روى جابر عنه (عليه السلام) ،
قال : قال (عليه السلام) لي : إنّ
الله تبارك وتعالى لم يجعل الغيرة للنساء ، وإنّما جعل الغيرة للرجال ،
لأنّ الله قد أحلّ للرجال أربع حرائر وما ملكت يمينه ، ولم
يحلّ للمرأة إلاّ زوجها وحده ، فإن بغت مع زوجها غيره كانت عند الله
زانية ، وإنّما تغار من المنكرات ، وأمّا المؤمنات فلا .
39
ـ هذا ، ولا يخفى أنّ كلّ شيء إذا جاوز حدّه انقلب إلى ضدّه ، فالغيرة
الممدوحة لها حدودها ، فمن تجاوزها ، كانت مذمومة كما ورد في وصيّة أمير
المؤمنين لولده الحسن (عليه السلام) : وإيّاك
والتغاير في غير موضع غيرة ، فإنّ ذلك يدعو الصحيحة إلى السقم ،
والبريئة إلى الريب([292]) .
إنّ من الاُمور التي تهدم الاُسرة هدماً مريعاً
سوء ظنّ الزوج بزوجته ، فإنّ هذا الخُلق الشنيع يهدم أعزّ ركن من أركان
الاُسرة وهو الثقة ، فمن دونها لا يمكن أن تقوم علاقة مطمئنّة بين اثنين
أبداً .
22
ـ التعاون :
إنّ الله يحبّ التعاون بين المؤمنين ،
فقال عزّ وجلّ :
( وَتَعَاوَنُوا
عَلَى البِرِّ وَالتَّقْوَى )([293]) .
والمرء يحسّ بضرورة التعاون في الحياة
الزوجية ، فكما الزوجة تعين زوجها على اُمور الدين والدنيا ، كذلك
الزوج ، فالحاكم في الاُسرة روح التعاون .
40
ـ قال أبو عبد الله (عليه السلام) : ثلاثة أشياء لا يحاسب
الله عليها المؤمن : طعام يأكله ، وثوب يلبسه ، وزوجة صالحة
تعاونه وتحصن فرجه([294]) .
41
ـ وعنه (عليه
السلام) :
ثلاثة للمؤمن فيهن راحة : دار واسعة تواري عورته وسوء حاله من
الناس ، وامرأة صالحة تعينه على أمر الدنيا والآخرة ، وابنة أو اُخت
يخرجها من منزله بموت أو بتزويج .
23
ـ الترويح على العيال :
42
ـ قال أبو عبد الله (عليه السلام) : ثلاثة هي من
السعادة : الزوجة المؤاتية ـ أي السمحة السهلة وأن لا تكون
صعبة الفراش والمراس ـ والولد البار ، والرزق يرزق معيشة يغدو على
صلاحها ـ أي رزق واسع يصلح به حياته ومعيشته ـ ويروّح على
عياله([295]) .
والظاهر أنّ الترويح زيادة في النفقة
الواجبة ، أي إضافة على ما يجب عليه من النفقات الواجبة شرعاً ، فإنّه
يستحبّ للرجل أن يروّح على عياله .
43
ـ عن الباقر صلوات الله عليه أ نّه قال : « أنفقوا ممّـا
رزقناكم ) قال : ممّـا رزقكم الله على ما فرض الله عليكم فيما
ملكت أيمانكم واتّقوا الله في الضعيفين النساء واليتيم ، فإنّما هم عورة([296]) .
44
ـ عن النبيّ (صلى
الله عليه وآله) ، قال : إنّ أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم
خلقاً ، وخياركم خياركم لنسائهم([297]) .
24
ـ حسن البرّ :
التعاون والترويح على العيال وحسن البرّ
والإحسان وما شابه ذلك كلّها إنّما تدلّ على مودّة الرجل ولطفه بأهله ، وهي مصاديق
تختلف باعتبار الزمان والمكان والأحوال ، وإلاّ فالجوهر واحد وهو قوله
تعالى : ( وَجَعَلَ بَـيْنَكُمْ مَوَدَّةً
وَرَحْمَةً )([298]) ،
فمن الرحمة في الحياة الاُسروية أن يُحسن الرجل برّه بأهله ، فيبرّهم ولا
يعقّهم بترك ما يلزم عليه من الوظائف الدينية والإنسانية والعائلية .
45
ـ عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، قال : من صدق لسانه
زكا عمله ، ومن حسنت نيّته زاد الله في رزقه ، ومن حسن برّه بأهله زاد
الله في عمره([299]) .
فمن الآثار الدنيوية المترتّبة على حسن البرّ
بالأهل هو زيادة العمر .
25
ـ الإدارة بيد الزوج :
في علم الاجتماع بالنسبة إلى الحاكم في الاُسرة
تختلف الأقوال والثقافات ، فبعض يرى حكومة الدار إنّما تكون بيد
الاُمّ ، ومنهم من يرى أ نّها بيد الأب ، ومنهم من يعتقد أنّ الجوّ
الحاكم على الاُسرة لا بدّ أن يكون عبارة عن المشورة والتي يعبّر عنها
بالديمقراطية ، فلا دكتاتورية الأب ولا دكتاتورية الاُمّ .
والإسلام يرى أنّ الرجال قوّامون على
النساء ، وأنّ إدارة المنزل واُمور الاُسرة كسياسة كلّية وخطوط عامة إنّما هي
بيد الأب ، وأمّا القضايا التي ترتبط بداخل الدار والقضايا الجزئيّة التي
تتعلّق بالأولاد كالملابس مثلا والطعام والطبخ وتنظيف المنزل وما شابه ذلك فهو بيد
الاُمّ فهي ربّة البيت ، كما أنّ الأب ربّ البيت ،
ولكنّ سياسة الاُسرة والإدارة العامة إنّما هي بيد الأب ، وكذلك الأمر في
المجتمع الكبير ، لا بدّ أن تكون سياسة البلد بيد الرجال ، والرجل الذي
تدبّره المرأة هو بعيد عن رحمة الله وخيره .
46
ـ قال أمير المؤمنين (عليه السلام) : كلّ امرئ تدبّره امرأة
فهو ملعون([300]) .
26
ـ التكتّم المالي :
لقد ثبت بالتجربة أنّ المرأة لو اطّلعت على ما
يملك الرجل وعلى أحواله الشخصية والاجتماعية فإنّها تريد أن تدبّر أمره ،
فتتدخّل في شؤونه الخاصّة وقضاياه الرجالية ، فتتجاوز حدّ النسوة فتنقلب
الاُمور إلى أضدادها ، فلا بدّ للرجل من حزم وعزم ، ومن إدارة وتدبير
ووضع الشيء في موضعه .
47
ـ قال أمير المؤمنين (عليه السلام) : لا تطلعوا النساء على
حال ، ولا تأمنوهنّ على مال ، ولا تثقوا بهنّ في الفعال ، فإنّهن
لا عهد لهن عند عاهدهنّ ، ولا ورع لهن عند حاجتهن ، ولا دين لهن عند
شهوتهن ، يحفظن الشرّ وينسين الخير ، فالطفوا لهن على كلّ حال ،
لعلّ يحسن الفعال .
27
ـ حسن التبعّل :
البعل يعني الزوج ، والحليلة يعني
الزوجة ، فمن عوامل ديمومة الزواج الناجح حسن التبعّل ، أي الزوجة تراعي
شؤون وعواطف الزوج ، وعملها هذا بمنزلة الجهاد في سبيل الله ، وهذا يعني
أ نّه من الاُمور الصعبة ، والذي تستحقّ عليه التقدير الإلهي والأجر العظيم
وحسن التبعّل يعني لباقة الزوجة ولطافتها في التعامل مع زوجها والذي يحتاج إلى
ثقافة واضطلاع لكي تكون المرأة ناجحة كزوجة .
48
ـ قال أمير المؤمنين (عليه السلام) : جهاد المرأة حسن
التبعّل .
49
ـ وقال : لتطيب المرأة المسلمة لزوجها([301]) .
حيث إنّ اهتمام المرأة بنفسها له دور كبير في
انجذاب الزوج إليها ، فهي تعتني بهندامها فتكون أنيقة المظهر رشيقة التصرّف
حلوة الاُسلوب عذبة اللهجة تبدو كلّ يوم في صورة أحلى وأجمل وأليَق وألبق .
28
ـ ترك السحر والشعبذة :
من المؤسف لا زال بعض النساء يلجأن في حلّ
مشاكلهن العائلية إلى السحر والكهانة والشعبذة ، فتصرف الأموال على أمل أن
تستميل قلب زوجها ، أو يطلّق زوجته الثانية ، وما شابه ذلك ، ويحصل
مثل هذه الاُمور في القرى والأرياف والعوائل الاُمّية والتي هي بعيدة عن الثقافة
والتمدّن .
بل تجد أنّ بعض المثقّفات عندما يصلن إلى
الطريق المسدود فإنّهن يلجأن إلى ما تلجأ إليه النسوة الاُمّيات الجاهلات .
والإسلام العظيم أنكر هذا الأمر غاية
الإنكار .
50
ـ قال عليّّ (عليه
السلام) :
أقبلت امرأة إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقالت :
يا رسول الله ، إنّ لي زوجاً وله عليّ غلظة وإنّي صنعت به شيئاً
لأعطفه عليّ، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): اُفٍّ لكِ ،
كدّرت دينكِ لعنتكِ الملائكة الأخيار ، لعنتكِ ملائكة السماء ، لعنتكِ
ملائكة الأرض . فصامت نهارها وقامت لياليها ـ بالعبادة
والصلاة ـ ولبست المسوخ ، ثمّ حلقت رأسها ، فقال رسول الله (صلى الله
عليه وآله) :
إنّ حلق الرأس لا يقبل منها إلاّ أن يرضى الزوج([302]) .
29
ـ الخدمة المتواصلة :