26 ـ وفي حكم ترك المقاربة فيما زاد عن أربعة أشهر ، عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) ، أ نّه سأله عن الرجل يكون عنده المرأة الشابة فيمسك عنها الأشهر والسنة لا يقربها ليس يريد الإضرار بها يكون لهم مصيبة أيكون في ذلك آثماً  ؟ قال  : إذا تركها أربعة أشهر كان آثماً بعد ذلك . وفي خبر آخر زاد فيه  : إلاّ أن يكون بإذنها .

             27 ـ عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، قال  : من جمع من النساء ما لا ينكح فزنى منهن شيء فالإثم عليه .

             28 ـ وفي نكاح الدبر ، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله)  : محاش النساء على اُمّتي حرام ، وحمل على الكراهية جمعاً بين الروايات([240]) .

             29 ـ عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال  : سألته عن إتيان النساء في أعجازهن فقال  : هي لعبتك لا تؤذها .

             ويكره الجماع ومعه خاتم فيه ذكر الله ، أو شيء من القرآن .

             30 ـ عن عليّ ، عن أخيه الإمام الكاظم (عليه السلام) ، قال  : سألته عن الرجل يجامع أو يدخل الكنيف وعليه خاتم فيه ذكر الله أو شيء من القرآن أيصلح ذلك  ؟ قال  : لا([241]) .

             4 ـ وأمّا حكم العزل  :

             31 ـ عن محمّد بن مسلم ، قال  : سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن العزل  ؟ فقال  : ذاك إلى الرجل يصرفه حيث شاء .

             32 ـ وعن محمّد بن مسلم ، عن أحدهما (عليهما السلام) ، أ نّه سئل عن العزل  ؟ فقال  : أمّا الأمة فلا بأس ، وأمّا الحرّة فإنّي أكره ذلك ، إلاّ أن يشترط عليها حين يتزوّجها .

             33 ـ وعن يعقوب الجعفي ، قال  : سمعت أبا الحسن (عليه السلام) يقول  : لا بأس بالعزل في ستّة وجوه  : المرأة التي تيقّنت أ نّها لا تلد ، والمسنّة ، والمرأة السليطة ، والبذيّة ، والمرأة التي لا ترضع ولدها ، والأمة .

             5 ـ الدعاء عند المقاربة  :

             ويستحبّ لمن أراد المباشرة والجماع أن يدعو ربّه بالدعاء المأثور .

             34 ـ عن أمير المؤمنين (عليه السلام)  : إذا أراد أحدكم مجامعة زوجته فليقل  : اللهمّ إنّي استحللت فرجها بأمرك ، وقبلتها بأمانتك ، فإن قضيت لي منها ولداً فاجعله ذكراً سويّاً ، ولا تجعل للشيطان فيه نصيباً ولا شركاً .

             35 ـ عن أبي الربيع الشامي ، قال  : كنت عنده ليلة فذكر شرك الشيطان فعظّمه حتّى أفزعني ، فقلت  : جعلت فداك ، فما المخرج منها وما نصنع  ؟ قال  : إذا أردت المجامعة فقل  : « بسم الله الرحمن الرحيم الذي لا إله إلاّ هو بديع السماوات والأرض ، اللهمّ إن قصدت منّي في هذه الليلة ولداً فلا تجعل للشيطان فيه نصيباً ولا شركاً ولا حظّاً ، واجعله عبداً صالحاً مصفيّاً وذرّيته جلّ ثناؤك » .

             36 ـ عن سليمان بن خالد ، قال  : قلت لأبي عبد الله (عليه السلام)  : ما قول الله (  وَشَارِكْهُمْ فِي الأمْوَالِ وَالأولادِ  )([242])  ؟ فقال  : قل في ذلك قولا  : « أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم » .

             37 ـ عن أحدهما (عليهما السلام) ، قال  : شرك الشيطان ما كان من مال حرام فهو من شركه ، ويكون مع الرجل حين يجامع فيكون نطفته مع نطفته إذا كان حراماً ، قال  : كلتيهما جميعاً يختلطه ، وقال  : ربما خلق من واحدة وربما خلق منهما جميعاً .

             38 ـ صفوان الجمّـال ، قال  : كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) فاستأذن عيسى بن منصور عليه فقال له  : ما لك ولفلان يا عيسى أما إنّه ما يحبّك ، فقال  : بأبي واُمّي يقول قولنا ويتولّى من نتولّى ، فقال  : إنّ فيه نخوة إبليس ، فقال  : بأبي واُمّي أليس يقول إبليس: ( خَلَقْتَنِي مِنْ نَار وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِين  )([243])، فقال أبو عبد الله (عليه السلام): وقد يقول الله  : (  وَشَارِكْهُمْ فِي الأمْوَالِ وَالأولادِ  )([244]) ، فالشيطان يباضع ابن آدم هكذا ، وقرن بين إصبعيه .

             39 ـ عن أبي جعفر (عليه السلام) قال  : لا يدخل بالجارية حتّى يأتي لها تسع سنين أو عشر سنين([245]) .

             40 ـ عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال  : من وطى بامرأة قبل تسع سنين فأصابها عيب فهو ضامن .


الفصل السادس

حقوق  الزوجين  المشتركة

             تمتاز الحياة الزوجية عن غيرها بأنّ الله سبحانه قد جعل بين الزوجين المودّة والرحمة ، وهما عنصران أساسيان في صفاء الاُسرة ، وكمال الوئام والتفاهم وتمشية الاُمور على ما يرام ، وحلّ المشاكل والتغلّب على الصعاب ، وحكومة السعادة والوفاق والعيش الرغيد والهناء ، كلّ هذا ببركة المودّة أي المحبّة مع الإطاعة والرحمة .

             فالحياة التي يسودها الحبّ والرحمة إنّما هي حياة الجنّة ، والجنّة إنّما هي دار استراحة المؤمنين تحوطها الرحمة الإلهية والمودّة الأبدية ، فلا حزن فيها ولا لغوب ولا قيل ولا قال ، كذلك البيت الذي يفوح منه عطر المودّة وطيب الرحمة .

             ولكن مع هذا جعل الله سبحانه حقوقاً تخصّ الرجال ، كما جعل حقوقاً تخصّ النساء ، حتّى يعرف كلّ واحد حدّه ، فلا يتجاوز ذلك طغياناً وبطراً وأشراً ، فهناك ثوابت تلزم الزوج ويجب عليه أن يراعيها ، كما أنّ هناك حقوقاً تلزم الزوجة ويجب عليها أن تحفظها ولا تتعدّاها ، كما هناك خصال يشترك الزوجان فيها ، نذكر نبذة منها كما ورد في الروايات الشريفة ، إلاّ أ نّه نقول مقدّمةً من باب التوضيح  : إنّ الحقّ لغةً بمعنى الشيء الثابت ، وأ نّه اسم من أسماء الله سبحانه ، كما في قوله تعالى  :

             ( سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآ فَاقِ وَفِي أ نْفُسِهِمْ حَتَّى يَـتَبَـيَّنَ لَهُمْ أ نَّهُ الحَقُّ  )([246]) .

             واصطلاحاً بمعنى الشيء الذي ثبت بالعقل والشرع ، وفي الفقه يفرّق بين الحقّ والحكم بأنّ الحقّ ما كان إثباته بيد الشرع المقدّس ، ولكنّ إسقاطه ربما يكون بيد صاحب الحقّ ، كحقّ خيار المجلس في البيع ، فإنّ الله جعل للبائع والمشتري خيار المجلس ، ولكن جعل إسقاط هذا الحقّ بيدهما عند توافقهما ، بخلاف الحكم الشرعي ، فإنّ إثباته وإسقاطه إنّما هو بيد الشارع المقدّس .

             وحقوق الزوجين تارةً شرعيّة ، كما يقال ليس من حقّ الرجل أن يستخدم زوجته لغسل ملابسه وطهي الطعام ، بل وحتّى إرضاع طفله دون الرضعة الاُولى ، فيجوز للزوجة أن تطالب باُجرة رضاعها ، ولكن من حقّ الرجل أن يتزوّج أربعة حرائر دائميات فيجوز لكلّ منهما أن يسقطا حقّهما بأن تشتغل الزوجة في دار زوجها ، وتخدمه بكلّ ما يحبّ ويريد ، وهو يتعهّد لها بعدم تعدّد الزوجة مثلا .

             والمقصود من بيان حقوق الزوجين المشتركة أو المختصّة بأحدهما في هذا الفصل ، ليس الحقوق الشرعية وحسب بل الحقوق الأخلاقية والتربوية التي استنبطناها من الأحاديث الشريفة ، ويمكن للمحقّق أن يستنبط أكثر من هذا بكثير ، وفي الأخبار غنىً وثقافة ثريّة ومعطاء ومعين لا ينضب ، فتدبّر وتأمّل .

             وأمّا الحقوق المشتركة بين الزوجين ، فمنها  :

             1 ـ الصبر  :

             قال النبيّ (صلى الله عليه وآله)  : من صبر على سوء خلق امرأته ، أعطاه الله من الأجر ما  أعطى أيوب (عليه السلام) على بلائه ، ومن صبرت على سوء خلق زوجها أعطاها الله
مثل ثواب آسية بنت مزاحم ـ  زوجة فرعون  ـ  .

             وزوّج رسول الله (صلى الله عليه وآله) امرأةً من رجل ، فرأت منه بعض ما كرهت ، فشكت ذلك إلى النبيّ (صلى الله عليه وآله) فقال  : لعلّكِ تريدين أن تختلعي ـ  تبذل له مالا ليطلّقها ، وهو الطلاق الخلعي  ـ فتكوني عند الله أنتن من جيفة حمار .

             عن أبي جعفر (عليه السلام) ، قال  : إنّ الله عزّ وجلّ كتب على الرجال الجهاد ، وعلى النساء الجهاد ، فجهاد الرجل أن يبذل ماله ودمه حتّى يقتل في سبيل الله ، وجهاد المرأة أن تصبر على ما ترى من أذى زوجها وغيرته .

            ومن الواضح أنّ غيرة الرجل إيمان ، إلاّ أ نّه لا يتجاوز الحدّ المعقول ، كما  ذكرنا .

             2 ـ عدم الظلم وترك الأذى  :

             قال رسول الله (صلى الله عليه وآله)  : أيما امرأة آذت زوجها بلسانها لم يقبل الله منها صرفاً ولا عدلا ولا حسنةً من عملها حتّى ترضيه ، وإن صامت نهارها وقامت ليلها ، وأعتقت الرقاب ، وحملت على جياد الخيل في سبيل الله ، فكانت أوّل من يرد النار ، وكذلك الرجل إذا كان لها ظالماً .

             ما أروع هذه الأحاديث الشريفة ، فإنّها تحذّر الزوجين عن إيراد الأذى والظلم على الآخر ، وما أعظم التخويف والتحذير أ نّه لا يقبل منهما عملا صالحاً إذا كان البيت فيه اللغط والاختلاف والعصيان والقيل والقال وعدم العفّة في الكلام من الفحش والسبّ وأذى اللسان بكلّ ما له من مصاديق .


حقوق الزوجة

             المرأة شريكة الحياة ، ولها ما للرجال من الحقوق ، وعلى الزوج أن يراعي حقوقها ، حتّى تستحكم أواصر العلاقات الزوجية ، فمن تجاوز الحدّ ينقلب إلى الضدّ ، فيلزم المضادّة بين شخصين يعيشان تحت سقف واحد ، وعلى عاتقهما مسؤولية الاُسرة ونظامها وتربيتها ، وكلّ من الشريكين إذا تجاوز حدّه ولم يعمل بما يجب عليه من رعاية حقوق الآخر ، فإنّه بلا شكّ سيؤدّي ذلك إلى فشل الحياة المشتركة وتشتّتها وتمزّقها ومن ثمّ سيكون حصيلة الفشل هو ضياع الاُسرة وتسيّب الأولاد وضياعهم ، وورود الآلام على الزوجين بل الأقرباء من كلّ واحد منهما ، ويترتّب على ذلك توالي فاسدة كثيرة ، ربما توجب سفك الدماء وهتك الأعراض ونهب الأموال ، وانحطاط المجتمع وفساده .

             فلا بدّ للزوج أوّلا أن يتعامل مع زوجته واُسرته بالمودّة والرحمة ، ثمّ عليه أن يراعي حقوق زوجته بلطف وإحسان ، ويقتدي بذلك بالأنبياء وخاتمهم الرسول الأعظم محمّد (صلى الله عليه وآله) وبعترته الطاهرين (عليهم السلام) .

             قال النبيّ (صلى الله عليه وآله)  : خيركم خيركم لأهله ، وأنا خيركم لأهلي .

             وهذا يعني أنّ الزوج عليه أن يكون من أهل الخير ، وأفعال الخير كثيرة ، يعرفها كلّ ذي فطرة سليمة ، ثمّ أولى الناس بالخير أقرباء الإنسان ، وأقرب الناس إليه زوجته بعد والديه . فخير المؤمنين ( لكاف الخطاب وميم الجمع في قوله  : خيركم ) خيركم لأهله ، وضرب النبيّ (صلى الله عليه وآله) أروع مثال في سيرته وحياته في هذا الباب .

             وكذلك الأئمة الأطهار (عليهم السلام) ، فإنّ حياتهم شعلة وهّاجة في طريق السعادة
والعيش الرغيد ، وكلماتهم النورانية تطفح علماً وثقافة لمن أراد أن يعيش سعيداً ويموت سعيداً . وقد بيّنوا الحقوق والحدود في كلّ شيء ، وما أروع ما قاله الإمام السجّاد (عليه السلام) في رسالة الحقوق ، فإنّه يذكر الحقوق العامّة والخاصّة  : الإنسان مع ربّه ، ومع نفسه ، ومع غيره .

             1 ـ وفي حقّ الزوجة يقول (عليه السلام) بما هو الجامع والأساس لكلّ الحقوق الزوجية  : وأمّا حقّ الزوجة  : فأن تعلم أنّ الله عزّ وجلّ جعلها لك سكناً واُنساً ، فتعلم أنّ ذلك نعمة من الله عليك ، فتكرمها وترفق بها ، وإن كان حقّك عليها أوجب فإنّ لها عليك أن ترحمها لأ نّها أسيرك وتطعمها وتسقيها وتكسوها ، وإذا جهلت عفوت عنها .

             فما أروع هذه الاُصول والقواعد الأوّلية في الحياة الزوجية  :

             أوّلا  : أن تعلم أنّ الله عزّ وجلّ جعلها لك سكناً  : وهذا يعني أن تصل إلى حدّ العلم واليقين بأنّ الهدف من الزواج هو السكونة والارتياح ، ويحصل هذا بالجوار من زوجتك ، فكما يرتاح الإنسان فى داره التي يسكن فيها ، وعليه أن يسعى في صلاحها وبنائها وزينتها ، فكذلك الزوجة ممّن تسكن إليها ، فلا بدّ أن تباريها وتراعي شعورها وتسعى في إصلاحها وصلاحها .

             وثانياً  : واُنساً  : فربما هناك من تسكن إليه ولكن لا تأنس به ، فأردف الإمام  (عليه السلام) السكونة بالاُنس الروحي والجسدي ـ  للإطلاق  ـ كما أردف الله البرد بالسلامة في نار نمرود لإبراهيم الخليل (عليه السلام) ، فلو لم تكن السلامة لربما كان البرد القارس المؤلم المهلك ، فقال عزّ وجلّ  : (  كُونِي بَرْداً وَسَلاماً  )([247]) .

             ثالثاً  : تعلم أنّ ذلك نعمة من الله عليك  : فالمرأة التي تسكن إليها وتأنس بها
وتألفها وتألفك هذه من نعم الله وآلائه ، بل من اللطف الإلهي بالرجل ، وكذلك بالنسبة إلى المرأة فإنّ الزوج الصالح من نِعَم الله سبحانه ، وحقّ النعمة أن تشكرها .

             رابعاً  : فتكرمها  : فبيّن الإمام (عليه السلام) شكر هذه النعمة بأن تكرم الزوجة بكلّ ما  لكلمة الإكرام من معنى ومصداق ، فمن الإكرام الاحترام والعطف والحنان والمعاملة الجيّدة .

             خامساً  : وترفق بها  : الرفق بالكلام وبالسماحة والمحبّة ، وتكون رفيقها في الحياة في الحضر والسفر ، فتراعي آداب المرافق والمجاورة بأنّ لا تجرح الأحاسيس والمشاعر والعواطف ، بل بكلّ رفق وحنان وإحسان ومعروف .

             سادساً  : وإن كان حقّك عليها أوجب  : يعني عندما تستعمل هذه الأساليب الدالّة على الرحمة والعطوفة لا تتصوّر أ نّها أكثر منك حقّاً ، بل للرجل حقوق أكثر ممّـا للمرأة كما سنذكر ، إلاّ أنّ كثرة الحقوق وبعض المميّزات الاجتماعية باعتبار الرجولة وباعتبار تكوين الرجل في خلقته وطبيعته ، لا يعني أ نّه يتطاول على الزوجة ويبيع عليها فخراً ، ممّـا يؤدّي إلى جرح المشاعر وتهيج روح العناد والخصام ومطالبته الحقوق ، بل وإن كنت أكثر حقّاً ، ولكن هذا يعنى أن تبالغ بالجانب العاطفي أكثر فأكثر ، فإنّ للمرأة على الرجل أن يرحمها ، وبرهان هذا المعنى وهذا الأمر ، أ نّها بحكم الأسيرة للزوج ، والأسير يحتاج إلى المداراة والملاطفة حتّى تكسب قلبه ، هذا باعتبار الاُمور الروحيّة والمعنوية ، وأمّا من الجانب الاقتصادي والقضايا المادية ، فمن حقوقها كما يلي  :

             سابعاً  : الإطعام والسقاية والملابس  : وهذه الاُمور تندرج تحت النفقة ; إذ تجب نفقة الزوجة على زوجها بما يناسب شأنها في دار أبيها ودار الزوج ، فعليه أن يراعي هذا الأمر ، وأمّا في الارتباط الثنائي في الحياة المشتركة ، فربما يصدر ما لا يرضى به الزوج جهلا منها لا بقصد التعمّد والإيذاء ، فحينئذ .

             ثامناً  : إذا جهلت عفوت عنها  : فلا شكّ إذا دخل العفو والسماح في الحياة الزوجية ستكون حياة سعيدة ، ويتبدّل الجهل إلى العلم ، والشرّ إلى الخير ، والعداء إلى الصداقة الحميمة .

             والعجيب أ نّه يحرم الكذب وأ نّه من الصفات الذميمة ، إلاّ أ نّه من أجل حفظ كيان الاُسرة ربما تطلب المرأة من الرجل شيئاً لا يقدر عليه ، فيجوز أن يعدها بالشراء ، وعند رجوعه إلى الدار يتناسى ذلك ، وهكذا الموارد الاُخرى ، فقد ورد في الخبر الشريف عن الإمام الصادق عن آبائه ، قال  : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله)  : ثلاثة يحسن فيهن الكذب  : المكيدة في الحرب ، وعدتك زوجتك ، والإصلاح بين الناس([248]) .

             أمّا حقوق الزوجة فكما يلي  :

             1 ـ غفران الخطايا ( العفو والتسامح )  :

             من حقوق الزوجة الأخلاقية ، أن يغفر لها زوجها حين تخطئ ، فلقلّة التجارب منها ، وربما لاُمّيتها وجهلها يصدر منها ما يؤذي الزوج ، فعليه أن يغفر لها سيّما لو اعتذرت .

             2 ـ سأل إسحاق بن عمّـار أبا عبد الله (عليه السلام) عن حقّ المرأة على زوجها  ؟ قال  : يشبع بطنها ، ويكسو جثّتها ، وإن جهلت غفر لها ـ  أي عليها أوّلا أن لا تجهل ، بل تستعمل العقل والعلم في حياتها الزوجية ، ولكن لو صدر منها ما صدر جهلا  ـ غفر لها ، إنّ إبراهيم خليل الرحمن (عليه السلام) شكا إلى الله عزّ وجلّ خُلق سارة ، فأوحى الله إليه أنّ مثل المرأة مثل الضلع ، إن أقمته انكسر ، وإن تركته استمتعت به ، قلت  : من قال هذا  ؟ فغضب ، ثمّ قال  : هذا والله قول رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، وعنه قال  : كان لأبي  عبد الله (عليه السلام) امرأة وكانت تؤذيه فكان يغفر لها .

             2 ـ تحمّل الأذى  :

             من الصفات الحميدة ، بل يعدّ من اُمّهات الأخلاق الحسنة وأساس الأخلاقيات كلّها هو الصبر ، والمؤمن صبور وقور عند الهزاهز ، ويتجلّى صبره مع زوجته لو كانت سيّئة الأخلاق ، فإنّه يغفر لها جهلها ، بل ويتحمّل أذاها ، لا سيّما في كلماتها البذيئة وتصرّفاتها المؤلمة ، وما أعظم الثواب المترتّب على هذا الصبر الجميل .

             3 ـ قال (عليه السلام)  : من احتمل من امرأته ولو كلمة واحدة ، أعتق الله رقبته من النار ، وأوجب له الجنّة ، وكتب له مائتي ألف حسنة ، ومحا عنه مئتي ألف سيّئة ، ورفع له مائتي ألف درجة ، وكتب الله عزّ وجلّ له بكلّ شعرة على بدنه عبادة سنة .

             ومع مثل هذا الأجر والثواب العظيم ، كيف لا يتحمّل المؤمن أذى زوجته ، وكيف لا تكون الحياة سعيدة ، فإنّ المرأة مهما كانت فهي عاقلة وعندها عاطفة وشعور وإحساس ، فإذا رأت الزوج كيف يتحمّلها ، فإنّه لا بدّ في المرّة الثالثة والرابعة بل ولو في المرّة المائة تشعر بخطئها وتحاول أن تخفّف أو أن لا تعود لمثل ذلك أبداً ، بل وتتعامل معه بالمثل من المعروف والإحسان فتكفّ عنه الأذى والكلام الخشن إذا كان ، بل تعرف قيمة هذا الزوج الحليم والصبور فلا تعوّضه بالدنيا وما فيها ..

             3 ـ الإنفاق والسعة  :

             من حقوق الزوجة والاُسرة الإنفاق ، وإذا وسّع الله على عبد ، فعليه أن يوسّع  على عياله ، حتّى تحسّ الاُسرة ( الزوجة والأولاد ) بالرفاه في ظلّ والدها والقائم بشؤونها ، ويزيد على ما وجب عليه شرعاً من المأكل والملبس وغير ذلك .

             4 ـ قال رسول الله (صلى الله عليه وآله)  : ما من عبد يكسب ، ثمّ ينفق على عياله ، إلاّ أعطاه الله بكلّ درهم ينفقه على عياله سبعمائة ضعف .

             5 ـ عن الإمام الباقر (عليه السلام) ، قال  : من كانت عنده امرأة فلم يكسها ما يواري عورتها ، ويطعمها ما يقيم صلبها ـ  أي يقوّيها ولا يجوّعها  ـ كان حقّاً على الإمام أن يفرّق بينهما ـ  وهذه كناية عن أنّ مثل هذه الحياة لا تدوم بشكل مريح وسعيد ، بل من حقّ الحاكم الشرعي أن يفرّق بينهما بالطلاق  ـ فيما إذا رفعت أمرها إلى الحاكم .

             6 ـ عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، في قوله تعالى  : (  وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَـلْـيُـنفِقْ مِمَّا آ تَاهُ اللهُ  )([249]) ، قال  : إن أنفق عليها ما يقيم ظهرها مع كسوة ـ  أي رعاية الأكل واللباس  ـ وإلاّ فرّق بينهما .

             فذو سعة في المال يلزم أن يوسع على عياله ولا يقتر عليهم ، بل لا بدّ من الفرق بين غرفة الرجل وغرفة المرأة ، كما ورد في الخبر الشريف  :

             7 ـ عن عبد الله بن عطا ، قال  : دخلت على أبي جعفر (عليه السلام) فرأيت في منزله نضداً ووسائد وأنماط ومرافق ، فقلت له  : ما هذا  ؟ قال (عليه السلام)  : متاع المرأة .

             النضد ـ  بالتحريك  ـ  : ما نضد من متاع البيت وضمّ بعضه إلى بعض متّسقاً أو مركوماً ، والأنماط جمع نمط  : ما يفرش من مفارش الصوف الملوّنة . والمرافق جمع مِرفق  : التي تجعل تحت المرفق من المخدّة والمتّكأ ، والنمارق جمع نمرق ونمرقة  : الوسادة يتّكأ عليها .

             8 ـ عن جابر ، عن الباقر (عليه السلام) ، قال  : دخل قوم على الحسين بن علي (عليه السلام)فقالوا  : يا بن رسول الله ، نرى في منزلك أشياء مكروهة ـ  وقد رأوا في منزله بساطاً ونمارق  ـ فقال  : إنّما نتزوّج النساء فنعطيهن مهورهن فيشترين بها ما شئن ليس لنا منه شيء .

             وهذه السنّة لا زالت موجودة ، فإنّه يعطى المهر أو بعضه لاُسرة العروس ليشتروا أثاث المنزل ويكون ملكاً للزوجة . وهي التي تريد أن تعيش في محيط خاصّ من الدار والغرفة والمطبخ ، فليكن ترتيب الأثاث وانتخاب الأمتعة والحاجيات المنزليّة على ذوقها ، فإنّ الرجل أكثر حضوره خارج البيت ، وتنظيم أجواء البيت إنّما هي لسيّدة البيت ، ويقال  : تتجلّى إمبراطورية المرأة في مطبخها ، وفي إعداد الطعام وطهيه .

             4 ـ الحنان وعدم الظلم  :

             على الزوج أن يحنّ على زوجته واُسرته ، فلا يظلمهم ، فإنّ الظلم قبيح عقلا وشرعاً ، وأولى الناس بترك ظلمهم وأذاهم اُسرة الرجل وعائلته .

             9 ـ قال رسول الله (صلى الله عليه وآله)  : خير الرجال من اُمّتي الذين لا يتطاولون على أهليهم ويحنّون عليهم ، ولا يظلمونهم ، ثمّ قرأ  : (  الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا  فَضَّلَ اللهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْض  )([250]) ... الآية . وسنذكر تفصيل ذلك .

             5 ـ عدم الضرب المبرح  :

             من أكبر المشاكل في الحياة الزوجية ، ضرب الزوج لزوجته ـ  فكثير من الطلاق وكثير من الاختلافات في الاُسرة إنّما ينشأ من ضرب الزوج  ـ ومن الرجال من يحمل الروح الهمجيّة والحيوانية حتّى يفقد صوابه في حالة الغضب ويضرب المرأة الريحانة باُسلوب وحشيّ لا يقبله الشرع المقدّس ولا الثقافة المتّزنة ، وحقّاً بعض الرجال إنّهم كالأنعام بل أضلّ سبيلا ، فإذا كانت المرأة بحكم الأسيرة والضعيفة وإنّها الوردة التي تشيع في البيت الاُنس والحبّ والتي لا تستحقّ إلاّ أن تُشمّ برفق وتُؤتى بلين ورقّة وحنان ، وما أقبح اُولئك الرجال الذين يسوّدون أبدان نسائهم اللطيفة تشفّياً لغضبهم وانتقامهم ، وصاحب المثل يقول  : ( لا يقدر أبي إلاّ على اُمّي ) ، فمثل هؤلاء الرجال يخنعون أمام الظالمين ، بل يكونون من أعوانهم وزمرتهم ، ولا يكونون للظالم خصماً وللمظلوم عوناً ، بل  يصبّ غضبه على زوجته المسكينة ، ويفتخر وكأ نّه قتل مرحب الخيبري وعمرو بن ودّ العامري وعنترة بن شدّاد .

             نعم ، ورد الضرب في مقام التربية ، لا في مقام الانتقام والتشفّي وإطفاء ثورة الغضب ، وإنّما ورد ضمن حدود خاصّة ، بأن لا يتجاوز الاحمرار والاسوداد والورم والجرح والكسر وغير ذلك([251]) ، بل يضرب بالضغث وأعواد تخليل الأسنان الصغيرة واللطيفة .

             كما لا يحقّ له أن يرعد في وجه زوجته ويصيح ، بل بسكونة ووقار ومنطق رصين يريها الحقّ ويسمعها الحقيقة ، ويعرفها ما يجب عليها وما يلزمها من الوظائف الخاصة والعامة .

             10 ـ قالت خولة لرسول الله (صلى الله عليه وآله)  : فما حقّي عليه ـ  على الزوج  ـ  ؟ قال (صلى الله عليه وآله)  : حقّك عليه أن يطعمك ممّـا يأكل ويكسوكِ ممّـا يلبس ولا يلطم ولا يصيح في وجهكِ ...

             11 ـ خطب النبيّ (صلى الله عليه وآله) ، فقال  : أ يّها الناس ، إنّ النساء عندكم عوار لا يملكن لأنفسهن ضرّاً ولا نفعاً ، أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمات الله ، فلكم عليهن حقّ ولهن عليكم حقّ ، ومن حقّكم عليهن أن لا يوطؤوا فرشكم ولا يعصينكم في معروف ، فإذا فعلن ذلك فلهن رزقهن وكسوتهن بالمعروف ولا تضربوهن([252]) .

             12 ـ وقال النبيّ (صلى الله عليه وآله)  : إنّي أتعجّب ممّن يضرب امرأته وهو بالضرب أولى منها ، لا تضربوا نساءكم بالخشب فإنّ فيه القصاص ، ولكن اضربوهن بالجوع والعري حتّى تربحوا في الدنيا والآخرة ، وأيّما رجل تتزيّن امرأته وتخرج من باب دارها فهو ديّوث ، ولا يأثم من يسمّيه ديوثاً ، والمرأة إذا خرجت من باب دارها متزيّنة متعطّرة والزوج بذلك راض يبنى لزوجها بكلّ قدم بيت في النار ، فقصّروا أجنحة نسائكم ولا تطوّلوها ، فإنّ في تقصير أجنحتها رضىً وسروراً ودخول الجنّة بغير حساب ، احفظوا وصيّتي في أمر نسائكم حتّى تنجوا من شدّة الحساب ، ومن لم يحفظ وصيّتي فما أسوأ حاله بين يدي الله([253]) .

             وهذا معنى الضرب الذي ورد في القرآن الكريم في قوله تعالى  : (  وَاهْجُرُوهُنَّ فِي المَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ  )([254]) ، فالضرب بالجوع والعري ، كما هذا الأمر مع المرأة التي يصدر منها الأذى الذي لا يتحمّل ولا يطاق عادة ، ويفسّر هذا المعنى روايات اُخرى ، فإنّها كالقرآن الكريم يفسّر بعضها بعضاً .

             وإنّما تضرب المرأة على اُمور الخير  :

             13 ـ عن الإمام الكاظم (عليه السلام) ، قال  : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله)  : اضربوا النساء على تعليم الخير .

             14 ـ قال عليّ (عليه السلام)  : أتى النبيّ (صلى الله عليه وآله) رجل من الأنصار بابنة له ، فقال  : يا  رسول الله ، إنّ زوجها فلان بن فلان الأنصاري ، فضربها فأثّر في وجهها فأقيده لها  ؟ فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله)  : لك ذلك ، فأنزل الله تعالى قوله  : (  الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ  )([255]) ... الآية ، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله)  : أردت أمراً وأراد الله تعالى غيره([256]) .

             فإذا سقط القصاص تكون الدية حينئذ أو ترضى الزوجة بذلك .

             15 ـ وإليكم هذه القصّة من حياة أمير المؤمنين عليّ (عليه السلام)  : بينما كان (عليه السلام)في طريقه إلى الخروج من المسجد ذات يوم ، رأى امرأة تقف على باب المسجد باكية منكسرة ، فسألها قائلا  : « ما لكِ يا امرأة  ؟ » قالت  : « إنّ زوجي ضربني يا  أمير المؤمنين » .

             ومن المؤسف أيّها الإخوة والأبناء أن يصل مستوى الخُلق ببعض الأزواج إلى حدّ ضرب زوجاتهن ولأتفه الأسباب ، وهذا خلق لئيم ذميم لا يليق بالمؤمن فضلا عن أ نّه كثيراً ما يدمّر الاُسرة ، فعلى الأزواج أن يتحلّوا بطول الأناة في  التعامل مع زوجاتهم ولا سيّما في شهر رمضان المبارك ، قال جلّ من قائل  : (  يَا أ يُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَحِلُّ لَكُمْ أنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهاً وَ لا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إلاَّ أنْ يَأتِينَ بِفَاحِشَة مُبَيِّنَة وَعَاشِرُوهُنَّ بِالمَعْرُوفِ فَإنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً  )([257]) .

             بعد أن استمع أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى ظلامة المرأة وعرف أنّ زوجها ضربها  وطردها من البيت وأ نّها تركت أطفالها يبكون فجاءت إليه ليشفع لها ، قال  لها (عليه السلام)  : « إنّ الجوّ عاصف كما ترين ، انتظري حتّى تسكن الريح فأذهب معكِ إلى زوجكِ » ، فقالت المرأة  : « وإلى أن تسكن الريح أين أذهب  ؟ » ، قال  (عليه السلام)  : « صدقت المسكينة » ، ثمّ سار معها إلى بيت زوجها ، فلمّـا وصلاه طرق  الإمام (عليه السلام) الباب فخرج منه شابّ سيماء الغرور والعنجهية بادية عليه فقال  له (عليه السلام)  : « ما هذا يا رجل  ؟  ! اتّقِ الله في هذه المسكينة ، لماذا أخفتها وأخرجتها من مسكنها  ؟ » فقال الشابّ وقد بدا أ نّه لم يعرف أنّ الذي يكلّمه هو أمير المؤمنين (عليه السلام)  : « وما أنت وهي  ؟ لماذا تتدخّل بيني وبين زوجتي  ؟ والله لأحرقنّها في بيتها » ، فجرّد الإمام (عليه السلام) سيفه ، وصادف وفي نفس اللحظة أن مرّ مالك الأشتر وجماعة بالمكان فرأوا الإمام (عليه السلام) يجرّد سيفه ، فاندفع مالك نحو الإمام (عليه السلام) وقال له  : « مولانا أمير المؤمنين ، ما الأمر  ؟ » ، وما أن سمع الشاب قول مالك حتّى وقع على قدمي أمير المؤمنين (عليه السلام) يقبّلهما قائلا  : « مرني سيّدي ، والله لأكوننّ لها أرضاً تطؤها برجليها » ، فقال له الإمام (عليه السلام)  : « انهض ، لا هذا ولا ذاك ، بل كن طيّباً معها ، إنّها زوجتك شريكة حياتك فأعطها حقوقها ، ألم تسمع بقوله تعالى  : (  وَعَاشِرُوهُنَّ بِالمَعْرُوفِ  )([258]) »([259]) .

             وإذا حدثت مشادّة بين الزوجين كما حدث لأيوب الصابر (عليه السلام) حيث أقسم بالله إن بري من علّته فسوف يضربها مائة جلدة ، فهذا لا يعني أنّ الإسلام أباح مائة جلدة ، كما أنّ جبرئيل جاء بضغث وهو ( نبات هش طري ) حزمة فيها مائة عود صغيرة كعود الخلال . وإنّما أباح الإسلام الضرب الخفيف تأديباً لا انتقاماً وغضباً فيما إذا نشزت الزوجة ، وذلك في المرحلة الثالثة لإصلاحها  :

             (  وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي المَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ  )([260]) .

             فبعد الوعظ والهجر يكون الضرب الخفيف بهدف التأديب لا الأذى ، والمرأة المؤمنة تمتاز أ نّها من الأولياء  :

             (  وَالمُؤْمِنُونَ وَالمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أوْلِيَاءُ بَعْض  )([261]) .

             16 ـ الكافي بسنده ، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله)  : أيضرب أحدكم المرأة ثمّ يظلّ معانقها .

             17 ـ والنبيّ (صلى الله عليه وآله) يقول  : « من رفع يده على زوجته ، مدّت له يد في النار » . فإنّ في ضرب الزوج لزوجته تهديم لبناء الاُسرة ، ممّـا ينعكس سلباً على الأبناء والأطفال ، والبيت يحتاج إلى محبّة وحنان ورأفة وشفقة ورحمة  :

             (  وَجَعَلَ بَـيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً  )([262]) .

             6 ـ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر  :

             ربّ البيت لا بدّ أن يكون مهذّباً أوّلا ، مؤمناً يعمل بوظائفه الدينية ، ويتمسّك بعروة الله ، ويؤدّي ما وجب عليه من العبادات وفي المعاملات ، كما يتجنّب عن المحرّمات بل والمكروهات ، ومثل هذا الأب الناجح سيكون هو المعلّم الأوّل في الاُسرة ، ويقتدى به ويتأسى بأخلاقه قولا وعملا ، كما يكون واعظاً وناصحاً ، فدائماً ينصح زوجته وأولاده ويعلّمهم الكتاب والحكمة ، ويهديهم سواء السبيل والصراط المستقيم ، إلاّ أنّ الظروف ربما لم تكن مؤاتية ، وربما المحيط خارج الدار يؤثّر على المرأة والأولاد ، ممّـا يوجب انهيار الأعصاب ، ونكد العيش ومرارته ، حتّى يفرّ المرء من صاحبته وبنيه ، وربما يفقد توازنه وينحرف عن الجادّة فيطيع زوجته في معاصي الله ـ  والعياذ بالله  ـ والطامة الكبرى لو كانت الزوجة صالحة أو الأولاد أو أحدهم والأب كان فاسداً ومنحرفاً ، كأن تصلّي الزوجة أو يكون الولد مهذّباً صالحاً يمشي مع الأولاد الصالحين فيصلّي ويصوم ، ولكنّ الأب تارك الصلاة ويشرب الخمر ويرتكب الآثام ، وهنا تحدث الفجوة العميقة بين أعضاء الاُسرة ويشتدّ الصراع والمقاومة بين الحقّ والباطل ، وكثيراً ما  تضاع الحقوق ويلتبس الأمر ، وإلى الله المشتكى .

             فربّ البيت هو المعلّم الأوّل ، ولا بدّ أن يكون هو المتربّي أوّلا والمتأدّب حتّى يكون مؤثّراً في مقام النصيحة والموعظة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فإنّ الكلام إذا خرج من القلب دخل في القلب ، وإذا خرج من اللسان فإنّه لم يتجاوز الآذان ، وفاقد الشيء لا يعطيه ، فالأب المؤمن المهذّب عليه أن يحفظ الاُسرة من الانحطاط والسقوط ، وإذا أراد أن يعرف مقدار وظيفته الدينية في هذا الباب  :

             18 ـ فعن أبي عبد الله (عليه السلام) ، قال  : لمّـا نزلت هذه الآية  : (  يَا أ يُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أنفُسَكُمْ وَأهْلِيكُمْ نَاراً  )([263]) ، جلس رجل من المسلمين يبكي وقال  : أنا  قد عجزت عن نفسي كلّفت أهلي ، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله)  : حسبك أن تأمرهم بما  تأمر به نفسك ، وتنهاهم عمّـا تنهى عنه نفسك .

             19 ـ عن النبيّ (صلى الله عليه وآله) ، قال  : عظوهن بالمعروف قبل أن يأمرنكم بالمنكر .

             ومن المعروف أن يغيّر الفجور الذي يحدث في بيته كما ورد  :

             20 ـ قال رسول الله (صلى الله عليه وآله)  : أيّما رجل رأى في منزله شيئاً من الفجور فلم يغيّر بعث الله تعالى طيراً أبيض يظلّ عليه أربعين صباحاً فيقول كلّما دخل وخرج  : غيّر غيّر ، فإن غيّر وإلاّ مسح رأسه بجناحيه على عينيه ، فإن رأى حسناً لم يستحسنه ، وإن يرى قبيحاً لم ينكره([264]) . فيكون بحكم الأنعام بل أضلّ سبيلا .

             فالوالد وكذلك الوالدة يأمران الأولاد بالمعروف وينهونهم عن المنكر ، كما  قال سبحانه  :

             (  وَأمُرْ أهْلَكَ بِالصَّلاةِ  )([265]) .

             وكذلك بالتكاليف الشرعية الاُخرى .

             7 ـ الصيانة  :

             المرأة كلّها عورة حتّى صوتها ، وتحتاج إلى الصيانة حفظاً عليها من السرّاق والحثالات والأراذل في المجتمع ، وأحقّ الناس بصيانتها ـ  بعد أن تصون هي نفسها  ـ زوجها ، وقبل الزواج والدها وإخوتها وعشيرتها وأقرباؤها .

             كما أنّ المرأة بمنزلة الدمية واللعبة ، فتحتاج إلى حفظها والملاطفة والملاعبة معها .

             21 ـ قال رسول الله (صلى الله عليه وآله)  : إنّما المرأة لعبة ، فمن اتّخذها ـ  أي تزوّجها  ـ فليصنها .

             22 ـ قال رسول الله (صلى الله عليه وآله)  : إنّما المرأة لعبة من اتّخذها فلا يضيّعها([266]) .

             من صيانتها أن تحفظ في البيوت .

             23 ـ عن النبيّ (صلى الله عليه وآله) ، قال  : النساء عي وعورات ، فداووا عيهن بالسكوت ، وعوراتهن بالبيوت .

             24 ـ وقال (صلى الله عليه وآله)  : النساء عورة ، احبسوهن في البيوت ، واستعينوا عليهن بالعرى .

             فلا تخرج من دارها إلاّ للضرورات .

             8 ـ الإحسان  :

             ينبغي للزوج أن يحسن على عياله ، ولا سيّما وهو القائم عليهم ، والقيّم على زوجته ، وإذا كان ربّ البيت ويتجلّى فيه صفات الربوبيّة ، فإنّ لله الأسماء الحسنى والصفات العليا ، فهو المحسن المطلق وله مطلق الإحسان ، والعبد يتشبّه بمولاه ، فيحسن على من كان تحت يده ، حتّى عبّر عنهم بالاُسراء ، وكأ نّما هو الأمير وملك رقاب هؤلاء حتّى صاروا اُسراءه .

             25 ـ عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، قال  : عيال الرجل اُسراؤه ، وأحبّ العباد إلى الله عزّ وجلّ أحسنهم صنيعاً إلى اُسرائه .

             26 ـ قال الإمام الكاظم (عليه السلام)  : إنّ عيال الرجل اُسراؤه ، فمن أنعم الله عليه نعمة فليوسّع على اُسرائه ، فإن لم يفعل أوشك أن تزول عنه تلك النعمة .

             27 ـ قال الصادق (عليه السلام)  : رحم الله عبداً أحسن فيما بينه وبين زوجته ، فإنّ الله عزّ وجلّ قد ملّكه ناصيتها وجعله القيّم عليها .

             ومن الإحسان عدم الغضب عليها .

             28 - قال أمير المؤمنين (عليه السلام) في وصيّته لولده الحسن (عليه السلام)  : وأقلّ الغضب عليهن ، إلاّ في عيب أو ذنب .

             والتعبير عن العيال بالاُسراء لبيان شدّة استحقاقهم العطف والمحبّة والحنان من ربّ الاُسرة ، فلا بدّ من أن يوسّع عليهم بما أنعم الله عليه ولا يحرمهم الرفاه والعيش الرغيد ، وإلاّ فإنّه ممّـا يوجب كفران النعمة لو لم يوسّع عليهم ، فإن لم يفعل أوشك أن تزول عنه تلك النعمة .

             29 ـ الكافي بسنده  : عن يونس بن عمّار قال  : زوجّني أبو عبد الله (عليه السلام)جارية كانت لاسماعيل ابنه ، فقال  : « أحسن إليها » ، فقلت  : وما الإحسان إليها  ؟ فقال  : أشبع بطنها واكسِ جنبيها واغفر ذنبها ، ثمّ قال  : اذهبي وسطك الله ماله .

             بيان  : أي جعلك في وسطه بأن تكوني أمينة على ماله ، فيعتمد عليك ويجعله في يدكِ .

             30 ـ قال الصادق (عليه السلام)  : رحم الله عبداً أحسن فيما بينه وبين زوجته ، فإنّ الله تعالى قد ملّكه ناصيتها ، وجعله القيّم عليها .

             ومن مصاديق الإحسان أن يبيت الرجل عند أهله لو كان في مصره .

             31 ـ قال الصادق (عليه السلام)  : هلكت يدي المروءة أن يبيت الرجل عن منزله بالمصر الذي فيه أهله .

             بيان  : هلكت بتشديد اللام وتخفيفها بمعنى أهلكت ، فإنّه لازم ومتعدّ أنّثه باعتبار البيتوتة أو الخصلة أو نحوها .

             وفي بعض النسخ ( هلك ) ويحتمل أن يكون يد المروءة مرفوعاً فكتب الألف بصورة الياء فلا يحتاج إلى التكليف ، وإنّما أوقعه على اليد لأ نّها الأصل في  الأفعـال ، وللتنبيه على أ نّـه لم يعـدم المروءة رأساً وإنّما حيل بينه وبين فعلها .

             9 ـ المداراة المطلقة  :

             صفو العيش والهدوء والسكينة والوقار والمحبّة والوئام والاحترام المتبادل والعيش الرغيد اُمنية كلّ زوج وزوجة منذ اليوم الأوّل من حياتهما المشتركة ، فإنّما قالت البنت لوكيلها  : ( نعم أنت وكيلي ) ، أو قالت للخاطب  : زوّجتك نفسي على المهر المعلوم ، لترى الحياة المتنعّمة ، لا الغُصص والآهات والحسرات وحياة الجحيم ، فكلمة ( نعم ) إشارة لحصولها على نعمة عظيمة من نعم الله ، وهو الزوج الذي يتجلّى فيه صفات الربوبية ، وإنّما قالت  : ( بلى ) فيما لو قيل لها ألا ترضين فلاناً زوجاً لكِ ، ليدفع الزوج عنها البلاء والكرب وتتنعّم في ظلّه وفيئه ، ولمّا كانت المرأة من الجنس اللطيف الناعم كما أنّ الرجل من الجنس الخشن ، ولمّا كانت الاُنوثة تعني الوردة التي تشمّ ويحافظ عليها بكلّ ما للكلمة من معاني ومصاديق . إنّها ريحانة وليست قهرمانة ، حتّى يتصارع معها في حلبة الحياة ، ويتمرّن عليها بالملاكمة والوحشية ، فهي تحتاج إلى المداراة مطلقاً على كلّ حال ـ  كما مرّ هذا المعنى  ـ ونتيجة هذه المداراة التي يستعملها الزوج أوّلا ، فهو بحكم السماء الممطرة على الأرض الخصبة في بداية الحياة لتخضرّ وتسرّه في مستقبل الحياة بباقة من الزهور والرياحين من الأولاد المهذّبين والطيّبين ـ  ذكوراً وإناثاً  ـ يفتخر بهم في المجتمع لما يحملونه من تربية صالحة أسّسها الوالد بتربية الوالدة ، فكانت المدرسة الاُولى بمديرها اللبيب لتربية أولادها ، فدواء الحياة الزوجية هو المداراة وحسن الصحبة والمعاشرة بالمعروف والإحسان .

             32 ـ فما أروع ما يقوله أمير المؤمنين عليّ (عليه السلام) ينصح ولده محمّد بن الحنفية ، قائلا  : يا بني ، إذا قَوَيت فأقو على طاعة الله ، وإن ضعفت فاضعف عن معصية الله ، وإن استطعت أن لا تملك المرأة من أمرها ما جاوز نفسها فافعل ـ  أي الشيء الذي يتعلّق بنفسها فهي مختارة ، وأمّا غير ذلك فأمرها بيدك فلا تعطها ما  تشتهي  ـ فإنّه أدم لجمالها ، وأرخى لبالها ، وأحسن لحالها ، فإنّ المرأة ريحانة وليست بقهرمانة ، فدارها على كلّ حال وأحسن الصحبة لها ، فيصفو عيشك .

             33 ـ عن الصادق (عليه السلام) ، قال  : اتّقوا الله في الضعيفين  : يعني المملوك والمرأة .

             فالضعيف يحتاج دائماً إلى مداراة ، وليس لك ندّاً حتّى تتوقّع منه وتنتظر منه ما تنتظر من ندّك ، فهي وإن كانت شريكة الحياة ، إلاّ أ نّها شريكة تحتاج إلى الإحسان والرفق والخير والرعاية وحسن الصحبة والمداراة المطلقة على كلّ حال .

             وهذا يعني مراعاة شعور النساء وضعفهن في الحياة ، فإنّ المرأة في تكوينها الأوّل وطبيعتها خلقت أضعف من الرجال ، وإن كان أصل خلق الإنسان مطلقاً كذلك ، فقد خلق ضعيفاً تؤلمه البقّة وتقتله الشرقة ... ولكنّ الخلق الاُنوثي بصورة عامة يمتاز بالنعومة واللين واللطافة والضعف ، كما ورد في الأخبار الشريفة  :

             34 ـ عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، قال  :  أكثر أهل الجنّة من المستضعفين النساء ، علم الله ضعفهن فرحمهن .

             وعلى الرجل ربّ البيت أن يتّصف بصفات الله وتتجلّى أسماء الله فيه ، فيرحم من في الأرض كي يرحمه من في السماء ، فيرحم المرأة كما رحمها الله .

             ويحافظ على رجولته وقيموميّته فلا يعطي من نفسه حتّى تملكه المرأة .

             35 ـ قال أمير المؤمنين لولده الحسن (عليه السلام)  : ولا تطيلن الخلوة مع النساء فيملّنّك ، واستبقِ من نفسك بقيّة ، وإن رأيت منهن الريبة فعجّل النكير .

             أي لا ترضى بما فيه الريبة والشكّ ، بل تعمل معهن على الكاشف والواضح .

             10 ـ حسن السمت والصورة  :

             إذا كانت المرأة تتزيّن لزوجها لا سيّما في الليل وللمباشرة ، فكذلك الرجل ، فإنّ من حقّ الزوجة أن يتهيّأ لها ، والزوجة تحبّ أن يكون الزوج شاباً دائماً حتّى ولو أصبح كهلا ، واشتعل الرأس شيباً ، لكن في قرارة نفسها تودّ أن ترى زوجها شاباً أو بحكم الشباب .

             والإسلام يراعي كلّ جوانب الحياة ، كما يراعي الحالات النفسية عند الرجال والنساء ، فحبّذا للرجال أن يختضبوا بالسواد لتسكن الزوجة إليه .

             36 ـ قال رسول الله (صلى الله عليه وآله)  : اختضبوا بالحنّاء ، فإنّه يجلو البصر وينبت الشعر ويطيّب الريح ويُسكن الزوجة .

             37 ـ قال الصادق (عليه السلام)  : الحنّاء يذهب السهك ـ  ريح كريهة ممّن عرق  ـ ويزيد في ماء الوجه ، ويطيّب النكهة ، ويحسن الولد .

             38 ـ عن ذروان المدائني ، قال  : دخلت على أبي الحسن الثاني ـ  موسى بن جعفر (عليه السلام)  ـ فإذا هو قد اختضب ، فقلت  : جعلت فداك ، قد اختضبت  ؟ فقال  : نعم ، إنّ في الخضاب لأجراً ، أما علمت أن التهيئة تزيد في عفّة النساء  ؟ أيسرّك أ نّك إذا دخلت على أهلك فرأيتها على مثل ما تراك عليه إذا لم تكن على تهيئة  ؟ قال  : قلت  : لا . قال  : هو ذاك . قال  : ولقد كان لسليمان (عليه السلام) ألف امرأة في قصر ، ثلاثمائة مهيرة ـ  أي حرّة ، لأ نّها تنكح بمهر ، فهي فعيلة بمعنى مفعولة  ـ وسبعمائة سريّة ـ  أي مملوكة  ـ وكان يطيف بهنّ في كلّ يوم وليلة .

             والمراد بالتهيئة هنا  : إصلاح الرجل بدنه من الوسخ وإزالة الشعر والتدهين ووضع الطيب ونحو ذلك .

             ثمّ الإمام (عليه السلام) يجعل المقابلة بين الزوج والزوجة ، وهذا أصل من اُصول الاُسرة ، فكما تحبّ أن تحترمك زوجتك كذلك الزوجة تحبّ أن تحترمها ، إلاّ أنّ هناك قضايا تختصّ بالرجال ، كما هناك قضايا تختصّ بالنساء ، فطوبى لمن عرف قدر نفسه ، ولم يتجاوز حدّه ، ومن لم يقف عند حدّه فإنّه سيلقي بنفسه في دوّامة الفوضى والغوغائية ، ومن ثمّ تتفكّك الاُسرة ويلزمها الانحطاط والانعدام .

             39 ـ عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، قال  : جاء رجل إلى النبيّ (صلى الله عليه وآله) فنظر في الشيب في لحيته ، فقال النبيّ (صلى الله عليه وآله)  : نورٌ ، من شاب شيبة في الإسلام كانت له نوراً يوم القيامة ، قال  : فخضب الرجل بالحنّا ، ثمّ جاء إلى النبيّ (صلى الله عليه وآله) ، فلمّـا رأى الخضاب قال  : نورٌ وإسلام . قال  : فخضب الرجل بالسواد ، فقال النبيّ (صلى الله عليه وآله)  : نور وإسلام وإيمان ومحبّة إلى نسائكم ورهبة في قلوب عدوّكم .

             40 ـ عن الحسن بن جهم ، قال  : دخلت على أبي الحسن (عليه السلام) وهو مختضب بسواد ، فقلت  : جعلت فداك ، قد اختضبت بالسواد  ؟ قال  : إنّ في الخضاب أجراً ، إنّ الخضاب والتهيئة ممّـا يزيد في عفّة النساء ، ولقد ترك النساء العفّة لترك أزواجهن التهيئة لهن .

             وهنا أمر عظيم ، إنّ ترك التهيئة يعدّ النساء لترك العفّة ، ومفهوم ذلك أنّ التهيئة ممّـا يزيد في عفّة النساء ، وعفّة النساء ممّـا يوجب السعادة والهناء .

             فمن سعادة المرء أن يكون له زوجة إذا غاب عنها عفّت وأحصنت .

             41 ـ عن الإمام الصادق (عليه السلام)  : الخضاب بالسواد مهابة للعدوّ واُنس للنساء .

             42 ـ عن أبي جعفر (عليه السلام) ، قال  : النساء يحببن أن يرين الرجل في مثل ما  يحبّ الرجل أن يرى فيه النساء من الزينة .

             فمن الإجرام بحقّ النساء أن يدخل الرجل بلباس عمله وبروائح العمل ، والأمرّ والأدهى أن يدخل البيت ويدخل الفراش برائحة السيكار الكريهة ، فإذا أرادت أن تقبّله أو تنام عنده تتعذّب من رائحته الكريهة ، فما أقسى قلب الرجال الذين يشربون السجائر وأمثال ذلك ممّـا فيه الروائح الكريهة ، والطامة الكبرى يدخل البيت والفراش وفمه تفوح منه رائحة الخمور ، فالويل له من عذاب الله وخزيه في الدنيا والآخرة .

             43 ـ عن أبي الحسن (عليه السلام) ، قال  : في الخضاب ثلاث خصال  : هيبة في الحرب ، ومحبّة إلى النساء ، ويزيد في الباه .

             44 ـ عن الحسن بن جهم ، قال  : قلت لعليّ بن موسى (عليه السلام)  : خضبت  ؟ قال  : نعم بالحنّاء والكثم ، أما علمت أنّ في ذلك لأجراً ، إنّها تحبّ أن ترى منك الذي تحبّ أن ترى منها ( يعني المرأة في التهيئة ) ، ولقد خرجن نساء من العفاف إلى الفجور ، ما أخرجهن إلاّ قلّة تهيّؤ أزواجهن .

             وهذا يعني استحباب كثرة التهيّؤ أوّلا ، كما أ نّه لو كان في أيام الشيب يتهيّأ الزوج بالخضاب ، فبالأولوية يتهيّأ في أيام شبابه بكلّ ما لكلمة التهيّؤ من معنى ومصاديق ، وكلّ شيء بحسب زمانه ومكانه كما هو واضح ومعلوم .

             45 ـ وفي الحديث الشريف  : إنّها تشتهي منك الذي تشتهي منها .

             وحتّى بيت المرأة ، أي غرفتها ، يختلف عن بيت الرجل وغرفته ، فلا يزهد الرجل في غرفة زوجته ، فإنّها تحبّ الرفاه والزينة .

             46 ـ عن الحسن بن الزيات ، قال  : دخلت على أبي الحسن (عليه السلام) وهو في بيت منجّد ، ثمّ عدت إليه من الغد وهو في بيت ليس فيه إلاّ حصر ، فبرز وعليه قميص غليظ ، فقال  : البيت الذي رأيتم أمس ليس هو بيتي ، إنّما هو بيت المرأة وكان أمس يومها .

             ومرّة اُخرى نعود إلى الخضاب الذي هو مثال من أمثلة التهيّؤ للزوجة .

             47 ـ عن أمير المؤمنين (عليه السلام) ، قال  : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله)  : اختضبوا بالحنّا ، فإنّه يزيد في شبابكم وجمالكم ونكاحكم وحسن وجوهكم ويباهي الله بكم الملائكة . والدرهم في سبيل الله بسبعمائة ، والدرهم في الخضاب بسبعة آلاف ، فإذا مات أحدكم واُدخل قبره دخل عليه ملكاه ، فإذا نظر إلى خضابه قال أحدهما لصاحبه  : اُخرج عنه ، فما لنا عليه من سبيل .

             وبهذا الخبر الشريف نكشف أنّ الخضاب وأمثاله له فوائد دنيوية واُخروية ، ففي الدنيا ويتعلّق بالاُسرة وخصوص الزوجة أ نّه  :

             أوّلا  : يزيد في شبابكم ، وهذا ملاك يستفاد منه تحبيذ واستحباب كلّ شيء يزيد في القوّة والشباب ما دام لم يكن محرّماً ومكروهاً .

             ثانياً  : وجمالكم ، فإنّ الله جميل ويحبّ الجمال ، ويا حبّذا أن يكون الرجل جميلا فيخضّب ليزيد في جماله ، ويحدّد لحيته وشاربه ليزيد في جماله ، لا أن يحلقها ، فإنّه لا يجوز ذلك . ويلبس الملابس النظيفة والمعطّرة ليزيد في جماله ، وهكذا المصاديق الاُخرى .

             ثالثاً  : ويزيد في نكاحكم ، فإنّه المباشرة والنكاح من العوامل المهمّة في الحياة الزوجية ، فكم من زوجين متخاصمين أصلح الجماع بينهما . وزاد في الحبّ حبّاً ، وفي التفاهم تفاهماً ، فعلى الزوج أن يفعل ما يزيده قوّة في النكاح بشرط أن يراعي آدابه ومقدّماته كما مرّ ، حتّى تصل الزوجة إلى أوج لذّتها ، فتنسى هموم الدنيا ومتاعبها ومصاعب الحياة وآلامها ، ويزيد في نشاطها وحيويّتها لتواكب مسيرة الحياة بمعنويات عالية وقلب مسرور ومبتهج ـ  واللبيب من الإشارة يفهم  ـ  .

             رابعاً  : ويزيد في حسن وجوهكم ، فإنّ الوجه الحسن البشّاش يزيد في نشاط الاُسرة وابتهاجها ، ومن ثمّ لازمه ظهور استعدادات أعضائها من القوّة إلى
الفعل .

             وأمّا من الآثار الاُخرويّة  :

             أوّلا  : إنّه يباهي الله بكم الملائكة ، فما أعظم هذا الأمر الذي يستوجب أنّ الله يتباهى به وذلك على الملائكة الذين هم عباد مكرمون .

             ثانياً  : الأجر والثواب ، ويزيد على الصدقة ، وهذا يعني أ نّه أفضل من الصدقة ، فإنّها الدرهم بسبعمائة في الآية الشريفة ، وهذا الخضاب الذي هو من مصاديق التهيّؤ للزوجة ولمآرب اُخرى كلّ درهم يصرف فيه يعادل سبعة آلاف درهم في سبيل الله .

             ثالثاً  : وفي عالم القبر والبرزخ يأتيه الملكان ـ  منكر ونكير  ـ ليستنطقانه عقائده وأعماله ، ولكن بهذا الخضاب الذي يدلّ على اعتقاده وآدابه وإسلامه يتساهلان معه ، بل يخرجان فما لهما عليه من سبيل ، فإنّ الظاهر يدلّ على الباطن ، ولمثل هذا نقول  : من مات وهو حليق اللحية فإنّه يحاسب أكثر من غيره ويعاقب أكثر من غيره .

             فالتزيّن والتجمّل مطلوب من الرجال كما هو مطلوب من النساء في مكارم الأخلاق  :

             عن النبيّ (صلى الله عليه وآله) كان ينظر في المرآة ويرجّل جمّته ـ  مجتمع شعر الناصية  ـ ويتمشّط ، وربما نظر في الماء وسوّى جمّته فيه . ولقد كان يتجمّل لأصحابه ، فضلا عن تجمّله لأهله ـ  وهذا يعني أنّ التجمّل للأهل مفروغ عنه  ـ وقال  : إنّ الله يحبّ من عبده إذا خرج إلى إخوانه أن يتهيّأ لهم ويتجمّل([267]) .


حقوق الزوج

             وأمّا حقّ الزوج على الزوجة  :

             1 ـ الإطاعة الخالصة  :

             لا بدّ أن تطبع زوجها خالصاً ما لم يطلب منها الحرام ، كترك الصلاة الواجبة أو شرب الخمر وما شابه ذلك . وآية الخضوع والإطاعة هو السجود ، ولهذا لا يصحّ السجود لغير الله سبحانه ولكن ورد في الحديث  :

             1 ـ عن الصادق (عليه السلام) ، قال  : إنّ قوماً أتوا رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقالوا  : يا رسول الله ، إنّا رأينا اُناساً يسجد بعضهم لبعض ، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله)  : لو كنت آمر أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها .

             2 ـ وقال (صلى الله عليه وآله)  : لو أنّ امرأة وضعت إحدى ثدييها طبيخة ـ  كناية عن غاية الفداء والتضحية  ـ والآخر مشوية ، ما أدّت حقّ زوجها ، ولو أ نّها عصت مع ذلك زوجها طرفة عين اُلقيت في الدرك الأسفل من النار ، إلاّ أن تتوب وترجع .

             3 ـ وقال (صلى الله عليه وآله)  : حقّ الزوج على الزوجة  : ... أن تطيعه ولا تعصيه ...

             4 ـ وقالت خولة ـ  وخولة جماعة من الصحابيات تسمّى بهذا الاسم ، ولعلّ المراد بها هنا هي خولة بنت عاصم زوجة هلال بن اُميّة التي لاعنها ففرّق النبيّ بينهما  ـ  ، قالت لرسول الله (صلى الله عليه وآله)  : إنّي أتعطّر لزوجي كأ نّي عروس اُزفّ إليه ـ  وهذا يدلّ أنّ على المرأة أن تتعطّر دائماً لزوجها لا سيّما في الليل  ـ فآتيه في لحافه فيولّي عنّي ، ثمّ آتيه من قبل وجهه فيولّي عنّي ، فأراه قد أبغضني يا رسول الله  ؟ فماذا تأمرني  ؟ قال  : اتّقي الله وأطيعي زوجكِ ...

             5 ـ عن عليّ ، عن الإمام الكاظم (عليه السلام) ، قال  : سألته عن المرأة العاصية لزوجها هل لها صلاة وما حالها  ؟ قال  : لا تزال عاصية حتّى يرضى عنها([268]) .

             6 ـ عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، قال  : ملعونة ملعونة امرأة تؤذي زوجها وتغمّه ، وسعيدة سعيدة امرأة تكرم زوجها ولا تؤذيه ، وتطيعه في جميع أحواله([269]) .

             7 ـ الكافي بسنده عن أبي جعفر (عليه السلام) قال  : خرج رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يوم النحر ـ  أي يوم عيد الأضحى  ـ إلى ظهر المدينة على جمل عاري الجسم فمرّ بالنساء  فوقف عليهن ، ثمّ قال  : يا معاشر النساء تصدّقن وأطعن أزواجكن فإنّ أكثركنّ في النار ، فلمّا سمعن ذلك بكين ، ثمّ قامت إليه امرأة منهنّ ، فقالت  : يا  رسول الله في النار مع الكفّار  ؟  ! والله ما نحن بكفّار فنكون من أهل النار ، فقال لها رسول الله (صلى الله عليه وآله)  : إنّكن كافرات بحقّ أزواجكن([270]) .

             والكفر يأتي بمعنيين  : فتارةً كفر في العقيدة يوجب النجاسة ودخول النار ، واُخرى كفر في العمل كتارك الصلاة كافر ، وتارك الحجّ كافر ، والمرأة التي لا تطيع زوجها كافرة أي بكفر عملي لا كفر عقيدة .

             8 ـ الفقيه بسنده عن أبي بصير قال  : سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول  : خطب رسول الله (صلى الله عليه وآله) النساء فقال  : يا معاشر النساء تصدّقن ولو من حليتكن ولو بتمرة ولو بشقّ تمرة ، فإنّ أكثركنّ حطب جهنّم ، إنّكن تكثرن اللعن وتكفّرن العشير ـ  أي الزوج  ـ فقالت امرأة من بني سليم لها عقل ـ  أي ذكيّة وفاهمة وتعقل الاُمور جيّداً  ـ يا رسول الله أليس نحن الاُمّهات الحاملات المرضعات ، أليس منّا البنات القيّمات والأخوات المشفقات ، فرقّ لها رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال  : حاملات والدات مرضعات رحيمات ، لولا ما يأتين إلى بعولتهن ما دخلت مصلّية منهنّ النار .

             2 ـ الإذن في التصرّف وفي الأعمال  :

             من لوازم الإطاعة أن تستأذن في تصرّفاتها وأعمالها حتّى العبادية ، فيما  لو كانت مستحبّة ، فإنّ رضا الله في رضا الزوج ، فإن لم يرضَ بعمل مستحبّ يحرم عليها ذلك .

             9 ـ روى الحسن بن محبوب ، عن مالك بن عطية ، عن محمّد بن مسلم ، عن الباقر (عليه السلام) ، قال  : جاءت امرأة إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقالت  : يا رسول الله ، ما حقّ الزوج على المرأة  ؟ فقال لها  : أن تطيعه ولا تعصيه ، ولا تتصدّق من بيتها بشيء إلاّ بإذنه ، ولا تصوم تطوّعاً إلاّ بإذنه ، ولا تمنعه نفسها وإن كانت على ظهر قتب ـ  أي الراحلة وهذا كناية عن شدّة استجابتها لطلب زوجها المقاربة والعمل الجنسي  ـ ولا تخرج من بيتها إلاّ بإذنه ، فإن خرجت بغير إذنه لعنتها ملائكة السماء وملائكة الأرض وملائكة الغضب وملائكة الرحمة حتّى ترجع إلى بيتها ، فقالت  : يا رسول الله ، من أعظم الناس حقّاً على الرجل  ؟ قال  : والداه ، قالت  : فمن أعظم الناس حقّاً على المرأة  ؟ قال  : زوجها ، وقالت  : فما لي عليه من الحقّ مثل ما له عليّ  ؟ قال  : لا ، ولا من كلّ مائة واحدة . فقالت  : والذي بعثك بالحقّ لا يملك رقبتي رجل أبداً . وهذا كناية عن عدم طاقتها لأداء حقوق الزوج ، فرأت أن تترك ذلك ، ولكنّ هذه الحقوق قابلة للإسقاط ، فلو نوت المرأة المخلصة والمطيعة أن تطيع زوجها على كلّ حال ما دام في الحلال فإنّها توفّق لذلك ، وإذا صدر ما يخالف ذلك فسرعان ما  ترجع وتعتذر ، والزوج يدرك الموقف حينئذ ويشكر الله على مثل هذه الزوجة التي تعدّ من نعم الله وآلائه العظيمة عليه .

             10 ـ كما ورد في قوله تعالى  : (  رَبَّـنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ  )([271]) ، عن أمير المؤمنين (عليه السلام)([272])  : الحسنة في الدنيا المرأة الصالحة المطيعة ، وعذاب النار المرأة سيّئة الخلق .

             11 ـ عن الصادق (عليه السلام) ، قال  : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله)  : أ يّما امرأة خرجت من  بيتها بغير إذن زوجها فلا نفقة لها حتّى ترجع ـ  أي تكون المرأة ناشزاً حينئذ ولا يجب على الزوج نفقتها كما أفتى بذلك الفقهاء  ـ  .

             12 ـ وفي رواية عن أنس ، قال  : خرج رجل غازياً في سبيل الله ، وأوصى امرأته أن لا تنزل من فوق بيته إلى حين يقدم ، وكان والدها في الأسفل فاشتكى ـ  أي مرض والدها وهو في الحجرة التحتانية ، فبين البنت والوالد سقف كما هو الظاهر  ـ فأرسلت إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) تخبره وتستأمره ـ  أي ماذا يأمرها النبيّ  ـ فأرسل إليها أن اتّقِ الله وأطيعي زوجك .

             13 ـ وعنه (صلى الله عليه وآله) ، قال  : إنّ رجلا من الأنصار على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله) خرج في بعض حوائجه وعهد إلى امرأته عهداً أن لا تخرج من بيتها حتّى يقدم ، قال  : وإن أباها مرض ، فبعثت المرأة إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقالت  : إنّ زوجي خرج وعهد  إليّ أن لا أخرج من بيتي حتّى يقدم ، وإنّ أبي مرض أفتأمرني أن أعوده  ؟ فقال (صلى الله عليه وآله)  : لا ، اجلسي في بيتكِ وأطيعي زوجكِ . قال  : فمات ، فبعثت إليه فقالت  : يا رسول الله ، إنّ أبي قد مات فتأمرني أن أحضره  ؟ فقال (صلى الله عليه وآله)  : لا ، اجلسي في بيتك وأطيعي زوجكِ ، قال  : فدفن الرجل  فبعث إليها رسول الله (صلى الله عليه وآله)  : إنّ الله تبارك وتعالى قد غفر لك ولأبيكِ بطاعتكِ لزوجكِ .

             14 ـ في حديث ، سألت خولة رسول الله (صلى الله عليه وآله)  : فما حقّه ـ  الزوج  ـ عليّ  ؟ قال  : حقّه عليكِ أن لا تخرجي من بيته إلاّ بإذنه ، ولا تصومي تطوّعاً إلاّ بإذنه ، ولا تتصدّقي من بيته إلاّ بإذنه ، وإن دعاكِ على ظهر قتب تجيبه .

             ونهى النبيّ (صلى الله عليه وآله) أن تخرج المرأة من بيتها بغير إذن زوجها ، فإن خرجت لعنها كلّ ملك في السماء وكلّ شيء تمرّ عليه من الجنّ والإنس حتّى ترجع إلى بيتها .

             ونهى أن تتزيّن لغير زوجها ، فإن فعلت كان حقّاً على الله عزّ وجلّ أن يحرقها بالنار .

             ونهى أن تتكلّم المرأة عند غير زوجها وغير ذي محرم منها أكثر من خمس كلمات ممّـا لا بدّ لها منه ، ومعنى النهي هنا الكراهة ، فالنهي تنزيهي لا تحريمي كما هو المشهور عند الفقهاء ، فالإسلام يكره لهذه المرأة ذلك .

             15 ـ قال رسول الله  : أربعة لا تقبل لهم صلاة  : ... والمرأة تخرج من بيت زوجها بغير إذنه .

             16 ـ سأل عليّ بن جعفر أخاه موسى بن جعفر (عليه السلام)  : عن المرأة لها أن تخرج من بيت زوجها بغير إذنه . قال  : لا . وسأله عن المرأة هل لها أن تعطي من بيت زوجها بغير إذنه  ؟ قال  : لا إلاّ أن يحلّها .

             فالمرأة لا يصحّ منها التصرّف بمال زوجها فيما لا يريد ، ولكنّها إذا علمت عدم الممانعة منه وأ نّه لا يمنع الخير فيجوز لها أن تتصدّق وأن تتصرّف على ضوء ذلك وبإذن الفحوى .

             3 ـ الرفق بالزوج  :

             على المرأة أن تتعامل مع زوجها برفق فلا تحمل عليه ما لا يقدر عليه ، وأكثر من طاقته .

             17 ـ قال النبيّ (صلى الله عليه وآله)  : أيّ امرأة لم ترفق بزوجها وحملته على ما لا يقدر عليه وما لا يطيق ، لم تقبل منها حسنة ، وتلقى الله وهو عليها غضبان ـ  نعوذ بالله من غضبه وسخطه  ـ  .