السيف الموعود في نحر اليهود [1]

السيد عادل العلوي

الحمد لله الذي أعزّ المؤمنين وأذلّ اليهود ، والصلاة والسلام على البشير الموعود ، أشرف خلق الله محمّد المحمود ، وعلى آله خير من في الوجود .

«تحرير  فلسطين  إنّما  يكون  على  يد  الشيعة »

هـذا مـا قاله سماحة آية الله العظمى الإمام السيّد الخوئي قدّس سرّه الشريف.

حدّثني والدي العلاّمة آية الله السيّد علي بن الحسين العلوي (قدس سره) ، عندما كان ملازماً للسيّد الخوئي في مستشفى ابن سينا ببغداد سنة 1390 للمعالجة ، وفي جمع من العلماء الضيوف العائدين لسماحة السيّد آنذاك ، دار الحديث حول فلسطين ، فقال السيّد الخوئي أعلى الله مقامه الشريف : تحرير فلسطين إنّما يكون على يد الشيعة الإمامية (أتباع مذهب أهل البيت (عليهم السلام)).

قال الوالد : تعجّبنا من هذا التنبّؤ ! ! فسألناه : من أين يقال هذا ؟

فقال سماحته : من أوّل سورة الروم :

(ألم غَلَبَتِ الرُّومُ في أدْنى الأرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيُغْلَبونَ)[2].

فخيّم السكوت علينا ولم يجرأ أحدنا أن يسأل عن كيفيّة الاستنباط والاستخراج من هذه الآية الشريفة ! !

أجل ، كان يعدّ هذا التنبّؤ حلماً يتمنّاه كلّ مسلم غيور رسالي ، فانقضت الأيام والليالي ، وإذا بصرخة الإمام الخميني قدّس سرّه الشريف دوّت في العالم ، ليعلنها ثورة إسلامية عالمية ، ضدّ الطغاة والجبابرة والاستكبار العالمي والاستعمار وأذنابهم وعملائهم في البلاد الإسلامية ، انطلاقاً من إيران الإسلام ، وتصديرها إلى كلّ المستضعفين في العالم.

شاء الله سبحانه بقيادة العلماء الأعلام والسيّد الإمام ووعي الشعب الإيراني المسلم ووحدتهم ، أن تنتصر الثورة الإسلامية ، وتقطع أيادي الاستعمار من إيران ، وتغلق سفارة إسرائيل الغاصبة ، ويرفرف علم فلسطين في سفارتهم في طهران عاصمة إيران ، وتعلن إيران الثائرة وإمامها الثائر مقاطعة إسرائيل ومحاربة الصهيونية العالمية ولقيطة الاستعمار دويلة إسرائيل الأمريكية.

فتذكّرت حديث الوالد ، وكأ نّه اقترب اليوم الموعود ، فهؤلاء أتباع مذهب أهل البيت (عليهم السلام) هم وحدهم في ساحة النضال والجهاد والمعركة ضدّ اليهود الأوغاد أبناء القردة والخنازير في فلسطين المحتلّة ، وإذا بحزب الله لبنان أبناء الجنوب من شيعة أمير المؤمنين علي (عليه السلام) يدافعون عن المقدّسات الإسلامية في فلسطين الحبيبة ، يدافعون عن أبناءها المشرّدين ، ويقدّمون الضحايا والشهداء الأبرار ، ورؤساء العرب يشربون الكؤوس الحمراء على حساب الاُمّة العربية ، ليضحكوا على ذقنهم ، فرضوا بالتطبيع الإسرائيلي والصلح مع إسرائيل اللقيطة وليدة الاستعمار ، وفتحوا المجال لإنعاش اقتصاد إسرائيل في البلاد الإسلاميّة ، فتعانقوا مع اليهود وصافحوهم ، حتّى أفتى مفتيهم من وعّاظ السلاطين والملوك (الشيخ ابن باز مفتي الديار السعودية) بضرورة الصلح مع إسرائيل والاعتراف بدولتها محتجّاً بضعف المسلمين ـ أي ضعف مليارد ومئتي مليون مسلم أمام ثلاث ملايين يهودي صهيوني ! ! ـ ولا زالت الحوادث السياسية تخبرك بصحّة مقولة السيّد الخوئي : « فتح فلسطين وتحريرها يكون على يدي أتباع مذهب أهل البيت (عليهم السلام) ».

وحدّثني من أثق به عن سماحة الحجّة السيّد نصر الله الأمين العامّ لحزب الله في لبنان ، حينما سأل سماحته أحد الفلسطينيين الذين هداهم الله لمذهب أهل البيت (عليهم السلام) عن سبب اختياره هذا المذهب ؟ فأجاب : لآية واحدة في القرآن الكريم في قوله تعالى :

(لَتَجِدَنَّ اليَهودَ أشَدّ عَداوَةً لِلَّذينَ آمَنوا)[3].

فرأيت اليوم اليهود أصدقاء العرب وبالعكس ، إلاّ دولة واحدة وشعب واحد ، فإنّهم يعادون إسرائيل الغاصبة ، كما أنّ يهودها أشدّ الناس عداوةً لهم ، وهم شيعة لبنان وإيران وفي كلّ العالم ، فعرفت أ نّهم الذين آمنوا حقّاً ، وهم على حقّ في مذهبهم ، فاستبصرت وهداني الله لمذهب أهل البيت (عليهم السلام) لأكون بجوار حزب الله في لبنان لخوض معارك الجهاد والشهادة.

أجل : أبناء أمير المؤمنين علي (عليه السلام) ورجاله وشيعته الأبرار الأشاوس الأبطال الذين لم يرضخوا للظلم والطغيان من اليوم الأوّل هم الذين يخرجون الكفّار اليهود من أرض العرب ومن فلسطين المحتلّة.


[1]مقدّمة كتاب (عقل اليهود الأسير) ، بقلم السيّد محمّد حسين مرتضى اللبناني.

[2]الروم : 2.

[3]المائدة : 82.

نبذة من روايات الغيب