حبل الله : القرآن والعترة

لماذا ؟ وكيف ؟

لقد أمرنا الله في قوله تعالى : (وَاعْتَصِموا بِحَبْلِ اللهِ جَميعاً) والحبل مخلوق معصوم لا يعرفه إلاّ الله سبحانه وتعالى ، فعلى الله جلّ جلاله من باب لطفه ـ فإنّه كتب على نفسه الرحمة ـ أن يعرّف ذلك للناس ، وإنّما يعرف ذلك من خلال نبيّه الصادق الأمين المبلّغ النذير البشير ، الذي لا ينطق عن الهوى إن هوَ إلاّ وحيٌ يوحى ، فأشار النبيّ المصطفى إلى حبل الله في حديث الثقلين المروي متواتراً عند الفريقين السنّة والشيعة ـ في مواطن عديدة لعظمة الأمر وأهمّيته البالغة في حياة المسلمين ، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : « إنّي تارك فيكم الثقلين ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا بعدي أحدهما أعظم من الآخر : كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، ولن يفترقا حتّى يردا عليَّ الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما »[1].

فقوله (صلى الله عليه وآله) : « فلن يفترقا » لن يدلّ على التأبيد ، أي أبداً لن يفترقا ، كما يدلّ الحديث على العموم والإطلاق ، فإنّهما لن يفترقا مطلقاً في كلّ شيء من البداية حتّى النهاية ، من المبدأ وحتّى المعاد ، فإذا كان كتاب الله حبل الله ، فكذلك العترة الطاهرة ، فإنّها ترجمان القرآن الكريم ، وتجسيده ، وأ نّهم القرآن الناطق والقرآن العيني ، فحقيقتهما واحدة ، لصدورهما عن الواحد الأحد ، فلا اختلاف بينهما ، ويلزمهما ما يلزم لكلّ منهما بالالتزام.

وللحبل طرفان ، أحدهما : كتاب الله ، والآخر : الرسول المختار وعترته الأطهار (عليهم السلام) ، وإذا قيل : زيد شجاع وعمرو ، أي : كلاهما يتّصفان بالشجاعة ، كما هو واضح البيان ، فكلاهما (القرآن والعترة) حبل الله الممدود من السماء إلى الأرض ، ما إن تمسّك المسلم بهما معاً ـ لا أحدهما دون الآخر ـ فإنّه لن يضلّ وكان من المهتدين :

(قَدْ جاءَكُمْ مِنَ اللهِ نورٌ وَكِتابٌ مُبينٌ * يَهْدي بِهِ اللهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إلى النُّورِ بِإذْنِهِ وَيَهْديهِمْ إلىِ صِراط مُسْتَقيم)[2].

فالهداية الإلهية والخروج من الظلمات إلى النور إنّما يكون بالنور ـ وهم الأئمة الأطهار ـ والكتاب المبين ، وذلك لمن اعتصم بهما وتمسّك ، فهما حبل الله :

(اللهُ وَلِيُّ الَّذينَ آمَنوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إلى النُّورِ وَالَّذينَ كَفَروا أوْلِياؤُهُمُ الطُّاغوتُ يُخْرِجونَهُمْ مِنَ النُّورِ إلى الظُّلُماتِ اُوْلـئِكَ أصْحابُ النَّارِ هُمْ فيها خالِدونَ)[3].

وهذا أمر واضح كالشمس في رابعة النهار ، إلاّ أنّ أصحاب الدنيا وأتباع الهوى يخالفون بيّنات اللهِ ، كما كان في الاُمم السابقة ، فإنّه يقع في هذه الاُمّة ـ اُمّة الإسلام ـ ما وقع لهم كما أخبر النبيّ بذلك.

وإنّما يبيّن الله الآيات لعلّ الإنسان يشكر ربّه بمعرفته وطاعته :

(كَذلِكَ يُبِيِّنُ اللهُ لَكُمْ آياتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرونَ)[4].

إلاّ أ نّه كما أخبر الله سبحانه :

(وَقليلٌ مِنْ عِبادِيَ الشَّكورُ).

فليس كلّ المسلمين يعتصمون بحبل الله (القرآن والعترة) ، بل كما قال النبيّ (صلى الله عليه وآله) : « ستفترق اُمّتي ثلاث وسبعين فرقة ، واحدة ناجية ، والباقية من الهالكين » ، حديث متّفق عليه عند الفريقين ـ الشيعة وأبناء العامّة ـ ، فمن لم يعتصم بالقرآن والعترة فهو من الهالكين يوم القيامة ، وقد عرّف النبيّ الفرقة الناجية بأ نّها التي ركبت سفينة النجاة كما في حديث السفينة المتواتر عند الفريقين[5] : « مثل أهل بيتي كسفينة نوح من ركبها نجى ، ومن تخلّف عنها غرق وهوى ».

(وَما أرْسَلـْنا مِنْ رَسول إلاّ بِلِسانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ)[6].

فبيّن الرسول آيات الله وقال في حديث الثقلين : إنّ حبل الله في آية الاعتصام إنّما هو القرآن والعترة معاً :

(كَذلِكَ يُبِيِّنُ اللهُ لَكُمْ الآياتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلونَ)[7].

إلاّ أنّ أكثر الناس من الهالكين الذين لا يعقلون ، بذلك العقل الذي عرف به الرحمن واكتسب به الجنان[8] :

(قُلِ الحَمْدُ للهِ بَلْ أكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلونَ)[9].

(وَما تَفَرَّقَ الَّذينَ اُوتوا الكِتابَ إلاّ مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ البَيِّنَةُ)[10].

فالله سبحانه أتمّ حجّته بالبيّنات :

(وَلَقَدْ جاءَكُمْ موسى بِالبَيِّناتِ ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ العِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأنْتُمْ ظالِمونَ)[11].

(وَما اخْتَلَفَ الَّذينَ اُوتوا الكِتابَ إلاّ مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ العِلـْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ)[12].

ولاُمّة محمد (صلى الله عليه وآله) ما لقبلهم من الاُمم من الحوادث والوقائع ، فاتّخذ قوم موسى العجل والسامري فظلموا أنفسهم وضلّوا وأضلّوا ، فكذلك اُمّة النبيّ ، وإن جاءتهم البيّنات في مثل حديث السفينة والثقلين ، إلاّ أ نّهم اتّخذوا العجل فلاناً وفلان من بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، بغياً بينهم وحبّاً للجاه والمقام وطمعاً بالإمارة والرئاسة ، والتفرّق عن الحقّ ، وتركهم وراء ظهرانيهم من صفات القوم الذين لا يعقلون :

(تَحْسَبُهُمْ جَميعاً وَقُلوبُهُمْ شَتَّى ذلِكَ بِأ نَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْقِلونَ)[13].

أمّا أهل العقل ، فإنّ العقل ذلك الجوهر الربّاني والنور الإلهي ، فإنّه يقودهم إلى التمسّك بحبل الله ، وما هو الحقّ (القرآن والعترة).

            فعلّة تفرّق الاُمّة هو عدم التعقّل ، ممّـا يؤدّي إلى الابتعاد عن الأنبياء والأوصياء (عليهم السلام).

فالله سبحانه وتعالى يحذّر عباده ، ويحذّر المسلمين من سلوك سبيل الأقوام السابقة ، لمّـا أتتهم البيّنات والعلم من قبل أنبياء الله ورسله ، إلاّ أ نّهم تفرّقوا عنها لعدم تعقّلهم واتباعهم الهوى وأخذهم الظنون ، فكان مصيرهم إلى الهلاك :

(وَلا تَكونوا كَالَّذينَ تَفَرَّقوا وَاخْتَلَفوا مِنْ بَعْدِ ما جاءَهَمُ البَيِّناتُ وَاُولـئِكَ لَهُمْ عَذابٌ عَظيمٌ)[14].

فمن تفرّق واختلف من هذه الاُمّة ولم يتمسّك بحبل الله (القرآن والعترة) فله عذاب عظيم وجاءت هذه الآية في سياق قوله تعالى :

(وَاعْتَصِموا بِحَبْلِ اللهِ جَميعاً وَلا تَفَرَّقوا)[15].

(وَاذْكُروا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ إذْ كُنْتُمْ أعْداءً فَأ لَّفَ بَيْنَ قُلوبِكُمْ فَأصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إخْواناً وَكُنْتُمْ عَلى شَفا حُفْرَة مِنِ النَّارِ فَأنْقَذَكُمْ مِنْها كَذلِكَ يُبِيِّنُ اللهُ لَكُمْ آياتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدونَ)[16].

فالآية الثانية تذكّر المسلمين بالاُخوّة وإنّ حقيقتها الإيمان بالله وبآياته والتسليم لها بالاجتماع على من اُمروا بالاجتماع به.

فقبل بزوغ شمس الإسلام من اُفق جزيرة العرب ، كان الناس على حفرة من النار ، ولكن بعده لو تفرّقوا فإنّ لهم عذاب عظيم ، وأين من كان على حفرة من النار ومن كان في النار ؟ ! !

(كَذلِكَ يُبِيِّنُ اللهُ لَكُمْ آياتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدونَ) إلى الاعتصام بحبل الله الذي يؤدّي وينتهي بالمتمسّك به إلى الاهتداء وسلوك الصراط المستقيم ، ومن يعتصم بالله فقد هُدي إلى الصراط المستقيم ، ولعلّ المسلمين يهتدوا إلى أ نّه لا اجتماع في حقّ إلاّ على الحقّ ، ولا تآلف ولا تآخي إلاّ بالله وفي الله ، فمن رام الاُخوّة في غيره ، فلن يجد إليه سبيلا.

والاهتداء بالاعتصام بحبل الله بالقرآن الكريم والعترة الطاهرة ، وإن أردتم شكر تلك النعمة ، نعمة الإخاء والصفاء والمحبّة ، فعليكم بالاعتصام بحبل الله ، وإلاّ فإنّ النعمة إذا شكرت وأدّى الإنسان المؤمن حقّها فإنّها تزداد وتقرّ :

(لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأزيدَنَّكُمْ)[17].

ومن كفر بها وأنكرها في حقّها وأداء شكرها ، فإنّها تفرّ وتنقلب النعمة إلى نقمة ، فتعودوا بعد التآلف والمودّة والإخاء والمحبّة إلى العداء والبغضاء.

(وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إنَّ عَذابي لَشَديدٌ)[18].

فالاعتصام بحبل الله (القرآن والعترة) هو نعمة الله العظمى ، وإنّما يتمّ الاعتصام حقيقة فيما لو كان التمسّك الواقعي واتباع القرآن والعترة سويّة في كلّ شيء ، في اُصول الدين وفروعه وثقافته وأحكامه ، لا التمسّك بظاهر الإسلام والاكتفاء بلفظ الشهادتين الذي يحقن به دم المسلم وعرضه ...

فزيادة النعم والآلاء لمن كان مسلماً واقعياً ، لا لمن كفر بنعمة ربّه ، فهي لمن أسلم حقّاً ونطق الشهادتين صدقاً ، ولا تكونوا كالذين تفرّقوا واختلفوا في ما يبيّن لهم الرسول بعد بيان الإسلام ، وبعد أن كانوا إخواناً بالإسلام ، فما الذي بيّنه وقد اختلفوا فيه ؟ ! فإنّه لا يكون ذلك ـ كما شاهدنا ذلك بعد رحلة الرسول ـ إلاّ في مسألة الإمامة وموضوع الوصاية الحقّة والخلافة المنصوصة كما جاء في حديث الثقلين.

ثمّ في قوله تعالى :

(فَأ مَّا الَّذينَ اسْوَدَّتْ وُجوهُهُمْ أكَفَرْتُمْ بَعْدَ إيْمانِكُمْ فَذوقوا العَذابَ بِما كُنْتُمْ تَكْفُرونَ)[19].

فكانت وجوه القوم بيضاء بالإسلام والإيمان به ، إلاّ أ نّها تسودّ بعد الكفر : (أكَفَرْتُمْ بَعْدَ إيْمانِكُمْ)[20] فيكون من الكفر بعد الإيمان ، لا الكفر على الكفر ، وهذا يعني الارتداد عن التمسّك بحبل الله (كتاب الله والعترة الطاهرة) :

(تِلـْكَ آياتُ اللهِ نَتْلوها عَلَيْكَ بِالحَقِّ وَما اللهُ يُريدُ ظُلـْماً لِلـْعالَمينَ)[21].

فمن لم يتمسّك ويعتصم بآيات الله ، فقد ظلم نفسه ، ومنعها من النعمة ، وعرضها للعذاب :

(فَذوقوا العَذابَ بِما كُنْتُمْ تَكْفُرونَ)[22].

وهذا لمن كفر بالنعمة ـ كما في آية الحجّ ـ :

(وَللهِ عَلى النَّاسِ حِجُّ البَيْتِ مَنْ اسْتَطاعَ إلَيْهِ سَبيلا وَمَنْ كَفَرَ فَإنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ العالَمينَ)[23].

(وَأ مَّا الَّذينَ ابْيَضَّتْ وُجوهُهُمْ فَفي رَحْمَةِ اللهِ هُمْ فيها خالِدونَ)[24] ، أي بعد بياض الإسلام هناك بياض أشدّ منه ، هو بياض الإيمان والتمسّك بحبل الله ، فإنّه يوجب الدخول في الرحمة الخاصّة ، كما يوجب زيادة الهداية (زِدْناهُمْ هُدىً) ، وإنّما يبصر النور من كان بصيراً ، وأمّا الأعمى في قلبه فهو لا يراه :

(وَمَنْ كانَ في هذِهِ أعْمى فَهُوَ في الآخِرَةِ أعْمى وَأضَلُّ سَبيلا)[25].

(إنَّ الَّذينَ فَرَقوا دينَهُمْ وَكانوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ في شَيْء إنَّما أمْرُهُمْ إلى اللهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِما كانوا يَفْعَلونَ)[26].

وهذا إنّما ينطبق على من ترك الاعتصام بحبل الله في طريقه إليه سبحانه وتعالى ، وأين الاُمّة الواحدة ممّن كان متفرّقاً عن الحقّ وكان في فلك الأحزاب البشرية التي تدخل في نطاق الشرك الجليّ أو الخفيّ ، وكانوا شِيَعاً ؟ ! !

فالاُمّة المحمّدية الخالصة تنحصر بمن اعتصم بحبل الله والدين القيّم الذي هو الاهتداء إلى الصراط المستقيم :

(قُلْ إنَّني هَداني رَبِّي إلى صِراط مُسْتَقيم ديناً قِيِّماً مِلَّةَ إبْراهيمَ حَنيفاً وَما كانَ مِنَ المُشْرِكينَ)[27].

(ذلِكَ الدِّينُ القَيِّمُ وَلـكِنَّ أكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمونَ)[28].

فأكثر الناس تركوا الاعتصام بحبل الله وصراطه المستقيم :

(وَإنَّ هذا صِراطي مُسْتَقيماً فَاتَّبِعوهُ وَلا تَتَّبِعوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبيلِهِ ذلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقونَ)[29].

فلا سبيل لله سبحانه إلاّ سبيل واحد ، وأ نّه سبحانه يريد أن يطاع من طريقه وسبيله ، لا الطرق والعبادات التي نخترعها ونبتدعها ، وهذه هي الوحدانية الحقّة ، وإنّ الشيطان اعتذر من عدم سجوده لآدم لمّـا أمره الله بذلك على أن يعبده بعبادة لم يعبده بها أحد ، ولكنّ الله أنكر عليه ذلك ، وطلب منه ما أمره وأراد ، لا ما يريده الشيطان نفسه ، فتدبّر.

ثمّ حبل الله وسبيله الوحيد هو آل محمد (عليهم السلام) لقوله تعالى :

(قُلْ لا أسْألُكُمْ عَلَيْهِ أجْراً إلاّ المَوَدَّةَ في القُرْبى)[30].

والنفي والاستثناء ـ كما في علم البلاغة ـ من أدوات الحصر ، ثمّ يبيّن السبيل في قوله تعالى :

(قُل ما أسْألُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أجْر إلاّ مَنْ شاءَ أنْ يَتَّخِذَ إلى رَبِّهِ سَبيلا)[31].

فهم السبيل إلى الله ، ولا يكون منقطعاً ، بل سبيل الله مستمرّ في كلّ زمان ،
فاعتصموا بحبل الله الذي هو السبيل إلى الله المتمثّل بالقرآن الكريم والعترة الطاهرة من آل محمد (عليهم السلام) ، ولا تفرّقوا عن هذا السبيل باتّباعكم السبل الاُخرى ، التي تكون من السبل الشيطانية والأحزاب الإبليسية والطرق الخنّاسية ، فتكونوا قد تركتم الدين القيّم ملّة أبيكم إبراهيم (عليه السلام) ، ومن تفرّق عن آل محمد والتجأ إلى وليجة دونهم ، فقد تفرّق عن القرآن الكريم ، لأ نّهما لن يفترقا إلى يوم القيامة.

ويقول الإمام السجّاد علي بن الحسين (عليهما السلام) : « الإمام منّا لا يكون إلاّ معصوماً ، وليست العصمة في ظاهر الخلقة فتعرف . قيل : فما معنى المعصوم ؟ قال : المعتصم بحبل الله » . وحبل الله هو القرآن والعتره لا يفترقان إلى يوم القيامة ، والإمام يهدي إلى القرآن ، والقرآن يهدي إلى الإمام ، وذلك في قوله تعالى :

(إنَّ هذا القُرْآنَ يَهْدي لِلَّتي هِيَ أقْوَمُ)[32].

فالإمام هو القرآن الناطق والقرآن العيني ، الذي يوافق القرآن العلمي والتدويني :

(وَجَعَلـْناهُمْ أئِمَّةً يَهْدونَ بِأمْرِنا)[33].

فسنّة الإمام المعصوم ـ قوله وفعله وتقريره ـ إنّما هو تمثال القرآن وتجسيده ونحته ، فهي ترجمان القرآن والناطق بلسانه . فلا تفرّقوا :

(وَلا تَكونوا مِنَ المُشْرِكينَ * مِنَ الَّذينَ فَرَّقوا دينَهُمْ وَكانوا شِيَعاً كُلُّ حِزْب بِما لَدَيْهِمْ فَرِحونَ)[34].

فالمشرك من فرّق دينه ، وهذا يدلّ على أ نّه كان ذا دين واحد ، ففرّقه فكان
من المشركين بشرك جليّ أو شرك خفيّ ، باتّخاذه الحزب والحزبيّة التي باطنها الصنميّة.

(وَاعْتَصِموا بِحَبْلِ اللهِ جَميعاً وَلا تَفَرَّقوا).

فإنّ الحبل هو الوسيلة إلى الله :

(وَابْتَغوا إلَيْهِ الوَسيلَةَ)[35].

فليس هدفاً بذاته ، بل سبيل إلى الله ، مسؤوليته الأخذ بيد الناس للوصول إلى الله ولقائه ومعرفته ، وبالأئمة الهداة عُرف الله وعُبد ، فهم الطريق إلى توحيد الله الحقّ الذي يوصل العبد إلى كماله اللائق به بحسب استعداده المكنونة في وجوده ، لا التوحيد اللفظي الذي يعصم به الدماء ، ويصحّح به المناكح والمواريث ، فإنّ هذا من توحيد اللسان وظاهر الإسلام ، والمقصود والمطلوب حقيقة هو توحيد الجنان والقلوب ، وذلك بالاعتصام بحبل الله ، وأ نّه من تركه فقد ضلّ عن سبيل الله ، واستلمته البلايا ، واستحوذ عليه الشيطان ، وبقي في الضلال والشرك الذي يخرجه عن الإسلام ، أو يخرجه عن الإيمان دون الإسلام ـ أي الشرك الجليّ أو الشرك الخفيّ ـ فكانوا شيعاً وأحزاباً ومذاهب باطلة ، وفِرقاً منحرفة.

(مِنَ الَّذينَ فَرَّقوا دينَهُمْ وَكانوا شِيَعاً كُلُّ حِزْب بِما لَدَيْهِمْ فَرِحونَ)[36].

وأمّا حزب الله فهو حزب واحد ، لا ثاني له ، وهم المفلحون الغالبون.

(ألا إنّ حِزْبَ اللهِ هُمُ المُفْلِحونَ)[37].

وأمّا غيره وما سواه ، فأسماء أنتم سمّيتموها.

(اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطانُ فَأنْساهُمْ ذِكْرَ اللهِ اُوْلـئِكَ حِزْبُ الشَّيْطانِ ألا إنَّ حِزْبَ الشَّيْطانِ هُمُ الخاسِرونَ)[38].

أمّا حزب الله فقد رضي الله عنهم ورضوا عنه.

(رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضوا عَنْهُ اُوْلـئِكَ حِزْبُ اللهِ)[39].

أجل ، لقد أمرنا الله سبحانه العالم بالحقائق أن نعتصم بحبله ، كما نهانا عن التفرّق كما في قوله تعالى :

(شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ ما وَصَّى بِهِ نوحاً وَالَّذي أوْحَيْنا إلَيْكَ وَما وَصَّيْنا بِهِ إبْراهيمَ وَموسى وَعيسى أنْ أقيموا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقوا فيهِ كَبُرَ عَلى المُشْرِكينَ ما تَدْعوهُمْ إلَيْهِ اللهُ يَجْتَبي إلَيْهِ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدي إلَيْهِ مَنْ يُنيبُ * وَما تَفَرَّقوا إلاّ مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ العِلـْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَلَوْلا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ اإلى أجَل مُسَمَّىً لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ)[40].

قوله جلّ جلاله (شَرَعَ لَكُمْ) ليس عامة الصلاة والصيام وغير ذلك من الأحكام الشرعية الفرعية ، فهذه من فروع الدين التي وجدت في الإسلام بعضها أو كلّها تأسيساً أو إمضاءاً ، بل التشريع هنا في اُصول الدين من التوحيد والنبوّة والمعاد والولاية الكبرى ، تلك التي يقول عنها سبحانه وتعالى :

(قُلْ لا أسْألُكُمْ عَلَيْهِ أجْراً إلاّ المَوَدَّةَ في القُرْبى)[41].

(وَما تَسْألُهُمْ عَلَيْهِ مِنْ أجْر)[42] ـ المودّة في القربى ـ (إلاّ ذِكْرٌ لِلـْعالَمينَ).

العالمون جمع محلّى بالألف واللام يدلّ على العموم الاستغراقي ، فيشمل كلّ العوالم الماضية والحاضرة والمستقبلة ، وهذا من أصل الدين الذي شرعه الله لأنبيائه ورسله :

(وَلَوْلا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ إلى أجَل مُسَمَّىً لَقُضيَ بَيْنَهُمْ)[43].

فبعد انتهاء الأجل المسمّى يقضي الأمر ، أي الشيء المحتم المقضي ، وليس ذلك إلاّ إقامة الدين القيم كما في قوله تعالى :

(هُوَ الَّذي أرْسَلَ رَسولَهُ بِالهُدى وَدينِ الحَقِّ لَيُظْهِرَهُ عَلى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ المُشْرِكونَ)[44].

(هُوَ الَّذي أرْسَلَ رَسولَهُ بِالهُدى وَدينِ الحَقِّ لَيُظْهِرَهُ عَلى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفى بِاللهِ شَهيدِاً)[45].

وهو وعد الله الحقّ.

(إنَّما توعَدونَ لَصادِقٌ * وَإنَّ الدِّينَ لَواقِعٌ)[46].

وهو الاستخلاف في الأرض في يوم موعود بالقائم من آل محمّد (عليهم السلام) ، يملأ الأرض قسطاً وعدلا كما ملئت ظلماً وجوراً.

(وَعَدَ اللهُ الَّذينَ آمَنوا مِنْكُمْ وَعَمِلوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ في الأرْضِ)[47].

(وما كانَ النَّاسُ إلاّ اُمَّةً واحِدَةً فَاخْتَلَفوا)[48].

(وَلـكِنِ اخْتَلَفوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ)[49].

وإنّما كانت الاُمة واحدة بالإسلام السابق على الأمر بالاعتصام بحبل الله ، ومن ثمّ تفرّقت وتحزّبت وكانت مذاهب وفرق ، فكفرت بنعم الله بالردّة بعد الإيمان والإسلام العام ، ومن الواضح أ نّه لا يجتمع في الإنسان المؤمن بقاء الإيمان بالمعنى الخاصّ مع عدم الاعتصام بحبل الله الذي يلزمه عدم الاهتداء إلى الحقّ.

(فَهَدى اللهُ الَّذينَ آمَنوا لِما اخْتَلَفوا فيهِ مِنَ الحَقِّ بِإذْنِهِ)[50].

ورسول الله قد أنذر اُمّته في حديث الثقلين أ نّه لن يهتدي من تركهما ، وأنّ خليفة الرسول بعد رحلته إلى جوار ربّه الكريم ، إنّما هو (الكتاب الكريم والعترة الطاهرة) لا غير.

وقد تواتر حديث الثقلين ـ كحديث السفينة وغيره ـ لفظاً ومعنىً عند جميع المسلمين ، وفي الصحاح وغيرها ، وفي مواقف شتّى ومواطن عديدة ، وكلّ هذا التكرار من الرسول المختار ، في أماكن خاصّة ، وأيام مخصوصة ، ليكون الحديث الشريف أبلغ في التبليغ ، وأ نّه يبلغ إلى أكبر عدد من المسلمين ، واختيار هذا الحديث دون غيره ، يدلّ على عظمة هذا الأمر وخطورته ، كما يدلّ على أ نّه لا أهمّ في الإسلام بعد التوحيد والمعاد والنبوّة من التمسّك بالكتاب والعترة.

ثمّ شيوع هذا الحديث وتواتره، يقطع العذر أمام كلّ من صحب الرسول (صلى الله عليه وآله)والتابعين لهم ، ومن خالف هذا الحديث إنّما يخالف رسول الله . فإنّ الحديث الشريف أصبح من البيّنات ، والله يقول :

(وَلا تَكونوا كَالَّذينَ تَفَرَّقوا وَاخْتَلَفوا مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ البَيِّناتُ)[51].

(إنَّ الَّذينَ فَرَّقوا دينَهُمْ وَكانوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ في شَيْء)[52].

(وَإنَّ اللهَ لَهادِ الَّذينَ آمَنوا إلى صِراط مُسْتَقيم)[53].

والثقلان مثنّىً مفرد ، الثقل بمعنى الثقيل الذي يقابل الخفيف أو بمعنى النفيس في كلّ شيء ، وعترة الرجل نسله ورهطه ، ورسول الله ما ينطق عن الهوى إن هو إلاّ وحيٌ يوحى.

(وَمَنْ يُطِعِ الرَّسولَ فَقَدْ أطاعَ اللهَ)[54].

(وَما آتاكُمُ الرَّسولُ فَخُذوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهوا)[55].

فاتضح أنّ ما كان تأكيد رسول الله (صلى الله عليه وآله) المتكرّر على أمر الثقلين من بعده في محافل حاشدة ، كيوم الغدير ويوم عرفة ، وأ نّهما لن يفترقا حتّى يوم القيامة ، ما كان كلّ ذلك إلاّ ليقطع أعذار المدّعين وأتباعهم ، وأنّ الأرض لا تخلو من حجّة وخليفة ، هو نفس رسول الله وإمام للناس ، ولا تخلو الأرض في كلّ العصور من نبيّ أو وصيّ ، عرفه جميع الناس أو بعضهم ، فهو حجّة لم تخل الأرض منها.

فما بعد النبيّ زمان متّصل إلى يوم القيامة ، إلاّ وقد ترك النبيّ فيه الكتاب والعترة لا غير ، وهذا يدلّ بوضوح من دون شك وريب ، أ نّه لا أفضل ولا أشرف منهما ، فهما يكونان بمقامه ، وفي منزلته في الاُمّة جيلا بعد جيل ، وعلى مدى العصور والأحقاب إلى يوم القيامة.

والرسالة والنبوّة قد ختمت ، إلاّ أنّ جانب الحجّية على العباد غير مختوم ، وأ نّه مستمرّ إلى يوم القيامة ، فإنّ الحجّة والإمامة بالمعنى الأعمّ أعمّ من النبوّة ، فالأئمة الأطهار وعترة الرسول المختار (عليهم السلام) هم حجج الله في الأرض.

(لِئَلاّ يَكونَ لِلنَّاسِ عَلى اللهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ)[56].

ومن أهمّ وظائف العترة الطاهرة هي إمامة الناس وإرشادهم إلى ما في الكتاب الكريم من الحياة السعيدة وهدايتهم وحفظ الرسالة.

والضمان من الضلال والشقاء ، إنّما يكون بالتمسّك والاعتصام بحبل الله وهو (الكتاب والعترة) وستضلّ الاُمّة إذا لم تتعقّل هذا الأمر ، وإذا لم تتمسّك بهما معاً ، فالتمسّك بهما والعصمة من الضلال أمران متلازمان لا ينفكّان ، لكلّ واحد منهما ما للآخر ، فهما الصراط المستقيم ، صراط الذين أنعم الله عليهم من النبيّين والصدّيقين والشهداء والصالحين.

ومن قال : (حسبنا كتاب الله)، فهو أوّل الضالّين المضلّين ، ومن قال : (حسبنا أهل البيت) فإنّه قد ضلّ عن الصراط المستقيم ، وهذا من كمال الدين وتمام النعمة.

أجل ، هذا الإيمان هو الدين الكامل ، والإسلام المرضي ، والنعمة التامّة في آية الإكمال :

(اليَوْمَ أكْمَلـْتُ لَكُمْ دينَكُمْ)[57].

إنّما يتمثّل هذا الإيمان بالاعتصام بحبل الله :

(وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللهِ فَقَدْ هُدِيَ إلى صِراط مُسْتَقيم)[58].

وإنّما في حمدنا وصلاتنا نطلب هذه الهداية الخاصّة .

(إهْدِنا الصِّراطَ المُسْتَقيمَ)[59].

وبعد البيّنات الإلهيّة إنّما يكون الضلال والهلاك والعذاب ، فإنّه ليس بعد الحقّ إلاّ الضلال.

(وَلَقَدْ أهْلَكْنا القُرونَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَمَّـا ظَلَموا وَجاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالبَيِّناتِ وَما كانوا لِيُؤْمِنوا كَذلِكَ نَجْزي القَوْمَ الُمجْرِمينَ * ثُمَّ جَعَلـْناكُمْ خَلائِفَ في الأرْضِ مِنْ بَعْدِهِمْ لِنَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلونَ)[60].

فالمجرم لا يكون مؤمناً في صميمه وقلبه ، ذلك الإيمان بالمعنى الأخصّ ، وإن كان مسلماً في الظاهر وبالمعنى الأعمّ.

فاُمّة النبيّ ما كانت لتختلف عن الاُمم السابقة في عدم الإمتحان والابتلاء بالبيّنات ومخالفتها ، ثمّ من خالف فإنّه يشمله قوله تعالى :

(فَلـْيَحْذَرِ الَّذينَ يُخالِفونَ عَنْ أمْرِهِ أنْ تُصيبَهُمْ فِتْنَةٌ أوْ يُصيبَهُمْ عَذابٌ أليمٌ)[61].

فحبل الله ممدود من الاُفق الأعلى إلى الخلائق في الاُفق الأدنى ، من العالم العلوي الملكوتي إلى العالم السفلي الناسوتي.

وعلى المؤمنين أن يعتصموا بهذا الحبل الذي هو الإنسان الكامل المتمثّل بالقرآن العلمي والقرآن العيني ـ الناطق والصامت ، التدويني والتكويني ـ الذي تتجلّى فيه أسماء الله الحسنى وصفاته العليا ، فهو مرآة الله جلّ جلاله في صفاته وأسمائه.

فالقرآن الكريم وعترة الرسول حبل الله الذي لا ثاني له ، فهو المظهر الذي لا مثيل له ، ولا نظير ، وليس له كفواً أحداً.

ورسول الله من أهمّ وظائفه الرسالية هو التبليغ والإنذار :

(إنَّما أنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْم هاد)[62].

(وَما عَلى الرَّسولِ إلاّ البَلاغُ المُبينُ)[63].

(يا أ يُّها الرَّسولُ بَلِّغْ ما اُنْزِلَ إلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إنَّ اللهَ لا يَهْدي القَوْمَ الكافِرينَ)[64].

فالمرجع التامّ والملجأ الصحيح والوليجة الحقّة للخلق ، هو حبل الله القويم ، ودين الله الكامل ، وهو الكتاب والعترة ، فهما المرجع في كلّ الاُمور في الدين والدنيا ، اُصولا وفروعاً وأحكاماً وأخلاقاً ودولة وقيادة وغير ذلك.

وللأئمة الهداة (عليهم السلام) ما للرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) ، فإنّ الإمامة في خطّ النبوّة لحفظ الشريعة ، وأ نّها رئاسة في الدين والدنيا ، بنصّ من الله ورسوله ، فكلّ إمام معصوم ، له ما للنبيّ (عليهما السلام).

ومن أهمّ وظائف النبيّ ومسؤوليّاته النبويّة والرسالية :

1 ـ الدعوة إلى الله سبحانه بالأخلاق الحسنة :

(اُدْعُ إلى سَبيلِ رَبِّكَ بِالحِكْمَةِ وَالمَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ)[65].

2 ـ تعليم الناس وتربيتهم :

(يَتْلو عَلَيْهِمْ آياتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الكِتابَ وَالحِكْمَةَ)[66].

3 ـ التذكرة والموعظة :

(وَذَكِّرْهُمْ بِأ يَّامِ اللهِ)[67].

(فَذَكِّرْ إنَّما أنْتَ مُذَكِّرْ)[68].

4 ـ إخراج الناس من الظلمات إلى النور :

(أنْ أخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُماتِ إلى النُّورِ)[69].

(كِتابٌ أنْزَلـْناهُ إلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُماتِ إلى النُّورِ بِإذْنِ رَبِّهِمْ إلى صِراطِ العَزيزِ الحَميدِ)[70].

وهذا يعني أنّ صراط الله المستقيم نادر وعزيز الوصول إليه ، وأ نّه حميد ومحمود في صفاته ومشخّصاته.

5 ـ الحكومة والقيادة الاجتماعية بالحقّ :

(فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالحَقِّ وَلا تَتَّبِعِ الهَوى)[71].

6 ـ الشاهدية على الخلق :

(لَتَكونوا شُهَداءَ عَلى النَّاسِ وَيَكونَ الرَّسولُ عَلَيْكُمْ شَهيداً)[72].

(ثُمَّ جِئْنا بِكَ شَهيداً عَلى هؤُلاءِ)[73].

7 ـ التبشير والإنذار :

(رُسُلا مُبَشِّرينَ وَمُنْذِرينَ لِئَلاّ يَكونَ لِلنَّاسِ عَلى اللهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ)[74].

8 ـ الهداية بالله تعالى :

(وَإنَّكَ لَتَهْدي إلى صِراط مُسْتَقيم)[75].

9 ـ الإبلاغ :

(وَإنْ تُطيعوهُ تَهْتَدوا وَما عَلى الرَّسولِ إلاّ البَلاغُ المُبينُ)[76].

(يا أ يُّها الرَّسولُ بَلِّغْ ما اُنْزِلَ إلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ)[77].

10 ـ البيان والتبيين للقرآن الكريم :

(وَنَزَّلـْنا عَلَيْكَ الكِتابَ تِبْياناً لِكُلِّ شَيْء)[78].

(رَسولا يَتْلو عَلَيْكُمْ آياتِ اللهِ مُبَيِّنات)[79].

(قَدْ جاءَكُمْ رَسولُنا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلى فَتْرَة مِنَ الرُّسُلِ)[80].

(وَأنْزَلـْنا إلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ ما نُزِّلَ إلَيْهِمْ)[81].

11 ـ القدوة الحسنة :

(لَقَدْ كانَ لَكُمْ في رَسولِ اللهِ اُسْوَةٌ حَسَنَةٌ)[82].

فهذه بعض وظائف النبيّ كما أ نّها من وظائف القائد الإسلامي[83] ، وما كان له ، فإنّه يكون لورثته أهل بيته الأئمة الهداة المعصومين بنحو كلّي ، لكونهم خلفاؤه وأوصياؤه وفي مقامه (صلى الله عليه وآله) ، كما أنّ العلماء ورثة الأنبياء في مثل هذه المقامات[84]العليّة.

فالقرآن الكريم والعترة الطاهرة المعصومة حبل الله الممدود من السماء إلى الأرض ، والله سبحانه يأمر عباده في كتابه الحكيم :

(وَاعْتَصِموا بِحَبْلِ اللهِ جَميعاً وَلا تَفَرَّقوا).

(إلاّ بِحَبْل مِنَ اللهِ وَحَبْل مِنَ النَّاسِ).

فالحبل من الله القرآن ، ومن الناس العترة المكرّمة ، لحصر الحبل بهما كما جاء في حديث الثقلين.

فالعترة حبل الله العيني التكويني الذي يتجسّد فيهم القرآن التدويني العلمي ، فكان النبيّ خلقه القرآن ، وكذلك عترته المقدّسة ، فهم القدوة الحسنة والاُسوة الصالحة ، لكلّ الخلق ، وفي كلّ العصور من بعد الرسول (صلى الله عليه وآله).

وبالقرآن والعترة يطوي السالك إلى الله مدارج كمالاته ، وتبرز استعداداته من القوّة إلى الفعل ، ويحلّق في سماء الفضائل واُفق المكارم ، ويطوي المعارج والمعالي ، ويكون قاب قوسين أو أدنى.

(إنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ * وَما هُوَ بِالهَزْلِ)[85].

فحديث الثقلين يعدّ من أكرم الأحاديث وأقواها سنداً ودلالةً ، وأعظمها بياناً وتبياناً وأتمّها حجّة ونوراً وبرهاناً ، وإذا لم يؤمن به المسلمون وينقادوا إلى مراده ومغزاه ، ويطبّقوه في حياتهم ويعتصموا به ، فبأيّ حديث بعده يؤمنون.

(وَإنَّهُ لَتَنْزيلُ رَبِّ العالَمينَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأمينُ * عَلى قَلـْبِكَ لِتَكونَ مِنَ المُنْذِرينَ * بِلِسان عَرَبِيٍّ مُبين)[86].

إلاّ أ نّه ممّـا يقطع أنياط القلب ويحزّ في قلب كلّ مسلم واع غيور ، أنّ هناك من غرّته الدنيا الدنيّة ، وأعماه حبّ الرئاسة والمقام عن معاينة الحقّ ، فاتّبع هواه ، وما يوحي إليه شيطانه ونفسه الأمّارة بالسوء.

(وَإنَّ الشَّياطينَ لَيوحونَ إلى أوْلِيائِهِمْ)[87].

(أفَمَنِ اتَّخَذَ إلـهَهُ هَواهُ)[88].

(إنَّ النَّفْسَ لأمَّارَةٌ بِالسُّوءِ)[89].

فإنّه لا يرى الحقّ وقد ولّى مدبراً ، وقد سلّى الله نبيّه في أمثال هذا في قوله تعالى :

(فَتَوَكَّلْ عَلى اللهِ إنَّكَ عَلى الحَقِّ المُبينِ * إنَّكَ لا تُسْمِعُ المَوْتى وَلا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعاءَ إذا وَلُّوا مُدْبِرينَ)[90].

فمن لم يستجب لرسول الله في حديث الثقلين ، الذي يتلخّص فيه الحياة السعيدة ، والبشرى في الحياة الطيّبة ، فإنّه يدخل في عداد الموتى ، فإنّه ميّت بين الأحياء ، أو أ نّه من الصمّ الذي لا يسمع الدعاء ، او من اُولئك الذين على قلوبهم أقفالها ، بما كانوا يكسبون من الذنوب والآثام.

(تِلـْكَ آياتُ اللهِ نَتْلوها عَلَيْكَ بِالحَقِّ وَما اللهُ يُريدُ ظُلـْماً لِلـْعالَمينَ)[91].

ومن تفرّق عن حبل الله من بعد ما جاءته البيّنات ، وطرق أبواب فلان وفلان ، فإنّ له عذاب عظيم ، خزي في الدنيا ، وفي الآخرة نار موصدة تطّلع على الأفئدة.

(وَلا تَكونوا كَالَّذينَ تَفَرَّقوا وَاخْتَلَفوا مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ البَيِّناتُ وَاُوْلـئِكَ لَهُمْ عَذابٌ عَظيمٌ)[92].

وأخيراً وليس بآخر :

(وَمَنْ يَتَبَدَّلِ الكُفْرَ بِالإيْمانِ فَقَدْ ضَلَّ سَواءَ السَّبيلِ)[93].

(وَيَتَّبِعُ غَيْرَ سَبيلِ المُؤْمِنينَ نُوَلِّهِ ما تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ)[94].

(وَكَذلِكَ نُفَصِّلُ الآياتِ وَلِتَسْتَبينَ سَبيلُ الُمجْرِمينَ)[95].

(وَإنْ تُطِعْ أكْثَرَ مَنْ في الأرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبيلِ اللهِ)[96].

(زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أعْمالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبيلِ فَهُمْ لا يَهْتَدونَ)[97].

(وَسَوْفَ يَعْلَمونَ حينَ يَرَوْنَ العَذابَ مَنْ أضَلُّ سَبيلا)[98].

(إنَّ هذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شاءَ اتَّخَذَ إلى رَبِّهِ سَبيلا)[99].

(اتَّقوا اللهَ وَابْتَغوا إلَيْهِ الوَسيلَةَ وَجاهِدوا في سَبيلِهِ)[100].

(وَلا تَتَّبِعوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبيلِهِ)[101].

(قُلْ هذِهِ سَبيلي أدْعو إلى اللهِ عَلى بَصيرَة)[102].

(يَهْدي بِهِ اللهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوانَهُ)[103].

(وَالَّذينَ جاهَدوا فينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا وَإنَّ اللهَ لَمَعَ الُمحْسِنينَ)[104].


[1]صحيح الترمذي 2 : 208 ، وقد ذكرت مصادر حديث الثقلين ـ عند السنّة والشيعة ـ بالتفصيل في رسالة (في رحاب حديث الثقلين) ، فراجع.

[2]المائدة : 15 و 16.

[3]البقرة : 257.

[4]المائدة : 89.

[5]لقد ذكرت الحديث بالتفصيل في (أهل البيت (عليهم السلام) سفينة النجاة) ، مطبوع ، وفي رسالة (الحسين (عليه السلام) في عرش الله) ، و (هذه هي الولاية) ، فراجع.

[6]إبراهيم : 4.

[7]النور : 61.

[8]لقد تحدّثت عن العقل والعقلاء في كتاب (ما هو العقل ، ومن هم العقلاء ؟).

[9]العنكبوت : 63.

[10]البيّنة : 4.

[11]البقرة : 92.

[12]آل عمران : 19.

[13]الحشر : 14.

[14]آل عمران : 105.

[15]آل عمران : 103.

[16]آل عمران : 103.

[17]إبراهيم : 7.

[18]إبراهيم : 7.

[19]آل عمران : 106.

[20]آل عمران : 106.

[21]آل عمران : 108.

[22]آل عمران : 106.

[23]آل عمران : 97.

[24]آل عمران : 107.

[25]الإسراء : 72.

[26]الأنعام : 159.

[27]الأنعام : 161.

[28]الروم : 30.

[29]الأنعام : 153.

[30]الشورى : 23.

[31]الفرقان : 57.

[32]الإسراء : 9.

[33]الأنبياء : 73.

[34]الروم : 31 و 32.

[35]المائدة : 35.

[36]الروم : 32.

[37]المجادلة : 22.

[38]المجادلة : 19.

[39]المجادلة : 22.

[40]الشورى : 13 و 14.

[41]الشورى : 23.

[42]يوسف : 104.

[43]الشورى : 14.

[44]التوبة : 33.

[45]الفتح : 28.

[46]الذاريات : 5 و 6.

[47]النور : 55.

[48]يونس : 19.

[49]البقرة : 253.

[50]البقرة : 213.

[51]آل عمران : 105.

[52]الأنعام : 159.

[53]الحجّ : 54.

[54]النساء : 80.

[55]الحشر : 7.

[56]النساء : 165.

[57]المائدة : 3.

[58]آل عمران : 101.

[59]الحمد : 6.

[60]يونس : 13 و 14.

[61]النور : 63.

[62]الرعد : 7.

[63]النور : 54.

[64]المائدة : 67.

[65]النحل : 125.

[66]الجمعة : 2.

[67]إبراهيم : 5.

[68]الغاشية : 21.

[69]إبراهيم : 5.

[70]إبراهيم : 1.

[71]سورة ص : 26.

[72]البقرة : 143.

[73]النحل : 89.

[74]النساء : 165.

[75]الشورى : 52.

[76]النور : 54.

[77]المائدة : 67.

[78]النحل : 89.

[79]الطلاق : 11.

[80]المائدة : 19.

[81]النحل : 44.

[82]الأحزاب : 21.

[83]لقد كتبت خصائص القائد الإسلامي في رسالة (خصائص القائد الإسلامي في القرآن الكريم) ، مطبوع في المجلّد الثالث من موسوعة رسالات إسلاميّة ، فراجع.

[84]لقد ذكرت تفصيل ذلك في رسالة (رسالتنا) ، مطبوع في المجلّد الثالث من الموسوعة ، فراجع.

[85]الطارق : 13 و 14.

[86]الشعراء : 192 ـ 195.

[87]الأنعام : 121.

[88]الجاثية 23 ، الفرقان : 43.

[89]يوسف : 53.

[90]النمل : 79 و 80.

[91]آل عمران : 108.

[92]آل عمران : 105.

[93]البقرة : 108.

[94]النساء : 115.

[95]الأنعام : 55.

[96]الأنعام : 116.

[97]النمل : 24.

[98]الفرقان : 42.

[99]الإنسان : 29.

[100]المائدة : 35.

[101]الأنعام : 153.

[102]يوسف : 108.

[103]المائدة : 16.

[104]العنكبوت : 69.

حبل الله في رحاب الأخبار الشريفة

حبل الله في رحاب الأخبار الشريفة

بعد أن عرفنا ولو إجمالا من خلال الآيات القرآنية ما هو المقصود من حبل الله في كتابه المجيد ، وأ نّه القرآن الكريم والعترة الطاهرة (عليهم السلام) ، فتعميماً للفائدة وترسيخاً للعقيدة الحقّة ، يا حبّذا أن نذكر بعض الروايات الشريفة الواردة عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته الأطهار الأئمّة الأبرار (عليهم السلام) ، وذلك من خلال المصادر الروائية عند الفريقين ـ الخاصة المؤمنين (أتباع مذهب أهل البيت (عليهم السلام)) وأبناء العامّة ـ من المسلمين.

أبدأ أوّلا بروايات القوم ، وذلك من خلال كتاب سيّدنا الاُستاذ الآية العظمى السيّد النجفي المرعشي (قدس سره) ، في تعليقاته على إحقاق الحقّ ، ثمّ أردفه بما ورد في روايات أصحابنا الكرام رضوان الله عليهم من خلال كتاب بحار الأنوار وتفسيري البرهان ونور الثقلين[1] وغيرها من الكتب.

ولا يخفى لم يكن المقصود استيعاب كلّ الروايات في هذا الباب ، بل إنّما المراد ذكر نماذج منها ، وهناك العشرات التي تدلّ بتواترها إجمالا على المطلوب ، وكادت
أن تكون المتواتر المعنوي ، والتواتر حجّة قطعيّة لا يمكن التخلّف عنه . فلا تغفل فإنّ ما ذكر في المقام هو فصل الخطاب وأصل الحقّ ، وهل بعد الحقّ إلاّ الضلال ؟ !

قال سيّدنا الاُستاذ (قدس سره) وهو من مشايخنا في الرواية[2] :

الآية الرابعة والستّون :

قوله تعالى : (وَاعْتَصِموا بِحَبْلِ اللهِ جَميعاً).

قد تقدّم ما ورد في نزولها في شأنه (عليه السلام) في (3 : 539) عن جماعة من العامّة في كتبهم ، ونستدرك النقل ها هنا عمّن لم ننقل عنهم.

ويشتمل على أحاديث :

1 ـ ما رواه القوم :

منهم الفاضل توفيق أبو علم في (أهل البيت)[3] ، قال :

وأخرج صاحب كتاب المناقب عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس رضي الله عنهم ، قال : كنّا عند النبيّ (صلى الله عليه وسلم) إذ جاء أعرابي فقال : يا رسول الله تقول : (وَاعْتَصِموا بِحَبْلِ اللهِ) فما حبل الله الذي نعتصم به ؟ فضرب النبيّ (صلى الله عليه وسلم) يده في يد عليّ وقال : تمسّكوا بهذا هو حبل الله المتين.

2 ـ ما رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلاّمة الشيخ سليمان البلخي القندوزي المتوفّى سنة 1293[4] ، قال :

أخرج الثعلبي في تفسير قوله تعالى : (وَاعْتَصِموا بِحَبْلِ اللهِ جَميعاً وَلا تَفَرَّقوا)
عن جعفر بن محمّد رضي الله عنهما ، قال : نحن حبل الله الذي قال الله : (وَاعْتَصِموا بِحَبْلِ اللهِ جَميعاً وَلا تَفَرَّقوا).

ومنهم العلاّمة البدخشي[5] : روى الحديث من طريق الثعلبي بعين ما تقدّم عن ينابيع المودّة.

ومنهم العلاّمة الحضرمي[6] ، روى الحديث بعين ما تقدّم عن ينابيع المودّة.

ومنهم العلاّمة ابن الصبّان[7] ، روى الحديث بعين ما تقدّم عن ينابيع المودّة.

ومنهم العلاّمة الامرتسري[8] ، روى الحديث من طريق ابن حجر في (الصواعق) بعين ما تقدّم عن (ينابيع المودّة).

ومنهم العلاّمة السيّد أبو بكر الحضرمي[9] ، روى الحديث بعين ما تقدّم عن (ينابيع المودّة).

ومنهم العلاّمة المولى محمّد معين[10] ، روى الحديث من طريق الثعلبي بعين ما تقدّم عن (ينابيع المودّة)[11].

3 ـ ما رواه القوم :

منهم العلاّمة المحدّث العارف الشيخ جمال الدين محمّد بن أحمد الحنفي الموصلي الشهير بابن حسنويه[12].

روى بإسناد يرفعه إلى زين العابدين (رضي الله عنه) قال :

كان الحسين (رضي الله عنه) عند جدّه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو بين أصحابه في المسجد فقال : أ يّها الناس يطلع عليكم من هذا الباب رجل طويل من أهل الجنّة يسأل عمّـا يعنيه ، قال : فنظر الناس إلى الباب فخرج رجل طويل يشبه رجال مصر فتقدّم وسلّم على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وجلس ثمّ قال : يا رسول الله سمعت الله عزّ وجلّ يقول : (وَاعْتَصِموا بِحَبْلِ اللهِ جَميعاً وَلا تَفَرَّقوا) فما الحبل الذي أمر الله تعالى بالاعتصام به ؟

فأطرق رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مليّاً ثمّ رفع رأسه وأشار بيده إلى عليّ بن أبي طالب (رضي الله عنه) وقال : هذا حبل الله من تمسّك به نجى وعصم به في دنياه ولم يضلّ به في آخرته ، فوثب الرجل إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) واحتضنه من ورائه وهو يقول : اعتصمت بحبل الله وحبل أمير المؤمنين ، ثمّ قام وخرج ، فقام فلان وقال : يا رسول الله ، ألحقه وأسأله أن يستغفر لي . فقال : إذن تجده . قال : فلحقت الرجل وسألته أن يستغفر لي . فقال : أفهمت ما قال لي رسول الله وما قلت له . قال : نعم ، فإن كنت تتمسّك بذلك حبل الله يغفر لك وإلاّ فلا غفر الله لك . قال : فرجعت وسألته عن ذلك الرجل . فقال : هو أبو العباس الخضر (عليه السلام)[13].

4 ـ قوله تعالى : (وَاعْتَصِموا بِحَبْلِ اللهِ جَميعاً وَلا تَفَرَّقوا)[14].

فممّن ذكره العلامة الثعلبي[15] ، قال في تفسير قوله تعالى : (وَاعْتَصِموا بِحَبْلِ اللهِ جَميعاً وَلا تَفَرَّقوا) قال : وأخبرني عبد الله بن محمّد بن عبد الله : حدّثنا عثمان بن الحسن ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن أحمد ، حدّثنا حسن بن حسين ، حدّثنا يحيى بن علي الربعي عن أبان بن تغلب عن جعفر بن محمّد (عليهما السلام) قال : نحن حبل الله الذي قال الله تعالى : (وَاعْتَصِموا بِحَبْلِ اللهِ جَميعاً وَلا تَفَرَّقوا).

ومنهم العلاّمة الهيثمي[16] ، أخرج الثعلبي في تفسيرها عن جعفر الصادق (رضي الله عنه)أ نّه قال : نحن حبل الله الذي قال الله فيه : (وَاعْتَصِموا بِحَبْلِ اللهِ جَميعاً وَلا تَفَرَّقوا).

ومنهم العلامة السيّد أبو بكر العلوي الحضرمي[17] ، أخرج الثعالبي ف ى تفسير هذه الآية عن جعفر بن محمّد (رحمه الله) أ نّه قال : نحن حبل الله الذي قال : (وَاعْتَصِموا بِحَبْلِ اللهِ جَميعاً وَلا تَفَرَّقوا) ، ولإمامنا الشافعي (رضي الله عنه) شعر :

ولمّـا رأيت الناس قد ذهب بهم *** مذاهبهم في أبحر الغيّ والجهلِ

ركبت على اسم الله في سفن النجا *** وهم أهل بيت المصطفى خاتم الرسلِ

وأمسكت حبل الله وهو ولاءهم *** كما قد أمرنا بالتمسّكِ بالحبلِ

ومنهم العلاّمة الشيخ سليمان القندوزي[18] ، أخرج الثعالبي بسنده عن أبان بن تغلب عن جعفر الصادق (رضي الله عنه) قال : نحن حبل الله الذي قال الله عزّ وجلّ : (وَاعْتَصِموا بِحَبْلِ اللهِ جَميعاً وَلا تَفَرَّقوا).

وأخرج صاحب كتاب المناقب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : كنّا عند النبيّ (صلى الله عليه وسلم) إذ جاء أعرابي فقال : يا رسول الله ، سمعتك تقول : (وَاعْتَصِموا بِحَبْلِ اللهِ) فما حبل الله الذي نعتصم به ؟ فضرب النبيّ (صلى الله عليه وسلم) يده في يد عليّ وقال : تمسّكوا بهذا هو حبل الله المتين.

ومنهم العلاّمة الآلوسي في تفسيره[19] ، قال ما لفظه : وأخرج أحمد عن زيد بن ثابت قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : إنّي تارك فيكم خليفتين ، كتاب الله عزّ وجلّ ممدود ما بين السماء والأرض ، وعترتي أهل بيتي وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليَّ الحوض[20].

5 ـ ما رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلاّمة شهاب الدين أحمد الحسيني[21] ، قال :

وعن شعبة بن الجميل الحامل عن أبيه قال : كنت بين يدي أمير المؤمنين رضي الله تعالى عنه واقفاً على طرف مسجد رسول الله صلّى الله عليه وعلى آله وبارك وسلّم بعد وفاته ، فخرج أمير المؤمنين رضي الله تعالى عنه وسلمان الفارسي وأبو ذرّ الغفاري رحمة الله تعالى عنه والمقداد بن أسود الكندي وعمّـار بن ياسر وخزيمة بن ثابت وأبو دجانة سماك بن خريشة رضي الله تعالى عنه ورحمة الله ورضوانه وفرس رسول الله صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم مسرج ملجم واقف على باب المسجد وأمير المؤمنين علي رضي الله تعالى عنه برد رسول الله وجماعة كثيرة من كبار الصحابة على باب المسجد ، فقال أمير المؤمنين لأحدهم : اركب ، فدنا من الفرس ليركبه فدمعت عينا الفرس حتّى سالت دموعه وإذا ركله فرنحه فانقلب مستلقياً على قفاه ، ثمّ حمحم الفرس ممهماً مع أمير المؤمنين ودمعه يسيل ، فضجّ القوم بالبكاء وأنشد عليه أبو ذرّ الغفاري أن يخبرهم بما قال الفرس في حمحمته ، فقال (عليه السلام) : يقول ما علمت أ نّي مرتجز فرس النبيّ صلّى الله عليه وآله وبارك وسلّم الذي اشتراه لنفسه خاصّة وما استوى على متني غير نبيّ الله ثمّ وصيّه . فقال القوم بأجمعهم : نشهد أن لا إله إلاّ الله العليّ الأعلى وأنّ محمّداً نبيّه المصطفى وإنّك وصيّه المرتضى.

ثمّ قال (عليه السلام) : يا عمّـار ويا سلمان ، اذكرا يوم الغدير إذ دعاكما رسول الله صلّى الله عليه وآله وبارك وسلّم فقال : تمسّكا بحبل موالاة عليّ فإنّه العروة الوثقى والحبل المتين والمودّة الصحيحة المنجحة.

ثمّ ركب الفرس وجماعة من الأولياء معه حتّى جاوز الجبانة وبلغ بقعة صافية ، فقال رضوان الله تعالى عليه : احتفروا ها هنا . فاحتفر سلمان فأخرج صحيفة من صفر مكتوب عليها ثلاثة أسطر لا ندري بأيّ لغة هي مكتوبة ، فقلنا : أنت أعرف بقراءتها يا أمير المؤمنين لأ نّك وصيّ نبيّنا . قال (عليه السلام) : إنّها لصحيفة دفنت ها هنا من لدن عهد آدم إلى هذا اليوم ، وفي السطر الأوّل مكتوب « بسم الله الرحمن الرحيم ، طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى ، إلاّ تذكرةً لمن يخشى » فأنا أوّل من خشيت الله تعالى وآمنت ، وفي الثانية مكتوب « محمّد رسول الله والذين معه أشدّاء على الكفّار » فكنت أنا وزيد بن الحارثة مولى رسول الله صلّى الله عليه وآله وبارك وسلّم ، وفي الثالثة مكتوب « قل هو نبأ عظيم أنتم عنه معرضون عن ولاية علي بن أبي طالب ومن أعرض عن ولايته فقد أعرض عن نبوّة محمّد صلّى الله عليه » ثمّ قال (عليه السلام) : ردّوها إلى مكانها.

قال : فرجعنا ثاني يومنا على خفية من أمير المؤمنين فلم نجد منها عيناً ولا أثراً فرجعنا ثمّ قلنا : يا أمير المؤمنين ، كان من أحوالنا كيت وكيت . فقال : أما علمتم أ نّي معدن أسرار رسول الله صلّى الله عليه وآله وبارك وسلّم ومحرز ميراثه ، ثمّ تلا هذه الآية (وَتَعِيُها اُذُنٌ واعِيَةٌ) ولم يعيها غيري[22].

6 ـ ما رواه القوم :

منهم العلاّمة المحدّث العارف الشيخ جمال الدين محمد بن أحمد الحنفي الموصلي الشهير بابن حسنويه[23].

وفي اللوح المحفوظ الذي نزل به جبرئيل (عليه السلام) فيه ما ينفع المستبصرين وهو محذوف الأسانيد يرفع إلى جابر بن عبد الله الأنصاري (رضي الله عنه) أ نّه قال :

قال أبو بصير عن أبي عبد الله جعفر بن محمّد الصادق عن محمّد بن عليّ الباقر قال لجابر : لي إليك حاجة ، فقال : أيّ الأوقات يا مولاي.

فخلا به أبو جعفر وقال له : يا جابر ، أخبرني من اللوح الذي رأيته في يد فاطمة (عليها السلام) وما أخبرتك به في اللوح مكتوباً.

قال جابر : أشهد بالله أ نّي دخلت على اُمّك فاطمة (عليها السلام) في حال حياة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) اُهنّيها بولادة الحسين (رضي الله عنه) فرأيت في يدها لوحاً أخضر ظننت أ نّه زمرّد ورأيته مكتوباً بالنور الأبيض ، فقلت : بأبي أنت واُمّي يا بنت رسول الله ، ما هذا اللوح ؟ فقالت : هذا أهداه الله إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وفيه اسم أبي واسمي واسم بعلي وأسماء ولدي وذكر الأوصياء من ولدي ، فأعطانيه أبي ليبشّرني به ، فقلت لها : أريني إيّاه يا بنت رسول الله ، قال : فأعطانيه فقرأته ونسخته.

فقال أبو جعفر : يا جابر ، هل لك أن تعرضه عليَّ ؟ فقال : نعم يا ابن رسول الله فأنت أحقّ به منّي.

قال أبو جعفر فسعينا إلى منزل جابر (رضي الله عنه) فأحضر لي صحيفةً من رقّ فيها ما صورته : بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من عند الله العزيز الحكيم لمحمّد (صلى الله عليه وسلم)نوره ونبيّه وسفيره وحجابه ودليله ونزل به الروح الأمين من عند ربّ العالمين عظّم يا محمّد أسمائي واشكر نعمائي ولا تجحد آلاي ، أنا الله لا إله إلاّ أنا ، فمن رجا غير فضلي أو خاف غير عدلي عذّبته عذاباً لا اُعذّبه أحداً من خلقي ، فإيّاي فاعبد وعليّ فتوكّل ، وإنّي لم أبعث نبيّاً وكملت أيامه وانقضت مدّته إلاّ جعلت له وصيّاً ، وإنّي فضّلتك على الأنبياء ، وفضّلت وليّك على الأوصياء وأكرمته بسبيلك وسبطيك بعده وسبطيك حسناً وحسيناً ، وجعلت حسناً معدن علمي وجعلت حسيناً حجّتي وأكرمته بالشهادة وختمت له بالسعادة وهو أفضل خلقي وأرفع الشهداء عندي درجةً جعلت كلمتي التامّة وحجّتي البالغة عنده بعترته (أي الحسين) اُثيب واُعاقب أوّلهم عليّ زين العابدين وزين أولياء الماضين عليهم صلواتي أجمعين فهم حبلي الممدود ، الكتاب معهم لا يفارقهم ولا يفارقونه حتّى يردوا الحوض عند رسولي في اليوم الموعود وذلك يوم مشهود[24].

7 ـ ما رواه القوم :

منهم العلاّمة الشيخ سليمان البلخي القندوزي المتوفّى سنة 1293 هـ[25] ، قال : في المناقب عن أبي بصير عن جعفر الصادق قال : قال أمير المؤمنين علي سلام الله عليه في خطبته : أنا الهادي وأنا المهتدي ، وأنا أبو اليتامى والمساكين وزوج الأرامل ، وأنا ملجأ كلّ ضعيف ومأمن كلّ خائف ، وأنا قائد المؤمنين إلى الجنّة ، وأنا حبل الله المتين ، وأنا عروة الوثقى وكلمة التقوى ، وأنا عين الله وباب الله ولسان الله الصادق ، وأنا جنب الله الذي يقول الله تعالى فيه : (أنْ تَقولَ نَفْسٌ يا حَسْرَاتى عَلى ما فَرَّطْتُ في جَنْبِ اللهِ) ، وأنا يد الله المبسوطة على عباده بالرحمة والمغفرة ، وأنا باب حطة ، من عرفني وعرف حقّي فقد عرف ربّه ، لأ نّي وصيّ نبيّه في أرضه وحجّته على خلقه ، لا ينكر هذا إلاّ رادّ على الله ورسوله[26].

8 ـ ما رواه العلاّمة المعاصر الشيخ حسن النجّار المصري[27] ، قال :

أخرج الثعلبي في تفسير قوله تعالى : (وَاعْتَصِموا بِحَبْلِ اللهِ جَميعاً) على جعفر الصادق أ نّه قال : نحن حبل الله فاعتصموا بنا[28].

9 ـ ما تقدّم نقله[29] عن جماعة ونرويه ها هنا عن غيرهم من أعلام القوم :

منهم العلاّمة السيّد إبراهيم المدني السمهودي[30] ، قال : وأخرج الثعلبي في تفسير قوله تعالى : (وَاعْتَصِموا بِحَبْلِ اللهِ جَميعاً وَلا تَفَرَّقوا) عن جعفر بن محمد (رحمه الله)
قال : نحن حبل الله الذي قال الله : (وَاعْتَصِموا بِحَبْلِ اللهِ جَميعاً وَلا تَفَرَّقوا)[31].

ومنهم العلاّمة المولوي محمد مبين الهندي[32] ، روى الحديث بعين ما تقدّم عن (الإشراف).

ومنهم العلاّمة السيّد خير الدين أبو البركات نعمان أفندي الآلوسي[33] ، روى الحديث نقلا عن الثعلبي بعين ما تقدّم عن (الإشراف).

10 ـ ما رواه القوم :

منهم العلاّمة القندوزي المتوفّى سنة 1293 هـ[34] ، عن علي كرّم الله وجهه قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : من أحبّ أن يركب سفينة النجاة ويستمسك بالعروة الوثقى ويعتصم بحبل الله المتين فليوالِ علياً وليعادِ عدوّه ، وليأتمّ بالأئمة الهداة من ولده ، فإنّهم خلفائي وأوصيائي وحجج الله على خلقه من بعدي وسادات اُمّتي وقوّاد الأتقياء إلى الجنّة ، حزبهم حزبي ، وحزبي حزب الله ، وحزب أعدائهم حزب الشيطان[35].

11 ـ وفي المجلّد السابع ، الصفحة 159 ، الباب الثالث والتسعون بعد المئة يذكر الحديث المتقدّم ويضيف ، وفي الصفحة 245 (الطبع المذكور) على رفعه : من أحبّ أن يتمسّك بالعروة الوثقى فليتمسّك بحبّ عليّ وأهل بيتي.

12 ـ ما رواه القوم :

منهم العلاّمة الزلى محمد صالح الترمذي[36] ، قال النبي (صلى الله عليه وآله) : من أراد أن يتمسّك بالحبل المتين فليحبّ علياً وذرّيّته عن دستور الخلائق.

13 ـ الحديث التاسع والأربعون : ما تقدّم نقله في الجزء السابع ، الصفحة 159 ـ 160 ، عن جماعة ، ونرويه ها هنا عن غيرهم من أعلام القوم :

منهم العلاّمة السيد علي بن شهاب الدين الهمداني العلوي الحسيني[37] ، قال : عن علي قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : من أحبّ أن يركب سفينة النجاة ... الخبر المتقدّم[38].

14 ـ ما رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلاّمة الخوارزمي[39] ، روى بسند تقدّم ذكره في الحديث الحادي والعشرين من فضائل أهل البيت ، ينتهي إلى الحسين (عليه السلام) ، قال :

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : فاطمة بهجة قلبي ـ إلى أن قال ـ ـ والأئمة من ولدها اُمناء ربّي وحبله الممدود بينه وبين خلقه ، من اعتصم بهم نجا ، ومن تخلّف عنهم هوى.

15 ـ ورواه بعينه جماعة تقدّم ذكرهم هناك.

منهم جار الله محمود بن عمر الزمخشري[40] ، ومنهم العلاّمة الحمويني[41] ، ومنهم العلاّمة القندوزي[42] ، ومنهم العلاّمة المحدّث العارف الشيخ جمال الدين محمد ابن أحمد الحنفي الموصلي الشهير بابن حسنويه[43] ، روى بسنده عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : فاطمة قلبي ، وابناها ثمرة فؤادي ، وبعلها نور بصري ، والأئمة من ولدها أمارتي وحبلي الممدود ، فمن اعتصم بهم نجا ، ومن تخلّف عنهم هوى[44].

16 ـ ما رواه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلاّمة الشيخ إبراهيم بن محمد بن أبي بكر بن حمويه الحمويني المتوفّى سنة 722 هـ[45] ، قال : أخبرني الإمام نجم الدين عيسى بن الحسين الطبري إجازة بجميع كتاب مقتل الحسين بن علي (عليه السلام) قال : أخبرني السيّد النقيب الحسيب النسيب ركن الدين أبو طالب يحيى بن الحسن الحسيني البطحاني بن أحمد المكّي قال فيه وذكر الإمام محمد بن أحمد بن علي بن شاذان عن محمد بن زياد عن جميل صالح عن جعفر بن محمد (عليهما السلام) ، حدّثني أبي عن أبيه عن الحسين بن علي (عليه السلام) ، قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : فاطمة بهجة قلبي ، وابناها ثمرة فؤادي ، وبعلها نور بصري ، والأئمة من ولدها اُمناء ربّي وحبله الممدود بينه وبين خلقه ، من اعتصم بهم نجا ومن تخلّف عنهم هوى[46].

17 ـ ومنهم الحافظ محمد بن أبي الفوارس[47] ، روى الحديث بالإسناد إلى جابر بن عبد الله بعين ما تقدّم عن (فرائد السمطين) إلاّ أ نّه ذكر بدل قوله نور بصري : نور عيني[48].

18 ـ الحديث المتقدّم في المجلّد التاسع ، الصفحة 198 ، الحديث الحادي والعشرون ما رواه القوم :

منهم العلاّمة موفّق بن أحمد الخوارزمي المتوفّى سنة 568 هـ[49] ...

ومنهم العلاّمة القندوزي[50] ، روى الحديث من طريق الحمويني بعين ما تقدّم عنه سنداً ومتناً.

هذه بعض الأحاديث الشريفة في كتب القوم بأسانيدهم في بيان مصداقية حبل الله الذي من اعتصم به فقد اهتدى واستبصر ، وفاز بخير الدنيا والآخرة وسعادتهما.

وأمّا الروايات في كتب أصحابنا الإمامية ، فهذه نماذج لزيادة اليقين وإنارة القلوب وشرح الصدور ، ومن الله الهداية والتوفيق.


[1]تفسير نور الثقلين 1 : 313 ، الروايات 303 ـ 308 ، وتفسير البرهان 1 : 305 ، الروايات 1 ـ 10 ، وبحار الأنوار في مجلّدات عديدة ، كما سيأتي.

[2]في ملحقات إحقاق الحقّ 14 : 384.

[3]أهل البيت : 61 ، طبعة مطبعة السعادة بالقاهرة.

[4]ينابيع المودّة : 274 ، طبعة إسلامبول.

[5]مفتاح النجا : 6 ، مخطوط.

[6]وسيلة المآل : 64.

[7]إسعاف الراغبين : 120 ، طبعة مصر.

[8]أرجح المطالب : 76 ، طبعة لاهور.

[9]رشفة الصادي : 70 ، طبعة مصر.

[10]دراسات اللبيب في الاُسوة الحسنة بالحبيب : 234 ، طبعة كراتشي.

[11]المصدر 14 : 385.

[12]در بحر المناقب : 63 ، مخطوط.

[13]المصدر : 14 : 386.

[14]آل عمران : 103.

[15]العمدة ; للعلاّمة ابن بطريق : 150 ، طبعة تبريز.

[16]الصواعق المحرقة : 149 ، طبعة المحمّدية بمصر.

[17]رشفة الصادي : 15 ، طبعة الإعلامية بمصر.

[18]ينابيع المودّة : 118 ، طبعة إسلامبول.

[19]روح المعاني 4 : 16 ، طبعة مصر.

[20]المصدر 3 : 540.

[21]توضيح الدلائل ، نسخة المكتبة الملّيّة بفارس.

[22]المصدر 18 : 228.

[23]در بحر المناقب : 33 ، مخطوط.

[24]المصدر 5 : 115.

[25]ينابيع المودّة : 495 ، طبعة إسلامبول.

[26]تعليقات إحقاق الحقّ 4 : 285.

[27]الأشراف : 21 ، طبعة مصر.

[28]المصدر 13 : 84.

[29]3 : 539.

[30]الإشراف على فضل الأشراف : 37 ، نسخة مكتبة الظاهرية بدمشق.

[31]المصدر 18 : 535 + 541.

[32]وسيلة النجاة : 45 ، طبعة گلشن فيض في لكنهو.

[33]غاية المواعظ 2 : 94 ، طبعة دار الطباعة المحمدية بالقاهرة.

[34]ينابيع المودّة : 445 ، طبعة إسلامبول.

[35]تعليقات إحقاق الحقّ 5 : 113.

[36]المناقب المرتضوية : 105 ، طبعة بومباي.

[37]مودّة القربى : 96 ، طبعة لاهور.

[38]المصدر 18 : 473.

[39]مقتل الحسين : 59 ، طبعة الغري.

[40]المناقب : 213 ، مخطوط.

[41]فرائد السمطين ، مخطوط.

[42]ينابيع المودّة : 82 ، طبعة إسلامبول.

[43]در بحر المعارف : 106 ، مخطوط.

[44]المصدر 13 : 79 + 9 : 209.

[45]فرائد السمطين ، مخطوط ، طبع أخيراً.

[46]المصدر 4 : 288.

[47]الأربعين : 14 ، مخطوط.

[48]المصدر 4 : 289.

[49]مقتل الحسين : 59 ، طبعة الغري.

[50]ينابيع المودّة : 82 ، طبعة إسلامبول.

بعض روايات أهل البيت (عليهم السلام)