من أهداف بعثة الأنبياء هداية الناس وإصلاحهم ، وليقوموا بينهم بالقسط والإحسان ، وبعث رسول الله محمد خاتم النبيّين (صلى الله عليه وآله) وعمره ( 40 سنة ) نزل عليه جبرائيل في غار حرّاء بسورة الفلق : ( إقْرَأ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذي خَلَقَ ... ) في ( 27 رجب ).
أوّل من آمن به من النساء زوجه خديجة بنت خويلد ، ومن الرجال علي (عليه السلام) ، وكانا يصلّيان خلفه في الحرم الشريف لمدّة ثلاث سنوات.
دعوة النبيّ الاُولى كانت سرّية لمدّة ثلاث سنوات.
بعدها جمع النبيّ عشيرته بعد نزول قوله تعالى : ( وَأنْذِرْ عَشيرَتَكَ الأقْرَبينَ )فجمعهم ليدعوهم إلى التوحيد ولينذرهم يوم المعاد ، ونصب عليّاً (عليه السلام) للخلافة والوزارة من اليوم الأوّل في قصّة الدار والإنذار.
دعى النبيّ الناس كافّة إلى أن يقولوا ( لا إلـهَ إلاّ اللهُ ) وذلك بعد ثلاث سنوات من البعثة المباركة على جبل صفا ، بعد أن قال : إنّ الرائد لا يكذب أهله.
آمن من كلّ قبيلة بعض شبّانها ، واجتمعت قريش على محاربة النبيّ والمسلمين الجدد ، إذ سفّه أصنامهم ، ونفذت دعوته إلى القلوب وأحبّه الشباب.
ذهبت قريش إلى أبي طالب تطلب منه أن يكفّ النبيّ عن دعوته ، فأنكر النبيّ ذلك ، قائلا : « والله يا عمّـاه لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في شمالي على أن أترك هذا الأمر حتّى يظهره الله أو أهلك فيه ما تركته ».
تآلبت قريش على أذى الرسول ، وانبرى من بني هاشم اُناس يدافعون عنه ، وآمن به عمّه حمزة وكان معروفاً بالبسالة والشجاعة ومصارعة الاُسود ، فتقوّت شوكة الإسلام بإيمانه.
عداء قريش إنّما ينبع من الحسد والخوف من آيات القيامة والعذاب ومن المجتمع العربي المشرك.
ظهرت المعاجز من النبيّ ومعجزته الخالدة إلى يوم القيامة ( القرآن الكريم ) يهدي للتي هي أقوم ، ولا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، كان نزوله في البداية تدريجياً ، وذلك للحكم والمصالح العامّة التي تقتضيها الدعوة النبويّة ، والزمان والمكان ، وليثبت قلب النبيّ ، وعدم التناقض في آياته الكريمة.