( السنة الخامسة من البعثة )

هاجر جماعة من المسلمين ( 15 نفر ثمّ التحق بهم مجموعة فبلغوا 83 نفراً ) إلى الحبشة في ( 5 رجب ) بقيادة جعفر بن أبي طالب.

كفّار قريش اتّهموا النبيّ بالجنون ، وإنّه ساحر وكاهن وشاعر ، وحاربوه شتّى المحاربة ، فخذلهم الله ونصر نبيّه ( لأغْلِبَنَّ أنا وَرُسُلي ).

كان التحريم الاقتصادي والاجتماعي من قبل قريش نضالا سلبيّاً ضدّ النبيّ وأصحابه ، فالتجأوا إلى شِعب أبي طالب لمدّة ثلاث سنوات ، وبلغت حالتهم الصحية والاجتماعية إلى درجة يرثى لها.

أكلت الأرضة الإعلان التحريمي من قبل قريش الذي كان على جدار الكعبة ، ولم يبقَ منه شيء إلاّ ( بسمك الله ) وأخبر النبيّ عمّه بذلك ، وانتهت المحاصرة في نصف رجب في السنة العاشرة من البعثة.

نموّ الفكرة ورشدها إنّما يكون بالحرية والقوّة الدفاعية ، فقد توفّي المدافع الأوّل عن النبيّ وهو أبو طالب مؤمن قريش وكانت وفاته في السنة العاشرة من البعثة . وكان النبيّ عمره الشريف آنذاك ( 50 سنة ) ، وقال : ما نالت منّي قريش ما أكرهه حتّى مات أبو طالب.

توفّيت المدافعة الثانية عن النبيّ خديجة الكبرى (عليها السلام) بعد رحلة أبي طالب (عليه السلام) بخمسة أشهر وبضعة أيام.

ذهب النبيّ إلى الطائف ، ليدعو بني ثقيف إلى الإسلام في السنة الحادي عشر بعد البعثة ، فضربوه بالحجارة حتّى اُدمي ، والتقى في ضيعة بعداس المسيحي وكان غلاماً يشتغل في البستان، ورجع النبيّ إلى مكّة وطاف الكعبة بحماية مطعّم بن عدي.

عرج النبيّ إلى السماء من بيت اُمّ هانئ بنت أبي طالب إلى المسجد الأقصى ، ثمّ إلى السماء بروحه وجسده ، وقيل سنة المعراج العاشرة من البعثة ، وقيل الثانية عشرة ، والأصحّ أ نّه وقع بعد العاشرة.

كان النبيّ في أشهر الحرم يصعد ربوةً ، ويدعو الناس إلى الإسلام قائلا : « قولوا لا إله إلاّ الله تفلحوا ، تملكوا بها العرب ، وتذلّ لكم العجم ، وإذا آمنتم كنتم ملوكاً في الجنّة ».

كانت يثرب ( المدينة المنوّرة ) تسكنها قبيلتي أوس وخزرج ، وبجوارهم ثلاث طوائف من اليهود ، وهم : بني قريظة وبني النضير وبني قينقاع ، وفي كلّ سنة كانت جماعة من أهل يثرب يحجّون بيت الله الحرام ، ويلتقون مع النبيّ ، وذلك خلال ( سنة 11 و 12 و 13 من البعثة ) وأوّل من آمن من أهل يثرب سويد بن صامت ، وقتل في حرب بعاث بيد الخزرجيين ، وكذلك أياس بن معاذ.

ستّة أنفار من الخزرج آمنوا بالنبيّ الأكرم (صلى الله عليه وآله) ، ورجعوا إلى قومهم ، يبلّغون الإسلام ، دين الله القويم.

في السنة الثانية عشرة من البعثة توجّهت مجموعة ( 12 نفراً ) من يثرب إلى مكّة المكرّمة ، والتقوا بالنبيّ في عقبة ، وبايعوه على نصرته ، وعرفت البيعة ببيعة النساء وكان مفادها ( أن لا نشرك بالله شيئاً ، ولا نقتل أولادنا ، ولا نأتي ببهتان نفتريه بين أيدينا وأرجلنا ، ولا يعصوا النبيّ في معروف ).

أوّل معلّم للقرآن بعثه النبيّ إلى يثرب هو معصب بن عمير الذي استشهد في غزوة اُحد.

بيعة العقبة الثانية بين ( 73 نفراً ) من أهل يثرب وبين النبيّ قائلا : « اُبايعكم على أن تمنعوني ممّـا تمنعون منه نساءكم وأبناءكم » مهّدت هذه البيعة هجرة النبيّ إلى يثرب ، وانتخب ( 12 نفراً ) منهم لحلّ مشاكلهم في يثرب.

بأمر من النبيّ الأكرم هاجر مسلمو مكّة إلى يثرب ، ولم يبقَ فيها إلاّ النبيّ (صلى الله عليه وآله) وعلي (عليه السلام) وقليل من المسلمين.

الهجرة