الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحقّ ليظهره على الدين كلّه ، والصلاة والسلام على أشرف خلقه وسيّد رسله محمّد المصطفى وآله أئمة الهدى الغرّ الميامين ، واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين.
أمّا بعد :
فإنّي أعتقد أنّ كلّ مسلم ومسلمة ، لا سيّما الشباب ، بل أولادنا وفلذّة أكبادنا قبل بلوغهم ومنذ نعومة أظفارهم ، عليهم أن يعرفوا سيرة نبيّنا وطبيب نفوسنا وشفيع ذنوبنا محمّد (صلى الله عليه وآله) ، فإنّه (صلى الله عليه وآله) القدوة الصالحة والاُسوة الحسنة لكلّ المسلمين والمسلمات ، بل للبشرية جمعاء :
( لَقَدْ كانَ لَكُمْ في رَسولِ اللهِ اُسْوَةٌ حَسَنَةٌ )[1].
في أخلاقه الرفيعة وسلوكه الشامخ وسيرته الطيّبة :
( إنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعوني يُحْبِبْكُمُ اللهُ )[2].
فمن أراد أن يدرك محبّة الله ، ومن كان مؤمناً به مطيعاً له ، لا بدّ أن يتّبع رسوله ويحبّه ويطيعه ، حتّى يفوز ويفلح ويسعد في الدارين ، والإيمان والطاعة والمودّة ، تتوقّف على معرفته الكاملة ، ومن معرفته : الوقوف على سيرته المباركة وحياته الطاهرة ، وكلّما ازدادت المعرفة ازدادت المحبّة ، وبالعكس ، فحينئذ يكون التفاعل الإيماني وزيادة اليقين ، وديمومته حتّى الوقوف بين يدي الله سبحانه ، فمن هذا المنطلق رأيت من واجبي أن أكتب موجزاً عن أهمّ الوقائع والأحداث التي وقعت في حياة حبيب قلوبنا نبيّنا الأكرم ، خاتم المرسلين وسيّد الأوّلين والآخرين محمّد (صلى الله عليه وآله).
وحاولت أن أكتب سيرته العظيمة من أهمّ المراجع والمصادر عند الفريقين ـ السنّة والشيعة ـ وذلك في سطور مختصرة جدّاً ، لسهولة المراجعة إليه ، لا سيّما للطليعة المؤمنة والفتية المسلمة ، وليكون منطلقاً وحافزاً لمطالعة الموسوعات الضخمة المؤلفة في حياة النبيّ (صلى الله عليه وآله) وسيرته الميمونة ، والله المستعان وعليه الثكلان ، وما توفيقنا وهدايتنا ورشدنا إلاّ بالله العليّ العظيم ، فهو حسبنا وهو الوكيل ، فنعم المولى ونعم النصير.
[1]الأحزاب : 21.
[2]آل عمران : 31.