الأمر  السادس - الحرص  على  التعلّم

أن يكون حريصاً على التعلّم مواظباً في جميع أوقاته ليلا ونهاراً سفراً وحضراً ، فلا يشتغل بغير طلب العلم أو ما هو ضروري في الحياة من أكل ونوم وما شابه ذلك ، وإنّ من استوى يوماه فهو مغبون ، ومن كان يومه خيرٌ من أمسه فبطن الأرض خيرٌ له من ظهرها ـ كنابة عن الموت ، وأنّ الحياة حينئذ لا قيمة لها ـ ولا يستطاع العلم براحة الجسد ، وإنّ الجنّة دار النعيم التي فيها ما لم يخطر على قلب بشر ، إنّما حُفّت بالمكاره والصعاب ، وإنّ من طلب العلى سهر الليالي .

وما أكثر الخواطر والقصص من حياة علمائنا الأعلام في هذا الباب ، كان سيّدنا الاُستاذ آية الله العظمى السيّد الگلپايگاني يقول : وكم من ليلة غرقت في المطالعة فلم أنتبه على نفسي إلاّ بصوت مؤذّن صلاة الصبح . وكم من مرّة وضعت زوجة آية الله العظمى السيّد البروجردي (قدس سره) العشاء من أوّل الليل في غرفة زوجها ، فتأتي صباحاً وترى الأكل لا يزال على ما كان ، وكان السيّد مشغولا بالمطالعة حتّى الصباح .

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) :

« من لم يصبر على ذلّ التعلّم ساعة بقي في ذلّ الجهل أبداً ».

« ما من متعلّم يختلف إلى باب العالم إلاّ كتب الله له بكلّ قدم عبادة سنة ».

قال أمير المؤمنين عليّ (عليه السلام) :

« لا يستحينّ أحد إذا لم يعلم الشيء أن يتعلّمه ».

« تعلّموا العلم فإنّ تعلّمه حسنة ، ومدارسته تسبيح ، والبحث عنه جهاد ، وتعليمه لمن لا يعلمه صدقة ، وهو أنيس في الوحشة ، وصاحب في الوحدة ، وسلاح على الأعداء ، وزين الأخلاّء ، يرفع الله به أقواماً يجعلهم في الخير أئمّة يقتدى بهم ، ترمق أعمالهم وتقتبس آثارهم ».

« في صفة المتّقين : من علامة أحدهم أ نّك ترى له قوّة في دين وحزماً في لين ، وإيماناً في يقين ، وحرصاً في علم ، وعلماً في حلم ».

قال الإمام الصادق (عليه السلام) :

« كان فيما وعظ لقمان ابنه ، أ نّه قال له : يا بني ، اجعل في أيّامك ولياليك نصيباً لك في طلب العلم ، فإنّك لن تجد تضييعاً مثل تركه ».

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : « العلم رأس الخير كلّه ، والجهل رأس الشرّ كلّه ».

« العلم حياة الإسلام وعماد الدين » ، أقرب الناس إلى درجة النبوّة أهل العلم والجهاد ، مداد العلماء أفضل من دماء الشهداء ...

الأمر السابع