مقتطف من کتاب على أبواب شهر رمضان المبارك

بقلم السید عادل العلوي

علماء الأخلاق ذكروا في تهذيب النفوس مراحل ثلاثة  :

1 ـ التخلّي من الصفات الذميمة .

2 ـ والتحلية بالصفات الحميدة .

3 ـ وتجلية تلک الصفات وتبلورها، وإلى الله المنتهى قاب قوسين أو أدنى وإنّک كادح إلى ربّک كدحآ فملاقيه ، وسقاهم ربّهم شرابآ طهورآ.

ويبدو لي : شهر رجب ـكما في الأخبارـ شهر الاستغفار من الذنوب والمعاصي ، وهو شهر أمير المؤمنين علي  7.

ففي شهر رجب أصحاب السير والسلوک ، أصحاب اليمين ، يطهّرون أنفسهم من الذنوب والغفلات وذلک بالاستغفار والتوبة والإنابة ، ويناديهم الملائكة : أين الرجبيّون ؟

وفي شهر شعبان ، شهر رسول الله  9 يتحلّون بسنن رسوله وآدابه كما ورد في أعمال شهر شعبان (وهذا شهرُ نبيّک سيّدُ رسلک شعبان الذي حففته منک بالرحمة والرضوان الذي كان رسول الله  9 يَدأبُ في صيامه وقيامه في لياليه وأيامه بخوعآ لک في إكرامه وإعظامهِ إلى محل حمامِه اللّهم فأعنّا على الاستنان بسنّته فيه ونيل الشفاعة لديه اللّهم واجعله لي شفيعآ مشفّعآ وطريقآ إليک مهيعآ واجعلني له متّبعآ حتّى ألقاک يومَ القيامةَ عنّي راضيآ وعن ذنوبي غاضيآ قد أوجبت لي منک الرحمة والرضوان وأنزلتني دار القرار ومحل الأخيار).

شهر شعبان شهر مناجاة الأئمّة  : تلک المناجاة المعروفة التي جاء فيها : (إلهي هب لي كمال الانقطاع إليک ، وأنِر أبصار قلوبنا بضياء نظرها إليک ، حتّى تخرق أبصار القلوب حُجُب النور فتصل إلى معدن العظمة ، وتصير أرواحنا معلّقةً بعزّ قدسک ، إلهي واجعلني ممّن ناديته فأجابک ، ولاحظته فصعق لجلالک ، فناجيته سرّآ وعمل لک جهرآ).

فشعبان شهر التحلّي بالصفات الحميدة ، وشهر رمضان شهر التجلّي لتلک الصفات ، شهر الضيافة والورود على الله سبحانه ، تلک الضيافة العامّة لجميع المكلّفين ، ومن راع آدابها يوفّق لحضور الضيافة الخاصّة في شهر ذي الحجّة في مكّة المكرمة مهبط الوحي ، وفي طواف حول الكعبة المشرّفة ، وفي أرض عرفة ، ومناسک مقرّبة إلى الله تعالى .

وضيافة الله إنّما هي ضيافة الأسماء الحسنى والصفات العليا، وإنّ المؤمن يكون على موائد القرآن الكريم فيها من نمير العلوم وطعام المعارف ما تشتهي الأنفس الروحانيّة .

فنأتي إلى علم الله سبحانه ، وندخل مدينة العلم من بابها، فمن علي وأهل بيته  : إلى النبي محمّد  9 ومنه إلى الله سبحانه ، فاجعله لي شفيعآ مشفّعآ، وهذا هو الصراط المستقيم ، وهي الولاية العظمى المتمثّلة بالله سبحانه وبرسوله  9 وبأوليائه الأئمة الأطهار  :، وهذا هو الصراط الذي نسأل الله في كلّ صلاة أن يهدينا إليه ، صراط الذين أنعمت عليهم من الأنبياء والأولياء والشهداء والصالحين وحسن اُولئک رفيقآ، غير المغضوب عليهم ولا الضالين .

وقد ورد في الخبر الشريف من لم يغفر في شهر رمضان ، لم يغفر له إلى قابل ، أو يشهد عرفة لتشمله الرحمة الخاصة والضيافة الخاصة.

http://www.alawy.net/arabic/book/7823/