العصمة بنظرة جديدة مجلة الکوثر الرابع والثلاثون - شهر رجب المرجب 1437هـ -2016م صحيفة صوت الكاظمين الشهرية العدد 207/206 النور الباهر بين الخطباء والمنابر قناة الکاظمين مصباح الهداية ونبراس الأخلاق بإدارة السید محمد علي العلوي الخصائص الفاطميّة على ضوء الثقلين الشباب عماد البلاد إجمال الكلام في النّوم والمنام المؤسسة الإسلامية العالمية التبليغ والإرشاد برعایة السید عادل العلوي صحیفة صوت الکاظمین 205-204 شهر رجب وشعبان 1437هـ الانسان على ضوء القرآن أخلاق الأنبياء في القرآن الكريم العلم الإلهامي بنظرة جديدة في رواق الاُسوة والقدوة الله الصمد في فقد الولد في رحاب اولى الألباب المأتم الحسیني الأسبوعي بإشراف السید عادل العلوي في دارالمحققین ومکتبة الإمام الصادق علیه السلام- إحیاء للعلم والعل نظرات في الإنسان الكامل والمتكامل مجلة الکوثر الثالث والثلاثون - شهر محرم الحرام 1437هـ -2015م نور العلم والعلم نور مقالات في رحاب الامام الحسين(ع)
اللغة
تابعونا...
تصنیف المقالات احدث المقالات المقالات العشوائية المقالات الاکثرُ مشاهدة

المقالات الاکثرُ مشاهدة

وموا لله _ حوار مع سماحة السید عادل العلوي

قوموا لله _ حوار مع سماحة السید عادل العلوي

التقوى.. في مخالفة الهوى‏
س: نلاحظ أن التقوى تساهم معها ظروف تساعد عليها إمّا سلباً أو إيجاباً، ما هي التقوى وكيف يمكن تحصيلها؟‏
ج: التقوى من الوقاية وتعتبر في علم الأخلاق أنّها التحفظ في طريق الشوك من الشوك (هذا التحفظ هو التقوى). فالمؤمن يتحفظ من شوك الذنوب والمعاصي ما ظهر منها وما بطن، فمن كان كذلك كان متقياً. وبعبارة أخرى التقوى عرّفها في الحديث الشريف أنّها: «أن لا يراك الله حيث نهاك ولا يفقدك حيث أمرك» (5). وفي الحديث «اتّقوا الله في الخلوات فإنّ الشاهد هو الحاكم» (6). كثيراً ما يحصل عندما يخلو الإنسان بنفسه ـ ولا سيّما الشباب ـ يقع في الذنب، باعتبار أن الناس لا يرونه فسرعان ما يُذنب، ولكن إذا علم أن الله يرى ويسمع،ويعلم أن الله يحاكمه يوم القيامة،فحينئذ يخاف الله. (وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى*فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى)(النازعات: 40). فمن كان متّقياً خاف الله. وهناك ارتباط وثيق بينهما. يقول علماء الأخلاق: «إن المرء يدخل الجنّة بخطوتين الأولى أن يخاف الله والثانية أن ينهى النفس عن الهوى بمخالفتها بالجهاد الأكبر».‏
فمن كان متّقياً سيعيش الراحة النفسيّة والاطمئنان {أَلاَ بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} (الرعد: 28).‏
نعم ورد في الحديث الشريف عن الصادق×: «التقوى ثلاث: تقوى العام وتقوى الخاص وتقوى خاص الخاص» (7).‏
تقوى العام: أن تأتي بالواجبات وتترك المحرّمات وهذا  لعامّة الناس منذ بلوغهم، الرجل يبلغ وعمره 15 سنة والمرأة تبلغ وعمرها 9 سنوات، يكون متقياً بهذه الدرجة، يعني يفعل الواجبات ويترك المحرّمات. أمّا المرتبة الثانية ـ أي التقوى الخاص ـ فإضافة إلى فعله للواجب فإنه يُقبل على المستحبات ويترك الشبهات إضافة للمحرّمات. أمّا مرتبة خاص الخاص فإنه يترك حتى الحلال، وقد ورد عن الإمام الحسن×: «الدنيا في حلالها حساب وفي حرامها عقاب وفي الشبهات عتاب» (8) فهو يترك الحلال كي لا يحاسب،ويترك الشبهات كي لا يعاتب،والحرام كي لا يُعاقب.‏
وفي الحديث الشريف «أفضل الأعمال أحمزها» (9) أي أشدّها. والبيئة مؤثرة، لا شكّ، في حياة الإنسان. وقد روي «أن كلّ إنسان يولد على الفطرة،وأبواه إما يهوّدانه أو ينصّرانه أو يمجسانه»(10)، فالمحيط إذا كان محيطاً غير أخلاقي، محيط ذنب ومعصية ونشأ فيه إنسان تقوائي واجه بإيمانه مظاهر الفساد، لا شكّ أنّه أفضل من ذاك الذي نشأ في بيئة مؤمنة أتاحت الظروف له التقوى. المهم أن يخاف الإنسان ربّه في قلبه وأن يتذكّر دائماً أنه يراه سبحانه على كلّ حال.‏

أمّا كيف يمكن تنمية دواعي التقوى في النفس؟ فإنّه يقال الإسلام والأخلاق كالسُّبحة عندما تأخذ خرزة واحدة منها تبدأ بالأخرى حتى تأتي عليها كلّها، لذا الأحكام الإسلاميّة إنما هي كخرز السُّبحة فلا يمكن أن يأخذ الإنسان واحدة ويترك الباقي، لا بدّ من أخذه كلّه. يقال جاء رجل إلى رسول الله وقال له: يا رسول الله علّمني حكماً واحداً في الإسلام أعمل به ولا أعمل بالأعمال الأخرى، فقال الرسول|: «لا تكذب». عندئذ ذهب، وصار وقت الصلاة فقال إذا لم أصلِّ وسألني رسول الله| عنها بماذا أجيب؟ أقول لم أصلِّ؟ هذا أمر صعب، أقول صليت؟ فأكون كاذباً. عندها قام فصلّى. ثمّ بعد ذلك الصوم ثمّ الغيبة ثمّ الغضب.. وهكذا بكلمة لا تكذب عمل بالكلّ أحكام الإسلام، لانّه لابُدّ أن يكون صادقاً في حياته.‏


http://www.alawy.net/arabic/article/13935/

ارسال الأسئلة