العصمة بنظرة جديدة مجلة الکوثر الرابع والثلاثون - شهر رجب المرجب 1437هـ -2016م صحيفة صوت الكاظمين الشهرية العدد 207/206 النور الباهر بين الخطباء والمنابر قناة الکاظمين مصباح الهداية ونبراس الأخلاق بإدارة السید محمد علي العلوي الخصائص الفاطميّة على ضوء الثقلين الشباب عماد البلاد إجمال الكلام في النّوم والمنام المؤسسة الإسلامية العالمية التبليغ والإرشاد برعایة السید عادل العلوي صحیفة صوت الکاظمین 205-204 شهر رجب وشعبان 1437هـ الانسان على ضوء القرآن أخلاق الأنبياء في القرآن الكريم العلم الإلهامي بنظرة جديدة في رواق الاُسوة والقدوة الله الصمد في فقد الولد في رحاب اولى الألباب المأتم الحسیني الأسبوعي بإشراف السید عادل العلوي في دارالمحققین ومکتبة الإمام الصادق علیه السلام- إحیاء للعلم والعل نظرات في الإنسان الكامل والمتكامل مجلة الکوثر الثالث والثلاثون - شهر محرم الحرام 1437هـ -2015م نور العلم والعلم نور مقالات في رحاب الامام الحسين(ع)
اللغة
تابعونا...
تصنیف المقالات احدث المقالات المقالات العشوائية المقالات الاکثرُ مشاهدة

المقالات العشوائية

المقالات الاکثرُ مشاهدة

(إقرأ . فكّر . إعمل ) العمل الخالص

بسم الله الرحمن الرحیم

الحمد لله الذي يحب المخلصين والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله الطاهرين لاسيما بقية الله في الأرضين.أحبتي وأعزتي سلام عليكم طبتم أين ما كنتم وطابت أوقاتكم.

لقد كتب أحد العلماء كتابين في الأخلاق فضاع أحدهما، فوجده شخص آخر وطبع الكتاب باسمه، فأرسل المؤلف المجلد الثاني إليه وقال اطبعه أيضاً وإن كان باسمك، فإن مقصودي هو انتفاع الناس ونشر الأخلاق في المجتمع، ولا يضرني بأي اسم كان.

لاشك عندما تقرأ هذه الحكاية الواقعية يكبر الرجل العالم في نفسك، فإن عمله هذا يدل على إخلاصه والمخلص يحبه الناس جميعاً وكذلك يحبه الله سبحانه، وأعدّ له الأجر العظيم والثواب الجزيل، وبالإخلاص يكون الخلاص من إبليس الشيطان الرجيم الذي أقسم بعزة الله أن يغوي ويضل البشرية كلها (إن الإنسان لفي خسر) إلا من كان من المخلصين الذي أخلص في نواياه وأعماله وأخلصه الله للدار الآخرة فعصمه من الذنوب وكل شين ورذيلة وخطأ، كما أنه من أخلص نال الدرجات العلى في الدنيا والآخرة، كما قال أمير المؤمنين× (أخلص تنل) فليس من العقل والعقلانية (والعقل ما عبد به الرحمن واكتسب به الجنان) أن يترك الإنسان الإخلاص ويعمل للرياء أو السمعة أو حب الإطراء ومدح الآخرين أو كسب محبتهم، بل من فعل ذلك فإنه ينعكس عليه الأمر، فمن يعمل صالحاً حتى يحبّه الناس ويغفل عن رضا الله وقربه فلا يخلص في العمل والله يقول أنا خير شريكين من عمل لي ولغيري كمن أراد أن يكسب رضا الله ورضا الناس مثلاً فقال سبحانه: (ادع العمل كله لغيري) لأنه لا يقبل من العبد إلا العمل الصالح الخالص (يصعد الله الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه) أي العمل الصالح يرفع الكلمات الطيبة كالعبادات مثل الصلاة والصوم إلى الله سبحانه ورفع العمل برفع العامل لأن العمل معلول و المعلول لا ينفك عن علته، فالعبد الصالح الخالص يرفع مقامه إلى الله سبحانه قاب قوسين أو أدنى من العلي الأعلى في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر، فمن يفعل لمحبة الناس دون محبة الله يخسر الله ويخسر الناس معاً، والحال لو عمل لله خالصاً لكسب رضا الله ورضا الناس .

تعال واقرأ معي هذا الحديث الشريف وفكّر فيه ثم إعمل به إن شاء الله تعالى.

من كتاب المحاسن ج1 ص254 ووسائل الشيعة ج1 ص45 وج11 ص30 وجامع أحاديث الشيعة ج13 ص143 بسندهم عن مولانا الإمام الباقر أبي جعفر الصادق عليهما السلام قال: (إن العبد يعمل الذي هو لله رضا فيريد به غير الله، فلو أنه أخلص لله لجاءه الذي يريد في أسرع من ذلك).

بيان الحديث الباقري إجمالاً: من الناس من يرائي من أول العمل فهذا ينادونه الملائكة يوم القيامة يا فاجر يا فاسق، ويكون عمله باطلاً ومحرماً، ومن الناس من ينوي العمل في البداية لله ولكن في أثناء العمل يدخل عليه الشيطان ويخرب نيته فينويه لغير الله سبحانه، كمن يقوم للصلاة أولاً لله سبحانه كما لو كان في المسجد أو الدار فيدخل عليه شخص ممن له مكانة دنيويّة وإجتماعيّة كالرئيس مثلاً، وإذا به  ينوي الصلاة له، بمعنى أن يصلي بنحو لكي يقول الرئيس مثلاً: حقاً فإن صلاته جيدة وروحانية ومعنوية، فانقلبت الصلاة من الله الكريم إلى العبد المسكين اللئيم فخسر صلاته، ولو أنه أخلص لله من البداية حتى النهاية لجاءه الذي كان يريده كحبّ الآخرين، وحسن ظن الرئيس به أو غير ذلك من الأغراض الدنيويّة في أسرع مما كان يتصوره كما أنه يحصل على أجر الله وثوابه في الدنيا والآخرة.

فلابد من الإخلاص وحسن النية وما أروع هذا الحديث الشريف عن الإمام الصادق× (من حسنت نيته زاد الله عز وجل في رزقه) (الكافي ج8 ص219 والخصال ص88).

فيزيده رزقاً مادياً ومعنوياً في ليله ونهاره وفي طيلة حياته فضلاً عن رزقه المضمون والمقسوم.

أخي الكريم نقرأ الحديث مرة أخرى بل ومرات ونفكّر فيه فإن تفكّر ساعة خير من عبادة سنة، أو سبعين سنة، ثم نعمل على ضوءه فمن الآن نتعاهد سوية عهداً شرعيّاً وأخلاقيّاً ولو من خلال الصحیفة أو الفيسبوك أنه نحسن النية أولاً بأن نخلص في العمل ومنك الحركة ومن الله البركة، ودمت موفقاً ولا تنساني من صالح دعواتك كما لا أنساك.

ما رأيك في الموضوع؟ قال الله تعالی: (وما أمروا إلا لیعبدوا الله مخلصین له الدین حنفاء ویقیموا الصلاة ویؤتوا الزكاة وذلك الدین القیمة)(البینة:5)عن الإمام جعفر بن محمد الصادق^ في قول الله عزّ وجلّ: لیبلوكم أیكم أحسن عملاً) قال: لیس یعني أكثر عملاً ولكن أصوبكم عملاً وإنما الإصابة خشیة الله والنیة الصادقة والحسنة ثم قال الإبقاء علی العمل حتی یخلص أشد من العمل والعمل الخالص: الذي لا ترید أن یحمدك علیه أحد إلا الله عزّ وجلّ والنیة أفضل من العمل ألا وإنّ النیة هي العمل ثم تلا قوله عزّ وجلّ : (قل كلّ یعمل علی شاكلته)(الكافي 2 ص 13) یعني علی نیته وهل تعاهدت مع نفسك ومع ربك على النية الحسنة والخالصة وعندي موضوع آخر مهم أيضاً إلا أنه سوف أذكره لك في الأسبوع القادم فانتظر....

 

ارسال الأسئلة