العصمة بنظرة جديدة مجلة الکوثر الرابع والثلاثون - شهر رجب المرجب 1437هـ -2016م صحيفة صوت الكاظمين الشهرية العدد 207/206 النور الباهر بين الخطباء والمنابر قناة الکاظمين مصباح الهداية ونبراس الأخلاق بإدارة السید محمد علي العلوي الخصائص الفاطميّة على ضوء الثقلين الشباب عماد البلاد إجمال الكلام في النّوم والمنام المؤسسة الإسلامية العالمية التبليغ والإرشاد برعایة السید عادل العلوي صحیفة صوت الکاظمین 205-204 شهر رجب وشعبان 1437هـ الانسان على ضوء القرآن أخلاق الأنبياء في القرآن الكريم العلم الإلهامي بنظرة جديدة في رواق الاُسوة والقدوة الله الصمد في فقد الولد في رحاب اولى الألباب المأتم الحسیني الأسبوعي بإشراف السید عادل العلوي في دارالمحققین ومکتبة الإمام الصادق علیه السلام- إحیاء للعلم والعل نظرات في الإنسان الكامل والمتكامل مجلة الکوثر الثالث والثلاثون - شهر محرم الحرام 1437هـ -2015م نور العلم والعلم نور مقالات في رحاب الامام الحسين(ع)
اللغة
تابعونا...
تصنیف المقالات احدث المقالات المقالات العشوائية المقالات الاکثرُ مشاهدة

المقالات الاکثرُ مشاهدة

(إقرأ . فكّر . إعمل - 11) الدعوة الرّبانیة للحیاة الطیّبة

(إقرأ . فكّر . إعمل - 11) الدعوة الرّبانیة للحیاة الطیّبة                                     

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله كما هو أهله وله الشكر كما يستحقه، والصلاة على أشرف خلقه محمد وعلى آله الطاهرين.

أمّا بعد: فقد قال الله الحكيم في محكم كتابه الكريم: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ * وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لا يَسْمَعُونَ * إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ * وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْراً لأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوا وَهُمْ مُعْرِضُونَ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾ (الأنفال: 20 ـ 24).

إنّ الخطاب بقوله ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا﴾ إنما هو للمجتمع الإيماني فيعمّ المؤمنين من الرجال والمؤمنات من النساء، فقد أمرهم الله سبحانه عقلاً وشرعاً بإطاعته وإطاعة رسوله الأعظم محمد‘ وأن نثبت على الإيمان، ولا ندعه ...

...ونتولّى عنه، ونحن نسمع دعوته للحياة الطيبة ولا نكون كالذين قالوا سمعنا في ظاهر الأمر ألا إنهم إنما كان سماعهم مثل سماع الأنعام الذي لا وعي فيه ولا علم ولا عقل ولا،فهم فيه فكأنّه لم يسمع، إذ لم يسمع كلام الحق ودعوته ولم يستجب له، ومثل هذا كان كالأنعام بل كان عند الله سبحانه شرّمن الدّواب الذي يدبّ على الأرض فيأكل ويشرب ويمشي إلا أنّه في الحقيقة أصّم لا يسمع الحق، وأبكم لا ينطق بالحق، وكان ممن لا عقل له، ذلك العقل الذي يعبد به الرحمن ويكتسب به الجنان وإن كان عنده العقل المعاشي والسياسي والاقتصادي والإجتماعي، ومثل هؤلاء لا خير فيهم، ولو كان فيهم الخير لأسمعهم الله ولو أسمعهم فانهم يفرّون ويتولّون عن ربّهم، وهم يعرضون عن الحق والحقيقة، وعن دعوة الله ورسوله، فأنتم المؤمنون والمؤمنات إستجيبوا لله وللرسول الأكرم محمد‘ ولمن كان یحذوحذ، وكانوا على هديه ونهجه ورسالته المحمدية الأصيلة السمحاء مع أوصيائه الأئمة الأطهار^، ومع العلماء الصالحين الأبرار من أُمة محمد‘، فإنّ دعوتهم دعوة الحياة الطيبة، وإعلموا أنّ الله سبحانه أقرب للإنسان من نفسه لنفسه، فإنه يحول بين المرء وقلبه، وهذا كلّه من التوحيد ومن المبدء كما أن المعاد إليه وإليه تحشرون، فإنّا لله وإنّا إليه راجعون.

ثم سبحانه هدى الإنسان إلى سواء السبيل ومنحه الحرية والإختيار، فإما أن يكون شاكراً  لنعمه فيجعل النِّعم في خدمة منعمه ومولاه، وإمّا أن يكفر بنعم الله فالناس على صنفين منهم من آمن واهتدى وزادهم الله هدىً برحمته الرحيمية فيسعد وكان من أهل الجنة، ومنهم من ضلّ وكفر وفسق عن أمر ربّه، فنشقى وكان من أهل النّار. قال سبحانه وتعالى: ﴿ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ * وَلا تَتَّخِذُوا أَيْمَانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهَا وَتَذُوقُوا السُّوءَ بِمَا صَدَدْتُمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَلَكُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ * وَلا تَشْتَرُوا بِعَهْدِ اللَّهِ ثَمَناً قَلِيلاً إِنَّمَا عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ *مَا عِنْدَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ * إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ *إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ﴾ (النحل: 93 ـ 100).

هذه الآیات الكريمة تكشف لنا عن مقصود الدعوة الإلهية والنبوية في التلاوة الأولى من الحياة الإنسانية التي هي تجلّ من تجليّات الحياة الإلهية، فإنّ الله سبحانه هو الحيّ القيوم، فإنه العالم بكل شيء، ولا يعرب عن علمه ما في السموات ما في الأرض، فإنه يعلم السّر وأخفى، وإنه قادر على كل شيء، وكل من كان عالماً قادراً فهو الحيّ، فإن الله هو الحيّ، وخلق الموت والحياة للإختبار والامتحان ﴿ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً ﴾ كما تجلّت الحياة الإلهية في النباتات بقواها الجاذبة والنامية والمولّدة والحيوانات وفي القبر والبرزخ من الحياة البرزخية وفي يوم الحشر والقيامة والحياة الأبدية وفي كل شيء فما من شيء إلّا ويسبّح بحمده وبجماله وجلاله وكماله، فسبحان الله عمّا تصفون، والحمد لله رب العالمين.

فدعوة الله ورسوله، إنّما هي دعوة ربانية إلى الحياة الطيبة لمن كان مؤمناً من ذكر أو أنثى ويعمل عملاً صالحاً، والإيمان كالشجرة وثمارها الأعمال الصالحة وقد فسّر المفسّرون الحياة الطيبّة بتفاسير إلّا أنها من بيان المصاديق كقولهم: ـ عن إبن عباس ـ الرزق الحلال في الدنيا، وعن الإمام الصادق×: القناعة، لأنها هي الغنى النفسي، فكانت الحياة الطيبة حياة الغنى والقناعة لأنه إذا كان الغنى عدم الحاجة، فأغنى الناس من كان قانعاً بما رزقه الله سبحانه واستمتع بما عنده.ولذلك كان الله تعالى أغنى الاغنياء لأنه لا حاجة به إلى شيءوقيل: الحياة الطيبة هي الحياة التي لا تعب ولا مشقة ولا كدورة معها وهي حياة الآخرة وفي الجنة.

واياً كان فإنه لا ريب ان الحياة الطيبة ما كان عليها رسول الرحمة والإنسانية محمد المصطفى‘ وما كان عليها الأئمة الهداة الميامين المعصومين الطاهرين من آل محمد^، فإنهم القدوة الصالحة، والأسوة الحسنة والمثل الأعلى في الحياة الطيبة والمعقولة التي يسودها العدل والرّحمة، وتحوطها هالة النّور الإلهي، والنزاهة والقداسة والكمال والجلال والجمالـ فلابد أن نطرق أبواب أئمتنا الأطهار^ لنأخذ منهم دروس الحياة الطيبة والإسلامية بعيشة راضية مرضية، وإليكم هذا الحديث الشريف عن مولانا الإمام الصادق× الذي يبين لنا الأصول والأسس الأولية لمن أراد الحياة السعيدة والعيش الرغيد والطيب، ونحيل شرح الحديث وبيان مفرداته وما فيه من كنوز العلم والمعرفة إلى نباهة القارئ الكريم وما عنده من الخلفية العلمية والثقافية ومن الله التوفيق.والتسديد، ربنا أوزعنا أن نشكر نِعمكَ، وإن نعمل عملاً صالحاً ترضاه، وأسعدنا في الدارين:

عن معدن الجواهر ورياض الخواطر: 44 باب ما جاء في أربعة، ومجموعة ورام الجزء الثاني: 9 وشرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد 20: 97 وإرشاد القلوب إلى الصواب: 1: 129 وبحار الأنوار: 75: 228 23 مواعظ الإمام الصادق× من خطّ الشهيد & قيل للصادق×: على ماذا بنيت أمرك؟ فقال: على أربعة أشياء:

1 ـ علمت أن عملي لا يعمله غيري فإجتهدت.

2 ـ وعلمت أن الله عز وجل مطلّع عليّ فاستحييت.

3 ـ وعلمت أن رزقي لا يأكله غيري، فاطمأننت.

4 ـ وعلمت أنّ آخر أمري الموت فاستعدت.

وقيل لبعضهم على ما بنيت أمرك قال على أربع خصال: علمت أن رزقي لا يأكله غيري فأطمأننت (فاطمأنت نفسي) وعلمت أن عملي لا يعمله غيري فأنا مشغول به، وعلمت أنّ أجلي لا أدري متى يأتيني ولا يأتيني إلّا بغتةً فأنا أبا دره، وعلمت أني لا أغيب من عين الله فأنا منه مستحي، وهنا يطرح السؤال التالي: على ماذا بنيت أمرك وحياتك أيها القارئ الكريم؟.

للحدیث صلة إن شاء الله....

ارسال الأسئلة