العصمة بنظرة جديدة مجلة الکوثر الرابع والثلاثون - شهر رجب المرجب 1437هـ -2016م صحيفة صوت الكاظمين الشهرية العدد 207/206 النور الباهر بين الخطباء والمنابر قناة الکاظمين مصباح الهداية ونبراس الأخلاق بإدارة السید محمد علي العلوي الخصائص الفاطميّة على ضوء الثقلين الشباب عماد البلاد إجمال الكلام في النّوم والمنام المؤسسة الإسلامية العالمية التبليغ والإرشاد برعایة السید عادل العلوي صحیفة صوت الکاظمین 205-204 شهر رجب وشعبان 1437هـ الانسان على ضوء القرآن أخلاق الأنبياء في القرآن الكريم العلم الإلهامي بنظرة جديدة في رواق الاُسوة والقدوة الله الصمد في فقد الولد في رحاب اولى الألباب المأتم الحسیني الأسبوعي بإشراف السید عادل العلوي في دارالمحققین ومکتبة الإمام الصادق علیه السلام- إحیاء للعلم والعل نظرات في الإنسان الكامل والمتكامل مجلة الکوثر الثالث والثلاثون - شهر محرم الحرام 1437هـ -2015م نور العلم والعلم نور مقالات في رحاب الامام الحسين(ع)
اللغة
تابعونا...
فهرست کتاب‌‌ لیست کتاب‌ها
■ الإهداء ٣
■ المقدمة ٥
■ تجلّى الأسماء الإلهيّة في الشباب ٦
■ قلب الشباب أرض خالية ٩
■ طاقات الشباب ١١
■ إغتنم شبابک ١٣
■ الشباب ربيع العمر ١٤
■ ميول الشباب ١٦
■ التضاد في الرغبات ١٧
■ إحترام شخصية الشباب ١٩
■ وزارة الشباب في الاُسرة (١) ٢٣
■ وزارة الشباب في الأُسرة (٢) ٢٥
■ الشباب والجمال ٢٨
■ وزارة الشاب في الأسرة ٣١
■ صداقة الشباب ٣٤
■ توقير الآباء والأُمّهات وكبار المجتمع ٣٥
■ الشباب وعقدة الحقارة ٣٧
■ عقدة الحقارة في الشيوخ ٤٠
■ إصلاح الشباب ٤٣
■ الشباب وفلسفة الخلقة وسرّ الحياة ٤٧
■ الشباب وطلب العلم ٥١
■ الشباب والعبادة ٥٦
■ الشباب والأخلاق الحسنة ٦٢
■ الشباب والزواج ٦٤
■ الشباب والشفقة والرحمة ٧٠
■ الشباب والصفات الحميدة ٧٢
■ الشباب والورع عن المحارم ٧٤
■ الشباب والتقوى ٧٨
■ الشباب وذكر الله وذكر الموت ٨١
■ الشباب والبكاء ٨٢
■ الشباب والاستغفار ٨٥
■ الشباب والدعاء ٨٩
■ الشباب والسياسة وقضايا الأمة ٩٤
■ الشباب والحريّة ٩٩
■ الشباب ودولة الإمام المهدي ٧ ١٠٢
■ الشباب بين الغفلة واليقظة ١١١
■ الشباب قوّة بين ضعفين ١١٩
■ قدوة الشباب ١٢٧
  1. النوران الزهراء والحوراء
  2. الأقوال المختارة في احکام الصلاة سنة 1436هـ
  3. الکافي في اصول الفقه سنة 1436هـ
  4. في رحاب الخير
  5. الغضب والحلم
  6. إیقاظ النائم في رؤیة الامام القائم
  7. الضيافة الإلهيّة وعلم الامام
  8. البداء بين الحقيقة والافتراء
  9. سيماء الرسول الأعظم محمّد (ص) في القرآن الكريم
  10. لمعة من النورین الامام الرضا (ع) والسیدة المعصومة(س)
  11. الدوّحة العلوية في المسائل الافريقيّة
  12. نور الآفاق في معرفة الأرزاق
  13. الوهابية بين المطرقة والسندانه
  14. حلاوة الشهد وأوراق المجدفي فضيلة ليالي القدر
  15. الوليتان التكوينية والتشريعية ماذا تعرف عنها؟
  16. الصّارم البتّار في معرفة النور و النار
  17. بريق السعادة في معرفة الغيب والشهادة
  18. الشخصية النبوية على ضوء القرآن
  19. الزهراء(س) زينة العرش الإلهي
  20. مقالات في رحاب الامام الحسين(ع)
  21. نور العلم والعلم نور
  22. نظرات في الإنسان الكامل والمتكامل
  23. دروس الیقین فی معرفة أصول الدین
  24. في رحاب اولى الألباب
  25. الله الصمد في فقد الولد
  26. في رواق الاُسوة والقدوة
  27. العلم الإلهامي بنظرة جديدة
  28. أخلاق الأنبياء في القرآن الكريم
  29. الانسان على ضوء القرآن
  30. إجمال الكلام في النّوم والمنام
  31. العصمة بنظرة جديدة
  32. الشباب عماد البلاد
  33. الخصائص الفاطميّة على ضوء الثقلين
  34. النور الباهر بين الخطباء والمنابر
  35. التوبة والتائبون علی ضوء القرآن والسنّة
  36. القصاص علی ضوء القرآن والسّنة الجزء الثاني
  37. القصاص على ضوء القرآن والسنّة الجزء الثالث
  38. القول الرشید فی الإجتهاد و التقلید 2
  39. القول الرشيد في الاجتهاد والتقليد 1
  40. القصاص على ضوء القرآن والسنّة الجزء الاول
  41. الأقوال المختارة في أحكام الطهارة الجزء الأوّل
  42. أحكام السرقة على ضوء القرآن والسنّة
  43. الهدى والضلال على ضوء الثقلين
  44. في رحاب حديث الثقلين
  45. المأمول في تكريم ذرية الرسول 9
  46. عصمة الحوراء زينب 3
  47. عقائد المؤمنين
  48. النفحات القدسيّة في تراجم أعلام الكاظميّة المقدّسة
  49. قبس من أدب الأولاد على ضوء المذهب الإمامي
  50. حقيقة الأدب على ضوء المذهب
  51. تربية الاُسرة على ضوء القرآن والعترة
  52. اليقظة الإنسانية في المفاهيم الإسلامية
  53. هذه هی البرائة
  54. من لطائف الحجّ والزيارة
  55. مختصر دليل الحاجّ
  56. حول دائرة المعارف والموسوعة الفقهية
  57. رفض المساومة في نشيد المقاومة
  58. لمحات قراءة في الشعر والشعراء على ضوء القرآن والعترة :
  59. لماذا الشهور القمرية ؟
  60. فنّ الخطابة في سطور
  61. ماذا تعرف عن العلوم الغريبة
  62. منهل الفوائد في تتمّة الرافد
  63. سهام في نحر الوهّابية
  64. السيف الموعود في نحراليهود
  65. لمعة من الأفكار في الجبر والاختيار
  66. ماذا تعرف عن الغلوّ والغلاة ؟
  67. الروضة البهيّة في شؤون حوزة قم العلميّة
  68. النجوم المتناثرة
  69. شهد الأرواح
  70. المفاهيم الإسلامية في اُصول الدين والأخلاق
  71. مختصر دليل الحاجّ
  72. الشهيد عقل التاريخ المفكّر
  73. الأثر الخالد في الولد والوالد
  74. الجنسان الرجل والمرأة في الميزان
  75. الشاهد والمشهود
  76. محاضرات في علم الأخلاق القسم الثاني
  77. مقتل الإمام الحسين 7
  78. من ملكوت النهضة الحسينيّة
  79. في ظلال زيارة الجامعة
  80. محاضرات في علم الأخلاق
  81. دروس في علم الأخلاق
  82. كلمة التقوى في القرآن الكريم
  83. بيوتات الكاظميّة المقدّسة
  84. على أبواب شهر رمضان المبارک
  85. من وحي التربية والتعليم
  86. حبّ الله نماذج وصور
  87. الذكر الإلهي في المفهوم الإسلامي
  88. السؤال والذكر في رحاب القرآن والعترة
  89. شهر رمضان ربيع القرآن
  90. فاطمة الزهراء مشكاة الأنوار
  91. منية الأشراف في كتاب الإنصاف
  92. العين الساهرة في الآيات الباهرة
  93. عيد الغدير بين الثبوت والإثبات
  94. بهجة الخواصّ من هدى سورة الإخلاص
  95. من نسيم المبعث النبويّ
  96. ويسألونک عن الأسماء الحسنى
  97. النبوغ وسرّ النجاح في الحياة
  98. السؤال والذكر في رحاب القرآن والعترة
  99. نسيم الأسحار في ترجمة سليل الأطهار
  100. لمحة من حياة الإمام القائد لمحة من حياة السيّد روح الله الخميني ومقتطفات من أفكاره وثورته الإسلاميّة
  101. قبسات من حياة سيّدنا الاُستاذ آية الله العظمى السيّد شهاب الدين المرعشي النجفي «قدّس سرّه الشريف »
  102. طلوع البدرين في ترجمة العلمين الشيخ الأعظم الأنصاري والسيّد الأمام الخميني 0
  103. رسالة من حياتي
  104. الكوكب السماوي مقدّمة ترجمة الشيخ العوّامي
  105. الكوكب الدرّي في حياة السيّد العلوي 1
  106. الشاكري كما عرفته
  107. كيف أكون موفّقآ في الحياة ؟
  108. معالم الصديق والصداقة في رحاب أحاديث أهل البيت
  109. رياض العارفين في زيارة الأربعين
  110. أسرار الحج والزيارة
  111. القرآن الكريم في ميزان الثقلين
  112. الشيطان على ضوء القرآن
  113. الاُنس بالله
  114. الإخلاص في الحجّ
  115. المؤمن مرآة المؤمن
  116. الياقوت الثمين في بيعة العاشقين
  117. حقيقة القلوب في القرآن الكريم
  118. فضيلة العلم والعلماء
  119. سرّ الخليقة وفلسفة الحياة
  120. السرّ في آية الاعتصام
  121. الأنفاس القدسيّة في أسرار الزيارة الرضويّة
  122. الإمام المهدي عجل الله تعالی فرجه الشریف وطول العمر في نظرة جديدة
  123. أثار الصلوات في رحاب الروايات
  124. رسالة أهل البيت علیهم السلام سفينة النجاة
  125. الأنوار القدسيّة نبذة من سيرة المعصومين
  126. السيرة النبوية في السطور العلوية
  127. إشراقات نبويّة قراءة موجزة عن أدب الرسول الأعظم محمّد ص
  128. زينب الكبرى (سلام الله علیها) زينة اللوح المحفوظ
  129. الإمام الحسين (علیه السلام) في عرش الله
  130. رسالة فاطمة الزهراء ليلة القدر
  131. رسالة علي المرتضى (علیه السلام) نقطة باء البسملة
  132. الدرّ الثمين في عظمة أمير المؤمنين - علیه السلام
  133. وميض من قبسات الحقّ
  134. البارقة الحيدريّة في الأسرار العلويّة
  135. رسالة جلوة من ولاية أهل البيت
  136. هذه هي الولاية
  137. رسالتنا
  138. دور الأخلاق المحمّدية في تحكيم مباني الوحدة الإسلاميّة
  139. أخلاق الطبيب في الإسلام
  140. خصائص القائد الإسلامي في القرآن الكريم
  141. طالب العلم والسيرة الأخلاقية
  142. في رحاب وليد الكعبة
  143. التقيّة في رحاب العَلَمَين الشيخ الأعظم الأنصاري والسيّد الإمام الخميني
  144. زبدة الأفكار في طهارة أو نجاسة الكفّار
  145. طالب العلم و السیرة الأخلاقیّة
  146. فاطمة الزهراء سلام الله علیها سرّ الوجود

الشباب بين الغفلة واليقظة 111

الشباب بين الغفلة واليقظة

 

إنّ أخوف ما يخاف على الشباب وأضرّ شيء بالفتيان والفتيات هو الغفلة ، فإنّ الانسان حين بلوغه ورشده ، إمّا أن يعيش في متن الحياة يقظاً واعياً متفهّماً للأوضاع التي تدور من حوله ، عارفاً بأهل زمانه ، أو يكون غافلاً يعيش في هامش الحياة ، لا يدري ماذا يجري حوله ؟ وماذا يراد منه ؟ ولِمَ خلق ؟ وما هي فلسفة الحياة ؟ فتراه همّه بطنه ، وإشباع غرائزه وإتّباع ملاذّه ، مطيعاً لهواه ، مخالفاً لأمر مولاه ، كالانعام بل أضلّ سيبلاً، فلابدّ حينئذٍ من تنبيه الشباب وتوعيتهم وايقاظهم كما قال أميرالمؤمنين علي  7: «صادّوا الغفلة باليقظة » وقال  7 : «اليقظة نور واستبصار» «التيقّظ في الدين نعمة على من رزقه » «فافق ايّها السامع من سكرتک واستيقظ من غفلتک واختصر من عجلتک ».

ثمّ ـ كما قيل ـ تعرف الأشياء بأضدادها، فان النور يقابله الظلام ، فاذا كانت اليقظة نور واستبصار ونعمة ، فانّ الغفلة لا محاله ستكون ظلمةً وعمىً ونقمةً .

قال أميرالمؤمنين علي  7: «ما برح لله عزّت آلاؤه في البرهة بعد البرهة ، وفي أزمان الفترات عبادٌ ناجاهم في فكرهم ، وكلّمهم في ذات عقولهم ،
فاستصحبوا بنور يقظة في الأبصار والأسماع والأفئدة »
فيكون قلبه نورانيّاً كما يكون بصره وسمعه كذلک .

وهذا من واقع الأمر فان من كان غافلاً فله عين إلّا أنّه لا يبصر بها، كما انّ له اُذن ولكن لا يسمع بها، وله قلب إلّا انّه لا يفقه بها، فهو بمنزلة المجنون بل كالأنعام ، لفقده العقل الذي يعبد به الرحمن ويكتسب به الجنان ، وربما كان له العقل الاقتصادي والتجاري أو العقل السياسي أو المنطقي والاصولي أو غير ذلک من أصناف العقول ، إلّا انّه مادام لم يتفقّه في الدين ، ولم يعرف وظائفه الدينيّة ، فلا عقل له ، وحينئذٍ يغفل عن ذكر ربّه ، ويتّبع شهواته ، ويتحذّ إلهه هواه ، كما يصوّر لنا القرآن الكريم حقيقة حال الغافل ومصيره في حياته ، وبعد مماته ، فيأمر الله سبحانه نيبّه وحبيبه انة :

(وَلاَ تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَآتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً)[1] .

 

لماذا هذا الاستنكار لأنه :

(وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ آلْجِنِّ وَآلاِْنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَيَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَيَسْمَعُونَ بِهَا أُولئِکَ كَالاَْنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولئِکَ هُمُ آلْغَافِلُونَ )[2] .

 

وأمّا من مشخّصات الغافل ومصيره فكما في قوله تعالى : (إِنَّ آلَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ آلدُّنْيَا وَآطْمَأَنُّوا بِهَا وَآلَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ * أُولئِکَ
مَأْوَاهُمُ آلنَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ
)[3] .

 

وإذا أردت أن تعرف كم من الناس من غفل عن آيات الله ـ وقد ورد في الأحاديث الشريفة عن الأئمّة الأطهار : (نحن آيات الله) وأنّ الآية العظمى أميرالمؤمنين علي  7، فاسمع لقوله تعالى : (وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ آلنَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ )[4] .

 

وإذا أردت أن تعرف الغافل جيداً فاقرء قوله تعالى : (إِنَّ آلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ وَكَم مِن مَلَکٍ فِي آلسَّمواتِ آللهَ لاَ يَهْدِيهِمُ آللهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * إِنَّمَا يَفْتَرِي آلْكَذِبَ آلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ آللهَ وَأُولئِکَ هُمُ آلْكَاذِبُونَ * مَن كَفَرَ بِاللهَ مِن بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالاِْيمَانِ وَلكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ آللهَ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ * ذلِکَ بِأَنَّهُمُ آسْتَحَبُّوا آلْحَيَاةَ آلدُّنْيَا عَلَى آلاْخِرَةِ وَأَنَّ آللهَ لاَ يَهْدِي آلْقَوْمَ آلْكَافِرِينَ * أُولئِکَ آلَّذِينَ طَبَعَ آللهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ وَأُولئِکَ هُمُ آلْغَافِلُونَ * لاَ جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي آلاْخِرَةِ هُمُ آلْخَاسِرُونَ )[5] .

 

ومن أبرز أوصاف الغافلين انّهم غفلوا عن دار الآخرة ويوم القيامة كما وصفهم ربّ العالمين :

(وَعْدَ آللهَ لاَ يُخْلِفُ آللهُ وَعْدَهُ وَلكِنَّ أَكْثَرَ آلنَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ * يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِنَ آلْحَيَاةِ آلدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ آلاْخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ )[6] .

 


(آقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُّعْرِضُونَ )[7] .

 

(يَاوَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ )[8] .

 

(لَقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هذَا فَكَشَفْنَا عَنکَ غِطَاءَکَ فَبَصَرُکَ آلْيَوْمَ حَدِيدٌ)[9] .

 

(وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ آلْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ آلاَْمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ )[10] .

 

ولا يخفى انّ هذه الغفلة التي تصيب الناس ولاسيّما الشباب ، لا تنحصر بزمان دون زمان ، بل منذ اليوم الأوّل ، ومنذ أن غفل آدم أبو البشر 7 فازلّه الشيطان وأكل من الشجرة المنهيّة عنها، فعصى ربّه وظلم نفسه ، فاخرج وزوجه من الجنّة وأُهبطا مع الشيطان جميعاً إلى الأرض ، ليكون بعضهم لبعض عدوّ، إلّا أنّ آدم تذكّر فاستغفر وتاب وتاب الله عليه ، ثمّ بعد آدم غفل قابيل وأزلّه الشيطان ، فقتل أخاه هابيل ، وهكذا استمرّت الغفلة البشريّة إلى يومنا هذا وغداً، فان الخطر محدق بنا، ولا حيلة لنا إلّا الدعاء، والالتجاء إلى الله سبحانه ، والاستعاذة به من شرور أنفسنا ومن شرّ الشيطان الرجيم ، وعلينا أن نأخذ العِبَر والدروس من حياة الماضين وما أصابهم إثر غفلتهم من آيات الله من الأنبياء والأوصياء ومن يوم الآخرة ، فسبحانه رأفة ولطفاً بنا يذكرنا بآل فرعون وما جرى عليهم ، وأنّه لماذا أغرقهم ، فانّهم بعد نكثهم العهد إنتقم الله منهم فقال عزّوجلّ :

(فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي آلْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ )[11] .

 


ومن آيات الله موسى ووصيّه هارون ، فكذّبوهما واتّخذوا العجل إلهاً فأضلّهم الشيطان ، كما أغرق آل فرعون من قبل ، وإنّ الله يفعل ذلک بكلّ من كان على نهجهم وخطاهم إلى يوم القيامة ، وهذه من سنن الله، ولن تجد لسنّه الله تحويلا.

(سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِي آلَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي آلاَْرْضِ بِغَيْرِ آلْحَقِّ وَإِن يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لاَيُؤْمِنُوا بِهَا وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ آلرُّشْدِ لاَ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ آلْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً ذلِکَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ * وَآلَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَلِقَاءِ آلآخِرَةِ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ هَلْ يُجْزَوْنَ إِلاَّ مَاكَانُوا يَعْمَلُونَ )[12] .

 

وكلّ هذا الكفر والنفاق والغفلة يرجع إلى ما كان في عالم الميثاق وعالم الذرّ يوم (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّکَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُوا يَوْمَ آلْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هذَا غَافِلِينَ )[13] .

 

فالحذار الحذار من الغفلة ومآلها ونتائجها، فانّها من الكلي التشكيكي ذات المراتب الأُفقيّة والعموديّة ، وتنتهي إلى النفاق الذي هو أكثر من الكفر ضلالاً، وإنّ المنافقين لفي الدرک الأسفل من الجحيم .

قال أميرالمؤمنين  7: «الغفلة أضرّ الأعداء» «الغفلة ضلال النفوس وعنوان النحوس » «الغفلة تكسب الاغترار وتدين من البوار» «الغفلة فقد» «الغفلة ضدّ الحزم » «ويل لمن غلبت عليه الغفلة فنسي الرحلة ولم يستعد» «فيالها حسرة على كلّ ذي غفلة أن يكون عمره عليه حجّة ، وأن تؤدّيه أيّامه إلى الشقوة » «في
السكون إلى الغفلة اغترار» «إحذر منازل الغفلة والجفاء، وقلّة الأعوان على طاعة الله»
.

وفي حديث المعراج : «يا أحمد إجعل همّک همّاً واحداً، فاجعل لسانک لساناً واحداً، وإجعل بدنک حيّاً لا تغفل أبداً، من غفل عني لا اُبالي بأيّ وادٍ هلک ».

قال الإمام الصادق  7: «إن كان الشيطان عدوّاً ـوحيّآـ فالغفلة لماذا؟!».

ولا سبيل إلى اليقظة والخلاص من الغفلة إلّا بذكر الله سبحانه كما في صحيفة الإمام السجّاد 7: «اللّهمّ صلّ على محمّد وآله ونبّهني لذكرک في أوقات الغفلة ، وإستعملني بطاعتک في أيّام المُهلة ، وإنهج لي إلى محبّتک سبيلاً سهلة ، أكمل لي بها خير الدنيا والآخرة ».

فان الذكر الإلهي أمان من النفاق .

(إِنَّ آلْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ آللهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى آلصَّلوةِ قَامُوا كُسَالى يُرَاءُونَ آلنَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ آللهَ إِلاَّ قَلِيلاً)[14] .

 

قال أميرالمؤمنين علي  7: «من أكثر ذكر الله فقد برئ من النفاق » «أفيضوا في ذكر الله جلّ ذكره ، فانّه أحسن الذكر وهو أمان من النفاق ، وبراءة من النار، وتذكير لصاحبه عند كلّ خير يقسمه الله جلّ وعزّ، وله دوي تحت العرش ».

وإنّ الذكر مطردة الشيطان :

قال أميرالمؤمنين  7 :«ذكرالله مطردة الشيطان» «ذكرالله رأس مال كلّ مؤمن وربحه السلامة من الشيطان » «ذكر الله دعامة الإيمان وعصمة من الشيطان ».


قال رسول الله 6: «إنّ الشيطان واضع خطمه على قلب ابن آدم ، فاذا ذكر الله خنس ، وإذا نسى إلتقمه فذلک الوسواس الخنّاس ».

وفي دعاء الإمام السجّاد 7: «وجعلت لنا عدوّاً يكيدنا... فاقهر سلطانه عنّا بسلطانک حتّى تحبسه عنّا بكثرة الدعاء لک،فنُصبح من كيده في المعصومين بک».

أجل فانّ الذكر الإلهي يثمر العصمة والطهارة :

قال رسول الله 6: «قال الله تعالى : إذا علمت انّ الغالب على عبدي الاشتغال بي ، نقلت شهوته في مسألتي ومناجاتي ، فاذا كان عبدي كذلک فأراد أن يسهو حلت بينه وبين أن يسهو أولئک أوليائي حقّاً، أُولئک الأبطال حقّاً».

وقال  6: «يقول الله عزّوجلّ إذا كان الغالب على العبد الاشتغال بي ، جعلت بغيته ولذّته في ذكري ، فاذا جعلت بغيته ولذّته في ذكري عشقني وعشقته ، فاذا عشقني وعشقته ، رفعت الحجاب فيما بيني وبينه ، وصيّرت ذلک تغالباً عليه ، لا يسهو إذا سها الناس ، أُولئک كلامهم كلام الأنبياء، أُولئک الأبطال حقّاً».

وبذكر الله تطمئنّ القلوب .

(آلَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ آللهَ أَلاَ بِذِكْرِ آللهِ تَطْمَئِنُّ آلْقُلُوبُ )[15] .

 

وفي مناجاة الذاكرين للامام زين العابدين  7:

«الهي بک هامت القلوب الوالهة وعلى معرفتک جمعت العقول المتباينة ، فلا تطمئنّ القلوب ألا بذكرک ، ولا تسكن النفوس إلّا عند رؤياک ».

«إلهي فاجعلنا من الذين توشّحت (ترسّخت ) أشجار الشوق إليک في حدائق
صدورهم ، واطمأنت بالرجوع إلى ربّ الأرباب أنفسهم ، وتيقّنت بالفوز والفلاح أرواحهم ...».

أجل يا عماد البلاد أيّها الشباب اليقظ والمؤمن بالله ورسوله واليوم الآخر لا تغفلوا، فان الغفلة داء صعب العلاج فلابدّ من قطع جذورها منذ البداية ، ومنذ اليوم الأوّل ، وإلّا فانّ عاقبتها النفاق والكفر بآيات الله، ثمّ الغرق في الذنوب والآثام والمعاصي ، وأخيراً تحيط بالغافلين نار جهنم المؤصدة التي تطّلع على الأفئدة ، أعاذنا الله وإيّاكم من غضبه ، ومن ناره ، ومن الغفلات .

«يا أبناء العشرين جدّوا واجتهدوا، ويا أبناء الثلاثين لا تغرّنّكم الحياة الدنيا، ويا أبناء الأربعين ماذا أعددتم للقاء الله، ويا أبناء الخمسين أتاكم النذير، ويا أبناء الستّين أنتم زرع آن حصاده ، ويا أبناء السبعين نودي بكم فأجيبوا».

ولاحول ولاقوّة إلّا بالله العلي العظيم ، وآخر دعوانا أن الحمدلله ربّ العالمين ، والصلاة والسلام على محمّد وآله الطاهرين .

 



[1] ()  الكهف : 28.

[2] ()  الأعراف : 179.

[3] ()  يونس : 7 ـ 8.

[4] ()  يونس : 92.

[5] ()  النحل : 104 ـ 109.

[6] ()  الروم : 6 ـ 7.

[7] ()  الأنبياء: 1.

[8] ()  الأنبياء: 97.

[9] ()  ق : 22.

[10] ()  مريم : 39.

[11] ()  الأعراف : 136.

[12] ()  الأعراف : 146 ـ 147.

[13] ()  الأعراف : 172.

[14] ()  النساء: 142.

[15] ()  الرعد: 28.