يجب على المرأة ستر المستثنيات إذا كان من ينظر إليها بريبة

مسالة 5 ـ إذا كان هناك ناظر ينظر بريبة إلى وجهها أو كفيها أو قدميها يجب عليها سترها لكن لا من حيث الصلاة، فإن أتمت ولم تسترها لم تبطل الصلاة، وكذا بالنسبة إلى حليها وما على وجهها من الزينة، وكذا بالنسبة غلى الشعر الموصول والقرامل في صورة حرمة النظر إليها.

أقول: لقد تقّدم أنه لا تجب على المرأة ستر وجهها وكفيها أو رجليها وحليها وما على وجهها من الزينة في الصلاة والشعر الموصول والقرامل فإن هذه الموارد من مستثنيات الستر الصلاتي للمرأة، ولكن إذا كان هناك من ينظر إليها بريبة لو علم بذلك من نظراته الخاصة الدالة على ذلك فإنّه في مثل هذه الحالة يجب على المرأة أن تستر هذه المستثنيات أيضاً وإنما يجب عليها بوجوب نفسي من دون إشتراط الصلاة بذلك، وقد مرّ أنّه لا ملازمة بين الوجوب النسبي والوجوب الشرطي، وكم من واجب نفسي نفسي لا يكون شرطاً في الصلاة أو غيرها.

وإذا عصت المرأة في وجوب الستر فأتمت الصلاة من دون أن تستر هذه المستثنيات في حال النظر بريبة، فإنّه لا تبطل صلاتها، والوجه في ذلك: أمّا من جهة أن الأمر بالشيء لا يقتضي النهي عن ضدّه، فإنّ الأمر بالستر لا يقتضي النهي عن الصلاة حتى يقال النهي في العبادة يوجب فسادها، أو من جهة أنّ الصلاة ليس الضد الخاص للأمر بالستر الواجب نفسياً، فلا وجه للإقتضاء حتى لو قيل بأنّ الأمر يقتضي النهي عن الضّد فصلاتها في الفرض لا تكون ضداً للواجب النفسي لعدم تقيد الصلاة بعدم ستر تلك المستثنيات، أو من جهة أجتماع الأمر والنهي وإن تركبها من التكريب الإنضمامي  فلا يوجب البطلان كالأمر بالصلاة والنهي عن النظر إلى إمرأة أجنبية بريبة، فإنّه من جهة النظر عاص ومن جهة الصلاة مطيع ولا تبطل الصلاة حينئذٍ لكون تركبها من التركب الإنضمامي وليس من التركب الإتحادي كالصلاة في الأرض المغصوبة، فالأمر بالتستر أو النهي عن كشف هذه المستثنيات في حال وجود ناظر ينظر بريبة لا ينافي صحة الصلاة المأمور بها كما هو المختار.