العصمة بنظرة جديدة مجلة الکوثر الرابع والثلاثون - شهر رجب المرجب 1437هـ -2016م صحيفة صوت الكاظمين الشهرية العدد 207/206 النور الباهر بين الخطباء والمنابر قناة الکاظمين مصباح الهداية ونبراس الأخلاق بإدارة السید محمد علي العلوي الخصائص الفاطميّة على ضوء الثقلين الشباب عماد البلاد إجمال الكلام في النّوم والمنام المؤسسة الإسلامية العالمية التبليغ والإرشاد برعایة السید عادل العلوي صحیفة صوت الکاظمین 205-204 شهر رجب وشعبان 1437هـ الانسان على ضوء القرآن أخلاق الأنبياء في القرآن الكريم العلم الإلهامي بنظرة جديدة في رواق الاُسوة والقدوة الله الصمد في فقد الولد في رحاب اولى الألباب المأتم الحسیني الأسبوعي بإشراف السید عادل العلوي في دارالمحققین ومکتبة الإمام الصادق علیه السلام- إحیاء للعلم والعل نظرات في الإنسان الكامل والمتكامل مجلة الکوثر الثالث والثلاثون - شهر محرم الحرام 1437هـ -2015م نور العلم والعلم نور مقالات في رحاب الامام الحسين(ع)
اللغة
تابعونا...
فهرست کتاب‌‌ لیست کتاب‌ها
  1. النوران الزهراء والحوراء
  2. الأقوال المختارة في احکام الصلاة سنة 1436هـ
  3. الکافي في اصول الفقه سنة 1436هـ
  4. في رحاب الخير
  5. الغضب والحلم
  6. إیقاظ النائم في رؤیة الامام القائم
  7. الضيافة الإلهيّة وعلم الامام
  8. البداء بين الحقيقة والافتراء
  9. سيماء الرسول الأعظم محمّد (ص) في القرآن الكريم
  10. لمعة من النورین الامام الرضا (ع) والسیدة المعصومة(س)
  11. الدوّحة العلوية في المسائل الافريقيّة
  12. نور الآفاق في معرفة الأرزاق
  13. الوهابية بين المطرقة والسندانه
  14. حلاوة الشهد وأوراق المجدفي فضيلة ليالي القدر
  15. الوليتان التكوينية والتشريعية ماذا تعرف عنها؟
  16. الصّارم البتّار في معرفة النور و النار
  17. بريق السعادة في معرفة الغيب والشهادة
  18. الشخصية النبوية على ضوء القرآن
  19. الزهراء(س) زينة العرش الإلهي
  20. مقالات في رحاب الامام الحسين(ع)
  21. نور العلم والعلم نور
  22. نظرات في الإنسان الكامل والمتكامل
  23. دروس الیقین فی معرفة أصول الدین
  24. في رحاب اولى الألباب
  25. الله الصمد في فقد الولد
  26. في رواق الاُسوة والقدوة
  27. العلم الإلهامي بنظرة جديدة
  28. أخلاق الأنبياء في القرآن الكريم
  29. الانسان على ضوء القرآن
  30. إجمال الكلام في النّوم والمنام
  31. العصمة بنظرة جديدة
  32. الشباب عماد البلاد
  33. الخصائص الفاطميّة على ضوء الثقلين
  34. النور الباهر بين الخطباء والمنابر
  35. التوبة والتائبون علی ضوء القرآن والسنّة
  36. القصاص علی ضوء القرآن والسّنة الجزء الثاني
  37. القصاص على ضوء القرآن والسنّة الجزء الثالث
  38. القول الرشید فی الإجتهاد و التقلید 2
  39. القول الرشيد في الاجتهاد والتقليد 1
  40. القصاص على ضوء القرآن والسنّة الجزء الاول
  41. الأقوال المختارة في أحكام الطهارة الجزء الأوّل
  42. أحكام السرقة على ضوء القرآن والسنّة
  43. الهدى والضلال على ضوء الثقلين
  44. في رحاب حديث الثقلين
  45. المأمول في تكريم ذرية الرسول 9
  46. عصمة الحوراء زينب 3
  47. عقائد المؤمنين
  48. النفحات القدسيّة في تراجم أعلام الكاظميّة المقدّسة
  49. قبس من أدب الأولاد على ضوء المذهب الإمامي
  50. حقيقة الأدب على ضوء المذهب
  51. تربية الاُسرة على ضوء القرآن والعترة
  52. اليقظة الإنسانية في المفاهيم الإسلامية
  53. هذه هی البرائة
  54. من لطائف الحجّ والزيارة
  55. مختصر دليل الحاجّ
  56. حول دائرة المعارف والموسوعة الفقهية
  57. رفض المساومة في نشيد المقاومة
  58. لمحات قراءة في الشعر والشعراء على ضوء القرآن والعترة :
  59. لماذا الشهور القمرية ؟
  60. فنّ الخطابة في سطور
  61. ماذا تعرف عن العلوم الغريبة
  62. منهل الفوائد في تتمّة الرافد
  63. سهام في نحر الوهّابية
  64. السيف الموعود في نحراليهود
  65. لمعة من الأفكار في الجبر والاختيار
  66. ماذا تعرف عن الغلوّ والغلاة ؟
  67. الروضة البهيّة في شؤون حوزة قم العلميّة
  68. النجوم المتناثرة
  69. شهد الأرواح
  70. المفاهيم الإسلامية في اُصول الدين والأخلاق
  71. مختصر دليل الحاجّ
  72. الشهيد عقل التاريخ المفكّر
  73. الأثر الخالد في الولد والوالد
  74. الجنسان الرجل والمرأة في الميزان
  75. الشاهد والمشهود
  76. محاضرات في علم الأخلاق القسم الثاني
  77. مقتل الإمام الحسين 7
  78. من ملكوت النهضة الحسينيّة
  79. في ظلال زيارة الجامعة
  80. محاضرات في علم الأخلاق
  81. دروس في علم الأخلاق
  82. كلمة التقوى في القرآن الكريم
  83. بيوتات الكاظميّة المقدّسة
  84. على أبواب شهر رمضان المبارک
  85. من وحي التربية والتعليم
  86. حبّ الله نماذج وصور
  87. الذكر الإلهي في المفهوم الإسلامي
  88. السؤال والذكر في رحاب القرآن والعترة
  89. شهر رمضان ربيع القرآن
  90. فاطمة الزهراء مشكاة الأنوار
  91. منية الأشراف في كتاب الإنصاف
  92. العين الساهرة في الآيات الباهرة
  93. عيد الغدير بين الثبوت والإثبات
  94. بهجة الخواصّ من هدى سورة الإخلاص
  95. من نسيم المبعث النبويّ
  96. ويسألونک عن الأسماء الحسنى
  97. النبوغ وسرّ النجاح في الحياة
  98. السؤال والذكر في رحاب القرآن والعترة
  99. نسيم الأسحار في ترجمة سليل الأطهار
  100. لمحة من حياة الإمام القائد لمحة من حياة السيّد روح الله الخميني ومقتطفات من أفكاره وثورته الإسلاميّة
  101. قبسات من حياة سيّدنا الاُستاذ آية الله العظمى السيّد شهاب الدين المرعشي النجفي «قدّس سرّه الشريف »
  102. طلوع البدرين في ترجمة العلمين الشيخ الأعظم الأنصاري والسيّد الأمام الخميني 0
  103. رسالة من حياتي
  104. الكوكب السماوي مقدّمة ترجمة الشيخ العوّامي
  105. الكوكب الدرّي في حياة السيّد العلوي 1
  106. الشاكري كما عرفته
  107. كيف أكون موفّقآ في الحياة ؟
  108. معالم الصديق والصداقة في رحاب أحاديث أهل البيت
  109. رياض العارفين في زيارة الأربعين
  110. أسرار الحج والزيارة
  111. القرآن الكريم في ميزان الثقلين
  112. الشيطان على ضوء القرآن
  113. الاُنس بالله
  114. الإخلاص في الحجّ
  115. المؤمن مرآة المؤمن
  116. الياقوت الثمين في بيعة العاشقين
  117. حقيقة القلوب في القرآن الكريم
  118. فضيلة العلم والعلماء
  119. سرّ الخليقة وفلسفة الحياة
  120. السرّ في آية الاعتصام
  121. الأنفاس القدسيّة في أسرار الزيارة الرضويّة
  122. الإمام المهدي عجل الله تعالی فرجه الشریف وطول العمر في نظرة جديدة
  123. أثار الصلوات في رحاب الروايات
  124. رسالة أهل البيت علیهم السلام سفينة النجاة
  125. الأنوار القدسيّة نبذة من سيرة المعصومين
  126. السيرة النبوية في السطور العلوية
  127. إشراقات نبويّة قراءة موجزة عن أدب الرسول الأعظم محمّد ص
  128. زينب الكبرى (سلام الله علیها) زينة اللوح المحفوظ
  129. الإمام الحسين (علیه السلام) في عرش الله
  130. رسالة فاطمة الزهراء ليلة القدر
  131. رسالة علي المرتضى (علیه السلام) نقطة باء البسملة
  132. الدرّ الثمين في عظمة أمير المؤمنين - علیه السلام
  133. وميض من قبسات الحقّ
  134. البارقة الحيدريّة في الأسرار العلويّة
  135. رسالة جلوة من ولاية أهل البيت
  136. هذه هي الولاية
  137. رسالتنا
  138. دور الأخلاق المحمّدية في تحكيم مباني الوحدة الإسلاميّة
  139. أخلاق الطبيب في الإسلام
  140. خصائص القائد الإسلامي في القرآن الكريم
  141. طالب العلم والسيرة الأخلاقية
  142. في رحاب وليد الكعبة
  143. التقيّة في رحاب العَلَمَين الشيخ الأعظم الأنصاري والسيّد الإمام الخميني
  144. زبدة الأفكار في طهارة أو نجاسة الكفّار
  145. طالب العلم و السیرة الأخلاقیّة
  146. فاطمة الزهراء سلام الله علیها سرّ الوجود

الفصل الثاني : أقوال أصحابنا الكرام

الفصل  الثاني

 

أقوال  أصحابنا  الكرام

 

لقد ذكرنا في صدر الفصل الأوّل أنّ مسألة الكفّار في نجاستهم أو طهارتهم إنّما هي مسألة اختلافية بين علماء المذاهب ، وإن كان المشهور عند أئمة السنّة وأبناء العامّة طهارة المشركين ، كما إنّه اشتهر بين أصحابنا الأعلام نجاستهم ، ولكن لا زالت ، مسألة مختلف فيها، لا سيّما بالنسبة إلى الكفّار الكتابيين من اليهود والنصارى والمجوس على قول ، ومقصودنا من هذا الفصل أن نشير إلى أقوال بعض الأعلام ، وفي الفصول القادمة سوف نتعرّض إلى وجوه الاستدلال على الأقوال ، ثمّ ما نذهب إليه إن شاء الله تعالى .

جاء في مفتاح الكرامة[1]  في بيان الأعيان النجسة ، قال  1: والكافر

مشركآ أو غيره ، ذميّآ أو غيره ، إجماعآ في الناصريات والانتصار والغنية والسرائر والمعتبر والمنتهى والبحار والدلائل وشرح الفاضل وظاهر التذكرة ونهاية الإحكام وفي التهذيب إجماع المسلمين عليه . قال الفاضل الهندي وكأنّه أراد إجماعهم على نجاستهم في الجملة لنصّ الآية الشريفة ، وإن كان العامّة
يأوّلونها بالحكميّة ، وفي الغنية : أنّ كلّ من قال بنجاسة المشرک قال بنجاسة غيره من الكفّار، وفي حاشية المدارک : أنّ الحكم بالنجاسة شعار الشيعة ، يعرفه علماء العامّة منهم ، بل وعوامّهم يعرفون إنّ هذا مذهب الشيعة ، بل ونسائهم وصبيانهم يعرفون ذلک . جميع الشيعة يعرفون أنّ هذا مذهبهم في الأعصار والأمصار. ونقل عن القديمين ـابن جنيد وابن أبي عقيل ـ القول بعدم نجاسة أسآر اليهود والنصارى ، وعن ظاهر المفيد في رسالته العزّية ، وربما ظهر ذلک في موضع من النهاية حيث قال : ويكره أن يدعو الإنسان أحدآ من الكفّار إلى طعامه فيأكل معه ، فإن دعاه فليأمره بغسل يديه ، ثمّ يأكل معه إن شاء، لكنّه صرّح قبله في غير موضع بنجاستهم على اختلاف مللهم ، وخصوصآ أهل الذمّة ، ولذا اعتذر عنه المحقّق في النكت بالحمل على الضرورة أو المواكلة في اليابس ، قال : وغسل اليد لزوال الاستقذار النفساني الذي يعرض من ملاقاة النجاسات العينيّة ، وإن لم تفد طهارة اليد، واعتذر عنه ابن إدريس بأنّه ذكر ذلک إيرادآ لا اعتقادآ، ومال إلى طهارتهم صاحب المدارک والمفاتيح ، قال الاُستاذ في حاشية المدارک  : لا يحسن جعل ابن أبي عقيل من جملة القائلين بعدم نجاسة هؤلاء مع تخصيصه عدم النجاسة بأسآرهم لأنّه لا يقول بانفعال الماء القليل ، والسؤر عند الفقهاء الماء القليل الذي لاقاه فم حيوان أو جسمه . قال : والكراهة في كلام المفيد لعلّه يريد منها المعنى اللغوي ، فيكون ابن الجنيد هو المخالف فقط . انتهى موضع الحاجة من كلامه .

وقال المحقّق الحلي[2] : إذا لاقى الكلب والخنزير والكافر المحكوم بنجاسته عينه



ثوبآ أو جسدآ وهو رطب ، غسل موضع الملاقاة وجوبآ، وإن كان يابسآ رشّ الثوب بالماء استحبابآ، وهو مذهب علمائنا أجمع .

وقال المحقق السبزواري[3] : من النجاسات : الكافر بجميع أصنافه وإن أظهر

الإسلام إذا جحد ما يعلم ثبوته من الدين ضرورة كالخوارج وهم أهل نهروان ومن دان بمقالتهم ، سمّوا بذلک لخروجهم على الإمام  7 بعد أن كانوا من حزبه ، أو لخروجهم من الإسلام ، كما وصفهم النبيّ  9 بأنّهم يمرقون عن الدين كما يمرق السهم من الرامي ، ونقل عن الإمام الباقر  7: أنّهم مشركون ، والغلاة ، وهم الذين اعتقدوا في واحد من الأئمة أنّه الإله ، وقد يطلق الغالي على من قال بإلهية أحد من الناس ، واعلم أنّ جماعة من الأصحاب ادّعوا الإجماع على نجاسة كلّ كافر، كالمرتضى والشيخ وابن زهرة والمصنّف في عدّة من كتبه ، لكنّ المصنّف في المعتبر أشار إلى نوع خلاف فيه ، فقال : الكفّار قسمان : يهود ونصارى ومن عداهما، أمّا القسم الثاني : فالأصحاب متّفقون على نجاستهم ، وأمّا الأوّل  : فالشيخ قطع في كتبه بنجاستهم ، وكذا علم الهدى والأتباع وابنا بابويه ، وللمفيد قولان : أحدهما: النجاسة ، ذكره في أكثر كتبه ، والآخر: الكراهة ، ذكره في الرسالة العزيّة ، وقد تنسب المخالفة إلى الشيخ في النهاية ، وابن الجنيد أيضآ، لكن في نسبة ذلک إلى النهاية تأمّل ، فتلخّص من ذلک أنّ القول بنجاسة من عدا اليهود والنصارى والمجوس من أصناف الكفّار موضع وفاق بين الأصحاب ، وقد صرّح بذلک المحقّق وغيره ، وأمّا أهل الكتاب فالظاهر من كلام ابن الجنيد المخالفة فيه ، ويوافقه المفيد في أحد قوليه ، ولعلّ مدّعي الإجماع يعتقد رجوع المفيد إلى موافقه المشهور
مع عدم اعتداده بمخالفة ابن الجنيد، لأنّه يعمل بالقياس ، لكنّ القول بطهارة سؤرهم ممّـا نسبه بعض المتأخّرين إلى ابن أبي عقيل أيضآ، والعجب أنّ الشيخ في التهذيب نقل إجماع المسلمين على نجاسة الكفّار مطلقآ، مع أنّ مخالفة جمهور العامة لهذا الحكم ممّـا لا خفاء فيه ، حتّى أنّ السيّد المرتضى جعلها من متفرّدات الإمامية . انتهى كلامه رفع الله مقامه .

أقول  : لقد ذكر المتأخّرون اتّفاق الفقهاء وإجماعهم على نجاسة الكفّار، إلّا أنّهم يذكرون مخالفة القديمين[4]  ابن الجنيد الإسكافي والحسن بن أبي عقيل      

العمّاني والشيخين الطوسي في النهاية والمفيد على ما في رسالته العزيّة ، فحاول بعض الأعلام كصاحب كشف الغطاء توجيه ذلک كما مرّ بيانه في (مفتاح الكرامة  :1 142) وفي (ذخيرة المعاد: 150) كذلک ، وهذه المحاولات والاعتذار وتوجيه كلام القدماء حتّى يتمّ الإجماع والاتّفاق ، إنّما هو لما اشتهر عندهم ، أنّ الاستنباط واستخراج الأحكام الشرعية الفقهيّة إنّما يكون من خلال  :

1 ـ ظواهر الآيات الشريفة في كتاب الله الكريم .

2 ـ ظواهر السنة النبوية أو الولوية المتواترة لفظآ أو معنىً أو إجمالا.


3 ـ ظواهر الأخبار والروايات المأثورة عن المعصومين  : بطريق الآحاد لو كان من الثقات ، أو قيل بحجيّتها شرعآ أو عقلا من باب حجيّة مطلق الظنّ .

4 ـ تقرير المعصوم  7 بشرائطه المقرّرة في علم الكلام كقوله وفعله  7.

5 ـ فتاوى قدماء الأصحاب في المسائل الأصليّة التي من شأنها أن تتلّقى من المعصومين  :، إذا كانت كاشفة عن وجود حجّة معتبرة عندنا كالنصّ أو الظاهر أو أخذ الحكم خلفآ عن سلفٍ مشافهة .

بل عن الشهيد في الذكرى كفاية فتوى فقيه واحد في الاستكشاف حيث قال : الأصل الثالث : الإجماع وهو اتّفاق علماء الطائفة على أمرٍ في عصر ـإلى أن قال ـ: وقد كان الأصحاب يتمسّكون بما يجدونه في شرائع الشيخ أبي الحسن بن بابويه ؛ عند إعواز النصوص لحسن ظنّهم به ، وإنّ فتواه كروايته . انتهى .

فكان من دأب بعض القدماء عدم الفتوى إلّا بالنّص الأعمّ من الصريح أو الظاهر، أمثال : الشيخ علي بن موسى بن بابويه في رسالة شرايعه ، وولده محمّد ابن علي بن بابويه في مقنعه بل وهدايته وفي من لا يحضره الفقيه ، والحسن بن علي ابن أبي عقيل العماني في المتمسک بحبل آل الرسول ، الذي يعدّ أوّل رسالة عملية عند الشيعة وكان متداولا عند الخراسانيين[5]  كما قيل ، والشيخ الجليل محمّد بن محمّد  

ابن النعمان المشهور بالشيخ المفيد  1 في مقنعته ، والشيخ أبو جعفر محمّد بن الحسن الطوسي شيخ الطائفة في غير كتابي المبسوط والخلاف كما يظهر من عبارته في أوّل
المبسوط ، ومحمّد بن أحمد بن الجنيد الإسكافي
[6] ، والسيّد المرتضى علم الهدى ،

والسيّد الرضي ، وسلّار بن عبد العزيز، والقاضي عبد العزيز ابن البّراج ، وعلي ابن حمزة الطوسي ، وأمثالهم قدّس الله أسرارهم الزكيّة .

ولقد كان الآية العظمى السيّد البروجردي يحثّ تلامذته في درسه الخارج إلى مراجعة فتاوى القدماء من أصحابنا الأخيار، معلّلا ذلک بأنّهم كانوا يتلقّون المسائل الفقهيّة غالبآ من النصوص الواردة عن أهل بيت الوحي والنبوّة  :[7] .

 

ومن هذا المنطلق نرى أنّ المتأخّرين كثيرآ ما يهابون مخالفة القدماء صراحةً ، إنّما يحاولون توجيه كلامهم ، والاعتذار عنهم بوجهٍ من الوجوه ، كما علم ذلک فيما نحن فيه ، فتدبّر.

 

عود على بدء :

 

وممّن قال بنجاسة الكافر: الشيخ ابن إدريس الحلي في السرائر[8] ،

في النجاسات : وأسآر الكفّار على اختلاف ضروبهم من مرتدّ وكافر أصلي وكافر ملّي ومن حكمه حكمهم . وجملة الأمر وعقد الباب أنّ ما يؤثّر بالتنجيس على ثلاثة أضرب : أحدهما يؤثّر بالمخالطة ، وثانيها بالملاقاة ، وثالثها بعدم الحياة ...
والثاني : أن يماسّ الماء وغيره حيوان نجس العين ، وهو الكلب والخنزير والكافر...

وكذلک فخر المحقّقين ابن العلّامة الحليّ في كتابه إيضاح الفوائد في شرح إشكالات القواعد[9] .

 

وقال المحقّق الكركي في جامع المقاصد في شرح القواعد[10] ، في قول المصنّف

من النجاسات : الكافر سواء كان أصليآ أو مرتدّآ وسواء إنتمى إلى الإسلام كالخوارج والغلاة أو لا... والأقرب طهارة المسوخ . ومن عدّ الخوارج والغلاة والنواصب والمجسّمة من المسلمين قال : المراد بالخوارج أهل نهروان ومن دان بمقالتهم ، والغلاة جمع غالٍ : وهم الذين زادوا في الأئمة  : فاعتقدوا فيهم أو في أحدهم أنّه إله ونحو ذلک . والنواصب جمع ناصب : وهم الذين ينصبون العداوة لأهل البيت  : ولو نصبوا لشيعتهم ؛ لأنّهم يدينون بحبّهم فكذلک . وأمّا المجسّمة فقسمان : بالحقيقة ، وهم الذين يقولون : إنّ الله تعالى جسم كالأجسام ، والمجسّمة بالتسمية المجرّدة ، وهم القائلون بأنّه جسم لا كالأجسام ، وربما تردّد بعضهم في نجاسة القسم الثاني ، والأصحّ نجاسة الجميع . إذا تقرّر ذلک ، فنجاسة هؤلاء الفرق الأربع لا كلام فيها، إنّما الخلاف في نجاسة كلّ من خالف أهل الحقّ مطلقآ ـكما يقوله المرتضى ـ أو نجاسة المجبّرة من أهل الخلاف ـوهو قول الشيخ ـ والقولان ضعيفان . واعلم أنّ حكم المصنّف لطهارة من عدا الفرق الأربع من المسلمين مشكل ، فإنّ من أنكر شيئآ من ضروريات الدين ، ولم يكن أحد هؤلاء لا ريب في نجاسته . انتهى كلامه .


والسيّد المرتضى إنّما قال ذلک في كتابه «الانتصار»[11] ، وجاء في إيضاح

الفوائد[12] ، وذهب المرتضى إلى نجاسة غير المؤمن لقوله تعالى (كَذلِکَ يَجْعَلِ اللهُ

الرِّجْسَ عَلى الَّذينَ لا يُؤْمِنونَ )[13] ، ولقوله تعالى : (إنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الإسْلامَ )[14] ،

 

(وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإسْلامِ دينآ فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ )[15] ، والإيمان يستحيل مغايرته للإسلام ،

فمن ليس بمؤمن ليس بمسلم ، وليس بجيّد؛ لقوله تعالى : (قالَتِ الأعْرابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنوا وَلكِنْ قولوا أسْلَمْنا)[16] ، ولقوله  7: «اُمرت أن أقاتل الناس

حتّى يقولوا لا إله إلّا الله محمّد رسول الله». والمراد بالإيمان هنا: الإسلام ، استعمالا للفظ الخاصّ في العامّ . انتهى كلامه .

لقد ذكرنا حكم هؤلاء الفرق الأربعة ـالخوارج والغلاة والنواصب والمجسّمة ـ وغيرهم والمخالفين بصورة عامة فيما مرّ، فلا نعيده ، وإنّما أردت الإشارة هنا تتميمآ للفائدة ، كما سنذكر تفصيل ذلک في الفصول الآتية إن شاء الله تعالى .


 

 



[1] ()  مفتاح الكرامة :1 142، طبع مؤسسة آل البيت ـ قم .

[2] ()  المعتبر: 122، الطبعة الحجرية .

[3] ()  ذخيرة المعاد في شرح الإرشاد: 150، طبع مؤسسة آل البيت ، الحجرية .

[4] ()  قال العلّامة الطباطبائي السيّد بحر العلوم في خلاصة الأقوال في معرفة الرجال في ترجمةابن أبي عقيل : إنّ رجال هذا الشيخ الجليل في الثقة والعلم والفضل والكلام والفقه أطهرمن أن يحتاج إلى بيان ، وللأصحاب مزيد اعتناء بنقل أقواله وضبط فتاواه خصوصآ الفاضلينومن تأخّر عنهما، وهو أوّل من هذّب الفقه واستعمل النظر ـأي الإجتهادـ وفتق البحثعن الاُصول والفروع في ابتداء الغيبة الكبرى ، وبعده الشيخ الفاضل ابن الجنيد (تنقيح المقال:1 291) راجع ترجمته إلى كتاب (معجم الرجال ) للاية العظمى السيّد الخوئي  1 :5 23.

[5] ()  جاء ذلک في رجال النجاشي : 36، كما في تنقيح المقال (:1 291): ما ورد الحاجّمن خراسان إلّا طلب واشترى منه نسخ .

[6] ()  في المختصر الأحمدي في الفقه المحمّدي .

[7] ()  اقتباس من مقدّمة كتاب «رسالتان مجموعتان من فتاوى العلمين » علي بن الحسينابن بابويه المتوفّى 329، والحسن بن علي بن أبي عقيل العماني المتوفّى بعده : 8.

[8] ()  السرائر :1 179، طبع مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم .

[9] ()  إيضاح الفوائد في شرح إشكالات القواعد :1 26، طبع مؤسسة إسماعيليان ـ قم .

[10] ()  جامع المقاصد في شرح القواعد :1 164، طبع مؤسسة آل البيت ـ قم .

[11] ()  الانتصار: 10.

[12] ()  إيضاح الفوائد :1 27.

[13] ()  الأنعام : 125.

[14] ()  آل عمران : 19.

[15] ()  آل عمران : 85.

[16] ()  الحجرات : 14.