13  ـ  الفرقة  الناجية

حديث السفينة يفسّر ويبيّن حديث الافتراق ، فإنّه ورد عن النبيّ الأعظم محمّد  9 ـكما عند الفريقين ـ أنّه قال  :

«ستفترق اُمّتي ثلاث وسبعين فرقة ، واحدة ناجية ، والباقي من الهالكين ».

ومن لطف النبيّ أن يبيّن الفرقة الناجية ، ولا يترک اُمّته سدى من دون دليل وبرهان ، فهذا يتنافى مع روح النبوّة التي هي عبارة عن الهداية والسعادة واللطف الإلهي .

وقد أوضح المصطفى  9 ذلک في مواضع كثيرة ، وبأساليب مختلفة ، وعبائر وكلمات متفاوتة تعدّ بالاُلوف ، ومنها حديث السفينة ، على أنّ الفرقة الناجية تلک التي تركب سفينة النجاة وهي : «مثل أهل بيتي كسفينة نوح من ركبها نجا، ومن تركها غرق وهوى ».

وهذه الفرقة الناجية دائمآ تكون في الأقلّية ، تعاديها الأكثريّة التي هي من الهالكين في الدنيا والآخرة ، فيموتوا كفّارآ بما كذّبوا، وكانوا من الظالمين .

فاثنتا وسبعون فرقة كلّها من الهالكين يوم القيامة ، وإن كان يحكم عليهم في دار الدنيا بأحكام الإسلام من الطهارة والوراثة وحلّية النكاح وما شابه ذلک ، إلّا أنّه يوم تبلى السرائر، ويؤخذ بالنواصي ، ويكون بصرک اليوم حديد ونافذ، وتظهر حقائق الأشياء وواقع الاُمور، في ذلک اليوم العصيب الذي تذهل كلّ مرضعة عمّـا أرضعت ، ويشيب فيه الطفل الرضيع من هول المطّلع ، في ذلک اليوم تهلک الفرق الباطلة ، وتنجو الفرقة الناجية المحقّة ، وقليل من عبادي الشكور، وأكثرهم
لا يعلمون ولا يعلّمون ، وللحقّ كارهون .

أمالي الشيخ المفيد بسنده عن أبي عقيل قال  :

كنّا عند أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب صلوات الله عليه فقال : لتفرقنّ هذه الاُمّة على ثلاث وسبعين فرقة ، والذي نفسي بيده إنّ الفرق كلّها ضالّة إلّا من اتّبعني وكان من شيعتي[1] .