العصمة بنظرة جديدة مجلة الکوثر الرابع والثلاثون - شهر رجب المرجب 1437هـ -2016م صحيفة صوت الكاظمين الشهرية العدد 207/206 النور الباهر بين الخطباء والمنابر قناة الکاظمين مصباح الهداية ونبراس الأخلاق بإدارة السید محمد علي العلوي الخصائص الفاطميّة على ضوء الثقلين الشباب عماد البلاد إجمال الكلام في النّوم والمنام المؤسسة الإسلامية العالمية التبليغ والإرشاد برعایة السید عادل العلوي صحیفة صوت الکاظمین 205-204 شهر رجب وشعبان 1437هـ الانسان على ضوء القرآن أخلاق الأنبياء في القرآن الكريم العلم الإلهامي بنظرة جديدة في رواق الاُسوة والقدوة الله الصمد في فقد الولد في رحاب اولى الألباب المأتم الحسیني الأسبوعي بإشراف السید عادل العلوي في دارالمحققین ومکتبة الإمام الصادق علیه السلام- إحیاء للعلم والعل نظرات في الإنسان الكامل والمتكامل مجلة الکوثر الثالث والثلاثون - شهر محرم الحرام 1437هـ -2015م نور العلم والعلم نور مقالات في رحاب الامام الحسين(ع)
اللغة
تابعونا...
فهرست کتاب‌‌ لیست کتاب‌ها
■ مقدّمة ٥
■ الفصل الأوّل ـ القلب لغةً واصطلاحآ ١١
■ الفصل الثاني ـ القلب في رحاب القرآن الكريم ٢١
■ الفصل الثالث ـ المرشد القلبي ٣٧
■ الفصل الرابع ـ العلم القلبي ٤١
■ الفصل الخامس ـ كيف يحول الله بين المرء وقلبه ؟ ٥٣
■ الفصل السادس ـ النيّة من أهمّ الأعمال القلبية ٥٧
■ الفصل السابع ـ القلوب الممدوحة في القرآن الكريم ٧١
■ الفصل الثامن ـ القلوب المذمومة في القرآن الكريم ١٢٩
■ الفصل التاسع ـ حقيقة القلوب في رحاب الروايات ١٩٥
■ الفصل العاشر ـ القلب في رحاب الدعاء ٢٣٥
■ الخاتمة ـ بعض بحوث القلب ومصادرها ٢٤٧
  1. النوران الزهراء والحوراء
  2. الأقوال المختارة في احکام الصلاة سنة 1436هـ
  3. الکافي في اصول الفقه سنة 1436هـ
  4. في رحاب الخير
  5. الغضب والحلم
  6. إیقاظ النائم في رؤیة الامام القائم
  7. الضيافة الإلهيّة وعلم الامام
  8. البداء بين الحقيقة والافتراء
  9. سيماء الرسول الأعظم محمّد (ص) في القرآن الكريم
  10. لمعة من النورین الامام الرضا (ع) والسیدة المعصومة(س)
  11. الدوّحة العلوية في المسائل الافريقيّة
  12. نور الآفاق في معرفة الأرزاق
  13. الوهابية بين المطرقة والسندانه
  14. حلاوة الشهد وأوراق المجدفي فضيلة ليالي القدر
  15. الوليتان التكوينية والتشريعية ماذا تعرف عنها؟
  16. الصّارم البتّار في معرفة النور و النار
  17. بريق السعادة في معرفة الغيب والشهادة
  18. الشخصية النبوية على ضوء القرآن
  19. الزهراء(س) زينة العرش الإلهي
  20. مقالات في رحاب الامام الحسين(ع)
  21. نور العلم والعلم نور
  22. نظرات في الإنسان الكامل والمتكامل
  23. دروس الیقین فی معرفة أصول الدین
  24. في رحاب اولى الألباب
  25. الله الصمد في فقد الولد
  26. في رواق الاُسوة والقدوة
  27. العلم الإلهامي بنظرة جديدة
  28. أخلاق الأنبياء في القرآن الكريم
  29. الانسان على ضوء القرآن
  30. إجمال الكلام في النّوم والمنام
  31. العصمة بنظرة جديدة
  32. الشباب عماد البلاد
  33. الخصائص الفاطميّة على ضوء الثقلين
  34. النور الباهر بين الخطباء والمنابر
  35. التوبة والتائبون علی ضوء القرآن والسنّة
  36. القصاص علی ضوء القرآن والسّنة الجزء الثاني
  37. القصاص على ضوء القرآن والسنّة الجزء الثالث
  38. القول الرشید فی الإجتهاد و التقلید 2
  39. القول الرشيد في الاجتهاد والتقليد 1
  40. القصاص على ضوء القرآن والسنّة الجزء الاول
  41. الأقوال المختارة في أحكام الطهارة الجزء الأوّل
  42. أحكام السرقة على ضوء القرآن والسنّة
  43. الهدى والضلال على ضوء الثقلين
  44. في رحاب حديث الثقلين
  45. المأمول في تكريم ذرية الرسول 9
  46. عصمة الحوراء زينب 3
  47. عقائد المؤمنين
  48. النفحات القدسيّة في تراجم أعلام الكاظميّة المقدّسة
  49. قبس من أدب الأولاد على ضوء المذهب الإمامي
  50. حقيقة الأدب على ضوء المذهب
  51. تربية الاُسرة على ضوء القرآن والعترة
  52. اليقظة الإنسانية في المفاهيم الإسلامية
  53. هذه هی البرائة
  54. من لطائف الحجّ والزيارة
  55. مختصر دليل الحاجّ
  56. حول دائرة المعارف والموسوعة الفقهية
  57. رفض المساومة في نشيد المقاومة
  58. لمحات قراءة في الشعر والشعراء على ضوء القرآن والعترة :
  59. لماذا الشهور القمرية ؟
  60. فنّ الخطابة في سطور
  61. ماذا تعرف عن العلوم الغريبة
  62. منهل الفوائد في تتمّة الرافد
  63. سهام في نحر الوهّابية
  64. السيف الموعود في نحراليهود
  65. لمعة من الأفكار في الجبر والاختيار
  66. ماذا تعرف عن الغلوّ والغلاة ؟
  67. الروضة البهيّة في شؤون حوزة قم العلميّة
  68. النجوم المتناثرة
  69. شهد الأرواح
  70. المفاهيم الإسلامية في اُصول الدين والأخلاق
  71. مختصر دليل الحاجّ
  72. الشهيد عقل التاريخ المفكّر
  73. الأثر الخالد في الولد والوالد
  74. الجنسان الرجل والمرأة في الميزان
  75. الشاهد والمشهود
  76. محاضرات في علم الأخلاق القسم الثاني
  77. مقتل الإمام الحسين 7
  78. من ملكوت النهضة الحسينيّة
  79. في ظلال زيارة الجامعة
  80. محاضرات في علم الأخلاق
  81. دروس في علم الأخلاق
  82. كلمة التقوى في القرآن الكريم
  83. بيوتات الكاظميّة المقدّسة
  84. على أبواب شهر رمضان المبارک
  85. من وحي التربية والتعليم
  86. حبّ الله نماذج وصور
  87. الذكر الإلهي في المفهوم الإسلامي
  88. السؤال والذكر في رحاب القرآن والعترة
  89. شهر رمضان ربيع القرآن
  90. فاطمة الزهراء مشكاة الأنوار
  91. منية الأشراف في كتاب الإنصاف
  92. العين الساهرة في الآيات الباهرة
  93. عيد الغدير بين الثبوت والإثبات
  94. بهجة الخواصّ من هدى سورة الإخلاص
  95. من نسيم المبعث النبويّ
  96. ويسألونک عن الأسماء الحسنى
  97. النبوغ وسرّ النجاح في الحياة
  98. السؤال والذكر في رحاب القرآن والعترة
  99. نسيم الأسحار في ترجمة سليل الأطهار
  100. لمحة من حياة الإمام القائد لمحة من حياة السيّد روح الله الخميني ومقتطفات من أفكاره وثورته الإسلاميّة
  101. قبسات من حياة سيّدنا الاُستاذ آية الله العظمى السيّد شهاب الدين المرعشي النجفي «قدّس سرّه الشريف »
  102. طلوع البدرين في ترجمة العلمين الشيخ الأعظم الأنصاري والسيّد الأمام الخميني 0
  103. رسالة من حياتي
  104. الكوكب السماوي مقدّمة ترجمة الشيخ العوّامي
  105. الكوكب الدرّي في حياة السيّد العلوي 1
  106. الشاكري كما عرفته
  107. كيف أكون موفّقآ في الحياة ؟
  108. معالم الصديق والصداقة في رحاب أحاديث أهل البيت
  109. رياض العارفين في زيارة الأربعين
  110. أسرار الحج والزيارة
  111. القرآن الكريم في ميزان الثقلين
  112. الشيطان على ضوء القرآن
  113. الاُنس بالله
  114. الإخلاص في الحجّ
  115. المؤمن مرآة المؤمن
  116. الياقوت الثمين في بيعة العاشقين
  117. حقيقة القلوب في القرآن الكريم
  118. فضيلة العلم والعلماء
  119. سرّ الخليقة وفلسفة الحياة
  120. السرّ في آية الاعتصام
  121. الأنفاس القدسيّة في أسرار الزيارة الرضويّة
  122. الإمام المهدي عجل الله تعالی فرجه الشریف وطول العمر في نظرة جديدة
  123. أثار الصلوات في رحاب الروايات
  124. رسالة أهل البيت علیهم السلام سفينة النجاة
  125. الأنوار القدسيّة نبذة من سيرة المعصومين
  126. السيرة النبوية في السطور العلوية
  127. إشراقات نبويّة قراءة موجزة عن أدب الرسول الأعظم محمّد ص
  128. زينب الكبرى (سلام الله علیها) زينة اللوح المحفوظ
  129. الإمام الحسين (علیه السلام) في عرش الله
  130. رسالة فاطمة الزهراء ليلة القدر
  131. رسالة علي المرتضى (علیه السلام) نقطة باء البسملة
  132. الدرّ الثمين في عظمة أمير المؤمنين - علیه السلام
  133. وميض من قبسات الحقّ
  134. البارقة الحيدريّة في الأسرار العلويّة
  135. رسالة جلوة من ولاية أهل البيت
  136. هذه هي الولاية
  137. رسالتنا
  138. دور الأخلاق المحمّدية في تحكيم مباني الوحدة الإسلاميّة
  139. أخلاق الطبيب في الإسلام
  140. خصائص القائد الإسلامي في القرآن الكريم
  141. طالب العلم والسيرة الأخلاقية
  142. في رحاب وليد الكعبة
  143. التقيّة في رحاب العَلَمَين الشيخ الأعظم الأنصاري والسيّد الإمام الخميني
  144. زبدة الأفكار في طهارة أو نجاسة الكفّار
  145. طالب العلم و السیرة الأخلاقیّة
  146. فاطمة الزهراء سلام الله علیها سرّ الوجود

2 ـ القلب الأليف 81

 2

القلب الأليف

 

قال الله تعالى  :

(وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعآ وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ إذْ كُنْتُمْ أعْدَاءً فَألَّفَ بَـيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إخْوَانآ وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِکَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ )[1] .

 

 

الإلف لغةً  :

اجتماع مع التئام ، يقال : ألّفت بينهم ، ومنه الاُلفة ، ويقال للمألوف : إلف وآلف ، والمؤلّف ما جمع من أجزاء مختلفة ورُكّب تركيبآ قدّم فيه ما حقّه أن يقدّم واُخّر فيه ما حقّه أن يؤخّر. والألف العدد المخصوص ، وسمّي بذلک لكون الأعداد فيه مؤتلفة ، فإنّ الأعداد أربعة آحاد وعشرات ومئون واُلوف ، فإذا بلغتِ الألف فقد ائتلفت وما بعده يكون مكرّرآ[2] .

 

 

والاُلفة اصطلاحآ :

بمعنى المودّة والمحبّة القلبية ، والمؤمن إلف مألوف ، لما يحمل من القلب الأليف .


وشأن نزول الآية الشريفة لما وقع من التفاخر بين رجلين من الأوس والخزرج ، حتّى أدّى إلى حمل السلاح بين جماعة من القبيلتين ، فذكّر الله سبحانه بنعمته عليهم ، وكيف ألّف بين قلوبهم بعد العداوة والبغضاء والحروب التي تطاولت مائة وعشرين سنة ، فألّف بينهم بنبيّه الأكرم وبالإسلام العظيم ، فزالت تلک الأحقاد ورفع ما كان بينهم من التنازع والاختلاف ، هذا من النفع العاجل الذي حصل لهم في الدنيا، ولهم الثواب الجزيل في الآجل .

(واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداءً فألّف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمة الله إخوانآ متواصلين وأحبابآ متحابّين بعد أن كنتم متحاربين متعادين وصرتم بحيث يقصد كلّ واحد منكم مراد الآخرين[3] ، وهذا من البرهان العلمي ببيان العلل

والأسباب .

وحينئذٍ اعتصموا بحبل الله (الكتاب والسنّة المتمثّلة بالعترة الطاهرة )، فإنّ التمسّک بهما اعتصام بالله سبحانه ، فمآل الجميع واحد، والآية تأمر المجتمع الإسلامي بالاعتصام بالكتاب والسنّة ، كما تأمر الفرد بذلک .

ثمّ المراد بالنعمة هو التأليف ، والمراد بالاُخوّة التي توجده وتحقّقه هذه النعمة أيضآ تآلف القلوب ، فالاُخوّة ها هنا حقيقة ادّعائية .

ويمكن أن يكون إشارة إلى ما يشتمل عليه قوله : (إنَّمَا المُؤْمِنُونَ إخْوَةٌ )[4]  من تشريع الاُخوّة بينهم ، فإنّ بين المؤمنين اُخوّة مشرعة تتعلّق بها

حقوق هامّة .


قوله تعالى : (وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأنْقَذَكُمْ مِنْهَا) شفا الحفرة طرفها الذي يشرف على السقوط فيها من كان به .

والمراد من النار إن كان نار الآخرة ، فالمراد بكونهم على شفا حفرتها أنّهم كانوا كافرين ، ليس بينهم وبين الوقوع فيها إلّا الموت الذي هو أقرب إلى الإنسان من سواد العين إلى بياضها، فأنقذهم الله منها بالإيمان .

وإن كان المراد بيان حالهم في مجتمعهم الفاسد الذي كانوا فيه قبل إيمانهم وتآلف قلوبهم ، وكان المراد بالنار هي الحروب والمنازعات ـوهو من الاستعمالات الشائعة بطريق الاستعارة ـ فالمقصود أنّ المجتمع الذي بني على تشتّت القلوب واختلاف المقاصد والأهواء، ولا محالة لا يسير مثل هذا المجتمع بدليل واحد يهديهم إلى غاية واحدة ، بل بأدلّة شتّى تختلف باختلاف الميول الشخصية والتحكّمات الفردية اللاغية التي تهديهم إلى أشدّ الخلاف ، والاختلاف يشرفهم إلى أردأ التنازع ، ويهدّدهم دائمآ بالقتال والنزال ، ويعدهم الفناء والزوال ، وهي النار التي لا تبقي ولا تذر على حفرة الجهالة التي لا منجى ولا مخلص للساقط فيها.

فهؤلاء وهم طائفة من المسلمين كانوا قد آمنوا قبل نزول الآية بعد كفرهم ، وهم المخاطبون الأقربون بهذه الآيات ، لم يكونوا يعيشون مدى حياتهم قبل الإسلام ، إلّا في حال تهدّدهم الحروب والمقاتلات آنآ بعد آن ، فلا أمن ولا راحة ولا فراغ ، ولم يكونوا يفقهون ما حقيقة الأمن العامّ الذي يعمّ المجتمع بجميع جهاتها من جاه ومال وعرض ونفس وغير ذلک .

ثمّ لمّـا اجتمعوا على الاعتصام بحبل الله، ولاحت لهم آيات السعادة وذاقوا شيئآ من حلاوة النعم ، وجدوا صدق ما يذكّرهم به الله من هنيء النعمة ولذيذ السعادة ، فكان الخطاب أوقع في نفوسهم ونفوس غيرهم .


ولذلک بنى الكلام ووضعت الدعوة على أساس المشاهدة والوجدان دون مجرّد التقدير والفرض ، فليس العيان كالبيان ، ولا التجارب كالفرض والتقدير، ولذلک بعينه أشار في التحذير الآتي في قوله : ولا تكونوا كالذين تفرّقوا واختلفوا ـإلى آخره ـ إلى حال من قبلهم ، فإنّ مآل حالهم بمرأى ومسمع من المؤمنين ، فعليهم أن يعتبروا بهم وبما آل إليه أمرهم ، فلا يجروا مجراهم ولا يسلكوا مسلكهم ، ثمّ نبّههم الله على خصوصية هذا البيان ، فقال : (كَذَلِکَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ). وهذه النصيحة جارية في المسلمين والمؤمنين إلى يوم القيامة .

فالقلب بنعمة من الله ولطف ورحمة يألف ، فهو إلف مألوف ، ونتيجة الاُلفة والاجتماع هو المحبّة والاُخوّة والصداقة والمصافاة والترابط والأمن العامّ .

ثمّ ما يربط الإنسان بربّه وبالسماء هو حبل الله الممدود، المتجلّي بكتابه الكريم وبما جاء به الرسول الأكرم محمّد  9 :

(وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللهِ فَقَدْ هُدِيَ إلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ )[5] .

 

(وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا)[6] .

 

وممّـا جاء به الرسول حديث الثقلين الثابت متواترآ عند الفريقين ـالعامّة وأصحاب مذهب أهل البيت  :ـ.

فالقرآن الكريم والعترة الطاهرة المعصومة هما حبل الله الممدود من السماء إلى الأرض : (إلاَّ بِحَبْلٍ مِنَ اللهِ) وهو القرآن ، (وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ )[7]  وهم



العترة الطاهرة .

(وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ البَيِّنَاتُ وَاُوْلَئِکَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ )[8] .

 

وأكتفي بروايتين من طرق العامّة  :

وأخرج صاحب كتاب المناقب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهم ، قال : كنّا عند النبيّ  9 إذ جاء أعرابي فقال : يا رسول الله، تقول  : (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ) فما حبل الله الذي نعتصم به ؟ فضرب النبيّ  9 يده في يد عليّ وقال : تمسّكوا بهذا الرجل هو حبل الله المتين .

وروى العلّامة الشيخ سليمان البلخي القندوزي ، قال : أخرج الثعلبي في تفسير قوله تعالى : (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعآ وَلا تَفَرَّقُوا) عن جعفر بن محمّد رضي الله عنهما، قال : نحن حبل الله الذي قال الله (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعآ وَلا تَفَرَّقُوا)[9] .

 

فمن نعم الله سبحانه على عباده المؤمنين هو الاعتصام والتمسّک بحبله المتين ، وعدم التفرّق والتمزّق والتشتّت والتنازع والتناحر، ويذكرهم الله عزّ وجلّ بتأريخهم وكيف كانوا أعداء فبنعمته ألّف بين قلوبهم ، فكأنّه يشير إلى سبب التمسّک بحبل الله والوحدة بين المؤمنين ، فالله وجود محض ، والوجود خير محض ، فالله خير ويدعو إلى الخير، والصلح خير، ولكنّ الشيطان وأعوانه وحزبه بالوساوس
والحيل يلقي بينكم العداوة والبغضاء
(كَذَلِکَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ).

 

قال سبحانه  :

(هُوَ الَّذِي أيَّدَکَ بِنَصْرِهِ وَبِالمُؤْمِنِينَ * وَألَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أنفَقْتَ مَا فِي الأرْضِ جَمِيعآ مَا ألَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللهَ ألَّفَ بَيْنَهُمْ إنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ )[10] .

 

قال أمير المؤمنين  7: إزالة الرواسي أسهل من تأليف القلوب المتنافرة .

عن الإمام الصادق  7: إنّ ائتلاف قلوب الأبرار إذا التقوا ـوإن لم يظهروا التودّد بألسنتهم ـ كسرعة اختلاط قطر السماء على مياه الأنهار، وإنّ بُعد ائتلاف قلوب الفجّار إذا التقوا ـوإن أظهروا التودّد بألسنتهم ـ كبعد البهائم من التعاطف وإن طال اعتلافها على مِذوَد واحد[11] .

 

قال رسول الله  9: خياركم أحسنكم أخلاقآ الذين يألفون ويؤلفون[12] .

 

فالخلق الحسن يوجب الاُلفة والمحبّة بين الناس .

عنه  9: خير المؤمنين من كان مألفةً للمؤمنين ، ولا خير في مَن لا يؤلف ولا يألف .

قال أمير المؤمنين  7: طوبى لمن يألف الناس ويألفونه على طاعة الله.

عن رسول الله  9: أقربكم منّي غدآ في الموقف ... أحسنكم خُلقآ وأقربكم
من الناس . إنّ المؤمن ينبغي أن يكون آلفآ بالخلق الحسن
[13] .

 

لا تنقض سنّة صالحة اجتمعت بها الاُلفة[14] .

 

قال رسول الله  9: جائني جبرئيل فقال لي : يا أحمد، الإسلام عشرة أسهم ، وقد خاب من لا سهم له فيها: أوّلها شهادة أن لا إله إلّا الله وهي الكلمة ، والثانية الصلاة وهي الطهر، والثالثة الزكاة وهي الفطرة ، والرابعة الصوم وهي الجُنّة ، والخامسة الحجّ وهي الشريعة ، والسادسة الجهاد وهو العزّ، والسابعة الأمر بالمعروف وهو الوفاء، والثامنة النهي عن المنكر وهو الحجّة ، والتاسعة الجماعة وهي الاُلفة ، والعاشرة الطاعة وهي العصمة .

قال : قال حبيبي جبرئيل : إنّ مثل هذا الدين كمثل شجرة ثابتة : الإيمان أصلها، والصلاة عروقها، والزكاة ماؤها، والصوم سعفها، وحسن الخلق ورقها، والكفّ عن المحارم ثمرها، فلا تكمل شجرة إلّا بالثمر، كذلک الإيمان لا يكمل إلّا بالكفّ عن المحارم[15] .

 

والجماعة بمعنى الاجتماع على الحقّ .

قال  7: بنا ألّف بين القلوب بعد الفتنة[16] .

 


 



[1] ()  آل عمران : 103.

[2] ()  مفردات الراغب : 16.

[3] ()  اقتباس من تفسير مجمع البيان :2 357.

[4] ()  الحجرات : 10.

[5] ()  آل عمران : 101.

[6] ()  الحشر: 7.

[7] ()  آل عمران : 112.

[8] ()  آل عمران : 105.

[9] ()  ملحقات إحقاق الحقّ :14 384، وقد نقلت عشرات الروايات من الفريقين وبيان سرّالاعتصام بحبل الله في رسالة (السرّ في آية الاعتصام )، وهو مطبوع ، فراجع .

[10] ()  الأنفال : 62 ـ 63.

[11] ()  ميزان الحكمة :1 94، عن أمالي الطوسي : 412.

[12] ()  البحار :67 309.

[13] ()  البحار :75 365.

[14] ()  البحار :77 247.

[15] ()  البحار :6 109.

[16] ()  البحار :32 243.