■ تمهيد ٧
■ سيّدنا الاُستاذ في سطور ١٣
■ قبسٌ من نسبه الطاهر ١٥
■ ولادته ونشأته الاُولى ٢٤
■ قبسٌ من حياته العلميّة ٢٩
■ أساتذته في العلوم ٣٢
■ مشايخه في الرواية ٤٥
■ تلامذته ٥٥
■ مصنّفاته ومؤلّفاته ٥٩
■ قبسٌ من أسفاره ورحلاته ٨١
■ قبسٌ من مشاريعه الخيريّة ٨٥
■ قبسٌ من حياته السياسيّة ١٠٣
■ قبسٌ من حياته الاجتماعيّة ١٠٧
■ أولاده ١١٢
■ باقة زهور من أخلاقه ١١٣
■ قبسٌ من كرامات سيّدنا الاُستاذ ١١٧
■ حبّ الحسين ٧ أجنّني ١٣٩
■ نُبَذ من وصايا سيّدنا الاُستاذ ١٤٥
■ يومٌ على آل الرسول عظيم ١٥٩
■ سيّدنا الاُستاذ في كتب التراجم ١٦٣
■ قبس بقلم سيّدنا الاُستاذ ١٦٧
- النوران الزهراء والحوراء
- الأقوال المختارة في احکام الصلاة سنة 1436هـ
- الکافي في اصول الفقه سنة 1436هـ
- في رحاب الخير
- الغضب والحلم
- إیقاظ النائم في رؤیة الامام القائم
- الضيافة الإلهيّة وعلم الامام
- البداء بين الحقيقة والافتراء
- سيماء الرسول الأعظم محمّد (ص) في القرآن الكريم
- لمعة من النورین الامام الرضا (ع) والسیدة المعصومة(س)
- الدوّحة العلوية في المسائل الافريقيّة
- نور الآفاق في معرفة الأرزاق
- الوهابية بين المطرقة والسندانه
- حلاوة الشهد وأوراق المجدفي فضيلة ليالي القدر
- الوليتان التكوينية والتشريعية ماذا تعرف عنها؟
- الصّارم البتّار في معرفة النور و النار
- بريق السعادة في معرفة الغيب والشهادة
- الشخصية النبوية على ضوء القرآن
- الزهراء(س) زينة العرش الإلهي
- مقالات في رحاب الامام الحسين(ع)
- نور العلم والعلم نور
- نظرات في الإنسان الكامل والمتكامل
- دروس الیقین فی معرفة أصول الدین
- في رحاب اولى الألباب
- الله الصمد في فقد الولد
- في رواق الاُسوة والقدوة
- العلم الإلهامي بنظرة جديدة
- أخلاق الأنبياء في القرآن الكريم
- الانسان على ضوء القرآن
- إجمال الكلام في النّوم والمنام
- العصمة بنظرة جديدة
- الشباب عماد البلاد
- الخصائص الفاطميّة على ضوء الثقلين
- النور الباهر بين الخطباء والمنابر
- التوبة والتائبون علی ضوء القرآن والسنّة
- القصاص علی ضوء القرآن والسّنة الجزء الثاني
- القصاص على ضوء القرآن والسنّة الجزء الثالث
- القول الرشید فی الإجتهاد و التقلید 2
- القول الرشيد في الاجتهاد والتقليد 1
- القصاص على ضوء القرآن والسنّة الجزء الاول
- الأقوال المختارة في أحكام الطهارة الجزء الأوّل
- أحكام السرقة على ضوء القرآن والسنّة
- الهدى والضلال على ضوء الثقلين
- في رحاب حديث الثقلين
- المأمول في تكريم ذرية الرسول 9
- عصمة الحوراء زينب 3
- عقائد المؤمنين
- النفحات القدسيّة في تراجم أعلام الكاظميّة المقدّسة
- قبس من أدب الأولاد على ضوء المذهب الإمامي
- حقيقة الأدب على ضوء المذهب
- تربية الاُسرة على ضوء القرآن والعترة
- اليقظة الإنسانية في المفاهيم الإسلامية
- هذه هی البرائة
- من لطائف الحجّ والزيارة
- مختصر دليل الحاجّ
- حول دائرة المعارف والموسوعة الفقهية
- رفض المساومة في نشيد المقاومة
- لمحات قراءة في الشعر والشعراء على ضوء القرآن والعترة :
- لماذا الشهور القمرية ؟
- فنّ الخطابة في سطور
- ماذا تعرف عن العلوم الغريبة
- منهل الفوائد في تتمّة الرافد
- سهام في نحر الوهّابية
- السيف الموعود في نحراليهود
- لمعة من الأفكار في الجبر والاختيار
- ماذا تعرف عن الغلوّ والغلاة ؟
- الروضة البهيّة في شؤون حوزة قم العلميّة
- النجوم المتناثرة
- شهد الأرواح
- المفاهيم الإسلامية في اُصول الدين والأخلاق
- مختصر دليل الحاجّ
- الشهيد عقل التاريخ المفكّر
- الأثر الخالد في الولد والوالد
- الجنسان الرجل والمرأة في الميزان
- الشاهد والمشهود
- محاضرات في علم الأخلاق القسم الثاني
- مقتل الإمام الحسين 7
- من ملكوت النهضة الحسينيّة
- في ظلال زيارة الجامعة
- محاضرات في علم الأخلاق
- دروس في علم الأخلاق
- كلمة التقوى في القرآن الكريم
- بيوتات الكاظميّة المقدّسة
- على أبواب شهر رمضان المبارک
- من وحي التربية والتعليم
- حبّ الله نماذج وصور
- الذكر الإلهي في المفهوم الإسلامي
- السؤال والذكر في رحاب القرآن والعترة
- شهر رمضان ربيع القرآن
- فاطمة الزهراء مشكاة الأنوار
- منية الأشراف في كتاب الإنصاف
- العين الساهرة في الآيات الباهرة
- عيد الغدير بين الثبوت والإثبات
- بهجة الخواصّ من هدى سورة الإخلاص
- من نسيم المبعث النبويّ
- ويسألونک عن الأسماء الحسنى
- النبوغ وسرّ النجاح في الحياة
- السؤال والذكر في رحاب القرآن والعترة
- نسيم الأسحار في ترجمة سليل الأطهار
- لمحة من حياة الإمام القائد لمحة من حياة السيّد روح الله الخميني ومقتطفات من أفكاره وثورته الإسلاميّة
- قبسات من حياة سيّدنا الاُستاذ آية الله العظمى السيّد شهاب الدين المرعشي النجفي «قدّس سرّه الشريف »
- طلوع البدرين في ترجمة العلمين الشيخ الأعظم الأنصاري والسيّد الأمام الخميني 0
- رسالة من حياتي
- الكوكب السماوي مقدّمة ترجمة الشيخ العوّامي
- الكوكب الدرّي في حياة السيّد العلوي 1
- الشاكري كما عرفته
- كيف أكون موفّقآ في الحياة ؟
- معالم الصديق والصداقة في رحاب أحاديث أهل البيت
- رياض العارفين في زيارة الأربعين
- أسرار الحج والزيارة
- القرآن الكريم في ميزان الثقلين
- الشيطان على ضوء القرآن
- الاُنس بالله
- الإخلاص في الحجّ
- المؤمن مرآة المؤمن
- الياقوت الثمين في بيعة العاشقين
- حقيقة القلوب في القرآن الكريم
- فضيلة العلم والعلماء
- سرّ الخليقة وفلسفة الحياة
- السرّ في آية الاعتصام
- الأنفاس القدسيّة في أسرار الزيارة الرضويّة
- الإمام المهدي عجل الله تعالی فرجه الشریف وطول العمر في نظرة جديدة
- أثار الصلوات في رحاب الروايات
- رسالة أهل البيت علیهم السلام سفينة النجاة
- الأنوار القدسيّة نبذة من سيرة المعصومين
- السيرة النبوية في السطور العلوية
- إشراقات نبويّة قراءة موجزة عن أدب الرسول الأعظم محمّد ص
- زينب الكبرى (سلام الله علیها) زينة اللوح المحفوظ
- الإمام الحسين (علیه السلام) في عرش الله
- رسالة فاطمة الزهراء ليلة القدر
- رسالة علي المرتضى (علیه السلام) نقطة باء البسملة
- الدرّ الثمين في عظمة أمير المؤمنين - علیه السلام
- وميض من قبسات الحقّ
- البارقة الحيدريّة في الأسرار العلويّة
- رسالة جلوة من ولاية أهل البيت
- هذه هي الولاية
- رسالتنا
- دور الأخلاق المحمّدية في تحكيم مباني الوحدة الإسلاميّة
- أخلاق الطبيب في الإسلام
- خصائص القائد الإسلامي في القرآن الكريم
- طالب العلم والسيرة الأخلاقية
- في رحاب وليد الكعبة
- التقيّة في رحاب العَلَمَين الشيخ الأعظم الأنصاري والسيّد الإمام الخميني
- زبدة الأفكار في طهارة أو نجاسة الكفّار
- طالب العلم و السیرة الأخلاقیّة
- فاطمة الزهراء سلام الله علیها سرّ الوجود
ولادته ونشأته الاُولى
قال الله تعالى شأنه :
(وَسَلامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ)[1] .
ولد سيّدنا الاُستاذ في النجف الأشرف صباح يوم الخميس ، عشرين شهر صفر ـيوم أربعين الحسين 7ـ عام 1315 ه ، فسمّي بمحمّد حسين ، ولُقّب بشهاب الدين ، وكُنّي بأبي المعالي[2] .
ولد من أبوين كريمين أصيلين في الرفعة والشرف ، عريقين في الفضل والأدب ، فترعرع في أحضان الفضيلة والتقوى بارّآ بوالديه .
نشأ في محيط مفعم بالعلم والعمل الصالح ، وبالمثل العليا والأخلاق الفاضلة .
وإذا قيل : ما يحسّه الطفل من حركات وسكنات والديه
سينطبع في وجوده ويسمّى بالعلم الحسّي ، ويبقى في خاطره وذهنه مدى الحياة ، فإنّه
لم يجد هذا الطفل الجليل من بيئته واُسرته العلميّة ، إلّا ما يسوقه ويقوده إلى
حبّ الخير
والصلاح والإصلاح والإقبال الشديد على الدين الحنيف ، وحبّ الله ومودّة
الرسول الأكرم وأهل بيته الأطهار :، والانضواء تحت لواء الأعمال الصالحة .
حقّآ ما قيل : إنّ المدرسة الاُولى للطفل هو البيت ، والمدرّس الأوّل هي الاُمّ ، وإنّ الواضع الأوّل لأساس أخلاقه وسلوكه هو الأب ، فيترعرع الطفل على ما يجده ويلمسه في بيئته ومحيطه الأوّل ، وتبقى آثار ما أخذه متبلورة في وجوده لا تزول . وفي الأثر: العلم في الصغر كالنقش على الحجر. ونادرآ ما يشذّ وينحرف الطفل عمّا وجده في دار والديه وبيئته الاُولى ، وما اكتسبه من أخلاق أساتذته ومربّيه .
ومن هذا المنطلق والمفهوم السامي ، نجد الإسلام يحثّ المسلمين والمؤمنين على تربية الأولاد تربية صحيحة سليمة واعية ، ويعتني غاية العناية بنشأة الطفل نشأة صالحة ومباركة قبل انعقاد نطفته ، تحبّب إليه فعل الخيرات وكسب الأخلاق الحميدة والعادات الطيّبة ـوالخير عادة ـ والابتعاد عمّا يرديه ويسقطه في هاوية الانحطاط الخلقي .
لقد نشأ سيّدنا الاُستاذ في بيت العلم والسيادة والشرف في اُسرة مرموقة في أعين الناس .
حدّثني يومآ إنّ والده كان يصطحبه إلى درس المحقّق الآخوند عليه الرحمة ، وهو لم يبلغ الحلم[3] .
وعندما كانت والدته تطلب منه أن يوقظ والده ، يصعب
عليه أن يناديه ،
فكان يمسح بوجهه وخدّه باطن قدم والده ، فيستيقظ بعد دغدغة لطيفة ، ويرى
هذا الموقف المتواضع من ولده البارّ، فتدمع عيناه رافعآ يديه إلى السماء، ويدعو لولده بالتوفيق .
وكان سيّدنا الاُستاذ كثيرآ ما يقول : إنّما نلت هذا المقام ، وزاد الله في توفيقي ببركات دعاء والديّ عليهما الرحمة .
وحينما نسمع عشرات من أمثال هذه الحكايات من حياة سيّدنا الاُستاذ في أيّام صباه وأيّام المراهقة وفوران الشباب ، فإن دلّت على شيء، فإنّما تدلّ على أنّ الدين والعمل بالأوامر الدينيّة والأحكام الإلهيّة كانت مرتكزة في وجوده منذ الأيّام الاُولى من حياته ، وكان شديد الاهتمام بتطبيق الشريعة الإسلاميّة في تمام حقول حياته ، كمبرّة الوالدين منذ نعومة أظفاره .
حدّثني
يومآ أنّه لمّا كان في النجف الأشرف ، تشرّف بزيارة مولانا أبي عبد الله الحسين سيّد الشهداء 7 مشيآ على الأقدام خمسة وعشرين مرّة . وكان
يزور مع مجموعة بلغ عددها عشرة أنفار من طلبة العلم ـآنذاک ـ وكانوا متحابّين في
الله سبحانه ، منهم : السيّد الحكيم والسيّد الشاهرودي والسيّد الخوئي ، وقال :
كلّنا أصبحنا من مراجع التقليد ومن الفقهاء والمجتهدين . وكانت أعمال السفرة الروحانيّة توزّع علينا،
وكان نصيبي مع آخر أن نجلب الماء للإخوان في كلّ منزل مهما كلّف الأمر، وكان أحدنا
يطبخ الطعام ، والآخر يهيّئ الشاي ، وهكذا كلّ واحد منّا له وظيفته المعيّنة في
السفر، إلّا السيّد الشاهرودي فكان يقول : عليّ أن اُدخل السرور على قلوبكم خلال
المسير، واُهوّن عليكم مشاقّ الطريق . وحقّآ كان أريحيّآ للغاية ، فتارةً كان يملأ
أوقاتنا بالمطاردة الشعريّة ، حيث كان حفّاظة ، وكان يتوفّق على أقرانه في هذا
المجال ،
واُخرى كان يمزح ويذكر حكايات فكاهيّة ، وهكذا كنّا لا نحسّ بمتاعب السفر والرحلة
.
ولِمَ لا ـوفي مثل هذه الاُسرة الكريمة ، وفي مثل هذا المحيط العلمي الروحاني ـ يبلغ سيّدنا الاُستاذ المقامات الرفيعة ، ويتزعّم المرجعيّة ؟
وقال لي يومآ أيّام شيخوخته ، إنّه منذ البلوغ لم يعمل ما تشتهيه نفسه وترغبه ، بل كان مخالفآ لهواه ، مطيعآ لأمر مولاه .
وقال : كلّ ما تراه من كيان المرجعيّة ، لم أسعَ إليه ولو بقدم واحد، إنّما تكوّن وتشكّل بلطف من الله وعناية رسوله وأهل بيته :.
أي وربّ الكعبة ، مَن كان لله كان الله معه ، وما كان لله ينمو، وحياة سيّدنا الاُستاذ خير مصداقٍ لهذا المفهوم الإسلامي الأصيل .
[1] () مريم (19): 15.
[2] () لقد كتب والده : إنّه بعد تطهير المولود الجديد أخذه إلى قبر جدّه أمير المؤمنين عليّ بن أبيطالب 7للتبرّک والتيمّن . ثمّ أخذه إلى اُستاذه آية الله الحاجّ ميرزا حسين الخليلي الطهراني ، فأكرمه باسمهوسمّاه محمّد حسين ، ودعا له . ثمّ أخذه إلى اُستاذه خاتم المجتهدين الشيخ النوري ، فأكرمه بكنية(أبي المعالي )، ثمّ أخذه إلى دار اُستاذه السيّد إسماعيل صدر الدين ، فلقّبه بـ(شهاب الدين ).
[3] () ولد سيّدنا سنة 1315، وتوفّي الآخوند صاحب الكفاية 20 ذي الحجّة سنة 1329 ه ، فكان عمرهالاُستاذ آنذاک أربعة عشر عامآ.