■ تمهيد ٧
■ سيّدنا الاُستاذ في سطور ١٣
■ قبسٌ من نسبه الطاهر ١٥
■ ولادته ونشأته الاُولى ٢٤
■ قبسٌ من حياته العلميّة ٢٩
■ أساتذته في العلوم ٣٢
■ مشايخه في الرواية ٤٥
■ تلامذته ٥٥
■ مصنّفاته ومؤلّفاته ٥٩
■ قبسٌ من أسفاره ورحلاته ٨١
■ قبسٌ من مشاريعه الخيريّة ٨٥
■ قبسٌ من حياته السياسيّة ١٠٣
■ قبسٌ من حياته الاجتماعيّة ١٠٧
■ أولاده ١١٢
■ باقة زهور من أخلاقه ١١٣
■ قبسٌ من كرامات سيّدنا الاُستاذ ١١٧
■ حبّ الحسين ٧ أجنّني ١٣٩
■ نُبَذ من وصايا سيّدنا الاُستاذ ١٤٥
■ يومٌ على آل الرسول عظيم ١٥٩
■ سيّدنا الاُستاذ في كتب التراجم ١٦٣
■ قبس بقلم سيّدنا الاُستاذ ١٦٧
- النوران الزهراء والحوراء
- الأقوال المختارة في احکام الصلاة سنة 1436هـ
- الکافي في اصول الفقه سنة 1436هـ
- في رحاب الخير
- الغضب والحلم
- إیقاظ النائم في رؤیة الامام القائم
- الضيافة الإلهيّة وعلم الامام
- البداء بين الحقيقة والافتراء
- سيماء الرسول الأعظم محمّد (ص) في القرآن الكريم
- لمعة من النورین الامام الرضا (ع) والسیدة المعصومة(س)
- الدوّحة العلوية في المسائل الافريقيّة
- نور الآفاق في معرفة الأرزاق
- الوهابية بين المطرقة والسندانه
- حلاوة الشهد وأوراق المجدفي فضيلة ليالي القدر
- الوليتان التكوينية والتشريعية ماذا تعرف عنها؟
- الصّارم البتّار في معرفة النور و النار
- بريق السعادة في معرفة الغيب والشهادة
- الشخصية النبوية على ضوء القرآن
- الزهراء(س) زينة العرش الإلهي
- مقالات في رحاب الامام الحسين(ع)
- نور العلم والعلم نور
- نظرات في الإنسان الكامل والمتكامل
- دروس الیقین فی معرفة أصول الدین
- في رحاب اولى الألباب
- الله الصمد في فقد الولد
- في رواق الاُسوة والقدوة
- العلم الإلهامي بنظرة جديدة
- أخلاق الأنبياء في القرآن الكريم
- الانسان على ضوء القرآن
- إجمال الكلام في النّوم والمنام
- العصمة بنظرة جديدة
- الشباب عماد البلاد
- الخصائص الفاطميّة على ضوء الثقلين
- النور الباهر بين الخطباء والمنابر
- التوبة والتائبون علی ضوء القرآن والسنّة
- القصاص علی ضوء القرآن والسّنة الجزء الثاني
- القصاص على ضوء القرآن والسنّة الجزء الثالث
- القول الرشید فی الإجتهاد و التقلید 2
- القول الرشيد في الاجتهاد والتقليد 1
- القصاص على ضوء القرآن والسنّة الجزء الاول
- الأقوال المختارة في أحكام الطهارة الجزء الأوّل
- أحكام السرقة على ضوء القرآن والسنّة
- الهدى والضلال على ضوء الثقلين
- في رحاب حديث الثقلين
- المأمول في تكريم ذرية الرسول 9
- عصمة الحوراء زينب 3
- عقائد المؤمنين
- النفحات القدسيّة في تراجم أعلام الكاظميّة المقدّسة
- قبس من أدب الأولاد على ضوء المذهب الإمامي
- حقيقة الأدب على ضوء المذهب
- تربية الاُسرة على ضوء القرآن والعترة
- اليقظة الإنسانية في المفاهيم الإسلامية
- هذه هی البرائة
- من لطائف الحجّ والزيارة
- مختصر دليل الحاجّ
- حول دائرة المعارف والموسوعة الفقهية
- رفض المساومة في نشيد المقاومة
- لمحات قراءة في الشعر والشعراء على ضوء القرآن والعترة :
- لماذا الشهور القمرية ؟
- فنّ الخطابة في سطور
- ماذا تعرف عن العلوم الغريبة
- منهل الفوائد في تتمّة الرافد
- سهام في نحر الوهّابية
- السيف الموعود في نحراليهود
- لمعة من الأفكار في الجبر والاختيار
- ماذا تعرف عن الغلوّ والغلاة ؟
- الروضة البهيّة في شؤون حوزة قم العلميّة
- النجوم المتناثرة
- شهد الأرواح
- المفاهيم الإسلامية في اُصول الدين والأخلاق
- مختصر دليل الحاجّ
- الشهيد عقل التاريخ المفكّر
- الأثر الخالد في الولد والوالد
- الجنسان الرجل والمرأة في الميزان
- الشاهد والمشهود
- محاضرات في علم الأخلاق القسم الثاني
- مقتل الإمام الحسين 7
- من ملكوت النهضة الحسينيّة
- في ظلال زيارة الجامعة
- محاضرات في علم الأخلاق
- دروس في علم الأخلاق
- كلمة التقوى في القرآن الكريم
- بيوتات الكاظميّة المقدّسة
- على أبواب شهر رمضان المبارک
- من وحي التربية والتعليم
- حبّ الله نماذج وصور
- الذكر الإلهي في المفهوم الإسلامي
- السؤال والذكر في رحاب القرآن والعترة
- شهر رمضان ربيع القرآن
- فاطمة الزهراء مشكاة الأنوار
- منية الأشراف في كتاب الإنصاف
- العين الساهرة في الآيات الباهرة
- عيد الغدير بين الثبوت والإثبات
- بهجة الخواصّ من هدى سورة الإخلاص
- من نسيم المبعث النبويّ
- ويسألونک عن الأسماء الحسنى
- النبوغ وسرّ النجاح في الحياة
- السؤال والذكر في رحاب القرآن والعترة
- نسيم الأسحار في ترجمة سليل الأطهار
- لمحة من حياة الإمام القائد لمحة من حياة السيّد روح الله الخميني ومقتطفات من أفكاره وثورته الإسلاميّة
- قبسات من حياة سيّدنا الاُستاذ آية الله العظمى السيّد شهاب الدين المرعشي النجفي «قدّس سرّه الشريف »
- طلوع البدرين في ترجمة العلمين الشيخ الأعظم الأنصاري والسيّد الأمام الخميني 0
- رسالة من حياتي
- الكوكب السماوي مقدّمة ترجمة الشيخ العوّامي
- الكوكب الدرّي في حياة السيّد العلوي 1
- الشاكري كما عرفته
- كيف أكون موفّقآ في الحياة ؟
- معالم الصديق والصداقة في رحاب أحاديث أهل البيت
- رياض العارفين في زيارة الأربعين
- أسرار الحج والزيارة
- القرآن الكريم في ميزان الثقلين
- الشيطان على ضوء القرآن
- الاُنس بالله
- الإخلاص في الحجّ
- المؤمن مرآة المؤمن
- الياقوت الثمين في بيعة العاشقين
- حقيقة القلوب في القرآن الكريم
- فضيلة العلم والعلماء
- سرّ الخليقة وفلسفة الحياة
- السرّ في آية الاعتصام
- الأنفاس القدسيّة في أسرار الزيارة الرضويّة
- الإمام المهدي عجل الله تعالی فرجه الشریف وطول العمر في نظرة جديدة
- أثار الصلوات في رحاب الروايات
- رسالة أهل البيت علیهم السلام سفينة النجاة
- الأنوار القدسيّة نبذة من سيرة المعصومين
- السيرة النبوية في السطور العلوية
- إشراقات نبويّة قراءة موجزة عن أدب الرسول الأعظم محمّد ص
- زينب الكبرى (سلام الله علیها) زينة اللوح المحفوظ
- الإمام الحسين (علیه السلام) في عرش الله
- رسالة فاطمة الزهراء ليلة القدر
- رسالة علي المرتضى (علیه السلام) نقطة باء البسملة
- الدرّ الثمين في عظمة أمير المؤمنين - علیه السلام
- وميض من قبسات الحقّ
- البارقة الحيدريّة في الأسرار العلويّة
- رسالة جلوة من ولاية أهل البيت
- هذه هي الولاية
- رسالتنا
- دور الأخلاق المحمّدية في تحكيم مباني الوحدة الإسلاميّة
- أخلاق الطبيب في الإسلام
- خصائص القائد الإسلامي في القرآن الكريم
- طالب العلم والسيرة الأخلاقية
- في رحاب وليد الكعبة
- التقيّة في رحاب العَلَمَين الشيخ الأعظم الأنصاري والسيّد الإمام الخميني
- زبدة الأفكار في طهارة أو نجاسة الكفّار
- طالب العلم و السیرة الأخلاقیّة
- فاطمة الزهراء سلام الله علیها سرّ الوجود
نُبَذ من وصايا سيّدنا الاُستاذ
قال الله تعالى في كتابه الكريم :
(وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ اُوتُوا الكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإيَّاكُمْ أنْ اتَّقُوا اللهَ)[1] .
وقال سبحانه :
(وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أنْ أقِيمُوا الدِّينَ )[2] .
(وَوَصَّى بِهَا إبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إنَّ اللهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إلاَّ وَأنْتُمْ مُسْلِمُونَ * أمْ كُنتُمْ شُهَدَاءَ إذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ المَوْتُ إذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إلَهَکَ وَإلَهَ آبَائِکَ إبْرَاهِيمَ وَإسْمَاعِيلَ وَإسْحَاقَ إلَهآ وَاحِدآ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ )[3] .
قال رسول الله 9 :
«مَن لم يحسن الوصيّة عند موته كان نقصآ في عقله ومروّته »[4] .
وقال الصادق 7 :
«الوصيّة حقّ على كلّ مسلم »[5] .
وقال 7 :
«إن أقلت في عمرک يومين فاجعل أحدهما لآخرتک تستعين به على يوم موتک . فقيل : وما تلک الاستعانة ؟ قال : ليحسن تدبير ما يخلّف ويحكمه به »[6] .
الوصيّة حلقة وصل بين حياة الإنسان ومماته . وهذه من سنن الله على عباده ، فكلّ واحد عليه أن يوصي بما عنده بعد مماته . وإنّما تختلف الوصايا باختلاف الموصين ، فربّنا الله يوصي عباده بالتقوى وإقامة الدين ، والأنبياء يوصون بالإسلام وعبادة الله، وخاتم النبيّين محمّد 9 يوصي لعليّ بأربعمائة وصيّة ، والأوصياء يوصون بعضهم بعضآ، والعلماء ـالذين هم ورثة الأنبياء وعلى هدى الأوصياءـ يحذون حذوهم فيوصون أبناءهم وجميع الناس من بعدهم بوصايا عامّة وخاصّة ، أوّلها الوصيّة بالتقوى والدين وعبادة ربّ العالمين ، كما نجد ذلک في وصايا علمائنا الأعلام كوصيّة السيّد ابن طاووس لولده محمّد، ووصيّة العلّامة الحلّي لولده فخر المحقّقين .
ومن اُولئک الأعلام سيّدنا الاُستاذ 1، فقد نهج منهجهم وخلّف وصايا قيّمة ، من حقّها أن تُكتب بأقلام النور على خدود الحور، قد سطّرها في رسائل ثلاثة ، اقتطفت منها نبذة معطّرة اُقدّمها إلى القرّاء الكرام ، أملي منهم مطالعتها بدقّة وإمعان ، والعمل بها بقدر الإمكان . والله المستعان وعليه التكلان .
الوصيّة الاُولى
نبذة من رسالة (الطريق والمحجّة لثمرة المهجة )
1 ـ وفي الختام اُوصيه بتشمير الذيل على ترويج الدين الحنيف والذبّ عن المذهب الحقّ ، وقد أصبح غريبآ ينادي بأعلى صوته : هل من ناصرٍ ينصرني ؟ هل من ذابٍّ يذبّ عنّي ؟ ولا أرى من يلبّي دعوته ويجيب صرخته ، إلّا القليل ، شكر الله مساعيهم وجزاهم خير الجزاء.
2 ـ واُوصيه بالتدبّر في كتاب الله والاتّعاظ به ، وبزيارة أهل القبور، والتفكير في أنّهم مَن كانوا بالأمس ، فما صاروا اليوم ؟ وكيف كانوا، فكيف صاروا؟ وأين كانوا، فأين هم اليوم ؟
3 ـ وبتقليل المعاشرة ، فإنّ المعاشرة والدخول في نوادي الناس في هذه الأعصار مخطور محظور[7] ، قلّما يرى نادٍ يخلو عن البهت والغيبة في حقّ
المؤمنين والإرزاء بهم ، وتضييع حقوقهم واُخوّتهم .
4 ـ واُوصيه بصلة الرحم ، فإنّه من أقوى أسباب التوفيق والبركة في العمر والرزق .
5 ـ واُوصيه بالتصنيف والتأليف ونشر كتب أصحابنا
الإماميّة ، سيّما كتب
السلف ؛ فإنّه من أقوى ترويج المذهب في هذا العصر المتعوس والدهر المنكوس .
6 ـ واُوصيه بالزهد وسلوک مسلک الورع والحزم والاحتياط .
7 ـ واُوصيه بمداومة قراءة زيارة الجامعة الكبيرة ، ولو في الاُسبوع مرّة .
8 ـ واُوصيه بالاشتغال والجدّ في العلوم الشرعيّة .
9 ـ واُوصيه بالتجنّب عن اغتياب عباد الله، سيّما أهل العلم ؛ فإنّ غيبتهم أكل ميتة مسمومة .
10 ـ واُوصيه بقراءة سورة (يس ) بعد فريضة الفجر كلّ يوم مرّة ، وبقراءة سورة (النبأ) بعد فريضة الظهر كذلک ، وبقراءة سورة (العصر) بعد فريضة العصر كذلک ، وبقراءة سورة (الواقعة ) بعد فريضة المغرب كذلک ، وبقراءة سورة (الملک ) بعد فريضة العشاء كذلک . واُؤكّد عليه بالمداومة على ما ذكرت ، فإنّي أروي هذه الطريفة عن مشايخي الكرام وجرّبتها مرارآ.
11 ـ واُوصيه بمداومة قراءة هذا الدعاء الشريف في قنوتات فرائضه .. (اللهمّ إنّي أسألک بحقّ فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسرّ المستودع فيها[8]
أن تصلّي على محمّد وآل محمّد، وأن تفعل بي ما أنت أهله ، ولا تفعل بي ما أنا أهله ).
12 ـ واُوصيه بمداومة هذا الدعاء بعد ذكر الركوع ،
سيّما في الركعة
الأخيرة : (اللهمّ صلِّ على محمّد وآل محمّد، وترحّم على عجزنا وأغثنا بحقّهم ، يا أرحم الراحمين )[9] .
13 ـ واُوصيه بمداومة تسبيحات جدتنا الزهراء البتول روحي لها الفداء[10] .
14 ـ واُوصيه بمداومة التدبّر في خطبة تلک السيّدة الطاهرة الزكيّة التي خطبت بها في مسجد النبيّ 9 الخطبة الشهيرة التي أعيت الفصحاء والبلغاء والعلماء، وقد رواها عدّة من أعلام السلف كابن طيفور البغدادي في كتابه (بلاغات النساء) وغيره في غيره .
15 ـ وكذا اُوصيه بالتدبّر في الخطبة الشقشقيّة[11] التي خطب بها مولانا
أمير المؤمنين وسيّد المظلومين في المسجد. وقد رواها جمّ من النقلة الأثبات الشتات من الفريقين .
16 ـ واُوصيه مؤكّدآ بصلاة الليل والاستغفار بالأسحار.
17 ـ واُوصيه بصلة الرحم سيّما إخوته وأخواته ،
وبالبرّ في حقّهم ، فإنّي لم أترک لهم
بعدي شيئآ من زخارف الدنيا. وكلّ ما وصل إلى يدي صرفتها في المحاويج سيّما أهل
العلم ، حتّى النذورات الخاصّة . وسأخرج من الدنيا ولم أدعْ
من حطام الدنيا للورثة قطميرآ، ووكّلت أمرهم إلى ربّي الكريم وأبقيت لهم الذكر
الجميل والثناء العاطر، مع أنّي لو كنت بصدد إيراث المال لهم لبقيت الأكرار والملايين ؛ لمكاني بين الناس وشدّة وثوقهم بي ، فاعتبروا يا اُولي الأبصار.
18 ـ واُوصيه بمدارسة القرآن الكريم الشريف والأحاديث المنيفة ، فإنّها شفاء لأمراض القلب ومنير الباطن .
19 ـ واُوصيه بالتوسّل ومداومة الأدعية والأذكار.
20 ـ واُوصيه بالتجنّب عن البطالة وصرف العمر العزيز في ما لا يعني ، فقد روي أنّ الله تعالى شأنه يبغض الشابّ الفارغ .
21 ـ واُوصيه بالاستغفار في آناء الليل وأطراف النهار.
22 ـ واُوصيه بالبرّ في حقّ من ربّيته من تلاميذي الأتقياء ومَن أحسن إليَّ فأعانني .
23 ـ واُوصيه بأن لا ينساني من الدعاء في مشاهد موالينا الأئمّة الكرام ومشاهد أولادهم وفي الحجّ والعمرة .
24 ـ واُوصيه بالجدّ والاجتهاد في إقامة الشعائر في الحسينيّة التي أسّستها في قم المقدّسة .
25 ـ واُوصيه بأن يدفن معي كيسآ جمعت فيه تراب مراقد الأئمّة وأولادهم وقبور أصحابهم وأكابر علمائنا للتيمّن والتبرّک .
واُوصيه بأن يدفن معي ثوبي الأسود الذي كنت ألبسه في شهري الحرام وصفر حزنآ في مصائب آل النبيّ الأكرم 9.
26 ـ
واُوصيه أن يدفن معي الخمرة (السجّادة ) التي صلّيت عليها سبعين
سنة صلاة الليل[12] .
27 ـ واُوصيه أن يدفن معي السبحة التربتيّة التي استغفرت بعددها في الأسحار.
28 ـ واُوصيه أن يجعل على صدري في كفني المنديل الذي نشّفت دمعاتي في رثاء جدّي الحسين المظلوم وأهل بيته المكرّمين سلام الله عليهم أجمعين .
29 ـ واُوصيه أن يستنيب لي رجلا صالحآ للحجّ وزيارة قبر رسول الله، فإنّي كثير الولع بهما ولم أستطع مالا، وكذا أرجو منه أن يستنيب لي عبدآ صالحآ لزيارة مشاهد العراق ، ولا مال لي حتّى يبذل في هاتين الاستنابتين سوى عدّة مجلّدات من كتب الفقه واُصوله والحديث ، وأرجو من أولادي أن يسامحوا في بذلها في هذا الشأن ، وربّي يعلم أنّي لا أملک شبرآ من الأرض ولا نقدآ ولا العروض .
30 ـ واُوصيه بدوام الطهارة ، فإنّه منير للباطن ومزيل للهموم والأحزان .
31 ـ واُوصيه بأن يعيّن شخصآ في تشييع جنازتي ينادي بأعلى صوته ويستحلّ لي من كلّ مَن له حقّ عليَّ وقد فاتني أداء حقّه .
32 ـ واُوصيه بحسن الخلق والتواضع وترک النخوة والتجبّر والتكبّر مع المؤمنين .
33 ـ واُوصيه بمحاسبة نفسه في كلّ اُسبوع حسبة
الشريک شريكه
بالمداقّة ، فإنّه إن وجد زلّة صدرت منه تداركها بالتوبة ، وإن وجد حسنة في أعماله شكر المولى سبحانه على النعمة ، والتمس منه تعالى مزيد التوفيق .
34 ـ واُوصيه بالمداومة على السنن والمستحبّات وترک المرجوحات والمكروهات مهما أمكن .
35 ـ واُوصيه بتلاوة القرآن الشريف ، وإهداء ثوابه إلى أرواح شيعة آل الرسول الذين لا وارث لهم ، أو لا متذكّر في حقّهم ، فإنّي قد جرّبت هذه الحسنة مرارآ، ووفّقني ربّي الكريم بما وفّقني بسببها.
36 ـ واُوصيه أن يجعل ثلث أعماله المستحبّة لوالده ، وثلثها لوالدته ، وثلثها الثالث لذوي حقوقه ، وأرواح هؤلاء تفرح بهذه وتدعوا له بأن يرزقه باريه خير الدارين .
37 ـ واُوصيه بتهذيب النفس ، والمجاهدات الشرعيّة ، فإنّي نلت به ما نلت ، ورزقني ربّي الكريم ما لم تره أعين أبناء العصر، ولا طرقت أسماعهم ولا سمعت آذانهم . فالحمد له تعالى على هذه الموهبة العظيمة والفضل الجسيم ، وقد أودعت بعض هذه الأسرار في كتاب مخصوص سمّيته بـ(سلوة الحزين ) تارةً ، و(مؤنس الكئيب المضطهد) اُخرى ، و(روض الرياحين ) ثالثة ، و(نسمات الصبا) رابعة ، أيّآ ما شئت فسمّه يا ولدي ...
38 ـ واُوصيه بالورع عن المحارم ، والتجنّب عن الشبهات ، والأخذ بالحزم والاحتياط .
وفي
الختام أجزت لإخوتک الكرام وبني أعمامک وتلاميذي الموفّقين
وسائر الأفاضل الراشدين من موالي الأئمّة الطاهرين ، أن يرووا عنّي ما رويت عنهم : بهذه الطرق والأسانيد التي أودعتها في هذه
الرسالة الكريمة ، التي سمّيتها بـ(الطريق والمحجّة لثمرة المهجة )، وقد آن بنا أن
نكفّ بعنان اليراع ، ونطوي ما رمنا كشحآ...
حرّره العبد الحقير، خادم علوم أهل البيت :، أبو المعالي شهاب الدين الحسيني المرعشي النجفي عفى الله عنه ، وكان له في كلّ حال ، في سحر ليلة الخميس لعشرٍ بقين من ثاني الربيعين من شهور سنة 1398 من هجرة سيّد المرسلين 9، في مشهد الستّ الجليلة كريمة آل الرسول 9 فاطمة المعصومة ببلدة قم المشرّفة حرم الأئمّة الأطهار وعش آل محمّد 9، حامدآ مصلّيآ مستغفرآ.
الوصيّة الثانية
من رسالة (الطرق والأسانيد إلى مرويّات أهل البيت :)
39 ـ وفي الختام اُوصيه ونفسي الخاطئة بتقوى الله في السرّ والعلن ، والاهتمام في الورع والزهد في زخارف هذه الدنيا الدنيّة .
40 ـ وأن لا يترک زيارة أهل القبور والاعتبار بهم بأنّهم مَن كانوا بالأمس فما صاروا اليوم ؟ وأين كانوا فإلى أين صاروا؟ وكيف كانوا فكيف صاروا؟ الأموال قد قسمت ، والأكفاء قد زوّجت ، الدور قد سكنت ، وما بقي لهم إلّا ما كانوا يفعلون ويعملون .
41 ـ
وأن لا يترک تلاوة القرآن ومطالعة الأحاديث والتدبّر فيهما
والاستنارة من أنوارهما.
42 ـ وأن يقلّل من المعاشرة مع الناس ، فإنّک قلّما ترى مجلسآ غير مشتمل على المناهي من اغتياب عباد الله والتفكّه بأعراضهم ، والبهت في حقّهم ، وأكل لحومهم ميتة ، سيّما لو كان المغتابَ ـبالفتح ـ من أهل العلم ، فإنّ اغتياب العلماء بمنزلة أكل الميتة المسمومة .
43 ـ وأن لا ينسى ذوي حقوقه علمآ وأدبآ ومالا وتوليدآ من صالح الدعاء.
44 ـ وأن لا يألو جهده في ترويج الدين وإحياء المذهب ، فإنّ الشرع قد أصبح غريبآ ينادي بأعلى صوته : هل من ناصر ينصرني ؟ هل من ذابٍّ يذبّ عنّي ؟
45 ـ وأن لا يترک صلاة الليل والتهجّد في آنائه ، والاستغفار في أسحاره . فقد قال مولانا سيّد المظلومين أمير المؤمنين روحي له الفداء في وصاياه : عليک بصلاة الليل .
46 ـ وأن يتورّع من أكل الشبهات ، ألا وإنّه لأمرٌ عظيم .
47 ـ واُوصيه بالبرّ في حقّ إخوانه وأخواته وأرحامه وطلبة العلوم الدينيّة وفقراء المؤمنين . عصمنا الله وإيّاه من الزلل والخطل في النيّة والقول والعمل ، إنّه القدير على ذلک والقادر بما هنالک .
اللهمّ أحينا حياة آل محمّد :، وأمتنا مماتهم ، وارزقنا في الدنيا زيارتهم ، وفي الآخرة شفاعتهم . آمين آمين ، لا أرضى بواحدةٍ حتّى يضاف إليه ألف آمينا.
حرّره بقلمه وبنانه ، وفاه بفيه ولسانه ، العبد الكئيب مقصوص الجناح بأيدي الحسّاد أعداء ذرّيّة الرسول ، أبو المعالي شهاب الدين الحسيني المرعشي النجفي ، أحيى الله قلبه بذكره ، وأذاقه حلاوة مناجاته .
في صبيحة يوم الاثنين خمس بقين من شهر صفر الخير من سنة 1389 الهجرة القمريّة ، ببلدة قم المشرّفة حرم الأئمّة الأطهار وعشّ آل محمّد :، حامدآ مصلّيآ مسلّمآ مستغفرآ.
الوصيّة الثالثة
من رسالة (الطرق والأسانيد إلى مرويّات أهل البيت :)
48 ـ وختامآ اُوصيک يا أخي ، أوّلا: بتقوى الله تعالى في السرّ والعلن والوثوق به في كلّ حال ، ففي بعض كتب الحديث أنّ مولانا الحسين السبط الشهيد 7 كان نقش خاتمه الشريف هكذا: «ثق بمن لا ينساک ، واستحيي ممّن يراک ».
49 ـ وأن تخلص في أعمالک له سبحانه وجلّ شأنه ، فإنّه نعم الدواء الجالي لكدر القلب .
50 ـ وعليک بتلاوة الكتاب الكريم والتدبّر في آياته العزيزة والاستنارة من أنواره المقدّسة .
51 ـ وعليک بمطالعة الأحاديث المأثورة عن النبيّ وآله البررة الكرام ، فإنّها ممّا ينوّر الفؤاد ويذهب عنه الرذائل .
52 ـ
وعليک بصلة الذرّيّة النبويّة والبرّ في حقّهم والدفاع عنهم ونصرتهم
باليد واللسان ، فإنّهم ودائع النبوّة بين الأنام . وإيّاک ثمّ إيّاک الظلم
بالنسبة إليهم وبغضهم ، وسوء العشرة معهم ، والوقيعة في شأنهم ، وعدم المبالاة بهم
، وتحقيرهم وعدم أداء حقّهم ممّا يورث سلب التوفيق .
وإن كنت العياذ بالله ممّن لا يحبّهم قلبآ، فأنت مريض وعليک بالمعالجة عند أطبّاء النفوس ، أفهل يشکّ في فضلهم وجلالتهم وسموّ قدرهم وعلوّ مرتبتهم ، هيهات هيهات حاشا وكلّا، لا يشکّ فيه إلّا من عمي بصره وقسي قلبه ...
53 ـ وعليک بالمداراة والمجاملة وحسن السلوک مع المؤمنين ، فإنّهم أيتام آل محمّد 9 كما في الخبر، فإنّهم : قد فوّضوا : اُمورهم في زمن الغيبة إلى أهل العلم .
54 ـ وعليک بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إن استطعت بلسانک وبيانک وحالک وقلبک ، وأن لا تنس الإسلام من الدعاء لرفع ما حلّ به ، فإنّه صار غريبآ، كما بدأ غريبآ، ولو تأمّلت بعين البصيرة لرأيت القرآن الشريف يحارب اللادينيّة من ناحية ، وعبّاد الصليب من الاُخرى ، وينادي بصوت يشجي القلوب ويهيّج الأحزان والكروب :
«هل من مغيثٍ يغيثني ؟ هل من ذابٍّ يذبّ عنّي ؟».
ولا أدري هل اُجيب نداؤه ، ولبّيت دعوته في هذا العصر المتعوس والدهرالمنكوس أم لا؟ بل اشتغل بدلا عنه بهتک أعراض عباد الله والوقيعة في حقّ العترة قرناء الكتاب وزملاء التنزيل ، خسرت صفقة عبدٍ كان شفعاؤه خصماؤه .
55 ـ وعليک بزيارة قبور المؤمنين والاعتبار بهم ، بأنّه مَن كانوا بالأمس وما صاروا اليوم ؟ وأين كانوا وإلى أين ارتحلوا؟ كيف كانوا وإلى أين ارتحلوا؟ كيف كانوا فكيف صاروا؟ فإنّ في زيارة القبور السلو عن الشهوات وحبّ الدنيا وانجلاء الأحزان والكروب .
56 ـ وعليک بتشمير الذيل في بثّ آثار المعصومين : ونقل كلماتهم في النوادي والمحافل وإشاعة ذكرهم وإحياء مآثرهم ، فإنّهم أصبحوا مظلومين مقهورين مضطهدين ، سيّما في هذا العصر، فإنّ الناس اشتغلوا باُمور ونبذوا تلک الذراري وراء الأظهر واستأنسوا بما تشتهيه أنفسهم أيقظهم الله تعالى شأنه من تلک النومة .
57 ـ وعليک بالجدّ والاجتهاد في التصنيف والتأليف والإفادة والاستفادة ، وعدم تضييع العمر بما لا يعني كما عليه أكثر أبناء العصر.
وفّقک الله وإيّانا وجميع المؤمنين العمل بهذه الوصايا النفيسة ، والتخلّق بالصفات الفاضلة ومكارم الأخلاق ، واتّباع آثار أئمّتنا وسادتنا وشفعائنا في يوم الجزاء، وأرجو من كرمه وفضله تعالى أن يحفظ ديننا، ويقوّي إيماننا، ويزيد في يقيننا، ويجعل خاتمة أمرنا خيرآ بمحمّد وآله الطاهرين .
تمّت ببلدة قم المشرّفة حرم الأئمّة وعشّ آل محمّد حامدآ مصلّيآ مسلّمآ مستغفرآ.
هذا وطبعت الرسالة سنة 1410 ه ق ، فتكون وصاياه هذه هي آخر وصاياه قدّس الله سرّه الشريف وطاب رمسه المنيف ، وجعلنا وإيّاكم من الذين يحذون حذو أولياء الله، ويجسّدون وصاياهم في سلوكهم وأفعالهم وحالاتهمفي الخلوات والجلوات ، ويزكّون أنفسهم ، ويحلّونه بالصفات الحميدة والأخلاق الفاضلة ، حتّى لقاء الله الكريم والوفود عليه ، فإنّ إلى ربّک المنتهى ، وإنّا لله وإنّا إليه راجعون .
[1] () النساء (4): 131.
[2] () الشورى (42): 13.
[3] () البقرة (2): 132 ـ 133.
[4] () بحار الأنوار :103 193.
[5] () بحار الأنوار :103 195.
[6] () المصدر نفسه .
[7] () فإنّ المرء إذا لم يكن قويّ الإيمان راسخ العقيدة يؤثّر في إصلاح المجتمع ، فإنّه سرعان ما ينحرف معأصحاب الهوى والآراء الفاسدة ، ويذهب العمر سدى في محافلهم ونواديهم . وإلى مثل هذه المعاشرةنهى سيّدنا الاُستاذ كما ورد بذلک الأخبار الشريفة . وإلّا فربما أمر بالمعروف وترويج الدين وأمثالذلک يستلزم أن يخوض المرء المجتمع فتدبّر. كما أمرنا أن نحضر نوادي العلم والتزاور وصلة الرحموكلّ ما يقرّبنا إلى الله سبحانه ، وهذا يعني حضور النوادي والمحافل الطيّبة .
[8] () ربما إشارة إلى مولانا صاحب الزمان 7، أو الأئمّة التسع المعصومين ، أو الولاية ، أو الاسمالأعظم ، أو الشهيد محسن الذي سقط بين الباب والجدار برفسة الظلوم الجهول كما في التاريخوالأحاديث الشريفة .
[9] () في الوصيّة لم تكن كلمة (يا أرحم الراحمين ).
[10] () من تعقيبات الصلاة تسبيح فاطمة الزهراء، بأن تقول 34 مرّة الله أكبر، و33 مرّة الحمد لله، و33 مرّةسبحان الله. وقد ورد في الأخبار الشريفة الحثّ الشديد عليها وأنّ الركعة معها تعادل ألف ركعة .
[11] () الخطبة المشهورة من نهج البلاغة .
[12] () ممّا يلفت النظر أنّ سيّدنا الاُستاذ ولد عام 1315 ه ق ، وكتب هذه الوصيّة عام 1398 في عمريناهز (83 سنة )، فإذا كان يصلّي قبل سبعين سنة صلاة الليل فإنّه يعني أنّه بدأ بصلاة الليل وعمره(13 سنة ) أي لم يبلغ الحلم . ولمثل هذا فليعمل العاملون .