وسلامٌ عليه يوم وُلد...

 

ولد قائد الثورة في بلدة خمين ، إحدى بلاد إيران ، تقع بين قم واصفهان ، تبعد عن العاصمة طهران بمأتان وخمسين كم . وكانت الولادة في عشرين من جمادى الثانية عام ألف وثلاثمائة وعشرين هجري قمري ، يوم ولادة فاطمة الزهراء سيّدة نساء العالمين  3.

أبوه العلّامة الشهيد السيّد مصطفى الموسوي ، وينتهي نسبه الشريف إلى الإمام الهمام موسى بن جعفر  8، ومنه إلى أبي الأئمّة أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب  :.

وجدّه ؛ العلّامة الجليل السيّد أحمد الموسوي ، وكانت سكناه في النجف الأشرف ، وقد سافر إلى خمين مهاجرآ إلى الله لإرشاد الناس وهدايتهم ، انطلاقآ من قوله تعالى : (فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَـتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُـنذِرُوا قَوْمَهُمْ إذَا رَجَعُوا إلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ )[1] . وكانت الهجرة بدعوة

الرجل الصالح (يوسف خان )، وكان من وجهاء البلد، فتزوّج السيّد بنت الحاج ، فولدت السيّد مصطفى والد قائد الثورة ، وبنت باسم (صاحبة ) وكانت ورعة تقيّة

فاهمة .

والسيّد مصطفى عليه الرحمة أتمّ تحصيلاته العلميّة في النجف الأشرف وسامرّاء، وذاک في عهد آية الله المجدّد الميرزا الشيرازي  1، وقد حاز على درجة الاجتهاد، فرجع إلى خمين ، وكان زعيمها وذا وجهة علميّة عمليّة وشعبيّة في ربوع وطنه ، كان يتجوّل في القرى المجاورة للهداية والإرشاد إلى الشريعة الإسلاميّة ، ويعلّم الناس المبادئ الدينيّة والمسائل الشرعيّة ، ويتصدّى لحلّ المشاكل وفصل المنازعات التي تقع بينهم ، وكان إلى جانب منزلته العلميّة مشهورآ بالزهد والتقوى والبسالة والشجاعة ، وسدّآ منيعآ أمام الإقطاعيّين ، وعونآ أمينآ للمحرومين والمستضعفين ، ولأجل محاربته للإقطاعيّين الخونة الظلمة اغتيل بين طريق خمين وأراک في تاريخ ذي الحجّة عام ألف وثلاثمائة وعشرين هجري ، وعلى إثر إصابته بعدّة طلقات في ظهره وكتفه الشريف شرب من كأس الشهادة وكان عمره (47) عامآ فارتحل إلى جوار ربّه الكريم ، فنقلت جنازته إلى النجف الأشرف ودفن جثمانه الطاهر في تلک البقعة الطاهرة .

وله من الأولاد ثلاث اُناث وثلاثة ذكور، وهم  :

1 ـ العلّامة السيّد مرتضى المشهور بـ(پسنديدة ) نزيل قم ومن علمائها الأعلام[2] ، وكان مرجع الاُمور عندما كان قائدنا المفدّى في النجف الأشرف ، وكان   

الواسطة بين الشعب الإيراني والإمام الخميني .

2 ـ السيّد نور الدين ، وقد توفّي عام 1396 هجري قمري . وقبره في مقبرة شيخان بجوار حرم السيّدة المعصومة سلام الله عليها.

3 ـ سيّدنا المفدّى روح الله الإمام الخميني وحينما استشهد والده كان عمره ـآنذاک ـ خمسة أشهر[3]  (فهو يتيم خمين ).

   

 

 

واُمّهم (السيّدة هاجر) وكانت من بيت الشرف والعزّ والعلم والتقوى ، وأبوها العلّامة الميرزا أحمد عليه الرحمة .

وعندما استشهد السيّد مصطفى طاب ثراه تكفّلت الأيتام عمّة الإمام (السيّدة صاحبة )، فالإمام ترعرع في أحضان اُمّه المدرسة الاُولى وعمّته ، فترعرع في أحضان الإيمان والتقوى والبطولة والشجاعة ، واُرضع من ثدي المجد والشرف والكمال .

فالاُسرة تتمتّع بمنزلة رفيعة في العلم والدين ، وتجد مكانة مرموقة في النفوس الطيّبة من أهالي المنطقة ، ولقد انحدر سيّدنا من الأصلاب الطاهرة والأرحام المطهّرة ، ونشأ في بيت العلم والفضل وقد ظهرت عليه منذ الطفولة آثار الفطنة والنبوغ وبدت عليه دلائل العبقريّة والكمال ...

ففي مثل هذه الاُسرة الكريمة العريقة ولد الإمام الخميني فسلامٌ عليه يوم وُلد...