العصمة بنظرة جديدة مجلة الکوثر الرابع والثلاثون - شهر رجب المرجب 1437هـ -2016م صحيفة صوت الكاظمين الشهرية العدد 207/206 النور الباهر بين الخطباء والمنابر قناة الکاظمين مصباح الهداية ونبراس الأخلاق بإدارة السید محمد علي العلوي الخصائص الفاطميّة على ضوء الثقلين الشباب عماد البلاد إجمال الكلام في النّوم والمنام المؤسسة الإسلامية العالمية التبليغ والإرشاد برعایة السید عادل العلوي صحیفة صوت الکاظمین 205-204 شهر رجب وشعبان 1437هـ الانسان على ضوء القرآن أخلاق الأنبياء في القرآن الكريم العلم الإلهامي بنظرة جديدة في رواق الاُسوة والقدوة الله الصمد في فقد الولد في رحاب اولى الألباب المأتم الحسیني الأسبوعي بإشراف السید عادل العلوي في دارالمحققین ومکتبة الإمام الصادق علیه السلام- إحیاء للعلم والعل نظرات في الإنسان الكامل والمتكامل مجلة الکوثر الثالث والثلاثون - شهر محرم الحرام 1437هـ -2015م نور العلم والعلم نور مقالات في رحاب الامام الحسين(ع)
اللغة
تابعونا...
فهرست کتاب‌‌ لیست کتاب‌ها
■ تقديم الحسينية النجفية ٣
■ الإهداء ٧
■ المقدّمة ٩
■ الفصل الأوّل
■ الفصل الثاني
■ الفصل الثالث
■ الفصل الرابع
■ الفصل الخامس
■ الفصل السادس
■ الفصل السابع
عوامل ديمومة الزواج الناجح ٢٥١
لقطتان من البيت العلوي الفاطمي ٢٧٢
■ الفصل الثامن
■ الفصل التاسع
■ الفصل العاشر
■ الفصل الحادي عشر
■ مصادر للبحث ٣٥٥
  1. النوران الزهراء والحوراء
  2. الأقوال المختارة في احکام الصلاة سنة 1436هـ
  3. الکافي في اصول الفقه سنة 1436هـ
  4. في رحاب الخير
  5. الغضب والحلم
  6. إیقاظ النائم في رؤیة الامام القائم
  7. الضيافة الإلهيّة وعلم الامام
  8. البداء بين الحقيقة والافتراء
  9. سيماء الرسول الأعظم محمّد (ص) في القرآن الكريم
  10. لمعة من النورین الامام الرضا (ع) والسیدة المعصومة(س)
  11. الدوّحة العلوية في المسائل الافريقيّة
  12. نور الآفاق في معرفة الأرزاق
  13. الوهابية بين المطرقة والسندانه
  14. حلاوة الشهد وأوراق المجدفي فضيلة ليالي القدر
  15. الوليتان التكوينية والتشريعية ماذا تعرف عنها؟
  16. الصّارم البتّار في معرفة النور و النار
  17. بريق السعادة في معرفة الغيب والشهادة
  18. الشخصية النبوية على ضوء القرآن
  19. الزهراء(س) زينة العرش الإلهي
  20. مقالات في رحاب الامام الحسين(ع)
  21. نور العلم والعلم نور
  22. نظرات في الإنسان الكامل والمتكامل
  23. دروس الیقین فی معرفة أصول الدین
  24. في رحاب اولى الألباب
  25. الله الصمد في فقد الولد
  26. في رواق الاُسوة والقدوة
  27. العلم الإلهامي بنظرة جديدة
  28. أخلاق الأنبياء في القرآن الكريم
  29. الانسان على ضوء القرآن
  30. إجمال الكلام في النّوم والمنام
  31. العصمة بنظرة جديدة
  32. الشباب عماد البلاد
  33. الخصائص الفاطميّة على ضوء الثقلين
  34. النور الباهر بين الخطباء والمنابر
  35. التوبة والتائبون علی ضوء القرآن والسنّة
  36. القصاص علی ضوء القرآن والسّنة الجزء الثاني
  37. القصاص على ضوء القرآن والسنّة الجزء الثالث
  38. القول الرشید فی الإجتهاد و التقلید 2
  39. القول الرشيد في الاجتهاد والتقليد 1
  40. القصاص على ضوء القرآن والسنّة الجزء الاول
  41. الأقوال المختارة في أحكام الطهارة الجزء الأوّل
  42. أحكام السرقة على ضوء القرآن والسنّة
  43. الهدى والضلال على ضوء الثقلين
  44. في رحاب حديث الثقلين
  45. المأمول في تكريم ذرية الرسول 9
  46. عصمة الحوراء زينب 3
  47. عقائد المؤمنين
  48. النفحات القدسيّة في تراجم أعلام الكاظميّة المقدّسة
  49. قبس من أدب الأولاد على ضوء المذهب الإمامي
  50. حقيقة الأدب على ضوء المذهب
  51. تربية الاُسرة على ضوء القرآن والعترة
  52. اليقظة الإنسانية في المفاهيم الإسلامية
  53. هذه هی البرائة
  54. من لطائف الحجّ والزيارة
  55. مختصر دليل الحاجّ
  56. حول دائرة المعارف والموسوعة الفقهية
  57. رفض المساومة في نشيد المقاومة
  58. لمحات قراءة في الشعر والشعراء على ضوء القرآن والعترة :
  59. لماذا الشهور القمرية ؟
  60. فنّ الخطابة في سطور
  61. ماذا تعرف عن العلوم الغريبة
  62. منهل الفوائد في تتمّة الرافد
  63. سهام في نحر الوهّابية
  64. السيف الموعود في نحراليهود
  65. لمعة من الأفكار في الجبر والاختيار
  66. ماذا تعرف عن الغلوّ والغلاة ؟
  67. الروضة البهيّة في شؤون حوزة قم العلميّة
  68. النجوم المتناثرة
  69. شهد الأرواح
  70. المفاهيم الإسلامية في اُصول الدين والأخلاق
  71. مختصر دليل الحاجّ
  72. الشهيد عقل التاريخ المفكّر
  73. الأثر الخالد في الولد والوالد
  74. الجنسان الرجل والمرأة في الميزان
  75. الشاهد والمشهود
  76. محاضرات في علم الأخلاق القسم الثاني
  77. مقتل الإمام الحسين 7
  78. من ملكوت النهضة الحسينيّة
  79. في ظلال زيارة الجامعة
  80. محاضرات في علم الأخلاق
  81. دروس في علم الأخلاق
  82. كلمة التقوى في القرآن الكريم
  83. بيوتات الكاظميّة المقدّسة
  84. على أبواب شهر رمضان المبارک
  85. من وحي التربية والتعليم
  86. حبّ الله نماذج وصور
  87. الذكر الإلهي في المفهوم الإسلامي
  88. السؤال والذكر في رحاب القرآن والعترة
  89. شهر رمضان ربيع القرآن
  90. فاطمة الزهراء مشكاة الأنوار
  91. منية الأشراف في كتاب الإنصاف
  92. العين الساهرة في الآيات الباهرة
  93. عيد الغدير بين الثبوت والإثبات
  94. بهجة الخواصّ من هدى سورة الإخلاص
  95. من نسيم المبعث النبويّ
  96. ويسألونک عن الأسماء الحسنى
  97. النبوغ وسرّ النجاح في الحياة
  98. السؤال والذكر في رحاب القرآن والعترة
  99. نسيم الأسحار في ترجمة سليل الأطهار
  100. لمحة من حياة الإمام القائد لمحة من حياة السيّد روح الله الخميني ومقتطفات من أفكاره وثورته الإسلاميّة
  101. قبسات من حياة سيّدنا الاُستاذ آية الله العظمى السيّد شهاب الدين المرعشي النجفي «قدّس سرّه الشريف »
  102. طلوع البدرين في ترجمة العلمين الشيخ الأعظم الأنصاري والسيّد الأمام الخميني 0
  103. رسالة من حياتي
  104. الكوكب السماوي مقدّمة ترجمة الشيخ العوّامي
  105. الكوكب الدرّي في حياة السيّد العلوي 1
  106. الشاكري كما عرفته
  107. كيف أكون موفّقآ في الحياة ؟
  108. معالم الصديق والصداقة في رحاب أحاديث أهل البيت
  109. رياض العارفين في زيارة الأربعين
  110. أسرار الحج والزيارة
  111. القرآن الكريم في ميزان الثقلين
  112. الشيطان على ضوء القرآن
  113. الاُنس بالله
  114. الإخلاص في الحجّ
  115. المؤمن مرآة المؤمن
  116. الياقوت الثمين في بيعة العاشقين
  117. حقيقة القلوب في القرآن الكريم
  118. فضيلة العلم والعلماء
  119. سرّ الخليقة وفلسفة الحياة
  120. السرّ في آية الاعتصام
  121. الأنفاس القدسيّة في أسرار الزيارة الرضويّة
  122. الإمام المهدي عجل الله تعالی فرجه الشریف وطول العمر في نظرة جديدة
  123. أثار الصلوات في رحاب الروايات
  124. رسالة أهل البيت علیهم السلام سفينة النجاة
  125. الأنوار القدسيّة نبذة من سيرة المعصومين
  126. السيرة النبوية في السطور العلوية
  127. إشراقات نبويّة قراءة موجزة عن أدب الرسول الأعظم محمّد ص
  128. زينب الكبرى (سلام الله علیها) زينة اللوح المحفوظ
  129. الإمام الحسين (علیه السلام) في عرش الله
  130. رسالة فاطمة الزهراء ليلة القدر
  131. رسالة علي المرتضى (علیه السلام) نقطة باء البسملة
  132. الدرّ الثمين في عظمة أمير المؤمنين - علیه السلام
  133. وميض من قبسات الحقّ
  134. البارقة الحيدريّة في الأسرار العلويّة
  135. رسالة جلوة من ولاية أهل البيت
  136. هذه هي الولاية
  137. رسالتنا
  138. دور الأخلاق المحمّدية في تحكيم مباني الوحدة الإسلاميّة
  139. أخلاق الطبيب في الإسلام
  140. خصائص القائد الإسلامي في القرآن الكريم
  141. طالب العلم والسيرة الأخلاقية
  142. في رحاب وليد الكعبة
  143. التقيّة في رحاب العَلَمَين الشيخ الأعظم الأنصاري والسيّد الإمام الخميني
  144. زبدة الأفكار في طهارة أو نجاسة الكفّار
  145. طالب العلم و السیرة الأخلاقیّة
  146. فاطمة الزهراء سلام الله علیها سرّ الوجود

المهر أو الصداق 160

 

ممّـا يجب في عقد الزواج الشرعي أن يكون للمرأة صداقآ ومهرآ، ولا يتمّ العقد إلّا به ، ولو كان شيئآ قليلا :

1 ـ قال الله تعالى : (وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسآ فَكُلُوهُ هَنِيئآ مَرِيئآ)[1] .

 

2 ـ (قَالَ إنِّي اُرِيدُ أنْ اُنكِحَکَ إحْدَى آبْنَتَيَّ هَاتَـيْنِ عَلَى أنْ تَأجُرَنِي ثَمَانِيَةَ حِجَجٍ فَإنْ أتْمَمْتَ عَشْرآ فَمِنْ عِنْدِکَ وَمَا اُرِيدُ أنْ أشُقَّ عَلَيْکَ سَتَجِدُنِي إنْ شَاءَ اللهُ مِنَ الصَّالِحِينَ * قَالَ ذَلِکَ بَـيْنِي وَبَـيْنَکَ أيَّمَا الأجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلا عُدْوَانَ عَلَيَّ وَاللهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ )[2] .

 

3 ـ (وَلِلْمُطَلَّقَاتِ مَتَاعٌ بِالمَعْرُوفِ حَقّآ عَلَى المُتَّقِينَ )[3] .

 

(لا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إنْ طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ مَا لَمْ تَمَسُّوهُنَّ أوْ تَفْرِضُوا لَهُنَّ فَرِيضَةً وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى المُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى المُقْتِرِ قَدَرُهُ مَتَاعآ بِالمَعْرُوفِ حَقّآ عَلَى المُحْسِنِينَ * وَإنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أنْ تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ إلاَّ أنْ يَعْفُونَ أوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ وَأنْ تَعْفُوا أقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلا تَنسَوْا الفَضْلَ بَيْنَكُمْ إنَّ اللهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ)[4] .

 



ويستحبّ أن يكون المهر قليلا، وأن يكون بمقدار مهر السنّة ، وهو

خمسمائة درهم من الفضّة ، يقدّر في كلّ زمان ومكان بقيمته ، والظاهر أنّ خمسمائة درهم مسكوک في عصر النبيّ عبارة عن أربعمائة مثقال فضّة .

1 ـ عن الصادق  7، عن أبيه  7، قال : ما زوّج رسول الله  9 شيئآ من بناته ولا تزوّج شيئآ من نسائه على أكثر من اثني عشر أوقية ونش ـيعني نصف أوقية ـ، وهو بمقدار خمسمائة درهم .

2 ـ قال عليّ  7: إنّي لأكره أن يكون المهر أقلّ من عشرة دراهم لكي لا يشبه مهر البغيّ.

3 ـ عن أبي عبد الله  7: أدنى ما يجزي من المهر تمثال من سكرة .

4 ـ عن ابن بكير، قال : سمعت أبا عبد الله  7 يقول : زوّج رسول الله  9 عليآ  7 فاطمة صلوات الله عليها على درع له حطمية تسوي ثلاثين درهمآ.

5 ـ عن الحسين بن خالد، قال : سألت أبا الحسن  7 عن مهر السنّة ، كيف صار خمسمائة درهم ؟ فقال : إنّ الله تبارک وتعالى أوجب على نفسه أن لا يكبره مؤمن مائة تكبيرة ويحمده مائة تحميدة ويسبّحه مائة تسبيحة ويهلّله مائة تهليلة ويصلّي على محمّد وآل محمّد مائة مرّة ثمّ يقول : اللهمّ زوّجني من الحور العين ، إلّا زوّجه الله حوراء من الجنّة وجعل ذلک مهرها، فمن ثمّ أوحى الله عزّ وجلّ إلى نبيّه  9 أنّ يسنّ مهور المؤمنات خمسمائة درهم ففعل ذلک رسول الله  9[5] .

 

6 ـ وفي خبر آخر: وأيّما مؤمن خطب إلى أخيه حرمة ، وبذل له خمسمائة درهم فلم يزوّجه فقد عقّه واستحقّ من الله عزّ وجلّ ألّا يزوّجه حوراء.


7 ـ عن أبي عبد الله  7: ما تزوّج رسول الله شيئآ من نسائه ولا زوّج شيئآ من بناته على أكثر من اثني عشر أوقية ونش ، والأوقية أربعون درهمآ والنش عشرون درهمآ.

وجاء في حكمة الصداق على الرجل دون المرأة  :

8 ـ عن الرضا  7، أنّه كتب إليه : علّة المهر ووجوبه على الرجال ولا يجب على النساء أن يعطين أزواجهن ، قال : لأنّ على الرجال مؤونة المرأة بايعة نفسها والرجل مشترٍ، ولا يكون البيع بلا ثمن ولا الشراء بغير إعطاء الثمن ، مع أنّ النساء محظورات عن التعامل والمتجر، مع علل كثيرة .

9 ـ وروي في خبر آخر: أنّ الصادق  7 قال : إنّما صار الصداق على الرجل دون المرأة وإن كان فعلهما واحدآ، فإنّ الرجل إذا قضى حاجته منها قام عنها ولم ينتظر فراغها، فصار الصداق عليه دونها لذلک .

ويستحبّ أيضآ أن تهب الزوجة مهرها وصداقها لزوجها، كما ورد في النصوص الشرعية .

10 ـ الكافي بسنده ، عن أبي عبد الله  7 قال : قال النبيّ  6: أيّما امرأة تصدّقت على زوجها بمهرها قبل أن يدخل بها إلّا كتب الله لها بكلّ دينار عتق رقبة ، قيل : يا رسول الله، فكيف بالهبة بعد الدخول ؟ قال : إنّما ذلک من المودّة والاُلفة[6] .

 

والمهر دين في ذمّة الزوج يحرم عليه أن ينوي عدم إعطائها، فقد ورد :

10 ـ عن الإمام الصادق  7: من تزوّج امرأة ولم ينوِ أن يوفيها صداقها
فهو عند الله عزّ وجلّ زانٍ .

11 ـ وقال أبو عبد الله  7: السرّاق ثلاثة : مانع الزكاة ، ومستحلّ مهور النساء، وكذلک من استدان ولم ينوِ قضاءه .

12 ـ وقال أمير المؤمنين  7: إنّ أحقّ الشروط أن يوفي بها ما استحللتم به الفروج .

والسنّة المحمّدية في الصداق خمسمائة درهم ، ومن زاد على السنّة ردّ إلى السنّة ، فإن أخطأها من الخمسائة درهم درهمآ واحدآ أو أكثر من ذلک ، ثمّ دخل بها فلا شيء لها بعد ذلک . إنّما لها ما أخذت منه ، قبل أن يدخل بها، وكلّ ما جعلته المرأة من صداقها دينآ على الرجل فهو واجب لها عليه في حياته وبعد موته أو موتها، والأولى أن لا يطالب الورثة بما لم تطالب به المرأة في حياتها، ولم تجعله دينآ على زوجها، وكلّ ما دفعه إليها ورضيت به عن صداقها قبل الدخول بها فذاک صداقها. وإذا زوّج الرجل ابنته فليس له أن يأكل صداقها.

13 ـ عن النبيّ  9، قال : من ظلم امرأة مهرها فهو عند الله زانٍ ، يقول الله عزّ وجل يوم القيامة : عبدي زوّجتک أمتي على عهدي فلم توفِ بعهدي وظلمت أمتي ، فيؤخذ من حسناته فيدفع إليها بقدر حقّها، فإذا لم تبقَ له حسنة أمر به إلى النار بنكثه للعهد، إنّ العهد كان مسؤولا.

14 ـ عن عمر بن يزيد، قال : قلت لأبي عبد الله  7: أخبرني عمّن تزوّج على أكثر من مهر السنّة ، أيجوز له ذلک ؟ قال : إذا جاز مهر السنّة فليس هذا مهرآ، إنّما هو نحل ، لأنّ الله يقول : (وَآتَيْتُمْ إحْدَاهُنَّ قِنطَارآ فَلا تَأخُذُوا مِنْهُ شَيْئآ)[7] ،



إنّما عنى النحل ولم يعنِ المهر، ألا ترى أنّه إذا أمهرها ثمّ اختلعت كان لها أن تأخذ المهر كاملا، فما زاد على مهر السنّة فإنّما هو نحل كما أخبرتک ، فمن ثمّ وجب لها مهر نسائها لعلّة من العلل ، قلت : كيف يعطي وكم مهر نسائها؟ قال : إنّ مهر المؤمنات خمسمائة وهو مهر السنّة ، وقد يكون أقلّ من خمسمائة ولا يكون أكثر من ذلک ، ومن كان مهرها ومهر نسائها أقلّ من خمسمائة اُعطي ذلک الشيء، ومن فخر وبذخ بالمهر فازداد على خمسمائة ثمّ وجب لها مهر نسائها في علّة من العلل لم يزد على مهر السنّة خمسمائة درهم .

15 ـ عن زرارة ، قال : سألت أبا عبد الله  7 عن رجل تزوّج امرأة أيحلّ له أن يدخل بها قبل أن يعطيها شيئآ؟ قال : لا، حتّى يعطيها شيئآ.

16 ـ قال رسول الله  9: إنّ الله لمّـا خلق الدنيا لم يخلق فيها ذهبآ ولا فضّة ، فلمّـا أن أهبط آدم وحوّاء أنزل معهما ذهبآ وفضّة فسلكهما ينابيع في الأرض منفعة لأولادهما من بعدهما، وجعل ذلک صداق آدم لحوّاء، فلا ينبغي لأحد أن يتزوّج إلّا بصداق .

17 ـ وفي المجازات النبويّة للسيّد الرضي ، قال  9: لا تغالوا بمهور النساء، فإنّما هي سقيا الله سبحانه .

قال  2: هذه استعارة ، والمراد إعلامهم أنّ وفاق النساء المنكوحات وكونهن على إرادات الأزواج ليس هو بأن يزاد في مهرهن ويغلى بصدقاتهن ـكما يتصوّره كثير من الناس في عصرنا هذاـ وإنّما ذلک إلى الله سبحانه فهي كالأحاظي ـأي حظوظ كلّ واحد وحظّه ـ والأقسام والحدود والأرزاق ، فقد تكون المرأة منزورة الصداق وامقة بالوفاق ـأي قليلة المهر ولكن متّفقة مع زوجهاـ وقد تكون ناقصة المقة وإن كانت زائدة الصدقة ، فشبه ذلک  7 بسقيا
الله يرزقها واحدآ ويحرمها آخر ويصاب بها بلد ويمنعها بلد، وهذه من أحسن العبارات عن المعنى الذي أشرنا إليه ودللنا عليه
[8] .

 

18 ـ عن أبي عبد الله  7، قال : إذا طلّق الرجل امرأته قبل أن يدخل بها فلها نصف مهرها، وإن لم يكن سمّى لها مهرآ فمتاع بالمعروف على الموسع قدره وعلى المقتر قدره وليس لها عدّة ، وتتزوّج من شاءت في ساعتها.

فقه الرضا: كلّ من طلّق امرأته من قبل أن يدخل بها فلا عدّة عليها منه ، فإن كان سمّى لها صداقآ فلها نصف الصداق ، وإن لم يكن سمّى لها صداقآ يمتعها شيء قلّ أو كثر على قدر يساره ، فالموسع يمتّع بخادم أو دابة والوسط بثوب والفقير بدرهم أو خاتم كما قال الله تبارک وتعالى : (وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى المُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى المُقْتِرِ قَدَرُهُ مَتَاعآ بِالمَعْرُوفِ )[9] .

 

ولا مانع أن يقسّم المهر إلى قسمين كما في بعض البلاد العربية إلى حاضر وغائب ، والحاضر يشترى به ما يتعلّق بالعروس ويكون ملكآ لها، والغائب يكون دين في ذمّة الزوج يدفعه عند القدرة والاستطاعة أو عند مطالبة الزوجة حسب ما يقال في ضمن العقد، فيكون من العقد المشروط .

ويستحبّ للمرأة أن تتصدّق بمهرها وتهب صداقها لزوجها، فإنّ ذلک ممّـا يوجب المودّة والسعادة والاُلفة .

19 ـ عن الإمام الصادق  7، عن آبائه  :، قال : قال النبيّ  9: ما من امرأة تصدّقت على زوجها بمهرها قبل أن يدخل بها إلّا كتب الله لها بكلّ دينار
عتق رقبة ، قيل : يا رسول الله، فكيف الهمّة بعد الدخول ؟ فقال : إنّما ذلک من المودّة والاُلفة .

كما يكره الغلاء في المهور، ومن آثاره الوضعية أنّه يوجب العداوة والبغضاء :

20 ـ عن أمير المؤمنين عليّ  7، قال : لا تغالوا في مهور النساء فيكون عداوة .

عن الصادق  7: شؤم المرأة كثرة مهرها وعقوق زوجها.

كما على الزوج أن يدفع المهر لو كان متمكّنآ حتّى المهر الغائب  :

21 ـ عن الإمام الصادق  7، قال : أقذر الذنوب ثلاثة : قتل البهيمة ، وحبس مهر المرأة ، ومنع الأجير أجره .

والظاهر من حبس المهر أن لا يدفع إليها عند مطالبتها.

22 ـ قال عليّ  7 في قوله تعالى : (وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً )[10]  :

أعطهن الصداق الذي استحللتم به فروجهن ، فمن ظلم المرأة صداقها الذي استحلّ به فرجها فقد استباح فرجها زنآ.



[1] ()  النساء: 4.

[2] ()  القصص : 27 ـ 28.

[3] ()  البقرة : 241.

[4] ()  البقرة : 236 ـ 237.

[5] ()  البحار :100 348.

[6] ()  الوافي :12 519.

[7] ()  النساء: 20.

[8] ()  البحار :100 353، عن المجازات : 182.

[9] ()  البقرة : 236.

[10] ()  النساء: 4.