بسم الله الرحمن الرحيم

ما يراه ليس من الكرامة وإنّما هي غلبة القوة الواهمة على العاقلة كغلبة من كان على غصن شجر ويقول الآن أسقط فإنّه يسقط والحال هناك من يمشي على الحبل ولم يسقط عند حفظ توازنه وحكومة عقلانيته على قوته الواهمة والمتحليّة فهذا من شدة قوته الواهمة يرى لنفسه أشخاص ويكفيكم شاهداً أن تقولوا له إذا رأيت هؤلاء سنحمي عينك وتقولون ذلك بجد حتى يصدقكم فبعد ذلك سينكر رؤيتهم كما فعل ذلك الشيخ الرئيس ابن سينا بإبن الملك كما كان يتصور أنه بقرة فجاء بالطشت والسكين وأمر من حوله أن يؤخذوا بيده ورجله ليذبحه حتى ينتفع من لحمه فما أن رأى القصة حقيقة إلّا وتراجع عن توهمه وقالوا تشافى بيد الحكيم والحال شفائه كان عندما غلب عقله على وهمه وهذا لا ينفعه الأذكار إنّما ينفعه من كان حوله من العقلاء ويعرفون كيف يتصرفون معه مثلاً يهددون بالضرب المبرح إذا رآهم ويقولون له لأنا لا نراه هم وأنت تراهم فنضربك بدلاً عنهم حتى يخافوا منا ويهربوا وبمجرد ضربات قوية بالسياط ونحسّ بالوجع وإذا به سيصرخ أنهم ذهبوا ولا يرجعون والله المستعان.