بسم الله الرحمن الرحيم

وأمّا الذي أنت عليه مع مع الوالدة فهو هو البّر الأكبر بأن تتعامل معك أمك بقساوة وجفاء وأذية وعدم إحترام وأنت تتعامل معها بكل حبّ وشوق ووداد ورحمة وخفض الجناح والذلّ والتواضع وتكون لها كالنخلة ذات الثمار والتمر والرطب الجيد ةوالشهي فكلّما ترميه أمك بحجارتها وكلماتها القاسية المؤذية فأنت أكثر فأكثر تساقط عليها رطباً جنياً ويكون أمرك كالأطفال فكلما يرمون النخلة حجارةً فهي تعطيهم تمراً لذيذاً، فأنت إنسان وأشرف المخلوقات وقد كرّمك الله بني آدم على الخلق (لقد كرمنا بني آدم) فلا تكن أقل من عمتك النخلة في العطاء والجود والكرم والبذل وأشكر ربك على مثل هذه الأم التي تؤذيك وأنت تصبر معها فإنّ صبرك معها سيجعلك من أولياء الله ومن المقربين وبما يفتح لك عالم الكشف والشهود فترى بعين برزخية وبصيرة وتسمع بسمع برزخي فترى ما لا يراه غيرك وتسمع ما لا يسمعه غيرك، وكم لي شواهد وقصص من حياة أولياء الله وكيف وصلوا إلى مقام الفناء في الله والبقاء به من هذا الطريق ومن خلال تحملهم وصبرهم لسوء أخلاق الأم أو الأب فطوبى لك وإغتنم هذه الساعات والأيام مع أمك قبل أن تفقدها وتندم عليها غاية الندم والله المستعان.