العصمة بنظرة جديدة مجلة الکوثر الرابع والثلاثون - شهر رجب المرجب 1437هـ -2016م صحيفة صوت الكاظمين الشهرية العدد 207/206 النور الباهر بين الخطباء والمنابر قناة الکاظمين مصباح الهداية ونبراس الأخلاق بإدارة السید محمد علي العلوي الخصائص الفاطميّة على ضوء الثقلين الشباب عماد البلاد إجمال الكلام في النّوم والمنام المؤسسة الإسلامية العالمية التبليغ والإرشاد برعایة السید عادل العلوي صحیفة صوت الکاظمین 205-204 شهر رجب وشعبان 1437هـ الانسان على ضوء القرآن أخلاق الأنبياء في القرآن الكريم العلم الإلهامي بنظرة جديدة في رواق الاُسوة والقدوة الله الصمد في فقد الولد في رحاب اولى الألباب المأتم الحسیني الأسبوعي بإشراف السید عادل العلوي في دارالمحققین ومکتبة الإمام الصادق علیه السلام- إحیاء للعلم والعل نظرات في الإنسان الكامل والمتكامل مجلة الکوثر الثالث والثلاثون - شهر محرم الحرام 1437هـ -2015م نور العلم والعلم نور مقالات في رحاب الامام الحسين(ع)
اللغة
تابعونا...
تصنیف المقالات احدث المقالات المقالات العشوائية المقالات الاکثرُ مشاهدة

المقالات الاکثرُ مشاهدة

.حقیقة النفوس

عندما تقرء آيات الانفس بتدبر وتأمل فإنّك تجد من وراء كل آية خزائن وكنوز من العلوم الحقّة والمعارف الإلهيّة، ولا سيما عندما ترجع إلى التفاسير وإلى كلّ الآية،وما قبلها وما بعدها، وتربط الآيات بعضها ببعض، فإنّ القرآن الكريم حقيقة نورية واحدة يُفسّر بعضه بعضاً، ولن تجد فيه إختلافاً. ومن ثم كان هو المرجع الأوّل للمسلمين جميعاً في عقائدهم وفقههم وأخلاقهم، وأنّه الخليقة الأول لرسول الله| من بعده كما قال في مواطن كثيرة في حديث متواتر عند السنة والشيعة على إختلاف طوائفهم ومذاهبهم:(إني ـ مخلَف فيكم ـ تارك فيكم الثقلين كتاب اله وعترتي أهل بيتي، ما إن تمسكتم بهما لن تضلّوا بعدي أبداً، وأنهما لن يفترقان حتى يردا عليّ الحوض)، وإنّما يعرف القرآن من خوطب به، وأنه يأتي القرآن يوم القيامة في أحسن منظور إليه صورةً، فيمرّ بالمسلمين فيقولون أهذا رجل منّا، فيجاوزهم إلى النبيين فيقولون: هو منّا، فيجاوزهم إلى الملائكة المقربين فيقولون: هو منّا، حتى ينتهي إلى رب العزة جلّ وعز فيقول: يا ب فلان بن فلان أظمأتُ هوأجره، وأسهرتُ ليله في دار الدنيا، وفلان بن فلان لم أظمي هواجره، ولم أُسهر ليله، فيقول تعالى: أدخلهم الجنة على منازلهم، فيقوم فيتبعونه، فيقول للمؤمن إقرأ وارقأ قال: فيقرء ويرقا حتى يبلغ كلّ رجل منهم منزلته التي هي له فينزلها.
إنّه لم ولن یبلَ وانّه لغضّ جديد لا يزداد على النشر والدرس إلّا غضاضة،لأنّ الله سبحانه لم يجعله لزمان دون زمان، ولا الناس دون ناس، فهو في كلّ زمان جديد، وعند كلّ قوم غضّ إلى يوم القيامة، فينبغي للمؤمن أن لا يموت حتى يتعلم القرآن أو يكون في تعلّمه، وقد جعل الله ولاية أهل البيت^ قطب القرآن، وقطب جميع الكتب،عليها يستدبر محكم القرآن، وبها يوصف الكتب ويستعين الإيمان، فهذا القرآن فيه نور الهدى ومصابيح الدّجى، فليجل جال بصره، ويفتح للضياء نظره فإنّ التفكر حياة قلب البصير، كما يمشي المستنير في الظلمات بالنور. ... اقرأ المزيد

أضف إلى معلوماتك القرآنيّة

لقد ورد في القرآن الكريم ضوء الشمس والقمر، فعبّر عن نور الشمس بالضياء، وعن القمر بالنور في قوله تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُوراً﴾ .
فهل فرق بين الضياء والنور:
1 ـ قيل: كلاهما من المترادفات، كالإنسان والبشر، ويذكر للتّنوع.
2 ـ وقيل: من الكلمات التي إذا إجتمعت افترقت، وإذا إفترقت إجتمعت، كالفقير والمسكين كما في آية الزكاة، فإنّ الثاني أسوء حالاً من الأوّل.
3 ـ وقيل: الضياء بمعنى النور القوي كنور الشمس يضيء في النهار، وما في القمر بمعنى النور الضعيف، يضيء في الليل.
4ـ وقيل: الضياء فيمن كان نوره من ذاته كالشمس، ولكن نور القمر ما كان من نور الشمس فيكون من العرضي.
5 ـ وقيل: النّور أعم من الضياء، فيشمل النور الذاتي والنور العرضي.
6 ـ وقيل: نور الشمس من الفاعل فهو ضياء، ونور القمر متنقل ومن القابل فهو نور.
7 ـ وقيل: الشمس منبع النّور ومعدنه، ونور القمر من النور الإكتسابي ومن نور الشمس، فكان الأول ضياءً دون الثاني.
فالضياء لمن كان منبعاً للنور وكان من فاعليته وذاتياته كما في الشمس.

العبد عادل العلوي ... اقرأ المزيد

تفسير اية(كل نفس ذائقة الموت ) والفرق بين الموت والقتل

1 ـ استعمال إذاقة الموت في القرآن الكريم لم يكن على نحو الحقيقة فإنّ لغة القرآن لغة المجاز وإياك اعي واسمعي بإجاره فلغته لغة الكنايات فالتوفي الكامل بقبض الروح كاملاً هو من مصاديق إذاقة الموت سواء أكان الموت بسبب القتل أو غيره، فلا فرق ، فما قاله ممّا لا وجه له ولا دليل عليه فلا يؤخذ به وربما يصدق عليه من التفسير بالرأي ممّا يوجب دخول النار والعياذ بالله والله العالم.
2 ـ بلوغ امامته من قبلهم إنّما هو في عالم الأنوار والخلقة الأول وكما يقال في مرتبة الحقيقة المحمدية فأول ما خلق نور النبي المصطفى محمد صلى الله عليه وآله وسلم ثم اشتق منه نور علي أمير المؤمنين عليه السلام ثم منهما نور الزهراء عليها السلام ثم منهم نور الأئمة الأحد عشر عليهم السلام وكلهم نور واحد في الحقيقة النورية ثم من نورهم تجلت أنوار الأنبياء الأمثل فالأمثل وقد فضل الله سبحانه بعضهم على بعض فما كان عند الأنبياء والمرسلين ومنهم إبراهيم الخليل عليه السلام فإنه من فيض نورهم الأقدس والمقدّس ... اقرأ المزيد

سر من أسرار الوحدة الاسلامیة

الوحدة الإسلامية بالمعنى الأخصّ، فالمقصود منها وحدة المذاهب الإسلامية وأنصارها في عصرنا هذا، أمام أعداء الإسلام. والنبيّ الأعظم سيّدنا محمّد منقذ البشرية| قد دعى العالم والاُمم إلى كلمة التوحيد وتوحيد الكلمة، ولكن أخبر بوحيٍ من ربّه بالإنقلاب على العقب بعد رحلته، وأخبرنا باختلاف اُمّته إلى ثلاث وسبعين فرقة، وحذّر هذا الاختلاف وذمّه، وأنّ الفرقة الناجية واحدة، لأنّ الحقّ واحد، والباقية من الهالكين يوم القيامة. والمسلمون في الدنیا وإن تعدّدت مذاهبهم في الاُصول والفروع، وكلّ واحد يدّعي أ نّه الفرقة الناجية، ولكن النبيّ| قد أوضح سبيل الحقّ وبيّن الفرقة الناجية، وذكر أوصافها ومعالمها كما في حديث الثقلين وحديث السفينة، ولكن إنّما يعلم ذلك وينكشف بانكشاف أتمّ، يوم تُبلى السرائر، ويوم يقوم الأشهاد إلى ربّ العالمين، يوم يدعى كلّ إنسانٍ بإمامه، فتفويض الأمر إلى الله سبحانه يومئذٍ: (وَقِفوهُمْ إنَّهُمْ مَسْؤولونَ). ولكن (نحن المسلمون) في هذه الحياة الدنيا التي نعيش فيها، لا بدّ من الاتّحاد عند مداهمة الخطر الموحّد، وهناك عوامل كثيرة للوحدة وعدم الفرقة، لنكون يد واحدة ضدّ الكفر، لا سيّما وأمامنا أعداء الإسلام الكثیرین من الاستكبار العالمي والاستعمار والصليبية والكفر والإلحاد من الشيوعية والرأسمالية والصهيونية والماسونية وأذنابهم وعملائهم في البلاد الإسلامية، كبعض الملوك الفَسَقَة ورؤساء الجمهوريات الخَوَنَة. وحينما ننظر إلى كلمة الاختلاف في القرآن الكريم والروايات الشريفة نجد: (كانَ النَّاسُ اُمَّةً واحِدَةً فَبَعَثَ اللهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرينَ وَمُنْذِرينَ وَأنْزَلَ مَعَهُمُ الكِتابَ بِالحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فيما اخْتَلَفوا فيهِ وَما اخْتَلَفَ فيهِ إلاّ الَّذينَ اُوتوهُ). (وَما كانَ النَّاسُ إلاّ اُمَّةً واحِدَةً فَاخْتَلَفوا).
وعن الإمام الباقر ×: كانوا قبل نوح اُمّة واحدة على فطرة الله لا مهتدين ولا ضلالاً فبعث الله النبيّين (وَلَوْ شاءَ اللهُ لَجَعَلَكُمْ اُمَّةً واحِدَةً وَلـكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ في ما آتاكُمْ). (وَلَوْ شاءَ اللهُ لَجَعَلَهُمْ اُمَّةً واحِدَةً وَلـكِنْ يُدْخِلُ مَنْ يَشاءُ في رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمونَ ما لَهُمْ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصيرٍ). والله سبحانه واجب الوجود لذاته، مستجمع جميع صفات الكمال والجلال والجمال، وهو الخير المحض، فإنّ الوجود خير والشرّ أعدام، وهو يدعونا إلى الصلح في قوله تعالى: (وَالصُّلـْحُ خَيْرٌ). والصلح إنّما هو مظهر من مظاهر الوحدة، وأمّا الاختلاف والشقاق والفرقة، فإنّما هو من فعل الشيطان وأعوانه من الطواغيت والظالمين، فإنّهم يفرّقون الناس شِيَعاً وأحزاباً: (إنَّما يُريدُ الشَّيْطانُ أنْ يوقِعَ بَيْنَكُمُ العَدَاوَةَ وَالبَغْضاءَ). وأمثال فرعون الطاغوت يجعل الاُمّة فرقاً وشيعاً: (إنَّ فِرْعَوْنَ عَلا في الأرْضِ وَجَعَلَ أهْلَها شِيَعا). هذا قبل الإسلام، وأمّا عند بزوغ شمسه في الآفاق، فقد قال سبحانه وتعالى: (إنَّ هذِهِ اُمَّتُكُمْ اُمَّةٌ واحِدَةٌ وَأنا رَبُّكُمْ فَاعْبُدونِ). (وَأنا رَبُّكُمْ فَاتَّقونِ).
وقد أمرنا الله أن نعتصم بحبله: (وَاعْتَصِموا بِحَبْلِ اللهِ جَميعا وَلا تَفَرَّقوا وَاذْكُروا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ إذْ كُنْتُمْ أعْداءَ فَأ لَّفَ بَيْنَ قُلوبِكُمْ فَأصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إخْوانا). (وَلا تَكونوا كَالَّذينَ تَفَرَّقوا وَاخْتَلَفوا مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ البَيِّناتُ وَاُولـئِكَ لَهُمْ عَذابٌ عَظيمٌ).
فالاختلاف من الشيطان وحزبه وأزلامه، وإنّما كان ذلك للإمتحان والفتنة، شاء الله ذلك بحكمته وعلمه، ولكن لا بدّ أن نعرف الحقّ فنتّبعه، ولا نستوحش في طريق الهدى من قلّة أهله، فإنّ أكثر الناس لا يفقهون، ولا يعلمون ولا يشكرون وللحق كارهون كما ذكرهم الله في كتابه الكريم، ولكن مع هذا لا بدّ أن نتّحد مع البشرية لو دهمها خطر الاضمحلال، ونتّحد مع المستضعفين أمام المستكبرين، ومع الموحّدين أمام المشركين والملحدين، ومع المسلمين أمام اليهود والصهاينة، ومع المؤمنين شیعة أمیرالمؤمنین علي× أمام المنافقين والمخالفين. واليوم إنّما ندعو المسلمين إلى الوحدة الإسلامية أمام خطر الاستعمار والاستكبار العالمي والصهيونية العالمية وهيمنتها، وبعد تطهير الأرض من رجسهم وقطع أياديهم الخبيثة عن بلاد المسلمين وثرواتهم، ندعوهم إلى ما هو الحقّ، ونقتدي في سلوكنا بالنبيّ الأكرم حيث كان يدعو لاُمّته بالهداية لأ نّهم لا يعلمون: (رَبِّي اهْدِي قَوْمَي فَإنَّهُمْ لا يَعْلَمونَ). فندعو لجميع المسلمين بالهداية ما داموا لا يعلمون، ندعو بذلك لهم في حياتهم، فإنّهم قوم مستضعفون وبحكم الجاهل القاصر. فندعو له بالهدایة والتمسك بالإمام والخلیفة لرسول الله| كما قال النبي الأعظم| في مواطن كثیرة في خبر صحیح متواتر عند جمهور المسلمین: (إنّي مخلف فیكم الثقلین كاب الله و عترتي أهل بیتي ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبداً) وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمین.
[من أراد تفصیل الموضوع یراجع رسالة (الأخلاق المحمدیّة في تحكیم الوحدة الإسلامیة) لسماحة السیددام ظله]
... اقرأ المزيد

سر من أسرار سورة الحمد

سورة الحمد فيه قسمين: كما ورد في الحديث الشريف: قسم لله سبحانه من البسملة وإلى ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ﴾ ثم من ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ﴾إلى ﴿وَلا الضَّالِّينَ﴾ إنّما هو قسم العبد، فالآيات الأربع الأولى، هو تخطيط وترسيم الله سبحانه لعبده، فإن الحركة والعمل بالبسملة، فإنّ كل أمرٍ ذي بالٍ لم يبدء بالبسملة فهو أبتر، ثم بعد البسملة فإنّ الحمد كله إستغراقاً للّه، سبحانه، فهو الجمال المطلق والكمال المطلق وهو رب العالمين، ربّ الناس ومَلِك الناس وإله الناس كما في سورة النّاس، وإنه الرحمن للمؤمن والكافر في الدنيا، وإنّه الرحيم بالمؤممنين في الدنيا والآخرة.
ثم أيها العبد أنت الذي تعبد الله تشریعاً وتكويناً وحسب، بل كلّ الموجودات في عبادة الله، فإنّه ما من شيء إلّأ ويسبح بحمده وجماله، وإنّما تشرف الإنسان بعبوديته، لأنّها إختيارية، وبحريته اختار الإيمان وعبودية الله سبحانه وحده لا شريك له.
والعبودية تارة تكوينية، فكل شيء ساجد لله سبحانه، وأخرى تشريعية وهي باختيار الإنسان بأن يكون في ظلّ وولاية الله سبحانه أو يكون في ظل وولاية الشيطان ، فيتبع خطواته ويوحى إليه ويأمره بالفحشاء والمنكر، فإمّا أن يكون منحصراً تحت قانون الله وظلّه فيتولاه و يخرجه من الظلمات إلى النور، ويكون مع ممّن أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً في الصراط المستقيم ، أو يكون مع الضالين والمضلّين المغضوب عليهم.
فالعبودية الاختيارية لله سبحانه، يوجب فخر العبد وعزّته، كما في مناجاة أمير المؤمنين علي× (كفى بي فخراً أن تكون لي ربّاً، وكفى بي عزاً أن أكون لك عبداً إلهي أنت کما أحبّ فاجعلني کما تحبّ)
ثم بعد العبودية لله خالصاً ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ﴾، فمن يرفع مشاكلنا والمحن والفتن والبلايا بعد هذا، إنّ هو إلّا الله سبحانه، فبه نستعين، وبما أمرنا بالاستعانة به كالصبر والصلاة ﴿وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ﴾. وإبتغاء الوسيلة إليه ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾.
... اقرأ المزيد

سر من أسرار سورة الحمد


اعلم أنّ كل واحد منّا بالنّسبة إلى غيره له علاقة وارتباط بأربعة: بالله عز وجل أوّلاً، وبالأسرة ثانياً، وبالمجتمع ثالثاً، وبالطبيعة رابعاً، وإنّ الله أعطى البرامج الصحیحة والكاملة للإنسان لينظّم هذه العلاقات والروابط الأربع بالنحو الصحيح والمستقيم ﴿وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ﴾، ولا شك أنه من كانت عنده الرؤية الإلهية بالنسبة إلى الكون، خلافاً للمادييّن والشيوعين في عصرنا هذا، حيث يؤمنون المادة العمياء والصمّاء وبأصالتها، وينكرون وجود الخالق لهذا الكون الرّحب الوسيع، فمن كانت رؤيته إلهية للكون الذي هو فيه، فإنّه من خلال رؤيته ونظره إلى الوجود والموجودات، بدواً وختماً، سينظم علاقته مع ربّه سبحانه وتعالى، كما إنّه سيقف على السُّنن الحاكمة على الكون والحياة الإنسانية سواء الحياة الطبيعية في الدنيا التي من ورائها الموت، أو الحياة الأبدية في الآخرة بلا موت، والله أعلم بخلقه من خلقه، فهو الذي يطرح ويخطّط للإنسان ويهديه إلى نماذج في مقام الأسوة والقدوة، ثم يأمره وينهاه بما فيه المصلحة التامة والمفسدة التامة التي ترجع إلى الإنسان نفسه، فإنّ الله هو الغني بالذات الحميد في الصفات جلّ جلاله.

... اقرأ المزيد

مقتطف من کتاب بهجة الخواصّ من هدى سورة الإخلاص

سعادة الدارين إنّما تتمّ بالعلم النافع والعمل الصالح ، وأوّل العلم القرآن ، ورأس كلّ علم دراسة القرآن الكريم على أفضل حال .
وقد اهتمّ المسلمون منذ بزوغ شمس الإسلام بالقرآن الكريم غاية الاهتمام ، فتعاهدوا دراسةً وقراءةً وحفظآ وتفسيرآ وتأويلا ونشرآ وثقافة ... وسلوكآ وعقيدة وجهادآ.
لأنّهم عرفوا جيّدآ أنّ عزّتهم وشرفهم بالقرآن الكريم ، وأنّه أخرجهم من الظلمات إلى النور، وأنجاهم من الحيرة والضلالة إلى الهدى والرشد، وساقهم من الجهل إلى العلم ، وقادهم من الشرّ إلى الخير... وأحيى قلوبهم بالعلم الرحماني القرآني ، وعلّمهم طريقة الحياة الطيّبة والعيش الرغيد.
فـ(آسْتَجِيبُوا للهِ وَلِلرَّسُولِ إذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ).
القرآن كتاب دعوة الحياة الطيّبة والصالحة ، فيه بيان للناس وتبيان لكلّ شيء، وقد امتدّ شعاعه الذهبي الجميل من الجزيرة العربيّة إلى أقصى البلاد ـإلى الصين شرقآ وإلى أسبانيا غربآـ وما كان اهتمام المسلمين بالقرآن الكريم إلّا نتيجة وجدانهم في القرآن الكريم بُغيتهم وعزّتهم وكرامتهم ، فحقّقوا في ظلّه سعادتهم ، وبنوا على تعاليمه الرصينة أرقى مدنيّة وحضارة عرفها التاريخ ، فبالقرآن وتطبيقه سادوا العالم ، وفازوا بسعادة الدارين .
منذ اليوم الأوّل صار القرآن الكريم وصنوه الشريف وشريكه الحنيف ـالسنّة الشريفة ـ مصدرآ للشريعة الإسلاميّة وللمعارف والعلوم والفنون .
فهلمّوا أيّها المسلمون في كلّ بقاع العالم إلى القرآن الكريم لنكون في رحابه تعلّمآ وتعليمآ، ودراسةً ودرسآ، تلاوةً وتطبيقآ، اعتقادآ وسلوكآ، قولا وعملا، تفسيرآ وتأويلا... ... اقرأ المزيد

مقتطف من کتاب شهر رمضان ربيع القرآن

لغة القرآن الكريم ، لغة العلوم والآداب والفنون ، ولسانه لسان الهداية والإرشاد إلى شاطئ السلام والسعادة ، إضافة إلى الفرائض والسنن والأخلاق ، وإنّ المسلمين ليسودوا العالم بقرآنهم ، كما يشهد لهم ماضيهم التليد، وما داموا يترنّمون بالقرآن ويتعبّدون به ويتّخذونه وسيلة لإظهار ما يكنّون وما يسرّون ، وازدادوا به لصوقآ وتفاعلا مع سوره وآياته ، ازدادوا كرامة وعلوّآ وسعادةً وشرفآ، كما كان في صدر الإسلام يوم كان خُلق المسلمين القرآن ، وكانوا في واقعهم ترجمان له ، مندفعين لإقامة دولة الحقّ والعدالة ، فأصبحوا سادة الاُمم وقادة المجتمعات ، وبين أضلعهم وجوانحهم خفقات أشواق وخلجات أشتياق للسور والآيات ، يحنّون إليها حين يُريحون وحين يسرحون ، ويستلذّون بترتيلها حينما يرحلون ويحلّون ، يوم كانوا بعروته الوثقى متمسّكين ، ولأوامره مطبّقين ، وعلى ربّهم يتوكّلون ، يوم تدرّعوا لبوس الحرب للجهاد، وامتطوا الصافنات الجياد، وامتشقوا الأسنّة والسيوف ، باذلين المهج للرماح والحتوف ، من أجل نشر الإسلام ودعوته الخالدة بين المشرقين ، ولا يخافون غير الله فأخاف منهم كلّ شيء، فسحقوا حصون كسرى المترامية الأطراف ، وكسّروا قلاع قيصر المشيّدة الأطناب .
ولكن سرعان ما انقلبوا على أعقابهم ، وخلّفوا من بعدهم خلف ، حليت الدنيا وزبرجها في أعينهم ، فتقاعسوا عن نصرة الحقّ وأداء واجباتهم ، ونسوا الله فأنساهم أنفسهم ، ونزغ الشيطان بينهم ، فشتّتهم شيعآ وأحزابآ وثلاث وسبعين فرقة وطرائق قِدَدآ، يطمع بهم الشريف والوضيع ، ويقتطع أراضيهم القريب والبعيد، قد تداعت عليهم الاُمم كتداعي الآكلة على قصعتها، فتسلّط عليهم من لا يرحمهم ، ممّن قست قلوبهم ، فهي كالحجارة أو أشدّ قسوةً من اُولئک المنافقين الذين وصفهم الله بقوله :(وَإذا لَقوا الَّذينَ آمَنوا قالوا آمَنَّا وَإذا خَلَوْا إلى شَياطينِهِمْ قالوا إنَّا مَعَكُمْ إنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِئون ).
وقد انتخبتهم دوائر المستعمرين لتطبيق مخطّطاتها الصليبيّة ، لتهديم وإزالة أيّ أثر للشريعة المحمّدية السمحاء، بأساليب شرسة ، وعلى مختلف الأصعدة والميادين ، في محاربة القرآن الكريم ، والسنّة الشريفة .
ولكن أنّى للمستكبرين والاستعمار بمعسكريه الشرقي والغربي من الزلزال الذي زعزع عروش الطغاة ، والبركان الثائر والمتفجّر والصحوة الإسلامية العارمة ، والنهضات والثورات الدينية المتتالية في بقاع العالم بين حينٍ وحين ، (أليس الصبح بقريب ).


http://www.alawy.net/arabic/book/7818/ ... اقرأ المزيد

من السر في آیة الحج

قال اللّه‏ تعالى في محكم كتابه ومبرم خطابه: ﴿وَللّه‏ِِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ﴾.
بيان ذلك: (للّه‏): يدلّ على الوجوب والإخلاص وحصر العبادة إيّاه.
(على الناس): يدلّ على أنّ الحجّ كان من قديم الزمان من لدن آدم وإلى يوم القيامة.عن الإمام الصادق×: إن الحجّ لعامّة الناس، فلا يختصّ بزمان ولا مكان ولا أقوام ولا طوائف ولا أُمم ولا شعوب.
(حجّ البيت): الحجّ لغةً: ـ بفتح الحاء المهملة ـ من حجّ يحجّ حجّاً فهو مصدر يدلّ على مجرّد الحدث من دون أن يقترن بأحد الأزمنة الثلاثة ـ الماضي والحاضر والمستقبل ـ وأنّه بمعنى القصد المتكرّر. وفي المصطلح: عبارة عن مناسك خاصّة في أيّام معلومات ومعدودات. وأمّا الحجّ ـ بكسر الحاء المهملة ـ فهو إسم مصدر، ويدلّ على ما يحصل من الحجّ من الآثار المعنويّة والروحيّة، فالمصدر يدلّ على أصل الفعل، وإسمه يدلّ على ما يحصل من الفعل من إسقاط التكليف الشرعي والقرب من اللّه‏ سبحانه. فالحجّ المطلوب عند اللّه‏ سبحانه ليس مجرّد أصل الفعل، بل ما يحصل من فعل الحجّ من الصيانة المعنويّة والآثار الروحيّة والمقامات الرفيعة التي تجمعها كلمة (التقوى) كما يجري ذلك في الفرق بين الصوم والصيام.
فالذي كُتب على المؤمنين كما كُتب على الذين من قبلهم هو الصيام من قبلهم هو الصيام، وليس مجرّد الصوم، لأنّه ربّ صائم وليس له من صومه إلاّ الجوع والعطش، فالمقصود من الصيام (لعلّكم تتقون) وكذلك الحجّ ﴿وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى﴾ وإلاّ ورد في أحاديثنا الشريفة: «ما أكثر الضجيج وأقلّ الحجيج» ﴿وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ﴾ فإنّ أكثرهم كالأنعام بل أضلّ سبيلاً. ثمّ المراد من (البيت) هو البيت العتيق الذي وضعه اللّه‏ للناس من اليوم الأوّل، فكان عتيقاً، كما عتق من طوفان نوح×، كما أنّه الثمين كالتراث العتيق، وقد ورد ذكره في القرآن الكريم في ستّة عشر موضعاً.
(من استطاع إليه سبيلاً) أعم من الاستطاعة المالية والبدنيّة والسربيّة، أي الطريق، كما ذكرها الفقهاء في رسائلهم العمليّة.
(ومن كفر فان اللّه‏ غنيّ عن العالمين) فمن يترك الحجّ وهو مستطيع من دون عذر، فقد كفر بنعمة اللّه‏، وهذا من الكفر العملي، ويأتيه ملك عند نزع روحه ويقول له: مُت يهوديّاً أو نصاريّاً أو مجوسيّاً. فلا يموت على دين الإسلام، المحمّدي الأصيل ـ والعياذ باللّه‏. ثمّ لا يضر الله من كفر به‏ في عقيدته أو سلوكه، إنّما يضرّ نفسه، فإنّ اللّه‏ غنيّ عن الحاج وحجّه، بل غني عن العالمين، إنّه غنيّ بالذات، فإنّه الكمال المطلق ومطلق الكمال في الذات والصفات والأفعال: ﴿أَنتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللّه‏َ وَاللّه‏ُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ﴾ فلا يضرّه من ضلّ عن سبيله، وإرتكب معاصيه، وكفر بنعمه وآلائه، إنّما هو الخاسر خسراناً مبيناً.
ثمّ ممّا يدلّ على الوجوب والتأكيد على الحجّ لمن كان مستطيعاً الوجوه التالية:
(1)(للّه‏ على الناس) جملة خبريّة، وإنّها أقوى من الجملة الإنشائيّة للدّلالة على الوجوب وتأسيس حكم أو إمضائه. (2) إنّها جملة إسميّة وهي أدل على الوجوب من الفعليّة لدلالتها على الثبوت والإستمرار. (3) لام التكليف في قوله (لله) وللتأكيد الذي إقترن مع الله، مقدمة على المبتدء وهو الحجّ، فيدلّ على الحصر.
(4) ذكر (على الناس) بعد قوله: (لله‏) يفيد التأكيد فيدلّ على الوجوب. (5) ذكر المكلّفون مرّتين: (على الناس... من إستطاع اليه) بدلاً من أن يقال: للّه‏ على المستطيع، ففي الآية بدّل البعض عن الكلّ، ويفيد التاكيد والوجوب.
(6) عبّر عمّن ترك الحجّ بالكفر ـ وهو من الكفر العملي. عن الإمام الصادق×: «من مات ولم يحجّ حجّة الاسلام لمن يمنعه من ذلك حاجة تجحف به أو مرض لا يطيق فيه الحجّ، أو سلطان يمنعه، فليمت يهوديّاً أو نصرانيّاً».وهذا يدلّ على الوجوب الفوري، لعدم علم الإنسان بساعة موته، فلا يؤخّرالحجّ ويسوّفه ـ أي يقول سوف أذهب ـ لمن كان مستطيعاً.
(7) لإظهار عدم الإعتناء بمن ترك الحجّ قال سبحانه: (فإنّ اللّه‏ غنيّ عن العالمين) فإنّه غنيّ ليس لمن ترك الحجّ وحسب بل لكلّ العالمين.
ثمّ في الحجّ أسرار وحكم یجمعها الإيمان الكامل بالمبدء والمعاد، باللّه‏ سبحانه واليوم الآخر، وما بينهما من الإيمان بالرسل والكتب النازلة عليهم، وبالإمامة من بعد الرسل والعمل الصالح.
... اقرأ المزيد

من قصص الأنبياء عليهم السلام

قصة سليمان النبي× ومشورة الوطواط:
حضر عند سليمان× أربعة من خلق الله في حاجة وشكوى.
الأول الشمس: فقالت يا نبي الله اسئل الله أن يسكنني في مكان واحد كباقي خلقه، فلا أكون في ديمومة الحركة بين المشارق والمغارب.
الثاني: الحيّة: قالت يا سليمان اسأل الله أن يكرمني بيدين ورجلين كسائر الحيوانات، فإني تعبت من المشي على بطني.
الثالث: الرّيح: قال يا نبي الله إلى متى أتجوّل من مكان إلى مكان كالحيران، فاسأل الله أن يسكني في مكان واحد وأن يمهلني.
الرابع: الماء: قال يا سليمان إلى متى أتجوّل في الأرض وبين السماء والأرض متحيراً، ولا مقام لي لأسكن فيه، فأسأل الله أن يسكني في مكان، ومن يحتاجني فيقصدني ويطلبني.
إنّ الله قد علّم سليمان منطق الطير، فجمعهم للإستشارة، ومن بينهم الوطواط (الخفاش) وكان أضعفهم، فأراد سليمان أن يعرّف مقامه لباقي الطيور، فأخبره بحكاية الأربعة وطلباتهم.
فقال الوطواط: يا نبي الله، لو كانت الشمس في مكان واحد، لما عرفت الناس الليل من النهار، ولاختل النظام وأوقات الناس والعبادات، فمن المصلحة العامة أن تدور الشمس وتشرق في كلّ مكان، كما تطهّر البيئة من التلوث والروائح الكريهة.
وأمّا الماء: فإنّ الله جعل كل شيء من الماء حيّاً، فلو استقر في مكان واحد لهلك الناس والحيوانات والنباتات، فكيف يمكن الوصول إليه مع بعد المسافات وصعوبة الطرق، فهذا ما يوجب الهلاك.
وأمّا الحيّة: فإنها عدوة الإنسان، فإذا كانت تمشي على بطنها ويخافها الناس، فكيف لو كانت تملك اليدين والرّجلين، فإنّها تهتك الخلق بسّمها.
وأمّا الريح: فلولاه فكيف يكون الفصول ويكون الربيع ولقاح النباتات والأشجار.
قَبل سليمان ذلك من الوطواط، إلّا أنّه في مقام العداء والمخاصمة، قالت الشمس: أينما أجد الخفاش أحرق جناحه، وقال الريح: وأنا أقطّعه قطعة، وقال الماء: وأنا أغرقه، وقالت الحيّة وأنا أقتله بسّمي.
فاستغاث الخفاش بالله من عدائهم، وإنه الضعيف فكيف يقاومهم، وإنّما أراد النّصح وما فيه صلاح العباد.
فجاءه الخطاب من مصدر الجلالة: كلّ من توكّل علينا كفيناه، ومن إستغاث بنا نجيّناه، فلا تخف ولا تحزن، فقد جعلت طيرانك في الليل، فلا تصيبك الشمس ضرراً، وجعلت مركبك الريح فما دمت لم تخرج الريح من فمك لا تتمكن من الطيران، وجعلنا فضلتك هي الغالبة على سمّ الحية، فلو شمت الحية رائحتها من فرسخ لماتت، وأمّا الماء فجعلت في صدرك ثديين فيه اللبن طول السّنة، ومتى ما عطشت إرتويت منهما، فلا تحتاج إلى الماء عندئذٍ.
العبر والدروس:
لا ريب أن في قصص الأنبياء آيات للسالكين وعبر ودروس للمتعلّمين، وبشرى وسرور للمؤمنين، ومن هذه القصة يمكن أن نستلهم منها عشرات العبر والدروس، منها:
1 ـ علينا أن نؤدّي المسؤولية التي في عاتقنا بالمستوى المطلوب، ونرضى بالواقع في عالمي التكوين والتّشريع.
2 ـ أن نقول الحق وإن كان فيه الضرر، إلّا ما خرج بالدليل.
3 ـ أن نكون من الناصحين.
4 ـ لا نخون في مقام المشورة والنصيحة من استنصحنا واستشارنا.
5 ـ نستشير ولو من كان أضعف منّا، فربما يجري الله الحقّ على لسانه.
6 ـ لو كان هناك من يعادينا من الخلق، فلا تخف ولا نحزن، فإنّ الله معنا ويُنجينا ويغيثنا، إذ التجأنا إليه وطلبنا منه.
7 ـ نسلّم أمرنا إلى الله ونتوكل عليه ونفوض الأمر إليه، ونؤمن بأن ما يفعله فهو عن حكمةٍ، وما يقدّره لنا في صلاحنا وخيرنا، فخيره إلينا نازل. ... اقرأ المزيد

ارسال الأسئلة