b الصداقة - سؤال وجواب
العصمة بنظرة جديدة مجلة الکوثر الرابع والثلاثون - شهر رجب المرجب 1437هـ -2016م صحيفة صوت الكاظمين الشهرية العدد 207/206 النور الباهر بين الخطباء والمنابر قناة الکاظمين مصباح الهداية ونبراس الأخلاق بإدارة السید محمد علي العلوي الخصائص الفاطميّة على ضوء الثقلين الشباب عماد البلاد إجمال الكلام في النّوم والمنام المؤسسة الإسلامية العالمية التبليغ والإرشاد برعایة السید عادل العلوي صحیفة صوت الکاظمین 205-204 شهر رجب وشعبان 1437هـ الانسان على ضوء القرآن أخلاق الأنبياء في القرآن الكريم العلم الإلهامي بنظرة جديدة في رواق الاُسوة والقدوة الله الصمد في فقد الولد في رحاب اولى الألباب المأتم الحسیني الأسبوعي بإشراف السید عادل العلوي في دارالمحققین ومکتبة الإمام الصادق علیه السلام- إحیاء للعلم والعل نظرات في الإنسان الكامل والمتكامل مجلة الکوثر الثالث والثلاثون - شهر محرم الحرام 1437هـ -2015م نور العلم والعلم نور مقالات في رحاب الامام الحسين(ع)
اللغة
تابعونا...
تصنیف المقالات احدث المقالات المقالات العشوائية المقالات الاکثرُ مشاهدة

المقالات الاکثرُ مشاهدة

الصداقة - سؤال وجواب

سماحة آية الله السيد الجليل عادل العلوي دمت موفقا بألطاف الله:

لدي سؤال بخصوص الصداقة قرأت كتابكم الذي يؤكد ويؤسس على أهمية اتخاذ الأصدقاء والاستكثار منهم فهم الركن الواقي في هذه الدنيا الدنية ولكن حصل لي مشاكل عائلية فانا شخص لم أتزوج بعد واعدّ للزواج، ولدي أصدقاء أحباء لكن علاقة أخواني من أبي وأمي بي علاقة جفاء يريدون أن احترمهم وهم دائما يتكلمون معي بصفة الناصح الآمر ويريدون أن يتدخلون في حياتي حتى اختيار الأصدقاء فيذمون الناس كل الناس خصوصا أصدقائي ويحرجونني تارة بحركات تظهر لأصدقائي الأعزاء عدم مودة العائلة لهم وتارة ينصحوني بقطع العلاقة معهم وأنا متحير قد غيرت من الأصدقاء ولكن لا فائدة فالمشكلة في فهم أخواني لا في الأصدقاء حيث لا يوجد في زماننا هذا إنسان كابي ذر حتى يصدقه سلمان المحمدي كما تتصور عائلتي ويريدون لي العزلة والبقاء في البيت ولا استفادة فهناك الجدال والكلام على الناس وامضاء الوقت بلا فائدة والكآبة وأنا مبتلی بالعصبية ولم اتحمل وهم دائما يجادلونني في الأمور. ما هي نصائحكم مولاي؟

الجواب: بسم الله الرحمن الرحیم نصيحتي يا ولدي أولاً: إذا دار الأمر بين أن تختار الأهل والأُسرة أو الأصدقاء فإنّ الأهل ولا سيما الوالدين مقدمّون على الأقرباء الأخرين فما بالك بالأصدقاء فقدّم الأبوة على الأصدقاء والصداقة.

ولكن حاول أن تجمع بينهما بلطائف الحيل كما يقال، وتعطي كل واحد حقوقه من دون أن تجرح مشاعر أحدهما على حساب الآخر.

وثانياً: أتدري حصول الصديق بما هو صديق حقيقةٌ، حيث يصدق معك في السّراء والضراء، من الصعب المستصعب، لا سيما في يومنا هذا، فهل جربت أصدقاءك في كتمان سرّك مثلاً، فتسّر أحدهم سّراً، ثم تخالفه وتخاصمه ولو شكيلاً من دون أن يدري.

فهل سيحفظ لك السّر، أو إنّه سينتقم منك في إفشاء سرّك، فهذا صديقك في الرّخاء وفي اللقمة والرّاحة، وأما في الضراء والمصيبة فإنّه يدعك وحدك تلعب بك أرياح الزمان يميناً وشمالاً، بل يخالفك ويعاديك.

أذكر لك هذه القصة الجميلة التي روتها لي والدتي في أيام صباي وأيام المراهقة حيث كنت مثلك كثير الأصدقاء فحكت لي هذه القصة فقالت (رحمها الله تعالى وأسكنها فسيح جناته): أنّه في قديم الزمان كان رجل عنده صديق واحد وكان لولده أربعون صديقاً فأراد أن ينصحه في إختيار الصديق الصادق، فقال له هل إختبرت أصدقاءك؟ قال: لا حاجة إلي ذلك فهم أصدقائي حقيقةً، فقال الأب لا بأس أن نجرّبهم، فقبل الولد، فجاء الوالد بكبش (خروف ) فذبحه ثم جعله في صندوق ثم قال لولده فلنذهب أولاً إلى أعزّ وأصدق صديق عندك، لنخبره بقصتنا، وإتفقّا على أن يقولا للصديق أنّه جاء نا ضيف الليلة وإختلفنا معه فقتلناه، ونريد الليله أن ندفنه فتعال معنا لتعيننا على ذلك، وبالفعل ذهب إلى الصديق وما أن فتح الصديق الباب إلّا ورحبّ بصديقه غاية الترحيب وقال تفضلوا تفضلوا، ولكن الوالد قال لا، بل عندنا مشكلة، فقال الصديق، أنا بالخدمة فما هي مشكلتكم، فقال الوالد: إنّه جاءنا ضيف وإختلفنا معه فقتلناه، ونريد دفنه، فتعال معنا للدفن، فما أن سمع الصديق ذلك إلّا وأخذ يعتذر بألف عذرٍ مثلاً إني مريض ولا أستطيع المشي وهكذا، فأعتذر وأغلق الباب عليهما، فذهب إلى الصديق الثاني وحكيا القصة له وفعل الصديق الثاني كالأول وأغلق الباب عليهما، وهكذا حتى أكمل الوالد أصدقاء الولد كلهم، ولم يأت واحد منهم، وصار الوقت قريب السّحر فقال الوالد لولده ولدي رأيت أصدقاء الأربعين ولم يحضر أحدهم، فلنذهب إلى صديقي الوحيد ونقول له كما قلنا للآخرين، وبالفعل دقّا باب صديق الوالد، إلّا أنّه لم يفتح الباب سريعاً بل بعد برهة من الزمن فتح الباب، وإذا به قد لبس الكفن وبيده السيف ومع السّراج، فقال الوالد ما هذا يا صديقي ولماذا بهذه الهيئة؟ فقال الصديق عندما طرقت الباب في هذا الوقت من الليل قلت في نفسي أنّ صديقي يحتاجني الآن لحاجة مهمة ولولا حاجته لما طرق بابي في هذه الساعة المتأخرة من الليل، لهذا لبست الكفن لأفدي نفسي لك، وحملتُ السيف لأدافع عنك عدوك ،وحملت السّراج لأضيء لك الطريق، قال: لا شيء ولكن جاءنا ضيف وإختلفنا معه فقتلناه ونريد دفنه فنحتاج إلى معونتك، فخرج الصديق مع الوالد والولد وجاءوا إلى الدار، وإذا به يرون الزقاق والدار قد ملأت بالشرطة والبوليس، فقالوا ماذا حدث قالوا أخبرنا أربعون نفراً أن في هذه الدار وقع قتل، فقال الوالد ليس الأمر كذلك بل خروف ذبحناه ثم أتى بهم إلى الصندوق وآراهم ذلك، فتعجب الولد من خيانة أصدقائه المخلصين؟! وكيف أخبروا عليه؟!

فهل أنت يا ولدي جرّبت أصدقاءك؟ وثالثاً: ورد في الحديث الشريف إذا أردت أن تتخذ صديقاً فأزعجه لثلاث مرات فإن لم يتجاوز الحدود. فإنّه يصلح للصداقة وإلّا فلا، فهل أزعجتهم لمرة واحدة حتى ترى ردّة الفعل منهم، وأنهم لا زالوا أوفياء معك، ويغفرون لك ذلك؟! ولك مني ألف تحية.

 

ارسال الأسئلة