الدروس الحوزوية » خارج الأصول » عام 1438 - 1439 هـ » خارج الأصول - 27 ربيع الثاني 1439 هـ - الموارد الثلاثة التي توهم أنها من الأصل المثبت والقول بحجيّته (53)

قم المقدسة - منتدی جبل عامل الإسلامي - سماحة آیة الله الأستاذ السید عادل العلوي (حفظه الله) - الساعة التاسعة صباحاً

عطفاً على ما سبق: في الموارد الثلاثة التي توهم أنها من الأصل المثبت والقول بحجيّته فالأول: استصحاب الفرد لترتيب أثر الطبيعي عليه، كإستصحاب الفرد الخارجي من الخمر المشكوك فيه بعد إثبات فرديّته لطبيعة الخمر، إذ الأحكام متعلقة بالطبائع لا بالأفراد .

فذهب الشيخ الأنصاري إلى تعميم حجية الأصل المثبت وعدم الفرق في مثبيته بين كون لازم المستصحب متحداً معه في الوجود وبين كونه مغايراً له في الوجود.

ودفع المحقق الخراساني قدس سره هذا التوهم بمنع الإطلاق والتعميم بمثبتية الاستصحاب، بل يقال بالتفصيل بين كون الواسطة متحدة وجوداً مع المستصحب وبين أن يكون مغايرة للمستصحب.

وبيانه يتوقف على بيان أمرين:

الأول: يشترط في صحة الحمل الإتحاد بين الموضوع والمحمول وجوداً في الجملة بأن يكون بينهما ما به الإشتراك حتى يصح الحمل وإلّا فلا يحمل المباين على المباين، كما لابدّ أن يكون بينهما ما به الامتياز وإلّا لزم حمل الشيء على نفسه، وحينئذٍ أما أن يتحّد المحمول مع الموضوع وجوداً ومفهوماً وكان الإختلاف بينهما بنحو من الاعتبار كأن يكون الموضوع محمولاً والمحمول مفصلاً له كما في الحدّ التام في تعريف الإنسان حيوان ناطق فهذا ما يسمى بالحمل الذّاتي الأولي، وإن كان المفهوم متعّدداً ومتحد الوجود في الخارج كقولنا: الإنسان حيوان، فهذا ما يسمى بالحمل الشايع الصناعي إذ هو الشايع في العرف وفي الصناعات.

ومن هذا البيان يعلم أن محمولات القضايا الحمليّة تتقسم إلى ثلاثة أقسام:

الأول: أن يكون المحمول ذات الموضوع وحقيقته وهي جنسه القريب وفصله القريب، وهذا الذاتي والذاتيات ما يبحث عنه في باب الإيساغوجي والكليات الخمس ومثاله: حمل الحيوان الناطق على الإنسان في قولنا: الإنسان حيوان ناطق.

الثاني: أن يكون المحمول عنواناً مشتقاً أي من المشتقات والمشتق ما له مبدأ فيكون مشتقاً من مبدأ قائم بذات الموضوع ومنتزع من نفس ذاته، بنحو يكفي ذاته أن يكون سبباً في إنتزاع المشتق منه من دون حاجةٍ إلى ضمّ ضميمة، كانتزاع الإمكان من ذات الإنسان في جملتنا الحملية (الإنسان ممكن) هذا في لوازم الوجود وكذلك في لوازم الماهيات كقولنا: (الأربعة زوج) فإنّ ذات الإنسان كاف في إنتزاع الإمكان له، وكذا ذات الأربعة كاف الانتزاع الزوجية منها وهذا المحمول هو الذاتي البرهاني المغاير للذاتي في الكليات الخمس، فإنّ إمكان الممكن أمر اعتباري، وليس مقوّماً للإنسان، بخلاف الذاتي في الكليات فإنّه من ذاتيات الإنسان ومقوم له.

الثالث: أن يكون المحمول على الموضوع عنواناً مشتقاً من مبدأ قائم بالموضوع إلّا أنه بضميمة ضميمة فيكون قيامه قياماً إنضمامياً، فلا يكون المبدأ ذاتياً لا برهانياً ولا إيساغوجيّاً للموضوع.

وهذا لا يخلو من حالين: إمّا أن يكون لا وجود له في الخارج كقولنا زيد عالم فيحمل العالم عليه بانضمام العلم الذي لا وجود له في الخارج وكالعدالة الزوجيّة وغيرها من الأمور الاعتبارية، ومثلها الأمور الإنتزاعية كالفوقية والتحتية.

وإمّا أن يكون له وجود في الخارج كالسواد والبياض في الجسم الأبيض والأسود ونحوهما لمن الأعراض الخارجية المنضمة إلى الأجسام الموجودة في الخارج، فمفاهيم هذه العناوين الاشتقاقية، كالعالم والعادل والأسود والأبيض ليست منتزعة عن نفس الذوات كالإمكان ولم تكن من ذاتياته كالجنس القريب، بل منتزعة عنها بإنضمام مبادئ الاشتقاق من المصادر الأصلية، كالعلم والعدل والسواد والبياض، أو المصادر الجعلية كالحرية والرفعة والزوجية ونحو ذلك إليها.

احدث ملفات

العشوائیة

الاکثر مشاهدة

الدروس الحوزوية » خارج الأصول » عام 1438 - 1439 هـ » خارج الأصول - 27 ربيع الثاني 1439 هـ - الموارد الثلاثة التي توهم أنها من الأصل المثبت والقول بحجيّته (53)

ارسال الأسئلة