b الشیعة وتقدیس القبور
العصمة بنظرة جديدة مجلة الکوثر الرابع والثلاثون - شهر رجب المرجب 1437هـ -2016م صحيفة صوت الكاظمين الشهرية العدد 207/206 النور الباهر بين الخطباء والمنابر قناة الکاظمين مصباح الهداية ونبراس الأخلاق بإدارة السید محمد علي العلوي الخصائص الفاطميّة على ضوء الثقلين الشباب عماد البلاد إجمال الكلام في النّوم والمنام المؤسسة الإسلامية العالمية التبليغ والإرشاد برعایة السید عادل العلوي صحیفة صوت الکاظمین 205-204 شهر رجب وشعبان 1437هـ الانسان على ضوء القرآن أخلاق الأنبياء في القرآن الكريم العلم الإلهامي بنظرة جديدة في رواق الاُسوة والقدوة الله الصمد في فقد الولد في رحاب اولى الألباب المأتم الحسیني الأسبوعي بإشراف السید عادل العلوي في دارالمحققین ومکتبة الإمام الصادق علیه السلام- إحیاء للعلم والعل نظرات في الإنسان الكامل والمتكامل مجلة الکوثر الثالث والثلاثون - شهر محرم الحرام 1437هـ -2015م نور العلم والعلم نور مقالات في رحاب الامام الحسين(ع)
اللغة
تابعونا...
تصنیف موضوعي احدث الأسئلة الأسئلة العشوائية أكثر الأسئلة مشاهدة

الأسئلة العشوائية

أكثر الأسئلة مشاهدة

الشیعة وتقدیس القبور

لماذا یقدسون الشیعة المراقد والقبور؟

بسم الله الرحمن الرحيم

أخي المسلم إعلم أنّ هذا من الكذب والإفتراء من قبل أعداء الشيعة، فنحن لا نقدّس إلّا الله سبحانه وما عليه إسم الله وأمرنا الله بتقديسه كالأنبياء وأوصيائهم والعلماء الصالحين لصلاحهم والمؤمنين لإيمانهم، ومعنى التقديس يختلف بإختلاف متعلقه فنقدس الله غاية التقديس وبالأصالة وليس كمثله شيء، وتقديس الأنبياء دونه وبالتبع تقدّسهم لله سبحانه أي لا تنسب إليهم الرذائل والقبائح فهم منزّهون ومطهرون عنها، وهكذا الامثل فالأمثل، هذا في البشر وأمّا غيرهم، فإنّما نقدس الأشياء لانتسابها إلى الله كالكعبة المشرفة، فإنّك لا محالة تقدّسها ولا يجوز لك أن تنجسها لطهارتها وقداستها، وإن فعلت غير ذلك كنت كافراً، وهذا ما حكم به جميع المسلمين، وليست الكعبة إلّا أحجار وكذلك ستار الكعبة فلا يجوز أن تنجسّها بدمك مثلاً بل لو بال عليها الطفل لابدّ من تطهيرها فوراً لأنها مقدسة وطاهرة وإذا لم تعتقد بذلك، فإنّه حينئذٍ في عقيدتك خلل ونقص، وهكذا نقّدس القرآن الكريم ولا يجوز لأي أحد من المسلمين سواء الشيعة أم السّنة أن ينّجس القرآن لا جلده ولا أوراقه، ولا أي شيء منه لماذا كل هذا التقديس؟ لأنه كتاب المقدس، وهنا أطرح عليك وعلى كل مسلم وعلى الوهابية خاصة الذين يدعون التوحيد الخالص يا ترى ما هو الفرق بين جلد القرآن وجلد كتاب آخر، وما هو الفرق بين أوراق القرآن وأوراق الكتب الأخرى، ولا سيما كتب الضلال كيف كتاب الضلال يحرق، ولكن كتاب الله يقدّس، فإنّ الأوراق هي الأوراق والجلد هو الجلد من حيث الشيئية والمصنع والماهية ولكن يبقى الفرق بينهما لأن في القرآن وجلده كتاب الله يعني كلمات الله وألفاظه فيه فلا يمسّه إلّا المطهّرون، وأمّا كتاب الضلال ففيه الضلال فلابد من إتلافه.

ثم إنك لتقدّس القرآن وتقبّل جلّده وأوراقه وتتبرك به، إذ تمسح على أوراقه وحروفه وكلماته وتقول هذا كلام الله وتمسح بذلك وجهك إليس كذلك! فلماذا تقبل الجلد وليس إلّا جلداً كبقية الجلود؟!

ثم لو كان الرسول الأعظم حاضراً، ونزع ثيابه فياترى أما يتبرك به المسلمون بل يتصارعون عليه، كما يتصارعون اليوم على تقبيل الحجر الأسود لأن رسول الله قبّله وليس إلّا حجر، ولكن نُسب إلى الله وقبّله رسول الله والثوب كذلك نسب إلى رسول الله وثوب يوسف نسب إلى يوسف فكان سبباً لإعادة بصر أبيه يعقوب، فشافاه الله بسبب الثوب وهذه حقيقة لا تنكر فأي فرق بين ثوب يوسف وثوب بنيامين أخيه، فإنّ الثوب من خيوط ونسيج واحد، ولكن هذا مسّ جسد يوسف فتبارك وتقدّس، ولو كان الآن الثوب اليوسفي موجود عند الناس لما كان له ثمن الدنيا ومافیها لقداسة الثوب  والعالم كلّه يزوره من أقاصي البلاد من الشرق والغرب وكل الأديان وأصحابها كاليهودية والمسيحية والمسلمين يزورنه ويتبركون به .

كل هذا قدمته لأصل إلى هذه الحقيقة الناصعة بأن الشيعة إنها تقدس الأنبياء وخاتم النبيين وكذلك عترة النبي المصطفى إذ أنّهم عِدل القرآن الكريم كما في حديث الثقلين المتواتر والثابت عند الفريقين في قول رسول الله في مواطن كثيرة قال: (إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما إن تمسكتم  بهما لن تضّلوا بعدي أبداً) حديث متفق عليه عند السّنة والشيعة ولكن حديث (كتاب الله وسنتي) أولاً ضعيف السّند فراجع كتب الدراية والرواية، وثانياً مختلف فيه فالشيعة لا تقبل ذلك إلّا بتأويل أن الذين قاموا بسّنة رسول الله هم أهل بيته وعترته الأئمة المعصومين الطاهرين المقدسين بقداسة القرآن وقداسة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

ثم أهل البيت عليهم السلام لهم قبور وأضرحة فضمّت أجسادهم الطاهرة والمقدسة، ونحن كما نقبّل (وتقبّل انت أيضاً) جلد القرآن، نقبّل كذلك ضريح أهل البيت لأنه ضمّ أجسادهم وهذا لا يعني أنه نقدّس الضريح والشباك بما هو ضريح وبما هو مصنوع من الحديد، فلا يخطُر هذا المعنى على أطفال الشيعة فضلاً عن كبارهم من الرجال والنساء ومن زوّار قبورهم الطاهرة، فنحن نعتقد كما لا يجوز تنجيس جلد القرآن ما دام جلد القرآن ،كذلك لا يجوز تنجيس الشباك والضريح والقبر ما دام منسوب إلى أهل البيت، ولكن لو رفعنا هذا الضريح وارجعناه إلى كونِه حديداً مرة أُخرى فإنّه لا فرق عندنا بينه وبين باقي الحديد حينئذٍ كما لو نزعنا جلد القرآن من القرآن وارجعناه إلى حالته الأولى، فإنّه لا فرق بينه وبين الجلود الأخرى، فيا ترى مع هذا الفهم الرفيع والوعي الكامل والثقافة المتعالية هل لازلت تعتقد أن الشيعة يقدسون المراقد والقبور أم هذه افتراءات تثيرها الوهابية ضد الشيعة الإمامية الاثني عشرية حتى لا تقتربوا منهم لأنّهم يعرفون أنّ كل منصف سواء من المسلمين أو من غيرهم لو عرفوا أئمة أهل البيت عليهم السلام وكلماتهم ومحاسنها لأستبصروا ولأتبعوهم، لأنّ يوم القيامة كل واحد يُحشر مع إمام زمانه، ومع من يُحبّ، فإذا كنت تُحب يزيد بن معاوية ومن نصبه للخلافة ومن قبلهم ومن بعدهم كالوهابية ،التي تعتقد في يزيد أنّه أمير المؤمنين، فإنّك ستحشر معه، وإذا أحببت سيدالشهداء الإمام الحسين المظلوم والمقتول بكربلاء، فإنّك ستحشر معه، فإمّا إمام هدىً وإمّا إمام ضلال، فعلى كل مسلم ومسلمة وعليك أن تُحقّق من هو الإمام من بعد رسول الله؟ هل الخلفاء ومدرستهم ،أم أهل البيت عليهم السلام، فتصّور أنّك في يوم عاشوراء وفي أرض كربلاء (إقرء قصة كربلاء التي وقعت في السنة 61 من الهجرة) فياترى هل تَرى نفسك مع الحسين ودين الحسين وصلاة الحسين وأصحابه القلّة (وقليل من عبادي الشكور) أم مع يزيد وجيشه الذي بلغ ثلاثين ألفاً، وكلاهما (جيش الحسين وجيش يزيد) يدعيان الإسلام ويدافعان عن الإسلام وعن القرآن ودين محمد إلّا أنّه أحدهما حق والآخر نفاق فمَن هو الحق؟ الحسين أم يزيد ومن هو المنافق؟ الحسين أم يزيد ،سبط الرسول الإمام الحسين مع القلة ويزيد الخليفة (خليفة الجور والفسق والفجور شارب الخمر) مع الكثرة فأنت مع الكثرة اليزيديّة أو القلة الحسينية؟ فكّر و أجب لنفسك أولاً ثم لربّ العالمين فإنّه يوم القيامة ستقف وتُسأل عن دينك، والخلافة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا محالة من الدين، فمَن إمامك بعد رسول الله وإلى يومنا هذا فمن هو إمام زمانك هل لك استعداد أن تحشر مع ملوك زمانك أو رؤوساء الجمهوريات في زمانك، فإنّه كل شخص يوم القيامة يحشر مع إمامه، إمّا إمام هدىً أو إمام ضلال وهذا ما جاء في صريح القرآن الكريم.(وقفوهم انهم مسؤولون)فتُسألعن امام زمانك وولي امر لأنّه لابد من بیعة ولي في زمانك ولا تنام الا بیعة لاولی الامر ،فمن هو ولي امرك؟

انّ صدام کان رئیساً للجمهوریة ولأکثر من ثلاثین عام وکانوا السنّة العراق یؤمنون بولایته وامامته لانه في المذهب السنّي حتی لو کان الحاکم جائراً وبالسیف والدم اخذ الحکم لابد من اطاعته ،فکانوا یطیعونه ،فکل من مات من اهل السنّة في عصر الطاغیة صدام سیحشر معه ،ولا ادري أین بلدك ومع اي امام تحشر؟

نحن نؤمن بامام زماننا وهو المهدي الموعود الذي یملأ الارض قسطاً وعدلاً عند خروجه وظهوره وهو المهدي من ولد فاطمة ومن آل محمد والولاد الحسین علیه السلام ،ثم نتبع المراجع التقلید من کان جامعاً للشرائط کالعدالة والفقاهة ،فلا نتبع السفهاء من الامة وعندنا استعداد بل نسأل الله ان یحشرنا مع صاحب الزمان عجل الله تعالی فرجه الشریف ومع مراجعنا العظام فانت مع من تحشر؟فمن هو امامك فإنّه من مات ولم یعرف امام زمانه مات میتة الجاهلیة ،واذا کانت المیتة جاهلیة والموت حلقة وصل بین الدنیا والاخرة فإنّ ذلك يعني أن حياته كانت جاهلية، وكذلك آخرته جاهلية والجهل في النار فمن كانت آخرته جاهلية فهو من وقود النار (وقودها الناس والحجارة) فهل ترضى لنفسك أن تكون كذلك؟

ثم لا بأس لتعرف ثقافتنا نحن الشيعة اتباع مذهب أهل البيت، وأنه لم نتبع الخلفاء ولا الملوك ولا رؤساء الجمهوريات، فأشير لك وله إجمالاً إلى معنى التقيدس والقداسة أولاً، ثم لماذا نقدّس أهل البيت عليهم السلام، في حضورهم كما نقدّس مراقدهم، لأنها تضم أجسادهم المقدسة، ولو فرضنا أنه ننقل الجسد الطاهر من مكانه إلى مكان آخر مثلاً من الشرق إلى الغرب، فإنّه إنما تزوره في الغرب ونحترم مرقده وقبره، والاحترام هو أدنى مراتب التقديس كإحترام العالم المقدّس، وهذا أمر فطري في فطرة الإنسان لهذا تجد جميع الأديان السماوية تقدّس علمائها ورهبانها ويُعدّونهم من القدّسيين، حتى النساء منهم مريم العذراء فإنها قدسية ويحترمون إسمها وما يتعلق بها، وكذلك نحن نحترم مولاتنا فاطمة الزهراء سيدة النساء وكذلك آمنة بنت وهب وخديجة الكبرى، فهؤلاء من القديسات عند المسلمين السنة والشيعة، ولهذا نحترم مراقدهم، لأنها تضم أجسادهم المقدسة بل كل مؤمن ومؤمنة باعتبار إيمانه يكون محترماً ومكرّماً ومقدساً في حياته وبعد مماته، حتى يجعل له قبراً ويستحب زيارته والدّعاء له عند قبره، فلماذا هذا التجليل والتقديس أليس لإسلامه وإيمانه فما بالك بالنبي والوصي وآلهما ومن كان معصوماً ومن العترة الطاهرة من بيت الوحي والرسالة كأميرالمؤمنين علي عليه السلام وأولاده الأئمة الطاهرين، فكيف لا نحترم ولا نقّدس قبورهم ونبذل النفس والنفيس من أجل بقاء منائرهم وقببهم الشامخة لأنها رموز التوحيد والإيمان والتقوى والعلم والمعرفة، وما أكثر الفوائد التي نحصل عليها عند زيارتهم، كما ذكرت ذلك في جملة من مؤلفاتي وعلى كل حال لا نقّدس القبور بما هي قبور، بل بما هي تضم الأجساد الطاهرة، كما نقدس جلد القرآن ونقبّله بما هو يضم كلام الله بين دفتيه، ولا يمكن لك أن تنكر ذلك.

ثم لا بأس أنّ أشیر لك عن معنى القداسة ومصداقها في ثقافتنا المعتمدة والسلوكيات من القرآن الكريم والسنة الطاهرة والعترة المطّهرة الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً.

أمّا لفظة التقديس من قدّس يقدّس تقديساً فهو مصدر وأصله الثلاثي من قدس، وقدس في اللغة والمصطلح كما في مفردات ألفاظ القرآن الكريم للرّاغب الاصفهاني هو: (قدس: التقديس التطهير الإلهي المذكور في قوله تعالى: (ويطّهركم تطهيراً) دون التطهير الذي هو إزالة النجاسة المحسوسة، وقوله تعالى (ونحن نسبّح بحمدك ونقدّس لك) أي تطّهر الأشياء إرتساماً لك، وقبل نقدّسك، أي نصفك بالتقديس، وقوله تعالى: (قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ) يعني جبرئيل من حيث إنه ينزل بالقدس من الله أي بما يطهر به نفوسنا من القرآن والحكمة والفيض الإلهي، والبيت المقدس هو المطهر من النجاسة أي الشرك، وكذلك الأرض المقدسة، قال تعالى: (يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ الَّتِيْ كَتَبَ اللهُ لَكُمْ) وخطيرة المقدس قيل الجنة وقيل الشريعة وكلاهما صحيح فالشريعة خطيرة منها يستناد القدسي أي الطهارة انتهى كلامه (ص411).

أقول: عرفنا إجمالاً أنّ القداسة بمعنى الطهارة وهذا يتعلق بالملائكة فهم من المقدسين، كما يتعلق بالأنبياء وأوصيائهم ثم ورثتهم العلماء الصالحين فإنّ العلماء ورثة الأنبياء، وإنّا نقبّل يد العالم الرباني لقداسته، كما نقبل يد الوالد لقداسته، ومنكم من يقبل يد الملك والأمير لأنكم تعتقدون بقداستهم وأنهم أُولي الأمر حتى لو كان يشرب الخمر أو يعلّق الصليب على عنقه كما فعله الملك فهد السعودي مع الملكة اليزابيث البريطانية وهو موجود في الكتب وفي تاريخ آل سعود، وعلى كلّ حال لكم رجالكم وأُمرائكم ولنا علمائنا وأئمتنا الأطهار عليهم السلام ويوم تقوم القيامة ويوم الحساب ويوم تبلى السرائر ويميز الخبيث من الطيب، والصالح من الطالح، فانتظروا إنّا معكم من المنتظرين وسيعلم الذين ظلموا أيّ منقلب ينقلبون والعاقبة للمتقين.

ثم أنّ الله نظيف ويحبّ النظافة والنظيف، وإن النظافة من الإيمان: كل إنسان بفطرته السليمة وعقله السليم يحب النظافة والنظيف ويقدّسه أي يكرّمه ويجعله أكثر من غيره من الوسخين والقذريين، بل لا قياس بين المتطهرين وبين المتنّجسين، فأين الطهارة ومطلق الطهارة، من النجاسة ومطلق النجاسة؟ ثم من أسماء الله (القدّوس السّبوح) فسبحان الله، أي أنّ الله منزه عن كل نقص وعيب وقبيح أو السّبوح من المبالغة وكذلك القدوس من القداسة والطهارة وأخص من السّبوحية، ثم هذه القدوسية الإلهية تتجلى في خلقه فتارة يتجلّى في كتب السماء وفي القرآن الكريم فكان مقدساً، وتارة بأرضٍ فكانت مقدسة، وأخرى بزمان كليلة القدر وليلة الجمعة فكانت مقدسة، واُخرى في البشر كالأنبياء وأوصيائهم وورثتهم فكانوا من المقدسين روحاً وجسداً، فعند حضورهم نزورهم ونقدّسهم ونقبل أياديهم المباركة، كماإنّه عند موتهم نزور مراقدهم ونقدّسها ونقبّلها (وما حُبُّ الدّيار شغفْنَ قلبي *** ولكن حُبُّ من سكنَ الدِّيارَا) فنحن عشاق أهل البيت فتقبيل حرمهم وقبورهم وأبوابهم، وما حبّ الديار شغف قلوبنا، ولكن حب من سكن الديارا، فهل أيها المسلم السني إذا لم يكن عندك هذه المعرفة أن تعيبنا على ذلك، فإذا قبلّت القرآن هل يحق لي أن أشكل عليك وأقول لماذا أنتم المسلمون تقدّسون القرآن؟ وعندنا الشيعة الرسول الأعظم والعترة الطاهرة الذين هم عِدل القرآن الكريم كما في حديث الثقلين هم القرآن الناطق كما قال أمير المؤمنين لما رفع أصحاب معاوية في يوم صفين المصاحف على الرّماح ليضلوا به المسلمين آنذاك فقال علي عليه السلام إن هذه جلود، وأن القرآن الناطق، ولكن الخوارج اغتّروا بمكر عمرو بن العاص ومعاوية وصار ما صار وقد أخبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كما في كتب جميع المسلمين سنّة وشيعة أنه قال: يا علي ستقاتل الناكثين وهم طلحة وزبير والمرأة نكثوا بينه على عقبه في حرب الجمل والمارقين الذين مرقوا عن الإسلام كمروق الشهم عن القوس وهو الخوارج والقاسطين أي الظالمين وهم معاوية وأصحابه، ومن حارب أمير المؤمنين علي عليه السلام فقد حارب رسول الله، لأنّه قال له: (يا علي حربك حربي وسلمك سلمي) و (حبّ علي إيمان وبغضه كفر) فمن حارب علياً كان كافراً لأن لمحارب إنّما يحارب عن عداوة وبغض وإلّا فالمحبّ لا يحارب بل يدافع عن حبيبه وينصره كما كان أصحاب أمير المؤمنين علي عليه السلام، فياترى لو كنت في صفين أو في حرب الجمل، فأنت مع من؟ مع علي و (علي مع الحق والحق مع علي يدور معه حيثما دار) كما قالها رسول الله كما  مسطور في كتب جميع المسلمين أم مع خصماء علي عليه السلام وما جعل الله في جوف من قلبين فإمّا أن يكون قلبك علوياً أو يكون أمويّاً، أمّا أن تكون يزيدياً أو حسينياً، ومن هذه العقيدة تعرف لماذا الشيعة في كل عام يتفاعلون في واقعة كربلاء وشهادة سيد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام حتى يقولوا نحن من شيعة الحسين لا من شيعة يزيد، ولاشك في كل زمان موسى وفرعون، وحسين ويزيد، وصدام والإمام الخميني، وملوك آل سعود وآل خليفة والمراجع وولاية الفقيه كالسيد الإمام الخامنئي فأنت مع من؟ وأنا مع من؟ وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

التاريخ: [١٤٣٧/٩/٧]     تصفح: [1865]

ارسال الأسئلة