b هل أهل البیت عباد أمثالنا من دون الله ؟
العصمة بنظرة جديدة مجلة الکوثر الرابع والثلاثون - شهر رجب المرجب 1437هـ -2016م صحيفة صوت الكاظمين الشهرية العدد 207/206 النور الباهر بين الخطباء والمنابر قناة الکاظمين مصباح الهداية ونبراس الأخلاق بإدارة السید محمد علي العلوي الخصائص الفاطميّة على ضوء الثقلين الشباب عماد البلاد إجمال الكلام في النّوم والمنام المؤسسة الإسلامية العالمية التبليغ والإرشاد برعایة السید عادل العلوي صحیفة صوت الکاظمین 205-204 شهر رجب وشعبان 1437هـ الانسان على ضوء القرآن أخلاق الأنبياء في القرآن الكريم العلم الإلهامي بنظرة جديدة في رواق الاُسوة والقدوة الله الصمد في فقد الولد في رحاب اولى الألباب المأتم الحسیني الأسبوعي بإشراف السید عادل العلوي في دارالمحققین ومکتبة الإمام الصادق علیه السلام- إحیاء للعلم والعل نظرات في الإنسان الكامل والمتكامل مجلة الکوثر الثالث والثلاثون - شهر محرم الحرام 1437هـ -2015م نور العلم والعلم نور مقالات في رحاب الامام الحسين(ع)
اللغة
تابعونا...
تصنیف موضوعي احدث الأسئلة الأسئلة العشوائية أكثر الأسئلة مشاهدة

الأسئلة العشوائية

أكثر الأسئلة مشاهدة

هل أهل البیت عباد أمثالنا من دون الله ؟

قال تعالى:
\"إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ ۖ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿١٩٤﴾ أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا ۖ أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَا ۖ أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَا ۖ أَمْ لَهُمْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا ۗ قُلِ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلَا تُنظِرُونِ ﴿١٩٥﴾\"
سورة الأعراف
س1- هل علي وفاطمة الزهراء والحسن والحسين هم عباد أمثالنا من دون الله ؟؟ أم هم مساوين لله؟؟؟
س2- إن كان دعاء هؤلاء جائز فلماذا لم يستنثيهم الله عز وجل ؟؟؟
س3- هل الدعاء ليس من الشرك؟؟ فلماذا قال الله تعالى :( قل ادعوا شركاءكم )؟؟

بسم الله الرحمن الرحیم 

قبل بيان الجواب لابد أن نعترف سوية ـ نحن والسائل ـ بأمور ضرورية توصلنا إلى نتيجة حقّة إن كان السائل طالبا للحق ، وهي :

الأول: هناك فرق بين ما يبتدعه الانسان ويجعله شريكاً للّه‏ تعالى وبين ما ينصبه اللّه‏ تعالى للبشر من الطرق لهدايتهم               

هذا أمر بديهي لابد من الاعتراف به ، وإلا لو أنكرنا هذا وقلنا بمقولة السائل بحيث جعلنا كل ما يتوسط بين اللّه‏ وعباده من الشرك ، لكانت نتيجة ذلك هي : أن كل من يدعي الاسلام فهو مشرك بلا ريب ، إذ ما من مسلم إلا وهو يتوجه ال‏الكعبة ، بل ويقصدها في حجه ، ونفس الدعاء يأتي عليه هذا الكلام ، بل أكثر من ذلك أن اللفظ الخارج في الدعاء تنطبق عليه هذه الحقيقة .

والحال ليس كذلك بل هناك فرق بين ما يجعل الانسان وبين ما يجعله اللّه‏ تعالى ، والآية التي صدّر بها السؤال من النحو الأول ، وجعل البشر .                                                                                                                                         الثاني : لابد من النظر إلى القرآن بعينين بصيرتين ، فكما إننا ننظر إلى ما ورد في سورة الاعراف الآية ( 194 ـ 195 ) كذلك علينا ان نرجع إلى قوله تعالى : « يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللّه‏َ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسيلَةَ »[1] ، وعلينا التأمل بالمراد من الوسيلة .                   

الثالث : لابد أن نعترف بما نص عليه القرآن من أن النبي  صلى ‏الله ‏عليه ‏و‏آله « وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى * إِنْ هُوَ إِلاّ وَحْيٌ يُوحى »[2] ، وبما تواتر وصح عن النبي  صلى ‏الله ‏عليه ‏و‏آله من الأحاديث في حق أهل بيته كحديث السفينة ، راوى الحاكم النيسابوري عن ميمون بن اسحاق الهاشمي ثنا أحمد بن عبدالجبار بن بكير ثنا المفضل بن صالح عن أبي اسحاق عن حنش الكناني قال : سمعت أباذر يقول وهو آخذ بباب الكعبة : أيها الناس من عرفني فأنا من عرفتم ومن أنكرني فأنا أبوذر سمعت رسول اللّه‏ صلى‏ الله ‏عليه ‏و‏آله يقول : « مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق » ثم عقبه الحاكم بقوله : هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه[3] .                                                                                  

وحديث الثقلين الذي تواتر نقله ولا ريب في صحته أبدا ، فقد رواه الترمذي عن نصر بن عبدالرحمن الكوفي أخبرنا زيد بن الحسن عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر بن عبداللّه‏ قال : « رأيت رسول اللّه‏  صلى ‏الله ‏عليه ‏و‏آله في حجته يوم عرفة وهو على ناقته القصواء يخطب فسمعته يقول : يا أيها الناس إني تركت فيكم من [ ما ] إن أخذتم به لن تضلوا كتاب اللّه‏ وعترتي أهل بيتي »[4] .

والرابع : وأن نعترف بالائمة المعصومين  عليهم‏السلام ، بأنهم ـ على أقل تقدير ـ رواة للحديث لم ينص أحد على القدح فيهم .

الجواب                                                                                                                                                      

إذا أمكن للسائل قبول هذه الامور ـ ولو تنزلا ـ نجيب عن أسئلته كالتالي:                                                                      

أما السؤال الأول فجوابه : إن النبي  صلى ‏الله ‏عليه ‏و‏آله وأهل بيته  عليهم‏السلام بشر مثلنا نص القرآن على ذلك ولم يقل أحد منا بأنهم آلهة من دون اللّه‏ أو أنهم شركاء له أو أنهم مساوون للّه‏ ، أو أن لهم استقلال عن اللّه‏ بفعلهم أبداً ، ومن قال بذلك فهو كافر بلا ريب .                                                                                                                                                       

أمّا السؤال الثاني فجوابه:                                                                                                                                 

1 ـ أرجع إلى الأمر الأول المتقدم والأمر الثالث تجد الفرق واضح بين ما جئت به من الاية ( 94 ) من سورة الاعراف وبين الوسيلة ، فإن الوسيلة خارجة موضوعاً عن تلك الاية المشار اليها في سورة الاعراف ، فلا تحتاج الايه ‏استثناء .                                     

2 ـ من قال لكم بأن الشيعة تدعو الأئمة من دون اللّه‏ ؟ أليس هذا من الافتراء المحرم ؟ إنما نحن الشيعة الامامية ندعوا اللّه‏ تعالى وحده لا شريك له ، ونقدم بين يدي دعاءنا سفن النجاة وهم الوسيلة والشفعاء بيننا وبين اللّه‏ تعالى ، كما نص عليه الرسول وبيناه في الأمر الثالث ، وعليه فان قول السائل ( إن كان دعاء هؤلاء جائز ) غير صحيح .                                                         

3 ـ إن توسيط شخص بين اثنين أمر فطري لا يحتاج إلى دليل يدل عليه ، فان الحاجة إذا كانت بيد السلطان وليس لنا جاه عنده فالعقل والفطرة يحتمان على الانسان أن يعثر على من يؤثر على ذلك السلطان من المقربين اليه ، وهذا نوع من التوسل فيما بين الناس ، والحال عينه بين الخلق المثقل بالذنوب وبين باريهم ، فان المذنب بلا ريب كما نصت عليه الروايات لا يستجاب دعاءه ، بينما إذا وسط محمد وآل محمد قضيت حاجته ونان الداعي مرامه.                                                                        

أما السؤال الثالث فجوابه:                                                                                                                                  

إن الدعاء ليس من الشرك ، بل هو عبادة دعا اليها اللّه‏ تعالى في كتابه العزيز ، ولكن الدعاء تارة يكون دعاء للّه‏ تعالى الذي بيده كل شيء وهو على كل شيء قدير فيعطي من يشاء ويمنع من يشاء ، وأخرى يكون دعاء لغير اللّه‏ ، دعاء الكافر والمشرك لمن جعله شريكاً ، فانه لا يستجيب له ، لضعفه وفقره وعدم قدرته ، وهذا ما تشير اليه الآية : « فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجيبُوا لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقينَ »[5] ، ثم قال لهم في الآية الاخرى : « قُلِ ادْعُوا شُرَكاءَكُمْ ثُمَّ كيدُونِ فَلا تُنْظِرُونِ »[6] ، تعجيزا لهم وإفحاما .                               

والمستفاد من أمر اللّه‏ تعالى للكافرين بدعاء آلهتهم هو إقامة البرهان الصريح لهم بأنهم لا ينفعونهم ولا يضرون ، فأمرهم   بالدعاء ، والا فان اللّه‏ لا يأمر بالكفر ، كما ورد في قصة النبي إبراهيم  عليه‏السلام عند ما قال لعباد الأصنام بعد أن كسرها « فَسْئَلُوهُمْ إِنْ كانُوا يَنْطِقُونَ * فَرَجَعُوا إِلى أَنْفُسِهِمْ فَقالُوا إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الظّالِمُونَ »[7] .                                                     

وفي الختام أنقل لك أيها السائل البصير هذه الرواية الكليني بسنده عن الامام الصادق  عليه ‏السلام في قول اللّه‏ عزوجل : « فَلَمّا آسَفُونا انْتَقَمْنا مِنْهُمْ »[8] فقال : « إن اللّه‏ عزوجل لا يأسف كأسفنا ولكنه خلق أولياء لنفسه يأسفون ويرضون وهم مخلوقون مربوبون ، فجعل رضاهم رضا نفسه وسخطهم سخط نفسه ، لأنه جعلهم الدعاة إليه والأدلاء عليه ، فلذلك صاروا كذلك وليس أن ذلك يصل إلى خلقه ، لكن هذا معنى ما قال من ذلك وقد قال : من أهان لي ولياً فقد بارزني بالمحاربة ودعاني إليها ، وقال : « مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللّه‏َ » . . . » .                                                                                                              

وخلاصة الجواب هو : إن اهل البيت  عليهم‏السلام بشر ولم نقل بألوهيتهم أبداً ، وإنما هم « عِبادٌ مُكْرَمُونَ * لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ »[9] ، ونحن لا ندعوهم بل ندعوا اللّه‏ تعالى بهم ونوسطهم بيننا وبين اللّه‏ لكرامتهم عليه وجاههم عنده وهم الوسيلة دون غيرهم ، ومن قصد اللّه‏ بغيرهم فقد ضل ضلالاً بعيداً .                                                                            



[1]  المائدة : 35 .

[2]النجم : 3 ـ 4 .

[3]مستدرك الحاكم : ج2 ، ص343 ، روى الهيثمي حديث السفينة في  مجمع الزوائد : ج9 ، ص168  عن عدة من الصحابة منهم : أبوذر ، وابن عباس ، وعبداللّه‏ بن الزبير ، وأبو سعيد الخدري .

[4]سنن الترمذي ج5 ، ص327 ، الحديث 3874 .

[5]الاعراف : 194 .

[6]الاعراف : 195 .

[7]الأنبياء : 63 ـ 64 .

[8]الزخرف : 55 .

[9]الأنبياء : 26 ـ 27 .

 

 

التاريخ: [١٤٣٤/٢/١٨]     تصفح: [2131]

ارسال الأسئلة