علة استلام الركن اليماني

 

() 1 ـ وفي العلل : حدثنا محمد بن الحسن بن احمد بن الوليد 2، قال  : حدثنا احمد بن ادريس ، عن محمد بن حسان ، عن الوليد بن ابان ، عن علي بن جعفر، عن محمد بن مسلم ، عن أبي عبدالله 7، قال : قال رسول الله 6 : طوفوا بالبيت واستلموا الركن فانه يمين الله في أرضه يصافح بها خلقه مصافحة العبد أو الدخيل ويشهد لمن استلمه بالموافاة[1] .

 

() 2 ـ وفي العلل : أخبرنا علي بن حاتم ، قال : حدثنا علي بن الحسين النحوي ، عن احمد بن محمد بن عيسى ، عن ابن فضال ، عن ثعلبة بن ميمون ؛ وغيره ، عن بريد بن معاوية العجلي ، قال : قلت لأبي عبدالله 7: كيف صار الناس يستلمون الحَجَر والركن اليماني ولا يستلمون الركنين الآخرين ؟ فقال  : قد سألني عن ذلک عباد بن صهيب البصري فقلت له : لأن رسول الله 6 استلم هذين ولم يستلم هذين فإنما على الناس أن يفعلوا ما فعل رسول الله 6 وسأخبرک بغير ما أخبرت به عباداً إن الحَجَر الأسود والركن اليماني عن يمين العرش وإنّما أمر الله تبارک وتعالى أن يستلم ما عن يمينه عرشه ، قلت : فكيف صار مقام ابراهيم عن يساره؟ فقال: لأن ابراهيم  7 مقاماً في القيامة ولمحمد 9 مقاماً فمقام محمد عن يمين عرش ربنا عزوجل ، ومقام ابراهيم عن شمال عرشه ، فمقام ابراهيم في مقامه يوم القيامة ، وعرش ربنا مقبل غير مدبر[2] .

 

() 3 ـ وفي العلل : حدثنا أبي  2، قال : حدثنا سعد بن عبدالله، عن أيوب بن نوح ، عن صفوان بن يحيى ، عن معاوية بن عمار، عن أبي عبدالله 7، قال  : بينا أنا في الطواف إذا رجل يقول ما بال هذين الركنين يمسحان ـ يعني الحَجَر والركن اليماني ـ وهذين لا يمسحان ؟ قال : فقلت : لأن رسول الله 6 كان يمسح هذين ولو يمسح هذين فلانتعرض لشيء لم يتعرض له رسول الله 9[3] .

 

() 4 ـ قال الامام الصادق  7: انه ـ الركن اليماني ـ بابنا الذي ندخل منه الجنّة .

() 5 ـ وقال  7: إنّ فيه باباً من أبواب الجنّة لم يغلق منذ فتح ، وفيه نهر من الجنّة تلقى فيه أعمال العباد، وهذا هو الركن اليماني لا ركن الحجر[4] .

 

() 6 ـ عن بريد العجلي قال : قلت لأبي عبدالله 7: كيف صار الناس يستلمون الحجر والركن اليماني ولا يستلمون الركنين الآخرين ؟

فقال : قد سألني عن ذلک عباد بن صهيب البصري ، فقلت له : لأن رسول الله 6 إستلم هذين ولم يستلم هذين ، فانّما على الناس أن يفعلوا ما فعل رسول الله 6، وسأخبرک بغير ما أخبرت به عبّاداً، إن الحجر الأسود والركن اليماني عن يمين العرش ، وإنّما أمر الله تبارک وتعالى أن يستلم ما عن يمين عرشه ، قلت  : فكيف صار مقام إبراهيم  7 عن يساره ؟ فقال : لأنّ لابراهيم  7 مقاماً في القيامة ومحمّد 6 مقاماً فمقام محمّد 6 عن يمين عرش ربّنا عزّوجلّ ، ومقام ابراهيم 7 عن شمال عرشه ، فمقام إبراهيم  7 في مقامه يوم القيامة ، وعرش ربّنا مقبل غير مدبر.

في هذا الحديث الشريف أسرار وحكم وتربية وتعليم .

منها: ان الجواب يختلف باختلاف الناس ، فتارة جواباً عاماً للناس ، كما كان ذلک لعبّاد، وأخرى خاصّاً للخواص والحواريين كبريد العجلي .

ومنها: تارة الجواب بالفقه الأصغر وإتباع سنّة رسول الله  6، واُخرى بالفقه الأكبر وإرتباطه بالله وبيوم القيامة .

ومنها: فضل اليمين على الشمال ، وتفاوت مقامات الأنبياء، وإن أفضل الرسل والأنبياء منزلةً ومقاماً خاتم الأنبياء المصطفى محمّد 6.

ومنها: العرش الإسمي والمسمائي وانّه مقبل غير مدبر.

ومنها: إستلام الركنين عن يمين العرش يرمز في الواقع إلى إستلام يديه الله، وكلتا يديه يمين ـ كما في الأخبار ـ وذلک من اليمن والبركة والرحمة الواسعة .

ومنها: المطابقة بين الدنيا والآخرة ، فلما كان مقام إبراهيم في الآخرة عن يسار عرش الله، كان مقامه في الأرض عن يسار الكعبة والركنين .