بسم الله الرحمن الرحیم

لاشك أنّ الزواج عقد من العقود ولهذا يكون بين الزوجين عقد النكاح من الإيجاب والقبول والعقد من العقدة كما يشدّ الحبل بحبل آخر ويعقد بينهما، فإذا كان العقد من عقد حبل مع آخر فلابدّ من التكافؤ بين الطرفين، فإذا كان كل منهما حبلاً بنفس المستوى فتبقى العقدة بينهما مستحكماً أمّا إذا كان أحدهما حبلاً والآخر خيطاً أو كان أحدهما حبلاً والآخر حديداً، فإنهما لا يتفقان على حال إذ الحياة أخذ وعطاء وشدّ ورخاء، فإذا أراد الحبل أن يشدّ، فإنّه يوجب قطع الخيط وهنا يحصل الطلاق والشقاق والافتراق وهذا لا علاقة له بالمسّ والجن المسكين أو السّحر واتهام الآخرين لأنّ السحر لابدّ من شخص يعمل لهما السّحر وهذا إتهام وبهتان للآخرين، فالحياة لابدّ أن تبنى على أسس وقواعد عقلانية وإذا قال الإسلام أنه لابدّ من التكافؤ بين الزوجين، فإنّه عن حكمة عقلانية يقول بذلك مثلاً إذا كان الولد من عائلة تعبانة أو الولد هو تعبان وغير ملتزم كأن لا يصلي وكانت البنت من أسرة عريقة وهي مؤمنة وحتى تصلي صلاة الليل فأي سنخية بينهما، أليس الطيبون للطيبات والخبيثون للخبيثات وهكذا المستويات الأخرى الإجتماعية والثقافية والدينية والاقتصاديّة والعملية، فالأولى أن يبحثوا عن علل هذا التّنفر ، فربما المرأة مريضة نفسياً أو عندها عقد الحقارة من صغرها في بيت أبيها والآن تريد أن تقتص من حياة زوجها المسكين وربما العكس كذلك وعلى كل حال المفروض أن يكون العقل والعقلانيّة هو الحاكم في الحياة الزوجية أولاً وآخراً ولا علاقة له بإبليس والسّحر فكل هذا من الأوهام وخطوات وتسويلات الشيطان ليلقى بين الزوجين بل وبين الأخوان والأحبة والأقرباء والأصدقاء والعوائل العداوة والبغضاء، فاستعيذوا بالله من الشيطان كثيراً ولا سيما قبل طلوع الشمس وقبل غروبها وكذلك عليكم ببسم الله الرحمن الرحيم، فإنّها سرّ من أسرار الله من داوم عليها فإنّ نورها يطفأ نار كلّ المشاكل في الحياة الفردية والاجتماعية والزوجية وغيرها والله المستعان.