ارسال السریع للأسئلة
تحدیث: ١٤٤٥/١٢/٢٤ السیرة الذاتیة کتب مقالات الصور دروس محاضرات أسئلة أخبار التواصل معنا
العصمة بنظرة جديدة مجلة الکوثر الرابع والثلاثون - شهر رجب المرجب 1437هـ -2016م صحيفة صوت الكاظمين الشهرية العدد 207/206 النور الباهر بين الخطباء والمنابر قناة الکاظمين مصباح الهداية ونبراس الأخلاق بإدارة السید محمد علي العلوي الخصائص الفاطميّة على ضوء الثقلين الشباب عماد البلاد إجمال الكلام في النّوم والمنام المؤسسة الإسلامية العالمية التبليغ والإرشاد برعایة السید عادل العلوي صحیفة صوت الکاظمین 205-204 شهر رجب وشعبان 1437هـ الانسان على ضوء القرآن أخلاق الأنبياء في القرآن الكريم العلم الإلهامي بنظرة جديدة في رواق الاُسوة والقدوة الله الصمد في فقد الولد في رحاب اولى الألباب المأتم الحسیني الأسبوعي بإشراف السید عادل العلوي في دارالمحققین ومکتبة الإمام الصادق علیه السلام- إحیاء للعلم والعل نظرات في الإنسان الكامل والمتكامل مجلة الکوثر الثالث والثلاثون - شهر محرم الحرام 1437هـ -2015م نور العلم والعلم نور مقالات في رحاب الامام الحسين(ع)
اللغة
تابعونا...
تصنیف موضوعي احدث الأسئلة الأسئلة العشوائية أكثر الأسئلة مشاهدة

الأسئلة العشوائية

أكثر الأسئلة مشاهدة

مسألتي عن الموت أصبح لديّ خوف شديد من الموت ومابعده من عذاب القبر

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مسألتي عن الموت
أصبح لديّ خوف شديد من الموت ومابعده من عذاب القبر
قرأت مايحدث للميت من رد الروح له في القبر فيشعر حينها بالوحشة والظلمة والضيق الشديد
فأصابني الذعر والفزع الشديد واضطربت أحوالي
أنا خائفة جدا جدا من سوء المنقلب
خائفة من عذاب القبر
صرت أفكر وأتخيل نفسي في ذاك المكان
في كل لحظات حياتي هذا التفكير لايفارقني
فنغص عليّ الحياة وصرت لا أطيقها
وكل شيء فيها بالنسبة لي قبيح
صرت لا أرى الجمال ولا أشعر بلذة طعام أو مكان

أنا امرأة مؤمنة بقضاء الله وقدره وملتزمة ان شاء الله بأحكامه، وأنا أم لثلاث بنات، والثالثة طفلة رضيعة لسبعة أشهر
أحببتها حبا جما
كنت تمنيتها صبيا وطلبت ذلك من الله ولكن الله رزقني بنتا ورزقني حبها
وكنت أشعر أنها قطعة من الجنة لأنها أدخلت السرور والبهجة على حياتي فكانت تعطيني طاقة وصبر على تحمل أمور الحياة
أحمد الله وأشكره على هذه النعم العظيمة
ولكن عندما صرت أفكر بالموت صار لا طاقة لي بشيء
واسودت الدنيا في عيني كالبائس اليائس

صرت أحس بأنه لايمكنني تجاوز هذا العذاب وأنني سألقاه لامحالة

أعلم برحمة الله الواسعة وأشعر بأنني غارقة بها في الدنيا
وسمعت أن رحمته هناك أكبر وأوسع
لكن هذا الكلام لم يغير فيي شيء فأنا أواجه مصيرا محتوم

ماذا أفعل ياسيدي.. فقد اختلت موازين أفكاري وأصبح لديّ شبهات منها :

١- هل الموت خير للإنسان وشيء جيد حيث أنه يلقى رحمان الدنيا والآخرة ، أم أنه يوم عذاب

٢- لماذا نقول فلان مسكين لأنه مات
فهل فقد الحياة الدنيا فيها سوء
عادة يتمنى الناس طول الحياة
فلماذا هذه الأهمية للحياة والحفاظ عليها اذا كان العبد سيكون عند رب رحيم سواء بالدنيا أو بالآخرة

٣- اذا كان الموت مؤلم ومفزع من قبض الروح الى ورود القبر الى عذابه
فليتني لم أُخلق
فالسيدة فاطمة بنت أسد هي أم أمير المؤمنين وخافت من القبر
فكيف بي أنا

٤- كيف ننجب الأطفال اذا كان هناك مصير محتوم من الألم والخوف والفزع ينتظرهم
لماذا الشريعة ترغب بانجابهم.. أنا أصبحت لا أرغب بالانجاب لهذا السبب

٥- جئت للدنيا بدون ارادتي وسأرحل بدون ارادتي
ولكن عندما جئت للدنيا رزقني الله بوالدين عطوفين يرحمونني ويعتنون بي فلم يتركني هكذا
فهل من المعقول أن يسلمنا الله للعذاب والضيق في ذلك المنزل الموحش ونحن أحوج إليه وإلى رحمته

٦- هل الله يفزعنا بالموت وبالقبر أم أنه يجعلنا نتعود على الوضع هناك ولايفزعنا

فهل يقبل الله بفزع عبده وهو ربنا و أشد رحمة من الأم
٧- هل يمكنني حقيقة تجاوز هذا العذاب والألم والنجاة منه وأنا من المؤمنين المقصرين أم أنه واقع لي لامحالة

٨- هل صحيح أن الأئمة عليهم السلام يزوروننا في قبورنا عند زيارتنا لهم فيرفع عنا العذاب

٩- ماهو تشخيصكم لوضعي هذا؟
وماهو العلاج؟
وماهي الأمور التي يجب عليي فعلها لأنال الثواب وأكف عن نفسي العذاب؟

أتمنى من سماحتكم تحملنا والإجابة علينا فقد أطلت الكلام
ولكم من الله حسن الجزا

بسم الله الرحمن الرحیم

ذكر الموت يوجب النشاط والحيوية والحركة ولا ينّغص الحياة إلّا إذا لم نعرف حقيقة الموت، فإنّ الموت إنتقال من حياة فانية إلى حياة أبدية وسعادة تلك الحياة الأبدية بما نعمله في حياتنا الفانية، فحينئذٍ نزداد نشاطاً للعمل الصّالح حتى لا نقول في عالم القبر والبرزخ ويوم الحشر والقيامة (رب ارجعوني لعلّي أعمل صالحاً) فالعمل الصالح يحتاج إلى حركة ونشاط وقوّة وأن نعمل بسرور وفرح ونبني القصور في الجنان ونزرعها بذكر الله عن كل حال وفي جميع الأحوال وأمّا خوفنا من الموت بالنحو الذي ذكرتموه، فهذا تلبيس إبليس اللعين يريد أن ينغّص حياة المؤمن والمؤمنة فيوحى إليه ويوسوس بذكر الموت السلبي ولهذا لا يرى جمال حياته ونشاطه في الأعمال الصالحة (إنّ الشيطان عدو لكم فإتخذوه عدواً) كما أنّ العدو الداخلي النفس الأمارة تسّول للإنسان سوء عمله وسوء أفكاره بلباس الحق كما حالكم هذا على أنه تذكر أنّ الموت وتحسبون أنكم تحسنون صنعاً ولا تعلمون أنّ ذكر الموت بهذا النحو من تسويلات النفس الأمارة بالسوء وهي أعدى عدوكم ومثل الجسر يعبر منه الناس فمنهم من يعبّر منه إلى الجنان لأنّه كان نشيطاً في حياته الدنيوية وعمل صالحاً وعبد الله في الليل والنهار والآخر يعبر فدع عنك القلق والأفكار السلبية والشيطانية وأبدء الحياة الطبيعية فالموت خير للمؤمن إذ كان في عبادة الله نشيطاً وقلبه مسروراً يعمل الصالحات مقروناً بالإيمان الكامل بالتوحيد والنبوة والإمامة، وإنّما للكافر والمنافق والفاسق الذي لم يتب من ذنوبه يكون الموت له شراً لأنه مقدمة لدخول السجن الأكبر الأبدي وهو الجحي ونيران الله التي تطلع على الأفئدة في عمدٍ ممددة، وقول العوام الحياة الدنيا لأنها حصيراً دار العمل وغداً دار الجزاء فيسأل المؤمن طول عمره حتى يعمل أكثر وأكثر من الأعمال الصالحة والمخلصة والصادقة وبأمان قربة إلى الله تعالى ولا يقول يوم القيامة (ياليتني قدمت لحياتي) فهذه التقدمة إنّما هي في دنياه والحياة الأصيلة والأبدية في آخرته ولهذا قال (قدّمت لحياتي) فالحذار الحذار من الجهل والجهالة والسفه والسفاهة وطوبى لمن عرف نفسه فعرف ربه فعرف كل شيء.

والموت للمؤمن والمؤمنة المحب لله ولرسوله والعترة الطاهرين كشم وردة جميلة وعطرة وما يقوله المؤمن عندما يفكر بالموت وسكراته لأنه ينشط بذلك لا أنّه يسلب منه الإرادة ويعيش البؤس واليأس والعزلة والخمول والكسالة وهيهات ما هذا أفعال الصالحين والصالحات وما هذا الفكر الإبليسي الشيطاني لعنة الله أنّه لا انجب الأطفال لأنه هناك مصير محترم من الألم والفزع فما هذا المنطق البائس بل ننجب الأطفال وتثقل الأرض بذكر لا إله إلّا الله بعد تربيتهم تربية إسلامية ولائية شيعيّة كما أن المرء إذا مات إنقطع عمله الصالح إلّا من ثلاثة واحد منها الولد الصالح يستغفر لوالديه كما أنت الآن من البنات الصالحات تستغفرين لوالديك حياً وميتاً فهل إمكِ كانت تفكر أنها لا لا تنجب وتخسر بنتاً مثلك؟!

والله يحب عبده المؤمن في الدنيا والآخرة ويرحمه برحمته الرحيمية الخاصة بالمؤمنين والمؤمنات ويأمننا من الفزع الأكبر بأعمالنا الصالحة في دنيانا فأكثروا من الأعمال الصالحة في الليل والنهار وارغموا أنف الشيطان بكثرة السجود لله سبحانه وبصلاة الليل فإنّه يزيد في الرزق والإيمان والتوكل على الله سبحانه ويبيض الوجه في الدنيا والآخرة ولاشك يا حار همدان من يمت يرني كما قالها أمير المؤمنين وأن المؤمن يرى ائمته عند احتضاره والمعاينة كما ورد في الروايات الصحيحة كما يراهم في قبره وبرزخه وعند الصراط أليس الإمام الرضا عليه السلام قال من زارني في غربتي رزقه في ثلاث مواطن وأخلصه من أهوالها فحاولوا أن تزوروا الأئمة عليهم السلام كثيراً فإنّهم شفعاء زوّارهم وأما تشخيصي لوضعك فدعي عنك القلق وأبدئي الحياة الجميلة الحلوة الطيبة السعيدة الرغيدة وقولي دائماً في القنوت (ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار).

والدور هو الإيمان الكامل بالعلم بالنافع والعمل الصالح ودمتم بخير والله المستعان.

التاريخ: [١٤٤٠/٢/٣]     تصفح: [833]

ارسال الأسئلة