بسم الله الرحمن الرحيم

العلم علمان علم ربّاني إلهي وعلم إبليسي وشيطاني، فالذي تعلمته إن كان يؤثر في ورعك وتقواك وتزداد إيماناً وخوفاً من عذاب الله وناره وتنهى النفس عن الهوى، فهذا من العلم المبارك الإلهي وإلّا فمن الشيطان فإن الشيطان تولّاك وركبك فصرت خير مركوب له ويفرح بك كثيراً لأنه تمكّن من اغوائك وقد أقسم بالله لیغوي الاجمعين الا عباد الله المخلصين فصرت من عباد الشيطان لا من عباد الرحمن ولهذا تمكنت أن تترك عمود دينك وهذا غاية ما يريده الشيطان عدو الإنسان من الإنسان في مقام عداوته أن يسلب منه الصلاة ويوم القيامة يكون معه في سقر فيسألون الملائكة كما في سورة المدثر ((مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ_قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ)).

فعليك بالتوبة النصوح سريعاً وقضاء ما فاتك والندم والاستغفار الكثير قبل أن ياتيك الموت فلا تدري ربما اليوم تموت

إقرأ دعاء أبي حمزة الثمالي كثيراً ولا سيّما هذا المقطع الشريف (مالِي كُلَّما قُلْتُ قَدْ صَلُحَتْ سَرِيرَتِي وَقَرُبَ مِنْ مَجالِسِ التَّوّابِينَ مَجْلِسِي عَرَضَتْ لِي بَلِيَّةٌ أَزالَتْ قَدْمِي وَحالَتْ بَيْنِي وَبَيْنَ خِدْمَتِكَ، سَيِّدِي لَعَلَّكَ عَنْ بابِكَ طَرَدْتَنِي وَعَنْ خِدْمَتِكَ نَحَّيْتَنِي، أَوْ لَعَلَّكَ رَأَيْتَنِي مُسْتَخِفا بِحَقَّكَ فَأَقْصَيْتَنِي، أَوْ لَعَلَّكَ رَأيْتَنِي مُعْرِضا عَنْكَ فَقَلَيْتَنِي)فإنه سينزل عليك البلاء واحد تلو الآخر إذا حبّك الله وأراد أن يهديك وإلّا ستبقى في بطرٍ وسكرة الشباب ولا ينفعك العلم الذي معك وستندم في الدنيا والآخرة وكيف تطلب السلوك وأنت تترك عمود دينك؟!