بسم الله الرحمن الرحیم

لما كان تعريف كل شيء بحدّه التام أولاً وإلّا فبالناقص وإلّا فبالرسم التام وإلّا فبالناقص والحد التام ما يذكر فيه الجنس القريب والفصل القريب كقول في تعريف الإنسان إنّه (حيوان ناطق) ويشترط في التعريف بالحدّ التّام أن يكون بإعتبار قيوده الإحترازية جامعاً للأفراد ومانعاً من الأغيار وهذا معنى أن يكون مطرداً ومنعكساً فالحيوان في تعريف الإنسان إحتراز عمّا لم يكن حيواناً كالنبات والجمادات وبقيد (ناطق) نحترز عما لم يكن إنساناً من الحيوانات كالحمار فإنّه حيوان ناهق، فصار العريف حينئذٍ جامعاً لكل أفراد الإنسان كزيد وعمر ومانعاً من كل الأغيار كالحمار والنبات والجماد فالمطر والمنعكس عبارة أخرى عن الجامعية للأفراد والمانعية من الاغيار.